إعـــــــلان

**سلمى أم عمر** · 12-01-2018, 05:09 AM

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد، فأهلًا ومرحبًا بكم في هذا اللقاء المبارك، وأسأل الله عز وجل أن يجعل هذا اللقاء في ميزان حسناتنا أجمعين.

فترة حكم العباسيين
مع الحلقة الخامسة عشر من حلقات خط الزمن، وما زلنا مع قصة فلسطين، في الحلقة اللي فاتت اتكلمنا على الدولة الأموية العظيمة التي حكمت الأمة الإسلامية حوالي 92 سنة، وتكلمنا على استلام الحكم بعد انتهاء الدولة الأموية من العباسيين، وذكرنا أن قيام الدولة العباسية كان قيامًا دمويًا، لكن في الواقع تغيرت الأحوال كثيرًا بعد هذا القيام الدموي وأصبحت الدولة العباسية من الدول العظيمة التي حكمت المسلمين فترة طويلة جدًا من الزمن، لكن احنا قسمنا هذه الفترة إلى فترتين رئيسيتين: فترة قوة، وفترة ضعف. فترة القوة بدأت من سنة 132.ه موافق سنة750.م، وانتهت هذه الفترة سنة 247.ه، وده بيوافق سنة861.م، يعني تقريبًا 115 سنة هجرية هي الفترة التي حكم فيها العباسيون بقوة وسيطروا على معظم المناطق التي آلت إليهم من الخلافة الأموية.

حفاظ العباسيين على حق النصارى في فترة خلافتهم
أنا عايز أعلق تعليق معين على هذه الفترة الطويلة، وأقول أن اهتمام العباسيين بفلسطين في الحقيقة كان اهتمامًا كبيرًا، أيوه كان أقل من اهتمام الأمويين بفلسطين لأن زي ما قلنا مركز الخلافة بِعد بقى في بغداد بدلا ما يكون في دمشق، لكن كان اهتمامًا كبيرًا لأهمية وقداسة هذه البلاد فلسطين بصفة عامة والقدس بصفة خاصة، وعايز أقول كمان حاجة مهمة جدًا أن اهتمام العباسيين بأرض فلسطين لم يكن اهتمامًا يجورون فيه على حق النصارى، بل على العكس حافظوا جدًا على أملاك النصارى وعلى العهدة العمرية وعلى السماحة الدينية، بل أن في علاقات كبرى قامت بين هارون الرشيد -رحمه الله- وهو من عظماء هذه الفترة ومن أفضل وأجّل خلفاء الدولة العباسية وخلفاء المسلمين بصفة عامة، هذا الرجل العظيم قامت بينه علاقات دبلوماسية مباشرة مع شارلمان ملك فرنسا.

سماحة المسلمون مع النصارى
شارلمان ملك فرنسا كان أعظم ملوك دول أوروبا النصرانية في ذلك الوقت، قامت علاقات دبلوماسية، وتبادلوا الكثير من الهدايا. وحصل في سنة 169.ه بيوافق 786.م نوع من التواصل بين الملكين، وصدر قانون وقرار أو قرارين من هارون الرشيد بسبب هذا التواصل، وكان القرار الأول الموافقة على أن يرسل شارلمان ملك فرنسا الأموال الكثيرة من فرنسا إلى القدس لتعمير وتجديد وتحسين كل الكنائس الموجودة في القدس وعلى رأسها طبعًا كنيسة القيامة، وده كان طبعًا نوع من التسامح الديني العظيم من الدولة الإسلامية التي تقبل بزيادة الأبهة والعظمة في هذه الأبنية وتحولت حقيقة هذه الكنائس إلى قلاع وسمح المسلمون بذلك، مع أن طبعًا ده فيه أحيانًا خطورة أمنية، وسبب طبعًا بعض المشاكل بعد كده عند قدوم الصليبين وعند أشياء يعني كثيرة في تاريخ الأمة الإسلامية أصبحت هذه القلاع في داخل القدس ولم يمنع المسلمون ذلك في عهد هارون الرشيد –رحمة الله-.

