بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدلله حمد الذاكرين , والصلاة والسلام على سيِّد الأولــين والآخرين , وعلى آله وصحبه
أجمعـين , والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وبــعد:
فإن الذكـــر ريحان قــلوب المؤمنين , وبلسم جراحهم , يحدثنا ابن القيم ـ رحمه الله ـ
عن هدى النبي صلى الله عليه وسلم
في الذكـر فيقول : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم أكمل الخلق ذكراً لله عز وجل , بل كان كلامُهُ كلُّه في ذكر الله وماولاه , وكان أمرُهُ ونهيه وتشريعه للأمة : ذكر منه لله تعالى , وإخباره عن أسماء الرَّبِّ وصفاته وأحكامه وأفعاله ووعْدِهِ ووعيده : ذكراً منه لله تعالى , وسؤاله ودعاؤه إياه ورغبته ورهبته ذكراً منه لله , وكان سكونه وصمْتُهُ ذكراً منه لله تعالى بقـلبه .
فـكان ذاكراً لله تعالى في كل أحيانه , وعلى جميع أحواله , فـكان ذكرُهُ لله تعالى يجرى مع أنفاسِهِ:
قائمـاً وقاعداً , وعلى جنبه , وفي مَشيِه وركوبه, ومسيرِهِ ونزله , وظعنه وإقامتـه.
ويذكــر ابن القيم رحمه الله تعالى نحو من المائة
فوائــد عاليه , وفرائد غالية للذكـــر التي لها
كبــير الأثر على نفس المسلم منها :
الحمدلله حمد الذاكرين , والصلاة والسلام على سيِّد الأولــين والآخرين , وعلى آله وصحبه
أجمعـين , والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وبــعد:
فإن الذكـــر ريحان قــلوب المؤمنين , وبلسم جراحهم , يحدثنا ابن القيم ـ رحمه الله ـ
عن هدى النبي صلى الله عليه وسلم
في الذكـر فيقول : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم أكمل الخلق ذكراً لله عز وجل , بل كان كلامُهُ كلُّه في ذكر الله وماولاه , وكان أمرُهُ ونهيه وتشريعه للأمة : ذكر منه لله تعالى , وإخباره عن أسماء الرَّبِّ وصفاته وأحكامه وأفعاله ووعْدِهِ ووعيده : ذكراً منه لله تعالى , وسؤاله ودعاؤه إياه ورغبته ورهبته ذكراً منه لله , وكان سكونه وصمْتُهُ ذكراً منه لله تعالى بقـلبه .
فـكان ذاكراً لله تعالى في كل أحيانه , وعلى جميع أحواله , فـكان ذكرُهُ لله تعالى يجرى مع أنفاسِهِ:
قائمـاً وقاعداً , وعلى جنبه , وفي مَشيِه وركوبه, ومسيرِهِ ونزله , وظعنه وإقامتـه.
ويذكــر ابن القيم رحمه الله تعالى نحو من المائة
فوائــد عاليه , وفرائد غالية للذكـــر التي لها
كبــير الأثر على نفس المسلم منها :
- أنه يطرد الشيطان ويقمعهُ ويكسِره .
- أنه يُـــرضي الرَّحمنَ عزَّ وجلَّ .
- أنه يُزِيلُ الهــمَّ والغمَّ عن القلــبِ .
- أنه يجلُــبُ للقلـب الفرح والسرور والبسطَ.
- أنه يقوي القلــب والبدن .
- أنه يُنوِّرُ الوجــه والقلــبَ .
- أنه يجلُــبُ الرزقَ .
- أنه يكسو الذاكـر المهابة والحلاوة والنضرة .
- أنه يُورِثُهُ المحبة التي هي روح الإسلام .
- أنه يورثُهُ المراقبة حتى يُدخِلهُ في باب الإحــسان .
- أنه يورثُهُ الإنابة , وهي الرجوع إلى الله عز وجل فمتـــى أكثر الرجوع إليه بذكره أورثه ذلكـ رجوعه بقلـبه إليه في كل أحواله .
