عدم استقرار بعد خطبة 4 سنوات
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاةٌ مخطوبة منذ (4) سنوات، وعُقِد عليَّ مِن عام، وهو مُسافر للخارج، أتواصَل معه عبر الإنترنت، ولم أره منذ ما يقرب مِن عامين ونصف!
أنا أردس الطبَّ، ووافقتُ عليه على أساس أنه صاحب دين وخُلُق، ولأني أردتُ ألا يضيعَ عمري في دراسة الطبِّ، ولأني أردتُ الحبَّ الحلال.
نحن متكافئان اجتماعيًّا وشكلًا، لكن دينيًّا هو أقل مما رجوتُ، لكنه يتجاوَب معي، ويسمع لنُصْحي!
عاطفيًّا أنا لا أحبُّه ولا أكرهه، لكن إذا تشاجرنا أكْرهه بِشِدَّة؛ لأنه يستفزني جدًّا، وفكريًّا بيننا نفور؛ بسبب غياب المجامَلة، ولأن كلانا البِكْر المُدَلَّل الشَّكَّاك القلِق العنيد، وهو مغرورٌ ومُتَسَلِّط أحيانًا؛ بمعنى: شرقي جدًّا، لا يُؤمن بالحُلول الوسَط التي تُرضي الطرفَيْنِ، وأنَّ الكلمة هي للرجل، بصرف النظر عن رأيي، أو حاجتي، أو رغبتي، ويُعَلِّل ذلك بأنَّ الرجل هو الأدرى؛ حتى في الأمور الخاصة بمستقبلي الدراسي والمهني.
ما يزيد الطين بلة أنه عنيد جدًّا، وله قُدرة كبيرةٌ على الجدال المطول لننتهي مِن حيثُ بدأنا؛ لهذا أخاف كثيرًا مِن المستقبل، نقاشنا عقيمٌ، لا يوجد توافُقٌ فكريٌّ أو تفاهُم ولا لغة حوار!
حاوَلْنا الانفصالَ أكثر مِن (7) مرَّات خلال السنوات الأربع؛ بسبب المشادات الكلامية، واختلاف وجهات النظر التي تتعلَّق بالمستقبل، إضافة إلى غرورِه وتعاليه على الناس؛ وبعد كل مشادة أنْفَجِر بكاءً مِن كلامه الجارح.
هو شخص طموح، وشخصيته قوية جدًّا، وحنون، ويُعتَمد عليه كرجلٍ، ويحبني جدًّا، ولا أهون عليه إذا غضبتُ منه.
أشعر أن ما أَمُرُّ به بسبب شخصيتي القلقة والحساسة جدًّا لأي موقف، وأيضًا تقلباتي المزاجية.
أكثر ما أخافه الطلاق والفراغ العاطفي والنُّشُوز، ما زلتُ مُتردِّدة جدًّا وخائفة، وأستخير منذ 4 سنوات.
أشيروا عليَّ، ماذا أفعل؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَن لا نبي بعده:
أختي طبيبة المستقبل، تُعجبني صراحتك وفهمك لنفسك، وعدم تعاليك ووَضْع الخطأ على خطيبك فقط، فأنت فعلًا تبحثين عن حلٍّ؛ ولأنك تبحثين عنه فبإذن الله تجدينه وتطبقينه، وهذا أهم شيءٍ.
عزيزتي، انظري للواقع حولك ستجدين مَن تتمنى خطيبك؛ لأنها تعرف عنه ما عرفتِه؛ متدين، طموح، جميل، متعلم، لكن يبقى السؤالُ: كيف يتعامل مع الآخرين؟ ومع زوجته بشكل خاصٍّ؟ لا أحد يعلم، ولكننا نحكم على ما لاحظناه أو سمعناه حتى فقط، وهنا تظهر أهمية التوكل على الله - عز وجل - واستخارتك له أكثر من مرة، كما أن محاولاتك معه جيدة، ولكن أنتِ بعيدة عنه، وعندما يكون زوجك سيرسل الله الأُلْفة والرحمة بينكما، ستُحَرِّكه المسؤولية، وسينظر لك بعين الرحمة والعطف.
