هكذا أصبحت الامتحانات سهلة
كنت أعاني مثلكم عندما كنت في المدرسة، فأكون في غاية الحماس عند بداية العام الدراسي، ثم ما ألبث أن أشعر بأن الدروس تتراكم، وتكون الكارثة عندما يأتي وقت الامتحانات والاختبارات.
في أحد الأيام وعندما عدت من المدرسة، تناولت طعام الغداء واسترحت، ثم اتصلت بصديقتي لأسألها عن دروس الاختبار المقرر يوم غد.
صديقتي كانت متفوقة، وأخبرتني دون أن تنظر إلى الكتاب عن أسماء الدروس، وسألتها وقتها إن كانت قد بدأت بالدراسة، فقالت:
- نعم أكتب الوظائف وأحفظ الدروس الآن، وبعدها سأبدأ بالدراسة للامتحان.
أغلقت الهاتف وأنا أشعر بالألم، فأنا عادة كنت أنسى في يوم الامتحان بقية الدروس، ولا أجد مشكلة في الاعتذار من الأساتذة عن كتابة الوظائف بسبب انشغالي بالاختبار.
أما صديقتي فقد كان اهتمامها بدروسها حفظا ووظائف غير قابل للتنازل، وكان الاختبار لديها أمرا ثانويا، وكنت أعرف السبب بالطبع، فهي متابعة لدروسها أولا بأول، وتحفظ المقرر علينا بطريقة ممتازة، وبالتالي فلا تجد مشكلة عندما يقرر أستاذ ما فجأة عمل اختبار لنا.
لا أنكر أنني شعرت بالغيرة والخجل يومها معا، ولكنني اتخذت قراري بأن أهتم بالحفظ والوظائف، ولا أترك شيئا منها يمر أو يتراكم دون أن أفهمه وأحفظه بشكل جيد.
أثرت في نفسي هذه القصة كثيرا وغيرتني.
الأثر الثاني كان لنصيحة قدمها لنا أستاذ الكيمياء عندما كنا في المرحلة الثانوية، وكان حجم كتاب الكيمياء الضخم يكفي لتشعر بالخوف والرعب، ولكن الأستاذ قدم لنا نصيحة كانت ذهبية بامتياز وقتها، فقال:
- أنصحكم في كل يوم، وقبل أن ترتبوا كتبكم، أن تمسكوا الكتاب وتقلبوا صفحاته بسرعة وأنتم تتذكرون القوانين والمعادلات والمسائل، فقط تكفي نظرة لتعيد لذاكرتكم الطريقة التي قمتم بحل المسألة فيها، وشكل المعادلة، وصورة القانون، المهم أن لا تبتعدوا عن الكتاب كثيرا فيصبح التذكر هما من الهموم.
استفدت من نصحه كثيرا أيضا، وساعدني هذا في تجاوز اختبارات المواد بسلاسة وسهولة، وأتمنى أن تستفيدوا منها أنتم أيضا.
لكم الود
عبير النحاس
تعليق