كن تاجرًا في رمضان
بُنَيَّ الحبيبُ..
كثيرٌ مِنَ النَّاسِ حولَك يعملون أعمالاً شَاقَّةً.. ويأخُذون عليها أجورًا كبيرةً..
إنَّك تراهم يتحمَّلون التَّعَبَ الشَّدِيدَ لأجلِ المالِ الوفيرِ..
ولكنْ هَلْ تتصوَّر أحدًا من الناس يُطلَب منه عملٌ سهلٌ يَسِيرٌ ورُغْمَ ذلك يأخذ عليه الأجرَ الجزيلَ..
مَنْ مِنَ النَّاس يُعطي العاملين لديه أعظمَ الأجور على أقلِّ الأعمالِ؟..
لا أحدَ..
ولكنْ هُناك واحدٌ فقطْ هو الذي يقبلُ العملَ اليسيرَ ويُعطي عليه الأجرَ الجزيلَ..
إنَّه اللهُ أرحمُ الرَّاحمين..
إنَّه يطلبُ منك أعمالاً غايةً في اليُسْرِ والسُّهولة بالنِّسبة لأعمال الناس في الدُّنيا..
إنَّ أعمالَ النَّاسِ هدمٌ وبناءٌ.. وبيعٌ وشراءٌ.. وساعاتٌ مُتَّصِلَاتٌ من العمل والجُهد..
لكنَّ اللهَ تبارك وتعالى يطلبُ منك أيسرَ من ذلك..
خمسُ صلواتٍ في يومٍ طولُه أربع وعشرون ساعةً.. تنام منها كثيرًا.. وتلعب كثيرًا.. وتأكلُ وتشربُ.. وتُسافر وتمرح.. كثيرًا كثيرًا..
وتعبدُه فيها وقتًا قليلًا..
ورُغم ذلك يُعطيك في الدُّنيا العطاءَ العظيمَ.. ويُعطيك في الآخرةِ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ..
يعطيك أجرَ خمسين صلاةٍ.. وأنت تُصَلِّي خمسًا فقط..
إنَّها تجارةٌ رابحةٌ..
أو يطلب منك صيامَ شهرٍ واحدٍ مِن اثْنَيْ عَشَرَ شهرًا.. شهرٌ واحدٌ في عامٍ كاملٍ..
ويجعل أجرَه أعظمَ الأجورِ..
وإذا كانتِ الصَّلاةُ والصِّيامُ تحتاج جهدًا.. ولو قليلاً..
فإنَّه يطلب منك عملاً تُؤَدِّيه بلسانِك..
لسانك فقط..
فأنتَ تقرأُ القرآنَ..
وتذكر الرَّحْمَنَ..
ثم يُضاعف لك الأجرَ أضعافًا عظيمةً..
الحسنةُ الواحدةُ عشرَ مَرَّاتٍ أو مِئَةَ مرَّةٍ أو سبعَ مئةٍ مرة.. أو أكثر من ذلك..
إنها تجارةٌ رابحةٌ.
بُنَيَّ الحبيبُ..
ها هو رمضانُ على الأبواب..
في انتظارك مشروعاتٌ كثيرةٌ.. تُحَصِّلُ منها ما هو أغلَى من المال..
تحصل منها الحسناتِ..
أعظمَ الأجورِ.. وسبيلَ الجنَّات..
تعليق