عائد الى ربي
عائدا عائدا ... رسالة لمن يريد البكاء .. رسالة لمن جفت عيونهم ....رساله لمن يبحثون عن رقة القلوب ... رسالة لمن يبحثون عن الخشوع والخضوع والذل والإنابة ... رسالة إعتراف وإقرار .. كل صورةحزن , كل صوت أنين , كل مشاعر توبة, أسطرها اليوم .. وأنا والله والله والله معترفا بالتقصير ...
* تسكت الألسنه وتقف الكلمات عاجزة ويجف الحبر وتنكسر الأقلام وتنتهى الورقات , ولا يبقى شيئا نستطيع به التعبير عن تقصيرنا فى حق المولى الكريم سبحانه وتعالى ..
يارب ... يارب ... اليوم جئتك وفى داخلى كلاما كثير لا أدرى ما أقول يارب ..
لا أدرى ماذا أقول يارب ؟ أعلم أنك أنعمت علىَّ كثيرا : أعطيتنى الصحة أعطيتنى البصر .. أعطيتنى السمع أعطيتنى المشى والحركة... أعطيتنى الأم والأب والأخوة والأخوات والزوجة والأولاد ... أعطيتنى يا رباه مالا كثيرا ... ورزقا كبيرا ...
لكننى يارب أقولها بكل حرقة وألم : أنا مقصرا يارب ... أنا جئتك اليوم أعترف بين يديك .. أنا جئتك اليوم أبتهل بين يديك .. أنا جئتك اليوم أنطرح بين يديك .. أنا جئتك اليوم أتضرع إليك .. أنا جئتك اليوم .... فهل ستقبلنى ؟؟؟
* من يرحم ذلى وإفتقارى .. من يرحم ضعفى وعجزى ... من يرحم مسكنتى وهوانى ... إلهى إلهى عصيتك كثيرا وكنت علىَّ حليما ... نظرت إلى الحرام ولم تعاقبنى ... سمعت الحرام ولم تعاقبنى ... أكلت الحرام ولم تعاقبنى ...
* سبحانك ما أعظم حلمك ... سبحانك ما أكبر عفوك .... والله يارب والله يارب : أنا نادما على كل معصية فعلتها ... والله يارب : انا تائبا من كل كبيرة إرتكبتها ... والله يارب : أنا عائدا من بعد ما هربت منك ...غرنى حلمك وعفوك ... ظننت أن السعادة فى المعاصى فَرُحْت أتقلب فيها يمينا وشمالا ...
فجأة قولت لنفسى : من الذى يجرى الدم فى عروقى ؟؟ من الذى يتحكم فى حركتى ؟ من الذى يتحكم فى عقلى ؟ من القادر على إيقاف نبضات قلبى ؟؟ من القادر على شل أطرافى ؟؟ من القادر على تعطيل نفسى ؟؟ إنه الله ..
قد أنام يوما فلا أصحو ... قد آكل الأكلة يوما فلا إستطيع أن أبتلعها .... قد أسقط فجأة وأنا فى الشارع ,, قد أكون بين أمى وأبي وزوجتى وأولادى وفجأة أغادرهم وأنا ألعب ... قد وقد وقد!!!!
* أنا عائدا إليك يارب ... أنا عائدا إليك يارب ... فاقبلنى أرجوك ... أنت الرحيم أنت الكريم .... أنت الحليم سبحانك لا أحصى ثناءاعليك أنت كما أثنيت على نفسك ..
من يقيل العثرات سواك ؟؟ من يغفر الذلات سواك ؟؟ من يمحو الخطايا سواك ؟
أدعوك يا كريم أدعوك يا كريم أدعوك يا كريم : يا رباه أنت قولت:
{ وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان }
ها أنا الأن أصف قدمى بين يديك ... قلبى خاضعا إليك وعينى فائضة إليك ...أنا العبد الذليل المنكسر وانت القوى العزيز ... فهل سيشملنى عفوك ؟؟
يارب آوينى أنا وحدى فى العراء لا مصير لى لا معين لى .. لا قريب لى ... أنت حسبى أنت كافينى ....
إلهى إن تركتنى تسلط علىَّ الأعداء .. إلهى إن هجرتنى أستولى علىَّ الأعداء ,, إلهى إن طردنى فيا بؤسى والشقاء ... يا قادر يا قاهر يا عليما بحالى يا مطلعا على أقوالى يا من تشاهد أفعالى : هل يرضيك يارب إنكسارى الآن بين يديك ؟؟
* يارب : الشيطان يدعونى إلى الزنا .. وأنا أقول : لا لا ربى أحب إلىَّ ...
