إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرائع وأحكام لمن وجب عليه الصيام (فقه الصيام)

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [حصري] شرائع وأحكام لمن وجب عليه الصيام (فقه الصيام)


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته









    من حكمة الله سبحانه أن فاضل بين خلقه زماناً ومكاناً، ففضل بعض الأمكنة على بعض، وفضل بعض الأزمنة على بعض، ففضل في الأزمنة شهر رمضان على سائر الشهور، فهو فيها كالشمس بين الكواكب، واختص هذا الشهر بفضائل عظيمة ومزايا كبيرة، فهو الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن،

    قال تعالى: {
    شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ} (البقرة:185)،

    وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل الفرقان لأربع وعشرين خلت من رمضان) رواه أحمد.

    وهو الشهر الذي فرض الله صيامه، فقال سبحانه:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (البقرة:183).

    وهو شهر التوبة والمغفرة، وتكفير الذنوب والسيئات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) رواه مسلم، من صامه وقامه إيماناً بموعود الله، واحتساباً للأجر والثواب عند الله، غفر له ما تقدم من ذنبه، ففي "الصحيح" أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه)، وقال: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، وقال أيضاً: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه). ومن أدركه فلم يُغفر له فقد رغم أنفه وأبعده الله، بذلك دعا عليه جبريل عليه السلام، وأمَّن على تلك الدعوة نبينا صلى الله عليه وسلم، فما ظنك بدعوة من أفضل ملائكة الله، يؤمّن عليها خير خلق الله.

    وهو شهر العتق من النار، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه: قال صلى الله عليه وسلم: (وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة) رواه الترمذي.

    وفيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران، وتصفد الشياطين، ففي الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين)، وفي لفظ (وسلسلت الشياطين)، أي: أنهم يجعلون في الأصفاد والسلاسل، فلا يصلون في رمضان إلى ما كانوا يصلون إليه في غيره.

    وهو شهر الصبر، فإن الصبر لا يتجلى في شيء من العبادات كما يتجلى في الصوم، ففيه يحبس المسلم نفسه عن شهواتها ومحبوباتها، ولهذا كان الصوم نصف الصبر، وجزاء الصبر الجنة، قال تعالى: {
    إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِحِسَابٍ } (الزمر:10).

    وهو شهر الدعاء، قال تعالى عقيب آيات الصيام: {
    وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (البقرة:186) ، وقال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم) رواه أحمد.

    وهو شهر الجود والإحسان؛ ولذا كان صلى الله عليه وسلم -كما ثبت في الصحيح- أجود ما يكون في شهر رمضان.

    وهو شهر فيه ليلة القدر، التي جعل الله العمل فيها خيراً من العمل في ألف شهر، والمحروم من حرم خيرها، قال تعالى: {
    لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ } (القدر:3)، روى ابن ماجه عن أنس رضي الله عنه قال: دخل رمضان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم).





    فانظر -يا رعاك الله- إلى هذه الفضائل الجمّة، والمزايا العظيمة في هذا الشهر المبارك ، فحري بك -أخي المسلم- أن تعرف له حقه, وأن تقدره حق قدره، وأن تغتنم أيامه ولياليه، عسى أن تفوز برضوان الله، فيغفر الله لك ذنبك وييسر لك أمرك، ويكتب لك السعادة في الدنيا والآخرة، جعلنا الله وإياكم ممن يقومون بحق رمضان خير قيام.



    لذللك نقدم لكم

    دورة فقه الصيام لنتعرف علي أحكامه الشرعية والأمور العقائديه فيها

    سائلين الله عزوجل وجل أن يتقبل منا ومنكم وأن يعلمنا ويفقهنا في ديننا





    فقه الصيام في رمضان وأحكامه


    أركان الصيام وما نحتسبه في رمضان

    مفسدات الصوم ومبطلاته

    الأعذار المبيحة للفطر
    سنن الصوم وآدابه


    مايباح للصائم

    صيام التطوع وأحكامه

    المرأة والأعذار الشرعية في رمضان

    مفاجأة هدية الدورة
    أحكام الإعتكاف ومشروعيته


    زكاة الفطرومقدارها



    يا الله
    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة


  • #2
    رد: شرائع وأحكام لمن وجب عليه الصيام (فقه الصيام)


    فقه الصيام في رمضان

    هذا بيان لأحكام الصيام بين يدي رمضان , فلا شك أن من فروض الأعيان على كل عبد مسلم أن يلم بأحكام الصيام التي سوف يتلبس بها في رمضان فيكون ملما بهذه المسائل حكمها أنها على التعيين , فنعطي في إيجاز أهم الأحكام الخاصة بالصيام .



    الصيام لغة : الإمساك
    و شرعا : هو الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس و تلزم فيه النية.
    هذا يعني إذا أمسك الانسان عن الطعام و الشراب و عن الشهوة ( الجماع ) من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس و لكن لم يكن ناويا للصيام فلا يعد هذا صياما .
    لهذا يجب في التعريف قول أنه يمسك بنية , بنية الصيام عن هذه المفطرات .


    حكم الصيام :


    أجمعت الأمة على أن صوم شهر رمضان فرض , و نحن دائما نقدم الإجماع على أنه أقوى من الأدلة ، والدليل على ذلك

    من كتاب الله
    . قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}


    و من السنة الحديث : " بني الإسلام على خمس و ذكر منها صوم رمضان "
    .


    من أفطر شيئا من رمضان بغير عذر فقد أتى كبيرة عظيمة فمن حديث أن النبي صلى الله عليه و سلم في الرؤيا التي رآها قال : "حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة , قلت ما هذه الأصوات , قالوا : هذا عواء أهل النار , ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم مشققة أشداقهم , تسيل أشداقهم دما , قال : قلت من هؤلاء ؟ قال : الذين يفطرون قبل تحلة صومهم ( أي قبل وقت الافطار ) "
    فهذا متوعد بهذا الوعيد الشديد .



    قال الحافظ الذهبي و عند المؤمنين: مقرر أن من ترك صوم رمضان بغير عذر فانه شر من الزاني و انه شر من مدمن الخمر , بل يشكون في إسلامهم و يظنون بهم أنهم من الزنادقة و المنحلين .

    أرأيتم شدة هذا الكلام أن من يفطر شيئا من رمضان بغير عذر فانه على كبيرة أعظم من الزنا وشرب الخمربل من ادمان الخمر
    و انه على شافية الكفر و العياذ بالله تعالى فانه على هلكة عظيمة .




    كيف يثبت دخول الشهر ؟


    يشبت دخول شهر رمضان برؤية هلاله أو باتمام شهر شعبان ثلاثين يوما , و رؤية الهلال حال الصحو هكذا يثبت باتفاق إذا رؤي الهلال حال الصحو يعني لم يكن هناك غيم في الجو فانه إذا رؤي الهلال بذلك يثبت دخول شهر رمضان أو باتمام شهر شعبان ثلاثين يوما بأنه لا يرى هلال رمضان قبل ذلك و بالتالي يثبت بذلك دخول شهر رمضان و لا يحتاج تحري الهلال حينئذ .


    يجب على من رأى الهلال أو بلغه الخبر من ثقة أن يصوم , يثبت أيضا بخبر الثقة , فاذا ثبت عنده من خبر ثقة أنه قد رأى الهلال فيلزمه أن يصوم ببلاغ هذا الثقة .



    أما العمل بالحسابات الفلكية في دخول الشهر فهو بدعة لأن حديث النبي صلى الله عيه و سلم نص في المسألة و مخالفته بدعة , قال صلى الله عليه و سلم : " صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته "


    فاذا أخبر المسلم البالغ العاقل الموثوق في خبره بأمانته و بصره أنه رأى الهلال بعينه عمل بخبره و يكتفى في هلال رمضان بخبر الآحاد ( بخبر الواحد ) , اذا رآه واحد فقط فيه هذه الصفات : بالغ , عاقل , موثوق بخبره و أمانته و بصره , فانه يكون بذلك ثبت هلال رمضان و يصوم الناس بخبره .



    أما في هلال شوال فيؤخذ فيه بعدلين ( بخبر اثنين ) , أما في هلال رمضان فيكتفى فيه بخبر واحد فقط .

    على من يجب الصوم ؟


    يجب الصوم على كل مسلم بالغ , عاقل , مقيم , قادر , سالم من الموانع كالحيض و النفاس في شأن النساء .

    و يحصل البلوغ بواحد من أمور ثلاثة :

    1-انزال المني باحتلام أو غيره .

    2-نبات شعر العانة .


    3-اتمام خمسة عشر سنة .

    و تزيد الأنثى أمرا رابعا ألا و هو :

    4-الحيض فيجب عليها الصيام لو حاضت حتى قبل سن العاشرة .




    فأول شئ أن يكون بالغ عاقل فلا يؤمر به مجنون , و يؤمر الصبي بالصيام لسبع ان أطاقه , ذكر بعض أهل العلم أنه كان من صنيع السلف أنهم كانوا يضربون على تركه لعشر كالصلاة , ذكر ذلك ابن قدامة في المغني .




    و أجر الصيام للصبي و لوالديه أجر التربية و الدلالة على الخير , عن الربيّع بنت معوذ رضي الله عنها قالت في صيام عاشوراء لما فرض كنا نصوم صبياننا و نجعل لهم اللعبة من العهن فاذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الافطار .



    بعض الناس يتساءل في أمر أبنائه و بناته في الصيام فربما صام الولد متحمسا و هو يطيق فأمره أبوه أو أمه بالافطار شفقة عليه بزعمهما و ما علموا أن الشفقة الحقيقية بتعاهده بالصيام , يعني بعض الناس يقولوا الولد ما زال صغيرا .


    قال العلماء يضربوا على تركه لعشر , اذا بلغ عشر سنوات .



