اللهم احفظابنتى واعنا على تربيتها تربية صالحة مصلحة حاملة لكتابك ومطبقة لشرعك
اللهم احفظ زوجى من كل سوء والف بين قلوبنا واجعله قره عين لى واجعلنى قرة عينا له
وبارك اللهم في أهلى ورفيقاتى واحفظهم من كل سوء
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الافاضل اولا اعتذار واجب بسبب تغيبي الفترة السابقة
ثانيا: من ينظر الي التغيرات السياسية في الفترة السابقة يري بفضل الله مامن الله به علي الدعاة والعلماء من مساحات الحرية المتاحة لتوصيل الحق للناس
وبمناسبة ان هذا الموضوع موضوع للاطفال فأحببت ان اذكركم بهذا المقال واستبشر خيرا بأن نري هذه الفكرة حقيقة علي ارض الواقع بإذن الله قريبا
اليكم المقال مجزأ
المد الإسلامي التركي في أفلام الكرتون
سعد عبدالمجيد
اهتمت الأفلام بشخصية السلطان الفاتح لتأثيره في التاريخ العالمي المعارك السياسية في تركيا وما تخلفه من غبار وضجيج، جعلتنا لا نسمع عن معارك ثقافية مهمة تدور الآن على مستوى أفلام الكرتون التركية؛ لتنشئة جيل جديد من الأطفال على الثقافة الإسلامية والشرقية؛ حيث ظهرت العديد من الشركات الإسلامية المنتجة لبرامج الأطفال تنافس وبشدة الشركات ذات التوجه العلماني.
إذ وبعد عقود من سيطرة وزارة الثقافة والشركات الإعلامية على إنتاج أفلام الأطفال التي تدعو لترسيخ رموز الحضارة الغربية العلمانية في عقول أطفال تركيا، وذلك بإنتاجها شخصيات تعبر عن الثقافة الغربية مثل أفلام والت ديزني الشهيرة "ميكي ماوس" و"توم وجيري" و"مابيت - وبابيت شو" وسوبرمان، وأخيرا شخصيات قصص "هاري بوتر" الخرافية، وغيرها من رموز الحضارة الغربية المتحكمة في عقول الأطفال وخيالهم طوال العقود الماضية.. جاءت وتكونت شركات: نيل للإنتاج الإعلامي (Nil Production Elif Video) التي يقودها محمد فاتح سراج، ابن الشيخ أمين سراج عالم الدين التركي الأزهري النشأة والتعليم، وآلا للإنتاج الإعلام (Ella Production)، وشركة شفق (Safak) وشركة يونيفريسال للإنتاج (Universal Production ) التي يديرها مصطفى آقصاي ابن أخي الوزير السابق حسن آقصاي العضو البارز في أحزاب السلامة والرفاه ورفيق أربكان، وشركات توزيع مثل صَرا للتوزيع (Sera Dagitil) ويديرها عمر أفندي الذي أقنع المطرب الإنجليزي يوسف إسلام بالعودة للغناء الديني، ويقوم بإنتاج وتوزيع أعماله.
عصر جديد من الأفلام
ارتبطت نشأة هذه الشركات مع عودة الحكم المدني إلى تركيا عام 1983 وما صاحب ذلك من الانفراج السياسي الداخلي وقوانين الاستثمار والانفتاح الاقتصادي التي بدأها الرئيس الراحل تورجوت أوزال ذو النزعة المحافظة، والذي سمح بتوسع التيار الإسلامي في تركيا؛ وهو ما ساعد في ظهور الشركات الإسلامية، ودخلت بعض هذه الشركات مجال الإعلام بعد سماح قانون عام 1992 للشركات الخاصة بالدخول في المجال الإعلامي. ومثل ذلك بداية لعصر جديد من التركيز على الشخصيات المحلية التركية النابعة من التاريخ والأدب والأساطير الشعبية لإعادة الاعتبار لها، ولكي تجد مكانا لها في عقول الأطفال بعد غياب استمر ما يقرب من 60 سنة في أفلام الكرتون والرسوم المتحركة.
التوجه الجديد يسعى لتذكير الأجيال الجديدة بتاريخها وحضارتها الإسلامية، وغرس مبادئ عبارة عن خليط من القيم الإسلامية والعادات والتقاليد التركية، مثل قيم الشجاعة والإقدام والإيمان والتعاون.
فيلم حي بن يقظان أول فيلم كرتوني بتوجه إسلامي
ويعد الفيلم الكرتوني "قصة حي بن يقظان لابن طفيل" هو أول أفلام الأطفال الكرتونية، وأنتجته شركة أليف فيديو في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، وكتب مادته وأخرجه هاشم وطنداش. وبعد هذا الفيلم أصبح هناك شبه توازن في الشخصيات التي تعرض في أفلام الأطفال بتركيا. وأصبح من الممكن مشاهدة أفلام تعرض لشخصيات إسلامية مثل السلطان محمد الفاتح ونصر الدين خوجة والقبطان بيري رئيس والقبطان تمل رئيس، أو شخصيات محلية تركية مثل جُحا أو "كَل أوغلان" الولد الأصلع.
