من أراد طريق تدبر القرآن فعليه
بالفهم العميق ، والأتصال الوثيق ، والقلب الرقيق ، وأنوار التطبيق
د. حازم شومان
تم بفضل الله اللقاء الأول من تفسير سورة الأنفال - دكتور أحمد عبد المنعم
ومطلوب منكنّ كى نحقق أكبر إستفادة مصاحبة سورة الأنفال طيلة الأسبوع
1-كثرة تلاوتها - الصلاة بها من الحفظ فى قيام الليل
2- قراءة تفسير السعدي من هنا
رابط تحميل اللقاء الأول
سبحان الله وبحمده
التلخيص
سورة الأنفال سورة مدينة نزلت بعد غزوة بدر
سورة الأنفال في المصحف بعد سورة الأعراف وقبل سورة التوبة
في سورة المائدة: كنا قد تكلمنا عن ترتيب السورة وقلنا أنه في نوع من التدرج في بناء الدولة في المدينة بداية من سورة البقرة ثم آل عمران ثم النساء ثم المائدة. إلى سورة المائدة أكتملت الدورة المتكاملة للتمكين للدين ، فكانت سورة المائدة أعلى نقطة تمكين وصل إليها المجتمع الإسلامي
ثم تبدأ سورة الأنعام بعد سورة المائدة وكأن في دورة آخرى بدأت من دورات الاستضعاف والتمكين، وكأن الله سبحانه وتعالى بيعلمنا أن الاستضعاف والتمكين دورات متتالية ، التمكين مش هيكون موجود على طول ولا الإستضعاف هيكون موجود على طول " وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ" [آل عمران- 140]
فنجد مجموعة سور مدنية ثم مجموعة سور مكية
نجد أن الأنعام والأعراف : كأنهم يمثلوا غالب الفترة المكية
ثم الأنفال والتوبة : غالب الفترة المدينة أي في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم
بعد سورة التوبة تأت سورة يونس: مكية كأننا رجعنا للإستضعاف تاني
الأنعام والأعراف سورتين مكيتين ، ثم الانفال والتوبة سورتين مدنيتين هو ده ملخص سيرة النبي صلى الله عليه وسلم.
لذلك نجد أن سورة الأنفال تحتوي على أول غزوة وهي غزوة بدر ، ثم سورة التوبة آخر غزوة وهي غزوة تبوك. وده أحد الروابط بين سورة الأنفال وسورة التوبة
سورة الأنفال وكأنها بداية جهاد بداية إستقرار بداية بذل ونصرة لدين الملك سبحانه وتعالى
سورة الأنفال بتعالج قضايا كتيرة ، سوف نمر مرور سريع على السورة والمحاور الموجودة في السورة
صعب جدا أن الإنسان يجزم ويقول أن السورة فيها موضوع واحد تحتاج عمق ومعايشة وفتح من الله عز وجل عشان يقول موضوع السورة دي كذا. الأسهل من ده أنه في محاور ممتدة في السورة ، كل ما ربنا يفتح على الإنسان بيكتشف محور جديد.بعد ذلك ربنا بيفتح عليه أكثر يحاول يربط بين هذه المحاور.
مثل محور الاخوة ممتد في سورة الأنفال
محور الربانية ممتد في سورة الأنفال
محور التعامل مع الأسباب ممتد في سورة الأنفال.
سورة الأنفال أتت بعد فتح ونصر في غزوة بدر فكانت نموذج للتعامل وكيف أن نقيم أنفسنا بعد كل نصر ، وليس معناه أننا أنتصرنا فلا ننظر لما حدث وكيف أنتصرنا وليس المهم أننا أنتصرنا وفقط هل النتيجة بس هي المهمة؟ ومش مهم كيف وصلنا لهذا النصر؟ المهم التقييم لما حدث.
وده من فوائد أن القرآن: كان يقص الغزوة على الصحابة بالرغم من أن الصحابة نفسهم هم اللي خاضوا الغزوة فهذا شيء عجيب أن القرآن يقص الغزوة . أول ما نزل القرآن نزل على الصحابة، فالقرآن ينزل يقص الغزوة على الصحابة اللي هم أصلا كانوا في الغزوة. طيب ممكن الصحابة يقولوا ما أحنا عارفين ما أحنا كنا في الغزوة.لا ، القصص القرآني مختلف لأنه بيلفت الانظار إلى أشياء لا يستطيع الإنسان أن ينظر إليها ، القرآن يلفت الإنظار إلى ما في الصدور إلى الهم إلى الغم إلى التفكير إلى ما في الصدور والقلوب ده فوق طاقة البشر.
