الحلقة السادسة والعشرون من سلسلة خط الزمن للدكتور راغب السرجاني

[*أمة الرحيم*]

حكم المسلمون الكامل من سنة 615 إلى سنة 635 يعني 20 سنة كاملة، ضيع فيها القدس، حاول مرة أن يعطيها للصليبين المرة الأولى وفشل، والمرة التانية أعطها لفريدريك الثاني ملك النمسا وألمانيا، واستطاع فريدريك الثاني أن يأخذ القدس بـ500 مقاتل، مع فشل ريتشارد قلب الأسد قبل ذلك أن يأخذ القدس من صلاح الدين الأيوبي بـ 500 ألف مقاتل
يا ترى أيه رد فعل المسلمين لهذه الكوارث التي حدثت في أرض فلسطين؟

تابعونا في الحلقة 26





رابط مشاهدة الحلقة على اليوتيوب:

لتحميل الحلقة بجودات مختلفة من هنا:
http://way2allah.com/khotab-item-22741.htm



جودة متوسطة
http://way2allah.com/khotab-download-22741.htm



جودة عالية
http://way2allah.com/khotab-mirror-22741-31074.htm


رابط صوت MP3
http://way2allah.com/khotab-mirror-22741-31075.htm




رابط الساوند الكلاود
https://soundcloud.com/way2allahcom/26-timeline



رابط تفريغ بصيغة pdf

http://www.way2allah.com/media/pdf/22/22741.pdf


رابط تفريغ بصيغة
word
https://archive.org/download/timeline26/timeline26.doc

[*أمة الرحيم*]

حياكم الله وبياكم الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات: يسر
فريق التفريغ بشبكة الطريق إلى الله
أن يقدم لكم: تفريغ:
الحلقة السادسة والعشرون من سلسلة خط الزمن للدكتور راغب السرجاني
توالي الحملات الصليبية بعد وفاة صلاح الدين

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد، فأهلًا ومرحبًا بكم في هذا اللقاء المبارك، وأسأل الله -عز وجل- أن يجعل هذه اللحظات في ميزان حسناتنا أجمعين.

العادل أخو صلاح الدين –رحمه الله-
مع الحلقة السادسة والعشرون من خط الزمن ومازلنا مع قصة فلسطين، في الحلقة اللي فاتت شفنا التداعيات الخطيرة لوفاة البطل الإسلامي العظيم صلاح الدين الأيوبي -رحمه الله-، وشفنا الصراعات التي تمت بين الإخوة والأعمام، وشفنا وصول العادل أخو صلاح الدين الأيوبي –رحمه الله-، إلى منصب الحاكم لكل الأمة الإسلامية بعد تسع سنوات كاملة من الصراع بينه وبين أولاد أخيه، وبينه وبين إخوانه، العادل الحقيقة كان شخصية جيدة ليست يعني على مستوى صلاح الدين الأيوبي لكنه كان أفضل حالًا من كل من تصارع معهم، ولما وصل إلى كرسي الحكم ووحد مصر والشام في كيان واحد، قلنا إن شاء الله هيحصل نوع من التطور لصالح الأمة الإسلامية، لكن طبعًا حصل تهييج لأوروبا ومحاولة يعني إنشاء حملة صليبية رابعة، لكن بفضل الله الحملة الصليبية الرابعة كما ذكرنا توجهت إلى القسطنطينية، وكفى الله -عز وجل- المؤمنين شرها.