كسر الاحتكار العلماني
لعبت كثرة المحطات التلفزيونية دورا كبيرا في تشجيع منتجي الأفلام، حيث أتاحت مساحات واسعة من البث أمام الأفلام، وقضت على أي تحكم يمكن أن تلعبه المحطات التلفزيونية التابعة للعلمانيين في منع عرض الأفلام ذات التوجه الإسلامي.
ففي تركيا حوالي 40 محطة فضائية، يجاورها حوالي 350 محطة محلية مثل: القناة السابعة K7 TV ، وتى جى آر تي TGRT ، ومالتم تي في Mel tem TV أو STV، ومحطة إس تي في. ومجلات الأطفال المتخصصة مثل: جونجا Gonca التي تصدرها جماعة يني آسيا، وجانش استقبال Genc Istikbal، وجوجوكيه Cocukca . أو صحف يومية نشطة مثل: يني شفق، أو تى جى وينى آسيا، وزمان Zaman، وتركيا Turkiye، ويني مساج Yeni Mesaj، وميللي جازيتة Milligazete .
1-السلطان فاتح Fatih Sultan: كان محورا لفيلم كرتوني أنتجته شركة آلا للإنتاج Ella Production في عام 1994 من إخراج هاشم وطنداش، ثم وزع في عام 2003م على أسطوانات سي دي عن طريق شركة صَرا Sera ، وعبر مجلة جونجا الأسبوعية للأطفال.
ويعد السلطان العثماني محمد الثاني (1451-1481م ) الشهير بلقب الفاتح الشخصية البارزة في تاريخ القرون الوسطى، وارتبط اسمه عند الأتراك بفتح مدينة القسطنطينية "إستانبول" 1453م التي حث رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين على فتحها في حديث شريف بقوله: "لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش"، وهى المدينة البيزنطية التي استشهد خارج أسوارها الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري عام 52هـ/672م أثناء حصارها في أول محاولة إسلامية لفتحها.
وكانت شخصية السلطان الفاتح قد تعرضت للإهمال في الفترة ما بين 1923- 1983 على أيدي أتاتورك وأتباعه، ولكنها وبفضل التوجه الجديد في شخصيات برامج وأفلام الأطفال عادت لتصبح محلا للفخر والذِكر ورمزا للشجاعة المؤمنة في عيون الأطفال خلال العشرين سنة الماضية، حتى إن حزب الرفاه (المحظور) بزعامة نجم الدين أربكان أقام أسبوعا سمي بأسبوع الفاتح تحول لعادة ثقافية سنوية منذ عام 1995، اعترافا بدور السلطان محمد الفاتح في خدمة الإسلام.
2-كل أوغلان Keloglan (الولد الأصلع): تعبر هذه الشخصية عن الطفل الفقير والبطل الشعبي، وتحتل مكانة بارزة في لسان الشعب التركي، وأنتجت هذه الشخصية في مسلسل أنتجته وعرضته القناة السابعة التلفزيونية الخاصة التابعة لمجموعة شركات قومباسان التجارية برئاسة هاشم بيرم، وهي قريبة الصلة بالزعيم الإسلامي نجم الدين أربكان. وأنتجت شركة أليف فيديو في عام 2002م نفس الحكاية كفيلم كرتوني على أسطوانات سي دي.
وشخصية كَل أوغلان من الشخصيات المحلية الأسطورية ذات البعد القومي لدى الشعب التركي، تعبر عن الفتى خفيف الحركة سريع البديهة صاحب النكت والمواقف الميلودرامية. وفي نفس الوقت هو الصبي صاحب الفضيلة والبطل صاحب المروءة والذكاء والذي يصل لمراده عبر الشجاعة. ولذا أطلق نفس الاسم على السياسي التركي الشهير والمعاصر بولنت أجاويد في منتصف السبعينيات، على أساس أنه سينقذ تركيا من كبوتها.
3- نصر الدين خوجة (جحا التركي) N.Hoca: هو الشخصية الأسطورية الضاحكة، ومثلما تتحدث كتب تواريخ الأدب في منطقة الشرق الأوسط عن كون هذه الشخصية عربية (يسمى عند العرب بجحا)، أو إيرانية (يسمى عند الإيرانيين خوجة) فإن الأتراك يعتبرونها شخصية تركية ولدت وعاشت وتوفيت بمدينة آقشَهِر بوسط الأناضول التركي. فالشيخ نصر الدين خوجة كان شيخا يمتلك القدرة على الربط بين الهزل والحكمة في آن واحد وبأسلوب بعيد عن الابتذال أو الخروج عن الأخلاق وقواعد العرف الشعبي، سواء في تعامله مع المحيطين به من أقاربه أو أهل قريته أو حتى مع الأطفال والصغار. ومن العوامل التي أعطت بريقا وجذبا لهذه الشخصية الفكاهية هو حمار جحا الذي لا يفارقه؛ لذا ما زالت شخصية نصر الدين خوجة تمثل الشخصية الفكاهية وصاحبة الحِكم الأولى في التراث الشعبي التركي.