- أنه يورثُهُ القرب منه , فعلى قدرِ ذكرِهِ لله عز وجل يكون قربه منه , وعلى قدر غفلته يكون بُعدُهُ منه .
- أنه يفتحُ له باباً عظيماً من أبواب المعرفه , وكلما أكثر الذكــر ازداد من المعرفة .
- أنه يورثُهُ الهيبة لربه عز وجل وإجلاله , لشدة استيلائه على قلبه وحضوره مع الله , بخلاف الغافل فإن حجاب الهيبة رقيق في قلبه .
- أنه يورثُهُ ذِكرَ الله تعالى له , كما قال تعالى :( فَاذكُرُونىِ أَذكُركُم ) ولــو لم يكن في الذكـــر إلاّ هــذه وحدها لكفى بها فضلاً وشرفاً .
- أنه يــورثُ حياة القلــب , يقول شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله : الذكـــر للقلــب مثل الماء للسمك , فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء ؟
- أنه قوتُ القلــب والروحِ , فإذا فقده العبد صار بمنزلة الجسم إذا حيل بينه وبـين قوتهِ .
- أنه يورثُ جِلاء القلــب من صدئه , وكل شيء له صدأ , وصدأ القلــب الغفلة والهوى , وجلاؤه الذكــر والأستغفــار .
- أنه يحُطُ الخطايا ويذهِبها , فإنه أعظم الحسنــــات , والحسنات يُذهِبن السيئــات .
- أنه يُزيلُ الوحشة بين العبد وبين ربه تباركـ وتعالى , فإن الغافل بينه وبين ربه وحشةُ لاتزول إلاّبالذكـــر .
- أن مايذكــرُ به العبد ربه من جلاله وتسبيحه وتحميده , يذكــر بصاحبه عند الشدة , فقد روى الامام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :( إن ماتذكرون من جلال الله عز وجل من التهليل والتكبير والتحميد يتعاطفن حول العرش لهن دوِي كدوي النحل يُذكرون بصاحبهن , أفلا يُحــب أحدكـم أن يكون له ما يُذكرُ به )
- أن العبد إذا تعرف إلى الله بذكــره في الرخاء , عرفه في الشدة , وقـد جاء أثر معناه : أن العبد المطيع الذاكــر لله تعالى , إذا أصابته شدة أو سأل الله حاجة , قالت الملائكة : يارب صوت معروف , من عبد معروف . والغافل المعرض عن الله عز وجل إذا دعاه أو سأله , قالت الملائكة : يارب صوت منكـر , من عبد منكر .
- أنه منجاة من عذاب الله تعالى , كما قال معاذ رضي الله عنه ويــروى مرفوعا :( ماعمل آدميّ عملاً أنجى له من عذاب الله عز وجل من ذكــر الله تعالى )
- أنه سبب نزول السكينة , وغشيــان الرحمة , وحفوف الملائكة بالذاكـر كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم .
- أنه سبب اشتغال اللسان عن الغبية , والنميمة , والكذب , والفحش , والباطل فإن العبد لابد له من أن يتكلم , فإن لم يتكلم بذكـر الله تعالى , وذكره وأوامره تكلم بهذه المحرمات أو بعضها ,ولا سبيل إلى السلامة منها البته إلا بذكــر الله.
- أن مجالس الذكــر مجالس الملائكة , ومجالس اللغــو والغفلة مجالس الشياطـين , فليتخير العبد أعجبهما إليه . فهو مع أهله في الدنيا والاخــرة .
- أنه يسعــد الذاكــر بذكــره , ويسعــد به جليسه , وهذا هو المبارك أين ماكان , والغافل واللاغي يشقى بلغوه وغفلته , ويشفى به مجالسه.
- أنه يؤمن العبد من الحسرة يوم القيامة , فإن كل مجلس لا يذكــر العبد فيه ربه تعالى كان عليه حسرة وترة يوم القيامة .