فترة حكم العادل والقلاقل الداخلية في هذه الفترة
وبدأ العادل يوطد الأمور في مملكته، وقعد يحكم البلاد من سنة 598.ه إلى سنة 615.ه، وده بيوافق 1218 .م اللي هي السنة التي انتهى فيها حكم العادل لبلاد مصر والشام. المشكلة في عهد العادل إن طول هذه الفترة، مع إنها فترة طويلة استطاع أن يوحد فيها البلادلم يتقدم بحرب فاصلة مع الصليبيين، وقلنا أن التداعيات الخطيرة برضو لوفاة صلاح الدين الأيوبي هو استقرار مملكة بيت المقدس في الساحل الفلسطيني والساحل اللبناني، من يافا لحد مدينة صور، وطبعًا ده استقرار غير مفهوم، لأن القوى الصليبية كانت قد ضعفت جدًا بعد رحيل ريتشارد قلب الأسد، وفليب أوجست، وبعد توجه الحملة الصليبية الرابعة إلى القسطنطينية ،كان المفروض على العادل أن يهاجم هذه البقايا الصليبية حتى لا تتوسع من جديد وتنتشر قوتها من جديد، وحتى لا تأتي الحملات الصليبية المتتالية عليها فتكون مددًا لها، وتأييدًا لها، فمحصلش للأسف الشديد هذا الأمر، وكان كل انشغال العادل بتوطيد الملك، لأن كان فيه طبعًا زي ما قلنا قلاقل وصراعات داخلية في داخل المملكة الإسلامية.

توجه العادل إلى القدس للدفاع عنها
كان نتيجة الكلام ده كله أن قامت حملة صليبية خامسة على العالم الإسلامي، والكلام ده كان سنة 615 من الهجرة. وهذه الحملة الصليبية كانت قوية جدًا، وكان فيها مشترك مع الجيوش الأوربية جيش من قبرص، وقبرص طبعًا كانت تُحكم بالصليبيين، وكان على رأس هذه الجيوش ملك قبرص شخصيًا، ونزلت هذه الحملة إلى منطقة الشام، وطبعًا هدفها أنها تصل إلى القدس، العادل لما سمع بهذه الأخبار ترك مصر مباشرة وتوجه إلى فلسطين للدفاع عن القدس، لكن وجد أن الأعداد الصليبية أكبر بكثير من قواته، فتوجه إلى دمشق ليُجمِّع الأعداد من هناك.

استغلال الصليبيين لغياب العادل عن مصر
فعلمت القوات الصليبية باختفاء العادل من مصر، يعني العادل مقر حكمه الرئيسي دلوقتي هو مصر، فلما ساب مصر وتوجه إلى الشام، غيرت الحملة الصليبية الخامسة وجهتها وتركت بلاد الشام وذهبت إلى مصر الخالية الآن من زعيمها وزعيم مملكة مصر والشام، وكان العادل قد ترك فيها ابنه الكامل، والكامل هذا للأسف الشديد كان ضعيف، وكان معندهوش شخصية قوية كشخصية أبيه، لكن كان بيتولى الأمور في مصر، فنزلت الجيوش الصليبية على ميناء دمياط، وميناء دمياط في ذلك الوقت كان هو الميناء الرئيسي للدولة المصرية، واستطاعت أن تُسقط ميناء دمياط بـ70 ألف فارس، و400 ألف راجل، وطبعًا دي قوة عسكرية ضخمة استطاعت أن تُسقط البرج أولًا، برج دمياط اللي هو بيسيطر على المدينة ثم بعد ذلك أسقطت المدينة بكاملها.

وفاة العادل في دمشق وتولي الكامل للحكم
وللأسف الشديد في هذا الوقت وصلت الأنباء بوفاة العادل في دمشق، طبعًا دي كانت أزمة كبيرة جدًا لأن هذا حدث في وقت يعني احتلال دمياط، وقدوم جيوش ضخمة، واهتزت الأمة الإسلامية اهتزازًا كبيرًا، وبالذات أن الكامل ليس على مستوى أبيه، وحصل انسياح للجيش الصليبي في داخل مصر، وأسس الكامل مدينة سمّاها مدينة المنصورة، وهي مدينة المنصورة المعروفة حاليًا، في الطريق على النيل حتى يعترض طريق القوات الصليبية المتجهة من دمياط إلى القاهرة عاصمة الدولة الإسلامية في مصر، وأسس مدينة المنصورة سنة 617.ه، لكن للأسف الشديد برضو حصلت صراعات داخلية في داخل مصر، وفي داخل العالم الإسلامي على الحكم بعد وفاة العادل.

