نسأل الله أن يختم لنا بخير
جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم
اللهم جبرا يليق بجلالك وعظمتك ثم تأتي لحظة يجبر الله فيها بخاطرك، لحظة يفزّ لها قلبك، تشفى كل جراحه، يعوضك عما كان، فاطمئن، لأن عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقدًا ربي لو خيروني ألف مرة بين أي شيء في الدنيا وبين حسن ظني بك لأخذت من دم قلبي ورسمت به طريق حسن ظني بك وقلت لهم اتركوني وربي إنه لن يخذلني أبدا
الإيمان بالقدر هو : الاعتقاد الجازم أن الله تعالى قدر مقادير الخلائق بعلمه الأزلي و
كتبها في اللوح المحفوظ وأجراها بمشيئته وأوجدها بقدرته .
قال تعالى ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) [القمر : 49]
وقال ( وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً ) [الفرقان : 2]
ومما يدخل في الإيمان بالقدر ما يلي : أولاً : الإيمان بعلم الله الأزلي الأبدي المحيط بكل شيء جملةً وتفصيلاً مما يتعلق بأفعاله من الآجال
والأرزاق أو أفعال عباده من الطاعات والمعاصي. قال تعالى:
(وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة : 29] وقال (ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [الأنعام: 96 ] فقد علم من سيطيعه ومن سيعصيه كما علم ما يُعمَّر من مُعمَّر وما يُنقَص من عمره.
ثانياً : الإيمان بكتابة الله للمقادير في اللوح المحفوظ : قال تعالى:
( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) [الحديد : 22]
وقال ( عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ
وَلا أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) [سبأ :3 ]. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة قال : وعرشه على الماء ) رواه مسلم .
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( إن أول ما خلق الله تعالى القلم فقال له : اكتب، فقال : رب وماذا أكتب ؟
قال : اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة ) رواه أبو داود . وقد جمع الله العلم والكتابة في قوله :
( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) [الحج : 70]
ثالثاً : الإيمان بمشيئة الله النافذة : فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن .
لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع ولا راد لما قضى ولا يكون في ملكه ما لا يريد .
يهدي من يشاء بفضله ويضل من يشاء بعدله ولا معقب لحكمه . قال تعالى ( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنْ اخْتَلَفُوا
فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ) [البقرة : 253 ]
وقال ( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ . وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) [التكوير :28- 29]
رابعاً : الإيمان بخلق الله لجميع الكائنات وإيجاده لها :
فالله الخالق وما سواه مخلوق . وجميع الأشياء ذواتها وصفاتها وحركاتها مخلوقة محدثة .
والله خالقها وموجدها. قال تعالى : ( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ) [الزمر: 62]
وقال : ( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ) [الصافات : 96]
فأفعال العباد خلق لله وكسب لهم قال تعالى ( لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ) [البقرة : 286]
خامساً : الإيمان أنه لا تلازم بين المشيئة والمحبة :
فقد يشاء ما لا يحب وقد يحب ما لا يشاء لحكمة بالغة وغاية محكمة. قال تعالى:
( وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) [السجدة :13]
وقال ( إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ) [ الزمر:7 ]
سادساً : الإيمان أنه لا تعارض بين الشرع والقدر :
قال تعالى ( إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى. فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى.وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى
.فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى.وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى. وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى.فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ) [الليل : 4- 10]
وذلك أن الشرع كتاب مفتوح والقدر غيب مكنون . فقد قدر الله مقادير العباد وأخفى ذلك عنهم
وأمرهم ونهاهم وأعدهم وأمدهم بما يؤهلهم لامتثال أمره واجتناب نهيه وعذرهم إذا عرض لهم مانع
من موانع التكليف . فلا حجة لأحد على فعل المعصية وترك الطاعة بالقدر السابق . قال تعالى:
( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ .
قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ) [الأنعام : 148-149]
فأكذب دعواهم أولاً وأذاقهم بأسه ثانياً.. ولو كان لهم في القدر حجة ما أذاقهم بأسه
وكشف زيف دعواهم ثالثاً.. فهم لم يطلعوا على كتابهم فيصدروا عن علم فيكون حجة لهم .
بل هي مبنية على ظن وتخرص ليس إلا ! فصارت الحجة البالغة لله .
