الحلقة الأولى :
كنتُ أراقبها على بعد ثلاثة أمتار مني، ومعها طفلتها ذات العامين حسب تقديري ، كنت في مسجد انتظر صلاة الجمعة ووجدت نفسي بجوار مجموعة من النساء ، وكانت منهن .
كانت الطفلة بحكم سنها تريد أن تلعب وتقفز، فلا هي تدري ما جاء بها إلى هنا، ولا ما ينتظره هذا الجمع الغفير وهو جالس على اللأرض!.. بدأت تتحرك، وأمها تُجلسها بإصرار أمامها كي لا تتحرك، وتتابع حديثها مع امرأة بجوارها. لم تيأس الطفلة، حاولت أكثر من مرة أن تقوم من مكانها لتدور حول أمها، و أمها بنفس الإصرار تجلسها وتربطها في مكانها، اسقط في يدها وجلست ببراءة، ثم نظرت الى شمسية صغيرة كانت بجوار أمها وسحبتها تريد ان تلعب بها، هنا أيضا وبختها أمها وأخذت منها الشمسية وأجلستها في مكانها “مربوطة” مرة اخرى .
كنت اتأمل الموقف امامي في صمت ممزوج بالشفقة وسؤال واحد يغلي في ذهني..
ترى.. كم من الأمهات في وطننا العربي مثل هذه الأم؟؟
نعود للطفلة التي كانت تطالب بأبسط حقوقها في اللعب البريء بحكم سنها الصغيرة، فلا هي تفهم صلاة ولا خطبة ولا هي مجبرة على الجلوس دون حراك، والأم من جانب آخر تحرمها من أي نوع من التواصل، ولم تكلف نفسها أن تحضر لابنتها حلوى أو لعبتها المفضلة، أو حتى تسمح لها باللعب بالشمسية (وهو أمر لم افهم سببه حتى الآن )، عوضا عن ذلك أخذت توبخها وتقرصها “بغيظ” من حين لآخر على تعكير صفو جلستها بانتظار الخطبة وتصر على ربطها في مكانها دون حراك قائلة لها باستمرار “اسكتي يا بنت.. اجلسي يا بنت.. بلاش حركة يا بنت”. حتى استسلمت الطفلة اخيرا بسبب الملل وحرارة الظهيرة الخانقة وتمددت في مكانها كما القرفصاء ولاذت بالنوم دون أي خيار آخر
قد تشعرين بالحنق والغضب من هذه الأم.. لانني نقلتُ لك الصورة بدقة حاملة معها تصوراتي الذهنية
لكن…
ما فعلته الأم هو ما ببساطة ما تفعله اغلبنا “لا شعوريا” في المجالس
النسائية..
في الأسواق..
بالسيارة..
عند مشاهدة التلفاز..
في المطبخ ..
وعند انهماكنا “وعدم انهماكنا” في حياتنا اليومية!!!
فــــــــــــــ
ما هي التربية الذكية؟
و ما هي التربية أصلا؟؟
هل هي تعليم الآداب؟ أم التفنن في انواع العقاب؟؟ أم إنها أي طريقة سريعة للتخلص من صداع الأبناء؟؟؟؟؟؟
أتعرفين ما هي أكبر مشاكلنا كأمهات؟
اننا نحصر معنى “الأمومة” بالحمل والرضاعة، ربما لأنها أمور محسوسة يمكن قياسها ولها مدة معينة. أما ما يتبع ذلك فهو متروك “سبهللة” للظروف الإجتماعية، والنصائح النسائية البدائية، وطرق التربية المتوارثة من الجيل السابق.. فكما تربينا نربيهم، وكما تسير قافلة المجتمع حولنا نسير معهم ، كوبي بيست، مع تحفظي على الـ “البيست” الأخير اياه، لتلطخه بخبائث وسائل الإعلام المفجعة في عصرنا هذا
رغم أن موضوع التربية طويل عريض، له آلاف الكتب والمحاضرات حول العالم، الا انني يمكن ان ألخصه لك في ٣ أمور فقط :
أحسني التواصل..اغرسي الإيجابيات.. أحسني العقاب!
وبالطبع.. ربما السواد الأعظم والأغلبية الساحقة الكاسحة من أمهاتنا لا تدري ما التواصل ولا الإيجابيات..لكنها تفهم جيدا جميع الوان وأنواع العقاب والحساب ...
نعم للأسف.. نحن نجيد ونتفنن في محاسبة وعقاب أولادنا.. ولا شيء آخر
كيف سيكبرون.. ماذا سيصنعون؟ نتركها للزمن. ما هي مميزاتهم؟ ما هي طموحاتهم؟؟ حسب الوظيفة ذات الطلب الاكثر اأو الراتب الاعلى !!
في دورة “التربية الذكية” سنتناول المواضيع التالية:
- كيف تغرسين المعتقدات الإيجابية في أبنائك بطريقتين في ٣ خطوات رائعة.
- كيف تحددين السلوكيات السيئة وتتخلصين منها للأبد في ٤ خطوات عملية (لأعمار الاطفال من ٣ الى ١٦ سنة).
- كيف تتواصلين مع أبنائك وتستمعين لهم بطريقة فعالة في ٣ خطوات بسيطة.
وحيث أن اليد الواحدة لا تصفق، فانصحك بشدددددة اأن تشاركي وتناقشي هذه الدورة مع زوجك ، ومن ثم تناقشينه حول ما اكتسبتمانه منها وتسعيان لتطبيقه في حياتكما مع اولادكما.
وإن كنتِ أختا كبرى مقبلة على الزواج، فالامر ينطبق مع والديك، بان تشاركيهما هذه الدورة لتطبيقها على اخواتك واخوانك الاصغر منكِ.
تابعيني.. فالمحاضرة القادمة ستجدد شباب امومتك
من استروجنيات ... ا - خلود الغفري
تعليق