الحلقة الحادية عشر من سلسلة خط الزمن للدكتور راغب السرجاني

[لؤلؤة باسلامي]

الحمدلله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

دراسة قضية فلسطين دراسة حتمية لكل مسلم غيور على دينه
هذه الأرض لابد للمسلمين أن يفقهوا قيمتها لكي يحرروها وهذا واجب لكل مسلم يهتم بأمر دينه وعقيدته وليس معنى ذلك أن ننسى بقية قضايا الأمة الإسلامية ونطمئن الناس جميعا أن دراسة قضية فلسطين ليست بديلة عن دراسة قضية العراق أو الشيشان أو كشمير أو أزربيجان أو تركستان ومناطق كثيره أحتلت من بلاد المسلمين وكثير من المسلمين لا يعرفون أسماءها هذه في غاية الأهميه جميعها مهمة لكن قضية فلسطين قضية عاجلة جدًا.




فتوحات الشام في عهد الفاروق عمر بن الخطاب



رابط مشاهدة الحلقة على اليوتيوب:

لتحميل الحلقة بجودات مختلفة من هنا:

http://way2allah.com/khotab-item-137679.htm

رابط صوت mp3

http://way2allah.com/khotab-mirror-137679-219823.htm



جودة عالية mp4

http://way2allah.com/khotab-mirror-137679-219822.htm



رابط الحلقة على الساوند كلاود:

http://way2allah.com/khotab-mirror-137679-219838.htm



رابط تفريغ بصيغة pdf
http://way2allah.com/khotab-pdf-137679.htm




رابط تفريغ بصيغة word
https://archive.org/download/timeline11/timeline11.doc

[لؤلؤة باسلامي]

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم.إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.أما بعد؛ فأهلًا ومرحبًا بكم في هذا اللقاء الطيب المبارك، وأسأل الله -عز وجل- أن يجعل هذا اللحظات في ميزان حسناتنا أجمعين.


حارب المسلمون أكبر قطبين في العالم
مع الحلقة الحادية عشر من برنامج خط الزمن، وما زلنا مع قصة فلسطين. في الحلقة اللي فاتت شفنا حركة الجيوش الإسلامية، أو بدايات حركة الجيوش الإسلامية من المدينة المنورة إلى أرض الشام، شفنا قصة الفتح الإسلامي في عهد الصديق -رضي الله عنه وأرضاه-. وزي ما قلنا في الحلقة اللي فاتت أن الصديق كان يقاتل بجناحين في وقت واحد، جناح مع القوة الفارسية الضخمة، وجناح مع القوة الرومية الضخمة في أرض الشام، وطبعًا دا إنجاز لم يُسبق في التاريخ، ومفيش دولة في العالم حاربت أكبر قطبين في العالم في وقت واحد وانتصرت عليهم أبدًا إلا في تاريخ الإسلام والمسلمين.

موقعة أجنادين
شفنا حركة الجيوش الإسلامية لفتح الشام وخروج أربعة جيوش متتالية من المدينة المنورة، يزيد بن أبي سفيان -رضي الله عنه-، شرحبيل بن حسنة -رضي الله عنه-، أبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه-، عمرو بن العاص -رضي الله عنه-، ورضي الله عن صحابة الحبيب -صلى الله عليه وسلم- جميعًا، خرجت الأربع جيوش وبدأت في بعض الاشتباكات لكن لم تتوفق إلى انتصارات حاسمة فنقل سيدنا أبو بكر الصديق خالد بن الوليد -رضي الله عنه- من العراق إلى الشام وبعد انتقاله تمت انتصارات كثيرة، وكانت على رأس هذه الانتصارات وأهمها موقعة أجنادين، وقلنا أن هذه الموقعة قُتل فيها من الروم 3 آلاف، وثبتت أقدام المسلمين في أرض الشام. وصلت أنباء موقعة أجنادين إلى المدينة المنورة في اللحظات الأخيرة من عمر الصديق -رضي الله عنه وأرضاه-.

