إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سيرة عظماء الامة....متجدد باذن الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: سيرة عظماء الامة....متجدد باذن الله

    جزاكم الله خير بارك الله فيكم

    تعليق


    • #17
      خالد بن الوليد-رضي الله عنه

      خالد بن الوليد
      إنه خالد بن الوليد -رضي الله عنه-، القائد العبقري الذي لا تزال خططه الحربية في معاركه مثار إعجاب الشرق والغرب، وكان خالد قبل أن يسلم يحارب الإسلام والمسلمين، وقاد جيش المشركين يوم أحد، واستطاع أن يحوِّل نصر المسلمين إلى هزيمة بعد أن هاجمهم من الخلف، عندما تخلى الرماة عن مواقعهم، وظل خالد على شركه حتى كان عام الحديبية، فأرسل إليه أخوه الوليد بن الوليد كتابًا، جاء فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد: فأني لم أر أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام، وعقلك عقلك!! ومثل الإسلام لا يجهله أحد، وقد سألني رسول الله ( عنك، فقال: (أين خالد؟) فقلت: يأتي الله به، فقال رسول الله (: (مثله جهل الإسلام، ولو كان جعل نكايته وجده مع المسلمين كان خيرًا له). فاستدرك يا أخي ما فاتك، فقد فاتك مواطن صالحة.
      فلما قرأ خالد كتاب أخيه، انشرح صدره للإسلام، فخرج فلقى عثمان بن طلحة، فحدثه أنه يريد الذهاب إلى المدينة، فشجعه عثمان على ذلك، وخرجا معًا، فقابلهما عمرو بن العاص، وعرفا منه أنه يريد الإسلام أيضًا، فتصاحبوا
      جميعًا إلى المدينة؛ وكان ذلك في نهاية السنة السابعة من الهجرة، فلما قدموا على النبي ( رحب بهم، فأعلنوا إسلامهم، فقال صلى الله عليه
      وسلم لخالد: (قد كنت أرى لك عقلاً رجوت ألا يسلمك إلا إلى خير) [ابن سعد]. فقال خالد: استغفر لي كل ما أوضعت فيه من صد عن سبيل الله.
      فقال (: (إن الإسلام يجب (يزيل) ما كان قبله، اللهم اغفر لخالد بن الوليد كل ما أوضع منه من صد عن سبيلك) [ابن سعد]. ومنذ ذلك اليوم وخالد يدافع عن راية الله، ويجاهد في كل مكان لإعلاء كلمة الحق، وخرج مع جيش المسلمين المتجه إلى مؤتة تحت إمارة زيد بن حارثة، ويوصى الرسول (: (إن قتل زيد فجعفر، وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة) [البخاري]، فلما قتل الثلاثة وأصبح الجيش بلا أمير، جعل المسلمون خالدًا أميرهم، واستطاع خالد أن يسحب جيش المسلمين وينجو به.
      وفي فتح مكة، أرسله رسول الله ( إلى بيت العزى، وكان بيتًا عظيمًا لقريش ولقبائل أخرى، فهدمه خالد وهو يقول:
      يَا عِزّ كُفْرَانَكَ لا سُبْحَانَكْ أني رَأيْتُ اللَّهَ قَــدْ أَهَانَكْ
      ويوم حنين، كان خالد في مقدمة جيش المسلمين، وجرح في هذه المعركة، فأتاه رسول الله ( ليطمئن عليه ويعوده، ويقـال: إنـه نـفـث في جرحه فشفي بإذن الله. واستمر خالد في جهاده وقيادته لجيش المسلمين بعد وفاة الرسول (، فحارب المرتدين ومانعي الزكاة، ومدعي النبوة، ورفع راية الإسلام ليفتح بها بلاد العراق وبلاد الشام، فقد كان الجهاد هو كل حياته، وكان يقول: ما من ليلة يهدى إليَّ فيها عروس أنا لها محب أحب إلي من ليلة شديدة البرد كثيرة الجليد في سرية أصبح فيها العدو. [أبو يعلي].
      وكان خالد مخلصا في جهاده، ففي حرب الروم قام في جنده خطيبًا، وقال بعد أن حمد الله: إن هذا يوم من أيام الله، لا ينبغي فيه الفخر ولا البغي، أخلصوا جهادكم وأريدوا الله بعملكم. وكان خالد بن الوليد دائمًا يطمع في إسلام من يحاربه، فكان يدعوهم إلى الإسلام أولاً، فهو يحب للناس الإيمان ولا يرضي لهم دخول النار، فإن أبوا فالجزية ثم الحرب.
      وكان اسم خالد يسبقه في كل مواجهة له مع أعداء الإسلام، وكان الجميع يتعجبون من عبقريته، وقوة بأسه في الحرب، ففي معركة اليرموك خرج (جرجة) أحد قادة الروم من صفوف جنده، وطلب من خالد الحديث معه، فخرج إليه خالد، فقال جرجة: أخبرني فاصدقني ولا تكذبني، فإن الحر لا يكذب، ولا تخادعني فإن الكريم لا يخادع، هل أنزل الله على نبيكم سيفًا من السماء فأعطاه لك فلا تسله على أحد إلا هزمتهم؟ فقال خالد: لا.
      فسأله جرجة: فبم سميت سيف الله؟ فردَّ عليه خالد قائلاً: إن الله بعث فينا نبيه محمدًا ( فدعانا للإسلام فرفضنا دعوته، وعذبناه، وحاربناه، ثم هدانا الله فأسلمنا، فقال الرسول (: (أنت سيف من سيوف الله، سلَّه الله على المشركين)، ودعا لي بالنصر، فسميت سيف الله بذلك، فأنا من أشد المسلمين على المشركين. ثم سأله جرجة عن دعوته، وعن فضل من يدخل في الإسلام، وبعد حوار طويل بينهما شرح الله صدر جرجة للإسلام، فأسلم وتوضَّأ وصلى ركعتين مع خالد بن الوليد، ثم حارب مع صفوف الإيمان، فأنعم الله عليه بالشهادة في سبيله عز وجل.
      وعندما تولى الفاروق عمر الخلافة، عزل خالد من القيادة، وولَّى قيادة الجيش
      أبا عبيدة بن الجراح، فحارب خالد تحت راية الحق جنديًّا مخلصًا مطيعًا لقائده لا يدخر جهدًا ولا رأيًّا في صالح الدين ونصرة الحق، فكان نِعمَ القائد
      ونعم الجندي.
      وظل خالد يجاهد في سبيل ربه حتى مرض مرض الموت، فكان يبكي على فراش الموت، ويقول: لقد حضرت كذا وكذا زحفًا، وما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة سيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم، وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء. وتوفي رضي الله عنه بحمص من أرض الشام سنة (21 هـ).

