إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحلقة العاشرة من سلسلة خط الزمن للدكتور راغب السرجاني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحلقة العاشرة من سلسلة خط الزمن للدكتور راغب السرجاني






    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

    هذه الأرض محتلة ولابد على المسلمين أن يحرروها وأن هذه أرض مباركة بارك الله عز وجل فيها
    فلسطين قضية أمن قومي ليس فقط بالنسبة لفلسطين ولكن بالنسبه لكل البلاد التي تحيط بفلسطين بل ولكل العالم الإسلامي وذكرنا ما يدل على ذلك من تاريخ نشأة دولة اليهود في أرض فلسطين.


    هذه الأرض لابد للمسلمين أن يفقهوا قيمتها لكي يحرروها وهذا واجب لكل مسلم يهتم بأمر دينه وعقيدته وليس معنى ذلك أن ننسى بقية قضايا الأمة الإسلامية ونطمئن الناس جميعا أن دراسة قضية فلسطين ليست بديلة عن دراسة قضية العراق أو الشيشان أو كشمير أو أزربيجان أو تركستان ومناطق كثيره أحتلت من بلاد المسلمين وكثير من المسلمين لا يعرفون أسماءها هذه في غاية الأهميه جميعها مهمة لكن قضية فلسطين قضية عاجلة جدًا.



    فلسطين في عصر أبي بكر الصديق



    رابط مشاهدة الحلقة على اليوتيوب:







    لتحميل الحلقة بجودات مختلفة من هنا:

    http://way2allah.com/khotab-item-18978.htm



    جودة عالية ممتازة avi

    http://way2allah.com/khotab-mirror-18978-22994.htm


    جودة عالية ممتازة mp4

    http://way2allah.com/khotab-mirror-18978-22995.htm




    رابط الحلقة على الساوند كلاود:

    http://way2allah.com/khotab-mirror-18978-219837.htm


    رابط تفريغ بصيغة pdf
    http://www.way2allah.com/media/pdf/18/18978.pdf





    رابط تفريغ بصيغة word
    التعديل الأخير تم بواسطة آمــال الأقصى; الساعة 27-01-2018, 01:46 AM.
    اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.


  • #2


    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أما بعد، فأهلًا ومرحبًا بكم في هذا اللقاء المبارك، وأسأل الله –عز وجل- أن يجعل هذه اللحظات في ميزان حسناتنا أجمعين.


    اهتمام النبي –صلَّى الله عليه وسلم- بقضية فلسطين
    مع الحلقة العاشرة من برنامج خط الزمن ومازلنا مع قصة فلسطين، في الحلقة اللي فاتت شوفنا موقف الرسول-عليه الصلاة والسلام- من قصة فلسطين ومن بدايات الدعوة الإسلامية، والرسول-عليه الصلاة والسلام- مهتم اهتمام كبير جدًا بقصة فلسطين، مهتم بالمسجد الأقصى، مهتم بالقدس، مهتم بفلسطين، مهتم بالشام، مهتم بالناس اللي عايشة في أرض فلسطين، مهتم بالقوى العالمية المتصارعة على قضية فلسطين أو على قصة فلسطين، شفنا بعد صلح الحديبية الرسائل التي أرسلها الرسول-عليه الصلاة والسلام- لدعوة ملوك وأمراء العالم إلى الإسلام، وكانت رسائل في غاية الرقة والأدب، والإيضاح لدعوة التوحيد التي جاء بها رسولنا –صلَّى الله عليه وسلم- وختم بها الأنبياء.

    مقتل ابن عُمير الأسدي على يد شُرحبيل ابن عمرو
    ومنهم من آمن ومنهم من كذب وكان هرقل كما ذكرنا مؤمنًا بأن الرسول-عليه الصلاة والسلام- على حق، واتضح ذلك من أسئلته ولكنه رفض الإيمان حرصًا على ملكه وخوفًا من شعبه، ووقفنا في الحلقة السابقة على موقف شُرحبيل ابن عمرو الغساني، وهذا الذي كان يحكم فلسطين ويحكم دمشق وما حولها من أماكن في الشام، ويحكم تابعًا لهرقل قيصر الرومان في ذلك الوقت، ماذا فعل شُرحبيل ابن عمرو الغساني مع رسول رسول الله –صلَّى الله عليه وسلم- هذا الرسول كان الحارث ابن عُمير الأسدي –رضي الله عنه وأرضاه- حمل نفس الرسالة التي وُجهت إلى ملوك وأمراء العالم ففعل شُرحبيل ابن عمرو ما لم يفعله أحد من أمراء وملوك العالم مخالفًا بذلك الأعراف كلها، أمسك بالرسول وقتله، قتل رسول رسول الله –صلَّى الله عليه وسلم-، وهذه جريمة شنيعة في كل الأعراف.

