إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اثبات وجود الجن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اثبات وجود الجن

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

    بسم الله والصلاة والسلام علي اشرف الخلق سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم

    التحية الطيبه وبعد ،،،

    في الحقيقه اني رأيت ايناس لا يعلمون ان للجن وجود حقا

    ويقولون انها تخاريف مع ان القرآن الكريم به صوره اسمها الجن

    وفي قصص كثيره عن وجود الجن

    احببت نقل هذا الموضوع لعلنا نستفيد منه

    اثبات وجود الجن : -
    يقول ابن تييمية لم يخالف أحد من طوائف المسلمين في وجود الجن، و لا في أن أرسل محمداً صلى الله عليه وسلم إليهم ، و جمهور طوائف الكفار على إثبات الجن . أما أهل الكتاب من اليهود و النصارى ، فهم مقرون بهم كإقرار المسلمين ، و إن وجد من ينكر ذلك ، كالجهمية و المعتزلة. و هذا لأن وجود الجن تواترت به أخبار الأنبياء تواتراً معلوماً ، و معلوم بالضرورة أنهم أحياء عقلاء فاعلون بالإرادة بل مأمورين منهيون ، ليسوا صفات و أعراضا قائمة بالإنسان أو غيره ، كما يزعمه بعض الملاحدة فلما كان أمر الجن متواترا عن الأنبياء تواترا تعرفه العامة و الخاصة فلا يمكن لعاقل ان ينكرهم .
    و قال أيضا :جميع طوائف المسلمين يقرون بوجود الجن، و كذلك جمهور الكفار كعامة أهل الكتاب، و كذلك عامة مشركي العرب و غيرهم من أولاد حام، و كذلك جمهور الكنعانيين و اليونان من أولاد يافث، فجماهير الطوائف تقر بوجود الجن .

    إثبات وجودهم :

    جاءت نصوص كثيرة تقرر وجودهم كقولة تعالى:( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن )الجن 1 و قوله ( و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا ) الجن 6 وغيرها كثير في كتاب الله عز وجل .

    المشاهد و الرؤية:

    كثير من الناس في عصرنا و قبل عصرنا شاهد شيئا من ذلك، و إن كان كثير من الذين يشاهدونهم و يسمعونهم لا يعرفون أنهم جن، إذ يزعمون أنهم أرواح، أو رجال الغيب، أو رجال الفضاء. و أصدق ما يروى في هذا الوضع رؤية الرسول صلى الله عليه و سلم للجن، و حديثه معهم و حديثهم معه و تعليمه إياهم، و تلاوته القرآن عليهم .

    رؤية الحمار و الكلب للجن :

    إذا كنا لا نرى الجن بطبيعتنا وقدراتنا البصرية فإن بعض الأحياء يرونهم كالحمار و الكلب ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا سمعتم صياح الديكة فأسالوا الله من فضله فإنها رأت ملاكا و إذا سمعتم نهيق الحمار ، فتعوذوا بالله من الشيطان فإنه رأى شيطانا). و روى أبو داود عن جابر بن عبد الله قال ، قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا سمعتم نباح الكلاب و نهيق الحمير، فتعوذوا بالله ، فإنهن يرون مالا ترون) . و رؤية الحيوان لما لا نرى ليس غريبا ، فقد تحقق العلماء من قدرة بعض الأحياء على رؤية مالا نراه فالنحل يرى الأشعة فوق البنفسجية، و لذلك فإنه يرى الشمس حال الغيم ، و البومة ترى الفأر في ظلمة الليل البهيم .

    ____________________________



    سبحان الله عدد ماكان وعدد مايكون بعدد الحركات والسكون

    اثبات وجود الجن

  • #2
    رد: اثبات وجود الجن

    جزاكم الله خيراًًًًًًً أخى الحبيب
    أحبك في الله
    أخوك ** أحمــــد
    نسألكم الدعاء
    اذكر الله ^_^


    تعليق


    • #3
      الغاية من خلقهم

      الغاية من خلقهم :

      خلق الله الجن للغاية نفسها التي خلق الإنسان من أجلها: ( و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون ) الذاريات 56. فالجن على ذلك مكلفون بأوامر و نواهِ، فمن أطاع الله رضي عنه، و أدخله الجنة، و من عصى و تمرد، فله النار، و يدل على ذلك نصوص كثيرة .
      ففي يوم القيامة يقول مخاطبا كفرة الجن و الإنس ( يا معشر الجن و الإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم ءاياتي و ينذروكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا و غرتهم الحيوة الدنيا و شهدوا على أنفسكم أنهم كانوا كافرين ) الأنعام 130. ففي هذه الآيات دليل على بلوغ شرع الله الجن، و أنه قد جاءهم من ينذرهم و يبلغهم.
      و الدليل على أنهم سيعذبون في النار قوله تعالى : ( قال أدخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن و الإنس في النار ) الأعراف 38. و قال ( و لقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن و الإنس ) الأعراف 179 و قال ( لأملأن جهنم من الجنة و الناس أجمعين ) السجدة 13.
      و الدليل على أن المؤمنين من الجن يدخلون الجنة قوله تعالى ( و لمن خاف مقام ربه جنتان * فبأي آلآء ربكما تكذبان ) الرحمن 46- 47.
      و الخطاب هنا للجن و الإنس، لأن الحديث في مطلع السورة معهما، و في الآية السابقة امتنان من الله على مؤمني الجن بأنهم سيدخلون الجنة و لولا أنهم ينالون ذلك لما امتن عليهم به.
      و قد عقد الشبلي بابا قال فيه :باب في أن الجن مكلفون بإجماع أهل النظر . نقل فيه عن أبي عمر بن عبد البر : أن الجن عند الجماعة مكفلون مخاطبون لقوله تعالى :
      ( فبأي آلآء ربكما تكذبان ) الرحمن 13. و قال الرازي في تفسيره: ( أطبق الكل على أن الجن كلهم مكلفون ) و نقل الشبلي عن القاضي عبد الجبار قوله : لا نعلم خلافاً بين أهل النظر في أن الجن مكلفون،قال : و الدليل على أنهم مكلفون ما في القرآن من ذمّ الشياطين و لعنهم، و التحرز من غوائلهم و شرهم، و ذكر ما أعد الله لهم من العذاب. و هذه الخصال لا يفعلها الله تعالى إلا لمن خالف الأمر و النهى، و ارتكب الكبائر، و هتك المحارم، مع تمكنه من أن لا يفعل ذلك، و قدرته على فعل خلافه، و يدل على ذلك أيضا أنه كان من دين النبي صلى الله عليه و سلم لعن الشياطين، و البيان عن حالهم، و أنهم يدعون إلى الشر و المعاصي، و يوسوسون بذلك. و هذا كله يدل على أنهم مكلفون، و قوله تعالى : ( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن ) إلي قوله تعالى ( فأمنا به و لن نشرك بربنا أحدا ) الجن 1- 2 .

      تكليفهم بحسبهم :

      قال ابن تيمية : ( الجن مأمورون بالأصول و الفروع بحسبهم، فإنهم ليسوا مماثلين للإنس في الحد و الحقيقة.فلا يكون ما أمروا به و نهوا عنه مساويا لما على الإنس في الحد، لكنهم مشاركون الإنس في جنس التكليف بالأمر و النهى، و التحليل و التحريم، و هذا ما لم أعلم فيه نزاعاً بين المسلمين ).