الحماية العسكرية لجميع الحجاج النصارى في عهد الدولة العباسية
والقرار الثاني كان توفير حماية عسكرية إسلامية لكل الحجاج الذين يأتون من أوروبا، الحجاج النصارى الذين يأتون من أوروبا إلى مدينة القدس، حماية عسكرية من ساعة ما ينزلوا إلى أرض الساحل والقدوم إلى القدس، والعودة من القدس إلى الساحل مرة أخرى للعودة إلى بلادهم، حماية عسكرية إسلامية لمنع أي نوع من الأذى لهذه الطوائف من الحجاج القادمة من أوروبا إلى بلاد المسلمين. الفترة دي استمرت زي ما قلنا 115 سنة. في سنة 247 من الهجرة قُتل المتوكل على الله وهو كان أحد يعني خلفاء الدولة العباسية وآخر الخلفاء في عهد القوة، وبدأ بعد كده عهد الضعف الذي سيطرت فيه قوى مختلفة على الدولة العباسية.

فترة الضعف في الدولة العباسية والحكم الظاهري
يعني الدولة العباسية كانت فضلت موجودة كصورة لكن يحكم من وراء الستار وأحيانًا من أمام الستار قوى مختلفة أخرى كثيرة، فترة منهم كانوا الأتراك العسكريين اللي هما كانوا سيطروا على الدولة العباسية، وفترة كان البويهيين الشيعة اللي حكموا برضه الدولة العباسية فترة طويلة من الزمن، وفترة كانوا السلاجقة، في كل هذه الفترات 409 سنة كانت الخلافة العباسية يا إخواني ويا أخواتي مجرد اسم، يعني ما في نوع من السيطرة مطلقًا على أملاك الدولة الإسلامية، بل مكنش في نوع من السيطرة على العراق ذاتها، يعني بنقول أن مركز الخلافة العباسية كان في بغداد في العراق، أنا بقول مكنش في سيطرة على العراق، ولا حتى على بغداد، ولا حتى على القصر الحاكم اللي عايش جواه الخليفة الذي يحكم المسلمين جميعًا في الظاهر.

خطأ في تأريخ فترة ضعف الخلافة العباسية
يعني الاسم أنه خليفة المسلمين وقائد الخلافة العباسية لكن لا يمكن أبدًا أن يُنسب إليه أمر من أمور الأمة الإسلامية، زي بالضبط ما بنتكلم على مثلًا ملكة إنجلترا، يعني ملكة إنجلترا دلوقتي هي ملكة، واسمها الرسمي ملكة إنجلترا، لكن لا يعود إليها الرأي مطلقًا في أي أمر من أمور الدولة، ورئيس الوزراء هو الذي يحكم، ونظام الدولة كله أنه يعود الحكم فيه إلى رئيس الوزراء، هكذا كان الأمر في عهد الدولة العباسية فلا يمكن أبدًا أن نؤرخ لحياة المسلمين وتاريخ المسلمين وتاريخ الدولة العباسية بتأريخ الخلفاء الذين حكموها، وده خطأ موجود في معظم كتب التاريخ أننا بنأرخ لهذه الفترة تبعًا للخليفة الذي كان يحكم، فالخليفة ممكن يكون إنسان ماجن، إنسان فاسق، إنسان شارب للخمر، إنسان مضيع لوقته ومضيع لأمواله، ونربط تاريخ الأمة بكاملها بهذا الإنسان، وننسى أن في داخل الدولة العباسية في هذه الفترات عاش خلفاء وعظماء وأمراء ومجاهدون من المسلمين لا يمكن أبدًا أن يُغفِل التاريخ ذكرهم أو اسمهم.

عاش في هذه الفترة مثلًا، فترة ضعف الدولة العباسية، عاش فيها نور الدين محمود الشهيد –رحمه الله- عاش فيه صلاح الدين الأيوبي، عاش فيه عماد الدين زنكي، ألب أرسلان، يوسف بن تاشفين، أسماء ضخمة جدًا في تاريخ الأمة الإسلامية عاشوا في الزمن الذي كان يُسمى بزمن ضعف الدولة العباسية. ونحتاج حقيقة إلى أن نعيد كتابة التاريخ بشكل آخر ليبرز أماكن القوة في تاريخنا، وليس فقط مجرد صورة الخلافة العباسية في فترة ضعفها.

