إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحلقة الثالثة عشر من سلسلة خط الزمن للدكتور راغب السرجاني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحلقة الثالثة عشر من سلسلة خط الزمن للدكتور راغب السرجاني



    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

    لقد أتى على مسلمي فلسطين قرابة قرن من الزمن مرابطين في الثغور، مدافعين بأموالهم وأنفسهم عن البلاد المقدسة التي كُتبت تاريخها بدماء الصحابة وأتباعِهم المجاهدين، تتابعت حكومات الإسلام في أرضها وتعالت رايات الإيمان في ساحاتها، حاول الصليبيون كسرها فجاسوا خلال الديار، لكن المسلمين وقفوا لهم بالمرصاد.
    قضية فلسطين هي قضية جميع المسلمين، هي قضية تجمعت فيها كل المصائب، قضية أرتنا كلَّ عيوبنا، ووضحت خللنا وتناقضنا، قضية مصيرية ارتبطت بها كل القضايا.


    العهدة العمرية





    رابط مشاهدة الحلقة على اليوتيوب:


    لتحميل الحلقة بجودات مختلفة من هنا:
    http://way2allah.com/khotab-item-137680.htm



    جودة عالية MP4
    http://way2allah.com/khotab-mirror-137680-219824.htm



    رابط صوت MP3

    http://way2allah.com/khotab-mirror-137680-219825.htm



    رابط الساوند الكلاود
    http://way2allah.com/khotab-mirror-137680-219839.htm



    رابط تفريغ بصيغة pdf
    http://way2allah.com/khotab-pdf-137680.htm

    رابط تفريغ بصيغة word
    https://archive.org/download/133ohda...hda-3maria.doc
    التعديل الأخير تم بواسطة آمــال الأقصى; الساعة 28-01-2018, 01:05 AM.

  • #2
    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد، فأهلًا ومرحبًا بكم في هذا اللقاء المبارك وأسأل الله –عز وجل- أن يجعل هذه اللحظات في ميزان حسناتنا أجمعين.

    أعداد كبيرة من الصحابة اشتركوا في حصار القدس
    مع الحلقة الثالثة عشر من خط الزمن ومازلنا مع قصة فلسطين، في الحلقة اللي فاتت اتكلمنا علي حصار القدس، اتكلمنا علي قدوم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أمير المؤمنين من المدينه المنورة إلى القدس، واتكلمنا عن الهيئة التي جاء فيها عمر -رضي الله عنه- وعن تواضعه وعن إخلاصه وعن تجرده لهذه الدعوة الكريمة؛ دعوة الإسلام، في هذا الحوار يا إخواني لم نذكر أن الصحابة الذين اشتركوا في هذا الحصار كانوا أربعة آلاف صحابي تخيل، يعني عدد هائل من الصحابة -رضي الله عنهم- اشتركوا في عملية حصار القدس، وهذا من تشريف وتكريم رب العالمين -سبحانه وتعالى- لهذه الأرض المباركة الطيبة.

    العهدة العمرية
    وحصل الاتفاق كما ذكرنا بين بطريرك القدس وبين عمر بن الخطاب علي أن تُفتح أبواب المدينة ويكتب عهد وصلح بين الطرفين، والكلام ده كان في ربيع الآخر سنة 16ه والكلام ده بيوافق سنة 637م في شهر مايو بالتحديد، العهدة العمرية أو الاتفاقية أو الصلح الذي تم بين عمر بن الخطاب وبين بطريرك القدس هذا في غاية الأهمية، ومازال إلى الآن يُحفظ في كنيسة القيامة في القدس، وطبقه المسلمون وحرصوا على تطبيقه لا أقول سنة أو اثنين أو عشرة ولكن طبقوه عدة قرون لحد القرن العشرين، لحد ما سقطت فلسطين في يد الإنجليز 1917 ميلادية.

    تواضع عمر –رضي الله عنه-
    طول هذه الفترة في زمن الخلافة العثمانية طبعاً عند سقوط الخلافة العثمانية، طول زمن الخلافة العثمانية والعهدة العمرية تُطبق إلى أن سقطت الخلافة العثمانية واحُتلت فلسطين وبالتالي حصل اختلاف كبير عما جاء في العهدة كما سنرى. العهدة العمرية في غاية الأهمية عشان كده عايز أدرسها معاكم ونتكلم عليها ونعلق عليها، يقول فيها عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أو يكتب فيها عمر بن الخطاب: "هذا ما أعطى عبد الله عمر"، شوف التواضع هذا رئيس الدولة الإسلامية التي كسرت شوكتي فارس والروم فيبدأ اسمه بأنه عبد لله –عز وجل- "هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إلياء من الأمان" ، وطبعاً زي ما قلنا قبل كدا إلياء هي القدس، "أعطاهم أمانًا لأنفسهم ولأموالهم ولكنائسهم ولصلبانهم"، كان ممكن تكفي كلمة كنائسهم ولكن -سبحان الله- مع إن عقيدة الإسلام تتنافى مع عقيدة الصليب والصلب ونحن نقول "وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ" النساء:157، لكن مع ذلك يقرهم على عقيدتهم وإن كنا نخالف هذه العقيدة ونعتقد غيرها.

    حماية أرواح وممتلكات وديانة النصارى
    "أعطاهم أمانًا لأنفسهم ولأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها"، يعني كل النصارى اللي الموجودين في أرض القدس، "أنه لا تُسكن كنائسهم ولا تُهدم ولا يُنتقص منها ولا من خيرها، ولا من صُلُبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون علي دينهم، ولا يُضارّ أحدٌ منهم ولا يسكن بإلياء معهم أحد من اليهود"، طبعًا شفنا كل اللي فات دا كله كان نوع من التأكيد على حماية أرواح وممتلكات وديانة النصارى، لكن هذا الشرط الأخير، "ولا يسكن بإلياء معهم أحد من اليهود"، هذا الشرط هو الذي طلبه بطريرك القدس شخصيًا، قال حتى أتم هذا الصلح لابد أن يُشترط في هذه العهدة العمرية ألا يُسمح لليهود بالسُكنى في داخل القدس بالذات، وهذا المنع للسُكنى لليهود يصحبه سماح بزيارة اليهود للأماكن المقدسة في داخل القدس، ولكن لا يسكنوا في داخل القدس.

    إعطاء الجزية من شروط العهدة العمرية
    وأقرَّ عمر بن الخطاب وبطريرك القدس على هذا البند الذي طلبوه ووضعه في العهدة العمرية، ثم بقية العهدة ويقول:"وعلى أهل إلياء"، أهل القدس، "أن يُعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن، وعليهم أن يُخرِجوا منها الروم واللصوص"، الروم الجيش المحارب للأمة الإسلامية، والروم الجيوش المقاتلة كانت موجود منها بعض الفرق في داخل القدس فعلى بطريرك القدس وعلى نصارى القدس أن يُخرِجوا هذه الجيوش من القدس حتى تُأمن المدينة، طبعًا لو أنا داخل ولقيت جيوش رومانية هاضطر أحارب، وعمر بن الخطاب لا يريد أن يحارب في داخل القدس لهذه العهدة، لكن اشترط أن يُخرجوا هؤلاء الروم.

    يضمن عمر بن الخطاب للأسرى الأمان
    كمان لو فيه لصوص في داخل القدس سنضطر أن نحارب هؤلاء اللصوص، فعلى أهل إلياء أن يخرجوا اللصوص. ثم يقول:"فمن خرج منهم"، من خرج من الروم خلي بالك الروم هو جيش محارب للإسلام وإلتقى معهم كما ذكرنا في أجنادين، وبيسان، واليرموك ودمشق وحمص في أكثر من موقعة سابقة، ومع ذلك يقول "فمن خرج منهم"، من هؤلاء من الروم أو حتى من اللصوص، "فإنه آمنٌ علي نفسه وماله حتي يبلغوا مأمنهم"، انظر يعني يُأمنهم سيدنا عمر بن الخطاب حتي يخرجوا في منتهى الأمان إلي بلادهم، "ومن أقام منهم"، من رضي منهم أن يبقى في أرض القدس فالمسلمين يجيزون بقاءه على أن يدخل في العهدة، على أن يدخل في هذا الاتفاق، "ومن أقام منهم فهو آمن وعليه مثل ما علي أهل إلياء من الجزية"، يعني لا يبقى في أهل القدس محارب محارب للجيش الإسلامي.

    قمة الرحمة من عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-
    "ومن أحب من أهل إلياء أن يسير بنفسه مع الروم"، افرض واحد من أهل إلياء عايز يحارب المسلمين، فعايز يخرج مع الجيش الروماني عشان يحارب المسلمين بعد كده، مفيش مشكلة أخرج وحاربنا، "ومن أحب من أهل إلياء أن يسير بنفسه مع الروم، ويخلي بيعهم وصلبهم فإنهم آمنون على أنفسهم وبيعهم وصلبهم حتى يبلغوا مأمنهم"، انظر إلى الرحمة يعني. حتى لو أنت عندك نية تحاربنا أو رغبة تحاربنا، مفيش مانع إن أنت تخرج وآمن حتى تصل إلى مكان خارج القدس ثم تحارب بعد ذلك المسلمين.

    شهادة الصحابة على العهدة العمرية
    ثم ختم الكتاب بقوله: "وعلى هذا ما في الكتاب ذمة الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين، إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية"، ثم شَهَّد على هذا العهد وعلى هذه الاتفاقية عدد من الصحابه أربعة، هم خالد بن الوليد -رضي الله عنه-، عمرو بن العاص -رضي الله عنه-، عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-، معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- ، ورضي الله عن الصحابه أجمعين، طبعًا بالمرة كده نعدي علي هذه المعلومة، أنَ هذه الشهادة من هؤلاء الأربعة دلالة على أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه وأرضاه- يقدم هؤلاء لأهميتهم ولمكانتهم ولعظم قدرهم، وإن كان في أربعة آلاف صحابي كلهم عظيمي القدر وجليلي الأهمية، لكن هذا ينفي كل النفي العلاقة السيئة التي ادَّعوها على علاقة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بخالد بن الوليد، ده بيثبت إن هو بيكرمه وبيقدره وبيقدمه على غيره، كما يثبت الأهمية لمعاوية بن أبي سفيان الذي طعن فيه الكثيرون في مدة خلافته، وسنرد إن شاء الله على هذه الطعنات في حلقة من حلقات هذا البرنامج لكن هذه شهادة عمر بن الخطاب لهؤلاء الأربعة.

    أمَّن عمر بن الخطاب النصارى على دينهم وأرواحهم وأموالهم
    طبعًا احنا بنلاحظ في هذه العهدة العمرية التسامح الواضح من طرف المسلمين، وإعطاء النصارى الكثير والكثير حتى مما قد لا يتخيلونه، يعني إداهم الأمان على الأرواح، والأمان على الأموال، مع إن البلد محاصرة والجيوش الإسلامية في كل مكان والانتصار للمسلمين واضح إلا أنه يعطيهم الأمان على كل الأموال، مع إنهم حاربوه فترة، إحنا قلنا أن القدس سقطت بعد حصار أربع شهور ومع ذلك يُأَمنهم على أموالهم وعلى أرواحهم، ويعطيهم الحرية الدينية الكاملة، الحرية الدينية الكاملة، ما أكرههم أبداً على ترك دينهم وإن كنا نخالف دين النصارى، وإن كنا نعتقد اعتقادًا مخالفًا تمامًا لاعتقادهم في المسيح عيسى بن مريم -عليه السلام-.

    من هم الذين يدفعون الجزية؟
    وأيضًا في هذه العهدة العمرية اشتُرط عدم سُكنى اليهود في إلياء، وظل هذا الاشتراط معمولًا به إلى آخر زمن الخلافة العثمانية، في مقابل كل هذا العطاء من المسلمين وكل هذا الحرية الدينية، وكل هذا التأمين لحياتهم ماذا عليهم؟ فقط عليهم الجزية، والجزية كانت في عهد عمر بن الخطاب دينار واحد على القادر على القتال خلي بالك، يعني لو أهل إلياء مثلًا هنقول إن هما 300 ألف أو 400 ألف لو منهم 30 ألف مقاتل أو 40 ألف مقاتل هما دول اللي يدفعوا الجزية، لكن لا يدفع الجزية عاجز عن القتال، لا يدفع الجزية شيخ، لا يدفع الجزية إمرأة، لا يدفع الجزية طفل، لا يدفع الجزية معتكف للعبادة، كل هؤلاء لا يدفعون الجزية، حتى لو كان فيه واحد بيدفع الجزية من القادرين وبعد كده لأي سبب عُوِّق عن القتال لأي سبب لكبر سن أو لضعف أو لمرض أو ما إلى ذلك تسقط عنه الجزية.