القرآن كلام الله .. قال تعالى ( وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ) [التوبة : 6]
وقال صلى الله عليه وسلم وهو يعرض نفسه على القبائل في الموسم :
( ألا رجل يحملني إلى قومه لأبلغ كلام ربي فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام ربي عز وجل ) [رواه الخمسة] .
فالقرآن كلام الله تعالى حقيقةً حروفه ومعانيه لا يشبه كلام المخلوقين .
منزل غير مخلوق . تكلم الله به ابتداءً وأوحاه إلى الروح الأمين جبريل عليه السلام
فنزل به على قلب محمد صلى الله عليه وسلم مفرقاً فقرأه على الناس .
قال تعالى (وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً ) [الإسراء : 106 ] وإذا تلاه الناس أو كتبوه في المصاحف أو حفظوه في الصدور لم يخرج بذلك عن أن يكون
كلام الله حقيقة فإن الكلام إنما ينسب حقيقةً إلى من قاله مبتدئاً لا إلى من قاله مبلغاً مؤدياً .
فالتلاوة غير المتلو والكتابة غير المكتوب والحفظ غير المحفوظ وهكذا سائر التصرفات
فالفعل فعل القارئ أو الكاتب أوالحافظ والكلام كلام البارئ . قال تعالى :
( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ.وَلَقَدْ نَعْلَمُ
أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ) [النحل :102- 103]
وقد كفر من نسبه إلى قول البشر وتوعده بسقر فَقَالَ : ( سَأُصْلِيهِ سَقَرَ ) [المدثر : 26] وقد ضل في هذا الباب من ضلَّ في باب كلام الله فمنهم : 1- الجهمية والمعتزلة : الذين أنكروا صفة الكلام . فالقرآن عندهم مخلوق . 2- الفلاسفة المتأخرين : فقد زعموا أنه فيض من العقل الفعال على نفوس زاكية
يوجب لها تصورات وتهيؤات تقوى بحسب القوة التخيلية لديهم فتصبح أصواتاً. 3- الأشاعرة والكلابية : زعموا أن كلام الله معنى قديم قائم بذاته والحروف
والأصوات التي يسمعها النبي مخلوقة، لتعبر عن كلام الله أو تحكي كلام الله . وجميع هذه المقالات مقالات باطلة مصادمة للنصوص الصريحة الواضحة كما تقدم..
** الرؤية ** ومن الإيمان بالله واليوم الآخر الإيمان برؤية المؤمنين ربهم
يوم القيامة عياناً بأبصارهم من غير إحاطة في موضعين :
أحدهما: في عرصات القيامة أي مواقف الحساب.
والثاني : بعد دخولهم الجنة . قال تعالى ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ. إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) [القيامة: 22-23]
وقال: ( عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ ) [المطففين : 23] وقال ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ) [يونس: 26]
وقال صلى الله عليه وسلم:
(إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته ) متفق عليه .
وقد ضل في هذا الباب طائفتان : إحداهما : منكرو الرؤية من الجهمية والمعتزلة والرافضة . الثانية : غلاة الصوفية الذين أثبتوها في الدنيا عياناً بالأبصار .
اللهم جبرا يليق بجلالك وعظمتك ثم تأتي لحظة يجبر الله فيها بخاطرك، لحظة يفزّ لها قلبك، تشفى كل جراحه، يعوضك عما كان، فاطمئن، لأن عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقدًا ربي لو خيروني ألف مرة بين أي شيء في الدنيا وبين حسن ظني بك لأخذت من دم قلبي ورسمت به طريق حسن ظني بك وقلت لهم اتركوني وربي إنه لن يخذلني أبدا
وأنت من أهل الجزاء أخي الحبيب
لا أعلم إذا كان هناك دورات عقيدة متقدمة من قبل..
لكن إن قدر الله لنا سيكون هنالك دورة عقيدة في قسم العقيدة بإذن الله..
وفقنا الله وإياك لكل خير
1- الإيمان قول وعمل .. قول القلب واللسان .. وعمل القلب واللسان والجوارح.