كلُّ ما أريدُه منك حاليًّا محاولة تطوير نفسك بالدورات التي تسبق الزواج؛ مثل: فَهم الشخصيات، وإستراتيجيات حل المشكلات، وإدارة الانفعالات، وركِّزي على ضبط الذات، وثقي أنَّ استفادتك مِن هذه الدورات وتطبيقك لها سوف يجعلك تكسبين زوجك في صفِّك.
باختصارٍ: أُوصيك أن تظهري له ما يُحبُّ، فمثلًا يحب أن يكونَ مُتسلِّطًا، اسمحي له بذلك في أمورٍ لا تُؤَثِّر على مستقبلك، يريد أن تشتري لباسًا معينًا، اسمحي له، بمعنى: أشبعي هذا الشعور لديه، ومن ثَم سيخفُّ مع الزمن، اطلبي رأيه ولو لم تنفِّذيه أمامه، لأننا لا نعيش على كوكب الأرضِ وحْدَنا، بل معنا مَن يخبب المرء على زوجته والعكس، والرجل الشرقي يريد أن يظهرَ أمام الناس أنه يحكم زوجته.
حاليًّا قلِّلي مِن التواصل، واجعليه عاطفيًّا، بعيدًا عن مناقَشة أمور تسبِّب مشكلات، تذكَّري دائمًا أن لديك مُقومات السحر الحلال، واسألي نفسك: هل تتقنين استخدامها؟
اتفقي معه على أساسيات الاحترام، واسأليه: ماذا يحبُّ أن يجدَ في زوجته، واجعليه يسألك، وخلال هذه الأسئلة اهتمي أن تستخرجي ما يخدم احتياجاتك وجوانب القصور لديه، حتى تذكريه مُستقبلًا بأنه اتفق معك على ذلك، أُوصيك وأُكَرِّر الحوارَ المنظم الهادئ، اجعليه أسلوبك المبني على الاستنتاجات، وحاولي أن تدربيه على ذلك، ومع هذا ثقي أنْ لا حياة بلا مشكلات، وأن استخارتك لله وتوكُّلك عليه هي المنقذة لك، اكْثِري من الاستغفار، وتجاهلي سفاسف الأمور، وبالتوفيق.
شبكة الألوكة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاةٌ مخطوبة منذ (4) سنوات، وعُقِد عليَّ مِن عام، وهو مُسافر للخارج، أتواصَل معه عبر الإنترنت، ولم أره منذ ما يقرب مِن عامين ونصف!
أنا أردس الطبَّ، ووافقتُ عليه على أساس أنه صاحب دين وخُلُق، ولأني أردتُ ألا يضيعَ عمري في دراسة الطبِّ، ولأني أردتُ الحبَّ الحلال.
نحن متكافئان اجتماعيًّا وشكلًا، لكن دينيًّا هو أقل مما رجوتُ، لكنه يتجاوَب معي، ويسمع لنُصْحي!
عاطفيًّا أنا لا أحبُّه ولا أكرهه، لكن إذا تشاجرنا أكْرهه بِشِدَّة؛ لأنه يستفزني جدًّا، وفكريًّا بيننا نفور؛ بسبب غياب المجامَلة، ولأن كلانا البِكْر المُدَلَّل الشَّكَّاك القلِق العنيد، وهو مغرورٌ ومُتَسَلِّط أحيانًا؛ بمعنى: شرقي جدًّا، لا يُؤمن بالحُلول الوسَط التي تُرضي الطرفَيْنِ، وأنَّ الكلمة هي للرجل، بصرف النظر عن رأيي، أو حاجتي، أو رغبتي، ويُعَلِّل ذلك بأنَّ الرجل هو الأدرى؛ حتى في الأمور الخاصة بمستقبلي الدراسي والمهني.
ما يزيد الطين بلة أنه عنيد جدًّا، وله قُدرة كبيرةٌ على الجدال المطول لننتهي مِن حيثُ بدأنا؛ لهذا أخاف كثيرًا مِن المستقبل، نقاشنا عقيمٌ، لا يوجد توافُقٌ فكريٌّ أو تفاهُم ولا لغة حوار!
حاوَلْنا الانفصالَ أكثر مِن (7) مرَّات خلال السنوات الأربع؛ بسبب المشادات الكلامية، واختلاف وجهات النظر التي تتعلَّق بالمستقبل، إضافة إلى غرورِه وتعاليه على الناس؛ وبعد كل مشادة أنْفَجِر بكاءً مِن كلامه الجارح.
