لن أتنازل!!
كانت تتردد كثيراً على لساني..
وتتقافز بين حجرات قلبي ...
كرامتي !
أهينت ..!!
من هو حتى يجرح كرامتي؟!
وأصبحت هذه الكلمة رفيقتي..
أفسر كل موقف أنه إهانة لي...
وعندما أغضب أو يغضب هو فيستحيل أن أعتذر..
صدقيني إنني أجلس أياماً كثيرة لا أكلمه ولا ألتفت إليه... حتى يعتذر لي، فهو المخطيء في حقي... دائماً – كما كنت أعتقد- !
لن أذل نفسي والحقُّ معي فاعتذر..
لقد تربينا في بيت كانت مصطلحات كثيرة تدور فيه لا معنى لها بين الأشقاء،
كرامتي، اهنتني، لن أتنازل، حقي، الخ ولم يخبرني أحد أنها كلمات ستدمر بيتي في المستقبل..
تزوجت وحملت تلك الكلمات معي..
وها أنا أصطلي بنارها..
أشعر كأن قلبي زجاج أخشى عليه من الانكسار لو تأسفت.. لذا كنت أشمخ بأنفي عالياً وأخرج من المكان بكل عزة..
ولن أعتذر.. قلت لن أعتذر..!!
كنت أبكي في داخلي، وعندما أنفرد في غرفتي على حالي
ولماذا خلافاتنا كثيرة وتستغرق وقتاً طويلاً حتى تعود المياه إلى مجاريها!!!
نعم أنا معيونة! إنها العين!
كنت أسعد إنسانة في أول شهرين من زواجنا.. كان يحبني ويدللني .. وبعد ذلك الموقف البغيض انقلب الحال.. لقد حصل سوء تفاهم فغضب مني وخرج، وغضبت أنا لأنه يثور من أشياء تافهة .. وقررت حينها أن لا أتعجل بالاعتذار فسيعرف خطأه ويأتي ليعتذر لي..
ولكنه لم يأت .. ولم يعتذر.. انتظرت يوم ويومين وأنا عنده في البيت.. كنت أتمنى أن ينظر لي فقط أو يسلم أو ينطق أي كلمة حتى تكون مفتاحاً أدخل عن طريقه إلى الاعتذار .. لكنه لم يحصل وحينها أمسكت أنا الأخرى عن الكلام..!
وطالت المسألة حتى تدخل أبي حين علم بالأمر فذكرنا بحقوق الزوجين وأثر التهاجر بين المسلمين.. وانتهت الأزمة..
ومن يومها صرت أخاف من أي شيء قد يسبب مشكلة وأتحاشى قدر الإمكان ما يغضبه.. لأني أعرف نفسي وكرامتي التي يصعب أن أكسرها بالاعتذار..
ولكن..
جاء اليوم الذي كنت أخشاه وحدثت مشكلة وتغاضبنا.. ثم أخبرته أنني لا أحتمل العيش في بيته وسأذهب إلى بيت أهلي.. ولم ينبس ببنت شفة.. وخرجت إلى أهلي... ومن يومها لم يسأل ولم يتصل!
وطبعاً لم أتصل أنا للسبب نفسه.. كرامتي!
لي الآن شهرين ازداد كل يوم احتراقا.. لقد أكلني الندم ...
ما ضرني لو اعتذرت وسارت الأمور وأخزي الشيطان..
إن القادم مظلم... ولا أدري ما سيكون عليه حالي ..
أنا الآن حامل في شهري الثالث ولم يعلم إلى الآن بهذا .. لعل هذا الأمر يكون سببا في عودتنا.. في الحقيقة أنا أحبه ولم أرَ منه إلا كل خير..
إدعي لنا بالعودة، لعل الله أن يبدل مكان الحزن فرحاً والخلاف وئاماً..
- - -
قطرات من ندى..
قال صلى الله عليه وسلم: "... ونساؤكم من أهل الجنة الودود، الولود، العؤود على زوجها، التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها، وتقول: لا أذوق غمضاً حتى ترضى"السلسلة الصحيحة
* الودود: المتحببة إلى زوجها.
تسلك جميع الطرق والوسائل التي تجعلها محبوبة لزوجها في مظهرها، وسلوكها، ومعاملتها، وخدمتها، وحرصها على تربية أبنائها.
* الولود: الكثيرة الولادة والإنجاب.
* العؤود : التي تعود على زوجها بالنفع في كل الأمور الدينية والدنيوية كالنصح، والتوجيه، والمؤازرة، والمواساة وعدم كلفته ما لا يطيق، ونحفظ له ماله وأولاده في حضوره وغيبته.
* لا أذوق غمضاً: لا أذوق نوماً حتى ترضى.
قال المناوي: فمن اتصفت بهذه الأوصاف منهن فهي خليقة بكونها من أهل الجنة.
مجلة حياة العدد (42) شوال 1424هـ
تعليق