الأصدقاء يلعبون
في الغابةالسعيدة اجتمع القنفذ والأرنب والسنجاب وابن عرس ، وقرروا أن يلعبوا فيما بينهم . قال أرنوب :
- ما رأيكم في أن نلعب لعبة كرة القدم ؟
فأجاب السنجاب :
- لا .. إنّها لعبة تحتاج إلى عدد أكبر من الأصدقاء.
ثمَّ ضحك ابن عرس وهو يقول :
-وعدا هذا فإنّ صديقنا القنفذ سبق له أن فجرَّ الكثير من كراتنا بأشواكه الحادّة .
بعد تفكير .. قفز السنجاب وهو يقول :
-وجدتها ! .. سنلعب لعبة الاختفاء .
قال ابن عرس :
-نعم .. إنّها لعبة مناسبة .. ولكن من سيبدأ اللعب أولاً ؟
فوقع الاختيار على أرنوب ليبدأ هو اللعب أولاً . قال أرنوب :
-سأعدّ من الواحد حتى العشرة ، وبعدها سأبدأ البحث عنكم . ومن أعثر عليه أولاً سيحلّ محّلي . اتفقنا ؟
صاح الجميع بصوت واحد :
-اتفقنا .. هيا إذن يا أرنوب .
وضع أرنوب يديه على عينيه كي لا يرى أصدقاءه وهم يحاولون الاختباء . وبدأ العّد :
-واحد .. اثنان .. ثلاثة .. أربعة .. خمسة .. ستة .. سبعة .. ثمانية .. تسعة .. عشرة . انتهى الوقت ، وسأبدأ بالبحث يا أصدقاء .
فتح أرنوب عينيه ، ونظر حوله،فرأى شجرة عاليّة تغطّيها الأوراق الخضراء . وعندما تمعّن فيها جيداً لاحظ أنّ لوناً بنيّياً يبرز من بين أوراقها الخضر . فصاح :
-أظن أنني وجدت أحدكم .
ثم قفز إلى الشجرة ، وأمسك بالسنجاب . ضحك أرنوب وهو يقول :
-لقد فضحك ذيلك يا عزيزي .
صاح السنجاب :
-اظهروا يا أصدقاء .. إنّه دوري في اللّعب .
خرج القنفذ من حفرة قريبة وهو يقول ضاحكاً :
-كان عليك أن تكون أكثر حذراً يا سنجاب .
ثمّ صاح أرنوب :
- اظهر يا صديقنا ابن عرس .. أين تختبيء ؟
شعر الأصدقاء الثلاثة بالقلق ، فصديقهم ابن عرس لم يظهر لحدّ الآن . ماذا جرى له ؟
صاحوا بصوت واحد :
-ابن عرس .. أين أنت يا صديقنا ؟
فجأة .. سمعوا صوت استغاثة :
-( النجدة .. النجدة .. ثعلوب سيفترسني ) .
ظهر ابن عرس من بن الأعشاب راكضاً وثعلوب يلحقه وهو يصيح :
-انتظر يا صديقي .. لا تخف .. أريد أن ألعب معكم .
قال ابن عرس :
-إنه ماكر .. كاد أن يقضي عليّ .
توقّف ثعلوب أمام الأصدقاء الأربعة ، وقال لهم بمكر :
-أرجوكم .. أريد أن أشارككم باللعب ، فأنا أحبّ لعبة الإختباء كثيراً .
قال أرنوب :
-أنت محتال .. قبل قليل أردت أن تقضي على صديقنا ابن عرس .
قال ثعلوب :
-لا .. وإنّما أردت أن أساعده بالاختباء .
عرف الأصدقاء أنّ ثعلوب يخطّط لحيلة جديدة . فتشاوروا فيما بينهم ، وبعد أن توصّلوا إلى قرار صاح أرنوب :
-اسمع يا ثعلوب.. ستشاركنا اللعب.. ولكنّنا لن نلعب لعبة الاختباء هذه المرة. مارأيك بلعبة كرة القدم ؟
أجاب ثعلوب فرحاً :
-ياه .. كم يعجبني أن ألعب هذه اللّعبة الجميلة ! فأنا هداف ماهر .
اقترب أرنوب من ثعلوب وقال له :
-ولكن علينا أولاً أن نختبر مهارتك في اللّعب. سنرمي لك الكرة ونرى سرعتك في رميها .
قال ثعلوب :
-أنا لاعب ماهر .. جرّبوني .
فقال له أرنوب :
-إذن ..سأعدّ إلى الثلاثة وأرمي لك الكرة ،حالما تأتيك تضربها بقدمك . والآن استعد .
رجع ثعلوب بضع خطوات كي يستعّد لاستقبال الكرة وضربها .
وبدأ أرنوب العدّ :
-واحد .. اثنان ..
وما إن نطق أرنوب بكلمة ( ثلاثة ) حتى تكوّر القنفذ ليجعل من جسمه كرة ، ورمى بنفسه إلى قدم ثعلوب بدل الكرة . وفي لحظة ضرب ثعلوب القنفذ برجله وبكلّ قوّته ، فآذته شوكاته الحادّة ، وابتعد وهو يمسك برجله ويصيح :
-آه .. رجلي .. لن أستطيع المشي بعد الآن .
ضحك الجميع ..فقد نال ثعلوب ما يستحقه.. وعادوا إلى لعبة الاختباء من جديد.
منقول
تعليق