الحطاب والشجرة
كان أبو خالد يذهب صباح كل يوم الى الغابة من أجل قطع الأشجار وبيعها لاستخدامها
في صناعة أنواع مختلفة من قطع الأثاث المختلفة أو استخدامها كحطب
لاشعال النار؛حتى يستطيع أن يعيش هو وأسرته بأحسن
حال ودون الحاجة الى السؤال ،وكان أبو خالد لا يجيد أي عمل آخر سوى قطع الاشجار
وفي يوم من الأيام نهض الحطاب مبكرا قاصدا الغابة كعادته كل صباح وعندما وصل الى الغابة
بدأ يعمل بجد ونشاط حتى ينهي عمله قبل ارتفاع حرارة الشمس فقطع عددا كبيرا من الاشجار
حتى أنهكه التعب ففكر أن يستريح تحت ظل شجرة تقيه حرارة الشمس
وما هي الالحظات حتى غط في نوم عميق
وبعد مدة وجيزة استيقظ الفلاح من غفوته وتناول طعامه الذي يحمله في صرته كالعادة
ثم نهض ومسك منشاره لمواصلة العمل وتحرك باتجاه شجرة أخرى وبدا بقطعها حتى انتهى من ذلك
ثم توجه نحو الشجرة التي كان يجلس تحتها يريد ان يقطعها
ولكن وقبل أن يبدأ بمواصلة العمل سمع صوتا قويا يقول له تمهل أيها الحطاب ألا يكفيك ما قطعت
من أشجار في هذا اليوم أرجوك ارحمني و لا تقطعني
فأجابها الحطاب لكنه عملي ومصدر رزقي ورزق أولادي فكيف لي أن أؤمن لهم سبل
العيش ان لم أعمل في قطع الأشجار وبيعها ،فانه مصدر رزقي الوحيد وأنا لا أجيد غيره ،معك حق يا صديقي
ولكن ألا تعلم فوائد الأشجار انك بعملك هذا تقضي على مستقبلك أولا وتضر البيئة
ولكن لماذا
ألا تعلم أن الأشجار هي التي تحافظ على توازن البيئة والمحافظة على هوائها نقيا وخاليا من التلوث
وكيف هذا أيتها الشجرة الحكيمة ألا تعلم أن الاشجار تتنفس غاز ثاني أوكسيد الكربون
الذي يخرجه الانسان في حالة الزفير
وتخرج غاز الأوكسجين الذي يستنشقه الانسان في حالة الشهيق ، ولولا ذلك لانتهى
غاز الأوكسجين من الهواء واستحالت الحياة وماتت جميع الكائنات سبحان الله
ما أعظم صنع الخالق ! خلق كل شئ بقدر
لذلك ايها الحطاب اذا لم يكن هناك بديلا لعملك هذا فعليك أن تقوم بزراعة شجرة صغيرة مكان كل شجرة تقطعها
حتى تستطيع الحفاظ على توازن البيئة ،والحفاظ على الحياة للانسان والحيوان والنبات
نعم ....نعم .....معك حق يا صديقتي فلقد علمتني درسا مهما ، ومنذ اليوم لن اقوم بقطع الأشجار الا للضرورة القصوى
وسوف أجعل جزءا من عملي أيضا ....زراعة الأشجار حتى نحافظ على مستقبلنا ومستقبل أبنائنا
والآن ...الى اللقاء أيتها الشجرة الحكيمة .و.لقد سررت بالتعرف اليك وسوف أزورك من وقت لآخر ان شاء الله حتى أطمئن
عليك ،أستودعك الله وفي حفظ الله ورعايته
تعليق