أعمال الصديق-رضي الله عنه- في سنتين فقط لخلافته لا يمكننا أن نحصيها
الصديق يا إخواني ويا أخواتي حكم المسلمين سنتين و6 شهور فقط، لما تيجي تنظر إلى الأعمال اللي عملها محتاجين قرون علشان نقدر نتم اللي عمله الصديق في سنتين ونص، وبنقدر نعرف قيمة البركة في حياة الإنسان، وازاي ربنا -سبحانه وتعالى- ممكن يضاعف الأعمال ويضاعف بإذن الله الأجور والثواب نتيجة الإخلاص الموجود في القلب والصدق الموجود في العمل. الصديق -رضي الله عنه- توفي بالفعل واستخلف قبل أن يموت عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الفاروق، وبايعته الأمة على ذلك، وكان من أوائل القرارات التي أخذها عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في حياته هو عزل خالد بن الوليد -رضي الله عنه- عن إمارة الجيوش الشامية، طبعًا ممكن يكون في قلوبنا أشياء نتيجة هذا العزل ونقول ليه عُزل سيدنا خالد بن الوليد وهو كان المنقذ للجيوش الإسلامية هناك في فارس، ثم المنقذ للجيوش الإسلامية هناك في الشام، ولم يخطيء خطأً عسكريا واحدا في كل هذه الرحلات الحربية المبهرة، بل إن الصديق وهو من هو-يعلم الرجال تمام العلم كان منبهرًا تمام الانبهار بهذه الشخصية المبهرة حقيقةً شخصية خالد بن الوليد -رضي الله عنه-.


لماذا عزل عمرو بن الخطاب خالد بن الوليد –رضي الله عنه- ؟
لكن احنا هنترك الأوهام، ونترك التكهنات، ونذهب إلى كلام عمر بن الخطاب نفسه وهو بيفسر لماذا عزل خالد بن الوليد -رضي الله عنه-، فيقول: "والله إني لم أعزله عن سخطة ولا عن خيانة" عن سخطة يعني عن غضب أنا مش غضبان منه من حاجة، ولا من خيانة ولا بلومه إنه خان المسلمين أو خان الأمانة، "ولكني رأيت أن الناس قد فتنوا به فخشيت أن يوكلوا إليه" سيدنا عمر بن الخطاب كان ملاحظ أن الجيوش الإسلامية والشعوب المسلمة بتقول لو خالد موجود يبقى في نصر، مفيش خالد مفيش نصر، ونُسيت قضية أن الله -عز وجل- هو الذي ينصر، فأراد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وأرضاه أن يُثَبِّت المسلمين على عقيدة سليمة، فيعزل خالد بن الوليد ويقول لهم إن ظللتم على عقيدتكم وارتباطكم بربكم -سبحانه وتعالى- فسيُتم لكم النصر بخالد وبدون خالد، وهذا ما حدث بالفعل بعد عزل خالد بن الوليد-رضي الله عنه وأرضاه-.

موقعة بيسان بقيادة أبو عبيدة بن الجراح –رضي الله عنه-
تولى قيادة الجيوش الإسلامية أبو عبيدة بن الجراح أمين هذه الأمة -رضي الله عنه وأرضاه-، وطبعًا سيدنا خالد بن الوليد بقى تحت إمارة أبي عبيدة بن الجراح لكن موجود في نفس الجيوش الشامية ولم يرجع إلى العراق. وبعد هذا العزل مباشرة تمت موقعة كبيرة على أرض فلسطين وهي موقعة بيسان، وهذه الموقعة تمت بعد 6 شهور تقريبًا من موقعة أجنادين، والتقى فيها المسلمون بقيادة أبي عبيدة بن الجراح القائد الجديد للجيوش الإسلامية في أرض الشام، التقت هذه الجيوش وقوامها تقريبا 26 ألف مقاتل ضد جيوش الرومان وهي في أقل تقدير 50 ألف مقاتل، وفي الروايات المكثرة 80 ألف مقاتل، تمت هذه الموقعة الكبيرة في جنوب بيسان، وتحقق فيها نصر كبير للمسلمين على الرومان وقُتل في هذه الموقعة 10 آلاف رومي، ولم يُستشهد من المسلمين إلا عدد قليل جدًا من الرجال.