      تعليق


      • #18
        رد: خالد بن الوليد-رضي الله عنه

        رضى الله عنه

        ما اروع ها الشخصيه

        جمعنا الله معه فى جنات عرضها السموات والارض

        تعليق


        • #19
          رد: سيرة عظماء الامة....متجدد باذن الله

          جزاك الله خيرا اسئل الله ان يبارك فيك وان يجمعنا مع النبيين

          تعليق


          • #20
            رد: سيرة عظماء الامة....متجدد باذن الله

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خير موضوع شيق وممتع ويجب ان نقتدى بهؤلاء
            حتى تصلح الأمة على كل حال نفع الله بكم وزادكم من فضله.

            تعليق


            • #21
              رد: سيرة عظماء الامة....متجدد باذن الله

              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              جزاكم الله خيرا
              لاتنسوا ذكر الله والصلاة على الرسول
              وادعوا دائما بحسن الخاتمة

              تعليق


              • #22
                رد: سيرة عظماء الامة....متجدد باذن الله

                جزاكم الله خير بارك الله فيكم وفى كل المسلمين
                التعديل الأخير تم بواسطة الدره العصماء; الساعة 31-12-2010, 07:41 PM.

                تعليق


                • #23
                  رد: سيرة عظماء الامة....متجدد باذن الله

                  جزاكم الله خيرا
                  نسألكم الدعاء
                  اذكر الله ^_^


                  تعليق


                  • #24
                    قصة عمر بن عبد العزيز رحمه الله مع أبنائه

                    الكلام باللون الأحمر لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
                    و اللون الأسود شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله


                    " ...ثم إن المؤدي للأمانة مع مخالفة هواه يثبته الله فيحفظه في أهله وماله بعده ، والمطيعُ ( رُفِعَ للبعد ، وإلا فهو معطوف على المؤدي ) لهواه يعاقبه الله بنقيض قصده ؛ فيذل أهله ويذهب ماله ، وفي ذلك الحكاية المشهورة : أن بعض خلفاء بني العباس سأل بعض العلماء أن يحدثه عما أدرك فقال : أدركت عمر بن عبد العزيز فقيل له : يا أمير المؤمنين أقفرت ( في نسخة : أفقرت ، وفي الحاشية أقفرت أفواه بنيك يقصد : أخليت أيديهم من المال وأفواههم من الملذات والمطاعم ، وفي نسخة : أفرغت ! ) أفواه بنيك من هذا المال ، وتركتهم فقراء لا شيء لهم ! وكان في مرض موته ، فقال : أدخلوهم علي ! فأدخلوهم [ وهم ] بضعة عشر ذكرا ليس فيهم بالغ ، فلما رآهم ذرفت عيناه ، ثم قال : يا بَنيّ والله ما منعتكم حقا هو لكم ، ولم أكن بالذي آخذ أموال الناس فأدفعها إليكم ، وإنما أنتم أحد رجلين : إما صالح فالله يتولى الصالحين ، وإما غير صالح فلا أترك ( وفي نسخة : أخلّف )
                    له ما يستعين به على معصية الله ! قوموا عني .
                    قال : فلقد رأيت بعض ولده حمل على مائة فرس في سبيل الله يعني أعطاها لمن يغزو عليها .


