إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محمد ابن القاسم ... قائد فى عمر الزهور

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محمد ابن القاسم ... قائد فى عمر الزهور

    جلس "الحجاج بن يوسف الثقفي" والي "العراق" في قاعة حكمه يحيط به كبار رجال دولته وزعماء جنده، يتبادلون الحديث ويتناقشون في أمور الدولة، ويفكرون فيما يصلح شؤون الناس .. فدخل أحد رجال "الحجاج" وهمس في أذن "الحجاج" بشيء لم يسمعه جلساؤه، فانقطع عن الحديث وقال بصوت قوى : أدخله على الفور.

    تقدم حامل البريد برسالة وقال للحجاج : هذه رسالة عاجلة أتى بها صاحب البريد منذ لحظات قليلة من بلاد "السند"، فأمسك "الحجاج" بالرسالة، وراح يقرؤها، وما كاد ينتهي من قراءتها حتى هب واقفًا في غضب، فانزعج الحاضرون، وقال أحدهم :

    أصلح الله الوالي .. ما الذي في الرسالة حتى أغضبك؟! هل حدث مكروه للخليفة "الوليد بن عبد الملك"؟ هل اعتدى أحد من أعدائنا على جزء من أراضى الدولة ؟

    سكت الحجاج للحظات ثم انفجر في ثورة غاضبة .. وأخذ يحكى لهم ما في الرسالة قائلاً : بعث إلينا ملك جزيرة "سرى لانكا" بسفن محملة بالهدايا، وكان عليها بعض النساء المسلمات، وفى الطريق هجم عليها قراصنة من مدينة "الدَّيْبُل" (ميناء عند مصب نهر السند بباكستان) ونهبوا ما فيها من هدايا وأخذوا المسلمات أسرى .

    ولما هدأ "الحجاج" كتب رسالة إلى "داهر" ملك "السند" يطلب منه أن يطلق سراح المسلمات الأسيرات، لكن ملك "السند" عجز عن استرداد الأسيرات، وبعث إلى "الحجاج" يخبره بذلك ويقول له : إن الأسيرات في أيدي لصوص أقوياء، لا أقدر على استخلاصهن من أيديهم، ولم يقتنع "الحجاج" برد ملك "السند"، وعزم على تأديب هؤلاء القراصنة، وإعادة الهيبة للمسلمين، وبعث بحملة عسكرية لقتال هؤلاء القراصنة، لكنها لقيت هزيمة شديدة على أرض "السند"، فأرسل بحملة أخرى، لكنها فشلت في تأدية مهمتها .

    أدرك "الحجاج" بذكائه بعد فشل حملاته الصغيرة على أرض "السند" أن الأمر يحتاج إلى تفكير وتخطيط؛ حتى لا يستهين الأعداء بهيبة الدولة، فعزم على إرسال جيش كبير يفتح بلاد "السند"، وينشر الإسلام فيها، ويخلص أهلها من ظلم الحكام الظالمين، وفى الوقت نفسه يؤمن حدود الدولة الإسلامية، وطرق التجارة، فأرسل إلى الخليفة الأموي في "دمشق" "الوليد بن عبد الملك" يستأذنه في تجهيز هذا الجيش... و استغرق "الحجاج" شهورًا في إعداد الجيش، وإمداده بآلاف الجند من ذوى الخبرة والشجاعة، وزودهم بأقوى الأسلحة، والمؤن والأطعمة التي تكفيهم في حملتهم .

    وبعد أن أتم تجهيز الجيش بدأ يفكر في اختيار قائد لهذه الحملة، وراح يستعرض أسماء القادة الذين تحت يديه، حتى يختار من بينهم واحدًا يصلح لهذه المهمة، ثم استقر اختياره على ابن عمه "محمد بن القاسم" وكان نجمه قد بدأ في الصعود على الرغم من أن سنه لم تتجاوز العشرين ، فقد عرف بالقوة والشجاعة والمهارة في وضع الخطط العسكرية، ومتابعة تنفيذها، والقدرة على قيادة الجند نحو النصر، والصبر في القتال والثبات في ميادين القتال، وسرت أنباء اختيار "محمد بن القاسم" لقيادة الحملة، فاستبشر الجند خيرًا، وازدادت الثقة بنصر الله واطمأنوا إلى تحقيق النصر، وراح القائد الشاب يراجع استعدادات جيشه، ويضع الخطط العسكرية، ويدرس عدوه، ويعرف مواطن القوة فيه والضعف، حتى إذا اطمأن أن كل شيء على ما يرام أمر جنده بالرحيل .

    انطلق الجيش نحو هدفه يرج الأرض رجًّا، وتتعالى في السماء صيحات التكبير حتى وصل إلى "مكران" فاستراح بها الجند عدة أيام، وبدأ القائد الشاب في تقسيم جيشه إلى قسمين، أحدهما يسلك طريق البر، والآخر يسلك طريق البحر .
    ثم تحرك "محمد بن القاسم" إلى مدينة "الدَّيْبُل"، وبدأ في حصارها، وكان ذلك في شهر ربيع الأول سنة (89ﻫ)، وفى الوقت نفسه وصلت السفن الإسلامية تحمل الجند والعتاد والأسلحة، وضرب حول المدينة حصارًا محكمًا.
    وأعطى القائد أوامره للجنود بضرب المدينة بالمنجنيق، وأن يركزوا ضرباتهم على الصنم الكبير الذي يعبده أهل المدينة ويقدسونه، وكانوا يطلقون عليه "بُدّ"، وتهاوى الصنم العملاق تحت ضربات المنجنيق، الذي كان يطلق أحجارًا ضخمة تمكنت من هدم ذلك الصنم .

