إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الولاء والبراء "اللقاء الخامس والعشرون" للدكتور/ محمد محمود آل خضير | بصائر4

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الولاء والبراء "اللقاء الخامس والعشرون" للدكتور/ محمد محمود آل خضير | بصائر4




    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    الولاء والبراء "
    اللقاء الخامس والعشرون" للدكتور/ محمد محمود آل خضير | بصائر4



    رابط المادة على الموقع:

    https://way2allah.com/khotab-item-146468.htm




    اليوتيوب:







    الجودة العالية hd:

    https://way2allah.com/khotab-mirror-146468-237649.htm



    رابط صوت mp3:

    https://way2allah.com/khotab-mirror-146468-237650.htm​​​​​​​






    رابط الساوند كلاود:

    https://soundcloud.com/way2allahcom/b4-24​​​​​​​





    رابط التفريغ بصيغة pdf:


    سيتم وضعه قريبًا بإذن الله


    رابط التفريغ بصيغة ورد:


    سيتم وضعه قريبًا بإذن الله



    تابعوا التفريغ مكتوب في المشاركة الثانية بإذن الله

    التعديل الأخير تم بواسطة آمــال الأقصى; الساعة 14-08-2018, 10:06 PM.
    اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.


  • #2

    بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
    فأهلًا بكم ومرحبًا في دورة "بصائر" على شبكة الطريق إلى الله المستوى الرابع، ومعنا في مادة العقيدة موضوع مهم، وهو موضوع "الولاء والبراء".
    الولاء والبراء ركن من أركان هذه العقيدة.

    الولاء والبراء لغةً
    والولاء في اللغة: مأخوذ من الوَلْي، والوَلْي هو القرب، وبقية المعاني ترجع إلى ذلك.
    والبراء: بمعنى التنزه والتباعد، من بَرِئَ بمعنى تنزَّه وتباعد، التباعد من الشيء ،ومزايلته، براءة منه.

    الولاء والبراء شرعًا

    والولاء في الشرع هو حب الله –تعالى-، وحب رسوله –صلَّى الله عليه وسلم-، ودين الإسلام، وأتباعه المؤمنين، ونصرة الله –تعالى ورسوله ودين الإسلام وأتباعه المؤمنين، المحبة والنصرة.
    والبراء بغض الطواغيت التي تعبد من دون الله من أصنام، وغيرها وبغض الكفر بجميع ملله، وأتباعه الكافرين ومعاداة ذلك كله.
    والقرآن العظيم مملوء من ذكر هذه القضية "قضية الولاء والبراء"، الولاء للمؤمنين، والبراء من الكافرين.

    أدلة الولاء من القرآن الكريم
    في أدلة الولاء:

    - قوله –تعالى-: "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ –بهذا الحصر- وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ" المائدة:56:55.
    - "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ" التوبة:71.

    أدلة الولاء من السُنَّة النبوية
    والسُنَّة فيها كثير جدًا من الحثِّ على هذا التحابب والتناصر بين المؤمنين:
    - "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا" حديث في الصحيحين.
    - "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد" حديث في الصحيحين أيضًا.
    - وجاء من حديث ابن عباس عند الطبراني "أوثق عُرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله، والحب في الله والبغض في الله –عزَّ وجلَّ-" أوثق عُرى الإيمان.
    - وجاء عند أبي داوود من حديث أبي أمامة أن النبي –صلَّى الله عليه وسلم- قال: "من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان"

    أهمية الولاء والبراء
    إذن فهذه القضية عظيمة يترتب عليها تمسك الإنسان بعُرى الإسلام، ويترتب عليه استكمال إيمانه.

    أدلة البراء من القرآن الكريم
    والبراء كثير جدًا في كتاب الله من ذلك:

    - قوله –سبحانه-: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" المائدة:51.
    - وقوله: "لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ –أي قد بَرِئَ الله –سبحانه وتعالى- منه - إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ" آل عمران:28.
    - وقوله –تعالى-: "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" الزخرف:28:26، ولهذا يقول أهل العلم: "إن الولاء والبراء ملة إبراهيم –عليه السلام-" هو الذي أعلن "قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ" الممتحنة:4.