- أن الاشتغال به سبب لعطــاء الله للذاكــر أفضل ما يعطي السائلين , عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( قال سبحانه وتعالى : من شغله ذكــري عن مسألتي أعطيتهُ أفضل ما أُعطي السائلين )
- أنه أيســر العبادات , ومن أجلها وأفضلها .
- أنه غِراسُ الجنة , عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( من قال : سبحان اللهِ وبحمــده , غُرست له نخلة في الجنة )
- أن العطاء والفضل الذي رُتب عليه لم يُرتّب على غـيره من الأعمال .
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( من قال : لاإله إلا الله لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير , في يوم مائة مره كانت له عدل عشر رقاب , وكتبت له مائة حسنــة , ومحيت عنه مائة سيئــة , وكانت له حرزاً من الشيطان حتى يمسي , ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكـثر منه , ومن قال : سبحان الله وبحمـــده في يوم مائة مرة حُطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر )
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( لأن أقول : سبحـــان الله والحمـــدلله ولاإلـــه إلا الله والله أكـــــبر أحـب إلى مما طلعت عليه الشمس )
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( لأن أقول : سبحـــان الله والحمـــدلله ولاإلـــه إلا الله والله أكـــــبر أحـب إلى مما طلعت عليه الشمس )
- أن دوام ذكرِ الرب تبارك وتعالى يوجب الأمــان من نسيانه الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه ومعاده , فإن نسيان الرب سبحانه وتعالى يوجب نسيان نفسه ومصالحها قال تعالى :( وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ نَسُواْ اللهَ فَأَنسَاهُم أَنفُسَهُم )
- أن الذكــر يسِّيرُ العبد وهو قاعد على فراشه وفي سوقه وفي حال صحته وسقمه وفي حال نعمته ولذته وقعوده واضطجاعه وسفره واقامته فليــس في الأعمال شيء يعم الأوقات والأحوال مثله .
- أن الذكـــر نور للذاكر في الدنيا , ونور له في قــبره , ونور له في معاده , يسعى بين يديه على الصراط , فما استنارت القلــوب والقـــبور بمثل ذكر الله تعالى , قال تعالى :( أَوَمَن كَانَ مَيتاً فَأَحيَينَاهُ وَجَعَلنَا لَهُ نُوراً يَمشِى بِهِ فىِ النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فىِ الظُّلُمَاتِ لَيسَ بِخَارِجٍ مِنهَا ) فالأول هو المؤمن استنار بالإيمان بالله ومحبته ومعرفته وذكره والآخر هو الغافل عن الله تعالى المعرض عن ذكره ومحبته , والشأن كل الشأن والفلاح كل الفلاح في النور والشقاء كل الشقاء في فواته .
- أن من شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا , فليستوطن مجالس الذكر , فإنها رياض الجنة .
- أن الذكــر شِفاء للقلــوب ودواؤه , والغفلة مرضه .
- أن الله عز وجل يباهي بالذاكرين ملائكته , فهذه المباهاة من الرب دليل على شرف الذكــر عنده ومحبته له وأن له مزية على غيره من الأعمال .
- أن الجبال والقفار تتباهى , وتستبشر بمن يذكــر الله عليها .
- أن كــثرة ذكـر الله عز وجل أمان من النفاق , فإن المنافقين قليلو الذكــر لله عز وجل , قال تعالى في المنافقين :( وَلاَ يَذكُرُنَ اللهَ إلاَّ قَلِيلاً )
والحمد لله رب العالمــين حمداً طيباً مباركا
فيه كما يحب ربنا ويرضى , وصلى الله
على نبينا محمد كما عــرف بالله تعالى ودعــا
إليه , وسلم تسليماً .
من كتاب الوابـــلُ الصـــيب للإمام
العلامــة ابن قَــــــيمِّ الجوزية
ـ رحمـــــهُ اللهَ ـ
تعليق