عرض في منتهى الخزي من الكامل
وكان الصراع بين الكامل وبين إخوانه، بين الكامل وبين الفائز، وبين المعظم عيسى وثلاثة إخوات من أولاد العادل أشقاء، لكن حصل بينهم صراع، المهم أن الموضوع في الآخر وصل إلى صدام بين القوات الإسلامية وبين القوات الصليبية على حدود المنصورة، الكامل لما لقى هذه الأوضاع عَرَضَ عرض على الجيوش الصليبية، الحقيقة العرض مخزي جدًا، تقدم به الكامل ليخرج من أزمة احتلال الصليبيين إلى مصر، شوفوا قال إيه، قال: يُسلم للصليبيين عسقلان، عسقلان الآن كانت في أيدي المسلمين في فلسطين، وطبرية، وجبلة في لبنان، واللاذقية في سوريا، وسائر الأماكن التي فتحها صلاح الدين الأيوبي –رحمه الله- في فلسطين، بل ويُسلم القدس لهم، على أن يخرجوا من ميناء دمياط. طبعًا عرض في منتهى الخزي وعمل هذا العرض حتى لا يلتقي مع الصليبيين في موقعة.

انتصار الجيوش الإسلامية على الصليبيين
لكن -سبحان الله- بلاجيوس اللي هو كان قائد الديني للجيوش الصليبية، اللي هو كان مبعوث البابا الأوروبي رفض هذا العرض، لأن الكامل اشترط أن هو يُسلم كل هذه الأماكن إلا الكرك والشوبك، وطبعًا قلعتي الكرك والشوبك قلاع حصينة، الموجودة في الأردن، واشمعنى الاثنين دول بالذات اللي قال احتفظ بيهم؟ مش عشان قوتهم ومش عشان يسترجع من جديد الهجوم على الصليبيين، لا عشان دول إرث خاص له من صلاح الدين، هكذا قال: أن دي أملاك خاصة فمش عايز يتنازل عنها، لكن كل اللي اتنازل عنه ده مفيش مشكلة بما فيها القدس، مكنش عنده مشكلة في هذا الأمر، رفض بلاجيوس وأصر أن هو ياخد كمان حصن الكرك وحصن الشوبك، وعند اعتراض الكامل على هذا الأمر دارت المعركة بين الفريقين و-سبحان الله- حفظ الله –عز وجل- المسلمين يعني بدعوات الفقراء والضعفاء، والبسطاء من أمة الإسلام، وانتصر المسلمون انتصارًا كبيرًا على الصليبيين، بعد هذا الاتفاق المخزي الذي فعله.

الحملة الصليبية السادسة بقيادة فرديريك الثاني
وبالتالي هُزم الصليبيون وطلبوا أن يعودوا إلى بلادهم، حتى دون أن يأخذوا شيئا، وحفظ الله بلاد القدس وبلاد فلسطين فترة من الزمن، لكن شفنا طبعًا الأوضاع، وشفنا طبيعة الكامل وشفنا طبيعة الوضع بعد وفاة العادل اللي هو كان خليفة صلاح الدين الأيوبي، في سنة 624 من الهجرة استنفر الأوروبيون حملة صليبية سادسة، وكان على رأس هذه الحملة فريدريك الثاني ملك ألمانيا وملك فرنسا، وهذا الرجل كان على خلاف مع البابا، وكان البابا كان أعلن حرمان هذا الملك من الجنة، وطبعًا دي كانت مصيبة كبيرة جدًا بالنسبة له، لأن هذا يعوق طاعة الشعب الألماني والنمساوي إلى فريدريك الثاني، ومن ثَم أراد أن يُكَفِّر عن هذا الحرمان الذي أوقعه عليه البابا فقرر أن يقوم بقيادة الحملة الصليبية السادسة على العالم الإسلامي، لكن مكنش متحمس أبدًا لهذه الحرب، وهو مكنش أصلًا مقتنع بالنصرانية، وكان تقدر تسميه علماني غير مقتنع بالدين بالكلية.

