إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإيمان وعلاقته بالعمل "اللقاء الثالث والعشرون" للدكتور/ محمد محمود آل خضير | بصائر4

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإيمان وعلاقته بالعمل "اللقاء الثالث والعشرون" للدكتور/ محمد محمود آل خضير | بصائر4




    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    الإيمان وعلاقته بالعمل "
    اللقاء الثالث والعشرون" للدكتور/ محمد محمود آل خضير | بصائر4



    رابط المادة على الموقع:

    https://way2allah.com/khotab-item-146385.htm





    اليوتيوب:






    الجودة العالية hd:


    https://way2allah.com/khotab-mirror-146385-237480.htm




    رابط صوت mp3:

    https://way2allah.com/khotab-mirror-146385-237481.htm






    رابط الساوند كلاود:


    https://soundcloud.com/way2allahcom/b4-22





    رابط التفريغ بصيغة pdf:

    سيتم وضعه قريبًا بإذن الله


    رابط التفريغ بصيغة ورد:

    سيتم وضعه قريبًا بإذن الله



    تابعوا التفريغ مكتوب في المشاركة الثانية بإذن الله

    التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامي; الساعة 12-08-2018, 07:35 PM.
    اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.


  • #2


    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه أما بعد؛
    فأهلاً بكم ومرحبًا فى دورة بصائر على شبكة الطريق إلى الله، المستوى الرابع، ومعنا في مادة العقيدة موضوع "الإيمان وعلاقته بالعمل"، والإيمان عند أهل السنة والجماعة له حقيقة وله أركان وهناك ترابط واتصال بين أجزاءه كما سيأتي.

    أولا: مفهوم الإيمان عند أهل السنة والجماعة
    1. الإيمان لغةً وشرعًا
    أولاً الإيمان في اللغة: هو التصديق على التعريف المشهور وقيل هو الإقرار المتضمن للتصديق والانقياد، تفسير الإيمان بالإقرار أفضل من تفسيره بالتصديق، ولهذا يقول شيخ الإسلام -رحمه الله- في كتاب الإيمان "ومعلوم أن الإيمان هو الإقرار لا مجرد التصديق والإقرار ضمن قول القلب الذى هو التصديق وعمل القلب الذى هو الإنقياد" الإقرار يشمل التصديق والعمل القلبي.

    وأما في الشرع:
    فالإيمان عند أهل السنة والجماعة حقيقة مركبة من القول والعمل، القول القلبي وعمل القلب وقول اللسان وعمل الجوارح، 4 أجزاء حقيقة مركبة من القول والعمل، قال ابن القيم رحمة الله فى كتاب الصلاة وحكم تاركها "وها هنا أصل آخر وهو أن حقيقة الإيمان مركبة من قول وعمل والقول قسمان قول القلب وهو الإعتقاد وقول اللسان وهو التكلم بكلمة الإسلام والعمل قسمان عمل القلب وهو نيته وإخلاصه وعمل الجوارح" وهذه الحقيقة المركبة دل عليها الكتاب والسنة وأجمع عليها سلف الأمة، قال الشافعي -رحمه الله-: "وكان الإجماع من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ومن أدركناهم يقولون الإيمان قول وعمل ونية، قول وعمل ونية لا يجزىء واحد من الثلاث إلا بالأخر" وهذا حكاه عنه اللالكاي في أصول الأعتقاد ونسبوه إلى الكتاب الأم للشافعي رحمه الله، وقال البخاري -رحمه الله-: "كتبت عن ألف نفر من العلماء وزيادة ولم أكتب إلا عن من قال الإيمان قول وعمل ولم أكتب عن من قال الإيمان قول"، وشيخ الإسلام يقول "وقد حكى غير واحد إجماع أهل السنة والحديث على أن الإيمان قول وعمل"، حكى أكثر من إمام منهم الشافعي ومنهم أباعبيد وغيرهم.