سيطرة الأتراك العسكريون على الحكم وبداية تفلت الولايات
طبعًا لما ضعفت الخلافة العباسية زي ما قلنا في سنة 247.ه 861.م، وسيطر الأتراك العسكريون على الحكم هناك، كان حكمًا عسكريًّا جبريًّا حقيقيًّا، يعني كان في نوع من الاضطهاد الشديد للمسلمين في بغداد والعراق، وفي معظم المناطق التي حكمها العباسيون في ذلك الوقت، وظهر هذا الظلم العسكري لكل المشاهدين والمتابعين للأحداث.

ومن هنا بدأت تتفلت الولايات الكثيرة في الدولة العباسية عن حكم الدولة العباسية، لأن قالوا خلاص معدش فيه دولة عباسية، أصبح في حكم العسكريين الأتراك وهم لا يحكمون بالشرع فالحكم فيه مخالفات كثيرة، وانتشرت الخمور في بغداد، وفي الخلافة العباسية أو معقل الخلافة العباسية في العراق وانتشر الظلم والفساد والرشوة والإباحية والرقص والأغاني وكذا وكذا يعني أصبحت الأمور فعلًا خارجة عن الحكم الإسلامي. وبالتالي أعطى ذلك مسوغًا لكثير من الولايات أن تنفصل عن الخلافة العباسية الأم التي كانت تضم المسلمين، ومن أوائل الذين انفصلوا كان أحمد بن طولون حاكم مصر والكلام ده هيكون له مردود على فلسطين زي ما هنقول.

أحمد بن طولون أول من انفصل عن حكم العباسيين
أحمد بن طولون كان والي الدولة العباسية من قبل الدولة العباسية على مصر، وهو كان رجل اشتهر بالورع وبالتقوى وبالجهاد في سبيل الله، وكان له إسهامات كثيرة جدًا إدارية ومعمارية وفنية، وثقافية في داخل مصر، وكان من الناس اللي بيحكموا يعني بشكل متوازن وشكل يعني متميز، ولما شاهد هذه الأشياء تحدث في بغداد والسقوط الحكم العباسي تحت سيطرة تركيا والفساد والظلم وكذا وكذا زي ما قلنا، وشاف أن الخليفة العبّاسي أصبح مجرد صورة لا معنى لها، بدأ يستقل بمصر عن حكم العباسيين، و هو أول من انفصل عن الحكم العبّاسي و الكلام ده كان في سنة 254 .ه يوافق سنة 868 .م، يعني تقريبا بعد ضعف الدولة العباسية ب7 سنوات أو سقوط الدولة العباسية تحت الحكم التركي ب 7 سنوات تقريبًا.

انفصال مصر عن الدولة العباسية رسميًا
استقل أحمد بن طولون وهو ليس عباسيًا بل ليس عربيًا أصلا، أبوه كان اسمه طولون وكان من الأتراك اللي كانوا عايشين في مدينة بخارى، وأهدى ساعتها أمير بخارى، كان اسمه نوح بن سهمان، أهدى طولون اللي هو أبو أحمد بن طولون للمأمون حاكم الدولة العباسية في زمان القوة أهداه إليه، وابن طولون ده كان اسمه أحمد بن طولون وهو اللي بعد كده راح مصر زي ما قلنا، وانفصل بمصر في البداية دون أن يعلن الانفصال، لكن مجرد أنه بيحكم مصر دون ارتباط بالدولة العباسية، ثم بعد ذلك أعلن هذا الانفصال رسميًا، بل ودارت بينه وبين الجيوش التركية الحاكمة للدولة العباسية بعض المعارك.

دخول فلسطين تحت حكم الدولة الطولونية
وكان من جراء هذه المعارك أن تقدم أحمد بن طولون بجيشه ووصل إلى فلسطين، ووصل إلى الشام، وحارب الدولة العباسية هناك وسيطر على هذه المناطق، وبذلك دخلت فلسطين في حكم الدولة الطولونية، والكلام ده كان سنة 264.ه يعني بعد 10سنوات تقريبًا من سيطرتها على الحكم في مصر، والكلام ده بيوافق سنة 877.م، وبذلك تدخل فلسطين فترة جديدة من حكمها تحت حكم الدولة الطولونية.

