رد: ❤ ۩۞۩ ❤ ** مجلة براعم نواعم**❤ ۩۞۩ ❤
مواهب البراعم
..
بقلم /أبو بكر محمد المصرى
مقدمه للكاتب
أولا هذه أول مره أخط فيها قصه ...
وهذه القصه أو كما سيوفقنى الله وستكون سلسله بعنوان ..
" أطفال الأقصى "
وأرجوا أن تفتحوا معى قلوبكم وعقولكم وتنتبهوا إلى ما سأسرده...
ربما سانحرف قليلا عن المنطق والعقل ..
وسأتعدى أسوار العقل وسأحلق بكم الى عالم الخيال ...
ربما ستأتى أحداث فى القصه لا تمت بصله إلى عالم الواقع ...
وأنى أبتغى مرضاة الله بعملى هذا ومشاركة منى لأحزان إخواننا فى فلسطين وفى أقصانا المنتهك ..
***فلنبدأ بسم الله الرحمن الرحيم *** * *
بدأ ذلك اليوم فى أوائل القرن الحادى والثلاثون بشمس مشرقه ونسيم عليل يبعث البهجه فى النفوس , وزقزقةالعصافير وكأنها سيمفونيه عذبه تبعث الفرحه والسرور فى النفوس , وتتعالى صوت أقدام المصلين الخارجين من المسجد الأقصى وهم ذاهبون إلى بيوتهم آمنين مطمئنين وقد حلقت قلوبهم ورفرفت أرواحهم بهذا الجمال الساحر الذى أبدعته يد خالق مبدع معجز ليس كمثله شيء ...
وفجأه تعالت أصوات حركات بريئه صادره من طفل صغير يجرى هنا وهناك
وكان هناك شيخ يمشى بجواره ترتسم السعاده على وجهه المستنير .
هلموا بنا لنقترب قليلا منهما ...
إنهما الشيخ نور وحفيده محمد ..
وهلموا بنا لنتعرف معهم على قصه من أروع قصص الجهاد * * *
..
جدى ...جدى
ذهب ( محمد ) مسرعا وهو مسرور للغايه لأن جده قد وعده بان يقص عليه بطولاته الماضيه التى تخلدها عقول وقلوب أهل فلسطين .
كان محمد يبلغ من العمر ثلاثه عشر عاما ولكنه كان ذو عقليه تفوق عقليات أقرانه بكثير , وكان يحب جده حبا جما , لانه هو الذىتولى ربايته منذ صغره, وقد وعت عيناه على الحياه فى ظلال الإيمان , فقد كان جده إمام المسجد الأقصى , فأخذه منذ حداثته وعلمه القرآن الكريم والأحاديث النبويه الشريفه, وعلمه كيف يكون خلقه حسنًا , فنشأ معروفا فى الحى بأخلاقه الحسنه ووجهه الملائكى الصغير وثغره الذى يكشف عن إبتسامه صافيه .
وفجأه تعالى صوت ( محمد ) وهو ينادى جده قائلا : جدى جدى !!
فنظر إليه الشيخ متسائلا : ماذا تريد يا محمد ؟!!
محمد : ألم تعدنى يا جدى بأن تقص على مغامراتك الرائعه وأنت صغير !!
الشيخ ( نور ) : حسنا يا محمد , لقد نسيت وبارك الله فيكَ يا صغيرى لانك ذكرتنى , ولكن هلمَّ بنا نقرا قليلا من القرآن الكريم ونتدبر آياته ومعانيه .
( محمد ) : حسنا يا جدى ولكنك بشرط بعد ان ننتهى من قراءه القرآن لن تذهب إلى أى مكان إلا بعد أن تقص علىَّ كل شيء عن مغامراتك .
( نور ) ضاحكا : حسنا أيها الفارس الصغير .
* * *
الفصل الثانى ذكريات من الماضى
..
( محمد ) : والآن يا جدى ها قد إنتهينا من قراءه القرآن الحمد لله , وصلينا صلاه الضحى , لانك كما علمتنى يا جدى أن صلاه الضحى هى صلاه الأوابين , والأوابين يا جدى معناها : التوابين .
إبتسم ( نور ) لذكاء الصبى وقدره إستيعابه العاليه اللتى تفوق أولاد من هم فى عمره وحمد الله فى سره على ذلك .
بدأ ( نور ) حديثه قائلا : كنا يا محمد منذ ستون عاما نعانى من الحرب بيننا وبين الإسرائليين ...
قاطعه ( محمد ) : أتقصد يا جدى هؤلاء الحفنه من البشر الذين يعيشون فى ركن قصى من العالم ..
( نور ) : نعم يا محمد ولكنهم كانوا آنذاك كانوا قوه لا يستهان بها, وكانوا يعتمدون فى كل شيء على دوله أمريكا وكان العرب يطلقون عليهم طفل أمريكا المدلل , نظرا لان أمريكا كانت تمدهم بالأسلحه والمعلومات والتكنولوجيا والكثير من المساعدات .
إستوقفه ( محمد ) قائلا : جدى أأنت تقصد الولايات المتحده الأمريكيه اللتى إنهارت عقب الحرب العالميه الثالثه ؟!!!
( نور ) : نعم يا صغيرى وانا معجب بسرعه بديهتك وحفظك لدروس التاريخ وإستيعابك لها , فالتاريخ هو تراث الأمه , وهو أساس هام فى بناء حضاره قويه , وفخر لكل حضاره باقيه .
( محمد ) غاضباً : جدى لم خرجت عن الموضوع , أهكذا إتفقنا ؟!!!
( نور ) ضاحكا : حسنا حسنا لا تغضب يا صغيرى سأقص عليك كل ماتريد ...
الى أين وصلنا ياصغيرى ..؟؟* * *
نعم تذكرت
....
..
.الفصل الثالث شبح القلعه
..
وفى غضون الحرب بيننا وبين العدو
تسلل شبحا مجهولا فى جنح الظلام فى محاوله منه العبور متخفيا عن عيون جنود العدو وخاصه بعد أن اعلن حظر التجوال .
وكانت فى محاولته خطرا بالغا عليه حيث أن عقوبه ضبط أى مواطن يخرج بعد إعلان حظر التجوال هى الموت فورا وبالرصاص ..
وكانت تلك الليله تهب فيها الرياح مطلقه صفير قويا منذره بعاصفه قويه .
وكانت أوراق الأشجار تتطاير فى رقه ودلال وكأنها لا تعبأ بوجود مغتصب فى ارضها لثقتها فى أن الله _ سبحانه وتعالى _ لن يخذلها وقريبا سيطرد ذلك المعتدى من أرضها .