                    قال الشيخ العثيمين رحمه الله :

                    هذه قصة عجيبة : عمر بن عبد العزيز خليفة واحد على الأمة الإسلامية من أقصاها إلى أدناها ، وأولاده سبعة عشر ذكرا على قول أو بضعة عشر كلهم لم يبلغوا ، صغار ، يُدخَلون عليه في مرض موته ويبكي رقة له ومع ذلك يمتنع أن يوصي لهم بشيء ، أو يعطيهم شيئا من أموال المسلمين ، ويقول لهم : أنا لم أظلمكم ، حقكم الذي تستحقونه كما يستحقه غيركم من المسلمين أعطيتكموه .
                    ثم ذكر قال : ( إنكم أحد رجلين : إما رجل صالح فالله يتولاه ) ، كما قال الله تعالى : (( إن ولييَ الله الذي نزّل الكتاب وهو يتولى الصالحين )) [ الأعراف : 196 ] . وولاية الله لهم خير من ولاية أبيهم لهم .
                    ( وإما رجل غير صالح فلا أخلف له ما يستعين به على معصية الله ) وهذا من فقهه ، هؤلاء الأولاد هل بقوا فقراء ؟ أبدا قال : ( رأيت بعض ولده حمل على مائة فرس في سبيل الله ) أغناه الله وأعطى من ماله مئة فرس يجاهد عليها في سبيل الله ، فسبحان الله ، يعين الله سبحانه وتعالى من ترك هواه بطاعة الله ، كما قال شيخ الإسلام رحمه الله : ( المؤدي للأمانة مع مخالفة هواه يثبته الله ويحفظه الله في أهله وفي ماله بعده ) والمتبع لهواه بالعكس ) .
                    قلت : هذا وقد كان خليفة المسلمين من أقصى المشرق بلاد الترك ( بدل ، فهي بيان لم هو أقصى الشرق ) إلى أقصى المغرب ( في نسخة الغرب )[ بلاد ] الأندلس وغيرها ، ومن جزائر قبرص ( بالفتح لأنها أعجمية ، والعلمية والتأنيث ) وثغور الشام والعواصم كطرسوس ( طرسوس مدينة على ساحل البحر كانت ثغرا من ناحية بلاد الروم قريبا من طرف الشام ) ونحوها إلى أقصى اليمن ، وإنما أخذ كل واحد من أولاده من تركته شيئا يسيرا يقال : أقل من عشرين درهما .
                    أولاد عمر بن عبد العزيز أخذوا أقل من عشرين درهما ، فتركة هذا الخليفة الذي امتد ملكه هذا الإمتداد العظيم ، لم يأخذ أولاده من تركته إلا أقل من عشرين درهما !! .
                    قال : وحضرت بعض الخلفاء وقد اقتسم تركته بنوه فأخذ كل واحد منهم ستمائة ألف دينار ، ولقد رأيت بعضهم يتكفف الناس ؛ أي : يسألهم بكفه .
                    وفي هذا الباب من الحكايات والوقائع المشاهدة في الزمان ، والمسموعة عما قبله ؛ ما فيه عبرة لكل ذي لب .




                    (اللهم ارزقنى شهادة فى سبيلك واجعل موتى فى بلد رسولك)


                    تعليق


                    • #25
                      رد: سيرة عظماء الامة....متجدد باذن الله

                      جزاكِ الله خيرا ونفع بكِ أختنا الفاضله .

                      (وَأُفَوِّضُ أَمْرِ‌ي إِلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ‌ بِالْعِبَادِ )
                      افضل موقع لحفظ والاستماع للقران الكريم
                      ***}حــــــــــوار صريح جدا...{***
                      مع المشرف العام للمنتدى

                      تعليق


                      • #26
                        سيرة سيدنا أبو بكر الصديق

                        اسمه – على الصحيح - :
                        عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بنلؤي القرشي التيمي .

