((قصة من وحي الخيال))
كان هناك مجموعة من الجنود الشجعان الين يعتز بهم الإسلام وكانوا ملتزمين جدًا إلا واحدًا منهم لم يكن ملتزمًا
كان يسمع الاغاني ويتبع الشهوات ويشرب الخمر ويأمر بالمنكر وينهى عن المعروف وكان يكره هذه المجموعة وكان دائمًا في المعارك والحروب يحاول إسقاط هذه المجموعة وإفشالهم بل وأنه كان يقاتلهم ويقف بجانب الفريق الآخر
حاولوا اقناعه كثيرًا بأن يتركهم وشأنهم لأنه لافائدة له ولا يكتفي بعدم فعل شيء بل يقف ضدهم كانوا ينزعجون منه ولكنهم كانوا متصفين بالأخلاق الحسنة الكريمة والطباع الأصيلة فلم يكونوا يضايقونه
بينما هو كان يحاول الإيقاع بينهم ولم يكونوا يتخاصمون لأنهم يعرفون ان هذه عادته.
وفي يوم أتى حشد كبير من المقاتلين وهاجموهم على حين غفلة منهم فقتل بعض وأُذيَّ بعض وحارب بعض
وفي اثناء المعركة الساخنة أصاب ذاك الرجل وطلب المساعدة ولكنهم كانوا مشغولين بنقل المرضى ومحاولة ايقاظ المُغشى عليهم حتى فقد وعييه
واستيقظ على صوت طلقة بجواره مباشرة فإذا الامر قد زاد واشتعلت المعركة بينما عادت له بعض قواه فقرر الهروب لينجوا بحياته ولم يفكر فمساعدة احد لأنه لا يساعد أحدًا أصلًا
وبينما هو يركض ركضًا منعوجًا بسبب جرحه وأصبح في زاوية مخفية قليلًا فإذا برجل خلفه يناديه
-هيه...انت
-مَن؟؟
التفت الرجل خلفه ليرى مَن وهو فارغ اليدين خالي الجيوب تمامًا من الاسلحة
فإذا الغريب بأحد من الاعداء الذين غزوا عليهم وهو رافع سلاحه إلى اعلى وقال:
ألا تخجل من نفسك؟!
-من انت؟
-لماذا السؤال وانت لاتعرفني؟..انا أحمد
-أحمد!!إذًا أنت مسلم
-أجل أهناك غرابة في ذلك
ثم قال وهو يوجه سلاحه له :
لم تجبني..أتحاول التهرب مني بهذه الاسئلة
-لالا أنا فقط لا اعرفك
فأمسك به من ملابسه بشدة وقال له :
ألست من هذا الفريق
ثم ألقاه ارضًا وهو يقول
إذًا اذهب وقاتل معهم
-انا...انا مصاب
-هه مصاب .. ألم تسمعني
-ماذا تقصد
-ليس الامر بالاصابة
وأشار الى كاتفه وقال :
صاحبك الذي قُتل منذ قليل قد اصابني بهذا الجرح
فإذا بالرجل يصاب بالفزع من كبر الجرح وكثرة نزيفه وقال:
-ألا تتألم؟؟
-من قال لك هذا أتألم بالفعل ولكن فريقي يستحق هذه التضحية
-ام ام هلا ابعدت سلاحك عني
فقال وهو يلقي بسلاحه على الارض
-هاك فعلت ماتريد
ثم صرخ فيه بقوة وقال؟؟
ألم اقل لك أن تنهض وتقاتل ؟؟!
