حياة صحن
أنا صحنٌ صُنِعتُ من مادة الميلامين طُبعَتْ فوقي حبّةُ كرز إنّها كالشّامة على
أنا صحنٌ صُنِعتُ من مادة الميلامين طُبعَتْ فوقي حبّةُ كرز إنّها كالشّامة على
وجهٍ أبيضَ دائريّ عمري سنتان بالضّبط فتاريخُ خروجي من المعمل مصكوكٌ على قفاي
عُرضتُ في صالةِ أدواتٍ منزليّة وُضِعتُ على رفّ زجاجيّ بين دلّةٍ مذهبّةٍ للقهوة المرّة
عُرضتُ في صالةِ أدواتٍ منزليّة وُضِعتُ على رفّ زجاجيّ بين دلّةٍ مذهبّةٍ للقهوة المرّة
وبين دزّينةِ كؤوس شراب شفّافة تتلألأ كالجواهر بقيتُ أسبوعاً فقط اشترتْني سيّدة
عرفتُ أنّها ستشتريني لقد نَظَرتْ إليّ بإعجابٍ لذا سارعتُ إلى وداع الكؤوس
متمنياً لَها السّلامةَ من الكسرِ والامتلاء بأحلى المشروبات وتحديداً شراب الكرز
أمّا دلّةُ القهوةِ فقد بيعتْ البارحة
عشتُ في المطبخ خصّصتْني السّيدةُ لسكبِ طعامِ صغيرها لؤيّ ولؤيٌّ طفلٌ صغير
شعرهُ أسودُ جَعْد يزعلُ بسرعةٍ ويرضى بسرعة وأطرفُ شيءٍ فيه، مُحاولته قلعَ حبّةِ
الكرز المطبوعة على وجهي بأصابعِه اللّطيفةِ حتّى إنه في كثيرٍ من الأحيان
يأكلُ محتوياتي بسرعة كي يقطفَ الكرزةَ لكنّه لا ينالُ سوى التوبيخِ من
أمّه لأنّه وسَّخَ أصابعَه ببقايا الطّعام
أحياناَ كنت أعاني فإذا صبّتِ السيّدةُ بداخلي حساءً حارّاً وهذا تصرّفٌ
غير صحّي أشعرُ بأنني أحترقُ وأذوبُ ومِمّا يزيدُ في معاناتي تذكّري للؤي
فما إن تدخل اللّقمةُ الأولى إلى فمِه حتّى يصرخَ ويمدَّ لسانَه فتسارعُ السّيدةُ
وتسقيه كأس ماء
بعد مرور عام علي صادفَ أنْ وضعتِ السيّدةُ بداخلي قطعةَ حلوى أكلَها
الصّغير بنَهَمٍ أمّا اليوم ثم حدثتْ مصيبة
كنتُ في المصحنة مستلقياً فوق زورقٍ زجاجيٍّ أمسكتني السّيدةُ بإصبعيها
وسحبتني فجأةً اصطدمتُ بمغرفةٍ كبيرةٍ معلّقةٍ على الحائط انزلقتُ من بين إصبعيها تأرجحتُ في الهواء سمعتُ شهقةَ السّيدة وارتطمتُ بالبلاط وانكسرتُ نصفين
في هذه اللحظة بالذّات تذكّرت العشراتِ من أصدقائي: فناجينَ القهوة وكؤوسَ
الشّاي وصحونَ البلّلور وقد كُسِروا أمامي في المطبخ تذكرتُهم كُلّهم دون
استثناء وشعرتُ نحوهم بالتقصير صحيحٌ أنني كنت أحزنُ لكسرهم لكنّني
الآن أحسّ كم عانوا وكم تألّموا
أفقتُ من شرودي لقد وضعتِ السّيدةُ نصفيّ فوق بعضهما بحسرةٍ فاتحةً
الخزانةَ الّتي تحتوي علبة القمامة وقبل أن ترميني في العلبة ظهرَ لؤي ركض
إليّ صارخاً باكياً أخذني بين يديه الصغيرتين ضمّني إلى صدرهِ قائلاً: هذا صحني سألصقُه