      كيف يعذبون بالنار و قد خلقوا من النار:

      يورد بعض الناس شبهة فيقولون: أنتم تقررون أن الجن خلقوا من نار، ثم تقولون: إن كافرهم يعذب في نار جهنم، و مسترق السمع منهم يقذف بشهب من نار، فكيف تؤثر النار فيهم و قد خلقوا منها؟
      الجواب: أن الأصل الذي خلقوا منه النار، أما بعد خلقهم فليسو كذلك، إذ أصبحوا خلقاً مخالفاً للنار، يوضح هذا أن الإنسان خلق من تراب، ثم بعد إيجاده أصبح مخالفا للتراب، و لو ضربت إنسانا بقطعة مشوية من الطين لقتلته، و لو رميته بالتراب لآذاه، و لو دفنته فيه لإختنق، فمع أنه من تراب إلا أن التراب يؤذيه، فكذلك الجن.
      قال أبو الوفاء ابن عقيل: أضاف الشياطين و الجان إلى النار حسب ما أضاف الإنسان إلى التراب و الطين و الفخار، و المراد به في حق الإنسان أن أصله الطين، و ليس الآدمي طينا حقيقة، لكنه كان طينا، كذلك الجان كان نارا في الأصل .
      لا نسـب بين الجن و رب الـعـزة (سبحان الله عما يصفون)
      هذا الذي ذكرناه من أن الجن خلق من خلق الله، و عباد من جملة عباده، خلقهم لطاعته، و كلفهم بشريعته، يقضي على الخرافات التي تنشأ عن الإنحراف في التصور، و عن ضمور العلم و كثرة الجهل، فمن خطب من سروات الجن و تزوج منهم، و كان الملائكة ثمرة هذا الزواج، و قد حكى الله هذه الخرافة و بين بطلانها :( و جعلوا بينه و بين الجنة نسبا و لقد علمت الجنة إنهم لمحضرون * سبحان الله عما يصفون ) الصافات 158 . قال ابن كثير عند تفسير هذه الآيات : " قال مجاهد : قال المشركون الملائكة بنات الله- تعالى عما يقولون: بنات سروات الجن. و بمثل قول مجاهد قال قتادة و ابن زيد ... و قال العوفي عن ابن عباس : زعم أعداء الله أنه – تبارك و تعالى – هو و إبليس أخوان ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .

      رسل الله إلى الجن:

      بما أنهم مكلفون فلا بد أن يبلغهم الله وحيه، ويقيم عليهم الحجة فكيف حصل ذلك؟ هل لهم رسل منهم، كما للبشر رسل منهم ، أم أن رسلهم هم رسل البشر؟
      إن قوله : ( يا معشر الجن و الإنس ألم يأتكم رسل منكم ) الأنعام 130 يدل على أن الله أرسل إليهم رسلاً، و لكنها لم تصرح بأن هؤلاء الرسل من الجن أو من الإنس ، لأن قوله:( منكم) يحتمل الأمرين ، فقد يكون المراد أن رسل كل جنس منهم ، و قد يراد أن رسل الإنس و الجن من مجموعهما فيصدق على أحدهما و هم الإنس . و اختلف في ذلك على قولين :
      الأول : أن للجن رسلا منهم ، و ممن قال بهذا القول الضحاك و قال ابن الجوزي : و هو ظاهر الكلام .
      الثاني: أن رسل الجن من الإنس : قال الأسيوطي : " جمهور العلماء، سلفا و خلفا، على أنه لم يكن من الجن قط رسولا و لا نبي، كذا روي عن ابن عباس و مجاهد و الكلبي و أبي عبيد .
      و مما يرجح أن رسل الإنس هم رسل الجن قول الجن عند سماع القرآن : ( إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى ) الأحقاف 30. و لكنه ليس نصاً في المسألة و هذه المسألة لا يبنى عليها عمل، و ليس فيها نص قاطع .

      عموم رسالة محمد إلى الإنس و الجــن :

      رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم مرسل إلى الجن و الإنس، يقول ابن تيمية : " و هذا أصل متفق عليه بين الصحابة و التابعين لهم بإحسان و أئمة المسلمين و سائر طوائف المسلمين : أهل السنة و الجماعة، و غيرهم .
      يدل على ذلك قوله تعالى ( قل لئن اجتمعت الإنس و الجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله و لو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) الإسراء 88. و قد سارع فريق من الجن إلى الإيمان عندما استمعوا القرآن: ( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرءانا عجبا * يهدي إلى الرشد فأمنا به و لن نشرك بربنا أحدا ) الجن 1- 2 . و هؤلاء الذين استمعوا القرآن و آمنوا هم المذكورون في سورة الأحقاف ( و إذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرءان فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي و لوا إلى قومهم منذرين * قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتاباً أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يدي يهدي إلى الحق و إلى طريق مستقيم* يا قومنا أجيبوا داعي الله و ءامنوا بع يغفر لكم من ذنوبكم و يجركم من عذاب أليم * و من لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض و ليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين ) الأحقاف 29- 32 استمعوا للقرآن، و آمنوا به، و رجعوا دعاة يدعون قومهم إلي التوحيد و الإيمان، و يبشرهم و ينذرنهم.
      و قصة هؤلاء الذي استمعوا للرسول صلى الله عليه و سلم يرويها البخاري و مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :( انطلق النبي صلى الله عليه و سلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، و قد حيل بين الشياطين و بين خبر السماء، و أرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم، فقالوا ما لكم؟ فقالوا : حيل بيننا و بين خبر السماء، و أرسلت علينا الشهب. قالوا : ما حال بينكم و بين خبر السماء إلا شيء حدث، فأضربوا مشارق الأرض و مغاربها، و انظروا ما هذا الذي حال بينكم و بين خبر السماء. فانصرف أولئك النفر الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو بنخلة، عامدين إلى سوق عكاظ و هو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن، استمعوا له، فقالوا: هذا والله الذي حال بينكم و بين خبر السماء، فهنالك حين رجعوا إلى قومهم و قالوا ( يا قومنا إنا سمعنا كتاباً أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدى إلى الحق و إلى طريق مستقيم ) الأحقاف 30. فأنزل الله على نبيه ( قل أوحي إلى أنه استمع نفر من الجن ) الجن 1. و إنما أوحي إليه قول الجن .

      وفود الجن الذين تلقوا العلم من الرسول صلى الله عليه و سلم :

      تلك كانت بداية معرفة الجن برسالة محمد صلى الله عليه و سلم ، استمعوا لقراءة القرآن بدون علم الرسول صلى الله عليه و سلم، فآمن فريق منهم، و انطلقوا دعاة هداة ثم جاءت وفود الجن بعد ذلك تتلقى العلم من الرسول صلى الله عليه وسلم. و أعطاهم الرسول صلى الله عليه و سلم من وقته، و علمهم مما علمه الله، و قرأ عليه القرآن، و بلغهم خبر السماء .. و كان ذلك في مكة قبل الهجرة. و روى مسلم في صحيحه عن عامر، فقال سألت علقمة: هل كان ابن مسعود شهد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة الجن؟ قال: فقال علقمة: أنا سألت ابن مسعود، فقلتً: هل شهد أحد منكم مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة الجن؟ قال: لا. و لكنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات ليلة، ففقدناه فالتمسناهُ في الأودية و الشعابِ. فقلنا استطير أو أغتيل. قال فبتنا ليلة بات بها قوم. فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء. قال: فقلنا : يا رسول الله! فقدناك فطلبناك فلم نجدك، فبتنا بشر ليلة بات بها قوم. فقال:( أتاني داعي الجن، فذهبت معه، فقرأت عليهم القرآن ). قال: فأنطلق بنا فأرانا آثارهم و آثار نيرانهم. و سألوه الزاد. فقال : " لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم، و أوفر ما يكون لحما. و كل بعرةٍ علف لدوابكم.) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( فلا تستنجوا بهما، فإنهما طعام إخوانكم .) و مما قرأه عليهم سورة الرحمن، قال السيوطي :" أخرج الترمذي، و ابن المنذر، و أبو الشيخ في العظمة، و الحاكم و صححه، و ابن مردوية، و البيهقي في الدلائل، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: " خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها، فسكتوا فقال:( ما لي أراكم سكوتا، لقد قرأتها على الجن ليلة الجن، فكانوا أحسن مردوداً منكم كنت كلما أتيت على قوله ( فبأي ءالآءٍ ربكما تكذبان ) الرحمن 13. قالوا : ولا بشيء من نعمتك ربنا نكذب، فلك الحمد ) ولم تكن تلك الليلة هي الليلة الوحيدة، بل تكرر لقاؤه صلى الله عليه و سلم بالجن بعد ذلك، و قد ساق ابن كثير في تفسير سورة الأحقاف- الأحاديث التي وردت بشأن اجتماعه صلى الله عليه وسلم بالجن، و في بعضها أن ابن مسعود كان قريبا من الرسول صلى الله عليه و سلم في إحدى تلك الليالي.
      و قد ورد في بعض الروايات في صحيح البخاري: أن بعض الجن الذين أتوه كانوا من ناحية من نواحي اليمن من مكان يسمى ( نصيبين ) ، فقد روى البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أتاني وفد نصيبين- و نعم الجن- فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم ألا يمروا بعظم و لا روثة إلا وجدوا عليها طعاما ).

      مراتبهم في الصلاح و الفساد:

      و في الأحاديث أن بعض الجن كان له دور في هداية الإنس، ففي صحيح البخاري: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل رجلا كان كاهنا في الجاهلية عن أعجب ما جاءت به جنيته. قال: " بينما أنا يوماً في السوق جاءتني أعرف فيها الفزع، فقالت :
      ألم تر الـجــن و إبلاسها و يأسها بعد إنكاسها
      و لحوقها بالقلاص و أحلاسها
      قال عمر: صدق، بينما أنا نائم عند آلهتهم، إذ جاء رجل بعجل فذبحه، فصرخ به صارخ، لم أسمع صارخا قط أشد صوتا منه، يقول: يا جليح، أمر نجيح، رجل فصيح، فيقول: لا إله إلا الله، قال: فوئب القوم، قلت : لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا، ثم نادى: يا جليح أمر نجيح، رجل فصيح، يقول: لا إله إلا الله، فقمت، فما نشبنا أن قيل: هذا نبي".
      قال ابن كثير في تفسير سورة الأحقاف بعد أن ساق الحديث: " هذا سياق البخاري، و قد رواه البيقهي من حديث ابن وهب بنحوه، ثم قال: و ظاهر هذه الرواية يوهم أن عمر- رضي الله عنه- بنفسه سمع الصارخ يصرخ من العجل الذي ذبح، و كذلك هو صريح في الرواية ضعيفة عن عمر رضي الله عنه، و سائر الروايات تدل على أن الكاهن الذي أخبر بذلك عن رؤيته و سماعه، و الله أعلم، ثم قال: و هذا الرجل ( الكاهن ) هو سواد بن قارب .
      و قال أبو سعيد الخدري لأبي صعصعة: ( إني أراك تحب الغنم و البادية، فإذا كنت في غنمك، أو باديتك فأذنت بالصلاة، فأرفع صوتك بالنداء، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن و لا إنس، و لا شيء إلا شهد له يوم القيامة)، قال أبو سعيد: سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم فقد أخبر أن الجن يشهدون يوم القيامة لمن يسمعون صوت أذانه.

      وهــم في الصلاح و الفـساد مراتب :

      فمنهم الكامل في الإستقامة و الطيبة و عمل الخير. و منهم من هو دون ذلك، و منهم البله المغفلون، و منهم الكفرة، و هم الكثرة الكاثرة. يقول الله سبحانه في حكايته عن الجن الذين استمعوا القرآن: ( و أنا منا الصالحون و منا دون ذلك طنا طرآئق قددا ) الجن 11؛ أي منهم الكاملون في الصلاح، و منهم أقل صلاحاً، فهم مذاهب مختلفة، كما هو حال البشر. و يقول الله عنهم: ( و أنا منا المسلمون و منا القاسطون فمن أسلم فأوائك تحروا رشا * و أما القساطون فكانوا لجهنم حطبا ) الجن 14- 15. أي إن منهم المسلمين، و الظالمين أنفسهم بالكفر، فمن أسلم منهم، فقد قصد الهدى بعلمه، و من ظلم نفسه، فهو حطب جهنم .

      تعليق


      • #4
        الجن والشياطين

        الجن والشياطين :


        الجن عالم غير عالم الإنسان و عالم الملائكة، بينهم و بين الإنسان عامل مشترك من حيث الاتصاف بصفة العقل و الإدراك، و من حيث القدرة على اختيار طريق الخير و الشر، و يخالفون الإنسان في أمور أهمها أن أصل الجن مخالف لأصل الإنسان.
        و سموا جنّاً لاجتنانهم : أي استتارهم عن العيون، و قال ابن عقيل " إنما سمي الجن جنّا لاجتنانهم و استتارهم عن العيون، و منه سمي الجنين جنيناً، و سمي المجنّ مجنا لستره للمقاتل في الحرب".
        و جاء في محكم التنزيل : ( إنه يراكم هو و قبيله من حيث لا ترونهم ) الأعراف 27 .
        وأخبرنا الله جل و علا أن الجن قد خلقوا من النار في قوله: ( و الجان خلقنه من قبل من نار السموم ) الحجر 27 و في سورة الرحمن ( خلق الجآن من مّارج من نار ) الرحمن 15 و قد قال ابن عباس، و عكرمة، و مجاهد، و الحسن و غير واحد في قوله : ( مّارج من نار ) طرف اللهب، و في رواية من خالصه و أحسنه: و قال النووي في شرحه على مسلم:المارج : اللهب المختلط بسواد النار .
        و في الحديث الذي أخرجه مسلم عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( خلقت الملائكة من نور، و خلق الجان من مارج من نار و خلق آدم مما وصف لكم ).
        ولا شك أن الجن متقدم على خلق الإنسان، لقوله تعالى ( و لقد خلقنا الإنسان من صلصال من حما مسنون * و الجآن خلقنه من قبل من نار السموم ) الحجر 26، 27 فقد نص في الآية أن الجان مخلوق قبل الإنسان. و يرى بعض السابقين أنهم خلقوا قبل الإنسان بألفي عام، و هذا لا دليل عليه من كتاب و لا سنة.
        ونحن لا نعرف من خلقتهم و صورهم و حواسهم إلا ما عرفنا الله منها، فنعلم أن لهم قلوبا قال تعالى ( و لقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن و الإنس لهم قلوب لا يفقهون بها و لهم أعين لا يبصرون بها و لهم ءاذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعم بل هم أضل ) الأعراف 179 . فقد صرح تبارك و تعالى بأن للجن قلوبا و أعينا و آذانا و للشيطان صوتاً، لقوله تعالى: ( و استفزز من استطعت منهم بصوتك ) الإسراء 64 و ثبت في الأحاديث أن للشيطان لساناً ، و أن الجان يأكلون، و يشربون، و يضحكون، و غير ذلك مما تجده مبثوثا في هذا الكتاب.
        أسماء الجن في لغة العرب

        قال ابن عبد البر : " الجن عند أهل الكلام و العلم باللسان علي مراتب:
        1- فإذا ذكروا الجن خالصا قالوا : جنى.
        2- فإذا أرادوا أنه مما يسكن مع الناس ، قالوا : عامر، و الجمع عمار.
        3- فإن كان مما يعرض للصبيان قالوا : أرواح.
        4- فإن خبث و تعرض قالوا : شيطان.
        5- فإن زاد على ذلك، فهو مارد.
        6- فإن زاد على ذلك و قوي أمره، و قالوا : عفريت ، و الجمع عفاريت.