فتح دمشق
بعد موقعة بيسان بدأ المسلمون يتتبعون الخطوات الرئيسية للجيوش الرومانية، يعني ماكانش غرض المسلمين في هذه المرحلة تطهير الشام بكاملها من الجيوش الرومانية أو فتح كامل فلسطين، ولكن كان تتبع القوات الرئيسية للجيش الروماني، فأكبر قوة للجيش الروماني، وأحصن مدينة في الشام كله للجيش الروماني كانت مدينة دمشق، ومن ثم توجهت لها الجيوش الإسلامية، ووصلتها بعد أربع شهور تقريبًا من موقعة بيسان، وحاصرت هذه المدينة الكبيرة، واستمر هذا الحصار أربع شهور متصلة، إلى أن أذن الله -عز وجل- بفتح المدينة العظيمة مدينة دمشق، ودخول الإسلام إلى هذه المدينة الكبيرة وذلك في 15 رجب سنة 14.ه وده بيوافق سبتمبر سنة 635.م. بعدها -سبحان الله- فُتحت بلاد كثيرة في الشام، على سبيل المثال بعلبك في لبنان، حمص في سوريا، وبدأ هرقل يشعر بالقلق الشديد.


استعداد هرقل بأقوى الجيش لقتال المسلمين
هرقل طبعًا قيصر الرومان، في أثناء هذه الفتوح الإسلامية –سبحان الله- قدرًا كان هرقل موجود في القدس، عندما جاءت الجيوش الإسلامية، وكان في القدس يحج شكرًا لله على نصره على الفرس كما ذكرنا قبل ذلك، فلما جاءت الجيوش الإسلامية بدأ ينسحب في اتجاه الشمال، فانسحب لدمشق وانسحب لحمص وانسحب إلى أعلى منها، ثم وصل في انسحابه إلى أنطاكية، وأنطاكية هذه في شمال سوريا، في أقصى شمال سوريا مع حدودها مع تركيا، فوقف هناك وأخذ يدير المعارك الرئيسية، وبدأ يُعد جيش يكون أقوى جيوش الدولة الرومانية في حرب المسلمين. طبعًا لعل بعض هذه المعارك تكون خارج أرض فلسطين، لكن زي ما قلنا هذه المعارك تتم مع القوة الحاكمة لأرض فلسطين؛ فهي ترتبط ارتباط مباشر بقصتنا.

قوة جيش الرومان أما جيش المسلمين
فهرقل أعد 200 ألف رومي، وما زالت الأعداد تتوالى من هنا وهناك، والجيش المسلم في ذلك الوقت كان قوامه 36 ألف مقاتل، أو في أكثر التقديرات 39 ألف مقاتل، وكان على رأس الجيوش زي ما قلنا أبو عبيدة بن الجراح –رضي الله عنه وأرضاه-. طبعًا أبو عبيدة جاءته الأنباء أن جيش الرومان 200 ألف، وجيش المسلمين زي ما قلنا في أكبر تقدير 39 ألف، فأخذه الفزع على جيش المسلمين من هذه الأعداد الكبيرة، وأرسل رسالة استغاثة عاجلة إلى الفاروق عمر -رضي الله عنه- في المدينة المنورة، وقال في هذه الرسالة كلمات تُشعر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بمدى الألم والأسى الذي يعيشه المسلمون نتيجة هذه الجموع الضخمة التي تُهيأ لهم من قبل الرومان.

استغاثة أبو عبيد بن الجراح بعمر بن الخطاب –رضي الله عنه-
أنقل لكم بعض الكلمات التي قالها أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح في خطابه لعمر بن الخطاب، قال له: "العجل العجل يا أمير المؤمنين بالرجال بعد الرجال" يعني نريد أمداد من المسلمين تساعدنا في هذه المعارك الفاصلة القادمة علينا في أرض الشام، وإلا، شوف بقى سيدنا أبو عبيدة بيقول لسيدنا عمر لو ماجاش مدد من الرجال إيه اللي هيحصل "وإلا فاحتسب" حاجة من الإثنين "وإلا فاحتسب أنفس المسلمين إن هم أقاموا" يعني لو ثبت المسلمين ضاعوا "احتسب أنفس المسلمين إن هم أقاموا"، لو بقى المسلمون في أرض الشام في مواجهة الجيوش الرومانية كله هيضيع، لأن الأعداد اللي قدامنا أعداد ضخمة جدًا، وما زالت تأتي أعداد أخرى، والتسليح على أعلى مستوى، ده تسليح أكبر دولة في العالم.


خشية عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- على جيش المسلمين
"واحتسب دينهم منهم إن هم تفرقوا" يعني بيقول له لو ثبتوا نفوسهم هتروح، ولو فروا دينهم هيروح، لأن هذا فرار من أرض الزحف، فشيء خطير جدًا إن المسلمين يبقوا أو يفروا، فالمشكلة كبيرة ونحتاج إلى مدد، "فقد جاءهم يا أمير المؤمنين ما لا قِبل لهم به، إلا أن يمدهم الله بملائكته، أو بغياث من عنده" يعني مالنا حيلة إلا أن ينصرنا ربنا -سبحانه وتعالى- بالملائكة، "والسلام عليك"، هي رسالة قصيرة جدًا بتوريه مدى الألم والمأساة التي يعيشها الجيش الإسلامي القليل العدد في أرض الشام، سيدنا عمر بن الخطاب لما وصلته هذه الرسالة أخذه الفزع الشديد، بل إنه بكى عندما قرأ هذه الرسالة، ولعل ما أبكاه أنه لم يشعر فقط بالخطورة على الجيش المسلم، ولكنه خشي أن يكون هناك لبس في فهم المسلمين لضوابط ومعايير النصر في القضية الإسلامية، و-فأرسل رسالة مع مدد.

إذا كان الله معنا فلا غالب لنا
المدد دا قد إيه يا إخواني؟ المدد دا ألف واحد فقط، ألف واحد مع سعيد بن عامر-رضي الله عنه وأرضاه-، ليست أعداد كبيرة، لكن بعت رسالة هي والله بمئات الآلاف من الرجال، يقول في هذه الرسالة طبعًا رسالة طويلة آخُذ منها جملة قصيرة، يقول: "لا تهولنكم كثرة ما جاء منهم، فإن الله منهم بريء، ومن بريء الله منهم كان قمنًا ألا تنفعه الكثرة" كان قمنًا يعني كان جديرًا، يعني من بريء الله منه لا يمكن الأعداد أبدًا تنفعه "وأن يكله الله إلى نفسه فيخذله، ولا توحشك" وخلي بالك من الكلمات الجميلة "ولا توحشك قلة المؤمنين، فإن الله معك، وليس قليلًا من كان الله -عز وجل- معه" انظروا إلى الكلمات.

ثبات جيش المسلمين رغم قلة عددهم
يعني سيدنا عمر بن الخطاب بيقول إوعى تنسى الضوابط والمعايير بتاعتنا، ربنا بينصر العدد القليل على العدد الكثير" كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ واللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ" البقرة:249، عندما جاءت الرسالة إلى أبي عبيدة ثبت -رضي الله عنه- وأرضاه، وثبت من معه من المسلمين، وبدأ المسلمون يناقشون خطة مواجهة الجيوش الرومانية الضخمة الهائلة. تُرى ماذا فعل المسلمون مع الجيوش الرومانية الضخمة أكبر جيش في العالم؟ ده هنعرفه إن شاء الله بعد الفاصل فابقوا معنا.


خطة القتال مع جيش الرومان الكبير
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. شفنا اتخاذ المسلمين لقرار الثبات، ومحاربة الرومان بعد وصول الرسالة التثبيتية العظيمة من عمر بن الخطاب -رضي الله عنه وأرضاه-، واجتمع قادة الجيوش لتسيير المعركة، أو لاختيار أرض المعركة، أو لوضع خطة القتال في الصدام المروع القادم مع الدولة الرومانية العظمى في ذلك الوقت. الجيوش الإسلامية في اجتماعها في الجابية، الجابية هذه كانت في جنوب دمشق غلب على رأيها الانسحاب إلى أطراف الصحراء، معنى كده إيه؟ معنى كده أن الجيش ينسحب من كل سوريا، ومن كل الأردن وفلسطين ويصل إلى أطراف الجزيرة العربية، وكانت حجة القادة في ذلك الأمر أنهم إذا هُزموا في موقعتهم أمام الرومان ينسحبوا إلى الصحراء، والجيوش الرومانية لا تستطيع المقاتلة في الصحراء.