فقول القلب : اعتقاده وتصديقه ، وقبوله . وقول اللسان : التلفظ بكلمة الإسلام والاستعلان بالشهادتين . وعمل القلب : ما يقوم به من النيات والإرادات كالخوف والرجاء والتوكل. وعمل اللسان : ما يلهج به من الذكر والدعاء والتلاوة . وعمل الجوارح : ما تتحرك به الأعضاء من العبادات البدنية . قال تعالى ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ
إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ.الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ. أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً
لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) [الأنفال :2- 4]
وقال : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا
بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ ) [الحجرات : 15]
وقال صلى الله عليه وسلم :
( الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله
وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان ) متفق عليه. فالإيمان له حقيقة مركبة من القول والعمل فهو تصديق مستلزم للقول والعمل.
فانتفاء القول والعمل دليل على انتفاء التصديق .
2- والإيمان عند الانفراد مرادف للإسلام عند الانفراد .. فإن كلاً منهما يعني الدين كله .
وأما عند الاقتران فالإيمان يعني الاعتقاد الباطن والإسلام يعني العمل الظاهر.
فكل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمن. قال تعالى :
( قَالَتْ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلْ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) [الحجرات :14]
3- والإيمان يزيد وينقص يزيد بالعلم بالله والتفكر في آياته الكونية
والتدبر لآياته الشرعية وفعل الطاعات وترك المعاصي..
وينقص بالجهل بالله والغفلة عن آياته الكونية والإعراض عن
آياته الشرعية وتضييع الطاعات واجتراح السيئات.
قال تعالى ( وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً ) [الأنفال : 2]
وقال ( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ) [التوبة: 124]
وقال ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ ) [الفتح : 4]
4- والإيمان يتفاضل وبعض خصاله أعلى من بعض كما في الحديث المتقدم :
( الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله
وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان ) متفق عليه.
5- وأهله فيه متفاضلون بعضهم أكمل إيماناً من بعض كما قال تعالى :
( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ
مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِير ) [فاطر: 32]
وقال صلى الله عليه وسلم ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ) رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي . فمن أتى بالشهادتين معتقداً معناهما ملتزماً مقتضاهما فقد أتى بأصل الإيمان
ومن فعل الواجبات وترك المحرمات فقد أتى بالإيمان الواجب .
ومن فعل الواجبات والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات فقد أتى بالإيمان الكامل .
6- والاستثناء في الإيمان بأن يقول : ( أنا مؤمن إن شاء الله ) له ثلاثة أحوال : أحدها : إن قاله شاكاً في أصل الإيمان: فالاستثناء محرم بل كفر لأن الإيمان جزم . الثاني : إن قاله خوفاً من تزكية النفس بادعاء تحقيق الإيمان الواجب أو الكامل فواجب . الثالث : إن قاله تبركاً بذكر المشيئة فالاستثناء جائز .
7- ولا يزول وصف الإيمان بمطلق المعاصي والكبائر بل تنقصه مع بقاء أصله.
فمرتكب الكبيرة مؤمن ناقص الإيمان مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته لا يخرج من الملة في الدنيا
ولا يخلد في النار في الآخرة بل يكون تحت المشيئة إن شاء عفا الله عنه مجاناً وأدخله الجنة
وإن شاء عذبه بقدر ذنبه ومآله إلى الجنة أو ببعض ذنبه فيخرج بشفاعة الشافعين أو برحمة أرحم الراحمين .
قال تعالى :
( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) [النساء 48]
وقال صلى الله عليه وسلم :
( يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يقول الله تعالى : أخرجوا من كان في قلبه مثقال
حبة من خردل من إيمان . فيخرجون منها قد اسودوا فيلقون في نهر الحياة ) رواه البخاري
وقال :
( يَخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير و يَخرج من النار من قال:
لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير ويَخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير ) رواه البخاري . وفي رواية : (من إيمان) ، مكان (من خير) .
************ ضل في مسألة الإيمان وحكم مرتكب الكبيرة طائفتان :
الأولى : الوعيدية : القائلون بإنفاذ الوعيد وإنكار الشفاعة
في حق مرتكبي الكبائر من عصاة الموحدين . وهم صنفان : 1- الخوارج : القائلون بأن مرتكب الكبيرة خرج من الإيمان
ودخل الكفر. فهو كافر في الدنيا خالد في النار في الآخرة . 2- المعتزلة : القائلون بأن مرتكب الكبيرة خرج من الإيمان ولم يدخل في الكفر .
فهو في منزلة بين منزلتين في الدنيا لا مؤمن ولا كافر! خالد في النار في الآخرة !
