أحبائي أشبال الأيمان
كلّ صباح وأنت تتوجّه إلى مدرستك
هل فكّرت
بأن تقبّل رأس والدك
أو تلثم يد والدتك
أعلم أنّك تقول في نفسك الآن
وما الداعي إلى ذلك
أنا أحبّهما
و أستطيع أن أعبّر عن ذلك بألف طريقة وطريقة
ولكن
لماذا نحن أنانيّون لهذة الدرجة
لماذا نعبّر عن حبّنا بالطريقة التي تعجبنا
لا بالتي تعجبهم
لما ذا نحن متعالون إلى هذة الدرجة
حتّى نستنكر في قرارة أنفسنا
و إن أقرّ لساننا بهذا
فكرّ لماااذا
لقد كنت أعارض بشدّة موضوع تقبيل الرأس هذا
وكنت أرى أنّ والديّ لا يران في هذا فارقا في علاقتي بهم
وكلّ ما سمعت عن هذا الأمر تجاهلته قائلة
أن العادات والتقاليد لا يجب أن تحكمنا دائما
لا أذكر أنّي قبّلت رأس والديّ حفظهم الله
إلّا عند الاعتذار
وقلّ ما حصل هذا في حياتي الشخصيّة
ولم أكن أفعل ذلك إلّا لأن والدي كان يقبّل رأسي كلما سامحني وعفا عني
وكذلك الطيّبة والدتي
وفي يوم من الأيّام
قررّت أن أتشجّع و أرى نتائج هذا على قلوبهم ووجوههم في البداية
أتيتهم مساءا
قبّلت وجنتي والدي و أردفتها إذ قبّلت رأسه وكذلك مع والدتي
لا أستطيع ولا القلم حتّى وصف
تلك السعادة التي غزت وجوههم
وقلوبهم و أخذت منهما كلّ مأخذ
يرافق ذلك سيل من الدعوات الطاهرة
التي أدخلت شيئا من سعادتهم الى قلبي
استمررت على فعلي هذا صباح مساء
فوجئت بأنّهم باتوا ينتظرونني ويفتقدونني مالم أفعل هذا
وصدقا ففي كلّ مرّة
يزداد حبّي لهم وحرصي عليهم ودعائي لهم كذلك
صدّقني جربّ ذلك
أنت لن تخسر شيئا من كرامتك كما تتوقّع
ولكنّها ستزيد وتعلو
" ومن تواضع لله رفعه "
وستكسب المغانم الكثيرة
مبتداها سرور أدخلته على أحق الناس بصحبتك
ودعاء ارتقى إلى السماء يحمل اسمك
وبين هذا وهذا
من الأجر والثواب الكثير والكثير
تعليق