ليتك تتعلم من النخلة يا انسان !!!!
هاجت الروح وضاقت ، فخرجت امشي على غير رشاد ولا هدى ساقتني قدماي الى شاطئ البحر جلست على احدى ضفافه وبدأت أتأمل السماء من بين طيات الافق ..
ومن بين شرودي نظرت من بعيد فشاهدت شجره نخل باسقة لها طلح نضيد .. فذهبت اليها لأسلب شيئاً من ثمرها .. كانت شامخة لم استطع قطف اي ثمرة منها .. انها قوية جدا ً ..
حاولت عدة مرات ولكن هيهات فقد باءت محاولاتي بالفشل ..
جلست أتأملها .. أأثني على خالقي في خلقها أم أخاطبها في شأنها .. ترددت عدة مرات وبعدها خاطبتها بكل ثقة قائلة :
لقد أبهرني منظرك أيتها النخلة فأنت طيبة كأطفال الحجارة مباركة مثل ارض بيت المقدس راسخة كجبال الوطن ، غرسك جدي ورعاك ابي إلى أن أكلت ثمرك .. وأراك تقاومين مصاعب الحياة ..
لكن ..
ادمياً واحدا لا يستطيع الصبر مثلك فطولك يوحي للبشر بالعز ..فإني لأقارنك بالمؤمن القوي ذلك الذي شب منذ صغره على طاعة الله .. وانت شببت منذ صغرك على الاخلاص والعزم والصبر الدائميين ..
وانت مثل الام حين تنجب طفلها فتحمله كرهاً وتضعه كرها ًوتعتني به الى ان يصبح ناضج العقل يفكر ويدبر امره كيف يشاء..
فها أنت تعتنين بجنينك ترعينه ليل نهار .. فتقوميّن صلبه وتدريبينه على تحمل الصعاب حتى يشب بعودٍ صلب .. ذلك هو نواة ثمرك ..
فلم أرَ في نوية ثمار مثمرة كنواة ابناءك إلا عدداً معدوداً على الاصابع مثل شجرة الزيتون غير انها تختلف عنك بطعم ثمرها المر ولم أرَ أيضا ً بحياتي كلها ورقة واحدة مثل أوراقك أو مثل جذورك او ساقك القوي ..
فليتك تسمعيني او تكلميني لتخبريني عن قسوة الدهر وحلكته فأتعلم منك الصبر ..
فأزاحت ستار الصمت عن فيها وقالت :
اسمعي فليس في جوفي سرٌ افشيه سوى هموم أغالبها بصبري فأنا شجرة مباركة ولا فخر وانا شجرة خرجت من ارض ٍ طاهرة بقدر ، ففي معية الشباب شققت الارض وخرجت ودموعي تنهمر لقسوة الحياة لكن لولا أمي التي حضنتني منذ ريعان شبابي لرأيتني قد شبت منذ زمن كبير لكن الله قدر لي أن ابقى مخضرة اقاوم هموم الحياة ومصائبها احاول ان انسى بؤسي لكن غصوني تذكرني بكل ما جرى في صغري فاصبر واحمد الله على كل شيء اتمه لي فكم من صخرة وقفت اما جذري ؟
وكم من ثلج اثقل كاهلي ؟
وكم من صقيع جمد عروقي ؟
وكم من حشرة نخرت لحائي ؟
وكم من ريح عاتية قطعت اوراقي ؟
آلا هل تعلمت من دروسي ، خذي العبرة يا ابنتي وتابعي مسير حياتك ..
عندئذ علقت كلماتي في فمي وتبعثرت في الارجاء ولم اعد استطيع التكلم مع تلك النخلة بشأن جمالها البديع الذي اكرمها الله به ..
فسبحان من خلق السماء وقال لها وللارض اتيتنا طوعا أو كرها قالتا اتينا طائعين ..