النقطة الثانية: أن القرآن بينزل بعد الغزوات ليضع المعيار الحقيقي. لأننا بعد الغزوة ممكن نختلف فلان يقول أنا عملت ده صح وفلان يقول اللي أنا عملته ده غلط ، فيأت المعيار الحقيقي والدقيق من الله سبحانه وتعالى لنقيم أفعالنا سواء بعد الهزيمة أو بعد النصر. لذلك نحن نحتاج لتقييم أفعالنا سواء أنتصرنا أو هُزمنا.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
"يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ ۖ قُلِ الْأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ۖ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ " [الأنفال : 1-4]
دائما بدايات السور تضم معاني مجملة غالبا ثم يأت التفصيل وأحيانا في بعض السور بتكون إستهلال والمعنى المجمل اللي بيتم التركيز عليه مبيجيش في المقدمة
هنا المقدمة بدأت سؤال الصحابة عن الأنفال وكأن في نوع إهتمام. الانفال الغنائم التي مَنّ الله عز وجل على الصحابة بها بدون جهد وتعب.
بداية السورة بصيغة المضارع وسؤال الصحابة عن الأنفال بيدل أنه بدأ يحدث أنه في إهتمام بالدنيا لذلك نجد أن قضية التعامل مع الدنيا استمرت طوال معظم الغزوات.
في بدر أختلفوا على الدنيا
في أحد نزلوا من الجبل عشان الدنيا
في تبوك البعض مرضيش يخرج عشان الدنيا
إذا قضية التعامل مع الدنيا كان ليها أثر خطير حتى بالرغم من أنهم مجاهدين فما بالنا لغير المجاهدين؟
المفترض أن المجاهد ترك الدنيا وخرج، وبالرغم من ذلك الدنيا لم تتركه وكانت معه وفي قلبه وفي عقله فهذا التخلص من حب الدنيا لما يسطر على القلب مسألة عظيمة . لا يستطيع الإنسان أن ينزه نفسه منها قال ربنا سبحانه وتعالى في سورة آل عمران "مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا " [آل عمران - 152]كان الخطاب للصحابة " وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۚ " [آل عمران - 152]
فبدأت السورة بـ "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ" إذا التغير اللي حصل والعتاب اللي هيجي بسبب الاهتمام بالدنيا " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ ۖ قُلِ الْأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ "
المحور الثاني: بيان أن الله عز وجل هو الذي مَنّ عليكم بهذا " قُلِ الْأَنفَالُ لِلَّهِ " هي ملك لله سبحانه وتعالى لأنه لولا فضل الله ورحمته ما انتصرتم . طيب ما هو فضل الله علينا ورحمته في الغزوة؟ هيأتي التفصيل في السورة. إيه الترتيبات اللي ربنا فعلها حتى ننتصر ؟ ولولا هذه الترتيبات ما أنتصرنا.
" فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ " أي فإذا علمتم أن الأنفال لله وللرسول وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يأمر وينهى فيها كما يشاء " فَاتَّقُوا اللَّهَ " خافوا من الله عز وجل ولن تكتمل التقوى إلا بإصلاح ذات البين " فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ " " ذَاتَ بَيْنِكُمْ " الروابط اللي بيننا هذه الروابط إذا تركها الإنسان تفسد ، فكل روابط بين مجتمع مؤمن تحتاج إلى تعاهد حتى لا تفسد. هذه الروابط تحتاج إلى إصلاح " وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ " في مؤثرات خارجية وداخلية بتيجي على هذه الروابط بتفسدها ، في سوء ظن من النفس البشرية على هذه الروابط بيفسدها. تدخل الدنيا بيفسد هذه الروابط. الخلافات و الاختلاف أثناء العمل للدين بيفسد هذه الروابط ، لازم أثناء السير لله عز وجل نصلح هذه الروابط. بالرغم إن أحنا منتصرين هل هننشغل بالنصر ولا ننشغل بالهزيمة؟ والأهم من ذلك أن ننشغل بإصلاح ذات البين. لأن إصلاح ذات البين هو اللي جاب النصر وهو اللي جاب الهزيمة. لو أحنا أنشغلنا بالانفال وأنشغلنا بالغنيمة وأنشغلنا بالنصر وقلنا مش مهم إصلاح ذات البين طالما أحنا أنتصرنا هننهزم في المعركة اللي بعد كده." فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ۖ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ " كانت هذه سبب النصر إذا أبتعدتم عنه ستنهزمون " وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ " لذلك تكررت في السورة أكثر من مرة خاصة في الثلاث أرباع الأول من السورة.
حاول تجمع اسماء الله سبحانه وتعالى التي تكررت في السورة "سَمِيعٌ عَلِيمٌ " و " عَزِيزٌ حَكِيمٌ " ، وكذلك " وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ " تكررت معنا أكثر من مرة في السورة.