يارب : الشيطان يدوعنى إلى الغناء ... وأنا أقول : لا لا ربى أحب إلىَّ..
يارب : الشيطان يدعونى إلى الربا ... وانا أقول : لا لا ربى أحب إلىَّ ..
يارب الشيطان يدعونى إلى الحقد والضغينه .. وأنا أقول : لا لا ربى أحب إلىَّ ..
فهل ستتركنى يارب بين يدى عدوك بلا سلاح ؟؟
يا من لا يخيب من رجاه .. يا من لا يضيع من أتاه ..هل ستسلمنى إلى الشيطان لأنى عصيتك ؟
لا يارب لا يارب أنت أكرم وأحلم وأعظم ... أعلم يارب أننى أغضبتك كثيرا كى أرضى نفسى وشهواتى ... أعلم أننى أغضبتك يارب كثيرا كى أمتع فى جسمى لذاتى ... أعلم أننى أغضبتك يارب كثيرا كى أعيش حياتى ...
لكن والله والله الآن يارب حياتى بلا نور ... حياتى بلا طعم .. حياتى بلا لذه .. كنت معك يارب فى جيشك ... كنت يوما من جندك ... كنت يوما من أوليائك أحمل السلاح على الشيطان وأعوانه ... لا أسمح لنفسى بمعصية .. ولا أعطى فرصة لذنب ..
وفجأه : وبينما أنا واقفا فى الصف مع الجنود إذ بالشهوات تزين أمام عينى ... وإذ بالمعاصى تتراقص أمامى ... وإذ بجنود الشيطان قد جاءوا يجروننى لأكون فى جيشهم .... وضعف يقينى وقلت عزيمتى وأغرانى الهوى فرميت سلاح أهل الإيمان ... وخلعت الترس الذى كنت أحمى به صدرى ... وهربت من جيشك يا مولاى .... وانطلقت إلى جيش أهل الطغيان .. وحملت معهم السلاح وأصبحت أناصر الشيطان وأقف فى وجه أهل الإيمان .... أغضب من كل من يدعونى إليك .... يزين أصدقاء السوء ليَ المعاصى ...وينفخ الشيطان فىَّ الإعجاب وأصبحت من جند الشيطان المخلصين ....
* وفجأة : تأملت حلمك علىَّ ... وشفقتك علىَّ وعطفك بى .... وكرمك وجودك .. كنت تقول : هو عبدى هو أحد جنودى وسيعود فلا تؤذوه يا ملائكتى ....
وبينما أنا فى جند الشيطان إذ بى أجد قلبى يشتاق إليك يا رحمان .... يشتاق إلى كنفك يا رحمان ..... يشتاق إلى القرب منك يا رحمان ... فرميت سلاح الأعداء وانطلقت مسرعا عائدا إلى جند الإيمان ... كنت أجرى مسرعا إليك ,, كنت أركض فى تلك الصحراء وأنا أبكى خوفا من أن أموت قبل أن أصل إليك ...
* وهــــــــا أنا قد أتيت الآن ، وانطرحت بين يديك يا مولاى .... والله والله يارب : أنت تفرح بتوبتى .. والله يارب : أنت تفرح بعودتى .. ألست أنا عبدك ؟؟
يارب : خذ بيدى إلى شاطىء الرحمات .. يارب خذ بيدى إلى وادى الخيرات ... إفرح بى هذه الليلة يارب ....
والله يارب لو أعطيت اليوم كنوز الدنيا لو أعطيت ذهبها وفضتها فإن هذا كله لا يساوى فرحتك بى .... أنا المحتاج فقربنى إليك .... أنا المحتاج فافتح لى بابك...
طال وقوفى طال قيامى طال نوحى طال دعائى طال رجائى طال إبتهالى .. طرقت عليك وتعبت يدى من الطرق على بابك .... آن والله يا كريم أن تغفر لى الآن .. آن والله يا كريم أن تعفو عني الآن .... آن والله يا حليم أن تستر علىَّ الآن ....
بحر جودك لا ساحل له ... وخزائن فضلك ملئى ... فاقبلنى يا أرحم الراحمين ... إن كنت قد عصيتك فوالله لأنى لم أقدرك قدرك ... إن كنت قد اغضبتك فوالله لأنى لم أقدرك قدرك .... إن كنت قد إستهنت بنظرك إلىَّفوالله لأنى لم أقدرك قدرك ....