                        كنيته :
                        أبو بكر

                        لقبه :
                        عتيق ، والصدِّيق .
                        قيللُقّب بـ " عتيق " لأنه :
                        =
                        كان جميلاً
                        =
                        لعتاقة وجهه
                        =
                        قديم فيالخير
                        =
                        وقيل : كانت أم أبي بكر لا يعيش لها ولد ، فلما ولدته استقبلت به البيت، فقالت : اللهم إن هذا عتيقك من الموت ، فهبه لي .
                        وقيل غير ذلك

                        ولُقّببـ " الصدّيق " لأنه صدّق النبي صلى الله عليه وسلم ، وبالغ في تصديقه كما في صبيحةالإسراء وقد قيل له : إن صاحبك يزعم أنه أُسري به ، فقال : إن كان قال فقد صدق !
                        وقد سماه الله صديقا فقال سبحانه : ( وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَبِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )
                        جاء في تفسيرها : الذي جاء بالصدق هوالنبي صلى الله عليه وسلم ، والذي صدّق به هو أبو بكر رضي الله عنه .
                        ولُقّب بـ " الصدِّيق " لأنه أول من صدّق وآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم من الرجال .

                        وسماه النبي صلى الله عليه وسلم " الصدّيق "
                        روى البخاري عن أنس بنمالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أُحداً وأبو بكر وعمر وعثمان ،فرجف بهم فقال : اثبت أُحد ، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان .

                        وكان أبو بكررضي الله عنه يُسمى " الأوّاه " لرأفته

                        مولده :
                        ولد بعد عام الفيل بسنتينوستة أشهر

                        صفته :
                        كان أبو بكر رضي الله عنه أبيض نحيفاً ، خفيف العارضين ،معروق الوجه ، ناتئ الجبهة ، وكان يخضب بالحناء والكَتَم .
                        وكان رجلاً اسيفاً أيرقيق القلب رحيماً .

                        فضائله :
                        ما حاز الفضائل رجل كما حازها أبو بكر رضيالله عنه

                        فهو أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم
                        قال ابن عمر رضي الله عنهما : كنا نخيّر بين الناس في زمنالنبي صلى الله عليه وسلم ، فنخيّر أبا بكر ، ثم عمر بن الخطاب ، ثم عثمان بن عفانرضي الله عنهم . رواه البخاري .

                        وروى البخاري عن أبي الدرداء رضي الله عنهقال : كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتىأبدى عن ركبته فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما صاحبكم فقد غامر . وقال : إنيكان بيني وبين ابن الخطاب شيء ، فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى عليّ ،فأقبلت إليك فقال : يغفر الله لك يا أبا بكر - ثلاثا - ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبيبكر فسأل : أثَـمّ أبو بكر ؟ فقالوا : لا ، فأتى إلى النبي فجعل وجه النبي صلى اللهعليه وسلم يتمعّر ، حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال : يا رسول الله واللهأنا كنت أظلم - مرتين - فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله بعثني إليكم فقلتم : كذبت ، وقال أبو بكر : صَدَق ، وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركو لي صاحبيمرتين - فما أوذي بعدها .

                        فقد سبق إلى الإيمان ، وصحب النبي صلى الله عليهوسلم وصدّقه ، واستمر معه في مكة طول إقامته رغم ما تعرّض له من الأذى ، ورافقه فيالهجرة .

                        وهو ثاني اثنين في الغار مع نبي الله صلى الله عليه وسلم
                        قال سبحانه وتعالى : ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِيالْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا )
                        قالالسهيلي : ألا ترى كيف قال : لا تحزن ولم يقل لا تخف ؟ لأن حزنه على رسول الله صلىالله عليه وسلم شغله عن خوفه على نفسه .
                        وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضيالله عنه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه حدّثه قال : نظرت إلى أقدام المشركين علىرؤوسنا ونحن في الغار فقلت : يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحتقدميه . فقال : يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما .

                        ولما أراد النبيصلى الله عليه وسلم أن يدخل الغار دخل قبله لينظر في الغار لئلا يُصيب النبي صلىالله عليه وسلم شيء .
                        ولما سارا في طريق الهجرة كان يمشي حينا أمام النبي صلىالله عليه وسلم وحينا خلفه وحينا عن يمينه وحينا عن شماله .

                        ولذا لما ذكررجال على عهد عمر رضي الله عنه فكأنهم فضّـلوا عمر على أبي بكر رضي الله عنهما ،فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فقال : والله لليلة من أبي بكر خير من آل عمر ، وليوم منأبي بكر خير من آل عمر ، لقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لينطلق إلى الغارومعه أبو بكر ، فجعل يمشي ساعة بين يديه وساعة خلفه ، حتى فطن له رسول الله صلىالله عليه وسلم فقال : يا أبا بكر مالك تمشي ساعة بين يدي وساعة خلفي ؟ فقال : يارسول الله أذكر الطلب فأمشي خلفك ، ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك . فقال :يا أبابكر لو كان شيء أحببت أن يكون بك دوني ؟ قال : نعم والذي بعثك بالحق ما كانت لتكونمن مُلمّة إلا أن تكون بي دونك ، فلما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر : مكانك يارسول الله حتى استبرئ الجحرة ، فدخل واستبرأ ، قم قال : انزل يا رسول الله ، فنزل . فقال عمر : والذي نفسي بيده لتلك الليلة خير من آل عمر . رواه الحاكم والبيهقي فيدلائل النبوة .

