حـقـيـقـة نعم كانوا يعبدون اللات والعزى ، لكنهم يعتبرونها آلهة صغيرة تقربهم إلى الإله الأعظم وهو الله جل جلاله،ويصرفون لها أنواعاً من العبادات،لتشفع لهم عند الله لذا كانوا يقولون {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقرْبُونَا إِلى اللهِ زُلْفَى} كانوا يعتقدون ان الله هو الخالق الرازق المحيى المميت،{وَلَئنْ سَألْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماوَاتِ والأرضَ لَيَقولنَّ الله قُل للهِ الحَمْدُ بَلْ أكْثَرَهُم لا يَعْلَمون} وفى الصحيحين وغيرهما عن ابى هريرة رضى الله عنه أن النبى بعث خيلا جهة نجد ، لينظروا له ما حول المدينة،فبينما هم يتجولون على دوابهم ، فإذارجل قد تقلد سلاحه،إلا شريكاً هو لك،تملكه وما ملك،ويردد:إلا شريكاً هو لك،تملكه وما ملك.فأقبل الصحابة عليه،وسألوه أين يريد،فأخبرهم أنه يريد مكة،فنظروا فى حاله فإذا هو قد أقبل من ديار مسيلمة الكذاب،الذى ادعى النبوة.فربطوه وأوثقوه وجاؤوابه إلى المدينة ، ليراه النبى ،ويقضى فيه مايشاء. فلما رآه النبى ،قال لأصحابه،أتدرون من أسرتم؟هذا ثمامة بن آثال سيد بنى حنيفة. ثم قال:أربطوه فى سارية من سوارة المسجد وأكرموه. ثم ذهب إلى بيته وجمع ما عنده من طعام وأرسل به إليه،وأمر بدابة ثمامة ان تعلف ويعتنى بها،وتعرض أمامه فى الصباح والمساء،فربطوه بسارية من سوارى المسجد ، فخرج إليه النبى فقال:ما عندك يا ثمامة؟ قال:عندى خير يامحمد،إن تقتلنى تقتل ذا دم(أى ينتقم لى قمومى)وإن تنعم تنعم على شاكر،وإن كنت تريد المال فسل ما شئت ..فتركه حتى كان الغد ، ثم قال له:ما عندك يا ثمامة؟فقال:عندى ما قلت لك إن تقتلنى تقتل ذا دم وإن تنعم تنعم على شاكر وإن كنت تريد المال فسل ما شئت.فتركه حتى بعد الغد فمر به فقال:ما عندك يا ثمامة؟فقال:عندى ما قلت لك.فلما رأى أنه لا رغبة له فى الإسلام ، وقد رأى صلاة المسلمين،وسمع حدبثهم ورأى كرمهم.فقال :أطلقوا ثمامة.فأطلقوه ، وأعطوه دابته وودعوه.فانطلق ثمامة إلى ماء قريب من المسجد،فاغتسل ، ثم دخل المسجد فقال:أشهد ان لا إله إلا الله وان محمداً رسول الله.يا محمد والله ما كان على وجه الأرض وجه أبغض إلى من وجهك ، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلى..والله ماكان دين أبغض إلى من دينك،فأصبح دينك أحب الدين إلى..والله ما كان بلد أبغض إلى من بلدك ، فأصبح بلدك أحب البلاد إلى ثم قال:يارسول الله،إن خيلك أخذتنى وأنا أريد العمرة فماذاترى؟فبشره النبى بالخير..وأمره أن يكمل طريقه إلى مكة ويعتمر.فذهب إلى مكة يلبى بالتوحيد قائلاً:لبيك لا شريك لك،لبيك لا شريك لك. نعم أسلم فقال:لبيك لا شريك لك،فلا قبر مع الله يعبد،ولا صنم يصلى لخ وسجد.ثم دخل ثمامة رضى الله عنه مكة،فتسامع به سادات قريش فأقبلوا عليه.فسمعوا تلبيته فإذا هو يقول:لبيك لا شريك لك لبيك لا شريك لك.فقال له قائل:أصبوت؟قال:لا بل اسلمت مع محمد . فهموا به أن يؤذوه فصاح بهم وقال:ولا والله لا تأتيكم من اليمامة حبة حنطة ،حتى يأذن فيها النبى .كانوا يعظمون الله أكثر من تعظيمهم للآلهة فقال لى بربك ما الفرق بين شرك اى جهل وابى لهب..وبين من يذبح اليوم عند البقر او يسجد على أعتاب ضريح أو يذبح له ويطوف أو يقف عند مشهد الولى ذليلا خاضعاً منكسراً خاشعاً..يسأله الحاجات وكشف الكربات يلتمس من عظام باليات شفاء المريض ورد المسافر . عجباً والله يقول:{إن الذين تدعون من دون الله عباد امثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكن إن كنتم صادقين} *** نكمل فى الحلقة القادمة هذا القسم..
تكملة حقيقة: وهذا الشرك..الذى يقع عند القبور من ذبح لها..وتقرب إلى اهلها..وطواف عليها..هو اعظم الذنوب..نعم اعظم من الزنا..واعظم من شرب الخمر..والقتل..وعقوق الوالدين. وقد قال الله تعالى:{إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أن يُشرَكَ بِهِ ويَغْفِرُ مضا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء}.. نعم الله لا يغفر ان يشرك به..بينما قد يغفر للزناة..ويعفو عن القتلة والجناة.. ولقد اخبر النبى صلى الله عليه وسلم كما فى الصحيحين:
"أن امرأة بغياً من بنى إسرائيل كانت تمشى فى صحراء..فرات كلباً بجوار بئر يصعد عليه تارة..ويطوف به تارة..فى يوم حار قد أدلع لسانه من شدة الظمأ..قد كاد يقتله العطش فلما رأته هذه البغى..التى طللما عصت ربها..وأغوت غيرها..نزعت خفها..[حذاءها]وأوثقته بخمارها..فنزعت له من البئر وسقته.. فغفر الله لها بذلك..الله اكبر غفر الله لها..لماذا؟؟هل كانت تقوم الليل وتصوم النهار؟!هل قتلت فى سبيل الله؟! كلا..وانما سقت كلبا شربة ماء..فغفر الله لها..لأنها كانت تقع فى المعاصى لكنها ما كانت تشرك بالله وليا ولا قبراً..ولا تعظم حجراً ولا بشراً..فغفر الله لها..فما أقرب المغفرة من العاصين وما أبعدها عن المشركين..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله
لاقوة الا بالله
جزاكِ الله خيرا أخيتى وبارك فيكِ
رائع جدا
فى انتظار جديدك
بوركتِ
الإسلام ليس قضية تُطرح للنقاش بل هو الحَكَم الفصل فى أى قضية تُطرح للنقاش رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيا يارب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك
تعليق