كانت تمر عليا هذه الآيه
{ وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون } كانت تمر عليا هذه الآيه وأنا لا أبالى ...كنت اتعجب من نفسى القاسيه التى لا تتوب ... كنت أناديها وأصرخ كنت أطلب من منها أن تقترب من الله أكثر .... لكن الشيطان وضعف إيمانى كانوا أقوى ..
(( أناديها وتأبى أن تجيبَ ... وتبعث ردها دوما عجيبه .. أناديها وأصرخ هل تتوبى ...فترفض أن تعود وأن تتوب َ... وتبحر والهوى يغدوا خطاها .... يزيف ضربها يخفى العيوبَ ... ))
* لبيك يارب ,, لبيك وسعديك والخير كله بيديك ... ها أنا قد عدت بعد هروب طويل .. ها أنا قد عدت بعد سفرٍ بعيد .... فإذا لم تقلبنى يا مولاى فما حيلتى وما رجائى ؟؟ وأنت حيلتى ورجائى وإليك أرفع ندائى ..
أبعد هذا كله يا مولاى أكون أنا أشقى خلقك ؟؟ لا يارب لا يارب لا أموت وأنت غير راض ٍعنى ... ثم أدخل إلى قبرى فيضمنى ضمهة فتختلف أضلاعى .... ويأتينى عملى القبيح فى صورة أنسانا قبيح ... ويفتح لى بابا إلى النار .. وأعذب فى قبرى عذابا شديدا ...
لا يارب .. رحماك بى فإنَّ جسدى لا يقوى على عذابك .. ثم بعد ذلك أبعث من قبرى ... وأحشر مع المخلوقات عريانا لا شىء يستر جسدى ... ولا شىء يخفى عيوبى .. آه آه من حسرتى حينئذ ... آه من حزنى وألمى ... ثم أمشى على الصراط والنار من تحتى تزفر وتغلى ... وكلاليبها تخطف الناس .. فيا ترى هل ستخطفنى هذه الكلاليب ؟؟ هل سأحترق بهذه النار التى أوقد عليها ألف عام حتى أبيضت وألف عام حتى احمرت وألاف الأعوام حتى اسودت فهى سوداء مظلمه ؟ ... لا يارب
ثم أين يكون مئالى ؟؟ مع من ؟ مع فرعون وهامان ... مع الذين كذبوا الرسل ...مع الذين حاربوا محمد صلى الله عليه وسلم ... أسقى صديدا وزقوما .... وتقيدنى الأغلال والنيران ... يــــــــا حسرتى يـــــا أسفى ...
* { وسارعوا إلى مغفره من ربكم وجنه عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين } يارب يا من أمرتنا بالمسارعه إلى جناتك ...هـــــــــــا أنا الآن أسارع إليك ... وفى قلبى لك حبا وذل ... صحيحا ,, أننى فعلت الفواحش .. صحيحا أننى ظلمت نفسى لكن كرمك وعفوك أكبر ...
مولاى مولاى بحق عبوديتى لك بحق فقرى إليك .. بحق أنى عبدك المسلم أسألك هذه الليلة : أن تتولانى .. أسألك هذه الليلة أن لا تطردنى .... أسألك هذه الليلة أن لا تبعدنى ؟ أسألك أن تكون معى ... كم هى أفضالك ؟ كم هى أنعامك ؟ كم هى خيراتك ؟ والله يارب لو بقيت العمر كله واقفا على قدمى فلا أدرى أيكفى هذا لترضى عنى ؟
يا رحمان أدخلنى حديقة الرضا ... يا رحمان أرحمنى من بحر الدموع الذى اغرق فيه الأن ... كبلتنى الشهوات والذلات .. ففك قيدى يارب .... أنزعنى من الرق الذى أنا فيه ...
يارب لقد أدركت أن رقى إليك وعبوديتى إليك ... هى قمه العز والرفعه ...لقد أدركت يارب أن مفاتح الخير بيديك ... لقد أدركت يارب أن خزائن الرحمه عندك وليست عند أحدا سواك ... سبحانك ما أعظمك سبحانك ما أحلمك سبحانك ما أجلك وأقدرك
مستفاد من درس _ إني عائد _ للشيخ محمد الصاوي
http://www.way2allah.com/modules.php?name=Khotab&op=Detailes&khid=4307
عائدا عائدا ... رسالة لمن يريد البكاء .. رسالة لمن جفت عيونهم ....رساله لمن يبحثون عن رقة القلوب ... رسالة لمن يبحثون عن الخشوع والخضوع والذل والإنابة ... رسالة إعتراف وإقرار .. كل صورةحزن , كل صوت أنين , كل مشاعر توبة, أسطرها اليوم .. وأنا والله والله والله معترفا بالتقصير ...