فنهض وقام بنفض ثيابه وقال:
لماذا انت الخاسر فسوف تقتل بضربة واحدة مني
-هه..ماهذه السخافة
فتدخل احد من جنود الرجل وقال:
هذه ليست بسخافة بل إنها ثقة وإصرار
فنظر أحمد إلى الرجل وقال :
ألا ترى ؟
يدافع عنك وأنت لاتأبى
تعجب كلاهما من قوله
فقال احمد لاتعجبا لم نغزوا عليكم إلا أمرًا من الحاكم الظالم
ثم رفع يده وهو يعلن استسلامه
فتوقف الجميع عن القتال
وقال احد من الغازين عليهم:
أيها الغبي ما الذي فلعته ؟
فرد آخر وهو يقول: بحركة واحدة كتبت قتلنا جميعًا
ثم قال احد الجنود الشجعان
ما الامر قولوا وسنساعكم إن استطعنا
فقال أحمد :
إن الحاكم أمرنا بقتالكم وقد خصني انا بقتل ذاك الرجل
ففوجئ الرجل وقال :
ماذا؟؟؟؟ألقيت سلاحك وطمأنتني أنك لن تفعل لي شيء وقد أُرسلت لقتلي
فقال أحمد:
هه لن ارتكب جريمة قتل وآخذ ذنب قتل مسلم لإطاعة الحاكم
فقال احدالجنود هلا أخذتم عهدًا معنا بالسلام ودخلتم مبنانا معنا وحكيتم لنا قصتكم
فنظر بعضهم إلى بعض ثم نظروا إلى احمد الذي ظل ناظرًا امامه منتظرًا الإجابة منهم
فقالوا:
أجبه ياقائد
فقال احمد لكم الجواب
فقال نحن موافقون
فقال وانا لا ارفض لكم طلبًا
فعاهدهم بالسلام وألقوا جميعًا الإسلحة
وعندما اجتمعوا للحوار بدأهم أحمد وقال:
نحن جنود رحالين نتنقل من بلد لآخر وعندما وصلنا إلى هنا حكمنا ذلك الحاكم الذي يدعى جون إنه نصاري وظلمنا كثيرًا في البداية القى بنا جميعًا فالسجن ماعدا اثنان هما خالد ومهند وهما من اغلى واهم اعضاء الفريق فهما مخلصان كثيرًا ثم أكمل قائلًا ذهبا إلى الحاكم واعترفا له انهم منا فأمر الحراس بأخذهم إلى زنزانتنا وفي طريقهما رأى احد الحراس ورقة سقطت
كان اثنان يمسكان بهم من اليدين وواحد امامهم واخر خلفهم حتى يكونوا حاصروهم تمامًا وعندما سطت الورقة التي سبق وان قلتها نزل الحارس الخلفي لالتقاطها
فقام مهند بدفع نفسه إلى الخلف بشدة مما جعله يسقط على الحارس الخلفي فأوقعه واوقع الحارس الذي كان بجانبه عندها قام خالد بوكز الحارس الاخر في بطنه مما تسبب في سقوطه وشُلت حركته من الم
ثم اندفع خالد إلى الامام بقوة حتى اسقط الحارس الامامي
فاسقطوا أربعة في نصف دقيقة ثم سارعوا إلى فتح الزنزانة التي كان مفتاحها مع الحارس الامامي
وهكذا تحررنا جميعًا وفي اثناء هروبنا وجدنا الباب الامامي يغلق ببطء فسارعنا بالخروج إلا اثنان
وقد كُتب القدر أن يكونا مهند وخالد حاولنا الدخول لإنقاذهم ولكن امسك بنا الحاكم وقال:
سأحرر صديقيكما إن اتبعتم اوامري
فقلت له إن عاهدتنا فنحن معك
فقال اعادكما اما كل جنودي
قال لنا ستجلسون اسبوعًا معي وتطيعوني في كل شيء فقال احد جنودنا إن لم يخالف الامر شريعتنا
فقال لكم ذلك
وقد جلسنا معه أسبوعًا كاملًا واليوم آخرهم
فقال لنا هذا اخر أمر فإن اطعتموني فسأحرر صديقيكم فقلنا في نفس واحد ماهو؟؟
قال اريدكم ان تغزوا على هذه المجموعة الذين قتلوا حراسي الأحباب
فقلنا حسنًا
وكل هذا ونحن نعتقد انكم نصارى او كفار وقلت في رأسي لطالما قتلوا بعض الأناس فلا إثم علينا ان نقتلهم لقوله تعالى ( مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) (المائدة:32).