        و أخبرنا الرسول صلى الله عليه و سلم ( أن الجن ثلاثة أصناف : فصنف يطير في الهواء و صنف حيات و كلاب، و صنف يحلون و يظعنون ) .

        وقد أنكر قلة من الناس وجود الجن إنكاراً كليا، و زعم بعض المشركين: أن المراد بالجن الكواكب. و زعمت طائفة من الفلاسفة أن المراد بالجن نوازع الشر في النفس الإنسانية و قواها الخبيثة، كما أن المراد بالملائكة نوازع الخير فيها. و زعم فريق المحدثين أن الجن هم الجراثيم و الميكروبات التي كشف عنها العلم الحديث. و قد ذهب الدكتور محمد البهي مخالفا نصوص القرآن إلى : أن الجن الملائكة فالجن و الملائكة عنده عالم واحد لا فرق بينهما، و مما استدل به : أن الملائكة مستترون عن الناس، إلا أنه أدخل في الجن من يتخفى من عالم الإنسان في إيمانه و كفره، و خيره، و شره،.
        و غاية ما عند هؤلاء المكذبين أنه لا علم عندهم بوجودهم، و عدم العلم ليس دليلاً، و قبيح بالعقل أن ينفي الشيء لعدم علمه بوجوده و هذا مما نعاه الله على الكفرة: ( بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ) يونس 39. و هذه المخترعات الحديثة التي لا يستطيع أحد أن يكابر فيها، أكان يجوز لإنسان عاش منذ مئات السنين أن ينكر إمكان حصولها لو أخبره صادق بذلك؟ و هل عدم سماعنا للأصوات التي يعج بها الكون في كل مكان دليل على عدم وجودها، حتى إذا اخترعنا ( الراديو )، و استطاع التقاط ما لا نسمعه بآذاننا صدقنا بذلك ؟!
        يقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله في ظلاله متحدثا عن النفر من الجن الذين صرفهم الله إلى رسوله، فاستمعوا منه القرآن:
        " إن ذكر القرآن لحادث صرف نفر من الجن ليستمعوا القرآن من النبي صلى الله عليه و سلم و حكاية ما قالوا و ما فعلوا، هذا وحده كاف بذاته لتقرير وجود أن الجن هؤلاء يستطيعون أن يستمعوا القرآن بلفظه العربي المنطوق، كما يلفظه رسول الله صلى الله عليه و سلم و لتقرير أن الجن خلق قابلون للإيمان و للكفران ، مستعدون للهدى و للضلال، و ليس هنالك من حاجة إلى زيادة تثبيت أو توكيد لهذه الحقيقة، فما يملك إنسان أن يزيد الحقيقة التي يقررها سبحانه ثبوتاً. و لكنّا نحاول إيضاح هذه الحقيقة في التصور الإنساني. إن هذا الكون من حولنا حافل بالأسرار، حافل بالقوى و الخلائق المجهولة لنا كنهاً و صفة و أثرا، و نحن نعيش في أحضان هذه القوى و الأسرار، نعرف منها القليل، و نجهل منها الكثير، و في كل يوم نكشف بعض الأسرار، و ندرك بعض هذه القوى، و نتعرف إلى بعض هذه الخلائق تارة بذواتها، و تارة بصفاتها، و تارة بمجرد آثارها في الوجود من حولنا. و نحن ما نزال في أول الطريق، طريق المعرفة لهذا الكون، الذي نعيش نحن و آباؤنا و أجدادنا، و يعيش أبناؤنا و أحفادنا، على ذرة من ذراته الصغيرة؛ هذا الكوكب الأرضي الذي لا يبلغ أن يكون شيئا يذكر في حجم الكون أو وزنه!
        و ما عرفناه اليوم و نحن في أول الطريق يعد بالقياس إلى معارف البشرية قبل خمسة قرون فقط عجائب أضخم من عجيبة الجنّ، و لو قال قائل للناس قبل خمسة قرون عن شيء من أسرار الذرة التي نتحدث عنها اليوم لظنوه مجنونا أو ظنوه يتحدث عما هو أشد غرابة من الجن قطعاً! و نحن نعرف و نكشف في حدود طاقتنا البشرية المعدة للخلافة في هذه الأرض، و وفق مقتضيات هذه الخلافة و في دائرة ما سخره الله لنا ليكشف لنا عن أسراره، و ليكون لنا ذلولا، كيما نقوم بواجب الخلافة في الأرض ، و لا تتعدى معرفتنا و كشوفنا في طبيعتها و في مداها مهما امتد بنا الأجل – أي البشرية – و مهما سخر لنا من قوى الكون و كشف لنا من أسراره – لا تتعدى تلك الدائرة ، ما نحتاج إليه للخلافة في هذه الأرض، وفق حكمة الله و تقديره.
        و سنكشف كثيرا، و سنعرف كثيرا، وستفتح لنا عجائب من أسرار هذا الكون و طاقته، و مما قد تعد أسرار الذرة بقياس إليه لعبة أطفال! و لكننا سنظل في حدود الدائرة المرسومة للبشر في المعرفة و في حدود قوله سبحانه: ( و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) الإسراء 85 قليلا بالقياس إلى ما في هذا الوجود من أسرار و غيوب لا يعلمها إلا خالقه سبحانه، و في حدود تمثيله لعلمه غير المحدود، و وسائل المعرفة البشرية المحدودة بقوله :( و لو أنما في الأرض من شجرة أقلام و البحر يمده من بعده سبعة أبحر مما نفدت كلمات الله) لقمان 27 فليس لنا و الحالة هذه أن نجزم بوجود شيء أو نفيه، و بتصوره أو عدم تصوره، من عالم الغيب و المجهول، و من أسرار هذا الوجود و قواه، لمجرد أنه خارج عن مألوفنا العقلي، أو تجاربنا المشهودة، و نحن لم ندرك بعد أسرار أجسامنا و أجهزتها و طاقتها، فضلا عن إدراك أسرار عقولنا و أرواحنا!
        فإذا كشف الله لنا عن القدر المقسوم لنا من الأسرار و القوى، عن طريق كلامه – لا عن طريق تجاربنا و معارفنا الصادرة من طاقتنا الموهوبة لنا من لدنه أيضا – فسبيلنا في هذه الحالة أن نتلقى هذه الهبة بالقبول و الشكر و التسليم، نتلقاها كما هي ، فلا نزيد عليها، و لا ننقص منها.
        و القول الحق أن الجن عالم ثالث غير الملائكة و البشر، و أنهم مخلوقات عاقلة واعية مدركة، ليسوا بأعراض و لا جراثيم، و أنهم مكلفون مأمورون منهيون كما قال خالقهم في كتابه المجيد.