    قال الله تعالى :.
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ



    و ينبغي الاعتناء بصيام البنت في أول بلوغها فربما تصوم اذا جاءها الدم خجلا ثم لا تقضي , يعني لا تريد القول و تكون حاضت فتقع في هذه المخالفة خجلا .




    إذا أسلم الكافر أو بلغ الصبي أو أفاق المجنون أثناء النهار لزمهم الامساك بقية اليوم لأنهم صاروا من أهل الوجوب و لا يلزمهم قضاء ما فات من الشهر لأنهم لم يكونوا من أهل الوجوب في ذلك الوقت .




    المجنون و المصروع مرفوع عنهم القلم , فان كان يجن أحيانا و يفيق أحيانا لزمه الصيام بحال افاقته دون حال جنونه , و ان جن في أثناء النهار لم يبطل صومه كما لو أغمي عليه بممرض أو غيره لأنه نوى الصيام و هو عاقل .





    يا الله
    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

    تعليق


    • #3
      رد: شرائع وأحكام لمن وجب عليه الصيام (فقه الصيام)



      تعريف الركن لغةً


      رَكَنَ إلى الأمر: مال إليه وسكن، قال تعالى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} (هود:113) أي: لا تميلوا وتسكنوا إلى الظالمين، ورُكْنُ الشيء: جانبه الأقوى، قال تعالى على لسانه نبيه لوط: {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ} (هود:80).

      و(الركن) في اصطلاح الأصوليين: ما يتوقف عليه وجود الشيء وعدمه، ويعبرون عن ذلك بقولهم: ما يتوقف على وجوده الوجود، وعلى عدمه العدم؛ وكثيرًا ما يعبر الفقهاء عن الركن بالشرط، ويريدون منه، ما لا بد منه.

      ركني الصوم:


      والصيام في حقيقته مركب من ركنين أساسيين، لا يتصور حصوله بدونهما:

      - الركن الأول: النية، ومعناها القصد، وهو اعتقاد القلب فعل شيء، وعزمه عليه من غير تردد، والمراد بها هنا قصد الصوم، والدليل على أن النية ركن لصحة الصيام، قوله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) رواه البخاري ومسلم،
      وهو يعم كل عمل ، وقوله في حديث حفصة رضي الله عنها: (من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له) رواه أحمد وأصحاب السنن.

      و
      محل النية القلب، ولا يشرع التلفظ بها، وهو خلاف السُّنَّة؛ لأنها عمل قلبي لا دخل للسان فيه، وحقيقتها القصد إلى الفعل امتثالاً لأمر الله تعالى، وطلباً لثوابه، ويشترط في النية لصوم رمضان التبييت، وهو: إيقاع النية ليلاً، لحديث حفصة المتقدم، وتصح النية في أي جزء من أجزاء الليل، وينبغي على العبد أن يبتعد عن وسواس الشيطان في النية، فإن النية لا تحتاج إلى تكلف، فمن عقد قلبه ليلاً أنه صائم غداً فقد نوى، ومثله ما لو تسحر بنية الصوم غداً.

      وبعض الفقهاء يعد النية شرطاً لصحة الصيام لا ركناً من أركانه، والمقصود أنه لا بد منها لصحة الصوم سواء عددناها ركناً أم شرطاً.

      - الركن الثاني: الإمساك عن المفطرات من طعام، وشراب، وجماع، من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس، ودليل ذلك قوله تعالى: {
      لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} (البقرة:187)،

      والمراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود، بياض النهار وسواد الليل، وذلك يحصل بطلوع الفجر الثاني أو الفجر الصادق؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال، ولا الفجر المستطيل، ولكن الفجر المستطير في الأفق) رواه الترمذي. وقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا أقبل الليل من ها هنا وأدبر النهار من ها هنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم) رواه البخاري ومسلم، وقد أجمع أهل العلم على أن من فعل شيئاً من ذلك متعمداً فقد بطل صومه.



      تعليق


      • #4
        رد: شرائع وأحكام لمن وجب عليه الصيام (فقه الصيام)

        من أهم الوظائف التي يجب أن يراعيها المؤمن في جميع أعماله ولا يصح العمل بدونها، وظيفة الإحتساب .. والإحتساب هو أن تحتسب الثواب عند الله تعالى وتُخلِّص العمل له وحده .. وكلما كثُرت النوايا التي احتسبتها، كلما زاد رصيدك من الأجر والثواب .. وإليك هذه النوايا لصيام وقيام رمضان، احفرها في قلبك لكي تُبلغ هذه الغنيمة العظيمة إن شاء الله تعالى ..


        ما نحتسبه في الصيــــام ..
        1) أن تُبَلَغ ثمرة التقوى .. قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183] .. ولو صار إسمك عند الله من المُتقين، فأبشر بكل خير ..
        {.. وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} [الجاثية: 19]، فسيحفظك الله جل وعلا من الفتن وتُصبح مُسددًا و يبصرك الله جل وعلا بالخير .. قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}[الأنفال: 29]؛ فيوفقك الله لمعرفة الخير من الشر ويُكفِّر الله جل جلاله عنك ذنوبك و خطاياك ويُضاعف حسناتك ..
        وسُييسر لك كل أمورك؛ {..وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق: 4] ..
        ويفرج كربك فلا هموم ولا محن ولا فِتَن، ويفتح لك أبواب الرزق؛ {.. وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ..}[الطلاق: 2,3] ..
        ويُنجيك من العذاب؛ { ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: 72] ..
        فلو صُمت بشكل صحيح، ستصير من عباد الله المتقين وتنال هذا الثواب العظيم.

        2) مغفرة الذنوب .. تتخلص من ذنوب الماضي ولا يبقى لها أثر في القلب؛ قال رسول الله "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.."[متفق عليه]
        3) سببًا في بلوغك الدرجات الرفيعة عند الله تعالى .. قال رسول الله "كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله تعالى إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك والصيام جنة وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب وفإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم"[متفق عليه] ..
        4) الاستشفاء من جميع الآفات .. عن أبي أمامة قال : أتيت رسول الله فقلت: مرني بأمر آخذه عنك، قال "عليك بالصوم فإنه لا مثل له" [رواه النسائي وصححه الألباني] .. فالصوم لا مثل له في كل شيء، فاستشف به كي يُعلاجك من كل آفاتك.
        5) الوقاية من الفتن .. رسول الله يقول "فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" [متفق عليه]

        6) النجاة من شدة الحساب .. قال "لِكُلِّ عَمَلٍ كَفَّارَةٌ ، وَالصَّوْمُ لِى وَأَنَا أَجْزِى بِهِ ، وَلَخَلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ" [صحيح البخاري] .. فعندما يوضع الصيام في ميزانك يوم القيامة، يمحو السيئات ويستبدلها بحسنات .. اللهم إنا نسألك الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب.
        7) الحفظ من الوقوع في وحل المعاصي .. قال رسول الله "الصوم جنة من عذاب الله" [صحيح الجامع (3866)] .. جُنة: أي كإنه درع يحفظك من الوقوع في المعاصي.
        8) الحفظ من خطر الشهوة .. قال "خصاء أمتي الصيام" [صحيح الجامع (3228)]
        9) البُعد عن النار .. النبي قال "من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض" [رواه الترمذي وصححه الألباني] .. وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله "من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا"[متفق عليه]
        10) وسببًا لدخول الجنة .. قال رسول الله "في الجنة ثمانية أبواب منها باب يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون" [متفق عليه] .. وقال "من ختم له بصيام يوم دخل الجنة " [صحيح الجامع (6224)]

        11) الشفاعة .. رسول الله قال "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يقول الصيام أي رب إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان" [رواه البيهقي وصححه الألباني]
        12) التحلي بشعار الأبرار .. قال رسول الله "جعل الله عليكم صلاة قوم أبرار يقومون الليل ويصومون النهار ليسوا بأثمة ولا فجار" [صحيح الجامع (3097)]
        13) التقرب إلى الله بأ فضل ما يحب .. فقد قال الله تعالى في الحديث القُدسي ".. وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه.." [صحيح الجامع (1782)] .. وهذه ميزة في صيام شهر رمضان عن سائر أشهر السنة.
        14) سببًا لإستجابة الدعاء .. رسول الله قال "ثلاث دعوات مستجابات دعوة الصائم ودعوة المظلوم ودعوة المسافر" [صحيح الجامع (3030)]



        ما نحتسبه في القيــــام ..
        1) المغفرة .. قال "ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" [متفق عليه]
        2) أن يُكتب لك قيام ليلة كاملة بقيامك خلف الإمام .. فقد قال الرسول "إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام الليلة" [رواه أبو داوود وصححه الألباني].. فبصيامك النهار وقيامك الليل، تكون قضيت الـ 24 ساعة في طاعة الرحمن.
        3) الفوز بالجنة والنجاة من النار .. قال الله عز وجل{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)} [السجدة]
        4) تحصيل ثمرة التقوى .. قال الله عز وجل {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17)} [الذاريات]
        5) أن تلحق بركب الصالحين .. قال رسول الله "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وهو قربة لكم إلى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم " [رواه الترمذي وحسنه الألباني]


        نوايــــــا قراءة القرآن ..
        1) محبة الله عزَّ وجلَّ والرسول .. قال رسول الله "من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ في المصحف" [صحيح الجامع (6289)] ..

        2) القرآن شفاء وسبب لنزول الرحمة .. قال تعالى {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82] ..

        3) زيادة الرصيد الإيماني .. فلك بكل حرفٍ حسنة والحسنة بعشر أمثالها، والأجر يُضاعف في رمضان ..

        4) الشفاعة .. قال رسول الله "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه، ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال فيشفعان" [رواه أحمد وصححه الألباني] ..