تحرك ذلك الشبح مبتعدا فى اللحظه المناسبه عن بصرجندى إسرائيلى كاد أن يلمحه ولولا لطف الله وعنايته الإلهيه اللتى تمثلت فى جعل الرياح تعصف فى قوه وتجعل ذلك الجندى يضع يديه على عينيه فى محاوله يائسه لمنع الأتربه من الدخول إلى عينيه ..
وفجأه وقع بصر الشبح على تلك القلعه الكبيره اللتى يتحدث عنها الجميع بخوف ووجل , وكان منظر القلعه يدل على الكآبه والغموض والرهبه التى تلج قلب كل إنسان ينظر إلى تلك القلعه ..
وأسرع الشبح محاولا العبور وهو محتميا بالأعشاب والأشجار التى تكثر فى تلك المنطقه بصوره غير طبيعيه ولكنه لم يهتم بتفسير ذلك بل أسرع بالولوج من فتحه سريه تكسوها الأعشاب ولا يراها سوى من يعرف مكانها جيدا ..
أسرع ذلك الشبح ونفذ من سرداب يقع بابه خلف القلعه حيث توجد هناك ما يشبه الغابه بأشجارها الكثيفه وأعشابها الطويله ..
وسار فى السرداب حتى وصل إلى نهايته وهناك سمع أصوات خافته تتكلم فى هدوء وسكينه . فدلف إلى المكان قائلا بصوت خافت لا يكاد يسمع :
" السلام عليكم ورحمه الله وبركاته " .
وعلى الرغم من أنه متأكد أن صوته لم يصل إلى أذنه من شده الخفوت إلا أن من فى القاعه أجابوا عليه تحيته بنفس التحيه
" السلام عليكم ورحمه الله وبركاته " .
ووقف قليلا يتأمل ببصره ويجول فى أنحاء القاعه متأملاً من فيها ..
" صلاح " " منتصر " " معتصم " " فتح " " جهاد " ومجموعه من الشباب !!
نعم كانوا شباب لم يكملو العقد الثانى من أعمارهم ولكنهم ذاقوا ويلات الحرب مما جعل عقولهم وأفكارهم تنضج بصوره كبيره جعلتهم يفكرون ويشعرون كما يفكر القاده العسكريين وكما يشعر المظلومين المستضعفين .
إنهم شباب جمعهم الإيمان بالله والإراده والعزيمه على مناهضه ومحاربه الإستعمار الإسرائيلى حتى يرزقهم اللهب إحدى الحسنيين ,
إما النصر وإما الشهاده ...
تذكر عنما كان صغيرا ورأى امه وهى ينتهك عرضها ووالده وهو يستشهد بنيران المدافع والرشاشات ..
والقنبله التى تتفجر فى وسط الإسرائليين وتشتت شملهم المفسد ويتفاجأ وهو يحمل على كتف رجل ما !!!
كان ذهنه مشتت وغير مدرك لما يحدث أمامه وفجأه وجد كيانه غارق فى ظلام تام .. ووجد بصره ينحسر ببطء كاشفا عن حجره بسيطه الأثاث ومعلق عليها صوره مكتوب فيها آيه الكرسى وأخرى مكتوب فيها
كلمه التوحيد
" أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله "
وسمع صوت يأتى من خارج الغرفه يقول فى رفق وحنان واضح : بنى إدخل أيقظ ضيفنا وادعه يتناول معنا الطعام !!
ودخل عليه ذلك الولد الصغير الذى يشع من عينيه ذكاء واضحا وحزن لا حدود له على الرغم من أن عمره لم يتجاوز الخامسه ...
وخرج من الغرفه الصغيره إلى قاعه أكبر بقليل من الغرفه وتنتشر فيها المصاحف ...
ويتعرف على ذلك الرجل الذى أنقذه ويحكى له
عما رآه فهو كان شاهد عيان و كان فى ذلك الوقت يقود فريقا للمقاومه ولم يحتمل ذلك المشهد فخرج مسرعا هو ومجموعه من الأبطال الفلسطينيين ورموا القنابل على الأعداء وأنهم لم ينجحوا سوى فى إنقاذى ..
بالطبع لم افهم كلامه فى البدايه وتدريجيا إعتدت على العيش معه وتولى تدريبى وكان معى بعض الأولاد الأقل منى عمراً تولى تدريبه هو ومجموعه من رجال المقاومه على الرياضات القتاليه وعلى كيفيه إستخدام الأسلحه كالقنابل والمسدسات والرشاشات وغيرها من الأسلحه حتى جاءه خبر إستشهاد ذلك البطل الذى كان يسمى بـ ( الناصر ) وتم القبض على باقى رجال المقاومه أثناء قيامهم بعمليه ضد الإسرائيلين المغتصبين .
وقبيل إستشهاد ( الناصر ) بسويعات أخبره : أنه بنى فى القلعه مكانا يصلح لأن يكون مركز مقاومه لا يعرفه العدو ..
وأسند إليه قياده فريق المقاومه الذى كان يتكون من الصبيه الذى كان يتولى ( الناصر ) تدريبهم هو ورجال المقاومه ..
ووصاه بأن يكمل ما بدأه وأن يبذل كل غالى ونفيس فى سبيل إجلاء العدو من أرض فلسطين الطاهره ..
ووصاه على إبنه الـ
وفجأه إنبعث صوت من آخر القاعه يقطع عليه حبل أفكاره وذكرياته
فرفع عينه إلى ذلك الصوت وابتسم إبتسامه شاحبه وهو ينظر إلى صاحب الصوت فقد كان " المعتصم " إبن " الناصر " !!!
الفصل الرابع (العمليه الكبرى )
** *
..
كان ( المعتصم ) يشبه اباه حقا , فى كل شيء كأنه نسخه مصغره منه رحمه الله ..
تحدث ( المعتصم ) قائلا : هلم بنا يا نور !! أنسيت عمليتنا الكبرى ؟!!
فقال ( نور ) : وكيف أن أنساها وقد إستعددنا لها لوقت طويل ,
وتوجه برأسه إلى الذى يجلس أمام شاشه الحاسوب وقال :
ما هى احدث الأخبار يا منتصر ؟!!
فاعتدل ( المنتصر ) فى مقعده وتوجه بكلامه إلى نور وقال : لا شيء جديد , والإسرائيليون يحيطون المبنى بحراسه مشدده !!