        تعليق


        • #5
          الجن والشياطين

          الجن والشياطين :


          الشيطان الذي حدثنا الله عنه كثيرا في القرآن من عالم الجن، كان يعبد الله في بداية أمره، و سكن السماء مع الملائكة، و دخل الجنة، ثم عصى ربه عندما أمره أن يسجد لآدم، استكباراً و علواً، فطرده الله من رحمته.
          و الشيطان في لغة العرب يطلق على كل عاتٍ متمرد، و قد أطلق على هذا المخلوق لعتوه و تمرده على ربه. و أطلق عليه لفظ ( الطاغوت )( الذين ءامنوا يقاتلون في سبيل الله و الذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا) النساء 76. و هذا الإسم معلوم عند غالبية أمم الأرض باللفظ نفسه، كما يذكر العقاد في كتابه ( إبليس ) و إنما سمي طاغوتاً لتجاوزه حده، و تمرده على ربه، و تنصيبه نفسه إلهاً يعبد. و قد يئس هذا المخلوق من رحمة الله، و لذا أسماه الله ( بإبليس ) و البلس في لغة العرب: من لا خير عنده، و أبلس: يئس و تحير. و الذي يطالع ما جاء في القرآن و الحديث عن الشيطان يعلم أنه مخلوق يعقل و يدرك و يتحرك وليس كما يقول بعض الذين لا يعلمون : إنه روح الشر متمثلة في غرائز الإنسان الحيوانية التي تصرفه إذا تمكنت من قبلهعن المثل الروحية العليا .

          أصل الشيطان الرجيم :

          سبق القول إن الشيطان من الجن ، و قد نازع في هذه المسألة بعض المتقدمين و المتأخرين من الجهلة ، وحجتهم المزعومة في ذلك قوله تعالى: ( و إذ قلنا للملائكة أسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى و استكبر و كان من الكافرين ) البقرة 34 .متجاهلين قول الله تعالى في سورة الكهف ان إبليس من الجن لعنه الله .
          وقد نقلت لنا بعض الكتب أقوال عدد من السابقين ، يذكرون أن إبليس كان من الملائكة، و أنه كان خازناً للجنة، أو للسماء الدنيا، و أنه كان من أشرف الملائكة و أكرمهم قبيلة... إلى آخر تلك الأقوال المكذوبة. قال ابن كثير: " و قد روى في هذا آثار كثيرة عن السلف، و غالبها من الإسرائيليات التي تنقل لينظر فيها، و الله أعلم بحال كثير منها، و منها ما يقطع بكذبة، لمخالفته للحق الذي بأيدينا. و في القرآن غنية عن كل ما عاداه من الأخبار المتقدمة، و قد وضع فيها أشياء كثيرة، و ليس لهم من الحفاظ المتقنين الذين ينفون عنها تحريف الغالين، و انتحال المبطلين، كما لهذه الأمة من الأئمة، و العلماء، و السادة، و الأتقياء، و البررة، و النجباء من الجهابذة النقاد، و الحفاظ الجياد الذين دونوا الحديث، و حرروا و بينوا صحيحة، من حسنه، من ضعفه، و موضوعه، و متروكة، و مكذوبة، و عرفوا الوضاعين، و الكذابين، و المجهولين، و غير ذلك من أصناف الرجال. كل ذلك صيانة للجانب النبوي، و المقام المحمدي خاتم الرسل، و سيد البشر- صلى الله عليه و سلم – أن ينسب إليه كذب، أو يحدث عنه بما ليس فيه.
          و ما احتجوا به من أن الله استثنى إبليس من الملائكة ... ليس دليلا قاطعا، لاحتمال أن يكون الاستثناء منقطعاً، بل هو كذلك حقا، للنص على أنه من الجن في قوله تعالى:( و إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه....) الكهف 50 و قد ثبت لدينا بالنص الصحيح أن الجن غير الملائكة و الإنس، فقد أخبر الرسول صلى الله عليه و سلم: ( أن الملائكة خلقوا من نور، و أن الجن خلقوا من مارج من نار، و أن آدم خلق من طين ). و قال الحسن البصري :( لم يكن إبليس من الملائكة طرفة عين ، و الذي حققه ابن تيمية : أن الشيطان كان من الملائكة باعتبار صورته، و ليس منهم باعتبار أصله، و لا باعتبار مثاله.

          هل الشيطان أصل الجن ؟

          ليس لدينا نصوص صريحة تدلنا على أن الشيطان أصل الجن، و قوله تعالى : ( إلا إبليس كان من الجن ) الكهف 50 يدل انه قطعا من الجن و ابن تيمية رحمه الله يذهب إلى أن الشيطان أصل الجن، كما أن آدم أصل الإنس .

          قبح صورة الشيطان :

          الشيطان قبيح الصورة، و هذا مستقر في الأذهان، و قد شبه الله ثمار شجرة الزقوم التي تنبت في أصل الجحيم برؤوس الشياطين، لما علم من قبح صورهم و أشكالهم، ( إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم* طلعها كأنه رءوس الشياطين ) الصافات 64- 65
          و قد كان النصارى في القرون الوسطى يصورون الشيطان على هيئة رجل أسود ذي لحية مدببة و حواجب مرفوعة و فم ينفث لهبا و قرون و أظلاف و ذيل.

          الشيطان له قرنان :

          في صحيح مسلم عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ( لا تحروا بصلاتكم طلوع الشمس، و لا غروبها، فإنها تطلع بين قرني شيطان ).
          و عن ابن عمر أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال ( إذا طلع حاجب الشمس فأخروا الصلاة حتى تبرز الشمس، و إذا غاب حاجب الشمس فأخروا الصلاة حتى تغيب، و لا تحينوا بصلاتكم طلوع الشمس و لا غروبها، فإنها تطلع بين قرني شيطان ).
          و المعنى أن طوائف المشركين كانوا يعبدون الشمس، و يسجدون لها عند طلوعها، و عند غروبها، فعند ذلك يتنصب الشيطان في الجهة التي تكون فيها الشمس، حتى تكون عبادتهم له.
          و مما ورد فيه ذكر قرن الشيطان حديث البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يشير إلى المشرق، فقال : ( ها إن الفتنة ههنا، إن الفتنة ههنا من حيث يطلع قرن الشيطان ) و المراد بقوله : (حيث يطلع الشيطان )؛ أي جهة الشرق.

          الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم :

          في صحيحي البخاري و مسلم عن أنس، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم )، و في الصحيحين عن صفية بنت حيي زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم معتكفاً،
          أزوره ليلا، فحدثته، ثم قمت فانقلبت ، فقام معي ليقلبني (يردني) و كان مسكنها في دار أسامه بن زيد، فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي صلى الله عليه و سلم أسرعا فقال النبي صلى الله عليه و سلم: ( على رسلكما، إنها صفية بنت حيي )، فقالا: سبحان الله يا رسول الله !! قال: ( إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، و إني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءا ) أو قال : ( شيئا ).