    2. أركان الإيمان عند أهل السنة
    إذا كان أهل السنة مجمعين على أن الإيمان قول وعمل وأن القول قولان وأن العمل عملان فعندنا أربعة أركان، أربعة أركان يقوم عليها هذا الإيمان.
    أولاً قول القلب:
    المراد بقول القلب الإعتقاد أو التصديق تصديقه ويقينه والدليل على أن هذا التصديق أو هذا اليقين أو قول القلب من الإيمان أدلة كثيرة منها قوله تعالى "أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ"المجادلة:22 "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا" عندهم يقين ثم لم يرتابوا "وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ"الحجرات:15، وفي حديث جبريل فى تعريف الإيمان "أن تُؤْمِنَ باللهِ ، وملائكتِه ، وكتبِه ،ورسلِه ، واليومِ الآخرِ ، وتؤمنَ بالقدرِ خيرِه وشرِّه"صحيح هذا الأول قول القلب.

    ثانيًا قول اللسان:
    وهو التكلم بكلمة الإسلام بالشهادتين لا أله إلا الله محمد رسول الله وهذا ركن فى الإيمان ومن الأدلة على أن قول اللسان من الإيمان قوله تعالى "قولوا" " قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ "البقرة:136 وقوله صلى الله عليه وسلم كما فى الصحيحين "أُمِرْتُ أنْ أُقاتِلَ النَّاسَ حتَّى يقولوا: لا إلهَ إلَّا اللهُ فمَن قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ فقد عصَم منِّي نفسَه ومالَه إلَّا بحقِّ هوحسابُه على اللهِ"صحيح، فمن لم يتكلم بالشهادتين مع القدرة فهو كافر ظاهرًا وباطنًا هذا معتقد أهل السنة أن قول اللسان ركن ولابد منه فى الإيمان فمن لم يتكلم بالشهادتين مع القدرة ليس مؤمنًا لا ظاهرًا ولا باطنًا قال شيخ الإسلام رحمه الله فى كتاب الإيمان "فإما الشهادتان إذا لم يتكلم بهما مع القدرة فهو كافر فإتفاق المسلمين وهو كافر ظاهرًا وباطنًا عند سلف الأمة وأئمتها وجماهير علماءها وهذا خلاف من يقول أنه كافر فى الظاهر وأنه قد يكون عند الله مؤمنًا فى الباطن كما تقول بعض الفرق أما أهل السنة فيقولون إذا لم يتشهد الشهادتين مع القدرة فأنه يكون كافرًا ظاهرًا وباطنًا.

    الركن الثالث عمل القلب:
    عمل القلب إخلاصه، انقياده، الإخلاص والإنقياد والمحبة والخوف والرجاء والدليل على أن عمل القلب من الإيمان قوله تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ"الأنفال:2، وجل القلب خوفه خشيته إنما المؤمنون هذا من الإيمان " وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ *الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا"الأنفال 2 :4، دليل على أن عمل القلب من الإيمان كذلك قوله صلى الله عليه وسلم كما فى الصحيحين من حديث أبي هريرة "الإيمانُ بِضْعٌ وسبعونَ أو بِضْعٌ وستُّونَ شُعبةً . فأفضلُها قول لا إلهَ إلَّا اللهُ .وأدناها إماطةُ الأذى عن الطَّريقِ . والحياءُ شُعبةٌ من الإيمانِ"صحيح وهو من عمل القلب، وأهل السنة متفقون على أن عمل القلب ركن فى الإيمان ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله : وإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق فهذا موضع المعركة بين المرجئة وأهل السنة فأهل السنة مجمعون على زوال الإيمان وأنه لا ينفع التصديق مع أنتفاء عمل القلب ومحبته وإنقياده كما لم ينفع إبليس وفرعون وقوم هود والمشركين الذين كانوا يعتقدون صدق الرسول صلى الله عليه وسلم بل ويقرون به سراً وجهرًا ويقولون ليس بكاذب ولكن لانتبعه ولا نؤمن به والحقيقة أن أكثر فرق المرجئة تثبت عمل القلب كما بين شيخ الإسلام فمراد ابن القيم هنا بالمرجئة الجهمية غلاة المرجئة هم الذين يقولون عمل القلب ليس من الإيمان وترتب على هذا أن يقولوا مثلاً أن فرعون كان مصدقًا وكان يعلم ما قاله موسى -عليه السلام- له: " قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَٰؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ" الإسراء:102، "وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ" النمل:14، إذن فرعون كان مصدقًا وموقنًا بالله ولكن ليس عنده عمل القلب انتفى عمل القلب والإنقياد والإستسلام والمحبة فصدق ولم ينقد فلم ينفعه تصديقه، المرجئة أكثر فرق المرجئة تثبت عمل القلب إنما جهم ومن وافقه من الغلاة هم الذين يقولون أن الإيمان هو المعرفة أو التصديق فحسب دون عمل القلب.