        5) سبب للهداية .. يقول تعالى {إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} [الإسراء: 9]

        اكتب هذه النوايا وداوم على مطالعتها يوميًا، حتى لا يصير صيامنا وقيامنا مجرد عادات .. بل يجب أن يكون عبادة وقربة لله جل وعلا،،
        نسأل الله أن يرزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل، وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال،،



        تعليق


        • #5
          رد: شرائع وأحكام لمن وجب عليه الصيام (فقه الصيام)

          فضل الصيام

          - فضل الصيام عظيم ومما ورد في ذلك من الأحاديث الصحيحة : أن الصيام قد اختصه الله لنفسه وأنه يجزي به فيضاعف أجر صاحبه بلا حساب لحديث : " إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به "
          البخاري فتح رقم 1904 صحيح الترغيب 1/407 ،
          وقوله صلَّ الله عليه وسلم "وأن الصوم لا عِدل له النسائي 4/165 وهو في صحيح الترغيب 1/413 ،
          وقوله صلَّ الله عليه وسلموأن دعوة الصائم لا تُردّ رواه البيهقي 3/345 وهو في السلسلة الصحيحة 1797 ،

          وأن للصائم فرحتين إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربّه فرح بصومه رواه مسلم 2/807 ،
          وأن الصيام يشفع " للعبد يوم القيامة يقول : أي ربّ منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه " رواه أحمد 2/174 وحسّن الهيثمي إسناده : المجمع 3/181 وهو في صحيح الترغيب 1/411 ،

          وأن
          " خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " مسلم 2/807 ،
          وأن " الصوم جُنّة وحصن حصين من النار " رواه أحمد 2/402 وهو في صحيح الترغيب 1/411 وصحيح الجامع 3880 ،
          وأنّ " من صام يوما في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا " رواه مسلم 2/808 ، وأنّ " من صام يوما ابتغاء وجه الله خُتم له به دخل الجنّة " رواه أحمد 5/391 وهو في صحيح الترغيب 1/412 .
          وأنّ في الجنة بابا " يُقال له الريان يدخل منه الصائمون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد " البخاري فتح رقم 1797 .

          وأما رمضان فإنه ركن الإسلام وقد أُنزل فيه القرآن ، وفيه ليلة خير من ألف شهر ،
          و " إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ "
          رواه البخاري الفتح رقم 3277 ،
          وصيامه يعدل صيام عشرة أشهر أنظر مسند أحمد 5/280 وصحيح الترغيب 1/421 ، و " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " رواه البخاري فتح رقم 37 ، و "لله عزّ وجلّ عند كلّ فطر عتقاء " رواه أحمد 5/256 وهو في صحيح الترغيب 1/419 .



          تعليق


          • #6
            رد: شرائع وأحكام لمن وجب عليه الصيام (فقه الصيام)




            من رحمة الله تعالى بعباده أن شرع لهم دينًا قِيَمًا؛ يضبط سلوكهم ويزكي نفوسهم، فأنزل لهم كتابًا مبينًا، وأرسل رسولاً أمينًا، فبشَّر وأنذر، ووعد وحذر. وجاء بشريعة تضمنت الحلال والحرام، والواجبات والمحظورات، كل ذلك تحقيقًا لخير الفرد والمجتمع، في الآجل والعاجل: { أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ* } (الملك:14).

            وكما أن للعبادات الشرعية شروطًا وأركانًا، لا تصح ولا تجزئ عن المكلف -مع القدرة- إلا بها، فإن لها كذلك مفسدات ومبطلات إذا طرأت عليها أفسدتها، وأبطلت أجرها وثوابها.

            ومفسدات الصوم ومبطلاته التي ينبغي أن يتجنبها الصائم؛ ليكون صومه صحيحاً مقبولاً إن شاء الله، هي ستة أنواع:

            أولاً: الجماع

            والجماع في نهار رمضان أعظم مفسد للصوم، ففي "الصحيحين" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هلكت، قال: (وما أهلكك؟) قال: وقعت على امرأتي في رمضان..."، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالكفارة، ما يدل على أن الجماع مفسد للصوم، وهو محل إجماع بين العلماء.

            والجماع مفسد للصوم ، وأما مقدماته من القبلة ونحوها مع عدم الإنزال فإنها لا تفسده، فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلني وهو صائم، وأيكم يملك إِرْبه كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يملك إِرْبه) رواه مسلم،

            وعليه فلو علم الصائم من نفسه أن فعله سيؤدي به إلى الجماع أو الإنزال لعدم قوته على كبح شهوته، فإنه يحرم عليه حينئذٍ سداً للذَّريعةِ، وصوناً لصيامه عن التعرض للفسادِ، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم المتوضئ بالمبالغة في الاستنشاق إلا أن يكون صائماً خوفاً من تسرب الماء إلى جوفه.

            ثانيًا: الأكل والشرب

            وهو إيصال الطعام والشراب إلى الجوف من طريق الفم أو الأنف أياً كان نوع المأكول أو المشروب، فمن فعل شيئًا من ذلك متعمدًا فقد فسد صومه لقوله تعالى: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل} (البقرة:187).

            أما من أكل أو شرب ناسيا، فلا يؤثر ذلك على صيامه لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من نسي وهو صائم، فأكل أو شرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه)، رواه البخاري ومسلم.

            ثالثًا: ما كان في معنى الأكل والشرب

            كالإبر المغذية ونحوها مما يكتفى به عن الأكل والشرب، فإذا تناول الصائم مثل هذه الإبر فإنه يفطر، لأنها وإن لم تكن أكلاً وشرباً حقيقة إلا أنها بمعناهما، فيثبت لها حكم الأكل والشرب، وإما الإبر غير المغذية فإنها لا تفطر سواء تناولها عن طريق العضلات، أو عن طريق الوريد، لأنها ليست أكلاً ولا شرباً ولا بمعناهما، فلا يثبت لها حكمهما.

            رابعًا: التقيؤ عمدًا


            وهو إخراج ما في المعدة من طعام أو شراب عن طريق الفم، إذا تعمد الصائم فعل ذلك، وأما إن غلبه القيء وخرج من غير إرادته فلا قضاء عليه؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء فليقض) رواه أحمد وأبو داود، ومعنى ذرعه: سبقه وغلبه في الخروج.

            وسواء كان التعمد بالفعل كعصر بطنه وإدخال أصبعه في حلقه، أو بالشم كأن يشم شيئاً ليقيء به، أو بالنظر كأن يتعمد النظر إلى شيء ليقيء فإنه يفطر بذلك كله.

            خامسًا: خروج دم الحيض والنفاس

            لقوله صلى الله عليه وسلم في المرأة: (أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم) رواه البخاري. وقد أجمع أهل العلم على أن خروج دم الحيض أو النفاس مفسد للصوم.

            فمتى رأت المرأة دم الحيض أو النفاس فسد صومها سواء كان ذلك في أول النهار أم في آخره، ولو قبل الغروب بلحظة، وأما إن أحست بانتقال الدم، ولم يبرز إلا بعد الغروب، فصيامها صحيح، لأن مدار الأمر على خروج الدم.

            سادسًا: إنزال المني باختياره

            فمن قبَّل أو لمس، أو استمنى حتى أنزل فإن صومه يفسد، لقوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي) رواه أحمد، وخروج المني من الشهوة التي لا يتحقق الصوم إلا باجتنابها، فإن قصد إليها بفعل ما، لم يكن تاركًا لشهوته، وبالتالي لم يحقق وصف الصائم الذي جاء في الحديث.

            أما إن كان إنزال المني عن غير قصد، ولا استدعاء، كاحتلام، أو تفكير، أو نتيجة تعب وإرهاق، فلا يؤثر ذلك على الصوم.




            ومما ينبغي أن يعلم في هذا الباب أن هذه المفسدات -غير الحيض والنفاس- لا يفطر الصائم بشيء منها إلا إذا كان عالماً ذاكراً مختاراً، فإن كان جاهلا بالحكم فلا يفطر، ولا يفطر كذلك إذا كان جاهلا بالحال، كأن يظن أن الفجر لم يطلع فيأكل أو يشرب مع أنه قد طلع، أو يغلب على ظنه أن الشمس قد غربت، فيأكل وهي لم تغرب بعد.

            وكذلك لا يفطر إن نسي أنه صائم لقوله عليـه الصـلاة والسلام: (من نسي وهو صائم، فأكل أو شرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه) متفق عليه.

            لكن عليه أن يمسك حال التذكر، ويخرج ما في فمه من الطعام والشراب، وعلى من رآه يأكل أو يشرب أن يذكره وينبهه.

            وكذلك لا يفطر إذا كان مكرهاً على ارتكاب شيء من هذه المفطرات، ولا قضاء عليه، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) رواه ابن ماجه.






            يا الله
            علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

            تعليق


            • #7
              رد: شرائع وأحكام لمن وجب عليه الصيام (فقه الصيام)



              الأعذار المبيحة للفطر





              رَفْعُ الحرج، وعدم إلحاق الضرر والمشقة بالمكلف من المقاصد الأساسية التي رعتها الشريعة، وتظافرت عليها أدلة الكتاب والسنة، وفي ذلك يقول تعالى: {يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} (البقرة:185)، ويقول سبحانه: {يُرِ*يدُ اللَّـهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ} (النساء:28)، ويقول: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} (الحج:78)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (إن الله يجب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته) رواه أحمد، وفي رواية: (إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه) رواه البيهقي وغيره.

              وقد قرر أهل العلم استناداً إلى هذه النصوص عدداً من القواعد الفقهية، التي تفيد رفع الحرج وإزالة الضرر والمشقة عن المكلف؛ من ذلك قولهم: "المشقة تجلب التيسير"، وقولهم: "الضرر مدفوع شرعاً"، وقولهم: "الأمر إذا ضاق اتسع"، ونحو ذلك مما أصله الفقهاء في قواعدهم الفقهية.