    قول ابن حزم وشيخ الإسلام في موالاة الكفار
    - قال ابن حزم –رحمه الله- في كتابه "المحلَّى": "وصحَّ أن قول الله –تعالى- "وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ" المائدة:51 إنما هو ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار، وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين"، وهذا يدل على خطورة موالاة الكفار.

    - قال –سبحانه-: "تَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَٰكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ" المائدة: 81:80، قال شيخ الإسلام –رحمه الله- "فذكر جملة شرطية -وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ- تقتضي مع الشرط انتفاء المشروط، فدلَّ على أن الإيمان المذكور ينفي اتخاذهم أولياء ويضاده، ولا يجتمع الإيمان واتخاذهم أولياء في القلب".

    أدلة البراء من السُنَّة النبوية
    من السُنَّة في قضية البراء:

    - حديث الجرير بن عبد الله البجلي عندما جاء يبايع النبي –صلَّى الله عليه وسلم- فقال جرير لرسول الله: "يا رسول الله اشترط عليَّ، فقال –صلَّى الله عليه وسلم-: أبايعك على أن تعبد الله ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتنصح المسلم، وتفارق المشرك" وفي رواية "تبرأ من الكافر" دعاه إلى التوحيد وإلى البراءة من الكفر الحديث أخرجه الإمام أحمد والنسائي.

    مظاهر موالاة المؤمنين
    وعندنا مظاهر لموالاة المؤمنين كيف نحقق هذه الموالاة؟ من ذلك:
    - الهجرة إلى بلاد المسلمين، وترك بلاد الكفار.
    - مناصرة المؤمنين ومعاونة بالنفس والمال واللسان والقلم وكل ما يحتاجون "وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ" الأنفال:72.
    - التألم لألمهم والسرور بسرورهم، المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد هكذا قال النبي –صلِّى الله عليه وسلم- "يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس".
    - النصح لهم ومحبة الخير لهم وعدم غشهم، "لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا".
    - احترامهم وتوقيرهم وعدم تنقصهم "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ" الحجرات:11.
    - زيارتهم ومحبة الالتقاء بهم، في الحديث القدسي قال الله –عزَّ جلَّ-: "وجبت محبتي للمتحابين فيَّ، والمتجالسين فيَّ، والمتزاورين فيَّ، والمتباذلين فيَّ" يعني يعطي بعضهم بعضًا لأجل الله، الحديث رواه أحمد.
    - أيضًا أن يكون معهم في حال يسرهم وعسرهم ومنشطهم ومكرههم واحترام حقوقهم والاستغفار لذنوبهم، قال –تعالى-: "وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ" محمد:19.

    مظاهر موالاة الكفار
    وأما موالاة الكفار فمظاهرها كثيرة جدًا، كما يقول الشيخ صالح الفوزان –حفظه الله- ملخِّصًا من مظاهر موالاة الكفار:
    - التشبه بهم في الملبس والكلام وغيره، الحديث "من تشبه بقوم فهو منهم".
    - من مظاهر ذلك الإقامة في بلادهم مع عدم استطاعة إظهار الدين
    - من مظاهر ذلك إعانتهم، وهذا أخطر صورة لصور الموالاة للكفار، إعانتهم ومناصرتهم على المسلمين، قال الشيخ: "وهذا من نواقض الإسلام وأسباب الردة نعوذ بالله من ذلك".
    - من ذلك الاستعانة بهم والثقة بهم وتوليتهم المناصب التي فيها أسرار المسلمين واتخاذهم بطانة ومستشارين "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا" آل عمران:118 أي لايقصرون في إلحاق الخبال بكم، وهذا كلام الله –سبحانه- الذي يعلم ما في النفوس، مهما أظهر لك الكافر الود فإنه لا يقصر ولا يألو، قال الله: "وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ" آل عمران:118.
    - كذلك من مظاهر موالاة الكفار مشاركتهم في أعيادهم أو مساعدتهم في إقامتها أو تهنئتهم بمناسبتها أو حضور إقامتها، قد فُسِّر قوله "وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ" الفرقان:72، بأن من صفة عباد الرحمن أنهم لا يحضرون أعياد الكفار.
    - كذلك مدحهم والإشادة بهم بما هم عليه من المدنية والحضارة والإعجاب بأخلاقهم ومهارتهم.
    - التسمِّي بأسمائهم الأجنبية وترك الأسماء العربية.
    -
    الاستغفار لهم والترحم لهم، قد حرم الله –سبحانه وتعالى- ذلك بقوله: "مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ" التوبة:113، نجد –عياذًا بالله- من يستغفر حتى للملحد! مات الملحد فيستغفر له، هذا جهل عظيم بدين الإسلام.
    - من مظاهر موالاة الكفار محبة الكفار وتعظيمهم ونصرتهم.
    - ومن ذلك استيراد قوانينهم المخالفة لشرع الله –عزَّ وجلَّ- وإحلالها محل شرع الله.
    - ومن ذلك التشكيك في سُنَّة رسول –صلَّى الله عليه وسلم- والطعن في دواوينها.
    -
    ومن ذلك قيام دعوات الجاهلية تهدم أصل الولاء والبراء، تريد أن تجعل الولاء على الوطن الوطنية، على القوم دعوة القومية، حتى لا يجتمع المؤمنون على إيمانهم ويبرأ من الكفار.
    مظاهر كثيرة في ذلك