                        ولما هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ ماله كله فيسبيل الله .

                        وهو أول الخلفاء الراشدين

                        وقد أُمِرنا أن نقتدي بهم ، كما في قولهعليه الصلاة والسلام : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضواعليها بالنواجذ . رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما ، وهو حديث صحيح بمجموع طرقه .

                        واستقر خليفة للمسلمين دون مُنازع ، ولقبه المسلمون بـ " خليفة رسول اللهصلى الله عليه وسلم "

                        وخلافته رضي الله عنه منصوص عليها
                        فقد أمره النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مرضه أن يُصليبالناس
                        في الصحيحين عن عائشةَ رضي اللّهُ عنها قالت : لما مَرِضَ النبيّ صلىالله عليه وسلم مرَضَهُ الذي ماتَ فيه أَتاهُ بلالٌ يُؤْذِنهُ بالصلاةِ فقال : مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصَلّ . قلتُ : إنّ أبا بكرٍ رجلٌ أَسِيفٌ [ وفي رواية : رجلرقيق ] إن يَقُمْ مَقامَكَ يبكي فلا يقدِرُ عَلَى القِراءَةِ . قال : مُروا أَبابكرٍ فلْيُصلّ . فقلتُ مثلَهُ : فقال في الثالثةِ - أَوِ الرابعةِ - : إِنّكنّصَواحبُ يوسفَ ! مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلّ ، فصلّى .
                        ولذا قال عمر رضي الله عنه : أفلا نرضى لدنيانا من رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا ؟!

                        وروىالبخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلمفي مرضه : ادعي لي أبا بكر وأخاك حتى اكتب كتابا ، فإني أخاف أن يتمنى متمنٍّ ويقولقائل : أنا أولى ، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر .

                        وجاءت امرأة إلىالنبي صلى الله عليه وسلم فكلمته في شيء فأمرها بأمر ، فقالت : أرأيت يا رسول اللهإن لم أجدك ؟ قال : إن لم تجديني فأتي أبا بكر . رواه البخاري ومسلم .

                        وقد أُمرنا أن نقتدي به رضي الله عنه
                        قال عليه الصلاة والسلام : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر . رواهالإمام أحمد والترمذي وابن ماجه ، وهو حديث صحيح .

                        وكان أبو بكر ممن يُـفتيعلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم
                        ولذا بعثهالنبي صلى الله عليه وسلم أميراً على الحج في الحجّة التي قبل حجة الوداع
                        روىالبخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : بعثني أبو بكر الصديق في الحجة التيأمره عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حجة الوداع في رهط يؤذنون في الناسيوم النحر : لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان .

                        وأبو بكر رضيالله عنه حامل راية النبي صلى الله عليه وسلم يوم تبوك .

                        وأنفق ماله كله لما حثالنبي صلى الله عليه وسلم على النفقة
                        قال عمربن الخطاب رضي الله عنه : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ، فوافق ذلكمالاً فقلت : اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما . قال : فجئت بنصف مالي ، فقال رسولالله صلى الله عليه وسلم : ما أبقيت لأهلك ؟ قلت : مثله ، وأتى أبو بكر بكل ما عندهفقال : يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك ؟ فقال : أبقيت لهم الله ورسوله ! قال عمر قلت : والله لا أسبقه إلى شيء أبدا . رواه الترمذي .

                        ومن فضائله أنه أحب الناس إلى رسولالله صلى الله عليه وسلم
                        قال عمرو بن العاصلرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أحب إليك ؟ قال : عائشة . قال : قلت : منالرجال ؟ قال : أبوها . رواه مسلم .

                        ومن فضائله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليهوسلم اتخذه أخـاً له .
                        روى البخاري ومسلم عنأبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس وقال : إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله . قال : فبكى أبو بكر ، فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خير ،فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير ، وكان أبو بكر أعلمنا . فقال رسولالله صلى الله عليه وسلم : إن مِن أمَنّ الناس عليّ في صحبته وماله أبا بكر ، ولوكنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر ، ولكن أخوة الإسلام ومودته ، لا يبقينفي المسجد باب إلا سُـدّ إلا باب أبي بكر .

