الله هو الرزّاق جل في علاه
إذا ذهبْتَ إلى مركزٍ من مراكز التَّسوُّقِ وجدْتَه مكتظاًّ بشيئين :
الأطعمة والناس من كُلِّ لونٍ .. ومن كلِّ طعمٍ..
في هذا الزِّحامِ الشَّديدِ ينبغي أن تسألَ نفسَك سؤالاً:
من أينَ جاءتْ كلُّ هذه النعم؟!.. وكيف تُوزَّعُ على كلِّ هؤلاءِ النَّاسِ؟!..
في الحقيقةِ هذا أمرٌ شديد العجب!!..
إنَّ أنواعَ الأطعمةِ تُقدَّر بالألاف.. بل عشرات الألاف..
وإنَّ عددَ البشر يُقدّر بالملياراتِ..
إذا علمْتَ هذا.. عرفْتَ كيف أنَّ اللهَ تبارك وتعالى على كلِّ شيءٍ قديرٌ..
وأنَّه (هُوَ الرّزّاقُ ذُو الْقُوّةِ الْمَتِينُ)
إنَّ اللهَ تعالى يا بُنَيَّ الحبيب يذكرنا في كتابه الكريم بأنه هو الرزاق الذي يرزق كل دابة: (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)
هو تعالى الَّذي خلق..
ولذلك هو تعالى الَّذي يعلمُ كلَّ مخلوقٍ..
ويعلم حاجةَ كلِّ مخلوقٍ..
ويعلم عجزَ كلِّ مخلوقٍ عن تحصيلِ طعامِه بنفسه..
لذلك سهَّل للنَّاس طرقَ الحصول على الرزق:
الأرضُ تُخرج نباتها بإذن ربِّها بأيسر سبيلٍ..
يزرعها الفلَّاحُ ويسقيها الماءَ، فإذا بها تُخرج أطيبَ الطَّعام من كلِّ شكلٍ ولونٍ ومذاقٍ..
البحرُ يُخرج كنوزَه بإذن ربِّه.
أسماكٌ من آلافِ الأنواع لحمُها طريٌّ وطعمُها شهيٌّ، وكنوزٌ من لؤلؤٍ يتزيَّن بها النَّاس.
السَّماءُ تُنزل رزقَها بإذن ربِّها
مطرًا يُحيي اللهُ به الأرضَ بعد موتها يُخرج به الزرَّع والزَّيتون والأعناب ومن كل الثَّمرات، ويُحيي به النَّاسُ كذلك فيشربون ماءً نميرًا..
إنَّ الله تعالى يسألُ الذين ينسون نعمة ربهم عليهم:
(أَمّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَّجُّوا في عُتُوٍّ وَنُفُورٍ)
لا أحدَ يستطيعُ أن يُنزل الرِّزق إذا منعه اللهُ تعالى..
وقال تعالى: (قُلْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاءٍ مَعِينٍ)
لا أحدَ يستطيع أن يُخرج الماءَ إذا أدخله اللهُ في باطن الأرض..
فسبحانَ اللهِ الرّزّاقِ
والحمدُ للهِ على ما رزقَ..
تعليق