    حماية عمر –رضي الله عنه- لكنائس النصارى
    فطبعًا ده كان في منتهي الرحمة، وهي أقل بكثير يا إخواني ويا أخواتي من الزكاة التي يدفعها المسلمون، يعني زي ما بيقولوا كده بقاء النصارى على دينهم كان أوفر لهم من دخول الإسلام، يعني اللي هيدخل الإسلام يدفع الزكاة رقم كبير بالقياس إلى الجزية التي كانت تُدفع من قبل النصارى. ودخل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- القدس وكان يومًا عظيمًا من أيام الله –عز وجل- وتجول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في المدينة، ووصل إلى كنيسة القيامة ودخل الكنيسة بالفعل وحان وقت صلاة الظهر، وطلب منه بطريرك القدس أن يصلي الظهر في الكنيسة، ولكن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه وأرضاه- مع علمه أن هذا يجوز وأنه يمكن أن يصلي رفض أن يصلي في الكنيسة، ولمَّا سأله البطريرك لماذا لا تصلي قال: أما إني لو صليت هنا لأخذها منكم المسلمون فيما بعد ويقولون صلى عمر هنا، يعني يأخذون المكان يتبركون به أو يقولون هذا المكان صلى فيه أمير المؤمنين عمر فيأخذوه منكم فحمايةً لكنيستكم لا أصلي في هذا المكان، وللحديث بقية ابقوا معنا بعد الفاصل .

    المسجد الأقصي في عهد عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-
    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، كنا بنتكلم قبل الفاصل على دخول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه وأرضاه- إلى مدينة القدس فاتحًا، والكلام ده زي ماقلنا كان في 16ه، 637م، وكان يومًا عظيمًا من أيام الله -عز وجل- ولمَا دخل عمر بن الخطاب ذكرنا موقفه مع كنيسة القيامة وحماية عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- للكنيسة، وخرج عمر بن الخطاب يريد أن يصلي، فسأل عن المسجد الأقصى، هو حتى في الطريق وهو ماشي لكنيسة القيامة بيدور على المسجد الأقصى دون أن يسأل البطريرك فلم يجد المسجد الأقصى، فبعد ما زار كنيسة القيامة سأل البطريرك أين المسجد الأقصى؟ فقال: تقصد المكان الذي كان يُعظّمه اليهود، فقال: نعم .فأخذه وذهب به إلى مكان المسجد الأقصى فوجد عمر بن الخطاب أنه مجرد بقايا بناء وقد أُلقيت فيه القمامة في كل مكان.


    اشترك عمر –رضي الله عنه- مع الصحابة في تنظيف المسجد الأقصى
    شوف أصبح مقلبًا للقمامة والمخلفات مع أنهم يعرفون أن هذا مكان تُعظمه الأديان السابقة، ويعظمه اليهود، فعمر بن الخطاب لما شاف المسجد بهذه الصورة بدأ ينظف المسجد هو والصحابة -رضي الله عنهم وأرضاهم- واشترك هو بنفسه في كنس المسجد الأقصى، مع إن هو أمير الدولة الإسلامية، لكن في منتهى التواضع والخشوع أمسك بالجيش الإسلامي بكامله واشتركوا مع بعض ينظفوا في المسجد الأقصى، وأذَّن بلال -رضي الله عنه وأرضاه- في المسجد الأقصى ودي المرة التانية اللي أذن فيها بلال بعد وفاة الرسول -صلَّى الله عليه وسلم-.

    آذان بلال في المسجد الأقصى
    هو بعد وفاة الرسول -صلَّى الله عليه وسلم- انقطع بلال -رضي الله عنه- عن الآذان وقال أنه كان يؤذن في عهد الرسول –عليه الصلاة والسلام- وكلما حاول أن يؤذن تخنقه العبرات وتذكر الحبيب -صلَّى الله عليه وسلم- فيبكي ولا يستطيع أن يُكمل الآذان، فأذن مرة واحدة في الجابية عندما أتى عمر بن الخطاب واجتمع أُمراء الشام في الفتوحات الإسلامية قبل فتح القدس يعني بحوالي شهر أو أقل، وأذنَ في اجتماع الصحابة -رضي الله عنهم- بعد طلب عمر بن الخطاب منه، وأذنَ وهو مُكره، فحتى هذا الآذان الذي كان في الجابية لم يستطع أن يكمله وخنقته العبرات وبكى، ثم في هذا المسجد في المسجد الأقصى في أول آذان في المسجد الأقصى بعد أن امتلكه المسلمون وأعادوا تنظيفه كان لبلال بن رباح -رضي الله عنه وأرضاه- وأتم الآذان، وكان لصلاة الصبح، يعني خدوا طول الليل ينظوا في المسجد لحد ما جت صلاة الصبح.

    صلاة الصباح هي الصلاة الأولى للمسلمين بعد دخول المسجد الأقصى
    وأول صلاة تُصلي في المسجد الأقصى بعد أن دخله المسلمون كانت صلاة الصبح، والذي أمَّ المسلمين فيها طبعًا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه وأرضاه- وصلى الركعة الأولى بسورة ص، وسجد السجدة سجدة داود، وهذا طبعًا يعني قناعة واضحة جدًا عند المسلمين أن هذا المكان هو الذي كان يعبد فيه داود -عليه السلام- ربه -سبحانه وتعالى- وهذا يُلغي كل اعتقاد بوجود هيكل غير هذا المسجد الأقصى الذي كان يعظمه كل أنبياء الله –عز وجل-، وفي الركعة الثانية صلى بسورة الإسراء لقراءة الآية الكريمة " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى" الإسراء:1.

    كلمات عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- للمسلمين بعد فتح القدس
    ثم بدأ بعد هذه الصلاة في بناء المسجد الأقصى بناءً متكاملًا وكان البناء ده من الخشب، وكان يتسع في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى ثلاثة آلاف مصلي، يعني بنى مسجد ضخم جدًا هائل على كل الحدود التي كانت موجودة للمسجد الأقصى، وحددوا مكان الصخرة اللي كان ربط عندها الرسول -عليه الصلاة والسلام- البُراق عند رحلة الإسراء والمعراج. وسيدنا عمر بن الخطاب مكث في المدينة يرتب الأحوال فترة قليلة من الزمن، ثم غادر القدس عائدًا إلى المدينة المنورة، وفي عودته قال بعض الكلمات لأهل القدس من المسلمين، وهذه الكلمات يا إخواني هي دليل النصر وبرهان التمكين لأمة الإسلام في الأرض كلمات بسيطة جدًا ولكن في منتهى العمق قال: يا أهل الإسلام إن الله تعالى قد صدقَكُم الوعد"، فتحكم هذه البلاد وأورثكم هذه البلاد لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- كان قد بشَّر بفتح بلاد الشام، زي ما قلنا قبل كده في غزوة الأحزاب كان يبشِّر بفتح هذه البلاد؛ بلاد الشام بكاملها، بما فيها طبعًا فلسطين.

    رسالة عمر –رضي الله عنه- إلى جميع أجيال المسلمين
    "فقد صدقَكُم الوعد، ونصرَكم على الأعداء، وأورثكم البلاد ومكَّن لكم في الأرض فلا يكون جَزَاؤُهُ منكم إلا الشكر، وإياكم والعمل بالمعاصي، فإن العمل بالمعاصي كفرٌ بالنعم، وقلمَا كفر قومٌ بما أنعم الله عليهم ثم لم يفزعوا إلى التوبة، إلاَ سُلبوا عزهم وسلط الله –عز وجل- عليهم عدوهم"، يبقى بيحط المسلمين على الطريق الصحيح إن ماتفتكروش إن انتوا إنتصرتم بالعدد والعُدة، أو الخطة والإمكانيات البشرية والسلاحية، ولكنكم انتصرتم لأنكم مع الله –عز وجل- فإن عملتم بالمعاصي في يومٍ من الأيام سُلبتم العزة وضاع منكم التمكين، وهي رسالة في منتهى الأهمية وجهها أمير المؤمنين الفاروق عمر -رضي الله عنه وأرضاه- إلى الجيل الذي عاصره وإلى من يأتي بعده وإلينا وإلى يوم القيامة.

