لا تحاولي
تغيير زوجك!!
كنت طفلة لا أفقه شيئاً، كنت أكوَّن لي بيتاً من الأحجار، وأهتم به أشد الاهتمام، أنظفه وأقضي أوقاتاً طويلة في ترتيبه.. كان ذلك دون علم مني كان ينبع مني إحساس فطري.. لم أكن أعرف أنه في يوم من الأيام سأكون مسؤولة عن بيت أكبر.. فآه ما أجمل الطفولة بكل معانيها..... ما أجمل الطفولة بكل براءتها.. لكن بعد الزواج تعلمت أشياء كثيرة فقد كان زوجي (أبو حمودي) كثيراً ما يحتفظ بقصاصات ونفايات ورقية ومخططات لأفكاره في جيوبه، ومع ذلك لا يتذكر شيئاً ولا يعمل بها، فربما كان يخطط مخططين متضادين في نفس الوقت، فلا زلت أتذكر كم مرة وضعني في موقف محرج نتيجة وعده لأسرتين مختلفتين بالزيارة في نفس الوقت أو عدم سداده للفواتير المنزلية.. مما يجعلني اشتاط غيظاً كلما تذكرت شيئاً لم يفعله أو لم يحضره... فكنت أمام أمرين أما أن أتفرج وأغلي، أو أفكر... فهداني تفكيري.. فأهديت له مفكرة جميلة وصغيرة، وطلبت منه استعمالها ليتذكرني بها، وأن يكتب لي فيها كل يوم كلمة أو عبارة جميلة ثم يكتب ما يريد عمله.... كما أني اشتريت كتاباً عن (فن إدارة الوقت) وطلبت منه أن يساعدني في قراءته فأصبح هو أستاذي يقرأ ويعلق ثم ينفذ ... وهكذا مرت الأيام وهو يتغير بالتدريج وينظم وقته وعمله ... فحمدت الله وسألته العون والتوفيق لتصل سفينة حياتنا إلى بر الأمان ورضا الخالق ... وكنت دائماً أردد (سلمت يداك يا أبا حمودي المنظم).
همسة
حاولي أن تحبي زوجك كما هو، وحينئذ سيتغير من تلقاء نفسه، وحقيقة ليس المهم أن الأشياء أصبحت متقنة منظمة فالحب يمكن أن يتواجد مع كثير من عدم التوافق.. ولا تنسي رسم الابتسامة الحلوة الصافية على شفتيك، وتجميلها بالكلمات العذبة الرقيقة كلما قابلتِ زوجك لامتصاص هموم الحياة.
مجلة حياة العدد (47) ربيع أول 1425هـ
تعليق