              وصيام رمضان وإن كان فرضاً على كل مكلف عاقل بالغ، إلا أن هناك بعض العوارض والأعذار التي قد تطرأ على المكلف، فتصرف عنه حكم الوجوب، ويباح له الفطر حينئذ، وربما وجب في حقه كما في حالات معينة، وهذه العوارض هي ما يعرف بـ "رخص الفطر" أو "الأعذار المبيحة للفطر" ومنها:

              أولاً: المرض

              والمرض تغير يطرأ على الإنسان يخرجه عن طبيعته السوية، وهو من الأعذار المبيحة للفطر لقوله تعالى: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ} (البقرة:184)، وضابط المرض المبيح للفطر هو المرض الذي يخاف معه الضرر والهلاك، أو يلحقه به مشقة شديدة تزيد في مرضه، أو تؤخر برءه وشفاءه، فهذا هو الذي يجوز الفطر معه، ويقضي ما أفطره عند زوال عذره، أما المرض الذي لا يلحق الصائم معه ضرر أو مشقه، كمن به وجع ضرس أو أصبع أو نحو ذلك فلا يرخص له في الفطر.

              ثانياً: الكبر

              الشيخ الكبير والمرأة العجوز يرخص لهما في الفطر، لعدم القدرة على الصيام، ولا قضاء عليهما إذا كان الصيام يشق عليهما مشقة شديدة في جميع فصول السنة، وعليهم أن يطعموا عن كل يوم مسكيناً، لقوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} (البقرة:184)، قال ابن عباس رضي الله عنهما: "الآية ليست منسوخة، وهي للشيخ الكبير، والمرأة الكبيرة، لا يستطيعان أن يصوما، فيطعمان مكان كل يوم مسكينًا"، ومثلهما المريض مرضاً لا يرجى برؤه، ويشق عليه الصوم، فإنه يفطر ويطعم عن كل يوم مسكيناً.

              ثالثاً: الحمل والرضاعة

              اتفق الفقهاء على أنه يباح للحامل والمرضع الإفطار إذا خافتا على أنفسهما أو ولديهما، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة، وعن الحبلى والمرضع الصوم) رواه النسائي وغيره،
              ويجب عليهما قضاء ما أفطرتا من أيام أخر، حين يتيسر لهما ذلك، ويجب التنبه هنا أن مجرد الحمل والرضاعة لا يبيحان الفطر في رمضان، وإنما الذي يبيح الفطر هو خوف الحامل والمرضع على نفسها أو ولدها.

              رابعاً: السفر

              المسافر إذا لم يقصد بسفره التحيل على الفطر، فإنه يرخص له فيه، لقول الله تعالى: (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) (البقرة:184)،

              ولقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث المتقدم: (إن الله وضع عن المسافر الصوم)، والسفر المبيح للفطر هو السفر الطويل الذي تقصر فيه الصلاة الرباعية، ويجب عليه القضاء بعد ذلك، وهو مخير في سفره بين الصوم والفطر، لقول أنس رضي الله عنه كما في "الصحيحين": "سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان، فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم"، وفي "صحيح مسلم" عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "كانوا يرون أن من وجد قوة فصام، فإن ذلك حسن، وأن من وجد ضعفاً فأفطر فإن ذلك حسن".

              خامساً: دفع ضرورة
              يرخص الفطر -وربما يجب- لدفع ضرورة نازلة، كإنقاذ غريق، أو إخماد حريق، ونحو ذلك، إذا لم يستطع الصائم دَفْع ذلك إلا بالفطر، ويلزمه قضاء ما أفطره، ودليل ذلك عموم الأدلة التي تفيد رفع الحرج ودفع الضرر،
              والقاعدة الأصوليه تقول أن
              تفضل الشرحما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

              ومثله ما لو احتاج إلى الفطر للتقوي على الجهاد في سبيل الله، وقتال العدو، فإنه يفطر ويقضي ما أفطر، سواء كان ذلك في السفر أو في بلده إذا حضره العدو، وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "سافَرْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى مكةَ ونحنْ صيامٌ فنَزلْنا منْزلاً، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (إنكم قد دنوتم من عدوكم، والفطر أقوى لكم) فكانت رخصة، فمنا من صام ومنا من أفطر. ثم نزلنا منزلاً آخر، فقال: (إنكم مصبحو عدوكم، والفطر أقوى لكم، فأفطروا) وكانت عَزَمَة، فأفطرنا".

              هذه هي أهم الأعذار المبيحة للفطر شرعها الرؤوف الرحيم بعباده، رفعاً للحرج عن العباد، ودفعاً للضرر والمشقة عنهم، منها ما يُلْزم صاحبها بقضاء الأيام التي أفطرها كما في حق المسافر، والمرضع، والحامل، والمريض مرضاً يُرجى شفاؤه، ومنها ما لا يلزمه قضاء تلك الأيام كما في حق الكبير، والمريض مرضاً لا يرجى شفاؤه، وإنما تلزمهم الفدية فقط، وهي إطعام مسكين عن كل يوم أفطروه، وأما الفطر في رمضان من غير عذر فهو من كبائر الذنوب التي ورد الوعيد الشديد تجاه مرتكبها.






              تااابعونا
              يا الله
              علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

              تعليق


              • #8
                رد: شرائع وأحكام لمن وجب عليه الصيام (فقه الصيام)






                سنن الصوم وآدابه

                الأدب عنوان فلاح المرء وسعادته في الدنيا والآخرة, وأكمل الأدب وأعظمه الأدب مع الله سبحانه, ولذلك شُرع لكل عبادة في الإسلام آداب ينبغي على المسلم الحفاظ عليها ومراعاتها؛ فالصلاة لها آداب, والحج له آداب, والصوم كذلك له آداب عظيمة، لا يتم على الوجه الأوفق إلا بها, ولا يكمل إيمان العبد إلا بتحقيقها.

                والعبادات وإن كانت تصح من غير الإتيان بآدابها وسننها إلا أنها تبقى ناقصة الأجر، قليلة الأثر، ولأجل هذا الملحظ شُرعت السنن والآداب لتكميل النقص الذي يطرأ على الفرائض والواجبات.

                وقد جاءت الشريعة بكف اللسان عن المحرمات من غيبة ونميمية وكذب وسفه وعدوان في كل وقت وحين، إلا أن الكف عن هذه الأمور يتأكد في رمضان، لمنافاتها لحقيقة الصوم والغاية منه، وفي الحديث عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذٍ ولا يجهل، فان سابَّه أحد أو قاتله أحد فليقل إني امرؤ صائم) رواه البخاري ومسلم، و(الرفث) هو: الكلام الفاحش، قال الإمام أحمد رحمه الله: ينبغي للصائم أن يتعاهد صومه من لسانه، ولا يماري، ويصون صومه، قال: وكانوا إذا صاموا -يقصد السلف الصالح- قعدوا في المساجد، وقالوا: نحفظ صومنا، ولا نغتاب أحداً.

                وكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.

                فعلى الصائم أن يحفظ بصره عن النظر إلى المحرمات, ويحفظ أذنه عن الاستماع للغناء وآلات اللهو, ويحفظ بطنه عن كل مكسب خبيث محرم, فليس من العقل والحكمة أن يتقرب العبد إلى ربه بترك المباحات من الطعام والشراب والجماع , وهو لم يتقرب إليه بترك ما حُرِّم عليه في كل حال, من الكذب والظلم والعدوان, وارتكاب المحرمات، ومن فعل ذلك كان كمن يضيِّع الفرائض، ويتقرب بالنوافل.

                كما يستحب للصائم بذل الصدقة للمحتاجين من الفقراء والمساكين، وفي الحديث عن عائشة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم: (كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، فَلَرَسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة) رواه البخاري ومسلم.

                ومن السنن المشروعة في الصيام، تناول السحور وتأخيره، لما في ذلك من عون على صيام النهار، قال صلى الله عليه وسلم: (تسحروا فإن في السحور بركة) رواه البخاري ومسلم، وقال في الحديث الآخر: (فَصْلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السَّحَر) رواه مسلم.

                يقول زيد بن ثابت: "تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قمنا إلى الصلاة"، متفق عليه، وهو يدل على استحباب تأخير السحور.

                كما يستحب للصائم تعجيل الفطر لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) متفق عليه. وأن يفطر على رطبات إن تيسر؛ لحديث أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات، فإن لم تكن رطبات فتمرات، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء) رواه الترمذي.

                ومن الأمور المسنونة للصائم الدعاء عند فطره، وفي الحديث: (ثلاثة لا ترد دعوتهم -وذكر منهم- والصائم حين يفطر) رواه الترمذي، وثبت عنه عليه الصلاة والسلام عند الإفطار قوله: (ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى) رواه أبو داود.

                وبهذا يتبين أن حقيقة الصيام ليست مجرد الإمساك عن المفطرات الحسية فحسب, فإن ذلك يقدر عليه كل أحد, كما قال بعضهم: "أهون الصيام ترك الشراب والطعام"، ولكن حقيقة الصيام ما أخبر عنه جابر رضي الله عنه بقوله: "إذا صمت، فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم, ودع أذى الجار, وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك, ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء".

                فاحرص -أخي الصائم- على الالتزام بهذه الآداب والمسنونات، واجتنب المحرَّمات والمكروهات، ففي ذلك حفظ لصومك، ومرضاة لربك، وزيادة في أجرك.



                يا الله
                علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

                تعليق


                • #9
                  رد: شرائع وأحكام لمن وجب عليه الصيام (فقه الصيام)



                  يباح للصائم تيسيرًا عليه ودفعًا للحرج ما يأتي:
                  1- نزول الماء والانغماس فيه: وذلك للطهارة من الجنابة أو تخفيف حدة العطش من شدة الحر.


                  2- القبلة والمباشره : تباح لمن استطاع ضبط نفسه، لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يفعل ذلك وهو صائم.


