إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حسن والجمل العطشان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حسن والجمل العطشان










    بينما ارتفعت الشمس خلف المسجد الكبير في وسط مدينة الحجر البيضاء
    كان أمير يضع آخر ما تبقى من الأكياس المحاكة والمصنوعة من صوف الغنم
    على سنام جمله حسن. كانت السماء تشتعل من الحرارة بألوان حمراء
    زهرية وبنفسجية وبرتقالية. نظر الجمل حسن إلى السماء
    ليرى جمال ألوانها صباحاً، ونظر إلى سنامه المحمل بالأكياس
    كل كيس مليء بالبهارات والزيوت العطرية والحجار الثمينة
    كلها سيحملها مع صاحبه إلى القرية البعيدة خلف الصحراء الحارقة.





    بدأ صاحبه بربط قوارير الجلد المليئة بالماء البارد ثم صعد ليجلس
    ركل جمله ليبدأ السير، وبدأت الرحلة باتجاه الصحراء الملونة التراب
    تاركان أشجار النخيل التي تملأ الواحة. تمنى حينها الجمل حسن
    لو أنه شرب المزيد من الماء قبل ترك المكان؛ فقد كان يشعر بالعطش.



    كانت شمس هذا الصيف حارقة مسلطة عليهما
    خلال هذا الوقت تناول أمير الماء العذب المنعش ليشرب عدة مرات
    عادة لا يحتاج الجمل للشرب بشكل متكرر، ولكن حسن لم يكن
    كغيره من الجمال، كان دائم العطش. وفي كل مرة يشرب فيها أمير
    تمنى الجمل حسن لو أنه يتمكن من الحصول على بعض هذا الماء البارد
    كانت الشمس تسطع على كل جوانبه فيشعر بحر شديد
    ولهذا فقد كان ينتظر اللحظة التي يبتعد فيها نظر أمير فيتناول حسن الماء بلا أن ينتبه صاحبه.





    بعد أن سارا لساعات متعددة، أصبح حسن في حالة شديدة
    من العطش حتى لم يعد يقوى على التحمل، فهو يحتاج إلى الشرب
    بشكل ملحّ. ولشدة تفكيره بكيفية الحصول على الماء من غير أن ينتبه رفيقه
    لم ينتبه للحجر الكبير الذي اعترض طريقه، فتعثر فيه وسقط فوقه على ركبه
    فسقط أمير عن ظهره بقوة. بقي أمير مدة كافية ووجهه في التراب
    فتمكن حسن من تناول الماء والشرب وإعادته بسرعة قبل أن ينتبه صاحبه.


    وقف أمير ونظف ملابسه ووجهه وشعره من التراب وتوجه إلى
    جمله حسن، انتبه إلى وجود الحجر وعرف أن جمله تعثر
    هز رأسه ثم صعد مرة أخرى على ظهر حسن.


    تبسم حسن ابتسامة يعرفها الجمال ومضى في سيره باتجاه القرية
    كانت الشمس عالية في السماء والحرارة لا تطاق، فكان أمير يبرد الهواء
    حول وجهه بمروحة ورقية، ولكن المسكين حسن لم يشعر إلا بحرارة أكبر
    وعطش أعظم. كان ينظر إلى أمير ولعابه يسيل وهو يراه يتناول الماء العذب من قارورة الجلد
    أغلق عينيه وأكمل سيره وهو يتخيل وسط ماء بارد يخفف حرارته ويرطب فمه. عندما
    فتح عينيه ونظر إلى أمام قدميه، توقف فجأة وصرخ بصوت يثقب الآذان وطار صاحبه
    عن ظهره مرة أخرى، تراجع حسن للخلف، فقد كان أمامه ثعبان كبير يتلوى ويسير
    وسط الرمال، حسن يكره الثعابين بشدة ويخافها.


    تنبه حسن إلى صاحبه المغطى بالرمال، وهروب الثعبان، فأسرع بأخذ الماء والشرب
    منه حتى ارتوى ثم أعاد القارورة مكانها قبل أن يقف صاحبه مرة أخرى وهو يشتاط غضباً
    نظر أمير حوله ليرى إن كان هناك حجراً آخراً، ولكنه رأى الثعبان
    فعذر صاحبه الجمل، نظف نفسه وعاد ليجلس على ظهر حسن وإكمال المسير.


    مرت ساعات أخرى والشمس لا تزال بحرارة لا ترحم
    من بعيد، رأى حسن القرية، شعر بالسعادة فالماء قريب. بدأ بتخيل نفسه وسط ماء بارد
    منعش يبرد جسده ويرويه من عطشه، سيشرب الكثير من جالونات الماء. وبينما هو سارح
    في خياله، وجد نفسه يضرب رأسه بقوة بنخلة مما سبب له ورما في رأسه، وليطير على
    إثرها صاحبه للمرة الثالثة عن ظهره. أخذ حسن القارورة مرة أخرى ليشرب ما تبقى بها ثم إعادتها
    مرة أخرى. أمير كان في منتهى الغضب حينها؛ وقف أمام حسن مشككاً بنواياه، ثم انتبه إلى
    النخلة أمامه. هز رأسه وصعد على ظهر حسن وأكمل المسير
    تناول الماء ليجده فارغاً تماماً. ابتسم حسن ابتسامة الجمال وأكمل سيره.


