صِياحُ الدِيكِ
عاشَ الدِيكُ سعيد في كُوخٍ صغيرٍ جداً في إحدى غاباتِ أرضِِ القيلِِ والقالِ واعتاد
الصياحَ فجرَ كُلِ يومٍ ليوقِظَ جَميعَ حيواناتِ الغابةِ. وكانت الحيواناتُ سعيدةً بصياح
الديكِ فبفضلِ صِياحِه
لم يتأخروا يوماً في الذهابِ إلى مدارسِهم وأعمالِهم.
كل الحيواناتِ أحَبتْ الديكَ سعيدعدا حيوانٍ واحدٍ
هو الدبُ
كسول فلم يحبْ
اذا الدبُ صياحَ الديكِ لأنه
كان كسولاً و لم يُردْ أن ينهض في الصباحِ
الباكرِ لذلك قررَ في يومٍ من الأيامِ أن يشكو الديكَ لقاضي الغابةِ البوم
فكَتَبَ رسالة
قال فِيها بان الديكَ سعيد يستمِرُ في إزعاجِ نومِه
كُلَ يومٍ بصياحِهِ العالي عند الفجرِ و توسل
القاضي أن يمنَعَ الديكَ من الصياحِ.
حين قرأ القاضي الرسالةَ استشاط غضباً ونادى على كلِ
حراسهِ وكلهم كانوا من طيورِ البوم فقرأ لَهُم
رسالةَ الدُبِ و سألهم عن رأيهم فوافقوا
جمَيعُهم الدبَ في رأيِهِ و قالوا
نحنُ نسهَرُ طَوالَ الليلِ نحرسُ الغابةَ و حين يأتي الفجرُ
و نريد النومَ يُزعَجُنا الديكُ بصياحِهِ العالي
فأمَرَ القاضي حُراسَهُ أن يأتوا بالديكِ حالاً.
كان الديكُ سعيد نائماً في كوخِهِ حين
سَمِعَ طرقاً على البابِ فسألَ
- مَن الطارقُ؟
فأجابَ الحراسُ
نحن حراسُ القاضي .يريدُ القاضي
رؤيتك فأتَينا لنأخُذَكَ معنا
و لكن لماذا؟
سأل الديكُ بتعجبٍ
فأجابتْ طيورُ البوم
تعالَ مَعنا و سيُخبِرُكَ القاضي السبب
ما أن وصلَ الديكُ و الحراسُ بيتَ القاضي
حتى سألَ الديكُ القاضي
عن سببِ إحضارِه فقالَ القاضي للديكِ
وصلتني رسالةُ شكوى كَتَبَها الدبُ كسول يَتهِمُكَ
فيها بإزعاجِ نومِهِ بالصياحِ عندَ الفجرِ.
فحاولَ الديك سعيد الدفاعَ عن نفسهِ وقال
إن صياحه يوقِظُ جميعَ الحيواناتِ
في الغاية وبذلك لا يتأخرُ أحدٌ في الذهاب إلى المدرسة
أو العملِ و لكّن القاضي لم يقتنعْ بكلامِ الديكِ وأمَرَه
بغضبٍ بمغادرةِ الغابةِ في أسرع ما يُمكن
فأدرك الديكُ عدم جدوى الدفاعِ عن نفسه
لان القاضي كان قد حَزمَ أمرَه.
و عند الفجرِ غادرَ الديكُ سعيد الغابةَ
ولذلك لم يكُن هناك صياحٌ عند الفجر
فأستيقظَ كلُ سُكانِ الغابةِ متأخرين. و كانوا متعجبينَ
لماذا لم يصحْ الديكُ عند الفجر كالمعتادِ. واعتقدَ بعضُهم أن الديك
مريضٌ فذهبوا إلى كوخه و لكن وجدوه خالياً
فقرروا الذهابَ إلى القاضي ليلتمسوا منه البحثَ عن الديكِ
فتجمعوا جميعاً وذهبوا إلى بيت القاضي
كان غضبُ الحيواناتِ شديداً حين عَلِموا بان الديك كان
قد طُرِد من الغابةِ و طالبوا القاضي
أن يرسلَ حراسَهُ للبحثِ عن الديكِ وطالَبوا
أيضاً بإعادته إلى الغابةِ وقالوا كُلهم
الديكُ سعيد يجب أن يعودَ و يجب أن
ينالَ الدبُ كسول عقابَهُ"
فأرسلَ القاضي حراسَهُ للبحثِ عن الديكِ
فبحثوا طويلاً في الغاباتِ المجاورة
حتى وجَدوه و قالوا لهُ
نرجوك أيها الديك أن تسامِحنا و تعود معنا إلى
الغابةِ فكل الحيواناتِ تنتظر عودَتك.
فقَبل الديكُ اعتذارَهم و عادَ معهم إلى الغابة
و حين رأى القاضي الديكَ اعتذرَ
منهُ أيضا و قال له بان الدبَ
كسول سوف يُطردُ من الغابةِ فقَبل الديكُ اعتذار
القاضي و رَجاه أن يُسامحَ الدبَ كسول و قال
بدلاً من طردِ الدبِ أقترحُ أن يُجبرَعلى
الاستيقاظِ مبكراً في الصباحِ.
فضَحِكَ القاضي و قال
هذا سيكونُ عقاباً ملائماً للدبِ.
و أمر حراسَهُ
من الآن فصاعداً سيكون واجبكم التأكُدُ من أن
الدبَ كسول يستيقِظُ عند الفجرِ
وسيكون عليه أن يُنظفَ طرقات الغابةِ
في الصباحِ الباكرِ كلَ يومٍ
تعليق