    الركن الرابع من أركان الإيمان -من أركان هذه الحقيقة- هو عمل الجوارح:
    من الصلاة والصوم والحج والجهاد والدليل على أن أعمال الجوارح من الإيمان أدلة كثيرة من الكتاب والسنة ومنها قوله تعالى أدخل مع التوحيد الصلاة والزكاة وجعل ذلك من الدين ومن الأدله على أن عمل الجوارح من الإيمان قوله تعالى:"وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ" "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا"الحجرات:15، وهذا من عمل الجوارح "وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ" الحجرات:15 وقوله صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس:"آمرُكم بالإيمانِ باللهِ، وهل تدرون ما الإيمانُ باللهِ، شهادةُ أن لا إلهَ إلا اللهُ، وإقامُ الصلاةِ، وإيتاءُ الزكاةِ، وتُعطوا من المغنمِ الخُمس" رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس.
    فأدخل في الإيمان إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وإعطاء الخمس من الغنيمة، هذه الأركان الأربعة منها رُكنان ظاهران "قول اللسان وعمل الجوارح" ومنها ركنان باطنان "تصديق القلب وعمل القلب" وأهل السنة يعتقدون التلازم بين الظاهر والباطن، وهذه مسألة عظيمة في هذا الباب.

    3. التلازم بين الظاهر والباطن
    هذه الأركان الأربعة متلازمة إذا قام القلب بالتصديق والمحبة أي قول القلب وعمل القلب لزم أن ينفعل البدن بالممكن من القول والعمل.
    ما في القلب هو الأصل وما يظهر على البدن فرع عنه لكنه فرع لازم، هناك تلازم لا ينفك، فرع لازم يدل إنتفائه على إنتفاء الملزوم ولابد ..من يقول أنه ممكن أنه يوجد في القلب تصديق ومحبة ثم لايظهر على البدن قول اللسان وعمل الجوارح فهذا ينفي التلازم ويرى أن العمل أو أن الظاهر مجرد ثمرة عن الباطن وسيأتي معنا أن المرجئة لا تنازع أن الظاهر ثمرة لكنها تنازع ف التلازم أهل السنة يقولون بالتلازم .

    يبين شيخ الإسلام رحمه الله هذا المعنى في مواضع كثيرة من كتابه الإيمان منها قوله "إذا قام بالقلب التصديق به والمحبة له هذا قول القلب وعمل القلب، إذا قام القلب بالتصديق به والمحبة له لزم ضرورة أن يتحرك البدن بموجب ذلك من الأقوال الظاهرة والأعمال الظاهرة، لابد أن يتحرك البدن بالأمرين بالقول "قول اللسان وعمل الجوارح"، قال فما يظهر على البدن من الأقوال والأعمال هو موجب ما في القلب ولازمه ودليله ومعلوله، كما أن ما يقوم به البدن من أقوال وأعمال تأثير لما في القلب، وكل منهما يؤثر ف الآخر، لكن القلب هو الأصل، والبدن فرع له والفرع يستمد من أصله والاصل يثبت ويقوى بفرعه.
    هذا في مجموع الفتاوى الجزء السابع الصفحة 50 و41 من كتاب الإيمان الأوسط، وقد قال قبلها الإيمان لابد فيه من هذين الأصلين "التصديق بالحق وهذا هو قول القلب، والمحبة له وهذا هو عمل القلب" قال فهذا أصل القول وهذا أصل العمل، هذا التصديق بالحق هو أصل قول اللسان، محبة الحق هي أصل عمل الجوارح .
    التصديق بالحق والمحبة له فهذا أصل القول وهذا أصل العمل ثم الحب التام مع القدرة يستلزم حركة البدن بالقول الظاهر و العمل الظاهر ضرورة كما تقدم، وقال رحمه الله قد بسطنا الكلام على هذا، ففي مسألة الإيمان وبينا ما يقوم به القلب من تصديق وحب، هذا قول القلب وعمل القلب من تصديق وحب لله ورسوله وتعظيم لابد أن يظهر على الجوارح وكذلك بالعكس و لهذا يستدل بإنتفاء الملزوم الظاهر على انتفاء الملزوم الباطني.
    إذا لم تجد في الظاهر إذا إنتفى قول اللسان وعمل الجوارح أو إنتفى أحدهما كما سيأتي دل على إنتفائه لما ما في القلب كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "ألا إنَّ في الجسَدِ مضغةٌ إذا صلُحتْ صلُحَ لها سائرُ الجسدِ ، وإذا فسدتفسد لها سائرُ الجسدِ ، ألا وهي القلبُ"صحيح، التلازم بين الظاهر والباطن مسألة عظيمة وله أدلة كثيرة لهذا كان السلف مجمعين على أن الإيمان لابد فيه من القول والعمل لايتصورون أن يوجد إيمان بقول فقط بقول القلب فقط لابد أن يكون هناك قول وعمل ظاهرًا وباطنًا وأن الإيمان لا يجزيء من دون العمل.