دي مقدمة عامة عن المواضيع العامة اللي السورة هتفتح فيها.
بعد كده ربنا بيقولهم " وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ " ما هو الإيمان الذي يعصم الإنسان من أنه يفسد ذات البين؟ ما هو الإيمان الحقيقي الذي يحبه الله عز وجل؟ ما هو الإيمان الذي ينبغي أن ننشغل به ولا ننشغل بالإنفال؟
"إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ "بالرغم من أن السورة في الجهاد ونصرة الدين وعمل حركي والإنسان بيتحرك فيه ، إلا أن الله ذكر الإيمان هنا معاني تعبدية بمجرد ما يُذكر الله القلب بيوجل والإيمان يزداد بيحافظ على الصلاة وبيحافظ على الإنفاق.
في ختام سورة الانفال ربنا سبحانه وتعالى لما ذكر الايمان آية 74" وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا " وفي أول السورة بردو "أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا " أول السورة تكلم عن المعاني التعبدية ، آخر السورة تكلم على الجهاد.
آخر السورة الأية 74 تكلمت عن صنفين من أهل الإيمان:
" وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا " هم المهاجرون
" وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا " هم الانصار.
أكثر من وسلية لنصرة الدين الهجرة و الجهاد وبذل الأموال لنصرة الدين. إذا الإيمان الحق بيكتمل بالاثنين بالحفاظ على العبادة وبالحفاظ على الجهاد. أن الإنسان يكون صالح مصلح هكذا يكتمل الإيمان. لذلك بدأت السور بـ " أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا " حقا وأنتهت بـ " أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا "
آية 4 " لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ " درجات يعني في تنافس ، يعني مش كله في صف واحد مش كله درجة واحدة ، في فلان أعلى من فلان في الجنة ، فكأن في إشارة بدل ما تتنافسوا على الأنفال ، مضمار التنافس الحقيقي هو في هذه الصفات ، بدل ما تحتفلوا مين أخذ أعلى من مين في الأنفال ، لا تنافسوا في مين أخذ أعلى من مين في هذه المواصفات.
" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ " هكذا يأت القرآن دائما أن يعمل تغيير للإنتباه ، من وجهة إلى وجهة آخرى الناس متجهة في أول السورة " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ ۖ " القرآن بيغير الوجهة تماما فالتنافس ليس في الأنفال التنافس في هذه الصفات." لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ "
" كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ * يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ " [الأنفال : 5-6 ] بدأ الحديث عن غزوة بدر وأول كلمة بدأت " كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ " الكاف فيها أكثر من 5 أقوال ومنها كما أختلفتم في الأنفال أختلفتم أيضا في الخروج فأختلفتم في البداية وأختلفتم في النهاية أختلفتم في خروجكم ثم أختلفتم بعدما أنتصرتم هذا لا يليق بأهل الإيمان. " كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ " البداية كلها من عند ربنا. لذلك أنا عايز الأخت وهي بتحفظ تجمع الأفعال التي نسبت إلى الله في السورة. ماذا فعل الله في هذ السورة ؟ في أفعال منسوبة إلى الله وفي أفعال ينسبها الله عز وجل للعبد؟
(أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ - يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ - وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ)
عايزين نجمع الأفعال التي نسبت إلى الله ، وده محور الربانية في السورة كيف أن الله عز وجل حينما هم قالوا هذا بجهدبنا وقالوا نحن تعبنا وأنتصرنا فعايزين الغنائم فأراد الله عز وجل يبين لهم الوجهة الحقيقة للأحداث ، النظر الحقيقي للحدث، النظرة الربانية للأحداث.
في فارق بين الأنسان اللي بيقول أنا عملت وأنا علمت وبين النظرة الربانية له. الأنسان بعد ما بيأكل وبيتعب وبيشتري الأكل وبتعب عشان يشتري الأكل بعد الأكل بيقول الحمد لله الذي اطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة. لأنه يوقن إن اللي عمله من مجهود ده كان لا يمكن أن يطلع الأكل إلا إذا قدر الله عز وجل ذلك. وكم من إنسان بذل هذا المجهود وخسر ولم يصل إلى شيء. إذا المسألة كلها هي توفيق من عند الله سبحانه وتعالى.