تسلم فريدريك الثاني القدس دون قتال
فقام بحملة صليبية بسيطة جدًا جدًا قام بـ 500 واحد فقط، تخيلوا! جيش جي من أوروبا للعالم الإسلامي علشان يحرر القدس من أيدي المسلمين كما يزعم، ومعاه 500 مقاتل، وصل إلى بلاد العالم الإسلامي، ولما وصل إلى العالم الإسلامي –سبحان الله- وجد المسلمين في صراع على الحُكم، وفي تنافس ما بين القاهرة وبين دمشق، وصراعات مستديمة، والكامل مرة تانية يعرض على فريدريك الثاني ملك النمسا وألمانيا أن يُسلِّمه القدس، هكذا دون قتال، وبلا ثمن على أن يعود إلى بلاده، مع أنه جي بـ 500 مقاتل، لكن طبعًا لوجود الأزمة الداخلية فمش عايز يدخل في صراع آخر مع الصليبيين، فأعطاه القدس في نظير أن يعود إلى بلاده، وبالفعل تسلم فريدريك الثاني القدس بـ 500 مقاتل سنة624 من الهجرة أو 625 من الهجرة، وده بيوافق 1228 من الميلاد.

كارثة تسليم القدس للصليبيين على يد الكامل
مصدقين الكلام ده؟! فعلا ده حصل وسلم القدس بعد تحريرها على يد صلاح الدين بـ 43 سنة اتحررت سنة 583، وسلمها سنة 625 أو 626 من الهجرة. كارثة كبيرة جدًا، وفي هذا التسليم اشترط الكامل وكأنه يحفظ عقائد المسلمين ويحفظ دين المسلمين، اشترط ألا يُعطى الصليبيون المسجد الأقصى وقبة الصخرة، فقلص القضية جدًا جدًا جعلها فقط في المسجد الأقصى، وفقط في قبة الصخرة، ومش مشكلة ياخدوا القدس كلها، ومش مشكلة ياخدوا فلسطين كلها، المهم يسيبوه يتفرغ لحرب إخوانه، طبعا كانت كارثة كبيرة.

تضييع الكامل لأملاك وحرمات المسلمين
حكم المسلمون الكامل من سنة 615 إلى سنة 635 يعني 20 سنة كاملة، ضيع فيها القدس، حاول مرة أن يعطيها للصليبيين المرة الأولى وفشل، والمرة التانية أعطها لفريدريك الثاني ملك النمسا وألمانيا، واستطاع فريدريك الثاني أن يأخذ القدس بـ500 مقاتل، مع فشل ريتشارد قلب الأسد قبل ذلك أن يأخذ القدس من صلاح الدين الأيوبي بـ 500 ألف مقاتل، وشتان طبعًا بين صلاح الدين البطل العظيم وبين الملك الكامل الذي ضيع أملاك المسلمين، وحرمات المسلمين. يا ترى إيه رد فعل المسلمين لهذه الكوارث التي حدثت في أرض فلسطين؟ ده اللي هنعرفه بعد الفاصل فابقوا معنا.

وفاة الكامل وسقوط القدس
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، نرجع تاني نتكلم على الموقف في فلسطين بعد الجريمة الشنيعة التي قام بها الكامل من تسليم مدينة القدس إلى فريدريك الثاني ملك ألمانيا والنمسا، وكان طبعًا قوته ضعيفة جدًا ملك ألمانيا والنمسا معاه 500 مقاتل، ومع ذلك سلَّم له القدس هكذا، وكان هذا التسليم في سنة 626 من الهجرة، وده بيوافق تقريبًا سنة 1229 من الميلاد، وهذا السقوط كان بعد 43 سنة من تحرير صلاح الدين الأيوبي-رحمه الله- لمدينة القدس، مات الكامل سنة 635 من الهجرة، 1237 من الميلاد، وترك على حكم العالم الإسلامي أو الدولة الإسلامية اللي مكونة من مصر، والشام، والحجاز، واليمن ترك عليها ابنه العادل وطبعًا يعني سيبكوا من الأسماء الكبيرة ديه الكامل، والعادل، والمعظم يعني أسماء ضخمة لكن لا معنى لها.