    طاعون عمواس
    طبعًا الحمد لله كده بهذا الوضع فُتحت فلسطين بكاملها إلا مدينة واحدة وهي مدينة قيسارية على ساحل البحر المتوسط، حاول المسلمون أن يفتحوها ولكنها كانت صعبة جدًا في الفتح ،كانت حصينة وكانت تأتيها الإمدادات من البحر الأبيض المتوسط، وكانت أهم المواني في مدينة فلسطين فتأخر فتحها قليلًا بعد مدينة القدس. في سنة 18ه، احنا قولنا القدس كانت سنة 16ه، يعني تقريبا سنة 739م حصل حادث مؤسف جدًا في فلسطين وأثَّر على فلسطين وأثَّر على المناطق التي حولها من بلاد الشام، وهو مايُعرف في التاريخ بطاعون عمواس، وطاعون عمواس ده وباء يعني مش شرط يكون مرض الطاعون اللي احنا نعرفه لكن وباء قاتل معدي، فانتشر هذا الوباء من بلدة صغيرة في فلسطين اسمها عمواس، وهذه البلدة في شمال غرب القدس وعمَّ هذا الطاعون في الجيش الإسلامي وقتل أعداد لا يمكن أبدًا أن نتخيلها -سبحان الله- في فترة وجيزة أقل من سنة فقد المسلمون أكتر من 15 ألف أو 18 ألف مسلم.

    خوف المسلمين من ضياع الفتح
    متخيلين طبعًا في هذا الزمن عدد المسلمين قليل جدًا وعدد الجيش الإسلامي أصلًا قليل، والفتح الإسلامي مُوزَع على أماكن كثيرة فأن يفقد المسلمون هذا العدد الضخم الهائل في لحظة واحدة، طبعًا كانت من اللحظات المؤثرة جدًا في حياة المسلمين، وتخوَّف المسلمون أن يضيع منهم هذا الفتح العظيم، لكن الله –عز وجل- حفظ المسلمين وأيدهم ومرت الأزمه بسلام، ممن فقد المسلمون في هذا الطاعون الشديد العنيف فقدوا أبا عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه وأرضاه- فقدوا معاذ بن جبل، فقدوا شرحبيل بن حسنة، فقدوا الفضل بن العباس ابن عمً الرسول -صلَّي الله عليه وسلم- فقدوا السهيل بن عمرو.

    مرت أزمة المسلمين بسلام بفضل الله و رحمته
    الحارس بن هشام اللي هو أخو أبو جهل وطبعًا كان أسلم بعد الفتح واشترك في الفتوحات الإسلامية والجهاد وذكرنا أنه كان من المشتركين في موقعة اليرموك، فُقد أو تُوفيَ -رحمه الله ورضي الله عنه- في هذا الطاعون وكان قد أتى من مكة المكرمة ومعه سبعين من أهله، تخيلوا في هذا الطاعون مات 66 من الـ 70، يعني طبعًا كان طاعون فعلًا مأساة ضخمة وفقد سيدنا خالد بن الوليد عدد كبير جدًا من أولاده يفوق الـ 18 أو الـ 1ا إبن من أبنائه -رضي الله عنه وأرضاه- كانت كارثة كبيرة علي المسلمين لكن الله –عز وجل- سلَّم ومرت الأزمة بسلام، واحتفظ المسلمون بكل الفتوحات التي فتحوها في هذه البلاد.

    ستظل فلسطين دولة إسلامية إلى يوم الدين
    في سنة 19ه، تم بفضل الله –عز وجل- فتح قيسارية المدينة اللي كانت صعبة في الفتح طول أيام الفتح فتحها معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- بعد حصار طويل، كان قد ابتدأ الحصار يزيد بن أبي سفيان -رضي الله عنه- أخو معاوية -رضي الله عنه- ولكنه لم يستطع أن يُتم الفتح فأكمله معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- ووصل الخبر إلى المدينة المنورة في هذه الليلة لم تنم المدينة المنورة من الفرحة، ظلوا طول الليل سعداء ويبتهلون لله –عز وجل- شكرًا على فتح قيسارية. وبذلك تمَ فتح فلسطين بكاملها وأصبحت فلسطين بكاملها منذ ذلك الزمن دولة إسلامية، وستظل كذلك بإذن الله إلى يوم الدين هذه شريعة الله وهذا دين الله –عز وجل-.

