السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
ما بين الـــ (آآآ) والـــ (إِششش)
عنوان غريب للموضوع وحتى يتوضح قليلاً
الـــ آآآآ هي حرف الألف والـــ إششش هي حرف الشين
الموضوع مقتطف من ذكرياتي الطفولية أهديها لأحبابنا براعم الإيمان والعقيدة
وهي حكايتي مع العقيدة وهذه الأحداث حدثت قبل الأكثر من أربعين سنة.
كنا نعيش في فقر مدقع لدرجة أنني كنت مشهوراً في حارتي بين الأطفال
بسروالي الكبير الفضفاض لأنه كان لوالدي رحمه الله وقامت والدتي
رحمها الله بتقصيره ولملمته حتى أشعر بأنه يناسبني
كنت في الخامسة وقتها
كانت شقيقتي الكبرى تربيني على على مفاهيم عقدية فطروية
تضع في يدها اليمنى حبة حلوى مما تيسر لها وتضع في اليسرى دبوس
وتقول لي هيا إختار
أنا وقتها لا أفرق بين اليمين والشمال
فعندما أختار اليمين تقول لي أنت إخترت حرف الــ آآآ فتعطيني الحلوى
التي لم أكن أعرفها إلا بين حين وحين
وإذا إخترت اليسرى كانت تشكني بالدبوس وتقول أنت إخترت حرف الــ إششش
فأسألها ببراءة ما هو الــ آآآ وما هو الــ إششش
فتقول لي : الـــ آآآ أول حرف من الله والــ إشش أول حرف من الشيطان
فانعقد في قلبي بأن الشيطان عدوي والله حبيبي
صار عمري ست سنوات أو سبعة
كنت أتردد على مسجد يقال له مسجد النور
كان في المسجد الشيخ العلامة الألباني رحمه الله وهو كان يقطن بالقرب من بيتنا
وشيوخ كُثر في نفس المسجد
كنت أنا أحب أن أخدمهم ووقتها لم يكن الماء عن طريق الصنبور
بل كنا نوزع الباريق على المغاسل ودورات المياه
كنت أحب الألباني فلقد كان له هيبة
لكنه لم يكن يأمنا في أي صلاة!!
وأنا لا أتكلم إلا بقاعدة الـــ آآآآ والـــ إششش
كنت أسمع في المسجد خلافات كثيرة حول أمور أنا لا أفهمها
إنضممت لفرقة أناشيد كان إسمها براعم النور
مع الطبلة والدُف وأناشيد الصوفيه
وفي يوم من الأيام كنت أنتظر الألباني ليخرج من دورة المياه لأقدم له إبريق الوضوء
فقال لي : أنا زعلان عليك .. ذرفت مني دمعة خجل ووجل..
فقلت له بصوت منخنق : لماذا ؟؟
فقال لي أنت تُنشد في المسجد مع المحتفلين بالمولد النبوي وهذا بدعة يا بني.
انتهى كلامه ووضعني أمام مصطلح أول مرة اسمع به (( البدعة ))
وبقيت أفكر فيها أيام طويلة
وسألت أحد مشايخ المسجد عن كلمة بدعة .. فقال لي من قال لك هذا ؟؟
قلت له الألباني..
فقال وهو غاضب هذا وهابي سلفي قسماً بالله سوف أخبر والدك..
مصطلح جديد يظهر أمامي (( وهابي سلفي )) ويمكن أتعاقب لمجرد أنني سمعت هذا المصطلح!!!؟؟؟
وبالفعل أخبر هذا الشيخ والدي وتناولني والدي وجلدني جلد شديد.
وأنا أصرخ وأصيح أنا بحب الـــ آآآآ ولا أحب الــــ إششش
معتقداً بأن هذا سينقذني مما أنا فيه..!!
ووالدي غير مدرك ما أقصد ولكن شقيقتي عرفت وحالت بيني وبينه..
منعني من الذهاب للمسجد..
فقررت الذهاب لبيت الألباني
وبالفعل وصلت البيت وكنت أنا الطفل الوحيد
وباقي الموجودين كلهم من طلبة العلم وقتها..
لكنهم لم يدخلوا بل كانوا يسألونه من خلال سماعة على الباب
وهذا لضيق وقت الشيخ رحمه الله..
انتظرت دوري وأنا لا أفهم ما الذي يتكلمون به
وعندما ذهبوا ضغطت الجرس فرد الشيخ وقال السلام عليكم ما هي مسالتك ؟؟
وكأنه يكلمني بلغة مختلفة..فقلت اصحيح أنك وهابي سلفي ؟؟
هو استغرب الأمر من صوتي فسكت دقيقتين تقريباً..!!