فترة حكم الملك الصالح نجم الدين أيوب
وكالعادة حصل صراع بعد وفاة الكامل على الملك، إلى أن وصلت سنة 637 من الهجرة اللي هي بتوافق سنة 1239 من الميلاد عندما تولى حكم مصر رجل نحسبه من الصالحين وهو أعظم شخصية في الدولة الأيوبية بعد صلاح الدين الأيوبي -رحمه الله-، وهو الملك الصالح نجم الدين أيوب –رحمه الله-، بدأ الملك الصالح نجم الدين أيوب يعيد تنسيق الأوضاع من جديد وكان عنده يعني حمية للجهاد في سبيل الله، وعنده وجهة نظر واضحة لإدارة الأمور، وعنده قضية بتشغله وهي تحرير بلاد العالم الإسلامي بقدر ما يستطيع من الجيوش الصليبية، وإعادة توحيد الأمة الإسلامية مرة ثانية.

الصراع على الحكم بين إسماعيل وابن أخيه نجم الدين أيوب
لكن طبعًا كان للأسف مهواش لوحده في هذا الوضع بعد وفاة الكامل تمزقت الأمة الإسلامية بين أولاده وبين أولاد أخيه، وبين أعمامه وهكذا، فالملك الصالح نجم الدين أيوب وصل إلى الحكم في مصر، لكن الملك الصالح إسماعيل وصل إلى حكم دمشق، الملك الصالح إسماعيل هذا شخصية منحرفة جدًا، شخصية شديدة الولاء للصليبيين، معندوش أي مانع يبيع أي شيء في سبيل إن هو يصل إلى الحكم، وإلى التوسع وإلى التملك، وضع إيديه في إيدين الصليبيين عشان يغزو مصر، ويحتل مصر من يد ابن أخيه الملك الصالح نجم الدين أيوب.

تسليم القدس من جديد للصليبيين على يد إسماعيل
وعلى منطقة الشوبك والكرك كان في واحد اسمه الملك الناصر داوود، وبرضه شخصية ليس لها وزن في التاريخ، الملك الناصر داوود قريب جدًا من القدس، فلقى أن القدس الحامية الصليبية اللي فيها ضعيفة، فخد الجيش بتاعه وذهب إلى القدس، واستطاع أن يحتل القدس، ليس احتلال القدس هنا يعني من وجهة نظر إسلامية، ولا تحرير البقاع المقدسة لكن مجرد توسيع الأملاك له وأنهى بذلك حكم الصليبيين للقدس بعد 11 سنة من تسليم الكامل لها. احنا قلنا الكامل سلمها سنة 626 إلى 637، لكن بمجرد أن تولى الملك الناصر داوود حكم القدس راح الملك الصالح إسماعيل وكانت له قوة أكبر بكثير من الملك الناصر، وعقد اتفاقية مع الصليبيين على أن يساعدوه في غزو مصر واحتلال مصر، وضمها لأملاكه في نظير أن يسلمهم القدس من جديد.

الخيانة العظمى للملك الصالح إسماعيل
هيخدها من الملك الناصر داوود ويديهلهم من جديد، سلمهم القدس ومش بس كده قال لهم وكمان خدوا المسجد الأقصى وخدوا قبة الصخرة. انظر إلى الخيانة العظمى والجريمة الشنيعة، فعل ذلك بالفعل الملك الصالح إسماعيل واعترض العلماء في الزمن المعاصر، اللي هو من أشهر هذه العلماء العز بن عبدالسلام –رحمه الله- اعترض على منابر دمشق، وكان طبعًا من جزاء هذا الاعتراض أن سُجن وأقصي عن كرسي القضاء، بل ونُفي بعد ذلك إلى القدس بعيدا عن دمشق، لكن مع كل هذه الاعتراضات من العلماء إلى أنه فعلًا تم تسليم القدس مرة ثانية للصليبيين في سنة 638 من الهجرة يعني تقريبًا سنة 1240 من الميلاد، وعادت من جديد للصليبين.