( نور ) مشجعا : ولكن هذا لن يوقفنا يا أسود الله أليس كذلك ؟!!
فهتف الجميع فى هتاف واحد " الله أكبر "
فقال ( جهاد ) : رويدك يا نور , رويدكم يا رجال , أعرف أنه لن يوقفكم شيء بإذن الله ما دمنا نحارب فى سبيل الحق , ولكن نحن نفتقر إلى العدد الكافى وإلى الأجهزه والأسلحه الضروريه ...
( صلاح ) : أصبت يا جهاد ,(فتح) : لقد لمعت فكره فى رأسى الآن ..فأنصت الجميع ...ليتكلم فتح ..فقال علينا أن نقوم بتصنيع الأسلحه اللازمه لنا .فقاطعه ( نور ) : ولكن من أين سنأتى بالخامات اللازمه لعمليه التصنيع هذه ؟!!
( فتح ) : إسمح لى يا نور بأن أوضح لكم
( نور ) : تفضل يا فتح نحن نريد سماع قولك ..
( فتح ) : فكرتى تعتمد على إنشاء قسم خاص بتصنيع الأسلحه كالمسدسات والرشاشات الآليه والقنابل اليدويه وهذه الأشياء خاماتها موجوده عند أحد جيرننا العرب ..
( المعتصم ) : نور , إئذن لى بأن أقول رأيى
( نور ) : تفضل يا معتصم
( المعتصم ) : أنا أيضا أؤيد ضروره إنشاء هذا القسم وبأقصى سرعه فقد حان وقت عمليتنا الكبرىولم يتبقى سوى ما يقرب من شهر ..
( صلاح ) : وانا ايضا موافق .
( المنتصر ) : وانا أيضا ..
( نور ) : حسنا حسنا . مادمتم قد إتفقت الآراء على ذلك فابدأوا على بركه الله فى تجهيز القسم وسيتولى ( صلاح ) عمليه نقل الخامات المطلوبه من الرجل العربى صاحب الخامات وعلى ( فتح )أن يتولى هو وباقى الفريق تصنيع الأسلحه ..
هيا يا رجال الله معكم
.الفصل الخامس والأخير
سر طاقية الإخفاء
مواهب البراعم
..
بقلم /أبو بكر محمد المصرى
.
..
..
مقدمه للكاتب
أولا هذه أول مره أخط فيها قصه ...
وهذه القصه أو كما سيوفقنى الله وستكون سلسله بعنوان ..
" أطفال الأقصى "
وأرجوا أن تفتحوا معى قلوبكم وعقولكم وتنتبهوا إلى ما سأسرده...
ربما سانحرف قليلا عن المنطق والعقل ..
وسأتعدى أسوار العقل وسأحلق بكم الى عالم الخيال ...
ربما ستأتى أحداث فى القصه لا تمت بصله إلى عالم الواقع ...
وأنى أبتغى مرضاة الله بعملى هذا ومشاركة منى لأحزان إخواننا فى فلسطين وفى أقصانا المنتهك ..
***فلنبدأ بسم الله الرحمن الرحيم *** * *
بدأ ذلك اليوم فى أوائل القرن الحادى والثلاثون بشمس مشرقه ونسيم عليل يبعث البهجه فى النفوس , وزقزقةالعصافير وكأنها سيمفونيه عذبه تبعث الفرحه والسرور فى النفوس , وتتعالى صوت أقدام المصلين الخارجين من المسجد الأقصى وهم ذاهبون إلى بيوتهم آمنين مطمئنين وقد حلقت قلوبهم ورفرفت أرواحهم بهذا الجمال الساحر الذى أبدعته يد خالق مبدع معجز ليس كمثله شيء ...
وفجأه تعالت أصوات حركات بريئه صادره من طفل صغير يجرى هنا وهناك
وكان هناك شيخ يمشى بجواره ترتسم السعاده على وجهه المستنير .
هلموا بنا لنقترب قليلا منهما ...
إنهما الشيخ نور وحفيده محمد ..
وهلموا بنا لنتعرف معهم على قصه من أروع قصص الجهاد * * *
الفصل الأول
..
جدى ...جدى
ذهب ( محمد ) مسرعا وهو مسرور للغايه لأن جده قد وعده بان يقص عليه بطولاته الماضيه التى تخلدها عقول وقلوب أهل فلسطين .
كان محمد يبلغ من العمر ثلاثه عشر عاما ولكنه كان ذو عقليه تفوق عقليات أقرانه بكثير , وكان يحب جده حبا جما , لانه هو الذىتولى ربايته منذ صغره, وقد وعت عيناه على الحياه فى ظلال الإيمان , فقد كان جده إمام المسجد الأقصى , فأخذه منذ حداثته وعلمه القرآن الكريم والأحاديث النبويه الشريفه, وعلمه كيف يكون خلقه حسنًا , فنشأ معروفا فى الحى بأخلاقه الحسنه ووجهه الملائكى الصغير وثغره الذى يكشف عن إبتسامه صافيه .
وفجأه تعالى صوت ( محمد ) وهو ينادى جده قائلا : جدى جدى !!
فنظر إليه الشيخ متسائلا : ماذا تريد يا محمد ؟!!
محمد : ألم تعدنى يا جدى بأن تقص على مغامراتك الرائعه وأنت صغير !!
الشيخ ( نور ) : حسنا يا محمد , لقد نسيت وبارك الله فيكَ يا صغيرى لانك ذكرتنى , ولكن هلمَّ بنا نقرا قليلا من القرآن الكريم ونتدبر آياته ومعانيه .
( محمد ) : حسنا يا جدى ولكنك بشرط بعد ان ننتهى من قراءه القرآن لن تذهب إلى أى مكان إلا بعد أن تقص علىَّ كل شيء عن مغامراتك .
( نور ) ضاحكا : حسنا أيها الفارس الصغير .
* * *
الفصل الثانى ذكريات من الماضى
..
( محمد ) : والآن يا جدى ها قد إنتهينا من قراءه القرآن الحمد لله , وصلينا صلاه الضحى , لانك كما علمتنى يا جدى أن صلاه الضحى هى صلاه الأوابين , والأوابين يا جدى معناها : التوابين .
إبتسم ( نور ) لذكاء الصبى وقدره إستيعابه العاليه اللتى تفوق أولاد من هم فى عمره وحمد الله فى سره على ذلك .
بدأ ( نور ) حديثه قائلا : كنا يا محمد منذ ستون عاما نعانى من الحرب بيننا وبين الإسرائليين ...