                        ومن فضائله رضي الله عنه أن اللهزكّـاه
                        قال سبحانه وبحمده : ( وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لأَحَدٍعِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى * إِلا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى )
                        وهذه الآيات نزلت في ابي بكر رضي الله عنه .
                        وهو منالسابقين الأولين بل هو أول السابقين
                        قال سبحانه : ( وَالسَّابِقُونَالأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمبِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍتَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُالْعَظِيمُ )

                        وقد زكّـاه النبي صلى الله عليه وسلم
                        فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من جرّ ثوبه خيلاءلم ينظر الله إليه يوم القيامة . قال أبو بكر : إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أنأتعاهد ذلك منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنك لست تصنع ذلك خيلاء . رواهالبخاري في فضائل أبي بكر رضي الله عنه .

                        ومن فضائله رضي الله عنه أنه يُدعى منأبواب الجنة كلها
                        قال عليه الصلاة والسلام : من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دُعي من أبواب الجنة : يا عبد اللههذا خير ؛ فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد دُعيمن باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الصيامدُعي من باب الصيام وباب الريان . فقال أبو بكر : ما على هذا الذي يدعى من تلكالأبواب من ضرورة ، فهل يُدعى منها كلها أحد يا رسول الله ؟ قال : نعم ، وأرجو أنتكون منهم يا أبا بكر . رواه البخاري ومسلم .

                        ومن فضائله أنه جمع خصال الخير في يومواحد
                        روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أصبح منكم اليوم صائما ؟
                        قال أبو بكررضي الله عنه : أنا .
                        قال : فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟
                        قال أبو بكر رضيالله عنه : أنا .
                        قال : فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟
                        قال أبو بكر رضي اللهعنه : أنا .
                        قال : فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟
                        قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
                        فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما اجتمعن في امرىء إلا دخل الجنة .

                        ومن فضائله رضي الله عنه أن وصفه رجل المشركين بمثل ما وصفت خديجة رضي اللهعنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
                        لماابتلي المسلمون في مكة واشتد البلاء خرج أبو بكر مهاجراً قِبل الحبشة حتى إذا بلغبَرْك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارَة ، فقال : أين تريد يا أبا بكر ؟ فقالأبو بكر : أخرجني قومي فأنا أريد أن أسيح في الأرض فأعبد ربي . قال ابن الدغنة : إنمثلك لا يخرج ولا يخرج فإنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكَلّ وتقري الضيفوتعين على نوائب الحق ، وأنا لك جار فارجع فاعبد ربك ببلادك ، فارتحل ابن الدغنةفرجع مع أبي بكر فطاف في أشراف كفار قريش فقال لهم : إن أبا بكر لا يَخرج مثله ولايُخرج ،أتُخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحمويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق ؟! فأنفذت قريش جوار ابن الدغنة وآمنوا أبا بكر وقالوا لابن الدغنة : مُر أبا بكرفليعبد ربه في داره فليصل وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به ، فإنا قدخشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا قال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر فطفق أبو بكر يعبد ربهفي داره ولا يستعلن بالصلاة ولا القراءة في غير داره ، ثم بدا لأبي بكر فابتنىمسجدا بفناء داره وبرز فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيتقصف عليه نساء المشركينوأبناؤهم يعجبون وينظرون إليه وكان أبو بكر رجلاً بكّاءً لا يملك دمعه حين يقرأالقرآن فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم فقالواله : إنا كنا أجرنا أبا بكر على أن يعبد ربه في داره وإنه جاوز ذلك فابتنى مسجدابفناء داره وأعلن الصلاة والقراءة وقد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا فأته فإن أحبأن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل وإن أبى إلاّ أن يعلن ذلك فَسَلْهُ أن يردإليك ذمتك فإنا كرهنا أن نخفرك ، ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان . قالت عائشة فأتىابن الدغنة أبا بكر فقال : قد علمت الذي عقدت لك عليه فإما أن تقتصر على ذلك وإماأن ترد إلي ذمتي فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له قال أبو بكر : إني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله . رواه البخاري .

                        وكان عليّ رضي الله عنهيعرف لأبي بكر فضله
                        قال محمد بن الحنفية : قلت لأبي – علي بن أبي طالب رضي الله عنه - : أي الناس خير بعد رسول الله صلى اللهعليه وسلم ؟ قال : أبو بكر . قلت : ثم من ؟ قال : ثم عمر ، وخشيت أن يقول عثمان قلت : ثم أنت ؟ قال : ما أنا إلا رجل من المسلمين . رواه البخاري .

                        وقال عليّرضي الله عنه : كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله بهبما شاء أن ينفعني منه ، وإذا حدثني غيره استحلفته ، فإذا حلف لي صدقته ، وحدثنيأبو بكر وصدق أبو بكر . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من عبد مؤمنيذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الطهور ثم يصلي ركعتين فيستغفر الله تعالى إلا غفر الله لهثم تلا : ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ) الآية . رواه أحمد وأبو داود .