والرد على الوعيدية من وجوه منها : أولاً : أن الله تعالى أثبت الإيمان وأبقى وصف الأخوة الإيمانية لمرتكب الكبيرة في الدنيا
كما في قوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ
وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ) [البقرة : 178]
فسمى القاتل أخاً للمقتول وكما في قوله ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا
فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا
بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ . إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ
وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) [الحجرات: 9-10]
فنمى الطائفتين المقتتلتين إلى الإيمان وأثبت لهما أخوته.
ثانياً : أن الله يغفر ما دون الشرك لمن يشاء ويُخرج من النار من كان في
قلبه أدنى مثقال حبة خردل من إيمان ، كما تواترت بذلك أحاديث الشفاعة . الثانية: المرجئة : القائلون بإرجاء الأعمال أي تأخيرها عن مسمى الإيمان
فلا يضر مع الإيمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة ! وهم في تعريف الإيمان أصناف : 1- الجهمية : تصديق القلب أو معرفة القلب فقط . 2- الكرامية : نطق اللسان فقط . 3- مرجئة الفقهاء : تصديق القلب ونطق اللسان فقط .
وأما الأعمال فليست داخلة في حد الإيمان وحقيقته بل هي من ثمراته . والرد على المرجئة من وجوه ، منها : أولاً : أن الله سمى الأعمال إيماناً فقال في شأن من صلوا إلى بيت المقدس
وماتوا قبل تحويل القبلة : ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ) [البقرة : 143] أي : صلاتكم .
ثانياً : أن النبي صلى الله عليه وسلم نفى الإيمان المطلق عن مرتكب الكبائر العملية فقال :
( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن . ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن .
ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن . ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس
إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن ) متفق عليه . ومنشأ فساد مقالة كلا الطائفتين الوعيدية والمرجئة من اعتقادهم أن الإيمان شيء واحد
إما أن يوجد كله أو يعدم كله ! فأما المرجئة فأثبتوه بمجرد الإقرار بالقلب أو اللسان
أو بهما معاً ولو لم يعمل البتة فهم أهل تفريط .
وأما الوعيدية فنفوه بأدنى كبيرة فهم أهل إفراط . فمقدمتهما واحدة ونتيجتاهما متضادتان !
الصحابي : من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على ذلك.
والصحابة رضوان الله عليهم خير الناس بعد الأنبياء وأفضل قرون الأمة.
قال صلى الله عليه وسلم: ( خير الناس قرني ) وقال: ( خير أمتي قرني ) متفق عليهما
وهم كلهم عدول لأن الله سبحانه، قد اختارهم لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم
وزكاهم ورضي عنهم وتاب عليهم ووصفهم بأكرم الأوصاف ووعدهم خير عِدَة فقال:
( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ
فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ
فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ
الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) [الفتح: 29] ومع ذلك فإنهم يتفاضلون تفاضلاً عاماً وخاصاً فمن مراتب التفاضل العام : 1- المهاجرون أفضل من الأنصار :
لجمعهم بين الهجرة والنصرة ولأن الله تعالى قدمهم في الذكر فقال :
( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ.وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ
وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ
شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ) [الحشر:8-9] وقال ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) [التوبة: 100]
وقال ( لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ
مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) [التوبة:117] 2- من أنفق من قبل صلح الحديبية وقاتل أفضل من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا :
قال تعالى ( لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ
أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) [الحديد:10] 3- أهل بدر :
لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه في قصة حاطب بن أبي بلتعة :
( إنه شهد بدراً وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر
فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) متفق عليه . 4- أهل بيعة الرضوان :
قال تعالى ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا
فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً ) [الفتح : 18 ]
وقال صلى الله عليه وسلم :
( لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها ) رواه مسلم . وأما التفاضل الخاص : 1- الخلفاء الراشدون الأربعة :
فأفضل الأمة بعد نبيها أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب بإجماع أهل السنة والجماعة .
وقد تواتر النقل من أكثر من ثمانين وجهاً عن علي رضي الله عنه أنه قال على منبر الكوفة :
( خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ) رواه أحمد بأسانيد صحيحة وابن أبي عاصم وصححه الألباني .