قاطعه ( محمد ) : أتقصد يا جدى هؤلاء الحفنه من البشر الذين يعيشون فى ركن قصى من العالم ..
( نور ) : نعم يا محمد ولكنهم كانوا آنذاك كانوا قوه لا يستهان بها, وكانوا يعتمدون فى كل شيء على دوله أمريكا وكان العرب يطلقون عليهم طفل أمريكا المدلل , نظرا لان أمريكا كانت تمدهم بالأسلحه والمعلومات والتكنولوجيا والكثير من المساعدات .
إستوقفه ( محمد ) قائلا : جدى أأنت تقصد الولايات المتحده الأمريكيه اللتى إنهارت عقب الحرب العالميه الثالثه ؟!!!
( نور ) : نعم يا صغيرى وانا معجب بسرعه بديهتك وحفظك لدروس التاريخ وإستيعابك لها , فالتاريخ هو تراث الأمه , وهو أساس هام فى بناء حضاره قويه , وفخر لكل حضاره باقيه .
( محمد ) غاضباً : جدى لم خرجت عن الموضوع , أهكذا إتفقنا ؟!!!
( نور ) ضاحكا : حسنا حسنا لا تغضب يا صغيرى سأقص عليك كل ماتريد ...
الى أين وصلنا ياصغيرى ..؟؟* * *
نعم تذكرت
....
..
.الفصل الثالث شبح القلعه
..
وفى غضون الحرب بيننا وبين العدو
تسلل شبحا مجهولا فى جنح الظلام فى محاوله منه العبور متخفيا عن عيون جنود العدو وخاصه بعد أن اعلن حظر التجوال .
وكانت فى محاولته خطرا بالغا عليه حيث أن عقوبه ضبط أى مواطن يخرج بعد إعلان حظر التجوال هى الموت فورا وبالرصاص ..
وكانت تلك الليله تهب فيها الرياح مطلقه صفير قويا منذره بعاصفه قويه .
وكانت أوراق الأشجار تتطاير فى رقه ودلال وكأنها لا تعبأ بوجود مغتصب فى ارضها لثقتها فى أن الله _ سبحانه وتعالى _ لن يخذلها وقريبا سيطرد ذلك المعتدى من أرضها .
تحرك ذلك الشبح مبتعدا فى اللحظه المناسبه عن بصرجندى إسرائيلى كاد أن يلمحه ولولا لطف الله وعنايته الإلهيه اللتى تمثلت فى جعل الرياح تعصف فى قوه وتجعل ذلك الجندى يضع يديه على عينيه فى محاوله يائسه لمنع الأتربه من الدخول إلى عينيه ..
وفجأه وقع بصر الشبح على تلك القلعه الكبيره اللتى يتحدث عنها الجميع بخوف ووجل , وكان منظر القلعه يدل على الكآبه والغموض والرهبه التى تلج قلب كل إنسان ينظر إلى تلك القلعه ..
وأسرع الشبح محاولا العبور وهو محتميا بالأعشاب والأشجار التى تكثر فى تلك المنطقه بصوره غير طبيعيه ولكنه لم يهتم بتفسير ذلك بل أسرع بالولوج من فتحه سريه تكسوها الأعشاب ولا يراها سوى من يعرف مكانها جيدا ..
أسرع ذلك الشبح ونفذ من سرداب يقع بابه خلف القلعه حيث توجد هناك ما يشبه الغابه بأشجارها الكثيفه وأعشابها الطويله ..
وسار فى السرداب حتى وصل إلى نهايته وهناك سمع أصوات خافته تتكلم فى هدوء وسكينه . فدلف إلى المكان قائلا بصوت خافت لا يكاد يسمع :
" السلام عليكم ورحمه الله وبركاته " .
وعلى الرغم من أنه متأكد أن صوته لم يصل إلى أذنه من شده الخفوت إلا أن من فى القاعه أجابوا عليه تحيته بنفس التحيه
" السلام عليكم ورحمه الله وبركاته " .
ووقف قليلا يتأمل ببصره ويجول فى أنحاء القاعه متأملاً من فيها ..
" صلاح " " منتصر " " معتصم " " فتح " " جهاد " ومجموعه من الشباب !!
نعم كانوا شباب لم يكملو العقد الثانى من أعمارهم ولكنهم ذاقوا ويلات الحرب مما جعل عقولهم وأفكارهم تنضج بصوره كبيره جعلتهم يفكرون ويشعرون كما يفكر القاده العسكريين وكما يشعر المظلومين المستضعفين .
إنهم شباب جمعهم الإيمان بالله والإراده والعزيمه على مناهضه ومحاربه الإستعمار الإسرائيلى حتى يرزقهم اللهب إحدى الحسنيين ,
إما النصر وإما الشهاده ...
تذكر عنما كان صغيرا ورأى امه وهى ينتهك عرضها ووالده وهو يستشهد بنيران المدافع والرشاشات ..
والقنبله التى تتفجر فى وسط الإسرائليين وتشتت شملهم المفسد ويتفاجأ وهو يحمل على كتف رجل ما !!!
كان ذهنه مشتت وغير مدرك لما يحدث أمامه وفجأه وجد كيانه غارق فى ظلام تام .. ووجد بصره ينحسر ببطء كاشفا عن حجره بسيطه الأثاث ومعلق عليها صوره مكتوب فيها آيه الكرسى وأخرى مكتوب فيها
كلمه التوحيد
" أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله "
وسمع صوت يأتى من خارج الغرفه يقول فى رفق وحنان واضح : بنى إدخل أيقظ ضيفنا وادعه يتناول معنا الطعام !!
ودخل عليه ذلك الولد الصغير الذى يشع من عينيه ذكاء واضحا وحزن لا حدود له على الرغم من أن عمره لم يتجاوز الخامسه ...
وخرج من الغرفه الصغيره إلى قاعه أكبر بقليل من الغرفه وتنتشر فيها المصاحف ...
ويتعرف على ذلك الرجل الذى أنقذه ويحكى له
عما رآه فهو كان شاهد عيان و كان فى ذلك الوقت يقود فريقا للمقاومه ولم يحتمل ذلك المشهد فخرج مسرعا هو ومجموعه من الأبطال الفلسطينيين ورموا القنابل على الأعداء وأنهم لم ينجحوا سوى فى إنقاذى ..