* تسكت الألسنه وتقف الكلمات عاجزة ويجف الحبر وتنكسر الأقلام وتنتهى الورقات , ولا يبقى شيئا نستطيع به التعبير عن تقصيرنا فى حق المولى الكريم سبحانه وتعالى ..
يارب ... يارب ... اليوم جئتك وفى داخلى كلاما كثير لا أدرى ما أقول يارب ..
لا أدرى ماذا أقول يارب ؟ أعلم أنك أنعمت علىَّ كثيرا : أعطيتنى الصحة أعطيتنى البصر .. أعطيتنى السمع أعطيتنى المشى والحركة... أعطيتنى الأم والأب والأخوة والأخوات والزوجة والأولاد ... أعطيتنى يا رباه مالا كثيرا ... ورزقا كبيرا ...
لكننى يارب أقولها بكل حرقة وألم : أنا مقصرا يارب ... أنا جئتك اليوم أعترف بين يديك .. أنا جئتك اليوم أبتهل بين يديك .. أنا جئتك اليوم أنطرح بين يديك .. أنا جئتك اليوم أتضرع إليك .. أنا جئتك اليوم .... فهل ستقبلنى ؟؟؟
* من يرحم ذلى وإفتقارى .. من يرحم ضعفى وعجزى ... من يرحم مسكنتى وهوانى ... إلهى إلهى عصيتك كثيرا وكنت علىَّ حليما ... نظرت إلى الحرام ولم تعاقبنى ... سمعت الحرام ولم تعاقبنى ... أكلت الحرام ولم تعاقبنى ...
* سبحانك ما أعظم حلمك ... سبحانك ما أكبر عفوك .... والله يارب والله يارب : أنا نادما على كل معصية فعلتها ... والله يارب : انا تائبا من كل كبيرة إرتكبتها ... والله يارب : أنا عائدا من بعد ما هربت منك ...غرنى حلمك وعفوك ... ظننت أن السعادة فى المعاصى فَرُحْت أتقلب فيها يمينا وشمالا ...
فجأة قولت لنفسى : من الذى يجرى الدم فى عروقى ؟؟ من الذى يتحكم فى حركتى ؟ من الذى يتحكم فى عقلى ؟ من القادر على إيقاف نبضات قلبى ؟؟ من القادر على شل أطرافى ؟؟ من القادر على تعطيل نفسى ؟؟ إنه الله ..
قد أنام يوما فلا أصحو ... قد آكل الأكلة يوما فلا إستطيع أن أبتلعها .... قد أسقط فجأة وأنا فى الشارع ,, قد أكون بين أمى وأبي وزوجتى وأولادى وفجأة أغادرهم وأنا ألعب ... قد وقد وقد!!!!
* أنا عائدا إليك يارب ... أنا عائدا إليك يارب ... فاقبلنى أرجوك ... أنت الرحيم أنت الكريم .... أنت الحليم سبحانك لا أحصى ثناءاعليك أنت كما أثنيت على نفسك ..
من يقيل العثرات سواك ؟؟ من يغفر الذلات سواك ؟؟ من يمحو الخطايا سواك ؟
أدعوك يا كريم أدعوك يا كريم أدعوك يا كريم : يا رباه أنت قولت:
{ وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان }
ها أنا الأن أصف قدمى بين يديك ... قلبى خاضعا إليك وعينى فائضة إليك ...أنا العبد الذليل المنكسر وانت القوى العزيز ... فهل سيشملنى عفوك ؟؟
يارب آوينى أنا وحدى فى العراء لا مصير لى لا معين لى .. لا قريب لى ... أنت حسبى أنت كافينى ....
إلهى إن تركتنى تسلط علىَّ الأعداء .. إلهى إن هجرتنى أستولى علىَّ الأعداء ,, إلهى إن طردنى فيا بؤسى والشقاء ... يا قادر يا قاهر يا عليما بحالى يا مطلعا على أقوالى يا من تشاهد أفعالى : هل يرضيك يارب إنكسارى الآن بين يديك ؟؟
* يارب : الشيطان يدعونى إلى الزنا .. وأنا أقول : لا لا ربى أحب إلىَّ ...