يبقى احنا بنقرب دلوقتي للدولة الطولونية من سنة 264.ه ويستمر معانا الكلام ده فترة من الزمن تقريبًا لـ سنة321 .ه يعني حوالي 57 سنة تقريبًا تحت الحكم الطولوني وكانت فترة جيدة من فترات الدولة الإسلامية في فلسطين، لأن أحمد بن طولون زي ما قلنا قبل كده كان مُشتهر بالورع والتقوى، وبحب المساجد وحب العلماء، وكان لذلك الأمر يهتم بأرض فلسطين لقداستها وأهميتها، وبرضه كان مُعطي مساحة كبيرة جدًا للنصارى في أرض القدس بصفة خاصة وفلسطين بصفة عامة، واهتم بكنائس النصارى واهتم بالحجاج الذين يأتون إلى أرض فلسطين من أوروبا.

شهادة النصارى بأن المسلمون قومٌ عادلون
وأنا أنقل لكم رسالة يعني ذكرها المؤرخ الأمريكي طومسون في كتابه التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للعصور الوسطى، The economic and social history of The Middle Age، والكتاب ده صدر سنة 1928، وهي شهادة من مؤرخ نصراني أمريكي يشهد على واقع الأمة الإسلامية في زمن الدولة الطولونية، ويشهد على واقع فلسطين، ينقل رسالة وجهها فيوديوس، وكان فيوديوس هذا هو بطريرك القدس في ذلك الوقت، إلى بطريرك القسطنطينية والكلام ده كان سنة255.ه، سنة 869.م، قال فيها بالحرف الواحد: "إن المسلمين قوم عادلون، إن المسلمين قوم عادلون، ونحن لا نلقى منهم أي أذى أو تعنت". وأنا بنقل هذه الرسالة إلى كل البشر في العالم عشان أقولكم أن من مبررات وأسباب الحروب الصليبية كما ادَّعوا الاضطهاد الذي كان يمارسه المسلمون ناحية النصارى، وأنا بنقل رسالة بطريرك القدس مش أي شخصية في القدس، ونقلها إلى بطريرك القسطنطينية، يعني ليست رسالة موجهة إلى المسلمين، ليست فيها نفاق أو فيها نوع من التقية، أو نوع من تجنب الصدام، لا ده رسالة بين واحد نصراني وواحد نصراني، يذكر له فيها أن المسلمين قومٌ عادلون.

الدولة الطولونية من أعظم الدول التي حكمت فلسطين
الكلام ده استمر مع المسلمين في فلسطين تحت الحكم الطولوني زي ما قلنا 57 سنة وانتهى سنة 321 .ه، ليبدأ عهدٌ جديد في فلسطين. كنا بنتكلم قبل الفاصل على وضع الدولة الطولونية، وقلنا أنها كانت دولة عظيمة وحكمت بشكل متوازن أرض مصر وأرض فلسطين، وأرض الشام بصفة عامة، والكلام ده استمر57 سنة، وقلنا أنه انتهى حكم الدولة الطولونية سنة 321 .ه، والكلام ده يوافق سنة 933.م، أنا عارف طبعًا أن كثر الأسماء، وكثر الأرقام، وكثر التواريخ ممكن يلخبط المشاهدين، أنا أنصح كل المشاهدين والمشاهدات أن يجيبوا معاهم ورقة وقلم ويسجلوا هذه الأحداث فهذا ملخص لفترة طويلة جدًا من الزمن.

مرور سريع على فترات طويلة من التاريخ
احنا كنا أول حلقات كنا بنتكلم على 10 الآف سنة وأبعد في تاريخ فلسطين، ودلوقتي وصلنا أهو لسنة 933.م لسنة 321. ه، ولسه هنقطع يعني قدامنا كمان ألف سنة لنوصل لعهدنا المعاصر، فاحنا بنمر على الأحداث بشكل عابر جدًا وسريع جدًا، فقط بنفتح أبواب وبنفتح صفحات، وعايزين من الناس بعد كده يبتدوا يقرؤوا ويتبحروا في تاريخ هذه الأرض المباركة أرض فلسطين، فاحنا مجرد يعني تذكير ببعض العناوين في تاريخ الأمة، ونحتاج طبعًا تفصيلات أكثر كثير. ولعل ربنا –سبحانه وتعالى- يدينا الفرصة إننا نفصل معاكم في برامج أخرى كل اللي احنا بنمر عليه دلوقتي بشكل عابر.