    فحكم إعانة الكفار على المسلمين
    في حكم إعانة الكفار على المسلمين
    يعني لو كان الكفار في حرب مع المسلمين، فجاء إنسان يعين الكافر على المسلم، هذا كما سبق في كلام الشيخ صالح الفوزان "ناقض من نواقض الإسلام"

    كذلك قال الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله- يقول: "وقد أجمع علماء الإسلام على أن من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم، ظاهر الكفار على المسلمين" أعانهم، كما قال –سبحانه-: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" المائدة:51

    حكم التشبه بالكفار
    في حكم التشبه بالكفار عندنا تفصيل لأهل العلم فإن المقصود بالتشبه: "التشبه بهم في ما هو من خصائصهم".
    فإذا كان مثلًا للكفار زي معين كطاقية اليهود، أو عمامة السيخ مثلًا، أو البوذيين، فهذا زي خاص بهم بحيث لو شوهد الإنسان لظُنَّ أنه يهودي أو سيخي فهنا التشبه يكون محرمًا، وأما الملابس التي يشترك فيها الناس فهذا لا يكون تشبهًا إلا إذا قصد التشبه، إذا قصد التشبه، يعني يريد أن يكون مثل فلان الكافر وهو يلبس لباسًا عاديًا فإنه يأثم على قصده.

    نصوص التشبه بالكفار

    ومسألة التشبه فيها نصوص كثيرة ومنها:
    ما في حديث شداد بن أوس عند ابي داوود أن النبي –صلَّى الله عليه وسلم- قال: "خالفوا اليهود فإنهم لا يصلُّون في نعالهم وخفافهم" خالفوا اليهود.
    ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال: "رأى رسول الله –صلَّى الله عليه وسلم- عليَّ ثوبين معصفرين –يعني مصبوغين بالعصفر، نبات لونه أصفر أو فيه صفرة- قال: إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها" رواه مسلم، فإذا كان الثوب خاصًا بكفار من الكفار فلا يجوز لبس هذا الثوب.

    أحكام بعض المسائل التي نحتاجها في التعامل مع غير المسلمين
    احنا سنذكر الآن بعض المسائل التي نحتاجها في التعامل مع غير المسلمين

    - حكم عيادة مرضى الكفار
    حكم عيادة مرضاهم في ذلك خلاف بين الفقهاء، ومذهب الإمام أحمد تحريم عيادة مرضاهم، قال في الفروع: "تحرم العيادة والتهنئة والتعزية لهم –تحرم- كالتصدير والقيام –يعني لا تقم للكافر تعظيم له- والبداءة بالسلام" وعنه عن أحمد رواية "يجوز وفاقًا لأبي حنيفة والشافعي"، إذن مذهب أبي حنيفة والشافعي: جواز عيادة المرضى، وعنه رواية أخرى "لمصلحة راجحة كرجاء الإسلام"