يارب : الشيطان يدوعنى إلى الغناء ... وأنا أقول : لا لا ربى أحب إلىَّ..
يارب : الشيطان يدعونى إلى الربا ... وانا أقول : لا لا ربى أحب إلىَّ ..
يارب الشيطان يدعونى إلى الحقد والضغينه .. وأنا أقول : لا لا ربى أحب إلىَّ ..
فهل ستتركنى يارب بين يدى عدوك بلا سلاح ؟؟
يا من لا يخيب من رجاه .. يا من لا يضيع من أتاه ..هل ستسلمنى إلى الشيطان لأنى عصيتك ؟
لا يارب لا يارب أنت أكرم وأحلم وأعظم ... أعلم يارب أننى أغضبتك كثيرا كى أرضى نفسى وشهواتى ... أعلم أننى أغضبتك يارب كثيرا كى أمتع فى جسمى لذاتى ... أعلم أننى أغضبتك يارب كثيرا كى أعيش حياتى ...
لكن والله والله الآن يارب حياتى بلا نور ... حياتى بلا طعم .. حياتى بلا لذه .. كنت معك يارب فى جيشك ... كنت يوما من جندك ... كنت يوما من أوليائك أحمل السلاح على الشيطان وأعوانه ... لا أسمح لنفسى بمعصية .. ولا أعطى فرصة لذنب ..
وفجأه : وبينما أنا واقفا فى الصف مع الجنود إذ بالشهوات تزين أمام عينى ... وإذ بالمعاصى تتراقص أمامى ... وإذ بجنود الشيطان قد جاءوا يجروننى لأكون فى جيشهم .... وضعف يقينى وقلت عزيمتى وأغرانى الهوى فرميت سلاح أهل الإيمان ... وخلعت الترس الذى كنت أحمى به صدرى ... وهربت من جيشك يا مولاى .... وانطلقت إلى جيش أهل الطغيان .. وحملت معهم السلاح وأصبحت أناصر الشيطان وأقف فى وجه أهل الإيمان .... أغضب من كل من يدعونى إليك .... يزين أصدقاء السوء ليَ المعاصى ...وينفخ الشيطان فىَّ الإعجاب وأصبحت من جند الشيطان المخلصين ....
* وفجأة : تأملت حلمك علىَّ ... وشفقتك علىَّ وعطفك بى .... وكرمك وجودك .. كنت تقول : هو عبدى هو أحد جنودى وسيعود فلا تؤذوه يا ملائكتى ....
وبينما أنا فى جند الشيطان إذ بى أجد قلبى يشتاق إليك يا رحمان .... يشتاق إلى كنفك يا رحمان ..... يشتاق إلى القرب منك يا رحمان ... فرميت سلاح الأعداء وانطلقت مسرعا عائدا إلى جند الإيمان ... كنت أجرى مسرعا إليك ,, كنت أركض فى تلك الصحراء وأنا أبكى خوفا من أن أموت قبل أن أصل إليك ...
* وهــــــــا أنا قد أتيت الآن ، وانطرحت بين يديك يا مولاى .... والله والله يارب : أنت تفرح بتوبتى .. والله يارب : أنت تفرح بعودتى .. ألست أنا عبدك ؟؟
يارب : خذ بيدى إلى شاطىء الرحمات .. يارب خذ بيدى إلى وادى الخيرات ... إفرح بى هذه الليلة يارب ....
والله يارب لو أعطيت اليوم كنوز الدنيا لو أعطيت ذهبها وفضتها فإن هذا كله لا يساوى فرحتك بى .... أنا المحتاج فقربنى إليك .... أنا المحتاج فافتح لى بابك...
طال وقوفى طال قيامى طال نوحى طال دعائى طال رجائى طال إبتهالى .. طرقت عليك وتعبت يدى من الطرق على بابك .... آن والله يا كريم أن تغفر لى الآن .. آن والله يا كريم أن تعفو عني الآن .... آن والله يا حليم أن تستر علىَّ الآن ....
بحر جودك لا ساحل له ... وخزائن فضلك ملئى ... فاقبلنى يا أرحم الراحمين ... إن كنت قد عصيتك فوالله لأنى لم أقدرك قدرك ... إن كنت قد اغضبتك فوالله لأنى لم أقدرك قدرك .... إن كنت قد إستهنت بنظرك إلىَّفوالله لأنى لم أقدرك قدرك ....
