إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

غزوة الأحزاب "اللقاء الواحد والعشرون" للدكتور أحمد سيف الإسلام | بصائر4

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • غزوة الأحزاب "اللقاء الواحد والعشرون" للدكتور أحمد سيف الإسلام | بصائر4





    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    غزوة الأحزاب "اللقاء الواحد والعشرون" للدكتور أحمد سيف الإسلام | بصائر4



    رابط المادة على الموقع:

    https://way2allah.com/khotab-item-146280.htm





    اليوتيوب:
    ​​​​​​​





    الجودة العالية hd:


    https://way2allah.com/khotab-mirror-146280-237267.htm




    رابط صوت mp3:


    https://way2allah.com/khotab-mirror-146280-237268.htm







    رابط الساوند كلاود:


    https://soundcloud.com/way2allahcom/b4-20






    رابط التفريغ بصيغة pdf:


    سيتم وضعه قريبًا بإذن الله


    رابط التفريغ بصيغة ورد:


    سيتم وضعه قريبًا بإذن الله



    تابعوا التفريغ مكتوب في المشاركة الثانية بإذن الله

    التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامي; الساعة 10-08-2018, 05:32 PM.
    اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.


  • #2

    الحمد لله عددما خلق، الحمد لله ملأ ما خلق، الحمد لله عدد ما في السموات وما في الأرض، الحمد لله عدد ما أحصى كتابه، الحمد لله على ما أحصى كتابه، الحمد لله عدد كل شيء، والحمد لله ملأ كل شيء.
    اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
    مرحبًا بكم على موقع الطريق إلى الله في دورة "بصائر" الموسم الرابع في مادة "السيرة".

    غزوة الأحزاب
    اليوم -إن شاء الله- حنتكلم عن غزوة من اهم الغزوات التي غزاها النبي -صلى الله عليه وسلم- غزوة الأحزاب أو غزوة الخندق هي لها اسمين الأحزاب أو الخندق.
    قصة غزوة الخندق إن قريش بعد مصيبة أُحد، بعد غزوة أُحد، قررت أن تستأصل شأفة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وليس كل ما يريده أهل الباطل يستطيعون أن يفعلوه، قريش جمعت 10 الاف مقاتل وقررت إنها تغزو مدينة النبي -صلى الله عليه وسلم- مفيش فرصة أحسن من كده أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- خارجين من ...........عظيمة، ومن مصيبة عظيمة "أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا" آل عمران:165، جيش المسلمين خارج من هزيمة، أحوال المسلمين في مدينة النبي -صلى الله عليه وسلم-، أحوال أصبح بقى فيه نوع من أنواع إن هجوم كثير من القبائل على النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصبح العرب يتحدثون إن هذه الفرصة المناسبة لاستأصال هذا الدين، واستأصال هذا النبي، واستأصال هذا الصحب، فقررت قريش أن تجتمع على قتال النبي -صلى الله عليه وسلم- وبالفعل جمعوا 10 ألاف مقاتل وخرجوا يريدون مدينة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

    الوضع في المدينة صعب
    وصلت الأخبار للنبي -صلى الله عليه وسلم- وهو في أصحابه والنبي -عليه الصلاة - خارج من مصيبة أُحد وفقد مُصعب بن عُمير، وحمزة بن عبد المطلب، وعبد الله بن جحش، وكثير من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، الحال في المدينة يعمه الحزن الشديد، الأحوال الاقتصادية كانت أيضًا في ضعف شديد؛ لإن المصادر، الأموال اللي كان بيأخذها المسلمون عن طريق التجارة قد أُغلقت بعد الهزيمة، أو بعد مصيبة أُحد، فكان الوضع في المدينة يعني فيه نوع من أنواع الضعف، أو الإحباط، وكلكم يعلم ما بعد المصيبة، وما بعد فقد الأحبة، وما بعد القتال، وخصوصًا إن كان السبب في المصيبة مجموعة من الجيش الذين أرادوا الدنيا والذين عفا الله -سبحانه وتعالى- عنهم والذين أنزل الله -سبحانه وتعالى- فيهم القرآن، وعلم الله -سبحانه وتعالى- النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الحرب دائرة "وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا" آل عمران:146.

    سبب تسمية الغزوة بغزوة الخندق
    جاءت الأخبار إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- إن قريش أعدت 10 ألاف مقاتل فعقد النبي -صلى الله عليه وسلم- مجلس مشورة، وتشاور النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أصحابه، فإذا برجل اسمه "سلمان"، سلمان رجل من بلاد فارس بِيعَ من بلد إلى بلد حتى وصل إلى مدينة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأسلم مع النبي -صلى الله عليه وسلم- اسمه "سلمان الفارسي"، فسلمان لما عرف إن عدد المشركين 10 ألاف وعلم إنهم خرجوا يريدون مدينة النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا رسول الله كنا في بلدنا إذا حوصرنا تخندقنا"، قاله لما كنا زمان واحنا في بلادنا لما كان يجي علينا العدو واحنا عددنا أقل منهم كنا نعمل إيه؟ نحفر خندق ونقف لنحرس هذا الخندق، فأُعجب النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذه الفكرة، وقرر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يحفر الخندق علشان كده اسمها غزوة الأحزاب غزوة الخندق.