    والأقرب والله أعلم، أن عيادة المشرك والكتابي لعرض الإسلام عليه إذا رجي إسلامه، الصحيح جواز ذلك، يعوده وينوي دعوته للإسلام، كما في حديث دخول النبي – صلَّى الله عليه وسلم- على أبي طالب في ساعة الوفاة، وقال: "يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله"، وأيضًا في صحيح البخاري من حديث أنس "كان غلام يهودي يخدم النبي –صلَّى الله عليه وسلم- فمرض فأتاه النبي –صلَّى الله عليه وسلم- يعوده فقعد عند رأسه فقال له أسلم، فنظر الغلام إلى أبيه وهو عنده فقال أبوه: أطع أبا القاسم –صلَّى الله عليه وسلم- فأسلم الغلام، فخرج النبي –صلَّى الله عليه وسلم وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه من النار"
    إذن الصحيح جواز عيادة مرضى الكفار بغرض دعوته إلى الإسلام.

    - حكم تعزية الكافر
    مسألة تعزية الكافر في ميت له أن يعزَّى، لا بأس بذلك لتأليف قلبه بغير مفسدة بشرط ألا يكون في كنيسة، لا يدخل المسلم الكنيسة لأجل التعزية ليه؟ لأنه سيقال في مثل هذا المكان سيقال الكفر، إنهم يقولون المسيح أو يسوع يغفر لك ويفعل، فيسمع الكفر وهذا محرم عظيم جدًا.

    قال الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله- في مسألة التعزية: "يُنظر في ذلك للمصلحة، إن كان في ذلك مصلحة، مصلحة التأليف وجلب المودة من هؤلاء الكفار للمسلمين فلا بأس، وإن لم يكن فيها فائدة فلا" أي لا يُعزَّى الكافر
    ويُعزَّى الكافر بألفاظ ليس فيها ترحم على ميته إنما يقال البقاء لله، الدوام لله، ونحو ذلك

    - حكم الاستغفار لموتى الكفار
    أما الاستغفار لموتى الكفار فلا يجوز بحال كما سبق معنا "مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ" التوبة:113

    - حكم قبول المال من الكافر

    مسألة قبول المال من الكافر إذا جاء من الكافر، وهذا كثيرًا ما يسأل عنه المسلمون في بلاد الغرب تأتهم مساعدة من الدولة الكافرة، أو حتى من الكنائس أو الجمعيات أو كذا، لا بأس بقبول المال من الكافر إذا دفعه الكافر عن طيب نفس بشرط ألا يؤدي ذلك إلى تنازل المسلم عن شيء من دينه، إن المسلم يكون فطنًا، ينتبه لماذا تقدم له المساعدة؟ إن كان من ورائها أن يُطلب منه التنازل أو حضور مجالسهم أو تهنئتهم في أعيادهم فلا يقبل.

    - حكم الإهداء إلي الكفار أو قبول هديتهم

    حكم الإهداء إليهم أو قبول هديتهم، هل يجوز أن يهدي الإنسان هدية لكافر أو أن يقبل هديته؟ الجواب: نعم يجوز الإهداء لهم وقبول الهدية منهم، قد قبل النبي –صلَّى الله عليه وسلم- هدية المقوقس عظيم اسكندرية، وأهدى عمر –رضي الله عنه- حلة يعني ثوبًا لأخ له مشرك كما في صحيح البخاري.
    لكن الإهداء يجب أن يكون بعيدًا عن المودة وعن الصداقة، إنما هذا إهداء لقرابة، أخوه قريبه أو جاره في مناسبة معينة فلا بأس.

