السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله يا براعم الإيمان
نفع المولى بكم
راشد وحوار الطرشان حياكم الله يا براعم الإيمان
نفع المولى بكم
مَي عباس
راشدٌ ورائدٌ وسامرٌ.. تجمعُهم صداقةٌ جميلةٌ، لعبٌ وتسليةٌ، نصرةٌ ومساندةٌ.
رائد -رُغْمَ محبَّتِه لصديقَيْهِ- يُحِبُّ فرضَ رأيِه، في كلِّ شيءٍ. صوتُه عالٍ، كثيرُ الحركةِ، يغضبُ بسهولةٍ.
سامر لا يقلُّ عن رائدٍ في التَّشَبُّثِ برأيِه، ولكنَّهُ يختلف عنه في هدوئِه، فتعبيرُه عن الغضبِ ليس بالصَّوْتِ العالي أو الانفعالِ وإنَّما بالانعزالِ والخصامِ والصَّمْتِ.
حَاوَلَ راشد كثيرًا أن يجعلَ صديقَيْه مُتَفَاهمَيْنِ، وأنْ يستمعَ كُلٌّ منهما لأفكارِ الآخَرِ، ولكنْ دُونَ جدوَى. فالحديثُ بين الصديقَيْنِ كثيرًا ما يتحوَّلُ إلى ما يُسَمَّى "حِوَارُ الطُّرْشَانِ"، فكلاهما يتحَدَّثُ ولكنَّه لا يستمعُ، حتى وإنْ تظاهرَ بذلك.. وفارقٌ كبيرٌ بين التَّظاهر بالسَّماع وبين الاستماع الحقيقي والإنصاتِ.
عدم الاستماع يزيد من العنادِ، وتشبُّثُ الإنسانِ برأيه.. مع أنَّ مجردَ إدراكِ الشَّخْصِ أنَّ الطَّرَفَ الآخَرَ يستمعُ إليه ويتفهَّم وِجْهَةَ نظرِه، فهذا يُزِيلُ تَوَتُّرَهُ، ويجعلُه أقلَّ عنادًا.
طَلَبَ راشد من صديقيه أن يتعاهَدَا على أن يستمعَ كلٌّ منهما للآخرِ، ويحاول تفهُّمَ رأيِه، وألا ينشغلَ فقط بالرَّدِّ وإثباتِ الرَّأْيِ.
واستخدمَ معهما طريقةً مبتكرةً وهي: أنْ يقومَ كلُّ واحدٍ منهما بإعطاءِ صديقِه فرصةً للكلامِ، ثُمَّ يثبتُ أنه أَحْسَنَ الاستماعَ بإعادةِ ما قال صديقُه وتلخيصُه تأكيدًا على حُسْنِ إنصاتِه، قبل أن يُناقشَه فيه، أو يعترضَ عليه.
بعدَ تطبيقِ هذهِ الطريقةِ بدأتِ الخلافاتُ تختفي بين الصديقيْنِ
تعليق