ولا يقطع علي رضي الله عنه بذلك إلا عن علم . ورواه الترمذي عنه مرفوعاً . ويليهما في الفضل عثمان بن عفان رضي الله عنه لما روى الشيخان من حديث
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
( كنا نفاضل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان )
وفي لفظ ( يبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ولا ينكره ) .
وقال أيوب السختياني رحمه الله: ( من قدم علياً على عثمان فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار )
لكونهم قدموه في الخلافة .ويليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه . فترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة. 2- المبشرون بالجنة :
وهم الخلفاء الأربعة وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام
وأبو عبيدة عامر بن الجراح وسعيد بن زيد رضوان الله عنهم أجمعين فقد شهد النبي صلى الله عليه
وسلم للعشرة بالجنة. رواه الخمسة . وهو صحيح .
كما دلت النصوص على البشارة لغيرهم كبلال وثابت بن قيس وعبد الله بن سلام رضي الله عنهم أجمعين . 3 – أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم :
وهم خمسة بطون تحرم عليهم الصدقة : آل علي وآل جعفر وآل عقيل
وآل العباس وبنو الحارث بن عبد المطلب . قال صلى الله عليه وسلم :
( إن الله اصطفى إسماعيل واصطفى من بني إسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشاً
واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم ) رواه مسلم
وقال:( أذكركم الله في أهل بيتي . أذكركم الله في أهل بيتي ) رواه مسلم.
ولما شكا إليه العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أن بعض قريش يجفو بني هاشم قال:
( والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي) رواه أحمد . ومن أهل بيته صلى الله عليه وسلم أزواجه الطيبات المطهرات . قال تعالى :
( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) [الأحزاب: 33 ]
وقد اصطفاهن الله لنبيه وجعلهن أزواجه في الدنيا والأخرة وسماهن أمهات المؤمنين.
وأفضلهن خديجة وعائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما. وبقيتهن :
سودة بنت زمعة وحفصة بنت عمر وأم سلمة وأم حبيبة بنت أبي سفيان وصفية بنت حيي
وزينب بنت جحش وجويرية وميمونة وزينب بنت خزيمة رضي الله عنهن جميعاً. فالواجب تجاه الصحابة على اختلاف طبقاتهم ومراتبهم : أولاً : محبتهم وموالاتهم والترضي عنهم والاستغفار لهم والثناء عليهم آحاداً وجماعات.
قال تعالى:(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) [التوبة :71]
وقال : ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ ) [الحشر:10]
وقال صلى الله عليه وسلم: ( آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار ) رواه البخاري
وقال لعلي رضي الله عنه: ( لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ) رواه مسلم . ثانياً : سلامة القلوب والألسنة لهم :
من الغل وسوء الظن ومن السب واللعن. قال تعالى :
(وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) [الحشر:10]
وقال صلى الله عليه وسلم:
( لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مدَّ أحدهم ولا نصيفه ) متفق عليه. ثالثاً : الكف عما شجر بين بعضهم وإحسان الظن بهم والاعتذار لهم بأنهم مجتهدون
إما مصيبون فلهم أجران أو مخطئون فلهم أجر واحد . ولهم من السوابق والمناقب
والحسنات العظيمة ما يوجب مغفرة الذنوب إن كان قد صدر منهم ذنب . رابعاً : البراءة من طريقة الروافض أهل الغلو في أهل البيت والبغض والسب لعامة الصحابة
ومن طريقة النواصب أهل الجفاء والأذى لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الولي : هو كل مؤمن تقي . قال تعالى :
( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ.الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ) [يونس: 62- 63]
ومراتبهم في الولاية بحسب مراتبهم في الإيمان والتقوى لا بنسبٍ ولا دعوى. قال تعالى :
( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات: 13]
والكرامة: أمر خارق للعادة يجريه الله على يد ولي من أوليائه كرامةً له وتصديقاً للنبي الذي اتبعه .
وهي على نوعين : أحدهما : في العلوم والمكاشفات والفراسة والإلهامات . الثاني : في القدرة والتأثيرات .
وقد ضل في هذا الباب طائفتان :
إحداهما : منكرو الكرامات من الجهمية والمعتزلة القائلون: لا تخرق العادة إلا لنبي. الثانية : الغلاة في إثباتها من أصحاب الطرق الصوفية والقبوريون الخرافيون .
تعليق