نهاية حكم الدولة الطولونية و بداية حكم الدولة الإخشيدية
سنة321 اللي هي نهاية الدولة الطولونية قامت دولة ثانية جوا مصر وهي الدولة الإخشيدية، والكلام ده كان على يد محمد بن طغج الإخشيدي، برضو كان أصوله تركية غير عربية. وحكم مصر من سنة 321 إلى سنة 359.ه، يعني حوالي 38 سنة وكان امتداد طبيعي بعد ما خلص حكم مصر والسيطرة على الأمور وإسقاط الدولة الطولونية، امتدت مباشرة إلى أملاك الدولة الطولونية اللي هي الشام وطبعًا جواها فلسطين، وبالفعل قدر يسيطر على فلسطين في نفس السنة اللي سيطر فيها على مصر وبذلك دخلت فلسطين ودخلت الشام مع فلسطين في الحكم الدولة الإخشيدية من سنة 321 .ه إلى سنة 359 .ه، يعني38سنة من الحكم تحت الدولة الإخشيدية.

الدولة الإخشيدية كانت فترة حكم قوية
وبرضو كانت فترة كويسة من فترات فلسطين امتداد للدولة الطولونية، طريقة الحكم متغيرتش، بل على العكس كان فيه اهتمام كبير جدًا جدًا من ملوك الدولة الإخشيدية بفلسطين بصفة عامة وبالقدس بصفة خاصة، لدرجة أن لما كان بيموت خليفة من خلفاء الدولة الإخشيدية كان يُحمل ليدفن في القدس، متخيلين، أنه يموت في القاهرة، يُحمل ويُدفن في القدس تعظيمًا لهذا المكان الجليل أرض القدس الأرض المباركة.

الضعف العسكري و التعليمي و الدعوي في عهد الدولة الإخشيدية
وطبعًا كان في اهتمام كبير جدًا بالمسجد الأقصى وبقبة الصخرة، وما إلى ذلك من أمور مقدسة في داخل أرض فلسطين. لكن يا إخواني ويا أخواتي في مشكلة كبيرة أن هذا الاهتمام الديني وهذا الاهتمام بالمظاهر وبالمسجد الأقصى، وبقبة الصخرة وبالدفن هناك وبتسلم مقاليد الحكم هناك وأمور كثيرة، لم يصحبه اهتمامًا عسكريًّا مناسبًا في هذه المنطقة، ولم يصحبه كذلك اهتمام تعليميًّا دعويًّا في هذه المنطقة، يعني كان معظم التركيز على أرض مصر، مصر طبعًا هي مركز الدولة الطولونية، وبعد كده مركز الدولة الإخشيدية، فكل الاهتمام كان بالعاصمة، العاصمة اللي هي الفسطاط.

سقوط الدولة الإخشيدية
اللي طبعًا لسه القاهرة مكنتش اتعملت، الفسطاط والمراكز الكبرى في مصر زي الاسكندرية، وزي دمياط وزي غيرها من المراكز الكبرى في ذلك الوقت، ومكنش في اهتمام كافي بهذه المناطق البعيدة عن المركز الذي يحكم البلاد، وطبعًا كان من المناطق ديه أرض فلسطين، وهذا أورث ضعفًا في أرض فلسطين. الضعف ده مظهرتلوش علامات في زمن الدولة الطولونية والإخشيدية لأن الدولة كانت قوية، لكن بسقوط الدولة الإخشيدية في سنة 359.ه ظهر الضعف الواضح على أرض فلسطين، وده هيسلم لمشاكل كبيرة جدًا هتحصل بعد كده. ده اللي هنعرفه إن شاء الله في الحلقة القادمة.

أسأل الله -عز وجل- أن يفقهنا في سننه وأن يعلمنا من ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تم بحمد الله
شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36

**آمــال الأقصى** · 12-01-2018, 11:18 PM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكِ الله خيرًا وبارك فيكِ.

**عطر الفجر** · 13-01-2018, 06:41 PM

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم

***أمة الرحيم*** · 08-02-2018, 01:45 AM

جزاكم الله خيرًا وبارك الله فيكم

إعـــــــلان

الحلقة الخامسة عشر من سلسلة خط الزمن للدكتور راغب السرجاني

الحلقة الخامسة عشر من سلسلة خط الزمن للدكتور راغب السرجاني

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق