من المُلاحظ فى حياتنا اليومية,أن العديد من المُشاحنات,والنزاعات..يكون مصدرها الأساسى سوء الفهم,وتقدير المشكلة تقديراً خاطئاً من البداية,والنظر من زاوية واحدة ضيقة..هى الزاوية القريبة من عينك فقط,وأنه عند حدوث أى اختلاف مع أى انسان,تبدأ فورا بإعتبار نفسك المُصيب,وأن رأيك هو الرأي السديد,وتصرفك هو الرشيد,دون أن تقف مع نفسك لحظة,وتفكر,وتقول: لعلنـى انا المُخطـىء,لعل الصواب لم يُحالفنى..ولكن هذا غالبا لا يحدث,فعند الإختلاف يبدأ كلا الطرفان بتراشق الإتهامات,وإعتبار الآخر بلا تفكير هو المُخطىء,ولو ان احدهم وقف مع نفسه بصدق,وكانت عنده الشجاعة الكافية,وقال أعتذر ..انا آسف,لما وقعت العديد من الخلافات,التي لا يعلم عددها إلا الله,
ولكى أُبرهن لكم على قصر نظر العديد من الناس..إسأل أى انسان تعرفه مهما بلغت درجته الإجتماعية او العلمية ,وقل له
7=4+2
أين الخطأ فى هذه المعادلة,سيجاوبك بمنتهى السرعة,ويقول لك
6=4+2
الطرف الأيسر البعيد هو الخطأ,وهى إجابة قد تكون صحيحة,ولكنها ليست الوحيدة..فهذه معادلة مُكونة من طرفين,الخطأ موجود فى احدهما,فلم لا يكون الخطأ فى الطرف الأيمن القريب..كأن تكون الإجابة
مثلا 3+4=7..أو2+5=7
هذا بالظبط ما يحدث عند اى مشكلة,وهى أن المرء يرنو الى الزاوية القريبة من عينه ويراها صحيحة,وما دونها هو الخطأ...فينتج عن هذه الرؤية القاصرة,انك وجهت تفكيرك من البداية فى الإتجاه الخاطىء,بناء على تصور مغلوط ,فتفاقمت مشكلة,كانت لتندثر لو انك فكرت ولو للحظة انك انت المُخطىء...
لا أُريد ان اطيل عليكم,ولكن المعنى الذى اردت ان اوضحه بإختصار هو انه عند حدوث الخلاف..قف مع نفسك,وفكر,والق نظرة شاملة متوازنة على الأحداث..فلعلك تكون أنت المُخطىء
تعليق