    - حكم التوارث بين المسلم والكافر
    هل يجوز التوارث بين المسلم والكافر؟
    والجواب أنه لا يجوز أن يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم، لما في الصحيح "لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم"

    - حكم من لم يُكفّر الكافرين أو صحح دينهم
    هنا مسألة عظيمة جدًا وهي مسألة "من لم يكَفِّر الكافرين أو صحح دينهم"
    من الناس في هذه الأيام وقبلها من يقول "إن النصارى، إن اليهود، إن غير المسلمين إذا كانوا يقدمون النفع للبشرية مثلًا فإنهم يدخلون الجنة، وأنه لا يقال عن النصراني أنه كافر، أو اليهودي أنه كافر" وهذا كلام عظيم وشنيع، ومن لم يعتقد كفر الكافرين فإنه يكون كافرًا، من لم يعتقد كفر اليهود والنصارى فإنه يكون كافرًا مكذِّبًا لكلام الله وكلام رسوله –صلَّى الله عليه وسلم- والله –سبحانه وتعالى- يقول في أكثر من آية "لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ" المائدة 27،17، "لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ" المائدة: 73، "إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا * أُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا" النساء:151:150 الله –عزَّ وجلَّ- يقول هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا.
    لو أن إنسان آمن بالله وآمن بمحمد –صلَّى الله عليه وسلم- ثم كذَّب آية واحدة من القرآن كان كافرًا، فكيف بالذي يكذب القرآن كله؟ فكيف بالذي يكذب محمد –صلَّى الله عليه وسلم-.

    - حكم الاحتفال بأعياد الكفار
    ما حكم الاحتفال بأعياد الكفار:
    لا يجوز الاحتفال بأعياد الكفار مطلقًا، لما في ذلك من إقرارهم على الكفر، لا سيما الأعياد المرتبطة بدينهم.
    أعياد الكفار بعضها مرتبط بدينه كعيد الميلاد فهو يعتقد أن ربه وإلهه قد وُلد في هذا الوقت، فيحتفل بميلاد ربه، ونحن نرى أن هذا ليس ربًا، بل رسول كريم –صلَّى الله عليه وسلم- وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، فالاحتفال بأعياد الكفار منكر عظيم جدًا، وليس للمسلمين إلا عيدان، عيد الفطر، وعيد الأضحى

    - حكم تهنئة الكفار بأعيادهم
    أما تهنئة الكفار بأعيادهم، فذلك منكر عظيم أيضًا، فماذا تهنئ الكافر؟ ماذا تقول له؟ تهنئه على عيده، أي تهنئه على ميلاد ربه؟ تهنئه على احتفاله بالكفر والشرك، أو تهنئه على عيد القيامة أن ربه قد قُبِر ودُفِن ثم قام، وهذا باطل عظيم.
    يقول ابن القيم –رحمه الله- في كتابه "أحكام أهل الذمة": "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به، فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول عيدك مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد، قال فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات- عياذًا بالله قد يكفر الإنسان بتهنئة الكافر- هذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثمًا عند الله وأشد مقتًا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه"

    حكم الزواج من الكافرات
    أما الزواج من الكافرات فإن الله -سبحانه وتعالى- أباح الزواج من الكتابية إذا كانت عفيفةً، الكتابية أي اليهودية والنصرانية إذا كانت عفيفةً ليست معروفةً بالفجور، ومع ذلك فلا يُنصَحُ بالزواج من غير المسلمة، وفي المسلماتِ خيرٌ كثيرٌ، قال -سبحانه- " الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۖ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ ۖ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ" المائدة: 5، والمُحصنة هي المرأة العفيفة، وأما زواج المسلمة من كافرٍ أي العكس فهذا مُحرمٌ بالاجماع ومن استحل ذلك كان كافرا، "وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا" البقرة: 221، الفئات المُمتحنة "لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ۖ" الممتحنة: 10.

    هل وجود المحبة للكفار جائز؟
    هل يقدح في البراءة من الكفار وجود المحبة للزوجة الكافرة؟ رجلٌ عنده زوجةٌ نصرانيةٌ أو يهودية، فلا شك أنه يحبها فهذا يقدح في دينه؟ الجواب لا، لا يقدح في دينه ونحن نُفرِّق بين المحبة الفطرية أو الطبيعية، وبين المحبة الدينية أو الشرعية، فكون الرجل مثلًا يحب أباه الكافر محبةً فطرية، وفي نفس الوقت يبغض دينه، يبغض كفره ويتبرأ منه هذا هو المطلوب، كذلك لو أحب زوجته ميلًا طيبعيًا أو ميلًا فطريًا ثم هو يبغض دينها، يبغض كفرها ويُبقي عليها لأن الله أحلَّ له الزواج منها.

