زوجها يخونها.. ماذا تفعل؟
كثرت في السنوات الأخيرة – لا سيما بعد ظهور الهواتف النقالة ومواقع التواصل الاجتماعي – خيانة أزواج كثر لزوجاتهم، وإقامة علاقات غير شرعية مع أخريات أجنبيات، رغم مرور سنوات على زواجهم – كانوا ينعمون خلالها بالاستقرار والهدوء والسعادة!، الأمر الذي أدى بدوره إلى خراب الكثير من البيوت، وتمزق أواصر أسر كثيرة، وضياع وانحراف العديد من الأبناء ضحايا خيانة آبائهم، وعدم صبر أمهاتهم، وعجزهن عن علاج، وإصلاح حال أزواجهن، بالنصيحة، والموعظة الحسنة، والاحتواء، والحوار الهادئ الهادف حول الأسباب التي أوصلتهم إلى هذه النتيجة المخزية، ووضع حلول لها، فضلًا عن الدعاء الخالص لهم بأن يصلح الله أحوالهم، ويقيهم شر أنفسهم وشر شياطين الجن والإنس، وأن يهديهم، ويحسن أخلاقهم..
نعم، تعد خيانة الزوج لزوجته طامة كبرى، وفاجعة مُحزِنة لأي زوجة، تكتشف أن شريك حياتها الذي فضلته على سائر الرجال، وعاشت معه أجمل سنين عمرها، يخونها، ويظلمها ظلما معنويا –يصعب أن تُشفى من أثره السلبي المدمر لحالتها الصحية والنفسية.. لكن لماذا لا تكون كل زوجة مبتلاة بخيانة زوجها أكثر إيجابية، وصبرا، ولا تثأر لكرامتها، وتنتقم، وتخرب بيتها بيدها سريعا، قبل أن تحاول أن تنقذ زوجها وأبا أبنائها، ورفيق عمرها من براثن هذه الخيانة، وقبل أن تفتش عن الأسباب الرئيسة التي كانت وراء ذلك، وعلى رأسها ضعف الإيمان والغفلة والبعد عن الصحبة الصالحة، فالخائن إنما يخون ربه.
وبالاستعانة بالله والصبر يمكن أن تحوّل الزوجة هذا المنعطف الخطر إلى بوابة لحياة جديدة أكثر قربا لله، فتعمل على التذكير بالله واليقظة لها ولزوجها وأولادها..
وتمر الزوجة بعد هذه المحنة بحالة من الشك في النفس وضعف الثقة يجب أن تضع لها حدًا وتدرك أنها ليست السبب في الخيانة، إنما هو ضعف النفس أمام إغواء الشيطان، وإن كان هذا لا يمنع من مراجعة أسلوبها سواء من جهة فتورها، أو انشغالها بعملها، أو أبنائها، وتقصيرها في حق زوجها، وذلك بالعمل على كسر الرتابة، ومحاولة التجديد في كل شيء في حياتها معه، وسد أي فجوة من جانبها، والتخلص من أي عيب يضايق زوجها، ويصرفه عنها..
فقد يكون شكل الحياة الزوجية بينهما ساهم في الانحراف – وإن كان ذلك لا يعد مبررا لخيانته بأي حال من الأحوال- لكن وحتى تكون قد بذلت وسعها للحفاظ على سفينة أسرتها والوصول بها لبر الأمان، فتحرك المياه الراكدة، بإظهار حبها لزوجها واهتمامها به، وحسن الإنصات إليه، وتلبية رغباته ما استطاعت إلى ذلك سبيلا..
فإذا فعلت الزوجة كل ذلك، وإذا لم تكن سببا في خيانة زوجها، وكان هو من سلم زمام أمره للشيطان، وأعمى بصيرته عن رؤية الحق، واتباعه، وانزلق برغبته في هاوية الحرام، واستمرأه، وتلذذ به، ولم يعد يبالي بنصيحة الزوجة، ولا باحتوائها له، والصبر عليه، وعملها الدءوب على الحفاظ على بيتها، خوفا عليه، وعلى الأبناء من الضياع، وكان يعرضهم للفتنة فلتستخر الله في أمر انفصالها عنه – إن كانت لا تستطيع الاستمرار زوجة له، وإن فعلت ما في وسعها، ولم يعد بإمكانها التحمل، أما إذا كان قرار الطلاق صعبا، وكان ضرره بالنسبة لها أكبر من نفعه، فلتصبر ولتحتسب، وتحفظ رعيتها، وتخلص في الدعاء له، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
هناء المداح
نشر في موقع رسالة المرأة.