بدأت الآية في غزوة بدر " كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ " نسبة الفعل إلى الله ، الله عز وجل هو الذي أخرج النبي صلى الله عليه وسلم. هنجد أن كانت أول آية في غزوة بدر في سورة الانفال " كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ " أول آية بتتكلم عن غزوة أحد في سورة" إِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ " [آل عمران - 121 ]
هنجد أول آية في الانفال الله عز وجل أخرج النبي صلى الله عليه وسلم من بيته " كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ " والآية الثانية في أحد " إِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ " النبي صلى الله عليه وسلم هو اللي تحرك فعل نسب للنبي صلى الله عليه وسلم " غَدَوْتَ "، فكما أن الله عز وجل علمه في الغزوة الأولى أن يخرج من بيته لنصرة الدين فتعلم النبي صلى الله عليه وسلم الدرس فخرج من بيته لنصرة الدين في أحد.
فكذلك الإنسان لازم يتعلم إنه لن يستطيع أن ينصر الدين وهو جالس في بيته إذا كان عنده فرصة أن يخرج من بيته للناس أو لتعليم الناس أو لنصرة الدين أو للجهاد في سبيل الله لابد أن يخرج الانسان من بيته. لذلك من علامات الكسل أن يتمنى الانسان ألا يفعل شيئا " وَ قَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ " هو مش عايز يعمل أي مجهود هو عايز يصلي في بيته .
" كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ " ليس كل خروج يثاب الانسان عليه " كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ " مش كل المؤمنين كارهون.
" يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ " هنا نجد أن الانسان أحيانا يجادل في شيء وهو يعلم أنه حق، وهو يجادل ليس لعدم إقتناعه أو لعدم ظهور الأدلة أو لأنه عنده أدلة مضادة. المانع الحقيقي والدافع الحقيقي للجدال هو (الخوف). فأحيانا تجد الإنسان يجادل في أشياء في الدين وهو عنده مانع نفسي مختلف تماما عما يقول. فيقول الله عز وجل " يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ " والحال النفسية الداخلة له " كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ " منظر إنسان يرى في الغزوة يرى في الموت ويرى فيها نهاية حياته فكذلك كتير من النقاشات في الدين أو جزء كبير منها المانع الحقيقي من الإقتناع هي مشاعر داخلية سواء خوف من شيء أو تمني شئ فالقرآن يتجه مباشرة إلى هذا المانع ليعالجه.
لما ربنا سبحانه وتعالى قال في سورة النساء " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً ۚ وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ " [النساء : 77] بيقولوا لربنا " لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ " فربنا رد عليهم مقلهمش ليه أنا كتبت القتال كان ممكن ربنا يقولهم كتبت القتال لأنه نصرة للدين وفيه وفيه...قال الله عز وجل "قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ " الحقيقة التي دفعتكم لهذا السؤال هو الخوف على دنياكم وأنا أعلمكم أن هذه الدنيا متاعها قليل " قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَىٰ وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا " . فهنا يقول الله عز وجل يبين أن المانع الحقيقي وأن سبب الجدال الحقيقي هو الخوف " يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ "
ثم يقول الله عز وجل " وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ " وعدهم الله عز وجل إحدى الطائفتين العير أو النفير. إما الجهاد والغنيمة أو مجرد العير التي خرجوا من أجل أن يقطعوها في سيرها. العير التي كانت مع أبي سفيان حينما كان على الشرك ، أردوا أن يقطعوا السير علي أبو سفيان ويأخذوا منه هذه العير، هم خارجين لحاجة بسيطة جدا العير. ولكن أراد الله عز وجل هذا الامر صراع بين الحق والباطل فرقان كما سماه الله عزوجل سمى هذا اليوم يوم الفرقان في هذه السورة. أحيانا الإنسان بيبقى عايز حاجة بسيطة في الدين ، ربنا سبحانه وتعالى يخليه يعمل أمر عظيم فيستصعب الإنسان الأمر ، فيقول الله عز وجل له أنا أريد أن أرفعك ، أنا أريد أن أجعل لك أمرا عظيما في دينك.
ماذا لو خرج المسلمون في بدر وأخذوا العير ثم رجعوا بدون قتال في بدر؟
غزوة بدر اللي كانت فرقان بين الحق والباطل ، التي قُتل فيه صناديد قريش ، غزوة بدر التي شهدها من أفضل الصحابة. لما جبريل بيقول للنبي صلى الله عليه وسلم ما تعدون من شهد بدرا فيكم.كانوا يعدون من شهد بدرا من الملائكة أفضل الملائكة ومن شهد بدرا من الصحابة أفضل الصحابة وسموا (البدريين). أحيانا الإنسان بيختار لنفسه إختيار في الدين والله عز وجل يريد أن يرفعه يريد له أختيار عظيم في الدين أحيانا الإنسان يرفضه ليه لأنه مش عايز مشقة.