                  3- الاكتحال والقطرة: ونحوهما مما يدخل في العين، أباح ذلك جمهور أهل العلم، سواء شعر الصائم بطعمه في حلقه أم لم يشعر، لأن العين ليست منفذًا إلى الجوف.


                  4- جميع أنواع الحقن: صرح جمهور الفقهاء بإباحتها، سواء كانت للتغذية أم لغيرها، وسواء أكانت في العروق أم تحت الجلد، فكلها وإن وصلت إلى الجوف، لكن من منفذ غير طبيعي.


                  5- المضمضة والاستنشاق: يباحان من غير مج في الفم.



                  6- يباح ما لا يمكن الاحتراز منه: نحو: بلع الريق، وغبار الطريق،وغربلة الدقيق، والنخامة، والبخور.. وغير ذلك مما لم يمكن الاحتراز منه، وفقدان العمد.


                  7- الحجامة: تباح ما لم تؤد إلى ضعف الصائم، لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) احتجم وهو صائم.



                  8- الوصال إلي السحر.



                  9- الحائض والنفساء إذا انقطع الدم من الليل: يباح لهما تأخير الغسل إلى الصباح،ولكن عليهما عقد نية الصوم قبل الفجر، ويستحب لهما التطهر قبل الفجر ليستقبلا الصباح على طهارة.





                  يا الله
                  علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

                  تعليق


                  • #10
                    رد: شرائع وأحكام لمن وجب عليه الصيام (فقه الصيام)

                    سؤال وجواب لصيام التطوع وأحكامه



                    ما حكم صيام التطوع؟

                    سُنَّة.



                    ما الأيام التي يستحبُّ صيامها؟


                    يستحب صيام التطوع طوال العام إلاَّ الأيام التي يحرم صيامها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "مَن صام يوماً في سبيل الله؛ باعد الله وجهه من النار سبعين خريفاً" متفق عليه.





                    ولكن يستحب صيام الأيام الآتية:


                    صيام يوم وفطر يوم، وهذا أفضل صيام التطوع، وهو صوم داود عليه السلام، وقد أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمرو، وقال: "هو أفضل الصيام" متفق عليه.





                    صوم يوم عرفة لغير الحاج، وهو التاسع من ذي الحجة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده.رواه مسلم.





                    صوم يومي عاشوراء وتاسوعاء أو الحادي عشر من المحرم، وهو اليوم التاسع والعاشر والحادي عشر من شهر الله المحرَّم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم عن عاشوراء: "أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله"
                    رواه مسلم. ، وقال: "لئن بقيتُ إلى قابلٍ لأصومنَّ التاسع والعاشر"
                    في مسلم: "لأصومن التاسع ولفظة العاشر في كشاف القناع للهبوتي.



                    صوم يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان يتحرَّى صومهما، وقال: "هما يومان تُعرض فيهما الأعمال، وأحب أن يعرض عملي وأنا صائم".رواه أحمد والنسائي.





                    صوم ستة أيام من شوال؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "مَن صام رمضان وأتبعه بستٍّ من شوال فكأنما صام الدهر"
                    رواه
                    مسلم.
                    ، ويستحب فيها التتابع، ويجوز أن تكون متقطعة، وأن تكون عقب العيد مباشرة، ومن عليه قضاء فالسنة أن يسارع بالقضاء، ثم إن استطاع صام ستة من شوال.






                    الثلاثة البيض، وهي الثالث والرابع والخامس عشر من كل شهر قمري، ويجوز أن تكون أي ثلاثة من الشهر، لما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: "أوصاني خليلي بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام"متفق عليه.
                    ولما رواه أبو ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا ذر! إذا صمتَ من الشهر فصم ثالث عشرة، ورابع عشرة، وخامس عشرة"
                    رواه الترمذي.





                    هل يشترط في صيام التطوع تبييت النية من الليل؟


                    لا يشترط ذلك، بل للإنسان أن ينوي في أي ساعة من نهار الصوم إذا لم يطعم شيئاً.



                    هل لمن دخل في صيام التطوع أن يُفطر؟


                    يستحب له أن يتم صومه، ولكن إن أفطر فلا شيء عليه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "الصائم المتطوع أمير نفسه، إن شاء صام، وإن شاء أفطر"رواه احمد





                    ولما روت عائشة أنها قالت: "يا رسول الله! أُهدي لنا حيسٌ. فقال: "أرنيه، فلقد أصبحت صائماً". فأكل رواه مسلم .




                    هل من السنة صيام جميع رجب وشعبان؟


                    ليس من السنة.




                    ما حكم صيام الدهر؟


                    اختلف فيه أهل العلم، منهم من قال:

                    حرام؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا صام من صام الدهر".رواه البخاري.





                    ومنهم من قال مكروه، لنهيه صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمرو عن ذلك، وهو الراجح والله أعلم.




                    ومنهم من قال جائز.




                    ومنهم من قال مستحبٌّ، لسرد بعض السلف الصيام.



                    ما الأيام التي يحرم صيامها؟


                    يحرم صوم يوم عيد الفطر والأضحى، وأيام التشريق الثلاثة لغير الحاج المتمتع أو القارن الذي لم يجد الهدي.





                    وأباح المالكية صوم يوم التشريق الثالث لما رواه أبو هريرة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم يومين، يوم فطر ويوم أضحى"متفق عليه.





                    وقال عن أيام التشريق: "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله"مسلم.





                    والترخيص في صومها لمن لم يجد الهدي من الحج؛ لقول ابن عمر وعائشة: "لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلاَّ لمن لم يجد الهدي"رواه البخاري.





                    يا الله
                    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

                    تعليق


                    • #11
                      رد: شرائع وأحكام لمن وجب عليه الصيام (فقه الصيام)

                      المرأة والأعذار الشرعية في رمضان


                      ماذا تفعل المرأة من الأعمال الصالحة إذا أصابها العذر الشرعي ؟


                      - فينبغي على المرأة المؤمنة أن ترضى بما كتبه الله، ففي الصحيحين أنَّ
                      النبيَّ صلَّ الله عليه وسلم دخَل على عائشة وهي تبكي «لأنها حاضت أيام الحج »
                      فسلّاها وعزّاها وقال: «إنَّ هذا أمرٌ كتَبه اللهُ على بناتِ آدَمَ » ثم أخبرها بما تفعله في
                      حجها ومالا تفعله.
                      من البشائر التي تسر المؤمن والمؤمنة أن الإنسان إذا كان معتاداً على
                      عمل صالح ثم تركه لعذر فإن الله عزوجل يعطيه أجر ذلك العمل ولو لم يعمله
                      وهذا من فضل الله، قال « : صلَّ الله عليه وسلم إذا مرض العبد أو سافر كُتب له مثل ما
                      كان يعمل مقيماً صحيحاً
                      » رواه البخاري.
                      وعن أنس رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّ الله عليه وسلم رجع من غزوةِ تبوكَ، فلما
                      دنا منَ المدينةِ قال: «إنَّ بالمدينةِ أقوامًا، ما سِرتُم مسيرًا، ولا قطعتُم واديًا إلا كانوا
                      معكم » قالوا: يا رسولَ اللهِ، وهم بالمدينةِ؟ قال: «وهم بالمدينةِ، حبسهُمُ العذرُ
                      "رواه البخاري"

                      سبحانه الغني الكريم، الرحمن الرحيم، البر الحليم، ذو الفضل العظيم، ذو الجلال
                      والإكرام سبحانه وبحمده.



                      يجوز للمرأة الحائض باتفاق العلماء أن تعبد ربها بالدعاء والذِكر،
                      فعلى المرأة المؤمنة أن تملأ وقتها بالدعاء وبذكر الله بأنواع الذكر كالتسبيح
                      والهليل والتكبير والتحميد والصلاة على النبي
                      صلَّ الله عليه وسلم، وإن استعانت في
                      ذلك بكتب الأذكار كحصن المسلم وكتاب الدعاء من الكتاب والسنة فحسن،
                      ولا مانع من الاستعانة بالسُبحة والعدّادات اليدوية لعد التسبيح، فقد ورد عن
                      بعض الصحابة أنهم كانوا يعدون التسبيح بالحصى، لكن عد التسبيح بالأنامل
                      «وهي الأصابع » أفضل لقول النبي « :صلَّ الله عليه وسلم يا نساء المؤمنات عليكن
                      بالتهليل والتسبيح والتقديس، ولا تغفلن فتنسين الرحمة، واعقدن بالأنامل فإنهن
                      مسؤولات مستنطقات
                      » إسناده حسن.
                      ٤- يجوز للمرأة الحائض «ومثلها النفساء » أن تقرأ القرآن، وهذا مذهب
                      الإمام مالك ورواية عن الإمام أحمد اختارها جمع من العلماء منهم شيخ الإسلام
                      ابن تيمية . كما في مجموع الفتاوى :
                      «لَيْسَ فِي مَنْعِهَا مِنْ الْقُرْآنِ سُنَّةٌ أَصْلًا، وَقَدْ كَانَ النِّسَاءُ يَحِضْنَ عَلَى عَهْدِ
                      رَسُولِ اللَّه صلَّ الله عليه وسلم ، فَلَوْ كَانَتْ القِْرَاءَةُ مُحَرَّمَةً عَلَيهِْنَّ كَالصَّلَاة لكََانَ هَذَا مِمَّا
                      بَيَّنَهُ النَّبِيُّ
                      صلَّ الله عليه وسلم لأمته وَتَعْلَمُهُ أُمَّهَاتُ الْمُؤْمِنيِنَ، وَكَانَ ذَلِكَ مِمَّا يَنْقُلُونَهُ
                      إلَى النَّاسِ، فَلَمَّا لَمْ يَنْقُلْ أَحَدٌ عَنْ النَّبِيِّ
                      صلَّ الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ نَهْيًا لَمْ يَجُزْ أَنْ
                      تُجْعَلَ حَرَامًا، مَعَ الْعِلْمِ أَنَّهُ لَمْ يَنهَْ عَنْ ذَلكَِ، وَإذَِا لَمْ يَنهَْ عَنهُْ عُلِمَ أَنَّهُ لَيْسَ بمُِحَرَّمِ .
                      »
                      «مجموع الفتاوى 26( » / 191 (.
                      وهذا القول «أعني جواز قراءة القرآن للمرأة الحائض » هو اختيار جمع من
                      المعاصرين منهم الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز .رحمه الله
                      ومما ينبغي التنبيه إليه:
                      أن مس المصحف لا يجوز إلا للمتطهر، لذا فإن على المرأة الحائض أن تلبس
                      قفازا أو تحرك المصحف بقلم أو نحوه أو تقرأ من الأجهزة أو من المصاحف المشتملة على تفسير القرآن، فإن مسّها جائز.



