إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ماذا اعددنا للموت؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماذا اعددنا للموت؟


    الحمد لله رب الأرض ورب السماء، خلق آدم وعلمه الأسماء..

    وأسجد له ملائكته، وأسكنه الجنة دار البقاء...
    وحذره من الشيطان ألد الأعداء، ثم أنفذ فيه ما سبق به القضاء، فأهبطه إلى دار الابتلاء...
    وجعل الدنيا لذريته دار عمل لا دار جزاء، وتجلت رحمته بهم فتوالت الرسل والأنبياء...
    وما منهم أحد إلا جاء معه بفرقان وضياء، ثم ختمت الرسالات بالشريعة الغراء...
    ونزل القرآن لما في الصدور شفاء، فأضاءت به قلوب العارفين والأتقياء...
    وترطبت بآياته ألسنة الذاكرين والأولياء، ونهل من فيض نوره العلماء والحكماء...
    نحمده تبارك وتعالى على النعماء والسراء، ونستعينه على البأساء والضراء...
    ونعوذ بنور وجهه الكريم من جَهد البلاء، ودرك الشقاء، وعضال الداء، وشماتة الأعداء...
    ونسأله عيش السعداء، وموت الشهداء، والفوز في القضاء، وأن يسلك بنا طريق الأولياء الأصفياء...
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ليس له أنداد ولا أشباه ولا شركاء...
    خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء...
    خلق الخلق فمنهم السعداء ومنهم الأشقياء...
    محيط بخلقه فليس لهارب منه نجاء...
    قادر مقتدر فكل الممكنات في قدرته سواء...
    سميع بصير يرى النملة السوداء في الليلة الظلماء...
    ويسمع دبيبها على الصخرة الصماء...
    أجرى الأمور بحكمته وقسم الأرزاق وفق مشيئته بغير عناء...
    لا يشغله شأن عن شأن، فكل شيء خُلق بقدَر، وكل أمر جرى بقضاء...
    وأشهد أن سيدنا محمدًا خاتم الرسل والأنبياء...
    وإمام المجاهدين والأتقياء...
    والشهيد يوم القيامة على الشهداء...
    المعصوم صلى الله عليه وسلم فما أخطأ قطُّ وما أساء...
    دعا أصحابه إلى الهدى فلبَّوُا النداء...
    فإذا ذاته رحمة لهم ونور، وإذا سلوكه إشراق وضياء...
    هو القدوة النيرة في الصبر على البلاء، والعمل لدار البقاء...
    وهو الأسوة المشرقة في الزهد في دار الفَناء...
    فكم مرت شهور ولا طعام له ولأهل بيته إلا التمر والماء...
    اشتهر من قبل البعثة بالصدق، فلم يعرف عنه كذب ولا نفاق ولا رياء...
    لم يؤثر عنه غدر، بل إخلاص وأمانة ووفاء...
    صلى الله عليه قديمًا، وكذا الملائكة في السماء...
    وصلى هو في المسجد الأقصى بالرسل والأنبياء...
    سبح الحصى في كفه بخير الأسماء...
    وحين ظمئ أصحابه نبع من بين أصابعه الماء..
    اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى آله وصحابته الأجلاء...
    وعلى السائرين على دربه والداعين بدعوته إلى يوم اللقاء...
    ما تعاقب الصبح والمساء، وما دام في الكون ظلمة وضياء...
    ثم أما بعد :-
    !ماذا أعددت للموت؟؟
    !محطة من محطات المحاسبة٬ قليل وقف عندها
    !وأما غالب الناس فيمرون عليها٬ دون أن يقفوا عندها
    !الدنيا! ذلك الطيف العابر! والظل الزائل