ثبت جيش المسلمين بكلام خالد بن الوليد –رضي الله عنه-
مين اللي شم ريحة هروب من المعركة؟ مين اللي شم ريحة انسحاب أو فتح الطريق للإنسحاب وهذا قد يعوِّق نفسية المسلمين في القتال؟ خالد بن الوليد -رضي الله عنه وأرضاه-، مع أنه ما كانش زعيم الجيش الإسلامي في ذلك الوقت، كان معزول زي ما قلنا قبل كدا، لكن قال كلمة جميلة جدًا تعبر عن طبيعة خالد بن الوليد -رضي الله عنه- ولماذا يُنصر هذا الرجل، لماذا يحقق نصر وراء نصر وراء نصر وهكذا، يقول -رضي الله عنه-: "أرى والله إن كنا نقاتل بالكثرة والعدد هم أكثر منا وأقوى منا ومالنا بهم إذًا طاقة" يعني لو العملية عملية عدد لا هتنفعكم صحرا، ولا هتنفعكم دمشق ولا أي مكان تاني "وإن كنا نقاتلهم بالله ولله فما أرى أن جماعتهم ولو كانوا أهل الأرض جميعًا أنها تغني عنهم شيئًا" يعني مش هتفرق -سبحان الله- معانا ربنا خلاص مين اللي قدامنا؟ انظروا إلى عقيدة المسلم، العقيدة العملية يا إخواني، في أرض القتال عقيدته هذه ثبتت جيش كامل، 39 ألف مقاتل كانوا مستنيين الكلمة دي من خالد بن الوليد سيف الله المسلول، -رضي الله عنه وأرضاه-، ثبت المسلمون بكلامه، ووقفوا استعدادًا للقتال.

خالد بن الوليد –رضي الله عنه- أكبر عبقرية عسكرية
أبو عبيدة بن الجراح قائد الجيوش بكاملها، فعايز يستشير، مين يستشيره؟ يستشير طبعًا خالد بن الوليد، من أعظم العبقريات العسكرية في العالم أجمع، وما زالت خططه إلى الآن تُدرس في الجامعات العسكرية في كل الدنيا المسلمة وغير المسلمة، هكذا، جاب خالد بن الوليد وقاله ما رأيك؟ إيه اللي بتعمله في الحرب؟ إيه الخطة اللي نحطها؟ إيه الجيوش اللي نحركها؟ مين الميمنة؟ مين الميسرة؟ كذا كذا. قال له كلمة غريبة جدًا، قال له: "أتطيعني فيما آمرك به" يعني أنت بتستشيرني، هقول لك رأيي تسمعه؟ فقال: نعم، وطبعًا أبو عبيدة في كامل الثقة في هذا الرجل العظيم اللي سماه الحبيب -صلَّى الله عليه وسلم- سيف الله المسلول.

أعظم الخطط التي وضعها خالد بن الوليد-رضي الله عنه وأرضاه-
يقول خالد: "فولني ما وراء بابك" يعني اديني قيادة الجيوش في المعركة دي "وخلني والقوم" يعني بالعربي كده سيبني عليهم "وخلني والقوم، فإني والله أرجو أن الله ينصرني عليهم" قال: "فأنت وذا" واداله قيادة الجيوش في هذه الموقعة، مع أن هو معزول من سيدنا عمر بن الخطاب، لكن أبو عبيدة -رضي الله عنه وأرضاه- احتفظ بالقيادة العامة للجيش من برا، قيادة الشام بكاملها، وفي هذه المعركة الجزئية لمصلحة المسلمين أعطى القيادة لخالد بن الوليد -رضي الله عنه وأرضاه-، وإذا به يجلس ويخطط خطة من أعظم الخطط العسكرية في الدنيا، قسم الجيش بتاعه إلى 39 كردوس، الكراديس هذه كان نظام جديد مستحدث في الحروب العسكرية، يعني 39 فرقة كل فرقة 1000 واحد، الجيش قوامه 39 ألف، فقسَّم كل 1000 مع بعض، وعمل كل قسم وحدة من قبيلة معينة، وبدأ يحمس كل قبيلة ألا يؤتى المسلمون من قِبلها، وعمل الميمنة حط عليها معاذ بن جبل -رضي الله عنه وأرضاه-، وعمل الميسرة حط عليها قباس بن أشيم-رضي الله عنه وأرضاه-، ووضع نفسه هو على قيادة الخيول، ووضع هاشم بن عتبة بن أبي وقاص -رضي الله عنه- على قيادة الرجَّالة، الناس اللي ماشية على رجليها، المشاة يعني.


التوفيق من الله باختيار خالد بن الوليد –رضي الله عنه- لأرض اليرموك
وبدأ يخطط لأرض المعركة، واختار مكان –سبحان الله- أنا أحسب أن هذا المكان هو توفيق كامل من رب العالمين -سبحانه وتعالى-، وهي الأرض المعروفة بمكان اليرموك، لتتم موقعة اليرموك من أشهر مواقع الإسلام، ومن أشهر مواقع الدنيا- على هذا المكان، وأنا يا أخواني ويا أخواتي شفت هذا المكان بنفسي أرض اليرموك، أرض اليرموك دلوقتي متوسطة ما بين الأردن، هي واقعة في داخل حدود الأردن مابين الأردن وسوريا وفلسطين، نسأل الله -عز وجل- أن يحرر فلسطين بكاملها، في هذه الأرض في غاية الصعوبة، أرض محاطة من أطراف كثيرة من 3 أطراف بهاوية سحيقة، يعني أرض فعلًا صعبة جدًا، وسيدنا خالد فاتح طريق معين ضيق فقط للجيوش الرومانية تدخل فيه على هذه الأرض، ووقف هو على أطراف هذه الأرض يسد هذه الأرض، لكي لا يحارب هذه الجيوش الضخمة الهائلة في وقت واحد، يحارب مجموعة مجموعة، ومساحة الأرض الضيقة لا تسمح للرومان بالمناورة في داخل هذه الأرض، فاستطاع بذلك أن يتغلب على كثرة الأعداد عند الرومان.

سبب نصر الله لخالد بن الوليد-رضي الله عنه وأرضاه-
بالإضافة لكده الأرض دي خلفيتها زي ما قلنا هاوية سحيقة، فلو استطاع خالد بن الوليد ومن معه من المسلمين أن يضغطوا على الجيش الروماني، فوق الناس اللي هتموت من الجيش الروماني أعداد ضخمة ممكن تقع في هذه الهاوية، اللي كانوا بيسموها الواقوصة، وهي هاوية ضخمة سحيقة، ولا شك أن الذي يقع في هذه الهاوية سيُقتل في الحال، فده كان إعداد سيدنا خالد بن الوليد، لكن أرجع أفكركم تاني بالكلام اللي كان بيقوله سيدنا خالد أنه لا يُنصر إلا بالله -عز وجل-. هذه عبقرية، وهذه تخطيط، وهذه فكرة، وهذه مهارة، وهذه قيادة، وهذه فروسية، كل ده لن يؤتي ثماره إلا إذا أراد الله -عز وجل-، وهكذا كان يعتقد خالد ولذلك كان يُنصر -رضي الله عنه وأرضاه-.

عقيدة خالد بن الوليد –رضي الله عنه-
في يوم 5 رجب سنة 15ه، يوم لابد أن يحفظه المسلمون جميعًا في ذاكرتهم، وأن يعلموه العالم أجمع، تمت موقعة اليرموك، يوم من أيام الله المشهودة، دا بيوافق 12 أغسطس سنة 636م. سيدنا خالد على رأس الجيوش، وكانت علامة البدء أن يتحرك هو في اتجاه العدو، تخيل، هو قائد الجيوش بكاملها ومع ذلك هو أسرع الناس إلى عدو المسلمين، فوقف على رأس الجيوش، ووقف إلى جواره أحد الجنود، ونظر الجندي المسلم إلى الأعداد الهائلة، الجموع الضخمة من الرومان، فقال كلمة نمَّت عن خوفه وضعفه، قال: ما أكثر الرومان، وما أقل المسلمين. فقال خالد بن الوليد بمنتهى الحسم: "اصمت يارجل، بل قل ما أكثر المسلمين وما أقل الرومان، إننا والله لا نُنصر إلا بالله -عز وجل-، ولا يُخذل المسلمون إلا بخذلان الله -عز وجل- لهم" ثم قال: "والله لوددت أن الأشقر براء من توَجِّيه" الأشقر الحصان بتاعه، كان ساعتها مريض وبيقاتل على حصان تاني، فقال: "والله لوددت أن الأشقر براء من توَجِّيه، وأنهم أُضعِفوا في العدد" لولا أن الحصان بتاعي لا يعطيني المناورة التي أريدها كنت أتمنى يكونوا 400 ألف وماعنديش مشكلة، أنا لا أخشى أعداد الأرض بكاملها.