    احترام الإسلام للأعراف
    الرُسل لا تُقتل، الرسول-عليه الصلاة والسلام- عندما جاءه رسولان من عند مُسيلمة الكذّاب وكانا من المؤمنين قبل ذلك وارتدا، يعني دمهما حلال عند المسلمين، في شريعة المسلمين المرتد يُقتل، ومع ذلك لكونهما جاءا برسالة من مُسيلمة الكذّاب قال لهما الرسول –صلَّى الله عليه وسلم- لولا أنكما من الرُسُل لقتلتكما، فحفظت الرسالة أو حمل الرسالة دمائهما، لكن الذي فعله شُرحبيل ابن عمرو الغساني تعدى به كل الأعراف وقتل رجلًا من رعايا الدولة الإسلامية، أو رسول رسول الله-صلَّى الله عليه وسلم- الحارث ابن عُمير الأسدي –رضي الله عنه وأرضاه-.



    رد فعل النبي –صلَّى الله عليه وسلم- على مقتل ابن عمير الأسدي
    إيه رد فعل الرسول –عليه الصلاة والسلام- على هذا الحادث؟ الرسول-عليه الصلاة والسلام- نظر إلى هذا الأمر على أنه انتهاك لحرمة الأمة الإسلامية، انتهاك لحرمة الدولة الإسلامية و الكلام ده كان في السنة الثامنة من الهجرة، يعني قبل فتح مكة، يعني لم تكن الدولة الإسلامية توسعت التوسع الكافي أو الكامل، دولة صغيرة في المدينة المنورة وبعض القبائل حول المدينة المنورة، لكنه وجد أن هذا الانتهاك لابد أن يُرد عليه بالقوّة، فجهّز جيشًا كاملًا –صلَّى الله عليه وسلم- قُوامُه ثلاثة آلاف مقاتل للأخذ بالثأر لهذا القتيل الذي قُتل على يد شُرحبيل ابن عمرو الغساني.

    علينا أن نعود إلى دييننا ونعرف حرمة دماء المسلمين
    لم ينظر الرسول –عليه الصلاة والسلام- إلى أن شُرحبيل هذا وراءه الغساسنة بكاملهم، بل ووراءه الدولة الرومانية التي تقتسم العالم في ذلك الوقت مع دولة الفرس، لم ينظر إلى ذلك –صلَّى الله عليه وسلم- إنما نظر إلى حرمة الدولة الإسلامية، وكرامة الأمة الإسلامية، ودماء هذا الشهيد التي سالت على أرض فلسطين أو أرض الشام، فخَرَّج جيشًا كبيرًا، انظروا يا إخواني ويا أخواتي إلى الحُرمات التي تُنتهك في بلاد فلسطين وغيرها من بلاد العالمين ولا يتحرك جيشٌ من جيوش المسلمين لاحول ولا قوة إلا بالله، نريد عودةً إلى دينا، عودةً إلى منهج حبيبنا –صلَّى الله عليه وسلم-.



    غزوة مؤتة
    خرج الجيش الضخم 3000 مقاتل وهذا أكبر جيش إسلامي منذ نشأة الدولة الإسلامية في المدينة المنورة في العام الأول من الهجرة إلى هذه السنة، السنة الثامنة من الهجرة، في بعض الرويات بتقول أن آخر السنة السابعة من الهجرة، خرج هذا لجيش وعلى رأسه زيد ابن حارثة –رضي الله عنه وأرضاه- فإن قُتل فالإمارة لجعفر ابن أبي طالب –رضي الله عنه وأرضاه-، فإن قُتل فالإمارة لعبد الله ابن رواحة الأنصاري-رضي الله عنه وأرضاه-فإن قُتل فليجتمع المسلمين ويختاروا من بينهم زعيمًا لهم، هذا ما عُرف في التاريخ بسريّة مؤتة أو بغزوة مؤتة، وتُسمى غزوة مع أن الرسول –صلَّى الله عليه وسلم- لم يخرج فيها لكبر حجم الجيش الذي خرج فيها وهو ثلاثة آلاف مقاتل كما ذكرنا.