4-قراجوزKaragoz-: (أبو العيون السُود) أو أراجوز كما يستخدمها العرب في لسانهم العامي، وهي التسمية المطلقة على شخصية تركية قومية تاريخية فكاهية تعبر عن الشخص الذي تعرض للعقاب على يد السلطان العثماني أورخان المتوفى عام 1360م، نتيجة حنثه بوعده في موعد الانتهاء من بناء جامع بمدينة بورصا التركية في القرن الرابع عشر الميلادي.
5-حاجي واط Hacivat: هو رفيق قراجوز في الواقعة المذكورة بحيث يشكل الاثنان معا ثنائيا في المواقف التي تخلط بين الهزل والبكاء. وهو الذي جعل منهما مادة ثمينة لإعداد أفلام كرتونية مازحة تخاطب الأطفال بتركيا وتنبعث من تاريخهم القومي.
الفتاة طرجين وأصدقاؤها
6- الفتاة طرجين Tarcin ve Arkadaslari: كانت موضوع مسلسل عرائس متحركة أخرجته فِليز أردوغان وأنتجته محطة تلفزيون إس تي في STV الخاصة (جماعة النور الإسلامية) في فقرة برامج الأطفال اليومية في هذه الأيام من شهر مارس 2004. هذا المسلسل الكرتوني تميز بتقديم معلومات علمية عامة للأطفال عبر مواقف وتصرفات طرجين مع أصدقائها.
وتعبر هذه الفتاة عن السماحة والأخلاق الحميدة والرفق بمن تتعامل معهم من الأطفال والأصدقاء.
ترحيب بالشخصيات المحلية
ويلاحظ في هذه الأعمال أنها راحت تعتمد على الوسائل الفنية الحديثة من حيث التصوير والديكور والملابس والمؤثرات الصوتية والموسيقية -التركية بالذات - واستخدام إمكانيات الكمبيوتر في عرض لقطات مصورة تخفي وتظهر الولد الأصلع بما يشد انتباه الأطفال كما هو الحال في الأفلام الأمريكية.
ترى فنانة الرسوم المتحركة آيتن مادَن أن تقديم شخصيات تركية في الأفلام الكرتونية له معنى وتأثير إيجابي على الأطفال؛ لربطهم بتاريخهم وحضارتهم وتعزيز الهوية الوطنية في النفوس والقلوب.. لذلك أستخدم أسماء مثل "علي" و"أليف" في كتب تعليم الرسم للأطفال.
وتوضح الناقدة الفنية ناجيه آق يلديز الأستاذة بجامعة غازي بتركيا أنه في ظل هاجس البحث عن الهوية الذي يشهده المجتمع التركي في العشرين سنة الأخيرة توجهت أفلام الكرتون الخاصة بالأطفال ناحية الشخصيات التراثية الفكاهية، وهذا يتضح من الفيلم الذي أخرجه المخرج سَردار جان أصلان، وسيناريو أعده عمر عَلمدَار وأنتجته شركة آلا برودكشن في عام 2000م.
يقول الفنان والناقد التركي مصطفى موطلو: إن تناول الأفلام لشخصيات مثل قراجوز وحاجي واط ونصر الدين خوجة يمثل مادة رئيسية للمسرح الفكاهي الشعبي وكذا مسرح الأطفال بتركيا، وليس غريبا بأي حال أن تكون مادة لأفلام الكرتون في السنوات الأخيرة، فهي جزء من تراثنا الفكاهي الشعبي وللتأكيد على أهمية هذا الاتجاه أصدرت كتابا يلقي الضوء على الفن الفكاهي عام 2002 طبعته وزارة الثقافة التركية تحت عنوان "فن القراجوز وفنانوه".
ولقيت أفلام الاتجاه الجديد ترحيبا من الأطفال الأتراك، حيث يقول التلميذ عبد الله قيلنش (10 سنوات): لأنني أحب فكاهة وتعليقات القراجوز الفذة طلبت من والدي أن يحضر لنا عرضا للقراجوز في يوم الحفل الخاص بطهوري، بالإضافة لوجود هذا الفيلم عندي وأشاهده دائما عبر الكمبيوتر.
ويضيف التلميذ عبد القادر قيلنش (12 سنة/ إستانبول): أشاهد بالطبع الأفلام الكرتونية التركية، وعندي منها الكثير كأسطوانات سي دي مثل أفلام "حي ونصر الدين خوجة وكل أوغلان وقراجوز"، ولكنها تخلو من الخيال العالي والحركة والسرعة والخدع التكنولوجية التي تتميز بها الأفلام الغربية.
ويعلق الصبي مروان عبد المجيد (14 سنة): إنني أعجب كثيرا بشخصية نصر الدين خوجة، وأحفظ الكثير من نكاته ومواقفه الهزلية لأنها نابعة من العادات والتقاليد واللغة التركية وشخصيات الفيلم سهلة الحفظ بالنسبة لنا على عكس الأفلام الغربية وأسمائها الغريبة عنا، وقد حصلت على العديد من الأسطوانات عبر مجلتي جونجا وجنش استقبال.
تعليق