    4. زيادة الإيمان ونقصانه:
    يعتقد أهل السنة وأجمعوا على ذلك أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وأستدلوا على ذلك بإدلة كثيرة منها التصريح بزيادة الإيمان فى ستة مواضع من القرآن منها قوله تعالى "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ" آل عمران:173، ومنها قوله " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ" الأنفال:2، القرآن صرح بالزيادة ولكن لم يصرح بالنقص إنما الكلام عن الزيادة يتضمن النقص ما من شيء يزيد إلا وهو ينقص وإما السنة فجاء فيها التصريح بالنقص كما فى الحديث المشهور "مارأَيْتُ مِن ناقصاتِ عقلٍ ودِينٍ أذهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحازمِ مِن إحداكنَّ يا معشرَ النِّساءِ ) فقُلْنُ له: ما نقصانُ دِينِنا وعقلِنا يا رسولَ اللهِ ؟ قال: ( أليس شَهادةُ المرأةِ مِثْلَ نصفِ شَهادةِ الرَّجُلِ ) قُلْنَ: بلى قال: ( فذاك نُقصانُ عقلِها أوَليسَتْ إذا حاضتِ المرأةُ لم تُصَلِّ ولم تَصُمْ ) ؟ قُلْنَ: بلى قال ( فذاك نُقصانُ دِينِها"(صحيح ،قال شيخ الإسلام فى الإيمان "والمأثور عن الصحابة وأئمة التابعين وجمهور السلف وهو مذهب أهل الحديث وهو المنسوب إلى أهل السنة أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وأنه يجوز الإستثناء فيه كما قال عمير بن حبيب الختمي وغيره من الصحابة، الإيمان يزيد وينقص قيل له وما زيادته ونقصانه فقال إذا ذكرنا الله وحمدناه وسبحناع فتلك زيادته وإذا غفلنا ونسينا وضيعنا فذلك نقصانه.