كنت سأنطلق وفجأة فتح الباب وإذا بها زوجتة
شعرت بالخوف وقتها والرعبة.
أعطتني مبلغ وطلبت مني أن أشتري لهم خبز ولبن رائب ( زبادي )
فانطلقت سعيداً بما أفعل ورجعت وأعطيتهم الأغراض
وأعطتني باقي الفكة وهذا كان أكبر مبلغ أحصل عليه في حياتي
فكلمني الشيخ لمدة دقيقة كلمات سهلة لكنها صعبة بالنسبة لي لا أذكرها عن السلفية..
فقلت له يعني الــ آآآ سلفييين والـــ إششش شيوخ المسجد ؟؟
ضحك وقال لي إذهب إلى بيتك يا حبيبي..
وهذا آخر لقاء بيني وبينه..
مرت السنوات فأصبحت في الثانية عشرة من العمر
إنضممت لمجموعة حفظ قرآن في المسجد
كنت مبدعاً في هذا..
حتى أتى يوم الإمتحان والفائز الأول والثاني هديتهم عمرة مجانية.
كنت واثق بأن كل الموجودين أنا أحفظهم ..
بدأ الشيوخ يمتحنوننا..
وكنا نجلس القرفصاء فتخدرت قدماي
فأردت أن أمدهما وفجأة خرج مني صوت رغماً عني
فضجك الأولاد وقام الشيخ وضربني على رأسي بالخشبة التي يوضع عليها المصحف
فبدأت بالبكاء ووليت هارباً وقررت ألا أدخل المسجد نهائياً.
مرت السنوات والسنوات وصار عمري خمسة وثلاثون عاماً وأنا لا أفهم معنى عقيدة ..!!
كنت أصلي وأصوم وأترك وأقطع بدون أن أشعر بأي حلاوة لأي عمل ..
حتى يسر الله لنا أحد المشايخ فدرسنا عنده وعرفت بأن العقيدة هي العروة الوثقى
التي لا إنفصام لها..
هنا أنصحكم أشبالنا بأن تطلبوا من والديكم ومعلميكم بأن يعلموكم العقيدة..
وأعتذر عن الإطالة..
وفقني الله وإياكم لكل خير
ما بين الـــ (آآآ) والـــ (إِششش)
عنوان غريب للموضوع وحتى يتوضح قليلاً
الـــ آآآآ هي حرف الألف والـــ إششش هي حرف الشين
الموضوع مقتطف من ذكرياتي الطفولية أهديها لأحبابنا براعم الإيمان والعقيدة
وهي حكايتي مع العقيدة وهذه الأحداث حدثت قبل الأكثر من أربعين سنة.
كنا نعيش في فقر مدقع لدرجة أنني كنت مشهوراً في حارتي بين الأطفال
بسروالي الكبير الفضفاض لأنه كان لوالدي رحمه الله وقامت والدتي
رحمها الله بتقصيره ولملمته حتى أشعر بأنه يناسبني
كنت في الخامسة وقتها
كانت شقيقتي الكبرى تربيني على على مفاهيم عقدية فطروية
تضع في يدها اليمنى حبة حلوى مما تيسر لها وتضع في اليسرى دبوس
وتقول لي هيا إختار
أنا وقتها لا أفرق بين اليمين والشمال
فعندما أختار اليمين تقول لي أنت إخترت حرف الــ آآآ فتعطيني الحلوى
التي لم أكن أعرفها إلا بين حين وحين
وإذا إخترت اليسرى كانت تشكني بالدبوس وتقول أنت إخترت حرف الــ إششش
فأسألها ببراءة ما هو الــ آآآ وما هو الــ إششش
فتقول لي : الـــ آآآ أول حرف من الله والــ إشش أول حرف من الشيطان
فانعقد في قلبي بأن الشيطان عدوي والله حبيبي
صار عمري ست سنوات أو سبعة
كنت أتردد على مسجد يقال له مسجد النور
كان في المسجد الشيخ العلامة الألباني رحمه الله وهو كان يقطن بالقرب من بيتنا
وشيوخ كُثر في نفس المسجد
كنت أنا أحب أن أخدمهم ووقتها لم يكن الماء عن طريق الصنبور
بل كنا نوزع الباريق على المغاسل ودورات المياه
كنت أحب الألباني فلقد كان له هيبة
لكنه لم يكن يأمنا في أي صلاة!!