كانت تمر عليا هذه الآيه
{ وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون } كانت تمر عليا هذه الآيه وأنا لا أبالى ...كنت اتعجب من نفسى القاسيه التى لا تتوب ... كنت أناديها وأصرخ كنت أطلب من منها أن تقترب من الله أكثر .... لكن الشيطان وضعف إيمانى كانوا أقوى ..
(( أناديها وتأبى أن تجيبَ ... وتبعث ردها دوما عجيبه .. أناديها وأصرخ هل تتوبى ...فترفض أن تعود وأن تتوب َ... وتبحر والهوى يغدوا خطاها .... يزيف ضربها يخفى العيوبَ ... ))
* لبيك يارب ,, لبيك وسعديك والخير كله بيديك ... ها أنا قد عدت بعد هروب طويل .. ها أنا قد عدت بعد سفرٍ بعيد .... فإذا لم تقلبنى يا مولاى فما حيلتى وما رجائى ؟؟ وأنت حيلتى ورجائى وإليك أرفع ندائى ..
أبعد هذا كله يا مولاى أكون أنا أشقى خلقك ؟؟ لا يارب لا يارب لا أموت وأنت غير راض ٍعنى ... ثم أدخل إلى قبرى فيضمنى ضمهة فتختلف أضلاعى .... ويأتينى عملى القبيح فى صورة أنسانا قبيح ... ويفتح لى بابا إلى النار .. وأعذب فى قبرى عذابا شديدا ...
لا يارب .. رحماك بى فإنَّ جسدى لا يقوى على عذابك .. ثم بعد ذلك أبعث من قبرى ... وأحشر مع المخلوقات عريانا لا شىء يستر جسدى ... ولا شىء يخفى عيوبى .. آه آه من حسرتى حينئذ ... آه من حزنى وألمى ... ثم أمشى على الصراط والنار من تحتى تزفر وتغلى ... وكلاليبها تخطف الناس .. فيا ترى هل ستخطفنى هذه الكلاليب ؟؟ هل سأحترق بهذه النار التى أوقد عليها ألف عام حتى أبيضت وألف عام حتى احمرت وألاف الأعوام حتى اسودت فهى سوداء مظلمه ؟ ... لا يارب
ثم أين يكون مئالى ؟؟ مع من ؟ مع فرعون وهامان ... مع الذين كذبوا الرسل ...مع الذين حاربوا محمد صلى الله عليه وسلم ... أسقى صديدا وزقوما .... وتقيدنى الأغلال والنيران ... يــــــــا حسرتى يـــــا أسفى ...
* { وسارعوا إلى مغفره من ربكم وجنه عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين } يارب يا من أمرتنا بالمسارعه إلى جناتك ...هـــــــــــا أنا الآن أسارع إليك ... وفى قلبى لك حبا وذل ... صحيحا ,, أننى فعلت الفواحش .. صحيحا أننى ظلمت نفسى لكن كرمك وعفوك أكبر ...
مولاى مولاى بحق عبوديتى لك بحق فقرى إليك .. بحق أنى عبدك المسلم أسألك هذه الليلة : أن تتولانى .. أسألك هذه الليلة أن لا تطردنى .... أسألك هذه الليلة أن لا تبعدنى ؟ أسألك أن تكون معى ... كم هى أفضالك ؟ كم هى أنعامك ؟ كم هى خيراتك ؟ والله يارب لو بقيت العمر كله واقفا على قدمى فلا أدرى أيكفى هذا لترضى عنى ؟
يا رحمان أدخلنى حديقة الرضا ... يا رحمان أرحمنى من بحر الدموع الذى اغرق فيه الأن ... كبلتنى الشهوات والذلات .. ففك قيدى يارب .... أنزعنى من الرق الذى أنا فيه ...
يارب لقد أدركت أن رقى إليك وعبوديتى إليك ... هى قمه العز والرفعه ...لقد أدركت يارب أن مفاتح الخير بيديك ... لقد أدركت يارب أن خزائن الرحمه عندك وليست عند أحدا سواك ... سبحانك ما أعظمك سبحانك ما أحلمك سبحانك ما أجلك وأقدرك
مستفاد من درس _ إني عائد _ للشيخ محمد الصاوي
http://www.way2allah.com/modules.php?name=Khotab&op=Detailes&khid=4307
تعليق