كثرت في السنوات الأخيرة – لا سيما بعد ظهور الهواتف النقالة ومواقع التواصل الاجتماعي – خيانة أزواج كثر لزوجاتهم، وإقامة علاقات غير شرعية مع أخريات أجنبيات، رغم مرور سنوات على زواجهم – كانوا ينعمون خلالها بالاستقرار والهدوء والسعادة!، الأمر الذي أدى بدوره إلى خراب الكثير من البيوت، وتمزق أواصر أسر كثيرة، وضياع وانحراف العديد من الأبناء ضحايا خيانة آبائهم، وعدم صبر أمهاتهم، وعجزهن عن علاج، وإصلاح حال أزواجهن، بالنصيحة، والموعظة الحسنة، والاحتواء، والحوار الهادئ الهادف حول الأسباب التي أوصلتهم إلى هذه النتيجة المخزية، ووضع حلول لها، فضلًا عن الدعاء الخالص لهم بأن يصلح الله أحوالهم، ويقيهم شر أنفسهم وشر شياطين الجن والإنس، وأن يهديهم، ويحسن أخلاقهم..
نعم، تعد خيانة الزوج لزوجته طامة كبرى، وفاجعة مُحزِنة لأي زوجة، تكتشف أن شريك حياتها الذي فضلته على سائر الرجال، وعاشت معه أجمل سنين عمرها، يخونها، ويظلمها ظلما معنويا –يصعب أن تُشفى من أثره السلبي المدمر لحالتها الصحية والنفسية.. لكن لماذا لا تكون كل زوجة مبتلاة بخيانة زوجها أكثر إيجابية، وصبرا، ولا تثأر لكرامتها، وتنتقم، وتخرب بيتها بيدها سريعا، قبل أن تحاول أن تنقذ زوجها وأبا أبنائها، ورفيق عمرها من براثن هذه الخيانة، وقبل أن تفتش عن الأسباب الرئيسة التي كانت وراء ذلك، وعلى رأسها ضعف الإيمان والغفلة والبعد عن الصحبة الصالحة، فالخائن إنما يخون ربه.
وبالاستعانة بالله والصبر يمكن أن تحوّل الزوجة هذا المنعطف الخطر إلى بوابة لحياة جديدة أكثر قربا لله، فتعمل على التذكير بالله واليقظة لها ولزوجها وأولادها..
وتمر الزوجة بعد هذه المحنة بحالة من الشك في النفس وضعف الثقة يجب أن تضع لها حدًا وتدرك أنها ليست السبب في الخيانة، إنما هو ضعف النفس أمام إغواء الشيطان، وإن كان هذا لا يمنع من مراجعة أسلوبها سواء من جهة فتورها، أو انشغالها بعملها، أو أبنائها، وتقصيرها في حق زوجها، وذلك بالعمل على كسر الرتابة، ومحاولة التجديد في كل شيء في حياتها معه، وسد أي فجوة من جانبها، والتخلص من أي عيب يضايق زوجها، ويصرفه عنها..
فقد يكون شكل الحياة الزوجية بينهما ساهم في الانحراف – وإن كان ذلك لا يعد مبررا لخيانته بأي حال من الأحوال- لكن وحتى تكون قد بذلت وسعها للحفاظ على سفينة أسرتها والوصول بها لبر الأمان، فتحرك المياه الراكدة، بإظهار حبها لزوجها واهتمامها به، وحسن الإنصات إليه، وتلبية رغباته ما استطاعت إلى ذلك سبيلا..
فإذا فعلت الزوجة كل ذلك، وإذا لم تكن سببا في خيانة زوجها، وكان هو من سلم زمام أمره للشيطان، وأعمى بصيرته عن رؤية الحق، واتباعه، وانزلق برغبته في هاوية الحرام، واستمرأه، وتلذذ به، ولم يعد يبالي بنصيحة الزوجة، ولا باحتوائها له، والصبر عليه، وعملها الدءوب على الحفاظ على بيتها، خوفا عليه، وعلى الأبناء من الضياع، وكان يعرضهم للفتنة فلتستخر الله في أمر انفصالها عنه – إن كانت لا تستطيع الاستمرار زوجة له، وإن فعلت ما في وسعها، ولم يعد بإمكانها التحمل، أما إذا كان قرار الطلاق صعبا، وكان ضرره بالنسبة لها أكبر من نفعه، فلتصبر ولتحتسب، وتحفظ رعيتها، وتخلص في الدعاء له، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
هناء المداح
نشر في موقع رسالة المرأة.
تعليق