                      ومن الأعمال الصالحة قراءة الكتب النافعة التي تُفيد العلم وتزيد الإيمان
                      وتقرب من الله لا سيما كتب السُنة، ومن أجلّها وأفضلها وأعظمها بركةً ونفعا

                      صحيح البخاري وصحيح مسلم ورياض الصالحين للنووي وغيرها كثير ولله الحمد.


                      الأعمال الصالحة في العشر الأواخر لا تقتصر على الذِكر والتلاوة والصلاة، بل هي أعم من ذلك، فالصدقة وصلة الرحم وزيارة المرضى وخدمة الناس احتسابا للأجر والإعداد للعيد بالمسابقات النافعة التي تدخل البهجة وتحفظ الوقت وتزيد العلم والإيمان، كل ذلك من الأعمال الصالحة التي تقرب إلى الله.
                      ومن أفضل الأعمال في هذه العشر خدمة الصائمين والمعتكفين ورواد
                      المساجد، فإن تيسر للمرأة أن تشارك في تفطير الصائمين أو خدمة المعتكفين بأي
                      أنواع الخدمة ككيّ ملابسهم ونحو ذلك فهي على خير وأجر وفير.

                      هذا ما تيسر في هذه العجالة، ومن نظر وجد المزيد، وبالله التوفيق، وصلى
                      الله وسلم على نبينا محمد.



                      يا الله
                      علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

                      تعليق


                      • #12
                        رد: شرائع وأحكام لمن وجب عليه الصيام (فقه الصيام)

                        هدية الدورة


                        فديوهات وصوتيات رمضان لعدد من المشايخ والدعاه





                        1 مجموعة جلسات رمضانية محمد بن صالح العثيمين

                        السلاسل العلمية :
                        1سلسلة دورة المشتاقين إلى رمضان (مرئي) محمد حسين يعقوب
                        2سلسلة مدرسة الثلاثين (مرئي) مسعد أنور
                        3 سلسلة فقه المرأة في رمضان (مرئي) محمد حسن عبد الغفار
                        4 سلسلة رمضان حياتي (مرئي) محمد الصاوي
                        5 سلسلة رمضان .. دروس وعبر محمد بن إبراهيم الحمد
                        6 سلسلة رمضان شهر التوبة محمد بن إبراهيم الحمد
                        7 سلسلة ليالي رمضان لعام 1428 هـ ملفات متنوعة
                        8 سلسلة خطب رمضان محمد حسين يعقوب
                        9 سلسلة ليالي رمضان 1427 هـ صلاح الدين علي عبد الموجود
                        10 سلسلة حديث الأشجان لتحقيق أسباب المغفرة في رمضان محمد الدبيسي
                        11 سلسلة دروس ليالي رمضان 1428 هـ عبد البديع أبو هاشم
                        12 سلسلة نسائم رمضان 1428 هـ صلاح الدين علي عبد الموجود
                        13 سلسلة قطوف رمضان وليد إدريس المنيسي
                        14 سلسلة شرح كتاب الجامع لأحكام الصيام ( مرئي ) أحمد حطيبة
                        15 سلسلة اركب معنا .. دورة الاستعداد لرمضان محمد حسين يعقوب
                        16 سلسلة رمضان عدو الغيبة محمد إسماعيل المقدم
                        17 سلسلة محاضرات رمضانية ملفات متنوعة
                        18 سلسلة أسرار المحبين في رمضان (مرئي) محمد حسين يعقوب
                        19 سلسلة تذكِرة رمضان عبد البديع أبو هاشم
                        20 سلسلة رمضان تربية وأسرار محمد بن إبراهيم الحمد
                        21 سلسلة ليالي رمضان لعام 1424هـ محمد حسان
                        22 سلسلة كلمات في الاعتكاف والتراويح ياسر برهامي
                        23 سلسلة خواطر رمضانيّة لعام 1425هـ جمال عبد الهادي
                        24 سلسلة محاضرات رمضانية صادق بن محمد البيضاني
                        25 سلسلة أشواق رمضان محمد الدبيسي
                        26 سلسلة رمضانيات مسعد أنور
                        27 سلسلة ليت شعري من المقبول ومن المحروم أسامة عبد العظيم
                        28 سلسلة خطب الجمعة لرمضان 1423هـ أسامة عبد العظيم
                        29 سلسلة كيف نصوم رمضان محمد الدبيسي
                        30 سلسلة دروس ليالي رمضان 1423 هـ محمد حسان
                        31 سلسلة كتاب الصيام محمد عبد المقصود
                        32 سلسلة شرح كتاب وظائف شهر رمضان عبد العزيز بن عبد الله بن باز
                        33 سلسلة جلسات عام 1415 هـ محمد بن صالح العثيمين
                        34 سلسلة جلسات عام 1414 هـ محمد بن صالح العثيمين
                        35 سلسلة جلسات عام 1413 هـ محمد بن صالح العثيمين
                        36 سلسلة جلسات عام 1412 هـ محمد بن صالح العثيمين
                        37 سلسلة القواعد الحسان في الاستعداد لرمضان رضا أحمد صمدي
                        38 سلسلة جلسات رمضانية لعام 1411 هـ محمد بن صالح العثيمين
                        39 سلسلة جلسات رمضانية لعام 1410هـ محمد بن صالح العثيمين
                        40 سلسلة دروس في ليالي رمضان عبد البديع أبو هاشم
                        41 سلسلة دروس الزمان في شهر الصيام سعيد عبد العظيم
                        42 سلسلة مجالس رمضان أحمد فريد
                        43 سلسلة نصائح رمضانية فوزي السعيد


                        الدروس والخطب :