هو شخص طموح، وشخصيته قوية جدًّا، وحنون، ويُعتَمد عليه كرجلٍ، ويحبني جدًّا، ولا أهون عليه إذا غضبتُ منه.
أشعر أن ما أَمُرُّ به بسبب شخصيتي القلقة والحساسة جدًّا لأي موقف، وأيضًا تقلباتي المزاجية.
أكثر ما أخافه الطلاق والفراغ العاطفي والنُّشُوز، ما زلتُ مُتردِّدة جدًّا وخائفة، وأستخير منذ 4 سنوات.
أشيروا عليَّ، ماذا أفعل؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَن لا نبي بعده:
أختي طبيبة المستقبل، تُعجبني صراحتك وفهمك لنفسك، وعدم تعاليك ووَضْع الخطأ على خطيبك فقط، فأنت فعلًا تبحثين عن حلٍّ؛ ولأنك تبحثين عنه فبإذن الله تجدينه وتطبقينه، وهذا أهم شيءٍ.
عزيزتي، انظري للواقع حولك ستجدين مَن تتمنى خطيبك؛ لأنها تعرف عنه ما عرفتِه؛ متدين، طموح، جميل، متعلم، لكن يبقى السؤالُ: كيف يتعامل مع الآخرين؟ ومع زوجته بشكل خاصٍّ؟ لا أحد يعلم، ولكننا نحكم على ما لاحظناه أو سمعناه حتى فقط، وهنا تظهر أهمية التوكل على الله - عز وجل - واستخارتك له أكثر من مرة، كما أن محاولاتك معه جيدة، ولكن أنتِ بعيدة عنه، وعندما يكون زوجك سيرسل الله الأُلْفة والرحمة بينكما، ستُحَرِّكه المسؤولية، وسينظر لك بعين الرحمة والعطف.
كلُّ ما أريدُه منك حاليًّا محاولة تطوير نفسك بالدورات التي تسبق الزواج؛ مثل: فَهم الشخصيات، وإستراتيجيات حل المشكلات، وإدارة الانفعالات، وركِّزي على ضبط الذات، وثقي أنَّ استفادتك مِن هذه الدورات وتطبيقك لها سوف يجعلك تكسبين زوجك في صفِّك.
باختصارٍ: أُوصيك أن تظهري له ما يُحبُّ، فمثلًا يحب أن يكونَ مُتسلِّطًا، اسمحي له بذلك في أمورٍ لا تُؤَثِّر على مستقبلك، يريد أن تشتري لباسًا معينًا، اسمحي له، بمعنى: أشبعي هذا الشعور لديه، ومن ثَم سيخفُّ مع الزمن، اطلبي رأيه ولو لم تنفِّذيه أمامه، لأننا لا نعيش على كوكب الأرضِ وحْدَنا، بل معنا مَن يخبب المرء على زوجته والعكس، والرجل الشرقي يريد أن يظهرَ أمام الناس أنه يحكم زوجته.
حاليًّا قلِّلي مِن التواصل، واجعليه عاطفيًّا، بعيدًا عن مناقَشة أمور تسبِّب مشكلات، تذكَّري دائمًا أن لديك مُقومات السحر الحلال، واسألي نفسك: هل تتقنين استخدامها؟
اتفقي معه على أساسيات الاحترام، واسأليه: ماذا يحبُّ أن يجدَ في زوجته، واجعليه يسألك، وخلال هذه الأسئلة اهتمي أن تستخرجي ما يخدم احتياجاتك وجوانب القصور لديه، حتى تذكريه مُستقبلًا بأنه اتفق معك على ذلك، أُوصيك وأُكَرِّر الحوارَ المنظم الهادئ، اجعليه أسلوبك المبني على الاستنتاجات، وحاولي أن تدربيه على ذلك، ومع هذا ثقي أنْ لا حياة بلا مشكلات، وأن استخارتك لله وتوكُّلك عليه هي المنقذة لك، اكْثِري من الاستغفار، وتجاهلي سفاسف الأمور، وبالتوفيق.
شبكة الألوكة
تعليق