    قلة عدد جيش المسلمين أمام جيش النصارى
    ومع ذلك عندما خرج هؤلاء إلى قتال الغساسنة وإلى الأخذ بثأر الحارث ابن عمير الأسدي –رضي الله عنه وأرضاه- جهز لهم الغساسنة مئة ألف مقاتل وأعانهم الرومان بمئة ألف أخرى، تخيل 200 ألف مقاتل نصراني ضد 3000 مقاتل مسلم فقط، وحدث في الغزوة ما تعلمون من استشهاد زيد ابن حارثة –رضي الله عنه- ومن استشهاد جعفر ابن أبي طالب، ثم استشهاد عبد الله ابن رواحة –رضي الله عن الجميع- ثم اختار المسلمون رجلًا من بينهم خالد ابن الوليد-رضي الله عنه وأرضاه- فتم له الفتح كما ذكر رسولنا –صلَّى الله عليه وسلم-، المؤرخون يختلفون حول نتائج هذه المعركة، معركة مؤتة، منه من يقول أن المسلمين قد انتصروا، ومنهم من يقول أن النصارى قد انتصروا، ومنهم من يقول أنها كانت قوى متكافئة ومتعادلة.

    انتصار المسلمين في غزوة مؤتة رغم قلة عددهم
    وأنا أرى في واقع الأمر أن المسلمين انتصروا في هذه المعركة، والشواهد على ذلك كثيرة جدًا، وليس هناك مجال للتفصيل ولكن نذكر فقط أن الرسول –عليه الصلاة والسلام- عندما علّق على الأحداث وقف في داخل المدينة المنورة يصف بإعجاز ظاهر ما يحدث في أرض مؤتة اللي هي موجودة دلوقتي في أرض الأردن، وقف يصف الأحداث ويقول، قُتل حامل الراية زيد ابن حارثة فقُتل، وحمل الراية جعفر ابن أبي طالب فقُتل، وحمل الراية عبد الله ابن رواحة –رضي الله عنه وأرضاه ورضي الله عن الجميع- فقُتل وعيناه تذرفان من الدمع لقتل واستشهاد هؤلاء العظماء، ثم قال وحمل الراية بعد ذلك سيفٌ من سيوف الله اللي هو خالد ابن الوليد ففتح الله عليه، هذه الكلمة لا تُقال إلا عند النصر، ليس مجرد الانسحاب.



    الدليل على انتصار المسلمين في غزوة مؤتة
    بدليل أن القوة الرومانية الضخمة الهائلة 200 ألف مقاتل لم يتتبعوا المسلمين عند انسحابهم، وبدليل أن شهداء المسلمين في هذه الموقعة لم يتجاوزوا العشرين شهيد، تخيل جيش 3000 بيقاتل 200 ألف لم يُقتل منه إلا 20 واحد فقط أو أقل، حوالي 16 أو 17 في بعض الروايات فهذه دلالة على أن الجيش الإسلامي كانت له اليد العليا، وإن بمجرد ما خالد ابن الوليد –رضي الله عنه- عمل خطة الانسحاب رضي بذلك الرومان ولم يتعقبوا المسلمين دلالة على قناعتهم بهذه النتيجة، ويُثبت ذلك بعد هذه الموقعة بسنة أن الرومان هربوا من حرب الرسول –عليه الصلاة والسلام- في موقعة تبوك، دلالة على أنهم لاقوا العنت الشديد في موقعة مؤتة.

    انتصار المسلمين على أقوى جيش في العالم
    الشاهد من كل هذه القصة أن الجيش الإسلامي خرج إلى أرض مؤتة، نعم الحرب كانت في أرض الأردن لكنها كانت من القوة الحاكمة لأرض فلسطين في ذلك الوقت، وكانت هذه علامة لا شك فيها في تاريخ فلسطين وتاريخ الشام بكاملها، بعدها بسنة خرج الرسول –عليه الصلاة والسلام- في غزوة تبوك سنة 9 من الهجرة و كان الجيش بتاعه 30 ألف مقاتل وخرج لأن هو شاف أن الرومان بيجهزوا تجهيزات في أرض الشام لغزو المدينة المنورة، وكان هذا الغزو متوقعًا في أي لحظة، فبدأ –صلَّى الله عليه وسلم- بالهجوم قبل أن يُبدأ هو بهجوم الرومان، وجهز الجيش الكبير اللي كلنا عارفين قصته وذهب إلى أرض الشام وهناك هرب الجيش الروماني، إحنا بنتكلم على أقوى جيش في العالم في ذلك الوقت يهرب من جيش المصطفى –صلَّى الله عليه وسلم-.

    اهتمام النبي –صلَّى الله عليه وسلم- بقضية فلسطين حتى مماته
    في هذه السنة في السنة التاسعة من الهجرة وأتى لقومه من الأماكن البعيدة ليصالحوا الرسول –صلَّى الله عليه وسلم- على الجزية، أتى النصارى من تيماء ومن جرباء، ومن أيلا ومن أذرح جميعًا ليعقدوا معاهدة مع الرسول-عليه الصلاة والسلام- ويدفعوا الجزية وعمّ الإسلام في شمال الجزيرة العربية، بعد هذه الموقعة، موقعة تبوك، وإلى اللحظات الأخيرة يا إخواني ويا أخواتي في حياة الرسول-عليه الصلاة والسلام- وهو يفكر في قضية الشام وفي قضية فلسطين.

    ما هو بعث أسامة ابن زيد؟
    ولعلنا نعرف ما يُسمى في التاريخ ببعث أسامة ابن زيد-رضي الله عنهما- أسامة ابن زيد حِب الرسول-عليه الصلاة والسلام- أو الحِب ابن الحِب، كان الرسول –عليه الصلاة والسلام- يحب زيد ابن حارثة حُبًا شديدًا وكذلك كان يحب ابنه أسامة ابن زيد حُبًا شديدًا، ولذلك أُطلق عليه الحِب ابن الحِب، هذا الشاب الصغير ولَّاه الرسول –عليه الصلاة والسلام- على قيادة جيش يخرج لحرب الرومان في أواخر حياة الرسول-عليه الصلاة والسلام-، هذا الجيش كان يُجهز في صفر من العام الحادي عشر من الهجرة، يعني قبل وفاة الرسول –عليه الصلاة والسلام- بشهر واحد، وجهز هذا الجيش ووضع فيه كبار الصحابة –رضي الله عنهم وأرضاهم- ووضع على رأس الجيش أسامة ابن زيد –رضي الله عنهما- وأمر الجيش أن يخرج لحرب الرومان في أواخر حياته-صلَّى الله عليه وسلم-.



    ذكاء النبي –صلَّى الله عليه وسلم- في اختياره لأسامة ابن زيد
    لكن الجيش بقي في شمال المدينة المنورة عندما علم بمرض الرسول –عليه الصلاة والسلام- و حدثت وفاة الرسول –عليه الصلاة والسلام- فتعطل خروج الجيش حتى جاء زمن الصديق-رضي الله عنه وأرضاه- فقام بإخراج الجيش كما سيتبين لنا، لكن الشاهد من هذه القصة نقف وقفة مع قضية أسامة ابن زيد-رضي الله عنهما- كان فيه ذكاء بارع من الرسول –عليه الصلاة والسلام- في تولية أسامة ابن زيد –رضي الله عنهما- لهذا الجيش، ونخلي بالنا أن مؤتة شهدت مقتل واستشهاد أبو أسامة ابن زيد، اللي هو زيد ابن حارثة –رضي الله عنه وأرضاه- فالدوافع قوية جدًا عند أسامة للأخذ بثأر أبيه و ثأر المسلمين وثأر أمة الإسلام، والانتقام من الدولة الرومانية ومن الغساسنة الذين قتلوا هؤلاء العظماء من المسلمين.

    لا يجب أن يستصغر الشباب إمكانياتهم
    لكن فيه شواهد ثانية في غاية الأهمية، أن الرسول-عليه الصلاة والسلام- يُبرز في هذا الجيش إمكانيات الشباب، لما واحد عنده 17 أو 18 سنة يتولى قيادة جيش في داخله عمالقة القيادة العسكرية في الأمة الإسلامية، جواه أبو بكر الصديق، وعمر ابن الخطاب، و أبو عبيدة ابن الجراح، وعمرو ابن العاص، وأُسيد ابن حضير، وغيرهم من عمالقة الصحابة –رضي الله عنهم وأرضاهم- فهذا إيمان كامل من الرسول-عليه الصلاة والسلام- بقيمة الشباب في الدولة الإسلامية، ثم هو إشارة واضحة إلى دور الشباب في تحرير فلسطين، وإلى دور الشباب في تحرير الشام، وإلى دور الشباب لقمع قوى العالم العالمية التي تحارب الإسلام والمسلمين، ولا يجب أبدًا أن يستقل الشباب أو يستصغر الشباب إمكانياتهم فهذه مكانتهم في عين الحبيب –صلَّى الله عليه وسلم-، تُرى هل توقفت الحركة الإسلامية تجاه فلسطين بعد وفاة الرسول –عليه الصلاة والسلام- أم أنها استمرت نشطة قوية؟ هذا ما سنعرفه بعد الفاصل إن شاء الله فابقوا معنا.