    حُكم إلقاء السلام على غير المسلم

    مسألة إلقاء السلام أو رد السلام على غير المسلم، لا يجوز أن نبدأه بالسلام، لا يجوز أن يُبدأ الكافر بالسلام، لقول النبي -صلَّى الله عليه وسلم- "لا تبدَؤوا اليهودَ ولا النصارى بالسلامِ"[1] حديث رواه مسلم، لاتبدؤوا، وأما الرد فإنك ترد عليه وتقول وعليك أو عليكم، أو عليكم، وإذا تأكدت أنه يقول السلام وليس السام، البعض يقول السام أي الموت، السام عليكم فتقول عليكم، تُجيبه بعليكم، أما إذا تأكدت أنه يقول السلام، فإنه لا بأس أن تقول وعليكم السلام.

    لا يجوز أن يكون هناك مودة لغير المسلم
    وفي كتاب تحفة الإخوان في الولاء والبراء للشيخ حمد التويجري -رحمه الله- يقول: مما يجب النهي عنه ما يفعله كثيرٌ من الجُهَّال في زماننا إذا لقي أحدهم عدو الله سلَّم عليه ووضع يده على صدره، إشارةً إلى أنه يحبه محبة ثابتة في قلبه، أو يُشير بيده إلى رأسه إشارة إلى منزلته عند رأسه، قال وهذا الفعل المُحرَّم يُخشى على فاعله أن يكون مرتدًا عن الإسلام، لأن هذا من أبلغ الموالاة والمودة، والمودة والتعظيم لأعداء الله، وقد قال الله "وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ" المائدة: 51، لا يجوز أن تُظهِر المودة، ليس هناك مودة بين المسلم والكافر، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ" الممتحنة: 1، فلا مودة.

    لا يجوز أن يكون لك صديق غير مسلم

    "لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ" المجادلة: 22، فليس هناك صداقة، بعض الناس يقول صديقي فلان الكافر، لا يجوز أن يكون لك صديقٌ من الكفار، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا" آل عمران: 118.

    حكم السلام على غير الكافر بغير تحية الإسلام
    هل يجوز أن تُسلِّم على الكافر بغير تحية الإسلام؟ السلام عليكم، أن تبدأ وتقول مثلًا صباح الخير أو مساء الخير، هذا رخَّص فيه بعض أهل العلم، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بجواز ابتداء الكافر بتحية غير تحية الإسلام، وهذا قد يحتاجه المسلم ولا سيَّما إذا كان مثلًا في مكانٍ فيه عملٍ صاحبه أو رئيس شركته أو مديره على غير الإسلام، ويتحرَّج من عدم إلقاء شيءٍ فإن له أن يبدأ بهذه التحية فيقول صباح الخير أو مساء الخير ونحو ذلك.

    العمل عند الكافر جائز إلا في الخدمة
    حُكم العمل عند غير المسلم، لا حرج في العمل عند غير المسلم إلا في الخدمة، هكذا يقول الفقهاء: لا يجوز أن يعمل المسلم في خدمة الكافر، لأن هذا إذلال والله -سبحانه وتعالى- يقول "وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا" النساء: 141، أما العمل في أعمال الأخرى غير الخدمة فلا بأس وفي ذلك في حديث ما رواه البخاري عن خبَّاب "قال: كنت رجلًا قينًا حدادًا فعملت للعاص ابن وائل واجتمع لي عنده مال، وذهب ليتقاضاه"[2]، كذلك ما جاء في قصة علي -رضي الله عنه- في عمله عند يهوديٍ ينزع له الماء كل دلوٍ بتمرةٍ، فالعمل عند الكافر جائزٌ الا في الخدمة.