    كثير من الصحابة –رضي الله عنهم- دخلوا فلسطين وعاشوا فيها
    قد تُحتل فلسطين، قد تُضطهد قد تُظلم، ولكنها تظل إسلامية ولا تبديل لكلمات الله –عز وجل-. طبعًا أرض فلسطين زي ما شُفنا روت يعني هذه الأراضي دماء المسلمين، شُفنا في أجنادين، شُفنا في بيسان شُفنا في فتح القدس شُفنا في قيسارية، يعني البلاد العظيمة هذه المباركة زاد الله –عز وجل- من بركتها ومن شرفها أن روتها دماء الصحابة الكرام الأفاضل -رضي الله عنهم وأرضاهم- ودخلها من الصحابة العدد الكبير، دخلها عمر بن الخطاب، خالد بن الوليد، معاويه بن أبي سفيان، يزيد بن أبي سفيان، شرحبيل بن حسنة، أبو عبيده، معاذ بن جبل، يعني أسماء الصحابة الذين دخلوا إلى أرض فلسطين وشرَّفوها بزيارتهم الحقيقة أسماء أكثر من أن تُحصى.

    الصحابة الذين عاشوا في فلسطين
    بل عاش فيها بعد ذلك أيام الفتح الإسلامي وبعد كده في عهد الخلفاء الراشدين، وعهد الدولة الأموية، عاش فيها عبادة بن الصامت، عاش فيها شداد بن أوس، أسامة بن زيد -رضي الله عنها-، واثلة بن الأسقع، عاش فيها فيروز الديلمي ومن كرام الصحابة ومن الصحابة الذين قتلوا الأسود العنسي في اليمن، عاش فيها دحية الكلبي، عبد الرحمن بن غُنم -رضي الله عنه- وكان يُسمى، فقيه الشام، أوس بن الصامت البدري، مسعود بن أوس البدري، يعني عدد ضخم جدًا من الصحابة، ومن قدامى الصحابة الذين اشتركوا في بدر ومن المهاجرين إلى المدينة المنورة، وغيرهم طبعًا كثير.


    أصبحت التركيبة السكانية الأصلية لأهل فلسطين من المسلمين
    هذا طرف من بركة أرض فلسطين أن عاش فيها هذا العدد الضخم، أنا عايز أقول أن بعد فترة وجيزة جدًا من دخول المسلمين إلى أرض فلسطين دخل معظم أهل فلسطين في الدين أفواجا، دخلوا في الإسلام أفواجا، وأنا أنقل لكم ليست كلمة مؤرخ مسلم ولكن كلمة الفيلد مرشال مونتجومري، عمل كتاب اسمه الحرب في التاريخ وصور فيه الحروب اللي مرت في تاريخ البشرية بصفة عامة، وعندما تكلم عن الفتوح الإسلامية قال: وصلت الفتوح الإسلامية مدىً لم تصله في أي عهد سابق، لأنهم كانوا يُستقبلون في كل مكان يصلون إليه كمحررين للشعوب من العبودية، وذلك لما اتسموا به من إنسانية وحضارة. يعني الشعوب التي كانت تستقبل الدولة، الفتوح الإسلامية كانت تدخل في دين الإسلام راغبة، وكانت تعتبر أن المسلمين يحررونهم من الظلم والاضطهاد الذي وقع عليهم، وبالتالي طبعًا دخل معظم أهل فلسطين، السكان الأصلين اللي هما من اليبوسيين ومن الكنعانين، ومن البلاستنيين، ومن غيرهم ممن تحدثنا عنهم في الحلقات السابقة، دخلوا جميعًا في دين الله أفواجا، وأصبحت التركيبة السكانية الأصلية لأهل فلسطين هي التركيبة الإسلامية.

    نسأل الله –عز وجل- أن يُعز الإسلام والمسلمين وأن يفقهنا في سننه، وأن يعلمنا ماينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا إنه ولي ذلك والقادر عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    تم بحمد الله
    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36

    التعديل الأخير تم بواسطة سلمى أم عمر; الساعة 30-01-2018, 04:24 AM.

    تعليق


    • آمــال الأقصى
      آمــال الأقصى تم التعليق
      تعديل التعليق
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًا ونفع بكم.

  • #3
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيرًا و نفع بكم.

    التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامي; الساعة 13-01-2018, 01:37 AM.
    اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

    تعليق


    • #4
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًا ونفع بكم.


      رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

      اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


      ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

      تعليق


      • #5
        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرًا، بارك فيكم

        تعليق


        • #6
          جزاكم الله خيرًا وبارك الله فيكم

          تعليق

          يعمل...
          X