    ثلاث حركات عسكرية للمسلمين تجاه فلسطين
    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، كنا قبل الفاصل بنتكلم على وضع المسلمين، أو حركة المسلمين في اتجاه فلسطين في زمان الحبيب –صلَّى الله عليه وسلم- وذكرنا إن هي 3 حركات عسكرية، الحركة الأولى كانت حركة مؤتة، وكانت غزوة أو سريّة كبيرة وأُتبعت بغزوة تبوك، ثم التحرك الأخير كان قُبيل وفاة الرسول-عليه الصلاة والسلام- وهو بَعث أسامة ابن زيد الذي لم يُكتب له أن يتحرك في زمن الحبيب –صلَّى الله عليه وسلم- لمرض الرسول –عليه الصلاة والسلام- في أواخر حياته.



    أجرأ القرارات في تاريخ المسلمين بكامله
    بعد وفاة الرسول-عليه الصلاة والسلام- سيدنا أبو بكر الصديق أخد قرار لعله من أجرأ القرارات في تاريخ المسلمين بكامله، وهو قرار إنفاد بعث أسامة ابن زيد، يعني إرسال بعث أسامة ابن زيد إلى مهمته إلى حرب الرومان، ونقول لماذا كان هذا القرارجريئًا؟ نقول أولًا: لأن المدينة المنورة وصلتها الأنباء من كل مكان برِدة العرب، يعني الذين التحقوا بالإيمان ودخلوا في حوزة الدولة الإسلامية، في زمان الرسول-عليه الصلاة والسلام- في أواخر حياته، الجميع تقريبًا إلا قليل القليل انتقض وارتد على عقبه، وماجت الجزيرة العربية بالردة في كل أطرافها، فإخراج جيش كبير زي جيش أسامة ابن زيد-رضي الله عنهما- بكل الطاقات العسكرية التي فيه إلى حرب الرومان والجزيرة العربية تموج بالردة هذا قرار خطير جدًا.

    موقف أبي بكر الصديق الحازم في إخراج الجيوش للقتال
    الحاجة الثانية: إن كون الجيش يخرج لحرب الدولة الرومانية وهي أكبر أو من أكبر الدول العالمية العسكرية في ذلك الوقت، والحاجة الثالثة: أن المسلمين خارجين من مصيبة وفاة الرسول-عليه الصلاة والسلام- ولسه لم يتوازنوا بعد من هذه المصيبة الضخمة، ولعلها أعظم مصيبة مرَّت على المسلمين مطلقًا، وفقدان الاتصال مع السماء لانقطاع الوحي بوفاة النبي الخاتم، هذه كلها كانت قضايا ضخمة جدًا ومع ذلك أصر الصديق –رضي الله عنه- على إخراج الجيش وكانت حجته في ذلك ما قاله في كلمة جميلة جدًا تعبر عن منهجه في الحياة، قال: "والذي لا إله غيره لو جرت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رددت جيشا وجهه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا حللت لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم" والله لو جرت الكلاب بأرجل أمهات المؤمنين في المدينة ما رددت جيشًا وجهه الرسول –صلَّى الله عليه وسلم-، ولا حللت لواءً عقده.

    قوة المسلمين في محاربة الرومان لتنفيذ أمر النبي –صلَّى الله عليه وسلم-
    يعني بما أن الرسول –صلَّى الله عليه وسلم- اختار أمر أنا مش ممكن أبدًا بأي حال من الأحوال أن أخالف هذا الأمر، حتى لو دخلت الجيوش المعادية والكلاب إلى أرض المدينة وانتهكت حرمات زوجات النبي –صلَّى الله عليه وسلم- أمهات المؤمنين اللي منهم السيدة عائشة بنت الصديق شخصيًا –رضي الله عنه وأرضاه- إلا أنه سوف يوجه الجيش الذي وجهه –صلَّى الله عليه وسلم- ولا يحل لواءً عقده أبدًا، ورفض أن يوَلى على الجيش غير أسامة ابن زيد، واختار الاختيار الذي قام به النبي –صلَّى الله عليه وسلم- وخرج بالفعل جيش أسامة ابن زيد –رضي الله عنهما- إلى الشام ولم يلقى حربًا هناك، لكنه في طريقه إلى هناك قال العالم أجمع، كل الناس اللي مر عليها الجيش قال أن هذا الجيش خرج من قوم عندهم قوة ولو كانوا ضعفاء ما أخرجوا جيشًا لحرب الرومان، فآتى هذا الجيش أُكُله وقُمعت الردة في كل القبائل الشمالية،كل الناس اللي مر عليهم الجيش قُمعت الردة ولم يلقى فيها المسلمون شرًا يُذكر وكان هذا من بركات اتباع الحبيب –صلَّى الله عليه وسلم-.



    قضى أبو بكر-رضي الله عنه وأرضاه- على الردة في الجزيرة العربية
    الحروب اللي سيدنا أبو بكر خدها في قضية الردة استمرت سنة كاملة، اللي هو العام الحادي عشر من الهجرة بكامله، لحد أوائل العام الثاني عشر من الهجرة، وحصل صدام مع أكثر من قوة في الجزيرة العربية، ولعل أهم هذه الصدامات وآخرها كان في موقعة اليمامة ضد مُسيلمة الكذّاب، وانتصر المسلمين انتصارًا كبيرًا بقيادة خالد ابن الوليد سيف الله-رضي الله عنه وأرضاه- وتحقق النصر المبين للمسلمين على كل جموع المرتدين، وبعد سنة انتهت الردة بكاملها من الجزيرة العربية.

    انتصار خالد ابن الوليد رغم قلة عدد جيش المسلمين
    ثم أخذ الصديق القرار الأجرأ في حياته وهو غزو فارس وبداية الفتوح الإسلامية، وطبعًا الدولة الفارسية دولة تقتسم العالم كما ذكرنا قبل ذلك مع دولة الرومان فهذا قرار عجيب، وبدأت فعلًا الفتوح الإسلامية في أرض فارس في العام الثاني عشر من الهجرة وكان الكلام ده بيوافق سنة 632.م، وطبعًا سيدنا خالد ابن الوليد حقق انتصارات هائلة في أرض العراق، حقق تقريبًا 12 ل15 انتصار في غضون سنة واحدة، يعني في أقل من 12 شهر كان منتصر في حوالي 15 موقعة عسكرية هائلة، جيشه كان 18 ألف وكان الفرس في أقل التقديرات 60 ألف و70 ألف و90 ألف، وفي موقعة الفراض كانوا 120 ألف فعلًا، كانت انتصارات مبهرة.

    الدولة الإسلامية تحارب أكبر جناحين عسكريين
    لكن الغريب جدًا والعجيب أن سيدنا أبو بكر الصديق أثناء حركة الجيوش الإسلامية في داخل أرض فارس قرر أن يُرسل جيوشًا إسلامية لفتح بلاد الشام ولحرب الدولة الرومانية، وتبدأ قصة الخلفاء الراشدين مع أرض فلسطين في حياة الصديق خليفة رسول الله –صلَّى الله عليه وسلم-، القضية بدأت برؤيا رآها شُرحبيل ابن حسنة –رضي الله عنه وأرضاه-، أول هذه الرؤيا أن الجيوش الإسلامية تذهب لفتح الشام، وتزامن ذلك مع فكرة جاءت للصديق –رضي الله عنه- هذا الرجل العجيب بفتح بلاد الشام وحرب الدولة الرومانية، في نفس الوقت الذي يحارب فيه الدولة الفارسية، تخيل دولة صغيرة كانت الدولة الإسلامية مازالت مُنشأة منذ سنوات قليلة تحارب أكبر جناحين عسكريين في العالم أجمع في ذلك الوقت.



    أكبر مجلس استشاري في تاريخ الأمة الإسلامية
    فجاءت هذه الفكرة في ذهن الصديق واستبشر بالرؤيا التي رآها شرحبيل ابن حسنه، ولكنه لم يكتفي بذلك ولكن جمع المسلمين في مجلس استشاري لعله من أخطر المجالس الاستشارية في تاريخ الأمة الإسلامية، والكلام كان في 30 ربيع أول 12.هـ الموافق 14 يونية سنة 633.م وفي هذا المجلس تشاور الصديق –رضي الله عنه وأرضاه- مع قادة المسلمين في قضية فتح الشام، واجتمع المسلمون على فتحها وبذلك بدأ سيدنا أبو بكر الصديق في تجميع الجيوش لحرب الرومان في أرض الشام تخيلوا.

    جمع الجيوش الإسلامية لحرب الرومان في أرض الشام
    هذه فعلًا قضية من أخطر القضايا في تاريخ الأمة الإسلامية، وبدأ يُحمس الناس للخروج وكان أول من تحمس وأكثر الناس كلامًا إيجابيًا في هذه القضية خالد ابن سعيد الأموي-رضي الله عنه وأرضاه-، فأمّرة أبو بكر الصديق على سرية صغيرة تبدأ بالاستكشاف والحرب في أرض الشام إلى أن يجمع الجيوش الكبيرة، وبالفعل جمع أربع جيوش كاملة لحرب الرومان في أرض الشام، وطبعًا أرض تشمل كما ذكرنا أرض فلسطين، هذه الجيوش الأربعة، كان أول الجيوش خروجًا هو جيش يزيد ابن أبي سفيان -رضي الله عنه وأرضاه- والجيش ده توجه للبلقاء في شرق الأردن، وخرج الجيش ده في 23 رجب سنة 12.هـ الموافق 3 أكتوبر سنة 633.م، ده كان أول الجيوش خروجًا.

    خروج أربعة جيوش إسلامية
    الجيش الثاني كان بقيادة شرحبيل ابن حسنة وده راح للبصرة في جنوب الأردن، والجيش الثالث على رأسه أبو عبيدة ابن الجراح وكانت ده مقره في الجابية جنوب دمشق، والجيش الرابع كان على رأسه عمرو ابن العاص-رضي الله عن الجميع- وكان ده متوجه إلى أرض فلسطين المباركة، وفي جيش سيدنا عمرو ابن العاص ده كان موجود سادات قريش، سادات قريش الذين دخلوا الإسلام بعد عام الفتح، كان في داخل هذا الجيش أبو سفيان، كان في داخل هذا الجيش عكرمة ابن أبي جهل –رضي الله عنه-، كان في داخل هذا الجيش سهيل ابن عمرو –رضي الله عن الجميع- وهؤلاء طبعًا من عظماء قريش وساداتها، وكان في بردو الحارث ابن هشام –رضي الله عنه وأرضاه-، والحارث ابن هشام هذا هو أخو أبو جهل أخو عمرو ابن هشام اللي هو معروف بأبي جهل.

    ثقة أبي بكر-رضي الله عنه- في إمكانيات خالد ابن الوليد
    وخرجت الجيوش الإسلامية لهذه الفتوحات، سيدنا خالد ابن الوليد ما شاء الله كان شغال في الجناح الفارسي بيفتح فتوحات هائلة، والجيوش الإسلامية التي توجهت إلى أرض فلسطين وأرض الشام في البداية تعثرت، حققت انتصارين و حصل هزيمة للجيش الإسلامي وبدأت الخطوات تكون متأرجحة في أرض الشام ما بين انتصار وهزيمة، وهذا أزعج جدًا الخليفة العظيم أبو بكر الصديق الذي كان يرقب الأحداث من المدينة المنورة وكأنه يراها رأي العين، فأخذ قرارًا عظيمًا بنقل خالد ابن الوليد –رضي الله عنه وأرضاه- من أرض فارس إلى أرض الشام للقتال مع المسلمين هناك وازدياد القوة الإسلامية في مواجهة الدولة الرومانية، وقال كلمة عجيبة قال: والله لأُنسين الرومان وساوس الشيطان بخالد ابن الوليد، وكان يوقن يقينًا كبيرًا جدًا في إمكانيات هذا القائد الفذ سيف الله المسلول خالد ابن الوليد –رضي الله عنه وأرضاه-.



    أول اللقاءات الحاسمة بين جيوش المسلمين والدولة الرومانية
    انتقل خالد ابن الوليد بتسعة آلاف مقاتل من العراق إلى الشام وبسرعة انضم للجيش الإسلامي وهو في طريقه للانضمام للجيش الإسلامي، استطاع الانتصار في خمس مواقع متتالية على الجيش الروماني في أرض الشام، بمجرد نزوله حتى قبل أن يلتقي بالجيوش الإسلامية، وبعد كده التقى مع الجيوش الإسلامية وعرض التوحيد، توحيد الجيوش الإسلامية في جيش واحد حتى يلقوا عدوهم وفيهم بأس شديد، ووافق المسلمون على ذلك، ولعل أول اللقاءات الحاسمة التي كانت بين الجيوش الإسلامية وبين الدولة الرومانية كانت في أرض فلسطين، أول صدام حقيقي مروع بين الجيش الإسلامية وبين الجيش الروماني كان على أرض فلسطين في أجنادين، وأجنادين دي موجوده في جنوب غرب القدس، وهي حوالي 40 كيلوا جنوب الرملة، مدينة الرملة.

    انتصار المسلمين على الرومان
    هي طبعًا مدينة الرملة ساعتها مكنتش موجودة، هي أُنشأت بعد كده هي مدينة إسلامية صرفة، لكن الموقعة تمت في أرض الرملة والكلام ده كان في جنوب الرملة، والكلام ده كان في 27 جمادي الأولى سنة 13.هـ وده بيوافق 30 يوليه 634.م، وفي هذه الموقعة التقى المسلمون ب 33 ألف مقاتل ضد 100 ألف رومي، وحدث الانتصار المهيب، وانتصر المسلمون انتصارًا كبيرًا، وقُتل من الرومان في هذه الموقعة ثلاثة آلاف، ومع أن العدد ليس كبيرًا إلا أنه أثبت أن القلة تستطيع هزيمة الكثرة، وثبَّت أقدام المسلمين في أرض فلسطين.

    أهمية صدق النية مع الله ليتحقق الانتصار
    ولعل هذا النصر يرجع إلى كلمة جميلة جدًا قالها معاذ ابن جبل قائد الميمنة في هذه الموقعة، في بدايات الموقعة يُعبر فيها عن منهج المسلمين، وعن قضية المسلمين قال: "يا معشر المسلمين اشروا أنفسكم اليوم لله.."، يعني بيعوا نفسكم لربنا –سبحانه وتعالى-، "..اشروا أنفسكم اليوم لله فإنكم إن هزمتموهم اليوم كانت لكم هذه البلاد دار إسلام أبدا.." ، يعني يقول إذا صدقتم النية مع رب العالمين –سبحانه وتعالى- في هذه الموقعة تحولت هذه البلاد وهذه البلاد كانت وثنية أو نصرانية إلى هذه اللحظة تشرك بالله –عز وجل-، فيقول أنكم إذا صدقتم ربنا –سبحانه وتعالى- في قتالكم هذا فإنها ستبقى دار إسلامٍ أبدا، "..مع رضوان الله والثواب العظيم." ، وتحقق ما يقول معاذ ابن جبل وتم النصر الكبير، ولم يكن آخر الانتصارات في أرض فلسيطين.

    هذا ما سنعرفه في الحلقات القادمة إن شاء الله
    تُرى ماذا حدث مع المسلمين في أرض فلسطين؟ وما هي عواقب هذه الموقعة الكبيرة موقعة أجنادين؟ وما تم بعدها من مواقع، وماذا حدث في أرض القدس؟ هذا ما سنعرفه بإذن الله في الحلقة القادمة وما بعدها، أسأل الله –عز وجل- أن يفقهنا في سننه وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا إنه ولي ذلك والقادر عليه، والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته.


    تم بحمد الله


    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
    http://forums.way2allh.com/forumdisplay.php?f=36


    التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامي; الساعة 28-01-2018, 08:26 PM.
    اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

    تعليق


    • #3
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًا ونفع بكم.


      رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

      اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


      ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

      تعليق


      • #4
        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرًا،
        بارك فيكم

        تعليق


        • #5
          جزاكم الله خيرًا ونفع الله بكم

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة آمــال الأقصى مشاهدة المشاركة
            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خيرًا ونفع بكم.
            المشاركة الأصلية بواسطة عطر الفجر مشاهدة المشاركة
            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خيرًا،
            بارك فيكم
            المشاركة الأصلية بواسطة *أمة الرحيم* مشاهدة المشاركة
            جزاكم الله خيرًا ونفع الله بكم
            عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            وخيرا جزاكم اللهم آمين
            اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

            تعليق

            يعمل...
            X