    الدعوة لوحدة الأديان دعوة كفرية صريحة
    حكم الدعوة لوحدة الأديان، هناك من يدعو ويقول وحدة الأديان هذه دعوةٌ كفريةٌ صريحةٌ، ليس هناك دين حق إلا دين الإسلام، " إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ" آل عمران: 19، والقرآن يُخبِر أن موسى -عليه السلام- كان دينه الإسلام، ويوسف" تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ" يوسف: 101، "وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ" يونس: 84، فكل الأنبياء دينهم الإسلام بمعنى توحيد الله -عز وجل-، وأما من يريد أن يجمع بين الإسلام وبين اليهودية والنصرانية المحرَّفة، فإنه يريد أن يجمع بين الإسلام والكفر.

    الدعوة لتقارب الأديان غير جائزة
    كذلك الدعوة لتقارب الأديان، هناك شيء ٌاسمه الحوار والجدال باللتي هي أحسن مشروعٌ أن يقف المسلم على أرضية أنه موحدٌ يدعو غيره للإسلام هذا صحيحٌ، ولكن أما هناك من يقول نحن نريد الملة الإبراهيمية، ما معنى الملة الإبراهيمية يزعمون أن ابراهيم أبو الأنبياء فنجمع بين اليهود والنصارى والمسلمين تحت ملة إبراهيم، نقول لا يمكن أن يجتمع الإسلام مع غير من الكفر، والله -سبحانه وتعالى- يقول " وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً" النساء: 89، "وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ" البقرة: 109، كذلك الدعوة للمذاهب الأرضية قالقومية، والوطنية دعوات مُحرَّمةٌ.

    حكم التجنُّس بجسنية دولة كافرة
    من مسائل الولاء والبراء مسأل التجنُّس، التجنُّس بجنسية دولة كافرة، ولا شك أن الحصول على جنسية يعني الخضوع لنظام الدولة، وربما القتال في صفها، وربما الاحترام على دستورها وقوانينها، ولهذا فإن أهل العلم يمنعون في الأصل هذا النجنُّس إلا عند الضرورةِ.

    لا يجوز بناء الكنائس والمعابد في بلاد المسلمين
    ما حكم بناء الكنائس في بلاد المسلمين أو معباد اليهود؟ ذلك مُحرَّم تحريمًا عظيمًا، حتى حكى الأشعري -رحمه الله- أبو الحسن أنه كفرٌ، بناءة الكنيسية، يعني بناءه مكان يُكفَر فيه بالله -عز وجل- وللجنة الدائمة فتوى في تحريم بناء الكنائس والمعابد.

    حكم القراءة في التوراة والانجيل
    ما حكم القراءة في التوراة والانجيل؟ صرَّح جمعٌ من أهل العلم بأنه لا يجوز أن ينظر الإسلام في كتب هؤلاء الكفار إلا إذا كان ذا علمٍ، ليرد على ما فيها من باطلٍ، قال البهوتي -رحمه الله- في كشَّاف القناعي: ولا يجوز النظر في كتب أهل الكتاب نصًا، أي عن الإمام أحمد، لأنه -صلَّى الله عليه وسلم- غضب حين رأى مع عمر صحيفةً من التوراة وقال أفي شكٍ أنت يا ابن الخطاب، فلا يجوز النظر في كتبهم إلا إذا كان الإنسان سيرد علياه، يقول الحافظ ابن حجر: والأولى في هذه المسألة التفرقه بين من لم يتمكن ويصير من الراسخين في الإيمان، فلا يجوز له النظر في شيءٍ من ذلك بخلاف الراسخ فيجوز، لا سيَّما عند الاحتياج إلى الرد على المخالفين.

    الفرق بين الولاء المحرم والبر بالكافر

    من المسائل ىالمهمة بيان الفرق بين المودة المحرمة، أو الولاء المحرم وبين البر بالكافر، والله -سبحانه وتعالى- يقول " لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" الممتحنة: 8، فالبر والقسط يعني المعاملة الحسنة، يعني العدل لكن لا يعني المودة، أنت في قلبك يجب أن يكون في قلبك تعظيمٌ لله وللتوحيد وبُغضٌ للكافر لكفره، وبُغضٌ للكفر وأهله، ثم يُقال لك تعامل مع هؤلاء الكفار بالإحسان وبالقسط، لا تظلم، لاتعتدي، فإن الذمِّي مثلًا الاعتدا عليه محرم تحريمًا عظيمًا جدًا، بل بريء النبي -صلَّى الله عليه وسلم- ممكن آذى المعاهد أو الذمِّي.