                        1 رمضان كريم محمد إسماعيل المقدم
                        2 بقي على رمضان ساعات .. فهل من توبة؟ محمد حسين يعقوب
                        3 كيف نستقبل رمضان؟ محمد حسان
                        4 ربانيون لا رمضانيون محمد بن عبد الرحمن العريفي
                        5 مخالفات نسائية في رمضان نبيل بن علي العوضي
                        6 وأقبل رمضان خالد بن محمد الراشد
                        7 ليلة القدر عبد الحميد كشك
                        8 محروم في شهر الصوم إبراهيم بن عبد الله الدويش
                        9 رمضان والكريسماس محمد صالح المنجد
                        10 ماذا بعد رمضان؟ محمد حسان
                        11 مكائد الشيطان في شهر رمضان عبد المنعم الشحات
                        12 رمضان جديد محمد حسين يعقوب
                        13 ربانيون لا رمضانيون محمد حسان
                        14 40 وسيلة لاستغلال رمضان إبراهيم بن عبد الله الدويش
                        15 كيف نستقبل رمضان؟ محمد حسين يعقوب
                        16 أحكام صيام رمضان وآدابه عبد العظيم بدوي
                        17 كيف تفوز بليلة القدر؟ محمود المصري
                        18 لرمضان فاستعد محمد حسين يعقوب
                        19 رمضان ورياح الجنة محمود المصري
                        20 الصوم فضله وفوائده عبد الحميد كشك
                        21 نسائم رمضان نبيل بن علي العوضي
                        22 بيوتنا في رمضان أكرم رضا
                        23 فضل العشر الأواخر وليلة القدر محمد صالح المنجد
                        24 عذرا ً رمضان خالد بن محمد الراشد
                        25 الاستعداد لرمضان محمد حسين يعقوب
                        26 رمضان كريم محمد الصاوي
                        27 رمضان موسم الطاعات محمد حسان
                        28 غربة صائم خالد بن محمد الراشد
                        29 ماذا بعد رمضان؟ محمد حسين يعقوب
                        30 أحكام زكاة الفطر والعيد محمد صالح المنجد
                        31 بين يدي رمضان محمد بن محمد المختار الشنقيطي
                        32 فضل الصيام عبد الحميد كشك
                        33 قيام الليل محمود المصري
                        34 هل صُمت رمضان؟ محمد حسين يعقوب
                        35 غزوة بدر دروس وعبر أيمن سامي
                        36 يا باغي الخير أقبل .. فقد أقبل رمضان محمد حسان
                        37 ماذا بعد رمضان ؟ عبد الحميد كشك
                        38 كيف تفوز بليلة القدر ؟ (مرئي) مسعد أنور
                        39 رمضان وباب الريان محمود المصري
                        40 كيف نستفيد من العشر الأواخر محمد بن محمد المختار الشنقيطي
                        41 من الفائز ومن الخاسر في رمضان محمود المصري
                        42 تهيئوا لرمضان عبد البديع أبو هاشم
                        43 في رمضان يكرم المرء أو يهان وجدي غنيم
                        44 وداعا ً رمضان محمد بن سليمان المحيسني
                        45 قرار بالتوبة قبل شهر رمضان (مرئي) محمد حسين يعقوب
                        46 إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة محمد حسان
                        47 هل ربحتم في رمضان ؟ عمرو صالح
                        48 ماذا يجب أن نفعله في رمضان؟ محمد بن صالح العثيمين
                        49 ستة وخمسون خطأ في رمضان محمود المصري
                        50 كيف تفوز برمضان محمود المصري
                        51 غربة صائم خالد بن محمد الراشد
                        52 برنامج رمضاني أمين الأنصاري
                        53 ماذا بعد رمضان؟ وجدي غنيم
                        54 رمضان .. واحة الطاعات محمد حسان
                        55 من الطارق ... ؟ أنا رمضان محمد إسماعيل المقدم
                        56 أهلاً رمضــــان (مرئي) محمد عبد الملك الزغبي
                        57 أخطاؤنا في رمضان مسعد أنور
                        58 العبادة في رمضان نبيل بن علي العوضي
                        59 رمضان ورهبان الليل سيد حسين عبد الله العفاني
                        60 فضل العشر الأواخر وكلمة حول زكاة الفطر محمد عبد المقصود
                        61 فضل الصيام نبيل بن علي العوضي
                        62 من الآن ... نستعد لرمضان هاني حلمي عبد الحميد
                        63 رمضان تجارة رابحة محمد حسان
                        64 إني صائم محمد بن عبد الرحمن العريفي
                        65 كيف نعيش رمضان؟ محمد حسين يعقوب
                        66 رمضان بلا ذنوب محمود المصري
                        67 مع آيات الصيام في القرآن الكريم عبد الحميد كشك
                        68 أفضل الأعمال في شهر رمضان نبيل بن علي العوضي
                        69 ماذا بعد رمضان ؟ محمد صالح المنجد
                        70 كيف نستقبل رمضان؟ سعيد بن مسفر
                        71 كيف نصوم رمضان (مرئي) محمد حسين يعقوب
                        72 رمضان و بناء الأمة راغب السرجاني
                        73 رمضان و التغيير في حياتنا إبراهيم بن عبد الله الدويش
                        74 رمضان وإعداد العدة محمد صالح المنجد
                        75 الخير كله في رمضان (مرئي) محمد حسان
                        76 رسالة إلى صائم ملفات متنوعة
                        77 رمضان شهر الطاعة أحمد بن عبد العزيز القطان
                        78 رمضان عدو الغيبة محمد إسماعيل المقدم
                        79 الصائمون الصادقون عائض بن عبد الله القرني
                        80 ودخل شهر رمضان محمد صالح المنجد
                        81 صيام قلب خالد بن عبد العزيز الجبير
                        82 أبواب الخير في رمضان محمد بن محمد المختار الشنقيطي
                        83 رمضان جانا محمود المصري
                        84 رمضان يناديكم خالد بن محمد الراشد
                        85 مائة فائدة من أحكام الصيام محمد صالح المنجد
                        86 فضل ليلة القدر محمد حسان
                        87 لو تكلم رمضان عبد المحسن الأحمد
                        88 يا خارجا من رمضان محمد صالح المنجد
                        89 يوم في حياة صائمة محمود المصري
                        90 قيام رمضان محمد بن محمد المختار الشنقيطي
                        91 الصيام أستاذ لكل عام مسعد أنور
                        92 حقيقة الاعتكاف محمد بن محمد المختار الشنقيطي
                        93 ثمرات الصيام محمد حسين يعقوب
                        94 عمرة رمضان .. رحلة إلى الله محمد حسين يعقوب
                        95 كيف نحيي العشر الأواخر من رمضان؟ محمد الحسن الددو الشنقيطي
                        96 أياما معدودات إبراهيم بن عبد الله الدويش
                        97 استقبال رمضان ونصائح هامة لاستغلاله سيد العربي
                        98 ليلة القدر والعشر الأواخر ياسر برهامي
                        99 لطائف رمضانية نشأت أحمد
                        100 وقفات رمضانية سلمان بن فهد العودة
                        101 نفحات رمضان ملفات متنوعة
                        102 ليالي رمضان نبيل بن علي العوضي
                        103 تعيس في رمضان نبيل بن علي العوضي
                        104 كيف نستقبل رمضان ؟ (مرئي) محمد حسين يعقوب
                        105 رمضان .. لك أم عليك ؟ محمد بن إبراهيم السبر
                        106 إشكالية اختلاف البلدان في رؤيا الهلال ممدوح جابر
                        107 فضل العشر الأواخر محمد عبد المقصود
                        108 مواعظ وأحكام شهر الصيام محمد صالح المنجد
                        109 قيام رمضان محمد صالح المنجد
                        110 حتى لا نضيع رمضان سعد بن عبد الله البريك
                        111 عبادة المرأة المسلمة في رمضان محمد صالح المنجد
                        112 دنت بشائره صالح بن عواد المغامسي
                        113 نصيحة في رمضان فوزي السعيد
                        114 فوائد الصيام أسامة عبد العظيم
                        115 الإحسان والصيام أبو إسحاق الحويني
                        116 ماذا نفعل في رمضان محمد صالح المنجد
                        117 الموسم بدر بن نادر المشاري
                        118 الاستعداد للموت محمد حسين يعقوب
                        119 كل شيء عن رمضان طارق بن محمد الطواري
                        120 بماذا نستقبل شهر رمضان إسماعيل حميدي
                        121 مكة: 1 رمضان 1422 - رمضان فرصة لتثبيت القلوب خطب الحرمين الشريفين
                        122 كيف نستقبل رمضان ؟ (مرئي) محمد حسان
                        123 المدينة: رمضان فرصة قبل أن ينقضي العمر خطب الحرمين الشريفين
                        124 رمضان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم محمود المصري
                        125 الحماس للصائمين محمد صالح المنجد
                        126 رمضان ربيع الأمة محمد حسان
                        127 أعمال العشر الأخير عبد البديع أبو هاشم
                        128 مكة: اغتنام رمضان لشحذ الهمم خطب الحرمين الشريفين
                        129 أهلا رمضان أيمن سامي
                        130 الحماس للصالحات في رمضان محمد صالح المنجد
                        131 طبيبك في رمضان ملفات متنوعة
                        132 خطة الفوز في رمضان جابر عبد الحميد
                        133 و رحل رمضان ملفات متنوعة
                        134 أسباب المغفرة في رمضان فوزي السعيد
                        135 ماذا أعددنا لاستقبال رمضان؟ سعد بن عبد الله البريك
                        136 لصوص رمضان سلطان بن حمد العويد
                        137 خلوصات في أحكام الصيام محمد صالح المنجد
                        138 خطبة الحرم المدني 1 رمضان 1422 هـ خطب الحرمين الشريفين
                        139 وصية لصائم محمد بن محمد المختار الشنقيطي
                        140 و عاد الشهر الكريم ملفات متنوعة
                        141 لماذا نخسر رمضان بعد رمضان (مرئي) محمد حسين يعقوب
                        142 من وحي رمضان سعيد بن مسفر
                        143 رمضان واحة الطاعات (مرئي) محمد حسان
                        144 من أخطاء الصائمين في رمضان (مرئي) محمد الحسن الددو الشنقيطي
                        145 أهلا رمضان خالد بن محمد الراشد
                        146 الحق نفسك قبل رمضان محمد حسين يعقوب
                        147 رمضانيات ملفات متنوعة
                        148 هل ستصوم رمضان ؟ محمد حسين يعقوب
                        149 برنامج الصائم في رمضان وحيد عبدالسلام بالي
                        150 في رحاب رمضان نشأت أحمد


                        يا الله
                        علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

                        تعليق


                        • #13
                          رد: شرائع وأحكام لمن وجب عليه الصيام (فقه الصيام)






                          فرمضان موسم إلا أن عشره الأخيرة هي صفوة الشهر, والعبرة بالخواتيم وهذه العشر خاتمة الشهر ودرَّته, ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجتهد فيها مالا يجتهد في غيرها, فكان يشوب العشرين بمنام وقيام, وأما هذه الليالي فيحييها كلها صلاة وتلاوة وذكراً, وفي الحديث:
                          (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره ) رواه مسلم.

                          وتصف أم المؤمنين عائشة حاله فتقول: كان إذا دخل العشر شد مئزره و أحيا ليله وأيقظ أهله. ومن دقيق عنايته بها انـقطـاعــه فيها عن دنيا الناس للاعتكاف , فمذ هاجر إلى المدينة إلى أن توفاه الله سبحانه ما ترك الاعتكاف, بل لتأكد هذه السنَة قضاها في شوال لمَّا لم يعتكف سنة في رمضان,
                          ومن المؤسف جداً غفلتنا عن غنائم هذا الشهر وانشغالنا عن فضائل هذه الليالي, ولا أدل على ذلك من زحام الأسواق والطرق بالغادين الرائحين في تضييعٍ لزهرة من العمر إن ذهبت قد تعود أو لا.



                          لذلك سنشرع في أحكام الإعتكاف ومشروعيته

                          تسموا أنفسنا بهذا العمل راجين أن نكون في صحبة صاحب السنه صلَّ الله عليه وسلم
                          سائلين الله عزوجل ألا يحرمنا أجر ليلة القدر وخيرها


                          تابعونا


                          يا الله
                          علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

                          تعليق


                          • #14
                            رد: شرائع وأحكام لمن وجب عليه الصيام (فقه الصيام)


                            الاعتكاف لغة : مأخوذ من عكف على الشيء , أي : لازمه .
                            ومنه قول إبراهيم عليه السلام لقومه (
                            مَا هَـٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ) وفي حديث أبي واقد الليثي : وكان للكفار سدرة يعكفون عندها . رواه أحمد , وصححه الألباني .

