السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحج.. الركن الخامس في الإسلام
الحج.. الركن الخامس في الإسلام
محمد شلبي محمد
بعدَ أيَّامٍّ قلائلَ.. يمكثُ المسلمون في مكَّةَ أياماً قلائلَ..
يُؤَدُّونَ ركناً من أعظمِ أركانِ الإسلامِ..
إنَّهُ ركنُ الحجِّ العظيمُ..
لا تجد قومًا أبدًا غيرَ المسلمين يجتمعون في مكانٍ ولا زمانٍ بمثل هذا العدد..
كأنَّهم بحرٌ بعيدُ الشَّواطىءِ..
مقصدُهم واحدٌ..
أشكالُهم واحدةٌ..
رجاؤُهم واحدٌ..
رجاؤُهم أنْ يغفرَ اللهُ تعالَى ذنوبَهُمْ.. ويَرُدَّهُمْ إلى أهليهم مُمْتَلِئِينَ بالنُّورِ تغشاهم الرَّحمةُ والسَّكِينَةُ، يُرَفْرِفُ في صدورِهم الانشراحُ والسَّعادةُ..
إنَّهم يسيرون إلى الأماكنِ المقدَّسةِ.. مُستجيبين لأمر الله ودعوة سيدنا إبراهيم عَلَيْهِ السَّلَامُ..
قديمًا أَمَرَ اللهُ تعالى سيِّدَنا إبراهيمَ عليه السَّلامُ أنْ يُؤَذِّنَ في النَّاس بالحج (يُعْلِمهم بالحجِّ)..
فسأل سيِّدُنا إبراهيمُ ربَّه: كيف سيسمعُ النَّاسُ كُلُّهُمْ صوتي؟!.
فأعلمَه اللهُ تعالى أنْ ينادي.. ثم هو تعالى الَّذي سيتولَّى أنْ يوصلَ الصَّوْتِ للنَّاسِ جميعاً..
فصَعَدَ سيِّدُنا إبراهيمُ عليه السَّلامُ على جبلٍ عالٍ..
ثم نادَى على النَّاسِ أنْ يأتوا إلى الكعبةِ بيتِ اللهِ ليحجُّوا..
وبدأ الصَّالحون الَّذين استجابوا لدعوةِ سيِّدِنا إبراهيمَ يسيرون إلى الكعبة..
وشيئًا فشيئًا بدؤوا يكثرون ويكثرون..
حتى صارت النَّاسُ حول بيتِ الله ملايين وملايين..
يُكبرِّون الله ويُسبِّحونه ويَحمدونه على نِعَمِهِ العظيمة..
إنَّ الحجَّ عبادةٌ مُعَظَّمَةٌ عند الله تعالى..
جعلها الله تعالى حقًّا له على العباد.. فطالما أنَّ لله بيتًا فمن حق الله تعالى علينا أن نزوره كل حين..
فما بَالُنَا وقد دعانا اللهُ تعالى إلى زيارةِ هذا البيتِ الكريمِ..
قال تعالى: (وَللهِ عَلَى النَّاسِ حَجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) [ آل عمران: 97].
فجعل الحجَّ حقاًّ له تعالى على العبادِ.. ( وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ).
وشدَّد في فرضِه.. فأيُّ سبيلٍ تيسَّر للإنسانِ لَزِمَهُ أن يحجَّ.. (مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا).
وحذَّر من تركِه فجعله كفرًا به تعالى.. (وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ).
فلنستعِنْ جميعاً باللهِ تعالى أنْ يجعلَنا من السُّعَدَاءِ الَّذين يُلَبُّون دعوةَ سيِّدِنا إبراهيمَ عليه السَّلام بالحجِّ إلى الكعبةِ المكرَّمةِ..
بيتُ اللهِ الحرامُ
قصص الأسابيع الماضية
http://www.youtube.com/watch?v=aM7tS...eature=related
تعليق