نشأت ملكة في أعظم القصور وأفخمها حياة مترفة منعّمة.. وهي زوجة فرعون مصر الطاغي الظالم، ولها مع سيدنا موسى (عليه السلام) قصة.. فعندما رأت وجهه المنير وهو في الصندوق، نزل حبه في قلبها، وأخذت تقنع زوجها الفرعون بعدم قتله والاحتفاظ به وتربيته كابن لهما، في البداية لم يقتنع فرعون بكلامها وأمام إصرار زوجته وافق، وعاش موسى (عليه السلام) معهما.
عندما كبر موسى ورحل إلى مدين فراراً من بطش فرعون وجنوده، وعاد إلى مصر مرة أخرى - بعد أن أرسله اللَّه - كانت آسيا أول المؤمنين بدعوته.
وعندما علم فرعون بإيمان زوجته باللَّه وبما جاء به موسى (عليه السلام) جنّ جنونه، وأخذ يتوعدها بعذاب شديد إن لم تكفر بالله، فأبت وظلت ثابتة على الحق، فأخذ فرعون يتفنن في تعذيبها، وأمر جنوده أن يضعوها تحت الشمس المحرقة ويضعوا الرحًى على صدرها، ثم تُلقى عليها صخرة عظيمة، ومع ذلك صبرت وتحملت العذاب الشديد طمعاً بلقاء الله عز وجل والفوز بالجنة. وعندما أحسّت (رضي الله عنها) بدنو أجلها، دعت ربها أن يبني لها بيتاً عنده في الجنة. قال تعالى:وَضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿١١﴾ . "(التحريم)
فاستجاب اللَّه لدعائها، وكشف عن بصيرتها، ورأت مكانها في الجنة فضحكت وأسلمت الروح إلى بارئها.
روى أبو داود عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير نساء العالمين مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم).
وقال عليه الصلاة والسلام: "كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" (رواه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة).
تعليق