بالطبع لم افهم كلامه فى البدايه وتدريجيا إعتدت على العيش معه وتولى تدريبى وكان معى بعض الأولاد الأقل منى عمراً تولى تدريبه هو ومجموعه من رجال المقاومه على الرياضات القتاليه وعلى كيفيه إستخدام الأسلحه كالقنابل والمسدسات والرشاشات وغيرها من الأسلحه حتى جاءه خبر إستشهاد ذلك البطل الذى كان يسمى بـ ( الناصر ) وتم القبض على باقى رجال المقاومه أثناء قيامهم بعمليه ضد الإسرائيلين المغتصبين .
وقبيل إستشهاد ( الناصر ) بسويعات أخبره : أنه بنى فى القلعه مكانا يصلح لأن يكون مركز مقاومه لا يعرفه العدو ..
وأسند إليه قياده فريق المقاومه الذى كان يتكون من الصبيه الذى كان يتولى ( الناصر ) تدريبهم هو ورجال المقاومه ..
ووصاه بأن يكمل ما بدأه وأن يبذل كل غالى ونفيس فى سبيل إجلاء العدو من أرض فلسطين الطاهره ..
ووصاه على إبنه الـ
وفجأه إنبعث صوت من آخر القاعه يقطع عليه حبل أفكاره وذكرياته
فرفع عينه إلى ذلك الصوت وابتسم إبتسامه شاحبه وهو ينظر إلى صاحب الصوت فقد كان " المعتصم " إبن " الناصر " !!!
الفصل الرابع (العمليه الكبرى )
** *
..
كان ( المعتصم ) يشبه اباه حقا , فى كل شيء كأنه نسخه مصغره منه رحمه الله ..
تحدث ( المعتصم ) قائلا : هلم بنا يا نور !! أنسيت عمليتنا الكبرى ؟!!
فقال ( نور ) : وكيف أن أنساها وقد إستعددنا لها لوقت طويل ,
وتوجه برأسه إلى الذى يجلس أمام شاشه الحاسوب وقال :
ما هى احدث الأخبار يا منتصر ؟!!
فاعتدل ( المنتصر ) فى مقعده وتوجه بكلامه إلى نور وقال : لا شيء جديد , والإسرائيليون يحيطون المبنى بحراسه مشدده !!
( نور ) مشجعا : ولكن هذا لن يوقفنا يا أسود الله أليس كذلك ؟!!
فهتف الجميع فى هتاف واحد " الله أكبر "
فقال ( جهاد ) : رويدك يا نور , رويدكم يا رجال , أعرف أنه لن يوقفكم شيء بإذن الله ما دمنا نحارب فى سبيل الحق , ولكن نحن نفتقر إلى العدد الكافى وإلى الأجهزه والأسلحه الضروريه ...
( صلاح ) : أصبت يا جهاد ,(فتح) : لقد لمعت فكره فى رأسى الآن ..فأنصت الجميع ...ليتكلم فتح ..فقال علينا أن نقوم بتصنيع الأسلحه اللازمه لنا .فقاطعه ( نور ) : ولكن من أين سنأتى بالخامات اللازمه لعمليه التصنيع هذه ؟!!
( فتح ) : إسمح لى يا نور بأن أوضح لكم
( نور ) : تفضل يا فتح نحن نريد سماع قولك ..
( فتح ) : فكرتى تعتمد على إنشاء قسم خاص بتصنيع الأسلحه كالمسدسات والرشاشات الآليه والقنابل اليدويه وهذه الأشياء خاماتها موجوده عند أحد جيرننا العرب ..
( المعتصم ) : نور , إئذن لى بأن أقول رأيى
( نور ) : تفضل يا معتصم
( المعتصم ) : أنا أيضا أؤيد ضروره إنشاء هذا القسم وبأقصى سرعه فقد حان وقت عمليتنا الكبرىولم يتبقى سوى ما يقرب من شهر ..
( صلاح ) : وانا ايضا موافق .
( المنتصر ) : وانا أيضا ..
( نور ) : حسنا حسنا . مادمتم قد إتفقت الآراء على ذلك فابدأوا على بركه الله فى تجهيز القسم وسيتولى ( صلاح ) عمليه نقل الخامات المطلوبه من الرجل العربى صاحب الخامات وعلى ( فتح )أن يتولى هو وباقى الفريق تصنيع الأسلحه ..
هيا يا رجال الله معكم
.الفصل الخامس والأخير
سر طاقية الإخفاء
..
(الجد نور ):كح كح ... كح كح
ماذا بك يا جدى ؟!!
هتف ( محمد ) بهذه العباره وهو منزعج للغايه مما حدث لجده !!
فقال ( نور ) : لا لا تخف يا محمد , بارك الله فيكَ يا صغيرى
مجرد تعب بسيط ..
فلنكمل غدا بإذن الله لأانى متعب قليلا ...
لم يستطيع ( محمد ) النوم فى هذه الليلة لكثرة ما قد تخيل ماذا سيحدث فى باقى المغامره ؟ وما هى هذه العملية الكبرى التى تحدث عنها جده ؟
وماذا . وماذا .. وأسئله كثيره ظلت تحاصر رأسه الصغير .
ولكنه سرعان ما خلد إلى النوم . وأثناء نومه رأى وكأنه يمتطى حصان شاهق البياض , قوى الجسد , سريع الحركه , وهو متقلد سيف مسلول وأمامه جيش من الأعداء وخلفه جيشه الكبير الجرار وكلهم يمتطون الجياد الشاهقة البياض وتقلدون بسويف تلمع ويعكس لمعانها فى وجه العدو .
وقال تلك المقوله الشهيره " وا إسلاماه " وتقدم هو وجيشه الكبير.
وتعالت أصوات السيوف والتكبيرات التى رجت الأرض بشده .ولم يمض وقت كثير إلا وجيش الأعداء قد سحق وأبيد عن بكرة أبيه , وتعالت الصيحات والهتافات والتكبيرات .
وفجأه سطع ضوء قوى أغشى بصره وسمع صوتا ً وهو يقول : محمد !! محمد !! ماذا بك يا صغيرى ؟!!
ففتح عينيه ووجد نفسه قد عاد إلى عالم الوعى ورأى جده وهو فزع قلق يجلس بجواره
ويربت على كتفه
فتساءل ( محمد ) : ماذا حدث يا جدى ؟!!
( نور ) : يا صغيرى . لقد أيقظتنى من نومى فزعا بسبب صوتك المرتفع وأنت تردد " الله أكبر , الله أكبر , الله أكبر " فذهبت إليك مسرعا لأرى لماذا تهتف هكذا فوجدتك نائما والعرق الغزير يسيل من على جبهتك .