          تعليق


          • #6
            طبيعة الشياطين

            طبيعة الشياطين :


            أعطى الله الجن القدرة على الإيمان و الكفر و لذلك كان الشيطان عابدا مع الملائكة ثم كفر فلما تحول إلى الكفر و رضي به و أصبح محبا للشر طالبا له يتلذذ بفعله و الدعوة إليه و يحرص عليه بمقتضى خبث نفسه و إن كان موجباً لعذابه ( قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين ) ص 82- 83 .
            و هذا يكون في الإنسان فالإنسان إذا فسدت نفسه أو مزاجه يشتهي ما يضره و يلتذ به بل يعشق ذلك عشقا يفسد به عقله و دينه و خلقه و بدنه و ماله و حسبك أن تتأمل في حال شارب الخمر و الدخان فإن هذين المشروبين يقتلان شاربيهما و يفتكان بهما و لا يستطيعان منهما خلاصا إلا بشق الأنفس .

            هل يمكن أن يسلم الشيطان

            الشيطان الأكبر الذي هو إبليس لا يمكن أن يسلم لخبر الله فيه أنه سيبقى على الكفر أما غيره فالذي يظهر لنا أن الشيطان يمكن أن يسلم بدليل أن شيطان الرسول صلى الله عليه و سلم أسلم و إلا أن بعض العلماء يرفض ذلك و يقول أن الشيطان لا يكون مؤمنا منهم شارح الطحاوية و وجه قوله ( فأسلم ) أي فانقاد و استسلم .
            بعض العلماء يرى أن الرواية ( فأسلم ) برف الميم، أي فأنا أسلم منه، و مع شرح الطحاوية يرى أن رواية الرفع تحريف للفظ إلا أن النووي شرحه على مسلم قال:هما روايتان مشهورتان و عزا إلى الخطابي أنه رجح رواية الضم و حكى عن القاضي عياض أنه أختار الفتح و هو اختيار النووى .
            و ممن يرى أن الشيطان يمكن أن يسلم ابن حبان قال معلقا على الحديث في هذا الخبر دليل على أن شيطان المصطفى صلى الله عليه و سلم أسلم حتى انه لم يكن يأمره بخير إلا أنه كان يسلم منه و إن كان كافر .
            و ما ذهب إليه شارح الطحاوية من أن الشيطان لا يكون غلا كافرا فيه نظر فإن كان يرى أن الشيطان لا يمكن أن يتحول إلى الإسلام فهو بعيد جدا و الحديث حجة عليه و حسبنا أن نعلم أن الشيطان كان مؤمنا ثم كفر و أن الشياطين مكفولون بالإيمان معذبون على كفرهم فالإيمان و الكفر حالتان تعتوران هذا المخلوق كالإنسان .
            واما العداء بين الإنسان والشيطان عداء بعيد الجذور يعود تاريخه إلى اليوم الذي صور فيه آدم قبل أن ينفخ فيه الروح فأخذ الشيطان يطيف به ففي صحيح مسلم عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:( لما صور الله آدم في الجنة تركه ما شاء الله أن يتركه فجعل إبليس يطيف به ينظر ما هو فلما رآه أجوف عرف أنه خلق خلقاً لا يتمالك) فلما نفخ الله في آدم الروح و أمر الملائكة بالسجود لآدم و كان إبليس يتعبد الله مع ملائكة السماء فشمله الأمر و لكنه تعاظم في نفسه و استكبر و أبى السجود لآدم:( قال أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين ). الأعراف 12.
            لقد فتح أبونا آدم عينيه فإذا به يجد أعظم تكريم يجد الملائكة ساجدين له و لكنه يجد عدواً رهيبا يتهدده و ذريته بالهلاك و الإضلال و طرد الله الشيطان من جنة الخلد بسبب استكباره و حصل على وعد من الله بإبقائه حيا إلى يوم القيامة ( قال أنظرني إلى يوم يبعثون * قال إنك من المنظرين ) الأعراف 14- 15. و قد قطع اللعين على نفسه عهداً بإضلال بني آدم ( قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراتك المستقيم * ثم لأتينهم من بين أيديهم و من خلفهم و عن شمائلهم و لا تجد أكثرهم شاكرين ) الأعراف 16- 17 . و قوله هذا يصور مدى الجهد الذي يبذله لإضلال ابن آدم فهو يأتيه من كل طريق، عن اليمين و عن الشمال، و من الأمام و من الخلف ، قال الزمخشري في تفسير هذه الآية ( ثم لأتينهم من الجهات الأربع التي يأتي منها العدو في الغالب. و هذا مثل لوسوسته إليهم و تسويله لهم ما أمكن و قدر عليه كقوله ( و استفزز من استطعت منهم بصوتك و أجلب عليهم بخيلك و رجلك ) الإسراء 64.
            و قد أطال القرآن في تحذيرنا من الشيطان و مهاراته في الإضلال و دأبه و حرصه على ذلك. ( يا بني ءادم لا يفتننكم الشيطان ) الأعراف 27. و قال ( إن الشيطان لكم عدو فإتخذوه عدواً ). فاطر 6. و قال ( من يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسراناً مبينا ) النساء 119. و عداوة الشيطان لا تحول و لا تزول ، لأنه يرى أن طرده و لعنه و إخراجه من الجنة كان بسبب أبينا آدم فلا بد أن ينتقم من آدم و ذريته من بعده :
            ( قال أرءيتك هذا الذي كرمت عليّ لئن أخرتنِ إلى يوم القيامة لأحتنكن ذرية إلا قليلا ) الإسراء 62. و أرباب السلوك اعتنوا بذكر النفس و عيوبها و آفاتها و لكنهم قصروا في التعرف على عدوهم اللدود .

            أهداف الشيطان

            هناك هدف وحيد يسعى الشيطان لتحقيقه في نهاية الأمر هو أن يلقي الإنسان في الجحيم و يحرمه من الجنة ( إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ) فاطر 6 .
            الأهداف القريبة .
            ذلك هو هدف الشيطان البعيد أما أهدافه القريبة فإنها كثيرة منها

            إيقاع العباد في الشرك و الكفر

            و ذلك بدعوتهم إلى عبادة غير الله و الكفر بالله و بشريعته ( كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك ) الحشر 16. و روى مسلم في صحيحه عن عياض بن حمار أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب ذات يوم فقال في خطبته( يا أيها الناس إن الله أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا كل مال نحلته عبدا حلال و إني خلقت عبادي حنفاء كلهم و إنهم أتتهم الشياطين فأجلتهم عن دينهم و حرمت عليهم ما أحللت لهم و أمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً).

            إيقاعهم في الذنوب و المعاصي

            فإذا لم يستطع في الشرك و الكفر فإنه لا ييأس و يرضى بما دون ذلك من إيقاعهم في الذنوب و المعاصي و غرس العداوة و البغضاء في صفوفهم ففي سنن الترمزي ( ألا و إن الشيطان قد أيس أن يعبد في بلادكم هذه أبداً و لكن ستكون له طاعة فيما تحتقرون من أعمالكم فسيرضى به). و في صحيح مسلم عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب و إغراء بعضهم ببعض كما قال تعالى ( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة و البغضاء في الخمر و الميسر و يصدكم عن ذكر الله و عن الصلاة فهل أنتم منتهون ). المائدة 93. و خلاصة الأمر أن كل عبادة محبوبة لله بغيضة إلى الشيطان و كل معصية مكروه للرحمن محبوبة للشيطان .

            إيقاعهم في البدعة:

            و هي أحب إلى الشيطان من الفسوق و المعاصي لأن ضررها في الدين. قال سفيان الثوري البدعة أحب إلى إبليس من المعصية لأن المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها .

            صده عن طاعة الله

            و هو لا يكتفي بدعوة الناس إلى الكفر و الذنوب و المعاصي بل يصدهم عن فعل الخير فلا يترك سبيلا من سبل الخير يسلكه عبد من عباد الله إلا قعد فيه يصدهم و يميل بهم فعن سبرة بن أبي فاكه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه فقعدله بطريق الإسلام فقال تسلم و تذر دينك و دين آبائك و آبائك ! فعصاه فأسلم .ثم قعد له بطريق الهجرة فقال: تهاجر و تدع أرضك و سماءك و إنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول. فعصاه فهاجر. ثم قعد له بطريق الجهاد، فقال : تجاهد فهو جهد النفس و المال فتقاتل فتقتل فتنكح المرأة و يقسم المال؟! فعصاه، فجاهد فمن فعل ذلك كان حقا على الله أن يدخله الجنة و من قتل كان حقا على الله أن يدخله الجنة و إن غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة أو وقصته دابته كان على الله أن يدخله الجنة ). و مصداق ذلك في كتاب الله ما حكاه الله عن الشيطان أنه قال لرب العزة: ( فبما أغويتني لأقعدن لهم في صراطك المستقيم * ثم لأتينهم من بين أيديهم و من خلفهم و عن أيمانهم و عن شمائلهم و لا تجد أكثرهم شاكرين ). الأعراف 16- 17 . و قوله ( لأقعدن لهم صراطك ) أي على صراطك فهو منصوب بنزع الخافض أو هو منصوب بفعل مضمر أي لألزمن صراطك أو لأرصدنه أو لأعوجنه. و عبارات السلف في تفسير الصراط متقاربة فقد فسره ابن عباس بأنه الدين الواضح و ابن مسعود : بأنه كتاب الله و قال جابر هو الإسلام و قال مجاهد هو الحق . فالشيطان لا يدع سبيلا من سبل الخير إلا قعد فيه يصد الناس عنه.

            إفسـاد الأعمال :

            إذا لم يستطع الشيطان أن يصدهم عن الطاعات فإنه يجتهد في إفساد العبادة و الطاعة كي يحرمهم الأجر و الثواب و من ذلك أن الصحابي عثمان أبي العاص أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : إن الشيطان قد حال بيني و بين صلاتي و قراءتي يلبسها علي فقال الرسول صلى الله عليه و سلم ( ذلك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه و أتفل على يسارك ثلاثا ). ففعلت ذلك فأذهبه الله عني .
            فإذا دخل العبد صلاته أجلب عليه الشيطان يوسوس له و يشغله عن طاعة الله و يذكره بأمور الدنيا ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال ( إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان و له ضراط حتى يسمع التأذين فإذا قضي النداء أقبل حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر حتى يخطر بين المرء و نفسه يقول اذكر كذا اذكر كذا لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى ).
            دفع الشيطان الإنسان للمرور بين يدي المصلي
            عن أبي صالح السمان قال رأيت أبا سعيد الخدري في يوم الجمعة يصلي إلى شيء يستره من الناس فأراد شاب من بني أبي معيط أن يجتاز بين يديه فدفع أبو سعيد في صدره فنظر الشاب فلم يجد مساغا إلا بين يديه فعاد ليجتاز فدفعه أبو سعيد أشد من الأولى فنال من أبي سعيد. ثم دخل مروان فشكا إليه ما لقي من أبي سعيد و دخل أبي سعيد خلفه على مروان فقال: مالك و لابن أخيك يا أبا سعيد قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول: ( إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان ).
            و المراد بقوله ( فإنما هو شيطان ) أي فعله فعل شيطان كما يقول ابن حجر العسقلاني. إلا ابن حجر ذكر احتمالاً آخر أصح من الأول فإنه قال : و يحتمل أن يكون المعنى فإنما الحامل على ذلك الشيطان، و قد وقع في رواية الإسماعيلي ( فإنه شيطان ) و نحوه لمسلم من حديث ابن عمر بلفظ ( فإن معه القرين ).
            كل مخالفة للرحمن طاعة للشيطان
            يقول تعالى :( إن يدعون من دونه إلا إناثا و إن يدعون إلا شيطاناً مريد * لعنة الله و قال لأتخذنّ من عبادك نصيباً مفروضا ) النساء 117- 118 فكل من عبد غير الله من صنم أو وثن أو شمس و قمر أو هوى أو إنسان أو مبدأ فهو عابد للشيطان رضي أم أبى لأن الشيطان هو الآمر بذلك و المرغوب فيه و لذلك فإن عباد الملائكة يعبدون الشيطان في الحقيقة ( و يوم يحشرهم جميعاً ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون * قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون ) سبأ 40- 41 . يعني أن الملائكة لم تأمرهم بذلك و إنما أمرتهم بذلك الجن ليكونوا عابدين للشياطين الذين يتمثلون لهم كما يكون للأصنام شياطين .

            الخلاصة

            و الشيء الذي نخلص إليه أن الشيطان يأمر بكل شر و يحث عليه و ينهى عن فعل خير و يخوف منه كي يتركب الأول و يترك الثاني كما قال تعالى ( الشيطان يعدكم الفقر و يأمركم بالفحشاء و الله يعدكم مغفرة منه و فضلا ) البقرة 268. و تخويفه إيانا الفقر يقول إن أنفقتم أموالكم افتقرتم و الفحشاء التي يأمرنا بها هي كل فعلة فاحشة خبيثة من البخل و الزنا و غير ذلك .

            الإيذاء البدني و النفسي

            كما يهدف الشيطان إلى إضلال الإنسان بالكفر و الذنوب فإنه يهدف إلى إيذاء المسلم في بدنه و نفسه و نحن نسوق بعض ما نعرفه من هذا الإيذاء

            الحلم من الشيطان

            للشيطان قدرة على أن يري الإنسان في منامه أحلاما تزعجه و تضايقه بهدف إحزانه و إيلامه.فلقد أخبر الرسول صلى الله عليه و سلم أن الرؤى التي يراها المرء في منامه ثلاثة أنواع، فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( الرؤيا ثلاث فبشرى من الرحمن و حديث نفس و تخويف من الشيطان) .و في رواية عن عوف بن مالك ( إن الرؤيا ثلاث منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها ابن آدم ).
            و في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها و ليحدث بها، و إذا رأى غير ذلك مما يكره فغنما هي من الشيطان، فليستعذ من شرها، و لا يذكرها لأحد، فإنها لا تضره ).

            إحراق المنازل بالنار

            و ذلك بواسطة بعض الحيوانات التي يغريها بذلك ففي سنن أبي داود بإسناد صحيح أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال ( إذا نمتم فأطفئوا سورجكم فإن الشيطان يدل مثل هذه(الفأرة) على هذا(السراج) فيحرقكم).

            تخبط الشيطان الإنسان عند الموت

            و قد كان الرسول صلى الله عليه و سلم يستعيذ من ذلك فيقول( اللهم إني أعوذ بك من التردي و الهدم و الغرق و الحريق و أعوذ بك من الشيطان عند الموت وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبراً و أعوذ بك أن أموت لديغاً ).

            إيذاؤه الوليد حين يولد

            في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:( كل بني آدم يمسه الشيطان يوم ولدته أمـه إلا مريم و ابنها ).
            و في صحيح البخاري عن أبي هريرة قال :( كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعيه حين يولد غير عيسى ابن مريم ذهب يطعن فطعن الحجاب ).
            و في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( ما من بني آدم مولود يمسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا من لمس الشيطان، غير مريم و ابنها) و السبب في حماية مريم و ابنها من الشيطان استجابة دعاء مريم حين ولدتها و إني أعيذها بك و ذريتها من الشيطان الرجيم ) آل عمران 36. و لذا فإن أبا هريرة قرأ هذه الآية بعد روايته للحديث السابق فلما كانت أم مريم عليها السلام صادقة في طلبها استجاب الله لها، فأجار مريم و ابنتها من الشيطان الرجيم.و ممن أجار الله أيضا عمار بن ياسر ففي صحيح البخاري: أن أبا الدرداء سأل علقمة، و كان من أهل الكوفة، فقال:" أفيكم الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه صلى الله عليه و سلم؟ قال المغيرة :الذي أجاره الله على لسان نبيه صلى الله عليه و سلم يعني عماراً .

            مرض الطاعون من الجن :

            أخبر الرسول صلى الله عليه و سلم أن :( فناء أمته بالطعن و الطاعون؛ وخز أعدائكم من الجن، و في كل شهادة ) ، و في مستدرك الحاكم : ( الطاعون وخز أعدائكم من الجن ، و هو لكم شهادة).و لعل ما أصاب نبي الله أيوب كان بسبب الجن كما قال تعالى : ( و أذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه مسنى الشيطان بنصب و عذاب ) ص 41.

            بعض الأمراض الأخرى :

            قال صلى الله عليه و سلم للمرأة المستحاضة، و هي حمنة بنت جحش: ( إنما
            هذه ركضة من ركضات الشيطان ).

            مشاركته لبني آدم في طعامهم و شرابهم و مساكنهم:

            و من الأذى الذي يجلبه الشيطان للإنسان أنه يتعدى على طعامه و شرابه فيش فيشركه فيهما، و يشركه في المبيت في منزله، و يكون ذلك منه إذا خالف العبد هدى الرحمن، أو غفل عن ذكر الله، أما إذا كان ملتزما بالهدى الذي هدانا الله إليه، لا يغفل عن ذكر الله، فإن الشيطان لا يجد سبيلاً إلى أموالنا و بيوتنا.
            فالشيطان لا يستحل الطعام إلا إذا تناول منه أحد بدون أن يسمي فإذا ذكر إسم الله عليه فإنه يحرم على الشيطان و روى مسلم في صحيحه عن حذيفة، قال :كنا إذا حضرنا مع النبي صلى الله عليه و سل طعاما لم نضع أيدينا حتى يبدأ الرسول صلى الله عليه و سلم ، فيضع يده و إنا حضرنا مرة طعاما فجاءت جارية كأنها تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام فأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بيدها ثم جاء إعرابي كأنما يدفع فأخذ بيده .
            فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :(إن الشيطان ليستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه، و إنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها، فأخذت بيدها، فجاء بهذا الإعرابي فأخذت بيده، و الذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يدها ).
            و قد أمرنا الرسول صلى الله عليه و سلم أن نحفظ أموالنا من الشيطان و ذلك بإغلاق الأبواب، و تخمير الآنية، و ذكر إسم الله، فإن ذلك حزر لها من الشيطان، ففي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله :( أغلقوا الأبواب، و أذكروا إسم الله، فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا، و أوكوا قربكم، و أذكروا إسم الله، و خمروا آنيتكم و أذكروا إسم الله، و لو أن تعرضوا عليها شيئا، و أطفئوا مصابيحكم ).
            و يشرب الشيطان مع الإنسان إذا شرب واقفا، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه و سلم رأى رجلاً يشرب قائماً، فقال له: ( قه )، قال له ؟ قال :( أيسرك أن يشرب معك الهر ؟ ) قال لا ، قال : ( فإنه قد شرب معك من هو شر منه الشيطان ).
            و كي تطرد الشياطين من المنزل لا تنس أن تذكر اسم الله عند دخول المنزل، و قد أرشدنا الرسول صلى الله عليه و سلم لذلك، حيث يقول :( إذا دخل الرجل بيته، فذكر الله عند دخوله و عند طعامه، قال الشيطان : لا مبيت لكم و لا عشاء، و إن دخل ، فلم يذكر الله عند دخوله، قال الشيطان : أدركتم المبيت، و إن لم يذكر الله عند طعامه، قال: أدركتم المبيت و العشاء ).

            مس الشيطان للإنسان ( الصرع )

            يقول ابن تيمية:دخول الجن في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة و الجماعة، قال الله تعالى ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ) البقرة 275. و في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم ( إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ).
            و قال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل قلت لأبي إن أقواماً يقولون: إن الجني لا يدخل في بدن المصروع فقال يا بني يكذبون هذا يتكلم على لسانه.
            يقول ابن تيمية هذا الذي قاله المشهور، فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه و يضرب بدنه ضربا عظيماً لو ضربه به جمل لأثر به أثرا عظيما و المصروع مع هذا لا يحس الضرب و لا بالكلام الذي يقوله و قد يجد المصروع و غير المصروع و يجر البساط الذي يجلس عليه و يحول الآلات ... و يجري غير ذلك من الأمور من شاهدها أفادته علماً ضرورياً بأن الناطق على لسان الإنس و المحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان.
            و يقول رحمه الله ( و ليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجن في بدن المصروع و غيره و من أنكر ذلك و ادعى أن الشرع يكذب فقد كذب على الشرع و ليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك).
            و ذكر أن ممن أنكر دخول الجن بدن المصروع طائفة من المعتزلة كالجباني و أبي بكر الرازي .

            تعليق


            • #7
              رد: اثبات وجود الجن

              اشكرك اخى ناصر واتمنى ان الموضوع يعجبك

              تعليق


              • #8
                رد: اثبات وجود الجن

                والله اعلم للحديث بقية باذن الله
                ارجو منكم الدعاء لصاحب هذا الموضوع بالشفاء والدعاء والرحمة وجميع المسلمين

                تعليق


                • #9
                  رد: اثبات وجود الجن

                  جزاك الله خيرا إبننا الكريم
                  موضوع هام جدا وعلى الصغار ألا يخافوا منه
                  لأن الجن أمم أمثالنا..ومكلفه من قبل الله عز وجل مثل ما كلفنا
                  وهذا واضح من خلال الآيه الكريمه (ومَا خَََلقتُ الِجنّ والإِنّس إِلا لَيَعبُدون )
                  بارك الله فيك ونفع بك .


                  (وَأُفَوِّضُ أَمْرِ‌ي إِلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ‌ بِالْعِبَادِ )
                  افضل موقع لحفظ والاستماع للقران الكريم
                  ***}حــــــــــوار صريح جدا...{***
                  مع المشرف العام للمنتدى

                  تعليق


                  • #10
                    رد: اثبات وجود الجن

                    جزاكم الله خيرا

                    تعليق


                    • #11
                      رد: اثبات وجود الجن

                      جزاكم الله خيرا





                      لا تقل من أين أبدأ ... طاعة الله بداية
                      لا تقل أين طريقى ... شرع الله الهداية
                      لا تقل أين نعيمى ... جنة الله كفاية
                      لا تقل غداً سأبدأ ... ربما تأتى النهاية

                      تعليق

                      يعمل...
                      X