فليتك تتعلم من النخلة يا انسان الصبر والدأب والاحتمال
منقول
هاجت الروح وضاقت ، فخرجت امشي على غير رشاد ولا هدى ساقتني قدماي الى شاطئ البحر جلست على احدى ضفافه وبدأت أتأمل السماء من بين طيات الافق ..
ومن بين شرودي نظرت من بعيد فشاهدت شجره نخل باسقة لها طلح نضيد .. فذهبت اليها لأسلب شيئاً من ثمرها .. كانت شامخة لم استطع قطف اي ثمرة منها .. انها قوية جدا ً ..
حاولت عدة مرات ولكن هيهات فقد باءت محاولاتي بالفشل ..
جلست أتأملها .. أأثني على خالقي في خلقها أم أخاطبها في شأنها .. ترددت عدة مرات وبعدها خاطبتها بكل ثقة قائلة :
لقد أبهرني منظرك أيتها النخلة فأنت طيبة كأطفال الحجارة مباركة مثل ارض بيت المقدس راسخة كجبال الوطن ، غرسك جدي ورعاك ابي إلى أن أكلت ثمرك .. وأراك تقاومين مصاعب الحياة ..
لكن ..
ادمياً واحدا لا يستطيع الصبر مثلك فطولك يوحي للبشر بالعز ..فإني لأقارنك بالمؤمن القوي ذلك الذي شب منذ صغره على طاعة الله .. وانت شببت منذ صغرك على الاخلاص والعزم والصبر الدائميين ..
وانت مثل الام حين تنجب طفلها فتحمله كرهاً وتضعه كرها ًوتعتني به الى ان يصبح ناضج العقل يفكر ويدبر امره كيف يشاء..
فها أنت تعتنين بجنينك ترعينه ليل نهار .. فتقوميّن صلبه وتدريبينه على تحمل الصعاب حتى يشب بعودٍ صلب .. ذلك هو نواة ثمرك ..
فلم أرَ في نوية ثمار مثمرة كنواة ابناءك إلا عدداً معدوداً على الاصابع مثل شجرة الزيتون غير انها تختلف عنك بطعم ثمرها المر ولم أرَ أيضا ً بحياتي كلها ورقة واحدة مثل أوراقك أو مثل جذورك او ساقك القوي ..
فليتك تسمعيني او تكلميني لتخبريني عن قسوة الدهر وحلكته فأتعلم منك الصبر ..
فأزاحت ستار الصمت عن فيها وقالت :
اسمعي فليس في جوفي سرٌ افشيه سوى هموم أغالبها بصبري فأنا شجرة مباركة ولا فخر وانا شجرة خرجت من ارض ٍ طاهرة بقدر ، ففي معية الشباب شققت الارض وخرجت ودموعي تنهمر لقسوة الحياة لكن لولا أمي التي حضنتني منذ ريعان شبابي لرأيتني قد شبت منذ زمن كبير لكن الله قدر لي أن ابقى مخضرة اقاوم هموم الحياة ومصائبها احاول ان انسى بؤسي لكن غصوني تذكرني بكل ما جرى في صغري فاصبر واحمد الله على كل شيء اتمه لي فكم من صخرة وقفت اما جذري ؟
وكم من ثلج اثقل كاهلي ؟
وكم من صقيع جمد عروقي ؟
وكم من حشرة نخرت لحائي ؟
وكم من ريح عاتية قطعت اوراقي ؟
آلا هل تعلمت من دروسي ، خذي العبرة يا ابنتي وتابعي مسير حياتك ..
عندئذ علقت كلماتي في فمي وتبعثرت في الارجاء ولم اعد استطيع التكلم مع تلك النخلة بشأن جمالها البديع الذي اكرمها الله به ..
فسبحان من خلق السماء وقال لها وللارض اتيتنا طوعا أو كرها قالتا اتينا طائعين ..
فليتك تتعلم من النخلة يا انسان الصبر والدأب والاحتمال
منقول
تعليق