    5. الاستثناء في الإيمان:
    والمراد من الاستثناء أن يقول الإنسان أنا مؤمن إن شاء الله ما حكم هذا الاستثناء؟ السلف كانوا يستثنون فى الإيمان لا على سبيل الشك ليس شكًا ولكن مراعاة لأمور مراعاة لكون الإيمان يتضمن العمل والإنسان لايجزم أنه أتى بالعمل المطلوب ومراعاة أيضًا لمسألة القبول فهو لا يدري قبل منه أو لا ولهذا قالوا من قال أنا مؤمن وجزم فأضمن لنفسك الجنة! فلا يدري الإنسان أن يتقبل منه أو لا، وحاصل الاعتبارات التي لأجلها أجاز السلف الاستثناء؛ خمسة أمور، خمسة أسباب جعلت السلف يُجَوِّزُون أن يقول الإنسان أنا مؤمن إن شاء الله:
    الأول: أن الإيمان المطلق يتضمن فعل المأمورات وترك المحرمات وليس أحد يدعي أنه أتى بذلك كله فلهذا يقول أنا مؤمن إن شاء الله قال شيخ الإسلام "وهذا مأخذ عامة السلف الذين كانوا يستثنون"
    الاعتبار الثاني: النظر إلى قبول الأعمال فإن الإنسان يعمل وما يدري أيتقبل أم لا قد لا يكون قد أتى بالعمل على الوجه المطلوب
    الثالث: ترك تزكية النفس وأي تزكية أعظم بأن تشهد لها بالإيمان فتقول أنا مؤمن إن شاء الله تركًا للتزكية؛
    الرابع: أن الاستثناء لا يدل على الشك دائمًا قد يكون في الأمور المتحققة كما في قوله تعالى: "لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ"الفتح:27، مع أنه يجزم أنه سيدخل وقوله النبي صلى الله عليه وسلم لما أتى المقابر "وإنَّا إنْ شاء اللهُ بكم لَلاحِقونَ"صحيح، وهو يجزم بأنه سيأتي ويلحق بهم، الإستثناء لا يدل على الشك دائمًا.
    الخامس:الاستثناء لعدم العلم بالعاقبة وخوف تغير الحال في مستقبل العمر -نسأل الله العافية-، السلف كانوا يخافون من تغير الحال فلا يقول الإنسان أنا مؤمن ويسكت فلا يدري ماذا يكون له بعد ذلك فلهذا قالوا أنا مؤمن إن شاء الله وذكر ذلك ابن بطة -رحمه الله- في الإبانة، هذا الوجه الأخير.

    إذن الاستثناء يأتي بخمس اعتبارات ومع ذلك فإن السلف كرهوا هذا السؤال؛ كرهوا أن يأتي إنسان إلى أخيه فيقولون له: أمؤمن أنت؟ كره السلف هذا السؤال وكرهوا إجابته، لأن هذا كانت حيلة من حيل المرجئة، فيأتي لك أمؤمن أنت؟ فإذا قلت: نعم أنا مؤمن، يقول هل أتيت بالعمل؟ تقول: ما أتيت بالعمل كله، إذن الإيمان قول، ففهم السلف مقصود المرجئة من هذا السؤال، فكانوا لا يجيبون، أو إذا سُئلت أمؤمن أنت؟ فتقول آمنت بالله ورسوله، آمنت بالله ورسوله، لما علم السلف مقصودهم كرهوا السؤال وكرهوا جوابه.

    خلاصة معتقد أهل السنة والجماعة في الإيمان: أن الإيمان قولٌ وعمل، يزيد وينقص، ويُستثنى فيه.

    ثانيًا: مفهوم الكفر عند أهل السنة والجماعة
    والكفر في اللغة: هو الستر والتغطية.
    وشرعًا:الكفر ضد الإيمان.
    فكما أن الإيمان قول وعمل، فالكفر يكون قولًا وعملًا، الكفر يكون قولًا بالقلب اعتقادًاوشكًا، كأن يعتقد مثلًا وجود خالق مع الله أو يشك، أو يكون كفرًا بعمل القلب كعدم الانقياد أو بغض الله أو بعض شيئًا من الدين، ويكون كفرًا باللسان ككلام الكفر والتثليث ونحوه، ويكون كفرًا بالعمل كالسجود للصنم ونحو ذلك، فهو مقابل الإيمان تمامًا، وسيأتي معنا هذا في درس النواقض –إن شاء الله- عزَّ وجلَّ-.

    الكفر يكون بالقول، وبالفعل، وبالاعتقاد، وبالشك، وهذا مجمع عليه عند أهل السنة، لم يخالف في ذلك إلا الجهمية ومن وافقهم، الذين يحصرون الكفر في التكذيب أو في الجحود، ثم يأتون إلى أقوال الكفر كالتثليث ونحوه، فيقولون هذا ليس كفرًا في ذاته بل هو دليل على الكفر، وهذا كلام باطل، الله –سبحانه وتعالى- يقول: "وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ" التوبة:74، والله –سبحانه وتعالى- يقول في شأن المستهزئين الذين استهزءوا بالصحابة:
    "وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ
    ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ" التوبة:66:65.

    والكفر يكون بالترك، وهذه مسالة مهمة، ترك الصلاة مسألة، وترك عمل الجوارح بالكلية مسألة، الكفر يكون بالترك، فلو ترك قول اللسان، فهو كافرٌ لما سبق من التلازم، ولوترك عمل القلب فهو كافر كذلك، ولو ترك جميع عمل الجوارح بحيث لم يفعل شيئًا كان كافرًا كذلك، ولو ترك الصلاة وحدها فهو كافر عند جمهور السلف، بل حكي في هذا إجماع الصحابة، وهذه مسألة مهمة.

    مسألة ترك الصلاة، في حكم تاركها خلاف عند الفقهاء المتأخرين، وأما الصحابة جمهور السلف فلم يكن عندهم خلاف، كما حكى إجماعهم عبد الله بن الشقيق، والحسن، وأيوب السختياني، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن نصر المروزي، حكوا إجماع الصحابة، يعني إسحاق وهو من الأئمة الكبار العظام، يقول: "قد صح عن رسول الله-صلَّى الله عليه وسلم- أن تارك الصلاة كافر، وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي –صلَّى الله عليه وسلم- إلى يومنا هذا، أن تارك الصلاة عمدًا من غير عذر حتى يذهب وقتها كافر" نقله تليمذه الإمام محمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة".

    وشيخ الإسلام –رحمه الله- ابن تيمية في شرح العمدة، لما ذكر الرواية عن أحمد في كفر تارك الصلاة، ذكر أدلة ذلك ثم قال: "ولإن هذا إجماع الصحابة"، قال عمر –رضي الله عنه- لما قيل له قد خرج إلى الصلاة: "نعم ولاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة" وقصته في الصحيح.

    ونحن نقول: "إذا كان ترك الصلاة كفرًا، إذا كان ترك الصلاة وحدها كفرًا، فإن ترك جميع عمل الجوارح كفر من باب أولى، لأنه يشمل ترك الصلاة وترك غيرها".

    ولهذا نقول باختصار الدليل على أن ترك عمل الجوارح بالكلية كفرٌ ثلاثة أمور، وهذه نقطة مهمة نختم بها هذا المجلس.

    الدليل على أن ترك عمل الجوارح بالكلية كفرٌ ثلاثة أمور:

    الأمر الأول: الإجماع على أن الإيمان قول وعمل وأنه لا يجزأ القول عن العمل
    سبق كلام الشافعي "الإيمان قول وعمل، لا يجزأه أحد من الثلاثة إلا بالآخر"، وحكى هذا الإجماع بشيء من التفصيل الإمام الآجوري –رحمه الله- في الشريعة، وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله-: "لا خلاف بين الأمة أن التوحيد لابد أن يكون بالقلب الذي هو العلم، واللسان الذي هو القول، والعمل الذي هو تنفيذ الأوامر والنواهي، فإن أخلَّ بشيء من هذا، لم يكن الرجل مسلمًا -إن أخلَّ بشيء من هذا القلب، اللسان، العمل- قال: فإن أقرَّ بالتوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاند كفرعون وإبليس، وإن عمل بالتوحيد ظاهرًا وهو لا يعتقد باطنًا فهو منافق خالص أشرَّ من الكافر" انتهى من الدرر السَنيَّة.
    فالدليل الأول هو الإجماع على أنه لا يُجزأ هذا دون هذا

    الدليل الثاني: أدلة تكفير تارك الصلاة
    كل دليل على تكفير تارك الصلاة فهو دليل على أن ترك العمل بالكلية كفرٌ، لأن العمل يعني ترك الصلاة وترك غيرها.

    والدليل الثالث: الإجماع على زوال الإيمان بزوال عمل القلب مع اعتقاد التلازم بين الظاهر والباطن
    إذا كنت تؤمن بأن الإيمان يزول بزوال عمل القلب وهذا مجمع عليه، وتؤمن بالتلازم، فنحن نقول إذا لم يأتي بشيء من عمل الجوارح دلَّ على انتفاء عمل القلب كما تقدم.