    !الدنيا! دار الغرور! ومنزل الأحزان
    !الدنيا! وفاؤها غدر! وحبها كاذب
    !الدنيا! جديدها بالي! وصفوها كدر
    !الناس فيها ضيوف عما قليل سيرحلون
    ماذا اعددنا له هل فكرنا فى هذا الموضوع من قبل هل؟
    يها المذنب! هل تذكرت الموت؟!
    الموت أقلق قلوب الخائفين! وأذهب نضرة عيش المتقين!
    فهل تذكرته يا راكب الذنب؟! ومتى يتذكر الموت من غفل قلبه عن الطاعات؟!
    فيا ويل المقصرين إذا حلت سكرات الموت! وتحشرجت النفوس في الصدور!
    يا من شغلتك الذنوب عن تذكر الموت! فإن أهل الطاعات في تذكر دائم للموت.. جعلوه نصب أعينهم، إذا أصبحوا نظروا إليه فتذكروه، وإذا قعدوا نظروا إليه فتذكروه!
    قال هرم بن حيان لأويس القرني أوصني، قال: "توسد الموت إذا نمت، وأجعله نصب عينيك إذا قمت"!
    أيها المذنب! أما لك في الجنائز عظة؟!
    يا مشغولاً بالذنوب! وغافلاً مع الشهوات ! أما رأيت موت الخلائق؟! أما وعظتك جنائز الراحلين ؟!
    كم في ذلك من عظة لصاحب القلب السليم! وكم في ذلك من عبرة لصاحب القلب الحي!
    فعظ نفسك أيها الغافل برحيل من سبقك ! وازجرها عن غيرها بعظة الموت!
    أيها المذنب -وكلنا مذنبون- احذر التسويف!
    التسويف! أهلك المذنبين.. وأوبق المقصرين!
    لا تزال النفس متطلعة إلى الإمهال، تقول: سوف أتوب ! سوف أتوب ! حتى يفجأها الموت بكأسه... وينزل بسكراته!
    فاحذر -يا أخي- مصرع الغافلين.. وخاتمة المسوفين! واحذر أن تكون فيمن يقول: "يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين" (سورة الزمر)(56)
    كثيرًا ما نسمع وكثيرًا ما يطرق أسماعنا دعاءٌ معروف، ودعاء محفوظ ما هو هذا الدعاء؟ إنه: اللهم ارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه، خاصة في هذا الشهر المبارك، ونقول بعده: آمين، لكن هل توقفنا قليلاً وتدبرنا مليًّا معنى هذا الدعاء؟
    إن معناه بعبارة موجزة ويسيرة: أننا يومًا ما سيصير حالنا كما صار إليه أولئك الذين انتقلوا من هذه الدار.
    لذلك لما دخل عمر بن عبدالعزيز المقابر يوم العيد، بكى وأبكى من حوله، ثم قال بملء صوته: يا موت، ماذا فعلت بالأحباب؟ يا موت ماذا فعلت بالأصحاب؟ ثم التفت إلى أصحابه وقال: أتدرون ماذا يقول الموت؟ قالوا: لا، قال: إنه يقول: أكلت الحدقتين، وذرَفت بالعينين، وفصلت الكتفين عن العضدين، والعضدين عن الساعدين، والركبتين عن الساقين، والساقين عن القدمين، ثم أغمي عليه - رحمه الله.
    أذكِّر نفسي وإياكم بهذا الأمر؛ لأننا قد ننسى وقد نغفل مع هذه النعم المتوالية، ومع هذه الصحة والعافية، ولله الحمد والمنة.
    دخل علي بن أبي طالب على المقابر، فقال: الله ما أحسن ظواهركم، لكن ليت شعري، ما في بواطنكم؟ فظاهر القبور سكون ووجوم، وداخلها لا يعلمه إلا الله، فأحدهم منعَّم يفتح له نافذة إلى الجنة ويأتيه من روحها وريحانها، فيقول: ربِّ أقم الساعة؛ لأرجع إلى مالي وأهلي، فيقال له: نَمْ نومة العروس، لا يوقظك إلا أحب أهلك إليك، والآخر بجانبه مُكدَّر منغَّص، يضرب بمرزبة من حديد لو ضربت بها الجبال، لماعت من تحتها.

