نحن نقول: فلان شاطر... نقصد أنه ممتاز في الدراسة أو في العمل أو في وجه ما من الوجوه...
فهل هذا صحيح؟
الصواب : لا.
بل العكس...
فلفظة (شاطر) أطلقت في العربية على صفات قبيحة ، وهذه كتب اللغة هيا نراجعها:
جاء في القاموس المحيط (1/533): "والشَّاطِرُ : من أعْيا أهلَه خُبْثاً".
والأصل في الشاطر أنه الذي يشطح في سيره ويخالف الجادة ويبعد عنها .. قال الزبيدي في تاج العروس من جواهر القاموس (12/71): "قال أَبو إِسحاق : قَوْلُ الناس : فلانٌ شاطِرٌ : معناه أَنه آخِذٌ في نَحْوٍ غيرِ الاستواءِ ، ولذالك قيل له : شاطِرٌ ؛ لأَنه تَباعَدَ عن الاسْتِواءِ" .
وقال أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري في الزاهر فى معانى كلمات الناس (1/115): "وقال أبو عبيدة: الشاطر معناه في كلامهم الذي شطر نحو الشر وأراده".
والشطارة هي المصدر من ذلك قال الجوهري في الصحاح (3/260): " والشاطر: الذى أعيا أهله خبثا. وقد شطر وشطر أيضا بالضم، شطارة فيهما".
ولذلك جاء في المعجم الوسيط (1/482): "الشاطر الخبيث الفاجر".
وقد يتساءل البعض: كيف جاء هذا المعنى الذي يردده العامة والخاصة .. وهو الشطارة بمعنى السبق؟؟؟
فأجيب:لقد جاء هذا المعنى عن طريق أهل المسخ؛ الذين مسخوا الدين ... ومسخوا من اجله اللغة ..
إنهم الصوفية ..
جاء في المعجم الوسيط في الموضع السابق: "(الشاطر) الخبيث الفاجر و( عند الصوفية ) السابق المسرع إلى الله والفهم المتصرف ( ج ) شطار".
ونسأل مرة أخرى: كيف جادت قرائح الصوفية بهذا المعنى وكيف اشتقوه؟
يجيبك أحدهم وهو الزبيدي صاحب التاج؛ فبعد ان نقل امعنى اللغوي للشاطر وهو البعد عن الجادة والانحراف عن الأهل بالخبث. قال: "قلْت : وفي جَواهِرِ الخمس للسَّيّد محمّد حَمِيد الدّين الغَوْث ما نصُّه : الجَوْهَرُ الرابِع مَشْرَبُ الشُّطَّار ، جمع شاطِر، أَي السُّبَّاقِ المُسْرِعِينَ إِلى حَضْرة الله تعالَى وقُرْبِه ، والشَّاطِرُ : هو السّابِقُ ، كالبَرِيدِ الذي يَأْخُذُ المَسَافَةَ البعيدَةَ في المُدَّةِ القَريبةِ ، وقال الشيخُ في مَشْرَبِ الشُّطّار : يَعْنِي أَنه لا يَتَوَلّى هاذِه الجهَةَ إِلاّ مَنْ كَانَ مَنْعُوتاً بالشّاطر الذي أَعْيَا أَهْلَه ونَزَحَ عنهُم ، ولو كانَ معهم ، إِذْ يَدْعُونَه إِلى الشَّهَوات والمَأْلُوفاتِ".
فانظر إلى القوم كيف يشتقون الطيب من الخبيث، وهذا دأبهم فالله حسيبهم.
==============
أظن كفاية شطارة من الآن يا إخواننا ..
منقول
تعليق