تحرير الملك الصالح نجم الدين أيوب للقدس
الملك الصالح نجم الدين أيوب طبعًا كان في مصر وشايف كل هذه الأحداث، ومستعد لقتال الصليبيين المجتمعين مع المسلمين بقيادة الملك الصالح إسماعيل، وبالفعل تم بينهم لقاء وصدام، وكان هذا اللقاء في غزة، وانتصر فيه نجم الدين أيوب انتصار كبير، وخلص هذا الانتصار وتوجه مباشرة إلى القدس، واستطاع في سنة 642 من الهجرة الموافق 1244 من الميلاد أن يحرر القدس مرة ثانية، بس المرة دي حررها تحرير إسلامي ورفع راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، ودخل فيها بنية وبعزيمة، ورجَّع من جديد المجد اللي عمله صلاح الدين الأيوبي-رحمه الله- بتحرير القدس.

ظل الحكم الإسلامي في القدس 7 قرون من الزمن
وظل الحكم إسلاميًا في القدس بعد هذا التحرير لمدة 693 سنة متصلة. قرابة 7 قرون لم تدخل الجيوش المعادية مدينة القدس مطلقًا، إلا عندما دخلها الجيش الإنجليزي في سنة 1335.ه، الموافق 10 ديسمبر سنة 1917.م، يعني في أوائل القرن العشرين زي ما إن شاء الله هنشوف مع بعض في الحلقات، لكن قعدت قرابة 7 قرون كاملة منذ أن حررها نجم الدين أيوب الملك الصالح، حرة ولم تدخلها الجيوش المعادية أبدًا، نسأل الله –عز وجل- أن يحررها كاملة، وأن يحرر كل أرض فلسطين، وكل بلاد المسلمين.

تنمية الملك الصالح نجم الدين أيوب لجيشه
في هذه المعارك الجيش المصري اللي كان بقيادة الملك الصالح نجم الدين أيوب كان فيه شيء من القلة والضعف مكنش عنده الإمكانيات العالية، لأنه طبعًا الجيش ده كان متكون أيام الملك الكامل، والملك الكامل مكنش عنده رغبات كبيرة في تنمية الجيش الإسلامي، فكان الجيش ضعيف فاستعان الملك الصالح نجم الدين أيوب بالجنود الخوارزمية، مين الجنود الخوارزمية؟ دولت جنود من دولة خوارزم الإسلامية، و هي دولة كانت تسيطر على شرق العالم الإسلامي، وللأسف الشديد كانت قامت دولة التتار كما هنتعرف على هذه الأحداث، قامت دولة التتار فاكتسحت شرق العالم الإسلامي، وهرب جنود دولة خوارزم في كل مكان واستقطبهم الملك الصالح نجم الدين أيوب وأتى بهم ليحاربوا معه في جيشه.

اختلال جيش الملك الصالح نجم الدين أيوب
لكن الجنود الخوارزمية دول كان عندهم مشكلة أن هما جنود مرتزقة، يعني مع اللي يدفع أكثر، معندهمش حمية إسلامية، معندهمش نية واضحة في القتال، فجاءوا مع الملك الصالح نجم الدين أيوب وحاربوا معه لأنه يعطيهم ثمن هذا القتال، لكن إذا دفع أحد الأعداء للملك الصالح نجم الدين أيوب مبالغ أكبر فإنهم ينتقلون إلى عدو الملك الصالح نجم الدين أيوب وبذلك اختلت الموازين في جيش الملك الصالح نجم الدين أيوب مما دفعه إلى أمر جديد، وهو الذي أدى بعد ذلك إلى نتائج كبيرة إيجابية للأمة الإسلامية، وهو تربية المماليك الصغار.