    ودخل علي - رضي الله عنه - ذات مرة على المقابر، فقال: يا أهل المقابر، ألا نخبركم عنا، فتخبرونا عنكم؟ أما أخبارنا، فإن الدُّور قد سكنت، وأما الأموال، فقد وزِّعت، وأما النساء، فقد تزوجنَ، فهذه أخبارنا، فما هي أخباركم؟ ثم قال - رضي الله عنه - : سكتوا! ولو نطقوا لقالوا: تزوَّدوا؛ فإن خير الزاد التقوى.

    كان عثمان - رضي الله عنه - إذا مرّ على قبرٍ يبكي حتى تخضلَّ لِحيته من البكاء، وكان يقول: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ما رأيت منظرًا قط إلاّ والقبر أفظع منه))، وسمعته يقول: ((إنّ القبر أولُ منازلِ الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينجُ منه فما بعده أشد منه))
    أخي المسلم:-
    يخطئ من يظن أن الموت فناء محض وعدم تام، ليس بعده حياة ولا حساب ولا حشر ولا نشر ولا جنة ولا نار. إذ لو كان الأمر كذلك لا نتفت الحكمة من الخلق والوجود، ولاستوى الناس جميعاً بعد الموت واستراحوا، فيكون المؤمن والكافر سواء، والقاتل والمقتول سواء، والظالم والمظلوم سواء، والطائع والعاصي سواء، والزاني والمصلي سواء، والفاجر والتقي سواء، وهذا مذهب الملاحدة الذين هم شر من البهائم، فلا يقول ذلك إلا من خلع رداء الحياء، ونادى على نفسه بالسفه والجنون. قال تعالى: زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [التغابن:7]، وقال سبحانه: وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ [يس:79،78].


    ولو أنا إذا متنا تركنا لكان الموت غاية كل حي
    ولكنا إذا متنا بعـــثناونسأل بعده عن كل شيء
    فالموت هو انقطاع تعلق الروح بالبدن، ومفارقتها له، والانتقال من دار إلى دار، وبه تطوى صحف الأعمال،و تنقطع التوبة والإمهال، قال النبي : { إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر } الترمذي وابن ماجة وصححه الحاكم وابن حبان


    الموت أعظم المصائب
    والموت من أعظم المصائب، وقد سماه الله تعالى مصيبة في قوله سبحانه: فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ [المائدة:106]، فإذا كان العبد طائعاً ونزل به الموت ندم أن لا يكون ازداد وإذا كان العبد مسيئاً تدم على التفريط وتمنى العودة إلى دار الدنيا، ليتوب إلى الله تعالى، ويبدأ العمل الصالح من جديد. ولكن هيهات هيهات!! قال تعالى: وَإِن يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُم مِّنَ الْمُعْتَبِينَ [فصلت:24]، وقال سبحانه: حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [المؤمنون:100،99].


    مضى العمر وفات *** يا أسير الغفلات
    حصّل الزاد وبادر *** مسرعاً قبل الفوات
    فإلى كم ذا التعامي *** عن أمور واضحات
    وإلى كم أنت غارق *** في بحار الظلمات
    لم يكن قلبك أصلا *** بالزواجر والعظات
    بينما الإنسان يسأل *** عن أخيه قيل مات
    وتراهم حملوه *** سرعة للفلوات
    أهله يبكوا عليه *** حسرة بالعبرات
    أين من قد كان يفخر *** بالجياد الصافنات
    وله مال جزيل *** كالجبال الراسيات
    سار عنها رغم أنف *** للقبور الموحشات
    كم بها من طول مكث *** من عظام ناخرات
    فاغنم العمر وبادر *** بالتقى قبل الممات
    واطلب الغفران ممن *** ترتجي منه الهبات
    الخاتمة


    بعد نهايه الموضوع
    نختم بهذه العبارة
    وفي النهاية لا أملك إلا أن أقول أنني قد عرضت رأيي وأدليت بفكرتي في هذا الموضوع لعلي أكون قد وفقت في كتابته والتعبير عنه وأخيراً ما أنا إلا بشر قد أخطئ وقد أصيب فإن كنت قد أخطأت فأرجو مسامحتي وإن كنت فد أصبت فهذا كل ما أرجوه من الله عزوجل.




  • #2
    رد: ماذا اعددنا للموت؟

    بارك الله فيكم
    التعديل الأخير تم بواسطة الراغبة في لقاء الله; الساعة 26-08-2016, 10:43 PM. سبب آخر: القسم مختلط بارك الله فيكم

    تعليق


    • #3
      رد: ماذا اعددنا للموت؟

      وفيكم اخى محمد ....... جزاك الله خيرا

      تعليق

      يعمل...
      X