وأنا لا أتكلم إلا بقاعدة الـــ آآآآ والـــ إششش
كنت أسمع في المسجد خلافات كثيرة حول أمور أنا لا أفهمها
إنضممت لفرقة أناشيد كان إسمها براعم النور
مع الطبلة والدُف وأناشيد الصوفيه
وفي يوم من الأيام كنت أنتظر الألباني ليخرج من دورة المياه لأقدم له إبريق الوضوء
فقال لي : أنا زعلان عليك .. ذرفت مني دمعة خجل ووجل..
فقلت له بصوت منخنق : لماذا ؟؟
فقال لي أنت تُنشد في المسجد مع المحتفلين بالمولد النبوي وهذا بدعة يا بني.
انتهى كلامه ووضعني أمام مصطلح أول مرة اسمع به (( البدعة ))
وبقيت أفكر فيها أيام طويلة
وسألت أحد مشايخ المسجد عن كلمة بدعة .. فقال لي من قال لك هذا ؟؟
قلت له الألباني..
فقال وهو غاضب هذا وهابي سلفي قسماً بالله سوف أخبر والدك..
مصطلح جديد يظهر أمامي (( وهابي سلفي )) ويمكن أتعاقب لمجرد أنني سمعت هذا المصطلح!!!؟؟؟
وبالفعل أخبر هذا الشيخ والدي وتناولني والدي وجلدني جلد شديد.
وأنا أصرخ وأصيح أنا بحب الـــ آآآآ ولا أحب الــــ إششش
معتقداً بأن هذا سينقذني مما أنا فيه..!!
ووالدي غير مدرك ما أقصد ولكن شقيقتي عرفت وحالت بيني وبينه..
منعني من الذهاب للمسجد..
فقررت الذهاب لبيت الألباني
وبالفعل وصلت البيت وكنت أنا الطفل الوحيد
وباقي الموجودين كلهم من طلبة العلم وقتها..
لكنهم لم يدخلوا بل كانوا يسألونه من خلال سماعة على الباب
وهذا لضيق وقت الشيخ رحمه الله..
انتظرت دوري وأنا لا أفهم ما الذي يتكلمون به
وعندما ذهبوا ضغطت الجرس فرد الشيخ وقال السلام عليكم ما هي مسالتك ؟؟
وكأنه يكلمني بلغة مختلفة..فقلت اصحيح أنك وهابي سلفي ؟؟
هو استغرب الأمر من صوتي فسكت دقيقتين تقريباً..!!
كنت سأنطلق وفجأة فتح الباب وإذا بها زوجتة
شعرت بالخوف وقتها والرعبة.
أعطتني مبلغ وطلبت مني أن أشتري لهم خبز ولبن رائب ( زبادي )
فانطلقت سعيداً بما أفعل ورجعت وأعطيتهم الأغراض
وأعطتني باقي الفكة وهذا كان أكبر مبلغ أحصل عليه في حياتي
فكلمني الشيخ لمدة دقيقة كلمات سهلة لكنها صعبة بالنسبة لي لا أذكرها عن السلفية..
فقلت له يعني الــ آآآ سلفييين والـــ إششش شيوخ المسجد ؟؟
ضحك وقال لي إذهب إلى بيتك يا حبيبي..
وهذا آخر لقاء بيني وبينه..
مرت السنوات فأصبحت في الثانية عشرة من العمر
إنضممت لمجموعة حفظ قرآن في المسجد
كنت مبدعاً في هذا..
حتى أتى يوم الإمتحان والفائز الأول والثاني هديتهم عمرة مجانية.
كنت واثق بأن كل الموجودين أنا أحفظهم ..
بدأ الشيوخ يمتحنوننا..
وكنا نجلس القرفصاء فتخدرت قدماي
فأردت أن أمدهما وفجأة خرج مني صوت رغماً عني
فضجك الأولاد وقام الشيخ وضربني على رأسي بالخشبة التي يوضع عليها المصحف
فبدأت بالبكاء ووليت هارباً وقررت ألا أدخل المسجد نهائياً.
مرت السنوات والسنوات وصار عمري خمسة وثلاثون عاماً وأنا لا أفهم معنى عقيدة ..!!
كنت أصلي وأصوم وأترك وأقطع بدون أن أشعر بأي حلاوة لأي عمل ..
حتى يسر الله لنا أحد المشايخ فدرسنا عنده وعرفت بأن العقيدة هي العروة الوثقى
التي لا إنفصام لها..
هنا أنصحكم أشبالنا بأن تطلبوا من والديكم ومعلميكم بأن يعلموكم العقيدة..
وأعتذر عن الإطالة..
وفقني الله وإياكم لكل خير
تعليق