    أمثلة وتوضيح على الفرق بين البر والولاء للكافر
    العلامة السعدي -رحمه الله- في معنى البر يقول: لا ينهاكم الله عن البر والصِلة، المكافأة بالمعروف، والقسط يعني العدل للمشركين من أقاربكم وغيرهم، حيث كانوا إذا لم يكونوا محاربين أو لم يقاتلوكم، والإمام القرافي -رحمه الله- عقد فصلًا في كتابه الفروق، في الفرق بين موالاة الكفار و بين الإحسان إليهم، قال: وإذا كان عقد الذمة بهذه المثابة تعيَّن علينا أن نبرهم بكل أمرٍ لا يكون ظاهره يدل على مودات القلوب، تبر الكفر، تُحسن إليه، لا تظلمه، ولكن بشيء ٍ لا يدل على مودة القلب ولا تعظيم شعائر الكفر، قال متى أدَّى البر إلى أحد هذين، أي إلي ما يدل على مودة القلب أو تعظيم شعائر الكفر، متى أدَّى إلى أحد هذين مُنِع و صار من قبيل ما نُهي عنه في هذه الآية وغيرها.

    حدود البراء مع المسلمين

    هذا الموضوع يعني نحن أخذنا بهذا الاختصار، أختم بمسألة أن البراء أيضًا له حدودٌ مع المسلمين، معا عصاة المسلمين، مع أهل البدع، فيُوالى الرجل على قدر دينه، ويُبغض على قدر معصيته، وقد يُهجَر العاصي المؤمن المسلمين، كما هجر النبي -صلَّى الله عليه وسلم- المتخلفين عن غزوة تبوك، قد يُهجر العاصي إذا كان في هجره مصلحة راجحةٌ حتى يرتدع، وهذا بابٌ كبير باب الولاء والبراء في الإسلام، وفيه مراجع عدة أُشير إلى أهمها منها "كتاب الولاء والبراء في الإسلام لأبي عاصم الشحان شعبان البركاتي المصري"، الناشر دار الدعوة الإسلامية ، وهذا كتاب جميل ومفيد وأخذت منه كثيرًا في هذه المحاضرة، ومنها " لولاء والبراء في الإسلام للدكتور محمد ابن سعيد القحطاني"، ومنها "تحفة الإخوان لما جاء في الموالاة والمعاداة والحب والغض والهجران للشيخ حمود التويجري -رحمه الله"، ومنها " الموالاة والمعادة في الشريعة ٍ الإسلامية للشيخ محماس الجلعود"، وغير ذلك.

    أسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يفقهنا في ديننا وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن -صلَّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم"

    تم بحمد الله

    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36

    [1] "لا تبدَؤوا اليهودَ ولا النصارى بالسلامِ . فإذا لقِيتُم أحدَهم في طريقٍ فاضطَرُّوه إلى أضيَقِهِ" صحيح مسلم
    [2] " كنتُ قيْنًا في الجاهليةِ ، وكانَ لي دينٌ على العاصِي بنِ وائلٍ ، قالَ : فأَتَاه يتقاضاهُ ، فقالَ : لاأُعطِيكَ حتى تكفرَ بمحمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقالَ : واللهِ لا أكْفُرُ حتى يميتَكَ اللهُ ثم تُبعثَ ، قالَ : فذَرْني حتى أموتَ ثمَّ أُبعثَ ، فسوفَ أُوتَى مالًا وولدًا فأَقْضِيكَ ، فنزلَتْ هذه الآيةُ : "أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا " صحيح البخاري



    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 29-08-2018, 03:54 PM.
    اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

    تعليق


    • #3
      تم وضع التفريغ في المشاركة الثانية

      "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
      وتولني فيمن توليت"

      "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

      تعليق


      • #4
        جزاكم الله خيرًا

        تعليق

        يعمل...
        X