                        ولم يكن هذا الأمر خاص بعلي رضي الله عنه بل كان هذا هو شأنبنِيـه
                        قال الإمام جعفر لصادق : أولدني أبوبكر مرتين .
                        وسبب قوله : أولدني أبو بكر مرتين ، أن أمَّه هي فاطمة بنت القاسمبن محمد بن أبي بكر ، وجدته هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر .
                        فهو يفتخر فيجّـدِّه ثم يأتي من يدّعي اتِّباعه ويلعن جدَّ إمامه ؟
                        قال جعفر الصادق لسالم بنأبي حفصة وقد سأله عن أبي بكر وعمر ، فقال : يا سالم تولَّهُما ، وابرأ من عدوهما ،فإنهما كانا إمامي هدى ، ثم قال جعفر : يا سالم أيسُبُّ الرجل جده ؟ أبو بكر جدي ،لا نالتني شفاعة محمد صلىالله عليه وسلم يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما وأبرأ منعدوهما .
                        وروى جعفر بن محمد – وهو جعفر الصادق - عن أبيه – وهو محمد بن علي بنالحسين بن علي – رضي الله عنهم أجمعين ، قال : جاء رجل إلى أبي – يعني علي بنالحسين ، المعروف والمشهور بزين العابدين - فقال : أخبرني عن أبي بكر ؟ قال : عنالصديق تسأل ؟ قال : وتسميه الصديق ؟! قال : ثكلتك أمك ، قد سماه صديقا من هو خيرمني ؛ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرون والأنصار ، فمن لم يُسمه صدِّيقا ،فلا صدّق الله قوله ، اذهب فأحب أبا بكر وعمر وتولهما ، فما كان من أمـر ففي عنقي .

                        ولما قدم قوم من العراق فجلسوا إلى زين العابدين ، فذكروا أبا بكر وعمرفسبوهما ، ثم ابتـركوا في عثمان ابتـراكا ، فشتمهم .
                        وابتركوا : يعني وقعوا فيهوقوعاً شديداً .
                        وما ذلك إلا لعلمهم بمكانة وزيري رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبمكانة صاحبه في الغار ، ولذا لما جاء رجل فسأل زين العابدين : كيف كانت منزلةأبي بكر وعمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فأشار بيده إلى القبر ثم قال : لمنزلتهما منه الساعة .

                        قال بكر بن عبدالله المزني رحمه الله :
                        ما سبقهم أبو بكربكثرة صلاة ولا صيام ، ولكن بشيء وَقَـرَ في قلبه .

                        وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
                        يا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقيدَتِي = رُزِقَ الهُدى مَنْلِلْهِدايةِ يَسأَلُ
                        اسمَعْ كَلامَ مُحَقِّقٍ في قَولِه = لا يَنْثَني عَنهُ ولايَتَبَدَّل
                        حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَبٌ = وَمَوَدَّةُ القُرْبىبِها أَتَوَسّل
                        وَلِكُلِّهِمْ قَدْرٌ وَفَضْلٌ ساطِعٌ = لكِنَّما الصِّديقُمِنْهُمْ أَفْضَل

                        وجمع بيت أبي بكر وآل أبي بكر من الفضائل الجمة الشيء الكثيرالذي لم يجمعه بيت في الإسلام
                        فقد كان بيتأبي بكر رضي الله عنه في خدمة النبي صلى الله عليه وسلم ، كما في الاستعداد للهجرة، وما فعله عبد الله بن أبي بكر وأخته أسماء في نقل الطعام والأخبار لرسول الله صلىالله عليه وسلم وصاحبه في الغار
                        وعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم هي بنت أبيبكر رضي الله عنه وعنها

                        قال ابن الجوزيرحمه الله :
                        أربعة تناسلوا رأوا رسول اللهصلى الله عليه وسلم :
                        أبو قحافة
                        وابنه أبو بكر
                        وابنه عبد الرحمن
                        وابنهمحمد

