:: الدرس الأول ::
••• فضل طلب العلم •••
عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " فضل العلم خير من فضل العبادة وخير دينكم الورع ، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع ، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وإنالعلماء ورثة الأنبياء ، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنماورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ أوفر"
الراوي: - المحدث: الهيتمي المكي - المصدر: الزواجر - الصفحة أو الرقم: 1/96
خلاصة حكم المحدث: في هذا الحديث اختلاف كبير والجمهور على قبوله
وعن صفوان بن عسال المرادى رضى الله عنه قال:
" أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد متكئ على برد له أحمر فقلت له : يا رسول الله إني جئت أطلب العلم فقال : مرحبا بطالب العلم ، إن طالب العلم لتحفه الملائكة بأجنحتها ثم يركب بعضهم بعضا حتى يبلغوا السماء الدنيا من محبتهم لما يطلب "
الراوي: صفوان بن عسال المرادي المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 1/136
•• أنت فى منزلة المجاهد فى سبيل الله ••
وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من جاء مسجدي هذا لم يأته إلا لخير يتعلمه أو يعلمه فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله ومن جاء لغير ذلك فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره "
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 187
خلاصة حكم المحدث: صحيح
•• التنافس فى بذل العلم ••
ولم يجعل الله التحاسد إلا في أمرين : بذل المال ، وبذل العلم ، وهذا لشرف الصنيعين ، وحث النَّاس على التنافس في وجوه الخير .
عن عبد الله بن مسعود قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
"لا حسد إلا في اثنين : رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ، ورجل آتاه الله حكمة فهو يعمل بها ويعلمها"
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: أبو نعيم - المصدر: حلية الأولياء - الصفحة أو الرقم: 7/419
خلاصة حكم المحدث: صحيح ثابت من حديث إسماعيل
::: ،، فضــــل العلمـــــــــــــاء ,, :::
(1) العلماء هم الثقات
قال الله تعالى: شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران : 18]
(2) مديح الله تعالى للعلماء:
قال الله تعالى : "بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ [العنكبوت : 49]
(3) رفع درجات أهل العلم والإيمان خاصة:
قال الله تعالى : يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [المجادلة : 11]
(4) لا ينقطع عمل العالم بموته:
بخلاف غيره ممن يعيش ويموت ،وكأنه من سقط المتاع ،أما أهل العلم الربانيون الذين ينتفع بعلمهم من بعدهم فهؤلاء يضاعف لهم فى الجزاء والأجر شريطة الإخلاص.
(5) رحمة الله تنزل على العالم والمتعلم:
اعلم رحمك الله أن كل ما فى هذه الدنيا إلى زوال ،والمرحوم من ذلك صنفان من أهل الناس: أهل العلم وطلبته، والعابدون الذاكرون الله كثيرا
وعن أبى هريرة :" ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها ، إلا ذكر الله وما والاه ، وعالم ، أو متعلم "
الراوي: أبو هريرة المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2322
خلاصة حكم المحدث: حسن غريب
(6) بالعلم يكثر أجر العامل:
وبالعلم يعظم أجر المؤمن، ويصحح نيته فيحسن عمله ،وإذا كان الناس لا يشغفون بالمال عن العلم فإن فضل العلم على المال أعظم وقد فصل لنا الشرع فى هذه القضية فقد قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس على 4 أصناف جعل الناجين منعهم صنفين ،وهما من تلبث بالعلم.
عَنْ أبي كَبْشَةَ الْأَنَمْارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ثَلَاثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ قَالَ: مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ، وَلَا ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلَمَةً فَصَبَرَ عَلَيْهَا إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ عِزًّا، وَلَا فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ، وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ، إِنَّمَا الدُّنْيَا لِأَرْبَعَةِ نَفَرٍ: عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالًا فَهُوَ صَادِقُ النِّيَّةِ، يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلَانٍ، فَهُوَ بِنِيَّتِهِ، فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا، فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ، لَا يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ وَلَا يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَلَا يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَخْبَثِ الْمَنَازِلِ، وَعَبْدٍ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالًا وَلَا عِلْمًا فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ فِيهِ بِعَمَلِ فُلَانٍ، فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَوِزْرُهُمَا سَوَاءٌ "
الراوي: أبو كبشة الأنماري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي
خلاصة حكم المحدث: صحيح
(7) شرف الانتساب إليه:
عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال:
" ومن شرف العلم وفضله أن كل من نسب إليه فرح بذلك، وإن لم يكن من أهله ،وكل من دفع عنه ونسب إلى الجهل عز عليه ونال ذلك من نفسه وإن كان جاهلًا"
::: ،، نصائح لطلب العلم ::: ،،
(1) احذرالنفاق
احذر أن تكون منافقا وأنت لا تشعر،مرائيًا من حيث لا تعلم ،احذرى الشهوة الخفية ،فإن كثيرًا من طلاب العلم إلا من رحم ربى سقطوا لما غفلوا عن تلك الشهوات الخفية
وهى عند الله من أكبر الكبائر ،ولعلها أكبر من الزنى وشرب الخمر وهى تهجم على قلب العبد صغيرًا كان أم كبيرًا فيفسد عمله وتخيب قصده عافانا الله وإياكم منها.
إنها شهوة الترفع وحب الظهور ،شهوة كسب الاحترام والتوقير ،وأن يشار إليه البنان.
شهوة حب التصدر وأن ينشغل الناس به، ثم تكون النتيجة:
الكبر، والغرور، العجب، الأنانية، حب الذات ،وعبادة النفس،
وهذه والله بليات نعوذ بالله منها ،وتسقط بسببها الماء إيمانك على الأرض فلا تقوم للقلب قائمة
· ذكر ابن القيم فى كتاب الفوائد:
"العمل بغير إخلاص كالمسافر يملأ جرابه رملًا، يثقله ولا ينفعه، يتعب بدون نفع ولا فائدة"
(2) الصبر: والصبر على كل ما يخدم العلم:
اصبر على شيخك إذا وجدت منه خلقًا لا يعجبك، الصبر على المذاكرة والاستذكار، الصبر على حفظ القرآن ،الصبر على قلة الرزق وإن تسبب انشغالك به قلة المورد المالى.
أخى لن تنال العلم إلا بستــــة سأنبيك عن تفصيلها بيــــان
ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة وصحبة أستاذ وطول زمان
(3) اطلب بصلتك بالقرآن الآخرة لا الدنيا:
فإن أول من تسعر بهم النار يوم القيامة :قارئ القرآن يأتى به الله عز وجل فيسأله فيم قرأت القرآن؟ فيقول فيك يا رب قرأت القرآن وعلمته، فيقال كلا ،بل فعلت ذلك ليقال: قارئ وقد قيل، فيؤمر به فيلقى فى جهنم
(4) ألا يحرموا أنفسهم علوم القرآن:
ولا يكفوا عن طلب العلم لأن طريق الاتقان يحتاج إلى ممارسة وقراءة مستمرة.
قال ابن الجزرى:
فليحرص السعيد فى تحصيله ولا يمل من ترتيـــــله
وليجتهد فيه وفى تصحيـحه على الذى نقل من صحيحه
تمّ الدرس الأوّل بحمد الله
تعليق