قام الملك الصالح نجم الدين بتكوين جيش إسلامي على أعلى مستوى
بدأ يستقدم المماليك من هنا وهناك، يعني عبيد من أطراف العالم الإسلامي، يأتي بهم وهم صغار في السن، في سن الرابعة أو الخامسة من العمر، ويبدأ في تنشئة هؤلاء في قصره، وفي قلعة أنشأها إلى جوار قصره، ويربيهم تربية إسلامية خالصة، يعلمهم اللغة العربية في البداية، ويعلمهم القرآن والسنة، يعلمهم الفقه الإسلامي، ويعلمهم مبادئ الإدارة، ومبادئ السياسية، ويعلمهم الفروسية والجهاد في سبيل الله، يعني أنشأ جيش عسكري منذ الطفولة ومنذ نعومة الأظافر إلى أن يشب ويصبح شاب قوي مقاتل عنده نية وعنده جهاد، وعنده علم، وعنده لغة عربية قوية، وعنده قدرة على القتال والمناورة، وعنده وضع الخطط العسكرية والاستراتيجية، وعنده قدرة على إدارة البلاد والعباد، يعني -سبحان الله- فعلًا كوّن جيش على أعلى مستوى، والجيش ده هو اللي أصبح بعد كده عماد الجيش المصري لفترة طويلة.

الحملة الصليبية السابعة على العالم الإسلامي
الكلام ده بدأه من بعد انتصار فتح بيت المقدس أو فتح القدس، واستمر فيه فترة من الزمن، واستكمله بعد كده الذين جاءوا من بعده -رحمه الله-، وصل الموضوع طبعًا لأوروبا وعرفت بوجود ملك قوي زي الملك الصالح نجم الدين أيوب، وعلمت أوروبا بسقوط بيت المقدس في يد المسلمين، طبعًا اهتزت أوروبا وقام البابا بتحريك حملة صليبية سابعة للعالم الإسلامي، وكان على رأس هذه الحملة الملك لويس التاسع، وهي من أشهر الحملات في تاريخ الصليبيين، طبعًا ملك فرنسا بكاملها توجه بنفسه على رأس هذه الحملة، وكان الغرض الوصول إلى دمشق لكن لأن الملك الصالح نجم الدين أيوب الذي يوحد مصر والشام تحت إماراته مستقره في القاهرة، فتوجهت الحملة إلى مصر وعينها على دمشق، ونزلت على ميناء دمياط اللي هو الميناء الرئيسي، اللي احنا عارفين أن هو أكبر المواني في هذا الوقت للدولة المصرية.

احتلال الصليبيون لدمياط
واحتلوا ميناء دمياط الحقيقة بدون داعي، لأن المجموعة التي كانت تحرص ميناء دمياط انسحبت بلا دواعي عسكرية مقبولة، وقام الملك الصالح نجم الدين أيوب بإعدام 54 من قواد الجيش المصري نتيجة هذا السقوط لدمياط، وبسرعة جهز الجيوش وحاول إن هو ينقذ دمياط لكن فشل في إنقاذ دمياط و احتلت دمياط وقام الصليبيون بمذبحة بشعة في داخل دمياط قتلوا فيها الرجال والنساء والأطفال، وسالت الدماء في شوراع دمياط بكاملها، وحولوا مسجد دمياط إلى كنيسة، وبدأوا يتوجهوا من دمياط إلى غيرها طبعًا عنيهم على القاهرة، وبيخدوا فرع دمياط فرع النيل علشان يتوجهوا من دمياط إلى القاهرة.