    وتسلق الجنود البواسل أسوار المدينة مستخدمين السلالم المصنوعة من الجبال، وتمكن المسلمون بعد ثلاثة أيام من الحصار الشديد أن يقتحموا المدينة، ويتدفقوا إلى داخلها كالسيل الجارف، بعد أن هرب جنود "داهر" ملك "السند" .

    ودخل المسلمون المدينة، وعاملوا أهلها بكل عدل وإحسان، وقام "محمد بن القاسم" بتخطيط معسكر للمسلمين بالمدينة، وبنى بها مسجدًا، وجعل منها قاعدة بحرية للمسلمين في المحيط الهندي .

    وبعد أن اطمأن "محمد بن القاسم" إلى استقرار الوضع في مدينة "الدَّبْيُل" ترك بها حامية إسلامية، وقاد جيشه ليتابع الفتح، مدينة.. مدينة، وكان النصر حليفه في كل معركة؛ لأن معاركه كانت لتحرير الإنسان من عبودية الإنسان، وتطبيق العدل ونشر الأمن والسلام .

    وكانت سياسة "محمد بن القاسم" مع أهالي "السند" سببًا في انضمام كثير منهم إليه ففتحت مدن "السند" على يديه واحدة بعد أخرى، لكن ذلك لم يكن كافيًا لأن يطمئن إلى أن بلاد "السند" كلها قد دانت له، وصارت تابعة للدولة الإسلامية .

    فقد كانت أمامه معركة فاصلة مع "داهر" ملك "السند" الذي أراد أن "يستدرج" "محمد بن القاسم" إلى داخل البلاد، ثم ينقض عليه .

    كان "محمد بن القاسم" يدرك ما يدور في عقل ملك "السند"، فأعد خطة مدهشة لمفاجأته، فعبر نهر "مهران" في ظلام الليل هو وآلاف من جنده، وفى ساعات قليلة كان الجيش بكامل عتاده على الجانب الآخر في مواجهة جيش "داهر" .
    وفى الصباح اشتعلت المعركة مع قوات الملك "داهر"، الذي كان يقود معركته من على ظهر فيل وحوله فيلة أخرى، واستمرت المعركة ساعات قليلة كان النصر بعدها حليف المسلمين، وقتل "داهر"، وتفرق جنده، وتركوا ساحة المعركة هاربين .
    وبعد هذا النصر العظيم استكمل "محمد بن القاسم" فتح بقية مدن "السند" وأخذ يثبت دعائم الحكم الإسلامي، ويوصى الناس بالعدل، فأقبل عليه الناس وأعلنوا ولاءهم للمسلمين الذين حافظوا على حياتهم وأموالهم، وأسلم عدد كبير منهم .. وكان إقبالهم على الإسلام عظيمًا على اختلاف طبقاتهم، فأسلم إلى جانب عامة الشعب الحكام والقواد والوزراء وأمراء المناطق المختلفة، مثل الأمير "كاكة بن جندر" ابن عم "داهر" ملك "السند".

    منــــــــــــــــــــــــــقول
    بادر إلى العيش فالأيام راقدة

    ولاتكن لصروف الدهر تنتظر
    فالعمر كالكاس تبدو فى أوائلة
    صفوا وآخرة فى قعرة الكدر
    ******

  • #2
    رد: محمد ابن القاسم ... قائد فى عمر الزهور

    ماشاء الله قصة جميلة جداً
    جزاك الله خيراً ونفع بك الاسلام والمسلمين

    تعليق


    • #3
      رد: محمد ابن القاسم ... قائد فى عمر الزهور

      حقا فإن التخطيط السليم وتحديد الهدف
      يحقق النصر المنشود ,,اللهم ولى أمورنا خيارنا
      جزاكِ الله خيرا غاليتى .

      (وَأُفَوِّضُ أَمْرِ‌ي إِلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ‌ بِالْعِبَادِ )
      افضل موقع لحفظ والاستماع للقران الكريم
      ***}حــــــــــوار صريح جدا...{***
      مع المشرف العام للمنتدى

      تعليق


      • #4
        رد: محمد ابن القاسم ... قائد فى عمر الزهور

        جزاكم الله خيراً
        نسألكم الدعاء
        اذكر الله ^_^


        تعليق


        • #5
          رد: محمد ابن القاسم ... قائد فى عمر الزهور

          جزاكم الله خيراَ ونفع بكم



          تعليق


          • #6
            رد: محمد ابن القاسم ... قائد فى عمر الزهور

            اللهم آمين

            جزانا وإياكم
            بادر إلى العيش فالأيام راقدة

            ولاتكن لصروف الدهر تنتظر
            فالعمر كالكاس تبدو فى أوائلة
            صفوا وآخرة فى قعرة الكدر
            ******

            تعليق


            • #7
              رد: محمد ابن القاسم ... قائد فى عمر الزهور

              قصه رائعه

              بارك الله فيكم
              ونفع بكم

              تعليق

              يعمل...
              X