ارتبط خراب البيوت في أذهان الكثيرين بالطلاق، وفراق أو هجر الزوج زوجته، وما يترتب عليه من تفكك أسري، وتشرد، وضياع الأبناء في أحايين كثيرة.. بيد أن هذا الخراب كثيرا ما يحدث أيضا، ويؤدي إلى النتائج نفسها – رغم استمرار الزواج، وبقاء كل زوجين معا تحت سقف واحد، ويكون ذلك الخراب في هذه الحالة أشد قسوة، وتعقيدا من الخراب الشائع، والمتعارف عليه بين الناس، إذ يعد خرابا صامتا لا يشعر به، ولا يعيش مآسيه إلا أفراد الأسرة أنفسهم الذين غالبا ما يحيى كل منهم في وادٍ أو عالم خاص به، ولا ترابط، ولا تواد، ولا تراحم بينهم، ولا أي معنى جميل يلملم شمل الأسرة، ويبعث فيها الدفء، والحب، والحرص على بعضهم البعض..
وقد ازداد هذا النوع من الخراب في السنوات الأخيرة – ومن كل أسف – بعد اقتحام الأجهزة النقالة، والشبكة العنكبوتية، ومواقع التواصل الاجتماعي معظم البيوت العربية، وصار لكل فرد في الأسرة أسرة بديلة، وأصدقاء يقضي معهم ساعات طوال يوميا من دون ملل أو ضجر؛ يتحدثون، ويكتبون، ويقرأون لبعضهم البعض، ويتجاذبون أطراف الحديث حول الموضوعات العامة، والخاصة أيضا؛ فحدث الاكتفاء، والاستغناء، وتصدعت، وانهارت هذه الأسر انهيارا خفيا، غير ظاهر للناس، وتحولت هذه البيوت الخربة إلى فنادق لتناول الطعام، والخلود للنوم، ليس أكثر!..
وتساوى حضورهم إلى البيوت أو بالأحرى الفنادق بغيابهم عنها؛ لأن الحضور حين يكون مع وقف التنفيذ، أو بالجسد فقط، يعد غيابا بل أشد ضراوة من الغياب الكلي، الكامل!..
فما معنى أن ينعزل كل فرد في الأسرة داخل غرفته، محتضنا جهازه النقال، ومستغرقا في التفاعل، والحديث مع الأبعدين، مفضلا إياهم على أقرب الأقربين إليه وهم أفراد أسرته، وذوو رحمه من الدرجة الأولى الذين سيسأل عنهم يوم القيامة – إذا قاطعهم، ولم يصلهم، ولم يحسن إليهم؟..
ماذا يعني مكوث الزوج أو الزوجة وقتا طويلا يوميا لتصفح الإنترنت، والحديث مع الغرباء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتضييع أيام وسنوات العمر هباء، تلك السنوات التي لا يمكن تعويضها أبدا؟!..
هناك خلل كبير في فهم الزواج والتعامل مع تبعاته، ومسؤولياته بالشكل الذي يحقق أهدافه، ومعانيه لتنعم الأسر المسلمة بالاستقرار، والراحة، والحب، كما أن هناك مؤامرات عالمية لتفكيك الأسر العربية، وتمزيق أواصرها، وإفساد، وضياع أفرادها كبارا كانوا أو صغارا، تلك المؤامرات الخسيسة التي لا يلتفت إليها الكثيرون، والتي تهدف إلى إبعادهم عن بعضهم البعض، وإلهائهم بمواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع على الشبكة العنكبوتية؛ لتحقيق هذا النوع المستحدث من خراب البيوت الذي يحضر فيه أفراد الأسر إلى بيوتهم بأجسادهم، ويغيبون عنها بعقولهم، وأرواحهم، وقلوبهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
هناء المداح
وقد ازداد هذا النوع من الخراب في السنوات الأخيرة – ومن كل أسف – بعد اقتحام الأجهزة النقالة، والشبكة العنكبوتية، ومواقع التواصل الاجتماعي معظم البيوت العربية، وصار لكل فرد في الأسرة أسرة بديلة، وأصدقاء يقضي معهم ساعات طوال يوميا من دون ملل أو ضجر؛ يتحدثون، ويكتبون، ويقرأون لبعضهم البعض، ويتجاذبون أطراف الحديث حول الموضوعات العامة، والخاصة أيضا؛ فحدث الاكتفاء، والاستغناء، وتصدعت، وانهارت هذه الأسر انهيارا خفيا، غير ظاهر للناس، وتحولت هذه البيوت الخربة إلى فنادق لتناول الطعام، والخلود للنوم، ليس أكثر!..
وتساوى حضورهم إلى البيوت أو بالأحرى الفنادق بغيابهم عنها؛ لأن الحضور حين يكون مع وقف التنفيذ، أو بالجسد فقط، يعد غيابا بل أشد ضراوة من الغياب الكلي، الكامل!..
فما معنى أن ينعزل كل فرد في الأسرة داخل غرفته، محتضنا جهازه النقال، ومستغرقا في التفاعل، والحديث مع الأبعدين، مفضلا إياهم على أقرب الأقربين إليه وهم أفراد أسرته، وذوو رحمه من الدرجة الأولى الذين سيسأل عنهم يوم القيامة – إذا قاطعهم، ولم يصلهم، ولم يحسن إليهم؟..
ماذا يعني مكوث الزوج أو الزوجة وقتا طويلا يوميا لتصفح الإنترنت، والحديث مع الغرباء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتضييع أيام وسنوات العمر هباء، تلك السنوات التي لا يمكن تعويضها أبدا؟!..
هناك خلل كبير في فهم الزواج والتعامل مع تبعاته، ومسؤولياته بالشكل الذي يحقق أهدافه، ومعانيه لتنعم الأسر المسلمة بالاستقرار، والراحة، والحب، كما أن هناك مؤامرات عالمية لتفكيك الأسر العربية، وتمزيق أواصرها، وإفساد، وضياع أفرادها كبارا كانوا أو صغارا، تلك المؤامرات الخسيسة التي لا يلتفت إليها الكثيرون، والتي تهدف إلى إبعادهم عن بعضهم البعض، وإلهائهم بمواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع على الشبكة العنكبوتية؛ لتحقيق هذا النوع المستحدث من خراب البيوت الذي يحضر فيه أفراد الأسر إلى بيوتهم بأجسادهم، ويغيبون عنها بعقولهم، وأرواحهم، وقلوبهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
هناء المداح
تعليق