    ولهذا نجد شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- يبني مسألة كفر تارك الصلاة في الباطن بينه وبين الله، على مسألة إن الإيمان قول وعمل، وعلى هذا التلازم، ولهذا يقول: "وهذه المسألة لها طرفان، أحدهما في إثبات الكفر الظاهر، والثاني في إثبات الكفر الباطن –أي فيما بينه وبين الله أو على الحقيقة- قال: فأما الطرف الثاني فهو مبني على مسألة كون الإيمان قولًا وعملًا -كما تقدم- قال: ومن الممتنع أن يكون الرجل مؤمنًا إيمانًا ثابتًا في قلبه بأن الله فرض عليه الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، ويعيش دهره لا يسجد لله سجدة، ولا يصوم من رمضان، ولا يؤدي لله زكاة، ولا يحج إلى بيته، فهذا ممتنع، ولا يصدر هذا إلا مع نفاق في القلب وزندقة لا مع إيمان صحيح" انتهى من مجموع الفتاوى السابع 611، يعني من كتاب الإيمان الأوسط.

    وقال أيضًا: "وقد تبين أن الدين لابد فيه من قول وعمل، وأنه يمتنع أن يكون الرجل مؤمنًا بالله ورسوله بقلبه، أو بقلبه ولسانه ولم يؤدي واجبًا ظاهرًا، ولا صلاةً، ولا زكاةً، ولا صيامًا، ولا غير ذلك من الواجبات، ولو قُدِّر أن يؤدي الواجبات لا لأجل أن الله أوجدها مثل أن يؤدي الأمانة ويصدق الحديث، أو يعدل في قسمه من غير إيمان بالله ورسوله لم يخرج بذلك من الكفر، فإن المشركين كانوا يفعلون ذلك، ثم قال: فلا يكون الرجل مؤمنًا بالله ورسوله مع عدم شيء من الواجبات التي يختص بإجابها محمد –صلَّى الله عليه وسلم-، ومن قال بحصول الإيمان الواجب بدون فعل شيء من الواجبات، سواء جعل فعل ذلك لازمًا له أو جزءًا منه، فهذا نزاع لفظي، قال: من قال ذلك كان مخطئًا خطئًا بينًا، وهذه بدعة الإرجاء التي أعظم السلف والأئمة الكلام في أهلها، وقالوا فيها من المقالات الغليظة ما هو معروف، والصلاة هى أعظمها وأهمها وأولها وأجلها.

    فهذا الدليل الثالث تقريره أن أهل السنة مجموعون على أن زوال عمل القلب يزول به الإيمان، وهذا لا ينازع فيه كما قلنا إلا جهم ومن وافقهم وإذا كنت تؤمن بذلك ثم تؤمن بالتلازم بين الظاهر والباطن، فإذا وجد عمل القلب مع قول القلب، إذا وجد التصديق مع المحبة لزم أن يظهر على البدن عمل الجوارح، وإذا انتفى هذا اللازم انتفى الملزوم.

    وابن القيم –رحمه الله- له كلام جميل في هذا أيضًا، يقول: "إذا كان الإيمان يزول بزوال عمل القلب، فغير مستنكر أن يزول بزوال أعظم أعمال الجوارح، ولا سيما إذا كان ملزومًا بعدم محبة القلب وانقياده الذي هو ملزوم لعدم التصديق الجازم –كما تقدم تقريره، فإنه يلزم من عدم طاعة القلب، عدم طاعة الجوارح، إذ لو أطاع القلب وانقاد، أطاعت الجوارح وانقادت، ويلزم من عدم طاعته وانقياده عدم التصديق المستلزم للطاعة وهو حقيقة الإيمان"....إلى آخر كلامه –رحمه الله- ثم إن المخالفين في هذا الباب الذين يقولون أن ترك عمل الجوارح بالكلية ليس كفر، لهم شبهات يأتي –إن شاء الله- الجواب عنها في المجلس القادم
    والله أعلم وصلَّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    تم بحمد الله
    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36



    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 27-08-2018, 03:14 PM.
    اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

    تعليق


    • #3
      للرفع
      اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

      تعليق


      • #4
        تم وضع التفريغات في المشاركة الثانية

        "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
        وتولني فيمن توليت"

        "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

        تعليق


        • #5
          جزاكم الله خيرًا

          تعليق

          يعمل...
          X