يقول الله عز وجل " وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ " وأنتم إختياركم إيه؟ "تَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ " أنتم ديما عايزين الإختيار السهل اللي مفيهوش ولا شوكة اللي مفيهوش ولا أذى. الإنسان ديما عايز الإختيار الأسهل دائما يميل إلى الكسل والدعة والخمول " تَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ " لكن الله عز وجل لم يقل أنتم تريدون غير ذات الشوكة والله يريد ذات الشوكة ، القضية مش إنه ربنا بيختار الاصعب أو الأسهل الله يريد أن يحق الحق بكلماته ، الله يريد لأهل الإيمان أن يختاروا الإختيار الذي يبين الحق ويوضح الحق للناس ويظهر واضحا فرقانا أمام الناس لا لبس فيه ، هذا هو الإختيار الذي يحب الله عز وجل أن يختار أهل الإيمان مش قضية الاصعب أو الأسهل أو اللي فيه شوكة أو عدم شوكة ، قضية أنهم يختاروا الإختيار الأصح الأبين الذي يبلغ دين الله واضحا بيانا لا لبس فيه ، ده الإختيار اللي مفروض يختاره أهل الإيمان ، أي إختيار هيبقى في تدليس أو عدم وضوح للدين لابد أن ينصرفوا عنه أهل الإيمان، ويختاروا إختيار الذي يوضح الدين ويكون فرقانا واضحا أمام الناس حتى لو مليئ بالشوك. " وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ " أي يُظهر الحق ويكون واضحا ويثبته" بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ "
" إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ " تجد أن الفعل اللي نسب إلى المؤمنين في بدر. هم كل اللي فعلوه الإستغاثة. لذلك وقف النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ، ووقف الصحابة يصلون. هذا الذي ينبغي أن يفعله المؤمن في وقت الأزمات. حينما تزيغ الأبصار في الفتن والحروب والأزمات. لابد أن يقوم الإنسان بشيء تقر به العين. ماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم حينما زاغت الأبصار؟ فعل ما تقر به الأعين وهي الصلاة. قال وجعلت قرة عيني في الصلاة زي ما في سورة الاحزاب ربنا قال" وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ "
ماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم حينما زاغت الابصار؟
قام يصلي. فعل ما تقر به الأعين. البصر حينما يزيع يحتاج البصر إلى شيء يستقر عنده ويهدأ ويطمئن ولن يستقر إلا بالصلاة. " إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ " هذه الملائكة حتى لا يعتمد عليها المؤمن وأن يعتمد على النصر من عند الله عز وجل وأن النصر من عند الله سبحانه وتعالى.
" وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" تأكيد بالحصر والقصر " وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"
بدأ ترتيب كيف رتب الله عز وجل لهم الغزو. هنجد أن ترتيب عجيب ترتيب في الزمان وترتيب في المكان وترتيب في الارض كيف أن ينزل عليها الماء وترتيب في الراحة كيف ينزل عليهم النعاس ترتيب في الرؤية أنهم يشوفوا العدد أقل أنهم يشوفوا المشركين أقل والمشركون يشوفوا عدد المؤمنين أقل. ترتيب في كل شيء. الله رتب كل شيء حتى تكون هذه الغزوة ربنا عمل كل حاجة لدرجة أن ربنا قال " وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ " هذه الرمية لم تكن لتصيب إلا بتوفيق من الله عز وجل" وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ " كل شيء كان بفعل وتقدير من الله عز وجل ثم تأتون بعد ذلك وتقولون نريد الأنفال ونختلف في الانفال.
" إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ "كل ما فعلتموه هو الإستغاثة" إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ " ومن بعد أن جاءت الإستغاثة إنظر للمدد التي جاء من عند الله عز وجل ، دائما المدد والتوفيق يأت بعد الإستغاثة والتضرع " إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ * مَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ "
ثم " إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ " الله عز وجل هو الذي يغشيكم بالنعاس أمنة منه سبحانه وتعالى ثم " وَ يُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ " أي وساوس الشيطان التي جاءت إليكم ان الله ترككم ولم ينزل عليكم الماء ولم ينصركم. ديما وساوس الشيطان تأت في هذه الأوقات لتيأس المؤمن من رحمة الله ، فنزل الماء بشرى من عند الله سبحانه وتعالى. " وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ " حتى يثبت الأرض من تحتكم فتصبح أرض مستقرة.
" إذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ " حتى الملائكة تحتاج معية الله" أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ " سبحان الله جنود الله لا يعلمها إلا هو " فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ " ماذا يفعل أعداء الله امام هذا الجندي من جنود الله عز وجل. الرعب لا يملك الإنسان أن يدفع عن قلبه الرعب ، فالقلب بيد الله سبحانه" سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ " حينما يصاب الإنسان بالرعب لا يستطيع أن يدافع عن نفسه فيستسلم فستغلوا هذا " فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ "
هذا الجهاد وهذا الضرب للعنق وضرب كل بنان ليس لخلاف مادي وليس لخلاف إقتصادي ولا لخلاف جغرافي " ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ " هذا ما دفعنا للخروج هذا ما دفعنا لترك أرضنا أولا ثم هذا ما دفعنا لجهادكم ثانيا " ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ " ضبط بوصلة الجهاد حتى لا تصبح فسادا في الارض " ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ وَمَن يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " فالله شديد العقاب يسلط على المشركين أولياءه من المؤمنين حتى يعاقبهم " وَمَن يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " أضربوا منهم كل بنان أي كل مفصل في الاصابع كناية عن كثرة التقطيع حتى لا يدعوا لهم قوة .
في أول مواجهة مع المشركين بعد أن ساد أهل الكفر لفترة طويلة ، حينما يمن الله عز وجل على أهل الإيمان بقوة ليحاربوا أهل الكفر لابد أن يضعفوهم وألا يكتفوا بالنصر. لذلك عاتب الله أهل الإيمان على أنهم لم يستمروا . لذلك عاتبهم في آخر السورة على أنهم لم يثخنوا فيهم وقال الله عز وجل في أواخر السورة " مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ " أي يثقل فيهم لأن في البداية صناديد الكفر مجتمعين فلابد أن نضعفهم قال الله عز وجل في سورة التوبة " فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ۙ " [التوبة - 12 ] بالظبط زي ما يكون في الواحد مسك عصابة مثل علي باب والأربعين حرامي لو أكتفى بقتل علي بابا وساب الأربعين حرامي هيطلعوا واحد تاني وتلت ورابع. حينما يمن الله عز وجل على أهل الإيمان بالقوة والتمكين على أهل الكفر لابد ان يكسروهم حتى لا يعودوا مرة آخرى ، حتى لا تخرج رأس الأفعى مرة آخرى الاكتفاء بقطع رأس الأفعى دون تقطيعها ستخرج رأس آخرى. لذلك عاتب الله عز وجل عليهم. وهذا ما حدث حينما لم يثخنوا فيهم عادوا مرة آخرى في غزوة أحد وأنتصروا على المؤمنين. لذلك قال الله عز وجل " وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ " لا تدعوا لهم ذراعا ليعودوا مرة آخرى.
" ذَٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ " ثم توصية لأهل الإيمان " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ " إذا إجتمع عليكم أهل الكفر وزحفوا إليكم فلا تخافوا من هذا الزحف " فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ *وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ " حينما يقتال أهل الإيمان أهل الكفر ويشتد الصراع بين أهل الإيمان وأهل الكفر لا يسع المؤمن أن يترك المعركة. المعركة مش فقط على الارض ممكن تكون المعارك هي الصراع بين الحق والباطل. لا يسع المؤمن أن ينظر إلى الصراع بين الحق والباطل ثم يولي دبره وينشغل بدنياه وكأن هذا لا يعينه.
عذر الله عز وجل الذي أنصرف وولى دبره . عذر صنفين من أهل الإيمان:
1- الذي تحرف للقتال أي الذي أبتعد ليعود في كرة آخرى.
2- أو الذي إنحاز إلى فئة آخرى ليستعد ويعود مرة آخرى للقتال.
إذا لا يسع الإنسان أن يتولى أبدا عن المعركة إلا إذا ذهب ليجهز نفسه ويعد العدة حتى يعود في كرة آخرى أقوى ، لا ينبغى للمؤمن أن يشهد الصراع الآن القائم بين الحق والباطل ثم ينصرف إلى دنياه وكأن الأمر لا يعنيه وكأنه لا يسمع شيئا وكأنه لا يرى شيئا. عاتب الله عز وجل على من يفعل ذلك بل قال هذا " قَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ " والعياذ بالله
ثم قال الله عز وجل " إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ " ثم اذا قتلتموهم في المعركة فاعلموا أنكم لم تفعلوا ذلك إلا بتوفيق من الله اية 17 " فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ۚ وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا ۚ " ليمن عليهم ويعطيهم فضلا منه سبحانه وتعالى " إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " قلنا سميع عليم بتتكرر في السورة لأن الله عز وجل كان مطلعا عليكم أثناء هذه الغزوة هو الذي وفقكم وسمع أقوالكم وعلم ما في صدوركم من خوف أو جزع أو إقبال أو خشية من الله سبحانه وتعالى " ذَٰلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ "
" إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ۖ وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ " قيل جمهور المفسرين على أن هذا خطاب للمشركين " إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ۖ وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ " مهما أعدتم العدة لقتال أهل الإيمان لن تنفعكم هذه العدة لماذا يا رب؟ لان" وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ". اقرأ ختام آية 19 مرة آخرى " لَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ " لماذا لم تغني ولو كثرت؟ " وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ " إذا لابد لأهل الإيمان أن ينشغلوا بمعية الله كيف يحصلون هذه المعية بالطاعة.