                            وشرعاً :
                            لزوم المسجد لطاعة الله عز وجل .
                            فالاعتكاف الشرعي لا يصح إلا في المسجد , وعليه لو لزم المسلم غير المسجد , كما لو لزم بيتاً , أو سجناً , أو غير ذلك , فإنه لا يسمى اعتكاف شرعاً , لقوله تعالى (
                            وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ) .
                            قال ابن عبد البر : فمما أجمع عليه العلماء من ذلك أن الاعتكاف لا يكون إلا في مسجد ,
                            لقول الله عز وجل (
                            وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ) .
                            وقال القرطبي : أجمع العلماء على أن الاعتكاف لا يكون إلا في المسجد .
                            وقال ابن قدامة في المغنى : لا نعلم في هذا بين أهل العلم خلافاً .
                            وقال ابن تيمية : ولهذا لا يجوز الاعتكاف إلا في مسجد باتفاق الأئمة ، ولو نذره في غير مسجد لم يوف بنذره ، فإنه غير جائز

                            وحد المسجد :
                            ما كان داخل جداره , سواء كان طابقاً , أو أكثر من طابق , ويدخل في ذلك الغرف الداخلية , سواء كانت مكتبة , أو غير ذلك , وأما سطح المسجد , وساحته فاختلف العلماء في ذلك , والأقرب والله أعلم أن سطح المسجد له حكم المسجد , كما هو قول أكثر أهل العلم) ,
                            وأما ساحة المسجد فالخلاف فيها عريض , فمنهم من يجعلها منه , ومنهم من يخرجها عنه , ومنهم من يفرق بين ما إذا كانت محيطة بالمسجد فتكون منه , وإلا فلا , ومنهم من يرجع ذلك إلى نية الواقف , كما كان مسجد النبي صلى الله عليه وسلم جزء منه مبني , وجزء غير مبني



                            حكم الإعتكاف
                            الاعتكاف سنة , لقوله تعالى (
                            أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) ولقول عائشة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى ، ثم اعتكف أزواجه من بعده . متفق عليه
                            قال الزهري : عجباً من الناس كيف تركوا الاعتكاف ، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل الشيء ويتركه ، وما ترك الاعتكاف حتى قبض.
                            وقال ابن المنذر : أجمع أهل العلم على أن الاعتكاف سنة لا يجب على الناس فرضاً ، إلا أن يوجب المرء على نفسه الاعتكاف نذراً فيجب عليه .
                            وقال ابن قدامة في المغني : ولا نعلم بين العلماء خلافاً في أنه مسنون .
                            والاعتكاف من العبادات التي شرعت في الأمم قبلنا , كما في قوله تعالى (
                            أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) .
                            وفي الصحيحين عن ابن عمر أن عمر قال : يا رسول الله : إني نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام ، قال : أوف بنذرك .

                            الحكمة من شرعية الاعتكاف : قال ابن القيم : وشرع لهم الاعتكاف الذي مقصوده وروحه عكوف القلب على الله تعالى ، وجمعيته عليه ، والخلوة به ، والانقطاع عن الانشغال بالخلق ، والاشتغال به وحده سبحانه ، بحيث يصير ذكره , وحبه ، والإقبال عليه من هموم القلب وخطراته ، فيستولي عليه بدلها ، فيصير الهم كله به ، والخطرات كلها بذكره ، والتفكير في تحصيل مراضيه وما يقرب منه ، فيصير أنسه بالله , بدلاً من أنسه بالخلق ، فيعده بذلك لأنسه به يوم الوحشة في القبور , حين لا أنيس له ، ولا ما يفرح به سواه ، فهذا مقصود الاعتكاف الأعظم أ.هـ

                            فائدة :
                            لم يثبت في فضل الاعتكاف حديث .
                            قال أبو داوود في مسائله : قلت لأحمد : تعرف في فضل الاعتكاف شيئاً ، قال : لا ، إلا شيئاً ضعيفاً .

                            يا الله
                            علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

                            تعليق


                            • #15
                              رد: شرائع وأحكام لمن وجب عليه الصيام (فقه الصيام)


                              ما يجوز للمعتكف , وما ينهى عنه ,
                              وحقيقة الاعتكاف

                              الأصل أن المعتكف إذا دخل معتكفه لزمه , واشتغل بالذكر , والتلاوة , والدعاء , والصلاة , ولا يخرج من معتكفه إلا لما لا بد منه شرعاً , أو طبعاً , كالاغتسال للجنابة , وقضاء الحاجة , والطعام والشراب إذا لم يتيسر إحضارها له في معتكفه ,
                              والأصل أنه إذا خرج لذلك أن لا يتأخر في الرجوع إلى معتكفه , لأن الأصل البقاء في المعتكف , وإنما أبيح للحاجة , والحاجة تقدر بقدرها , وقد ذكرت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدخل البيت إلا لحاجة ، إذا كان معتكفاً . متفق عليه
                              وعند مسلم عنها رضي الله عنها قالت : إن كنت لأدخل البيت للحاجة والمريض فيه ، فما أسأل عنه إلا وأنا مارة
                              .
                              وعليه فلا ينبغي للمعتكف إذا خرج من معتكفه لحاجة أن يزيد على قدر حاجته , كأن يقف مع إنسان يتحدث معه , أو ينتظر رفقة لغير مصلحة , أو يتبسط في جلوسه للطعام , أو نحو ذلك .

                              كذلك لا ينبغي له تقصد المكان الأبعد مع إمكان الأقرب , كمن يذهب إلى مطعم بعيد مع توفر ذلك في مطعم أقرب منه , أو يذهب إلى دورات المياه البعيدة مع وجود أقرب منها , إلا إذا كان هناك حاجة , كوجود زحام في المكان القريب , أو كان المكان القريب لا يصلح لمثله , أو نحو ذلك


                              ومع ذلك يقال : لا يلزمه الإسراع في المشي ذهاباً , أو إياباً ,
                              قال ابن قدامة في المغني : وإذا خرج لما لا بد منه فليس عليه أن يستعجل في مشيه ، بل يمشي على عادته ، لأن عليه مشقة في إلزامه غير ذلك .
                              وعلى كلٍ يقال : الركن الأعظم للاعتكاف لزوم المسجد , فلا يخرج منه إلا لما لا بد له منه , وإذا خرج لذلك لم يبح له الزيادة على قدر حاجته .
                              ويجوز للمعتكف أن يتحدث وهو سائر في الطريق ذهاباً , وإياباً , لعدم تفويت الزمان , لقول عائشة : إن كنت لأدخل البيت للحاجة والمريض فيه ، فما أسأل عنه إلا وأنا مارة .
                              وفي الموطأ أن عائشة كانت إذا اعتكفت لا تسأل عن المريض إلا وهي تمشي ، لا تقف .
                              قال ابن قدامة : لأنه بالوقوف يترك اعتكافه , وبالسؤال لا يتركه .

                              ويجوز له الكلام ولو كان للمؤانسة , ولا يكثر منه, لحديث صفية بنت حيي قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفاً , فأتيته أزوره ليلاً ، فحدثته ثم قمت فانقلبت ، فقام معي ليقلبني ، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد ، فمر رجلان من الأنصار ، فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : على رسلكما إنها صفية بنت حيي . فقالا : سبحان الله يا رسول الله . قال : إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءا ، أو قال : شيئاً . متفق عليه


                              والسنة أن يعتني المعتكف بهيئته , خاصة مع كثرة الناس , لقول عائشة رضي الله عنها قالت : وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدخل علي رأسه وهو في المسجد فأرجله ، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكفاً . منفق عليه
                              وإذا كان هذا منه صلى الله عليه وسلم وهو معتكف , ففي غير الاعتكاف أكثر عناية , كما هو مستفيض في السنة .

                              وقد ذكر الفقهاء أن المعتكف له أن يشترط في اعتكافه أن يعود مريضاً , أو يشهد جنازة , ونحو ذلك مما لا ينافي الاعتكاف, واستدلوا لذلك بحديث عائشة قالت : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ضباعة بنت الزبير ، فقال لها : لعلك أردت الحج ؟ قالت : والله لا أجدني إلا وجعة ، فقال لها : حجي واشترطي ، وقولي : اللهم محلي حيث حبستني . متفق عليه
                              وقالوا : إذا جاز الاشتراط في النسك , وهو واجب , ففي الاعتكاف من باب أولى , وهذ الذي عليه أكثر الفقهاء .
                              وأنكر الإمام مالك ذلك , وقال في الموطأ :
                              ولم أسمع أحداً من أهل العلم يذكر في الاعتكاف شرطاً ، وإنما الاعتكاف عمل من الأعمال كهيئة الصلاة , والصيام , والحج ، وما سوى ذلك من الأعمال ، ما كان من ذلك فريضة أو نافلة ، فمن دخل في شيء من ذلك , فإنما يعمل بما مضى من السنة ، وليس له أن يحدث في ذلك غير ما مضى عليه المسلمون ، من شرط يشترطه , ولاشئ يبتدعه ، وإنما العمل في هذه الأشياء بما مضى من السنة , وقد اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرف المسلمون سنة الاعتكاف أ.هـ
                              وهذا هو الأقرب من حيث القواعد الشرعية , وقد ذكر العلماء أنه لا قياس في العبادات , ولا ينبغي تجاهل قول الإمام مالك ( ولم أسمع أحداً من أهل العلم يذكر في الاعتكاف شرطاً ) .
                              فالصحيح عدم الاشتراط , فإن احتاج المعتكف شيئاً لا بد له منه خرج له , كما خرج النبي صلى الله عليه وسلم مع صفية.

                              وقد جاء عن عائشة قالت : السنة على المعتكف أن لا يعود مريضاً , ولا يشهد جنازة , ولا يمس امرأة ولا يباشرها , ولا يخرج لحاجة إلا لما لا بد منه . رواه أبو داود , وحسنه الألباني . وقال ابن حجر : قال أبو داود : غير عبد الرحمن لا يقول فيه ( السنة ) وجزم الدارقطني بأن القدر الذي من حديث عائشة قولها ( لا يخرج إلا لحاجة ) وما عداه ممن دونها .


                              يا الله
                              علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

                              تعليق

                              يعمل...
                              X