لقد رزقني الله بسلمى
كان ذلك منذ أيام قليلة
(والحمد الله على ما وهب)
ومنذ أن بشرتني الطبيبة بها والبشريات الطيبة تتوالى بفضل الله تعالى
وكم سعدت والله كونها (أنثى)
وإن كان لي غيرها من الولد
(أنس ومعاذ)
– حفظهم الله وهداهم –
وسِر سعادتي أمور منها:
* أنني كنت أقرأ سالفا قول الله تعالى:
{ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ }
[النحل:58]
ثم أقرأ قول ابن كثير – رحمه الله:
" أي: يسوءه ذلك، ولا يختار لنفسه إلا البنين.
فتمنيتها أنثى براءة لله من صفات أهل الجهل و العماية ،
وكان فضل الله علىَّ عظيما ،
فلما أيقنت أنها كذلك بفضل الله دعوت الله بدعاء أم مريم
(أقصد ما في بطن زوجتي)
والحمد لله على توفيقه
(...رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
(آلعمران/35)
* ثم تذكرت ثواب الله تعالى لمن عال جارية أو أكثر
نعم تذكرت أن تربية البنات والإحسان إليهن جعل الله تعالى جزاءه النجاة من النار
استمع معي إلى الشاعر العربي ، الذي يرى في الطفلات عالما من العواطف الجياشة والأحاسيس النبيلة المنهمرة التي تشده إلى الحياة ، وتعمق صداقته للوجود :
لولا بنيات كزغب القطا ...
رددن من بعض إلى بعض
لكان لي مضطرب واسع ...
في الأرض ذات الطول والعرض
وإنما أولادنا بيننا ...
أكبادنا . . تمشي على الأرض
إن هبت الريح على بعضهم ...
امتنعت عيني عن الغمض
فإذا سألتموني لماذا سميتها سلمى؟
قلت :
(وكنت وقتها لم أخبر أحدا أنها أنثى)
وقبل أن تولد بأيام قليلة أتتني إحدى زميلاتي في العمل و أخبرتني أنها رأت رؤيا منذ أيام ولكنها كانت تتحرج من الحديث إليَّ (لعلمها أني لا أعامل الزميلات في العمل إلا في حدود ضيقة جدا وحسب ما تقتضيه ضرورة العمل) وهذا من فضل الله عليَّ
قالت :
"أنها رأت فيما يرى النائم رجلا طيب المنظر يلبس البياض
وطلب منها أن تصحبه لزيارة أم أنس
(تعني زوجتي – حفظها الله ونساء المسلمين -)
ففعلت
فقال الرجل لزوجتي (سمِّي البنت "سما")
انتهت الرؤيا
ولكن شاء الله أن سمعت الاسم "سلمى" بدلا من "سما"
وأخبرت زوجتي بذلك فوافقت
وبعد أن تمت الولادة و التسمية بـ "سلمى" وعلم الزملاء بالخبر،
أتتني الزميلة وأخبرتني أن الاسم الذي أخبرها الرجل به هو "سما " وليس "سلمى"
ابتسمت قائلا :
" قدر الله وما شاء فعل
سبق في علم الله أنها ستسمى "سلمى" فسمعتها كذلك ،
والحمد لله على توفيقه
وأسأله سبحانه
أن يسلمها وكل أولادنا من كل سوء...
آمين
تعليق