وفي اثناء اشتعال المعركة سمعت أحدكم ينادي الآخر محمد لااااااااااا محمد انهض انهض
فقلت للجنود ان يهدأو قليلًا في قتالهم
ومن ثم لفت انتباهي احدهم يركض إلى الزاوية فقلت في رأسي من الذي يترك فريقه ويهرب
وحينما أتيت وجدته هو وفهمت كل شيء
وعلمت حينها ان جميعكم مسلمين بل وملتزمين إلا انت فقد قلت في كلامك هلا ابعدت سلاحي عني وهذه العبارة لايقولها إلا الضعفاء او النصارى فلم اتوقع انك منهم بل اعتقد انك من احد الحراس
حتى جاء ذاك الفتى وقال هذه ليست سخافة بل إنها ثقة وإصرار علمت حينها من انتم وعندها اعلنت استسلامي
قال احد الجنود:
ياااه أعتقدتم في البداية اننا نصارى أمر عجيب وقصة اعجب ولكن إن كنت انت القائد فكيف سمحت بذلك الفتى ان يقول (أيها الغبي)
فقال الرجل الذي قال ذلك:
أعترف اني أخطأت ولم يكن علي قول ذلك ولكنه اغضبني لأننا كدنا ننتصر
-لالا أعني لو كنت انا بدل القائد لكنت حذرتك بشدة لإن الاسلام نهانا عن ذلك بل ولإن كل القواد إذا فعل احهم ذلك قد يقتله
-إن قائدنا هذا طيب ولا يفعل مثل هذه الأشياء بل وأنه يترك أمره لله سبحانه وتعالى فمن فعل له شيء أحزنه او اغضبه فإنه يقول له حتى لا يجعل في قلبه غلٌ من أحد ثم يفوض امره لله
فقال له أحمد :
لقد بالغت في وصفي ياصديقي ليتني بهذه الصفات الجميلة
فقال جنديٌ آخر :
نسيت اهم شيء ... إنه متواضعٌ جدًا
نظر احمد في الأرض وشعر بالخجل ثم امتلأ عزمًا وهمة وقال لقد اخطأنا كان علينا ان نقاتل الحاكم وليس هولاء
فقال جندي آخر :أجل صدقت والله بل وأننا قتلنا بعضًا منهم
فقال آخر : وأصيب كثيرٌ منهم
فقال واحد من الفريق الآخر :
لا عليكم إن القدر هو القدر وليس لكم ذنب بإذن الله فلقد فهمتم خطأً
فقال أحمد من القائد هنا
فأشاروا على فتىً صغير الجسد يبدو صغيرًا في السن فقال له أحمد :
كم عمرك يا أخي؟؟
قال انا اسمي محمد وانا الذي كدت ان أُقتل منذ قليل وعمري 14 عشرًا عامًا
فتعجب أحمد وقال:
أربعة عشر...أنت صغير جدًا!!
قال أعلم ولكن هذا قدري ياصديقي
فتعجب احمد وقال يبدو انك منزعج من قيادتك هذه
فقال ليس تمامًا ولكني اشعر بالذنب كلما أُصيب أحد او يقتل احد
فقال واحد من جنود الفتى
انت مسئول عن امورنا وليس إصاباتنا إنك ليس...
ثم قاطعته صوت قنبلة او طلقة وعندما نظر أحدهم من النافذة قال :
لاااااا إنه الحاكم
فقال أحمد:
لا كيف وصل لنا
ثم أجابه محمد وقال :
لقد تمت معركة بيننا سابقًا وقد هزمناهم ولذلك فلقد أخذ منا موقفًا ذاك اليوم
ثم قال أحمد مارأيكم ان نتحد بما اننا صرنا أصحاب
ثم قال فتى
يارجل عيبٌ عليك قل اصدقاء
فضحك الجميع رغم ان الوقت لم يكن مناسبًا لذلك
وبعدها نزلوا للمعركة وقد نُصح الرجل الخائن من قِبل أحمد
ثم قاتلوا جميعًا حتى هزموا الحاكم وبعد أن انتهوا جميعًا منهم فردًا فردًا
قال احمد للحاكم وهو ممدد على الأرض هيااااا انهض وقاتلني وجهًا لوجه فنهض الحاكم بصعوبة بالغة
وسقط من أول ضربة من أحمد لأنه جاد دومًا في مثل هذه الامور
فقال أحمد هيا إنهض وارني مابك من قوة
وتكرر ذاك الموقف ثم قال احمد بكل صرامة هيا ارني قوتك التي تجعلنا نطيعك
ارني قوتك التي تجعلك تأخذ صديقيّا
ثم قام احمد بمساندة الحاكم لينهض وقال :
انت من اجبرتني على ذلك
فلقد أخطأت حين وافقت على طلبك
انهض هيا
فقال الحاكم لا...لن استطيع النهوض مجددًا
ثم فقد وعيه
فطلب احمد من جنوده ان يسعفوه هو وغيره من المصابين
وبعد ذلك اعلن جنود الحاكم استسلامهم وسلموا لهم خالد ومهند بعد أن تم رحيل الحاكم وجنوده
وقرر أحمد البقاء مع هولاء الجنود وكونوا فريقًا لا يُهزم بعد ان تاب الرجل العاصي واصبح مثلهم من الملتزمين.
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
أتمنى ان تنال القصة إعجابكم رغم طولها
واتمنى ان تكونوا قد استفدتم منها التعاون والرفق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق