ابن التاجر
شعرَ التاجرُ تميمٌ أنّ مرضَهُ يشتدّ عليهِ، وخشيَ أنْ يموتَ قبلَ سدادِ ما عليهِ منَ الدينِ لصديقهِ أبي نُعمان.. فاستدْعَى ابنَهُ حسّانًا وقالَ لهُ: اسمعْ يا بُنيّ.. إنّ صديقِي أبا نعمان يسكنُ في القريةِ المُجاورةِ التي يفصلُ بيننَا وبينهَا ذلكَ الجبل.. ولهُ عليَّ دينٌ منذُ سنين.. ولمْ يجتمعْ المالُ عندي إلا اليوم.. وأريدُ منكَ أنْ تُسافرَ إليهِ وتبحثَ عنهُ وتعطيَهُ مالَهُ وتشكرهُ على إحسانهِ.
نهضَ ابنهُ وهوَ يقولُ: أمرُكَ مُطاعٌ يا والدي.. سأذهبُ إليهِ في الحال.
وبعدَ أنْ ناولَ تميمٌ ابنهُ صرّةَ النقودِ انطلقَ بها نحوَ القريةِ المُجاورَة.
وفي الطريقِ أرادَ حسّانٌ أن يستريحَ قليلاً في ظلّ شجرةٍ باسقةٍ، فجلسَ وتناولَ طعامهُ ثمّ نهضَ ومضَى في سبيلهِ دونَ أنْ ينتبهَ لسقوطِ صرّةِ النّقود مكانَ جلوسِهِ.
وعندَ اقترابهِ منَ القريَةِ أرادَ أنْ يتأكّدَ مِنْ وجودِ صُرّةِ النّقودِ فتحسَّسَ مكانَهَا فلمْ يجدْهَا، ففزعَ فزعاً شديداً، وجعلَ يبحثُ عنهَا في ثيابهِ ومتاعهِ دونَ فائدةٍ، حتّى يئسَ من العُثورِ عليْهَا، فجلسَ على صخرةٍ يبكي ويُناجي ربّهُ قائلاً:
ربّي ومولاي، إنّي ضعيفٌ كما ترى، ولا يخفى عليكَ حالي، فلا مغيثَ لي سواك، ولا ملجأ لي إلا إليك، فأرشدني إلى ضَالّتي كيْ أشكرَ فضلَكَ، واجعَلْني يا إلهي منْ عبادِكَ الصّادقين.
ومَا أنِ انتهَى منْ دُعائهِ حتّى ظهرَ لهُ رجلٌ على جوادٍ يسيرُ نحوهُ، فرآهُ وهوَ يبكي ويتضرّعُ إلى خالقِهِ، فوقفَ وسألهُ عنْ حالهِ؟ فذكرَ لهُ قصّتهُ.
نزلَ الفارسُ عنْ جوادهِ وأخبرهُ أنّهُ أميرُ البلدةِ المجاورةِ، وأنّهُ وجدَ أثناءَ سيرهِ صُرّةَ نقودٍ فيها مالٌ وذهبٌ كثيرٌ.
فرحَ حسّانٌ وقال لهُ: لعلّهَا الصرّةُ التي أضَعْتُهَا.. دعْني أراهَا أرجوك.
أخرجَ الفارسُ لهُ صُرَّةً غيرَ التي وجدَهَا ليختبرَ صِدقهُ وأراهُ إياهَا، فتأمّلها حسّانٌ ثمّ طأطأ برأسهِ وهوَ يقولُ: كلا يا سيدي.. إنّها ليست الصرّةُ التي أضَعْتُهَا.
فرحَ الأميرُ لصدقِ حسّان، فأخرجَ الصّرةَ التي لقيهَا وقالَ لهُ: أهذهِ صرّةُ نقودِكَ؟
رآها حسّان فكادَ يطيرُ لبّهُ فرحاً بها وقال: نعمْ يا سيدي، إنّها هي، جزاك الله عنّي كلّ خير.
وفي الطريقِ أرادَ حسّانٌ أن يستريحَ قليلاً في ظلّ شجرةٍ باسقةٍ، فجلسَ وتناولَ طعامهُ ثمّ نهضَ ومضَى في سبيلهِ دونَ أنْ ينتبهَ لسقوطِ صرّةِ النّقود مكانَ جلوسِهِ.
وعندَ اقترابهِ منَ القريَةِ أرادَ أنْ يتأكّدَ مِنْ وجودِ صُرّةِ النّقودِ فتحسَّسَ مكانَهَا فلمْ يجدْهَا، ففزعَ فزعاً شديداً، وجعلَ يبحثُ عنهَا في ثيابهِ ومتاعهِ دونَ فائدةٍ، حتّى يئسَ من العُثورِ عليْهَا، فجلسَ على صخرةٍ يبكي ويُناجي ربّهُ قائلاً:
ربّي ومولاي، إنّي ضعيفٌ كما ترى، ولا يخفى عليكَ حالي، فلا مغيثَ لي سواك، ولا ملجأ لي إلا إليك، فأرشدني إلى ضَالّتي كيْ أشكرَ فضلَكَ، واجعَلْني يا إلهي منْ عبادِكَ الصّادقين.
ومَا أنِ انتهَى منْ دُعائهِ حتّى ظهرَ لهُ رجلٌ على جوادٍ يسيرُ نحوهُ، فرآهُ وهوَ يبكي ويتضرّعُ إلى خالقِهِ، فوقفَ وسألهُ عنْ حالهِ؟ فذكرَ لهُ قصّتهُ.
نزلَ الفارسُ عنْ جوادهِ وأخبرهُ أنّهُ أميرُ البلدةِ المجاورةِ، وأنّهُ وجدَ أثناءَ سيرهِ صُرّةَ نقودٍ فيها مالٌ وذهبٌ كثيرٌ.
فرحَ حسّانٌ وقال لهُ: لعلّهَا الصرّةُ التي أضَعْتُهَا.. دعْني أراهَا أرجوك.
أخرجَ الفارسُ لهُ صُرَّةً غيرَ التي وجدَهَا ليختبرَ صِدقهُ وأراهُ إياهَا، فتأمّلها حسّانٌ ثمّ طأطأ برأسهِ وهوَ يقولُ: كلا يا سيدي.. إنّها ليست الصرّةُ التي أضَعْتُهَا.
فرحَ الأميرُ لصدقِ حسّان، فأخرجَ الصّرةَ التي لقيهَا وقالَ لهُ: أهذهِ صرّةُ نقودِكَ؟
رآها حسّان فكادَ يطيرُ لبّهُ فرحاً بها وقال: نعمْ يا سيدي، إنّها هي، جزاك الله عنّي كلّ خير.
ابتسمَ الأميرُ وقال لحسّان: خُذهَا يا بُنيّ، ثم أخرجَ الصُرّةَ الأخرى. وقالَ له: وخُذْ هذهِ أيضاً جزاءً لصدقك.
أخذَ حسّانٌ المالَ وشكرَ الأميرَ على إحْسانهِ، ومضى لأداءِ الأمانةِ التي أوصَاهُ والدهُ بهَا وهوَ يردّدُ قول الله تباركَ وتعالى :
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً{2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً{3} ) (الطلاق: 2-3).
منقول
تعليق