                        أعماله :
                        من أعظم أعماله سبقه إلى الإسلام وهجرته مع النبي صلى اللهعليه وسلم ، وثباته يوم موت النبي صلى الله عليه وسلم .
                        ومن أعماله قبل الهجرةأنه أعتق سبعة كلهم يُعذّب في الله ، وهم : بلال بن أبي رباح ، وعامر بن فهيرة ،وزنيرة ، والنهدية وابنتها ، وجارية بني المؤمل ، وأم عُبيس .
                        ومن أعظم أعمالهالتي قام بها بعد تولّيه الخلافة حرب المرتدين
                        فقد كان رجلا رحيما رقيقاً ولكنهفي ذلك الموقف ، في موقف حرب المرتدين كان أصلب وأشدّ من عمر رضي الله عنه الذيعُرِف بالصلابة في الرأي والشدّة في ذات الله
                        روى البخاري ومسلم من حديث أبيهريرة رضي الله عنه قال : لما توفى النبي صلى الله عليه وسلم واستُخلف أبو بكر وكفرمن كفر من العرب قال عمر : يا أبا بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم : أمِرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فمن قال لا إله إلاالله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ؟ قال أبو بكر : والله لأقاتلنمن فرق بين الصلاة والزكاة ، فإن الزكاة حق المال ، والله لو منعوني عناقا كانوايؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها . قال عمر : فو اللهما هو إلا أن رأيت أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق .

                        لقدسُجِّل هذا الموقف الصلب القوي لأبي بكر رضي الله عنه حتى قيل : نصر الله الإسلامبأبي بكر يوم الردّة ، وبأحمد يوم الفتنة .
                        فحارب رضي الله عنه المرتدين ومانعيالزكاة ، وقتل الله مسيلمة الكذاب في زمانه .
                        ومع ذلك الموقف إلا أنه أنفذ جيشأسامة الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم أراد إنفاذه نحو الشام .

                        وفي عهدهفُتِحت فتوحات الشام ، وفتوحات العراق

                        وفي عهده جُمع القرآن ، حيث أمر رضيالله عنه زيد بن ثابت أن يجمع القرآن

                        وكان عارفاً بالرجال ، ولذا لم يرضَبعزل خالد بن الوليد ، وقال : والله لا أشيم سيفا سله الله على عدوه حتى يكون اللههو يشيمه . رواه الإمام أحمد وغيره .

                        وفي عهده وقعت وقعة ذي القَصّة ، وعزمعلى المسير بنفسه حتى أخذ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه بزمام راحلته وقال له : إلى أين يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أقول لك ما قال لك رسول الله صلىالله عليه وسلم يوم أُحد : شِـمْ سيفك ولا تفجعنا بنفسك . وارجع إلى المدينة ، فوالله لئن فُجعنا بك لا يكون للإسلام نظام أبدا ، فرجع أبو بكر رضي الله عنه وأمضىالجيش .

                        وكان أبو بكر رضي الله عنه أنسب العرب ، أي أعرف العرب بالأنساب .

                        زهـده :
                        مات أبو بكر رضي الله عنه وما ترك درهما ولا دينارا

                        عن الحسن بن عليرضي الله عنه قال : لما احتضر أبو بكر رضي الله عنه قال : يا عائشة أنظري اللقحةالتي كنا نشرب من لبنها والجفنة التي كنا نصطبح فيها والقطيفة التي كنا نلبسها فإناكنا ننتفع بذلك حين كنا في أمر المسلمين ، فإذا مت فاردديه إلى عمر ، فلما مات أبوبكر رضي الله عنه أرسلت به إلى عمر رضي الله عنه فقال عمر رضي الله عنه : رضي اللهعنك يا أبا بكر لقد أتعبت من جاء بعدك .

                        ورعـه :
                        كان أبو بكر رضي الله عنهورعاً زاهداً في الدنيا حتى لما تولى الخلافة خرج في طلب الرزق فردّه عمر واتفقواعلى أن يُجروا له رزقا من بيت المال نظير ما يقوم به من أعباء الخلافة

                        قالتعائشة رضي الله عنها : كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج ، وكان أبو بكر يأكل منخراجه ، فجاء يوماً بشيء ، فأكل منه أبو بكر ، فقال له الغلام : تدري ما هذا ؟ فقالأبو بكر : وما هو ؟ قال : كنت تكهّنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أنيخدعته ، فلقيني فأعطاني بذلك فهذا الذي أكلت منه ، فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيءفي بطنه . رواه البخاري .

                        وفاته :
                        توفي في يوم الاثنين في جمادى الأولى سنةثلاث عشرة من الهجرة ، وه ابن ثلاث وستين سنة .

                        فرضي الله عنهوأرضاه
                        وجمعنا به في دار كرامته

                        أعلم بأنني لم أوفِّ أبا بكرحقّـه


                        قصائد عنه:

                        نونية القحطاني:
                        صديق أحمد صاحب الغار الذي
                        هو في المغارة والنبي اثنان

                        أعني أبا بكرالذي لم يختلف
                        من شرعنا في فضله رجلان

                        هو شيخ أصحاب النبيوخيرهم
                        وإمامهم حقا بلا بطلان

                        وأبو المطهرة التي تنزيهها
                        قد جاءنا فيالنور والفرقان



                        محاضرات في سيرته
                        عيد سعيد

                        تعليق

                        يعمل...
                        X