وفاة الملك الصالح نجم الدين والأزمة الكبيرة في الجيوش الإسلامية
فبسرعة الملك الصالح نجم الدين أيوب خد الجيش بتاعه وتوجهه إلى مدينة المنصورة اللي أنشأها قبل كده الكامل سنة 617 من الهجرة على نهر النيل، توجه إلى هناك حتى يلتقي بالجيوش الصليبية قبل أن تصل الجيوش الصليبية إلى القاهرة، بالفعل وصل بالجيش بتاعه إلى هناك، وعسكر الجيش الإسلامي أمام الجيش الصليبي، وكان على قيادة الجيش الإسلامي فارس الدين أقطاي والظاهر بيبرس، ركن الدين بيبرس، وكانت القيادة العليا للملك الصالح نجم الدين أيوب لكن سبحان الله شاء الله –عز وجل- أن يموت الملك الصالح نجم الدين أيوب وهو في ميدان القتال في 14 شعبان سنة 647 من الهجرة وده بيوافق سنة 1249 من الميلاد، ليترك المسلمين في أزمة حقيقية.

إدارة شجرة الدر للبلاد بعد وفاة زوجها الملك الصالح نجم الدين أيوب
الجيوش الإسلامية أمام الجيوش الصليبية وزعيم البلاد تُوفي في هذا الوقت، لكن قامت من بعده زوجته المشهورة شجرة الدر واستطاعت أن تدير الأمور وتجتمع مع قادة الجيش الإسلامي، فارس الدين أقطاي وركن الدين بيبرس، واستطاعت أن تدير الأمور بكفاءة عالية جدًا، بل وأرسلت إلى توران شاه ابن الملك الصالح نجم الدين أيوب في حصن كيفا، ودي طبعًا موجودة في تركيا، أرسلت له رسالة عاجلة أن يأتي إلى مصر ليتسلم أملاك أبيه، وحكم مصر وحكم العالم الإسلامي.

انتصار المسلمون الساحق على يد توران شاه
وبالفعل وصلت الرسالة إلى توران شاه، وأسرع إلى مصر، وفي هذه الأثناء تمت موقعة المنصورة العظيمة جدًا، وحقق المسلمون انتصارًا ضخمًا هائلًا على الجيوش الصليبية وانسحبت الجيوش الصليبية في اتجاه دمياط وأتى توران شاه ابن الملك نجم الدين أيوب وقاد الجيوش في معركة ثانية لي هي معركة فراسكور في 2 محرم سنة 648 من الهجرة 1250 من الميلاد، واستطاع أن يحقق انتصارًا ثانيًا هائلًا على الجيوش الصليبية، بل وأُسر لويس التاسع وقُتل من الصليبيين أكثر من 30 ألف مقاتل وكان انتصارًا ساحقًا للمسلمين. لكن للأسف الشديد بعد عدة شهور من هذا الانتصار قُتل توران شاه بعد عدة فتن في داخل مصر، وبالتالي دخل المسلمون في أزمة كبيرة جدًا.

تنويه عما سيعرض في الحلقة القادمة:
تُرى من الذي سيتولى الحكم بعد توران شاه و هو يعتبر آخر حكام الدولة الأيّوبية، وليس له وريث كان شابًا صغيرًا؟ تُرى كيف سيكون رد فعل شجرة الدر؟ وكيف سيكون رد فعل الجيش المصري المعتمد الآن على المماليك الذين استقدمهم نجم الدين أيوب؟ تُرى ما هو رد فعل الصليبيين والقوى المعادية لأمة الإسلام في ذلك الوقت. ده اللي هنعرفه بإذن الله في الحلقة القادمة.

أسأل الله -عز وجل- وأن يفقهنا في سننه وأن يعلمنا من ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تم بحمد الله
شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36

وللمزيد من تفريغات الفريق تفضلوا:
هنـــا
ونتشرف بانضمامكم لفريق عمل التفريغ بالموقع
فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا
رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول.
في أمان الله

[آمــال الأقصى]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا ونفع بكم.

[عطر الفجر]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم

[بذور الزهور]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا ونفع بكم