( محمد ) : لقد حلمت يا جدى بأنى , وأخذ يقص عليه ما رآه فى حلمه , وعندما إنتهى تبسم ( نور ) وقال : هذا من تأثير ما حكيته لك يا صغيرى , يبدو أنك متشوق معرفة باقى الأحداث .
..
( محمد ) : نعم يا جدى , إنى متشوق للغاية ..
(نور ) متبسما : حسنا يا صغيرى ولكن هيا بنا لنصلى ركعتين قبل أن يؤذن الفجر .وما أجمل يا صغيرى الصلاة فى هذا الوقت لأن الله سبحانه وتعالى يكون موجودا فى السماء الدنيا وينادى : هل من داع فأجيبه ؟؟ , هل من مستغفر فأغفر له ؟؟ , هل من سائل فأعطيه ؟؟.
( محمد ) : حقاً يا جدى . لا يوجد إلهاً آخر مثل إلهنا لا إله إلا الله , وهل تعلم يا جدى انا موقن بأنه لو كان هناك إلهاً ءاخر غير الله لما كان رحيما مثل الله سبحانه وتعالى ولما كانت فيه صفة واحده من صفات الله عز وجل الكريمة .
( نور ) : بارك الله فيك يا صغيرى .وهيا بنا فلقد إقترب الوقت كثيرا من الفجر . هيا لنستطيع أن نصلى ولو ركعتين وندعو الله أن يمن علينا برؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم والشرب من يده الشريف شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها ابداً وأن ندخل معه الفردوس الأعلى .
( محمد ) : حسنا يا جدى هيا بنا .
ودخلا الإثنين فى الصلاه حتى أذن الفجر وذهبا إلى المسجد الأقصى الحبيب لصلاة الفجر
.
بعد أن إنتهت الصلاة وخرج المصلون أسرع ( محمد ) قائلاً : جدى لاتكمل حديثك حتى نفرغ من الصلاه وقراءة القرءان
( نور ) ضاحكا: بارك الله فيك يا صغيرى ونعم هيا بنا لنقرأ كلام الله .
بعد أن فرغ ( محمد ) والشيخ ( نور ) من صلاة الضحى
إبتدأ ( نور ) حديثه بدون أن يقول له ( محمد ) شيئا إلا أنه نظر إليه نظرة ففهم ( نور ) ما يريده الصبى الصغير.
قال ( نور ) : كنا يا صغيرى فى أشد الإحتياج إلى الأسلحة المعتاده لكنى لم أكن مقتنع فكرة أننا سننجح فى تنفيذ عمليتنا الكبرى بهذه الأسلحه فعرضت الفكره على ( فتح ) لأنه كان يبدى إهتماما بالأسلحه والإختراعات منذ أن تولى ( الناصر ) رحمه الله تدريبه منذ صغره .
( نور) : يا فتح , يا أخى الحبيب !!
( فتح ) وفى وجهه نظرة تساؤل : نعم يا نور , ماذا تريد ؟
( نور ) : أريد أن اتكلم معك فى أمرٍ ما قليلاً انا وأنت فقط .
( فتح ) : حسنا يا نور , هيا إلى غرفتى .
وعندما دخل الإثنين غرفة ( فتح ) وأغلق فتح الباب .
ثم توجه بحديثه إلى ( نور ) قائلاً :والآن ماهو ذلك الأمر ؟!!
( نور) : حقيقة يا فتح انا غير مقتنع بأننا سننجح فى تنفيذ العملية بهذه الأسلحة التقليديه . وانا أريدك أن تصمم لنا سلاحاً غير مألوف , بحيث يضمن لنا أن ننتصر فى هذه العملية إن شاء الله .
( فتح ) مترددا : ولكن يا نور ما هو هذا السلاح ؟!!
( نور ) : متحمسا : المجال الكهرومغناطيسى يا صديقى أو ما يسمى عند المصرييين بإسم ( طاقية الإخفاء ) هذا سيجعلنا غير مرئيين بالنسبه للإسرائليين وسيجعلنا هذا نلج المبنى بكل سهولة ويسر .
( فتح ) : ماذا تقول يا نور !! هذا خيال مطبق !! أأنت متأكد مما تقوله ؟!!
( نور ) : نعم يا صديقى أتذكر تجربه فلادلفيا* ؟!!
( فتح ) :نعم أذكرها يا نور وأذكر أن الأمريكين قد حاولوا صناعة هذا السلاح بمعاونة العالم ”ألبرت أينشتين“ ولكنهم فشلوا وأصيب بحارة السفينة التى كانت تُجرى عليها التجربة بالجنون وتم إيداعهم فى مصحات نفسية وعصبية وحاولوا إخفاء هذا الأمر إلا أن بعض الأُناس قد حاولوا كشف هذه التجربة ولولا محاولاتهم ما سمعنا بهذا الأمر ابداً وما علمنا بأنه يمكن إخفاء الأجسام الماديه عن الأعين ولكن هذا لم ينجح حتى الآن .
( نور ) فى ضيق : أعلم هذا يا صديقى ولكن هذا هو الحل الوحيد للنجاح فى هذه العملية وليس هناك حيلة سوى هذه .
( فتح ) : حسناً يا نور سأعمل بجد ولن أنام ولن يهنأ لى بال حتى أتوصل إلى حل هذه المشكلة.
( نور ) أشكرك يا صديقى . وانا معك فى أى شيء وأى معدات وسأخاطر فى سبيل نجاح هذا السلاح .
( فتح ) : بإذن الله يا صديقى , والله الموفق .
..
نور . نور . نور
هتف ذلك الصوت فتوجه ( نور ) ببصره للذى ينادى عليه وهو منزعج : نعم , ماذا حدث .
كان ( منتصر) هو الذى يهتف بهذا الصوت العالى .
( منتصر ) وهو مضطرب للغايه : كارثه يا نور . مصيبه !!
( نور ): ماذا حدث ؟!!!
( منتصر ) وهو يلتقط أنفاسه من فرط الجهد : لقد إستشهد إخواننا يا نور . لم يتبق سوانا انا وأنت وفتح ومعتصم وصلاح وجهاد واستشهد باقى الفريق .
( نور ) وهو غاضب : لماذا ؟!! ماذا فعلوا !!!
( منتصر ) : لقد شاهدوا فرقه من الجنود الإسرائليين كانوا يحاولون الدخول إلى المسجد .
المسجد الأقصى ..
فثاروا وغلت دماؤهم وهاجموهم ونجحوا فى قتلهم إلا أن فرقة أخرى نجحت فى تعقبهم وقتلهم وسفك دمائهم
( نور ) وهو حزين للغايه : رحمهم الله .