    أخيراً وصلا إلى القرية في وسط واحدة مليئة بأشجار التمر اللذيذ، والأعشاب الطيبة
    وأشجار الفاكهة والورود العطرة. رأى حسن البحيرة الصغيرة في وسط القرية، شعر
    حينها بعطش كبير. أنزل أمير أحماله من البهارات والزيوت والأحجار الثمينة عن
    ظهر الجمل حسن وأخذها إلى السوق ليبيعها.


    سار حسن مهرولاً إلى الماء ودخله وبدأ بالقفز داخله، كان في منتهى السعادة
    لم يعد حسن، الجمل العطشان. كان يشعر ببرودة منعشة ونظافة. ثم تذكر أنه
    سيعود إلى المدينة عابراً الصحراء الحارقة، فشرب
    وشرب، ثم شرب وشرب حتى لم يعد هناك أي مكان لقطرة أخرى في معدته.
    عاد أمير يبحث عنه، تناول لجامه ثم عادا يعبران الصحراء
    ولكن حسن لم يعد يشعر بأي عطش ولم يشعر بأي تعب.


    :: وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي ،، وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي ::



  • #2
    رد: حسن والجمل العطشان

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    جزاكم الله خير الجزاء وبارك الله فيكم ونفع بكم

    مااااااااااااااااشااااااااااااااااااااااااااء الله قصه رائعه وبها كثير من العبر

    بوركتم

    تعليق


    • #3
      رد: حسن والجمل العطشان

      جزاكم الله خيرا ونفع بكم
      لا تقل من أين أبدأ ... طاعة الله بداية
      لا تقل أين طريقى ... شرع الله الهداية
      لا تقل اين نعيمى ... جنة الله كفاية
      لا تقل غدا سأبدأ ... ربما تأتى النهاية

      تعليق


      • #4
        رد: حسن والجمل العطشان



        ،،،،،،

        جزاكم الله خير الجزاء

        بارك الله فيكم

        وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه


        اللهم تقبل و اجعل كل حرف نكتبه في هذا المنتدى المبارك حجة لنا لا علينا


        مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية

        تعليق


        • #5
          رد: حسن والجمل العطشان

          جزاكم الله خير الجزاء وبارك الله فيكم ونفع بكم
          قال الله تعالى:
          (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ)

          تعليق


          • #6
            رد: حسن والجمل العطشان

            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خيرا وبارك فيكم الرحمن
            اللهم جبرا يليق بجلالك وعظمتك

            ثم تأتي لحظة يجبر الله فيها بخاطرك، لحظة يفزّ لها قلبك، تشفى كل جراحه، يعوضك عما كان، فاطمئن، لأن عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقدًا
            ربي لو خيروني ألف مرة بين أي شيء في الدنيا وبين حسن ظني بك لأخذت من دم قلبي ورسمت به طريق حسن ظني بك وقلت لهم اتركوني وربي إنه لن يخذلني أبدا

            تعليق


            • #7
              رد: حسن والجمل العطشان

              جميل
              ربنا يبارك فيكم
              بجد قصه روعه اوى
              التعديل الأخير تم بواسطة خديجة أحمد; الساعة 09-12-2011, 12:32 AM. سبب آخر: تحويل صيغة الخطاب للجمع، بوركت
              صلى الله على محمد ... صلى الله عليه وسلم

              تعليق


              • #8
                رد: حسن والجمل العطشان

                جزاكم الله خيرا ً

                والله دي مش من صفات الجمل اصلا

                مش معنى كدة إننا ظلمينه

                الجمل خلق كي يعيش فص الصحراء بحوافره وجلده وهو يخزن الماء والطعام بداخله


                فهكذا خلقه الله وكل ميسر لما خلق له

                تعليق


                • #9
                  رد: حسن والجمل العطشان

                  أمانة لا تجي منك مواقف تجرح الإحساس
                  أنا من غيرك أشكي له إذا صار الزمن قاسي
                  أمانة لا تخليني على همي أعد أخطاي
                  أنا قلبي يعذبني وفكري بالسماء سارح
                  وأمانة لا تخليني إذا نفسك تبي فرقاي
                  أنا مابي يجيني يوم واكون لعزتي جارح

                  تعليق


                  • #10
                    رد: حسن والجمل العطشان

                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                    جزاك الله كل خير أخي الحبيب

                    قصة جميلة ورائعة

                    لكني عطشت وأنا أقرأ فيها

                    شربت جالون ماء حتى إنتهت القصة

                    بارك الله فيك

                    عاوزين ميه كمان أقصد قصص

                    أحبك في الله

                    قال الحسن البصري - رحمه الله :
                    استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
                    [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


                    تعليق

                    يعمل...
                    X