انتصار جيش المسلمين على جيش الرومان الكبير
هكذا يا إخواني، هذه عقيدة المسلمين التي انتصرت في موقعة اليرموك، ودارت موقعة من أشرس المواقع في تاريخ الإنسانية، احتدم الصدام، وارتفع الغبار، وارتفعت صيحات التكبير والتهليل من المسلمين، وسبحان الله في غضون يوم واحد تم أعظم نصر للمسلمين في أرض الشام في موقعة اليرموك، وسُحق الجيش الروماني تمامًا، بنتكلم على 130 ألف قتيل في موقعة اليرموك، 130 من أصل 200 ألف، -سبحان الله- فعلًا كُسرت شوكة الدولة الرومانية في هذه الموقعة، وفي الواقوصة في هذه الهاوية الساحقة التي اختارها خالد بن الوليد -رضي الله عنه- بتوفيقٍ من الله -عز وجل- وتقدير، في هذه الواقوصة سقط 90 ألف من 130 ألف، يعني المسلمون قتلوا 40 ألف، وسقط في هذه الواقوصة 90 ألف، لتهلك بذلك القوة الرئيسية للجيش الروماني، ويفر بقية الجيش.

تاريخ هام جدًا يجب أن يحفظه كل مسلم
وبعد هذه الموقعة تصل الأنباء إلى هرقل وهو في أنطاكية فيصعد على تل كبير كان يشرف على سوريا، وكان يعتاد أن يصعد عليه كلما حج إلى القدس أو جاء إلى سوريا، ويقول: "سلامٌ عليكِ يا سوريا، سلام الذي يعود إليكِ بعد حين" ففي هذه المرة قال: "سلام عليكِ يا سوريا، سلام المفارق، لا عودة لكِ بعد الآن" خلاص ضامن أنه لن يعود إلى هذه الأرض بعد أن كُسر جيشه هذه الكسرة، وعمَّت الفرحة في بلاد المسلمين، ووصلت الأنباء إلى كل مكان، وحقق الله -عز وجل- نصره المبين للمسلمين في هذا اليوم الكريم، 5 رجب سنة 15 من الهجرة، احفظوا التاريخ دا كويس.


فتح لبنان وسوريا على يد جيش المسلمين
انفصلت الجيوش الرومانية طبعًا المتبقية عن الأماكن التي كانت تحميها في الشام، وانساح المسلمون في أرض الشام بعد هذه الموقعة، وبدأ أبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه وأرضاه- يقسم الجيوش الإسلامية من جديد، فوضع -رضي الله عنه وأرضاه- يزيد بن أبي سفيان على قيادة دمشق، ومعه أخوه الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه وأرضاه-، وأوكل إليهما فتح ما تبقى من الحصون في سوريا، وفتح دولة لبنان بكاملها، أو إقليم لبنان الذي كان تابعًا للشام في ذلك الوقت، وبالفعل تم فتح لبنان، وتم فتح بقية المدن في سوريا على يد يزيد بن أبي سفيان، ثم على يد معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين-.

انكسار دولة الرومان إنسكارًا شديدًا
ثم وضع شرحبيل بن حسنة -رضي الله عنه- على قيادة الأردن، بنتكلم على دول كاملة يا إخواني بعد هذه الموقعة، يعني فعلًا انكسرت دولة الرومان انكسارًا كبيرًا، الكلام دا كان في سنة 636م، ولو تفتكروا قلنا لكم قبل كده أن الحكم الروماني لمنطقة الشام أو لفلسطين استمر 700 سنة هي دي آخر الـ 700 سنة، سنة 636م. شرحبيل بن حسنة وُكِّل على الأردن وفتحها كما يقول الرواة فتحًا يسيرًا، يعني دخل على كل المدن في الأردن بمنتهى البساطة، وأدخلها جميعًا في حوزة الإسلام والمسلمين. أما أبو عبيدة -رضي الله عنه وأرضاه- فتوجه بنفسه إلى حِمص في شمال دمشق ومعه خالد بن الوليد -رضي الله عنه وأرضاه-، ووجه بطلنا وقائدنا العظيم عمرو بن العاص -رضي الله عنه وأرضاه- إلى أرض فلسطين، لتبدأ قصة جديدة لصحابي جليل من الصحابة العظام الكرام عمرو بن العاص مع أرضنا وحبيبتنا فلسطين، وهذه القصة ستكون موعد حلقتنا القادمة بإذن الله.


أسأل الله -عز وجل- أن يفقهنا في سننه وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تم بحمد الله


شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
http://forums.way2allh.com/forumdisplay.php?f=36

[آمــال الأقصى]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا ونفع بكم.

[عطر الفجر]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا، بارك فيكم

[*أمة الرحيم*]

جزاكم الله خيرًا ونفع الله بكم

[لؤلؤة باسلامي]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا ونفع بكم.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا، بارك فيكم

جزاكم الله خيرًا ونفع الله بكم

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وخيرا جزاكم اللهم آمين