وأسند يديه إلى وجهه وأخذ يردد وكأنه يبكى : إنا لله وإنا وإليه راجعون . إنا لله وإنا إليه راجعون . إن العين بتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون . اللهم أجرنا فى مصيبتنا واخلفنا خيراً منها .
( منتصر ) وهو يبكى : وهل هناك خيرا منهم .
( نور ) : كلا والله , كانوا صحبة صالحه وخير إخوة لنا .
توقف ( نور ) عن السرد عندما شاهد ( محمد ) وهو يبكى وقال له : لا تحزن يا صغيرى لقد كانوا أبطالاً ومدعاة فخر للمسجد الأقصى أنهم إستشهدوا فى سبيله ونحسبهم عند الله من الشهداء ولا نزكى على الله أحداً .
( محمد ) : وهو يجفف دموعه : ألهذه الدرجة كانوا هؤلاء اليهود الإسرائليين قساة غلاظ القلوب لا يعبأون ولا يعيرون وزناً للحياة الآدميه .
( نور ) : حقا يا محمد وخاصة هم يحبون ويتلذذون بسفك دماء المسلمين .
( محمد ) : عليهم من الله ما يستحقونه .
( نور ) : تقبل الله منك يا ولدى وبارك فيك .
( محمد ) : انا الآن سأستئذن يا جدى لأنى مرهق وأريد أن أنام قليلا لكى أقدر على المذاكره.
( نور ) : أصبت يا محمد فطالب العلم ينال أرفع المناصب فى دنياه وآخرته مادام لا يغضب الله عز وجل ويسعى لنيل رضاه .
..
خاتمه
ما أكتبه هو ما يتمنى كل مسلم أن يحدث داخل الأراضى المقدسه
وكل ما يحدث هو أن أجسد هذه الأمنيه على شكل كلمات تنساب من قلبى إلى اناملى ,
فى أمان الله
"
أبو بكر مح ـمد المصرى
السابع والعشرون من ربيع الآخر عام ألف وربعمائه وواحد وثلاثون
..
(الجد نور ):كح كح ... كح كح
ماذا بك يا جدى ؟!!
هتف ( محمد ) بهذه العباره وهو منزعج للغايه مما حدث لجده !!
فقال ( نور ) : لا لا تخف يا محمد , بارك الله فيكَ يا صغيرى
مجرد تعب بسيط ..
فلنكمل غدا بإذن الله لأانى متعب قليلا ...
لم يستطيع ( محمد ) النوم فى هذه الليلة لكثرة ما قد تخيل ماذا سيحدث فى باقى المغامره ؟ وما هى هذه العملية الكبرى التى تحدث عنها جده ؟
وماذا . وماذا .. وأسئله كثيره ظلت تحاصر رأسه الصغير .
ولكنه سرعان ما خلد إلى النوم . وأثناء نومه رأى وكأنه يمتطى حصان شاهق البياض , قوى الجسد , سريع الحركه , وهو متقلد سيف مسلول وأمامه جيش من الأعداء وخلفه جيشه الكبير الجرار وكلهم يمتطون الجياد الشاهقة البياض وتقلدون بسويف تلمع ويعكس لمعانها فى وجه العدو .
وقال تلك المقوله الشهيره " وا إسلاماه " وتقدم هو وجيشه الكبير.
وتعالت أصوات السيوف والتكبيرات التى رجت الأرض بشده .ولم يمض وقت كثير إلا وجيش الأعداء قد سحق وأبيد عن بكرة أبيه , وتعالت الصيحات والهتافات والتكبيرات .
وفجأه سطع ضوء قوى أغشى بصره وسمع صوتا ً وهو يقول : محمد !! محمد !! ماذا بك يا صغيرى ؟!!
ففتح عينيه ووجد نفسه قد عاد إلى عالم الوعى ورأى جده وهو فزع قلق يجلس بجواره
ويربت على كتفه
فتساءل ( محمد ) : ماذا حدث يا جدى ؟!!
( نور ) : يا صغيرى . لقد أيقظتنى من نومى فزعا بسبب صوتك المرتفع وأنت تردد " الله أكبر , الله أكبر , الله أكبر " فذهبت إليك مسرعا لأرى لماذا تهتف هكذا فوجدتك نائما والعرق الغزير يسيل من على جبهتك .
( محمد ) : لقد حلمت يا جدى بأنى , وأخذ يقص عليه ما رآه فى حلمه , وعندما إنتهى تبسم ( نور ) وقال : هذا من تأثير ما حكيته لك يا صغيرى , يبدو أنك متشوق معرفة باقى الأحداث .
..
( محمد ) : نعم يا جدى , إنى متشوق للغاية ..
(نور ) متبسما : حسنا يا صغيرى ولكن هيا بنا لنصلى ركعتين قبل أن يؤذن الفجر .وما أجمل يا صغيرى الصلاة فى هذا الوقت لأن الله سبحانه وتعالى يكون موجودا فى السماء الدنيا وينادى : هل من داع فأجيبه ؟؟ , هل من مستغفر فأغفر له ؟؟ , هل من سائل فأعطيه ؟؟.
( محمد ) : حقاً يا جدى . لا يوجد إلهاً آخر مثل إلهنا لا إله إلا الله , وهل تعلم يا جدى انا موقن بأنه لو كان هناك إلهاً ءاخر غير الله لما كان رحيما مثل الله سبحانه وتعالى ولما كانت فيه صفة واحده من صفات الله عز وجل الكريمة .
( نور ) : بارك الله فيك يا صغيرى .وهيا بنا فلقد إقترب الوقت كثيرا من الفجر . هيا لنستطيع أن نصلى ولو ركعتين وندعو الله أن يمن علينا برؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم والشرب من يده الشريف شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها ابداً وأن ندخل معه الفردوس الأعلى .
( محمد ) : حسنا يا جدى هيا بنا .
ودخلا الإثنين فى الصلاه حتى أذن الفجر وذهبا إلى المسجد الأقصى الحبيب لصلاة الفجر
.
بعد أن إنتهت الصلاة وخرج المصلون أسرع ( محمد ) قائلاً : جدى لاتكمل حديثك حتى نفرغ من الصلاه وقراءة القرءان
( نور ) ضاحكا: بارك الله فيك يا صغيرى ونعم هيا بنا لنقرأ كلام الله .
بعد أن فرغ ( محمد ) والشيخ ( نور ) من صلاة الضحى
إبتدأ ( نور ) حديثه بدون أن يقول له ( محمد ) شيئا إلا أنه نظر إليه نظرة ففهم ( نور ) ما يريده الصبى الصغير.
قال ( نور ) : كنا يا صغيرى فى أشد الإحتياج إلى الأسلحة المعتاده لكنى لم أكن مقتنع فكرة أننا سننجح فى تنفيذ عمليتنا الكبرى بهذه الأسلحه فعرضت الفكره على ( فتح ) لأنه كان يبدى إهتماما بالأسلحه والإختراعات منذ أن تولى ( الناصر ) رحمه الله تدريبه منذ صغره .
( نور) : يا فتح , يا أخى الحبيب !!
( فتح ) وفى وجهه نظرة تساؤل : نعم يا نور , ماذا تريد ؟
( نور ) : أريد أن اتكلم معك فى أمرٍ ما قليلاً انا وأنت فقط .
( فتح ) : حسنا يا نور , هيا إلى غرفتى .
وعندما دخل الإثنين غرفة ( فتح ) وأغلق فتح الباب .
ثم توجه بحديثه إلى ( نور ) قائلاً :والآن ماهو ذلك الأمر ؟!!
( نور) : حقيقة يا فتح انا غير مقتنع بأننا سننجح فى تنفيذ العملية بهذه الأسلحة التقليديه . وانا أريدك أن تصمم لنا سلاحاً غير مألوف , بحيث يضمن لنا أن ننتصر فى هذه العملية إن شاء الله .
( فتح ) مترددا : ولكن يا نور ما هو هذا السلاح ؟!!
( نور ) : متحمسا : المجال الكهرومغناطيسى يا صديقى أو ما يسمى عند المصرييين بإسم ( طاقية الإخفاء ) هذا سيجعلنا غير مرئيين بالنسبه للإسرائليين وسيجعلنا هذا نلج المبنى بكل سهولة ويسر .
( فتح ) : ماذا تقول يا نور !! هذا خيال مطبق !! أأنت متأكد مما تقوله ؟!!
( نور ) : نعم يا صديقى أتذكر تجربه فلادلفيا* ؟!!
( فتح ) :نعم أذكرها يا نور وأذكر أن الأمريكين قد حاولوا صناعة هذا السلاح بمعاونة العالم ”ألبرت أينشتين“ ولكنهم فشلوا وأصيب بحارة السفينة التى كانت تُجرى عليها التجربة بالجنون وتم إيداعهم فى مصحات نفسية وعصبية وحاولوا إخفاء هذا الأمر إلا أن بعض الأُناس قد حاولوا كشف هذه التجربة ولولا محاولاتهم ما سمعنا بهذا الأمر ابداً وما علمنا بأنه يمكن إخفاء الأجسام الماديه عن الأعين ولكن هذا لم ينجح حتى الآن .
( نور ) فى ضيق : أعلم هذا يا صديقى ولكن هذا هو الحل الوحيد للنجاح فى هذه العملية وليس هناك حيلة سوى هذه .
( فتح ) : حسناً يا نور سأعمل بجد ولن أنام ولن يهنأ لى بال حتى أتوصل إلى حل هذه المشكلة.
( نور ) أشكرك يا صديقى . وانا معك فى أى شيء وأى معدات وسأخاطر فى سبيل نجاح هذا السلاح .
( فتح ) : بإذن الله يا صديقى , والله الموفق .
..
نور . نور . نور
هتف ذلك الصوت فتوجه ( نور ) ببصره للذى ينادى عليه وهو منزعج : نعم , ماذا حدث .
كان ( منتصر) هو الذى يهتف بهذا الصوت العالى .
( منتصر ) وهو مضطرب للغايه : كارثه يا نور . مصيبه !!
( نور ): ماذا حدث ؟!!!
( منتصر ) وهو يلتقط أنفاسه من فرط الجهد : لقد إستشهد إخواننا يا نور . لم يتبق سوانا انا وأنت وفتح ومعتصم وصلاح وجهاد واستشهد باقى الفريق .
( نور ) وهو غاضب : لماذا ؟!! ماذا فعلوا !!!
( منتصر ) : لقد شاهدوا فرقه من الجنود الإسرائليين كانوا يحاولون الدخول إلى المسجد .
المسجد الأقصى ..
فثاروا وغلت دماؤهم وهاجموهم ونجحوا فى قتلهم إلا أن فرقة أخرى نجحت فى تعقبهم وقتلهم وسفك دمائهم
( نور ) وهو حزين للغايه : رحمهم الله .
وأسند يديه إلى وجهه وأخذ يردد وكأنه يبكى : إنا لله وإنا وإليه راجعون . إنا لله وإنا إليه راجعون . إن العين بتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون . اللهم أجرنا فى مصيبتنا واخلفنا خيراً منها .
( منتصر ) وهو يبكى : وهل هناك خيرا منهم .
( نور ) : كلا والله , كانوا صحبة صالحه وخير إخوة لنا .
توقف ( نور ) عن السرد عندما شاهد ( محمد ) وهو يبكى وقال له : لا تحزن يا صغيرى لقد كانوا أبطالاً ومدعاة فخر للمسجد الأقصى أنهم إستشهدوا فى سبيله ونحسبهم عند الله من الشهداء ولا نزكى على الله أحداً .
( محمد ) : وهو يجفف دموعه : ألهذه الدرجة كانوا هؤلاء اليهود الإسرائليين قساة غلاظ القلوب لا يعبأون ولا يعيرون وزناً للحياة الآدميه .
( نور ) : حقا يا محمد وخاصة هم يحبون ويتلذذون بسفك دماء المسلمين .
( محمد ) : عليهم من الله ما يستحقونه .
( نور ) : تقبل الله منك يا ولدى وبارك فيك .
( محمد ) : انا الآن سأستئذن يا جدى لأنى مرهق وأريد أن أنام قليلا لكى أقدر على المذاكره.
( نور ) : أصبت يا محمد فطالب العلم ينال أرفع المناصب فى دنياه وآخرته مادام لا يغضب الله عز وجل ويسعى لنيل رضاه .
..
خاتمه
ما أكتبه هو ما يتمنى كل مسلم أن يحدث داخل الأراضى المقدسه
وكل ما يحدث هو أن أجسد هذه الأمنيه على شكل كلمات تنساب من قلبى إلى اناملى ,
فى أمان الله
"
أبو بكر مح ـمد المصرى
السابع والعشرون من ربيع الآخر عام ألف وربعمائه وواحد وثلاثون
..
تعليق