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ " كيف تتولوا عن نداءات الرسول صلى الله عليه وسلم لنصرة الدين كيف تتولوا عن نداءات الله لكم في القرآن أن تنصروا هذا الدين كيف يسمع المؤمن نداءات الله ونداءات الرسول لنصرة الدين ثم يتولى كأنه لا يسمع شيئا. " وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ " الإنسان الذي يسمع لضعف المسلمين في كل مكان ثم لا ينصرهم كأنه لا يسمع شيئا " وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ "
" إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ " الذين لا يستفيدون من الحق إذا سمعوه ، والذين لا يتكلمون بالحق أبدا وإن علموه " إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ " الذين لا يريدون أن يسمعوا الحق ولا يتكلمون بالحق
"وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ " إستمرار في بيان سوء فطرتهم وسوء نيتهم وإنتكاسة فطرتهم . كيف أعرضوا وكيف مهما بان الحق يعرضون عنه. كلما ظهر لهم الحق يعرضون ولا ينصرون دين الله عز وجل أبدا.
الختام لهذا المقطع فيه أمر وتهديد" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ " نداء لأهل الإيمان أن يستجيبوا لأمر الله عز وجل ولأمر النبي صلى الله عليه إذا دعاهم لما يحيهم . الآيات السياق فيها دعوة للجهاد " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ " لما فيه حياتكم ، لأن الحياة بدون جهاد ليست هي ذلة ومهانة ليست حياة حقيقة هي مجرد معيشة وقد تكون معيشة ضنكا وغالبا هي كذلك . ولكن الحياة مع الجهاد يموت أُناس ولكن يعيش الباقي في عزة وإباء هي الحياة الحقيقية " اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ " من مات منهم في الجهاد فنال الحياة الحقيقية عند الله عز وجل يطير حول العرش أرواحهم معلقة عند العرش، ومن عاش منهم عاش حياة حقيقية في الدنيا . فالحياة الحقيقية في الدنيا والآخرة بالجهاد لنصرة دين الله عز وجل.
" وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ " من يتأخر عن الإستجابة ويتأخر عن إلحاق الإستجابة بالسماع حينما سمع النداء ولم يتبع هذا السماع بإستجابة لله وللرسول وكان يود ذلك ويعزم على ذلك ولكنه أخر الإجابة أعلم أن الله يحول بين المرء وقلبه. ما يجده الإنسان من عزيمة في قلبه ثم لا يطبق ولا يحول هذه العزيمة إلى أمر واقع هذه العزيمة قد تنتهي والله عز وجل قد يفسخ هذه العزيمة. من يجد في صدره وقلبه وبدنه عزيمة على الحق فليفعلها مباشرة. إذا هبت رياحك فاغتنمها." وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ "
كم من مرة عزم الإنسان على القيام أو الإنفاق أو على نصرة الدين ثم تأخر وتكاسل ولم يفعل ذلك. وخير مثال على ذلك تخلف كعب بن مالك رضي الله عنه وعن أصحابه عن عزوة تبوك كانوا يودون القتال وكانوا يمنون أنفسهم كما قال كعب بن مالك في حديثه ( أنا قادر على ذلك إن أردت) أنا قادر أن ألحق بهم ثم بعد ذلك أنطلق المجاهدون وتفارق الغزو كما قال كعب بن مالك. " وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ " وقيل معنى أن الله يحول بين المرء وقلبه يميته يصرف عنه الحياة وقيل غير ذلك. " وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ " يحاسبكم الله عز وجل إذا عدتم إليه على النقير والقطمير ولن يخسر المؤمن الذي جاهد في سبيل الله شيئا بل سيرى ثمرة ذلك في الآخرة.
" وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً " يعلمنا الله عز وجل إذا لم ننفر جميعا إلى نصرة الدين ستأت فتنة لن تصيب القاعدين خاصة بل ستصيب الجميع. الفتنة إذا نزلت تنزل على الجميع. لذلك في نصاب لأهل الإصلاح والصلاح لابد ان يكتمل. هؤلاء المصلحون يأمن الناس بوجودهم وينزل القطر بدعائهم. هؤلاء إذا قلّوا وإذا أعرضوا وإذا ياسوا من الإصلاح تأت الفتن العامة أو العقاب الجماعي. " وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ "
" وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ " حتى لا يفرح بالنصر لابد أن ينظر في الماضي وكيف جاءت النعمة وكيف جاء البلاء من الله عز وجل " وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " لا لعلكم تختلفون ولكن لعلكم تشكرون نعمة الله عز وجل عليكم." وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ "
ثم بعد ذلك استمرت الآيات للتذكرة ايضا بنعمة الله على المؤمنين وبنعمة الله على النبي صلى الله عليه وسلم
" وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ " الاية 30
تعرفنا الأختيارات الثلاثة للتعامل مع المصلحين أهل الباطل بيتعاملوا مع المصلحين بــ3 طرق:
1- لِيُثْبِتُوكَ: أن الإنسان يكون ثابت في مكانه لا يتحرك لأن أول آية كانت "كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ" النبي صلى الله عليه وسلم بيتحرك . أهل الكفر لا يحبون هذه الحركة من المصلحين. يريدون أهل الصلاح ثابتون في مكانهم. كيف يثبتوه؟ بالسجن أو بالمنع من الخروج
2- أَوْ يَقْتُلُوكَ: إذا رفض خرج وإذا رفض وتحرك يقتلوه.
3- أَوْ يُخْرِجُوكَ : إذا لم يستطيعوا قتله لأن له عزة وله من يستطيع أن يدافع عنه من قبيله معروفة يريدون أن يخرجوه.
" وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ "
" وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَٰذَا "
آية 31: كيف يتعاملون مع الآيات
آية 30: كيف يتعاملون مع المصلحين
الآية 31 حينما تصل إليهم الآيات، وده دلالة على أن مهما فعل أهل الشرك لمنع وصول الآيات ستصل ، سيقيض الله عز وجل رجالا يتلون هذه الآيات ، وستصل آيات الله إلى مسامعهم. ماذا سيفعلون حينما تتلى عليهم الآيات " وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَٰذَا " يعني كلام عادي ممكن نقول زيه " إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ " . المشرك عايز دايما أيضا لا يظهر أن هو مشرك مش عايز يظهر أن هو بعيد عن الدين فيقف قدام الناس كلها ويقول" وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ " لو الكلام ده حق " فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ " كأنه بيقول لا يمكن الكلام ده يكون حق أبدا لا يمكن الآيات دي تكون حق والدليل على كده أهو ويقف أمام الناس. يعني والعياذ بالله فجور في الخصومة. وكيف أيضا يستغل مشاعر الناس ويستغل قضية الدين حتى يريد أن يثبت أن هذه الآيات ليست من عند الله عز وجل. فيقف أمام الناس ويقول " إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ "
ثم يبن الله عز وجل أن قضية العذاب الكلي لا تحدث في وجود الرسول "وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ".
ثم يقول الله عز وجل " وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ " هم يستحقون العذاب " وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ " وإن أكبر قضية تستحق العذاب هي الصد عن المساجد. لأن المساجد هي بيئة الإيمان التي ينطلق منها أهل الصلاح والإصلاح . "إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ "
آية 35 لها علاقة بقضية "وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا " آية 31 لما كان القرآن بيتلى عليهم قالوا ده كلام عادي ممكن نقول زيه. فهل هم عرفوا يقولوا زيه؟! "وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً ۚ " صفير وتصفيق يعني معرفوش ي قرولوا آن . لما حبوا يجيبوا صلاة بديلة معرفوش يقولوا قرآن زي اللي بيتلى عليهم قعدوا يصفقوا ويصفروا . هذا آخر ما يستطيعه أهل الشرك . لا يستطيعون أن يأتوا بقرآن مثل هذا أبدا مهما فعلوا " لا يأتون بمثله لو كان بعضهم لبعض ظهيرا "وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً ۚ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ "
ثم يبين الله عز وجل أنهم عملوا مجهود ضد المصلحين ، مجهود ضد آيات الله فيقول الله عز وجل هذا المجهود " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ " الصد عن سبيل الله بشيئين
1- صد أهل الإصلاح آية 30
2- صد عن آيات الله آية 31
هذه الأموال التي تنفق " فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ " ثم فيها تراخي هذا سيحدث على زمان طويل قد لا نراه نحن قد لا يراه الصحابة لكن هذا سيحدث دي نتيجة قطعية قد لا يراه المجاهدون الآن لكن سيأتي زمان ويراه أهل الإيمان. ثم النهاية الحقيقية "وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ * لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ " الإنفصال التام بين الحق والباطل ، والإنفصال التام بين المصلحين والمفسدين الفرقان التام " بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ ۚ "
ثم الختام الآية 40 " وَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ ۚ نِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ " لو تولوا بعد كل هذا التهديد والترغيب وإعطاء فرصة للعودة مرة آخرى ، بعد كل هذا إذا أصروا على موقفهم " فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ " لا تلتفتوا إليهم فالله عز وجل معكم هو نعم المولى ونعم النصير .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
تم بفضل الله
تعليق