شعرتُ بالسّعادةِ فكّرتُ بطريقة أشكرُ بها لؤي بغتةً تذكّرت
لقد انكسرتُ في منتصفِ حبّة الكرز ضغطتُ على نفسي محاولاً أن تِنزَّ الحبّةُ
عن شرابٍ لذيذٍ
يبلّلُ أصابعَ الصغير ويلعقُه ليبدو فمُه كحبّة توتٍ رائعة
عرفتُ أنّها ستشتريني لقد نَظَرتْ إليّ بإعجابٍ لذا سارعتُ إلى وداع الكؤوس
متمنياً لَها السّلامةَ من الكسرِ والامتلاء بأحلى المشروبات وتحديداً شراب الكرز
أمّا دلّةُ القهوةِ فقد بيعتْ البارحة
عشتُ في المطبخ خصّصتْني السّيدةُ لسكبِ طعامِ صغيرها لؤيّ ولؤيٌّ طفلٌ صغير
شعرهُ أسودُ جَعْد يزعلُ بسرعةٍ ويرضى بسرعة وأطرفُ شيءٍ فيه، مُحاولته قلعَ حبّةِ
الكرز المطبوعة على وجهي بأصابعِه اللّطيفةِ حتّى إنه في كثيرٍ من الأحيان
يأكلُ محتوياتي بسرعة كي يقطفَ الكرزةَ لكنّه لا ينالُ سوى التوبيخِ من
أمّه لأنّه وسَّخَ أصابعَه ببقايا الطّعام
أحياناَ كنت أعاني فإذا صبّتِ السيّدةُ بداخلي حساءً حارّاً وهذا تصرّفٌ
غير صحّي أشعرُ بأنني أحترقُ وأذوبُ ومِمّا يزيدُ في معاناتي تذكّري للؤي
فما إن تدخل اللّقمةُ الأولى إلى فمِه حتّى يصرخَ ويمدَّ لسانَه فتسارعُ السّيدةُ
وتسقيه كأس ماء
بعد مرور عام علي صادفَ أنْ وضعتِ السيّدةُ بداخلي قطعةَ حلوى أكلَها
الصّغير بنَهَمٍ أمّا اليوم ثم حدثتْ مصيبة
كنتُ في المصحنة مستلقياً فوق زورقٍ زجاجيٍّ أمسكتني السّيدةُ بإصبعيها
وسحبتني فجأةً اصطدمتُ بمغرفةٍ كبيرةٍ معلّقةٍ على الحائط انزلقتُ من بين إصبعيها تأرجحتُ في الهواء سمعتُ شهقةَ السّيدة وارتطمتُ بالبلاط وانكسرتُ نصفين
في هذه اللحظة بالذّات تذكّرت العشراتِ من أصدقائي: فناجينَ القهوة وكؤوسَ
الشّاي وصحونَ البلّلور وقد كُسِروا أمامي في المطبخ تذكرتُهم كُلّهم دون
استثناء وشعرتُ نحوهم بالتقصير صحيحٌ أنني كنت أحزنُ لكسرهم لكنّني
الآن أحسّ كم عانوا وكم تألّموا
أفقتُ من شرودي لقد وضعتِ السّيدةُ نصفيّ فوق بعضهما بحسرةٍ فاتحةً
الخزانةَ الّتي تحتوي علبة القمامة وقبل أن ترميني في العلبة ظهرَ لؤي ركض
إليّ صارخاً باكياً أخذني بين يديه الصغيرتين ضمّني إلى صدرهِ قائلاً: هذا صحني سألصقُه
شعرتُ بالسّعادةِ فكّرتُ بطريقة أشكرُ بها لؤي بغتةً تذكّرت
لقد انكسرتُ في منتصفِ حبّة الكرز ضغطتُ على نفسي محاولاً أن تِنزَّ الحبّةُ
عن شرابٍ لذيذٍ
يبلّلُ أصابعَ الصغير ويلعقُه ليبدو فمُه كحبّة توتٍ رائعة
تعليق