تقديــر الظروف
..................
هناك ظروف تمر بها الزوجة لابد من مراعاتها من قبل الزوج ومن الأمثلة:
- مرض الزوجة: فالحياة لا تدوم على حال وربما يصاب أحد الزوجين بمرض عضال قد يجعله طريح الفراش، ومن هنا ينكشف زيف الدعاوي.. وتنجلي حقيقة الوفاء والتضحية.
والزوجة في مرضها تتلمس يد الزوج الحانية للتخفيف من معاناتها.. فنجد بعضاً من الأزواج يهجر المنزل ويتركها تعاني مع الأولاد.. وهناك من يصر على طلباته ويغضب لعدم تنفيذها مع علمه بمرضها.. وربما أسمعها غليظ القول وهجرها وهذا من سوء الخلق وسيئ العشرة.
ومنها تقدير وقت الزوجة الداعية وطالبة العلم:وهي فئة قليلة من النساء.. وكثير منهن يخبو نشاطها ويفتر عملها بعد الزواج.. والسبب يكمن غالباً وراء لزوج الذي لم تجد منه المرأة معيناً لها على الاستمرار ووجدته قيداً لها عن الانطلاق مع شدة الحاجة لجهودها ودعوتها.. فآثرت الجلوس وربما وجدت طعم الراحة فأخلدت إليها.
ومع ذلك فهناك صور مشرقة لأزواج ضربوا أروع الأمثال في مساعدة الزوجة على الدعوة وطلب العلم، فيأخذ الأولاد معه لتحضر الأم درساً أو محاضرة.. أو تلقي هي محاضرة.. وآخر يصر على زوجته في مواصلة الدراسة، وربما سهر معها الليل في الامتحان ليساعدها بطفلها الصغير.
ومن هنا أقول: لو وضع الزوج والزوجة نصب أعينهما أنهما يتساعدان معاً لخدمة دين الله وإلى ما يوصلهما لرضاه.. وليس لمكانة علمية أو اجتماعية أو نيل شهرة أو شهادة... لتسامت النفوس وارتقت الآمال والأهداف لتصل إلى جنة عرضها السموات والأرض.
ومنها تقدير ظروف المرأة العاملة: فهناك من تعمل لهدف سام وهمة عالية في الدعوة إلى الله تعالى، وإصلاح واقع النساء.. وهناك من تعمل لتساعد زوجها على لوازم الحياة، وهناك من اشترطت ذلك في النكاح ومع ذلك هي تسدد وتقارب لكي لا تخل بإحدى الأمانتين.. ومن هنا لابد من بعض المراعاة والتنازلات من طرف الزوج.. ليحتسب، ويغض الطرف عن بعض التقصير، فقد يكون في عملها مصلحة في شغل فراغها في أمور نافعة وبعمل مباح بدلاً من صرفه في أمور محرمة يجني عاقبتها هو وأولاده، لو كانت لا تعمل خارج المنزل، وهي لا تعمل داخله أيضاً لوجود الخادمات والمربيات، فلم يبق لكثير سوى الفراغ ومضيعة الوقت.
تعليق