    بداية الحفر
    وبالفعل بدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحفر أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- عندهم فقر شديد، ماكنش عندهم عبيد يحفروا هما كانوا بيحفروا بأنفسهم، طبعًا فيه كتير منهم معندوش القوة واللياقة ومتعودش على ده، يعني كتير منهم من المهاجرين كانوا بيعملوا بالتجارة فماكنش عندهم مساحة العمل اليدوي الكبيرة إن هو يقف يحفر الخندق، النبي -صلى الله عليه وسلم- علم ذلك بحكمته -صلى الله عليه وسلم-، بدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو قائد الجيش أن يحفر بنفسه، واختار النبي -صلى الله عليه وسلم- إنه يشيل التراب، إنه يحمل التراب، فكانت ناس بتحفر وناس بتاخد التراب ترميه بعيد عشان يبقى فيه حفرة أو خندق ما بين جيش المسلمين وجيش الكافرين، وبالفعل بدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- ويحفر وبدأ أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- الحفر، وقَسَمَ النبي -صلى الله عليه وسلم- العمل على الناس، وبدأ كل قبيلة أو كل مجموعة تبدأ تحفر، عدد المسلمين في الوقت ده ماكنش كبير كان عدد المسلمين تقريبًا 3 ألاف، المنافقين 2300 يتبقى 700 واحد اللي هما كانوا موجودين أو نفس العدد كان موجود في أُحد.
    700 واحد بيحفروا عشان حيحاربوا جيش أو عشان حيحموا المدينة من جيش قوامه 10 ألاف مقاتل، المدينة في الوقت ده كان فيها قبيلة أو كان فيها مجموعة اسمهم اليهود اسمهم "بني قريظة" وكان بينهم وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- معاهدة.

    تشجيع النبي للصحابة
    بدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- يحفر وبدأ أصحاب النبي يحفرون، كل مجموعة بتحفر جزء معين من الأرض اللي هي حوالين المدينة واللي اختارها النبي -صلى الله عليه وسلم- للقتال وببدأوا يحفروا فأحس النبي -صلى الله عليه وسلم- العطش الشديد والجوع الشديد غير أنه تحامل على نفسه، ومر النبي -صلى الله عليه وسلم- وهم يحفرون فوجد الناس في جوع شديد الناس، جعانة، مفيش أكل؛ لإن زي ما كان القضية هي حصار عسكري هي أيضًا حصار اقتصادي، والحالة الاقتصادية في المدينة ضعيفة جدًا في الفترة ديه، ياترى حيعمل ايه النبي -صلى الله عليه وسلم- ربط النبي -صلى الله عليه وسلم- على بطنه أحجار، ثم جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- يشتكو الجوع للنبي -صلى الله عليه وسلم- ويريدون أن يبرهنوا على هذا الجوع فقالوا: "إن لا نجد شيئًا نأكله" جابر بيقول: "لقد مر علينا ثلاث ليال لا يجد أحدنا ذواقا"، يعني مفيش لقمة دخلت في بوقنا لمدة 3 أيام، فرفع النبي -صلى الله عليه وسلم- عن بطنه، كل واحد رفع عن بطنه فإذا فيها أو إذا على بطنه حجر، عاملين حاجة اسمها "تكميم للمعدة" إن هو الواحد رابط حزام جامد على بطنه حتى لا تجوع، أو حتى لا تشعر المعدة، بيضيق مساحة المعدة علشان ماتشعرش المعدة ، ففوجئوا النبي -صلى الله عليه وسلم- رفع ردائه فإذا النبي -صلى الله عليه وسلم- يربط حجرين على بطنه، النبي -صلى الله عليه وسلم- يتفقد الناس، يشجع الناس ويقول: "اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة"، النبي -صلى الله عليه وسلم- بيشجعهم، لحد امتى حنفضل نبذل، لحد امتى حنفضل نضحي، لحد امتى حنفضل نجوع، لحد امتى حنفضل نعمل للدين، الزمن طال، يعني كنا في مكة نُعذب ونُؤذى وبعد كده هاجرنا سيبنا بيوتنا وتجارتنا وأموالنا، وبعدين دخلنا في مجتمع جديد، وبعد كده المجتمع الجديد حروب وأوامر شرعية وقتال، أوامر تلوا أوامر ثم آل بينا المأل إلى هذا المكان الذي نحفر فيه الخندق، وفي جوع شديد، وفي عطش شديد، ضعف شديد، فإذا النبي -صلى الله عليه وسلم- يبشرهم أن الحياة سيستمر فيها التضحية ليس إلى ما بعد قليل وإنما إلى الموت يا جماعة .......... وانتم بتشتغلوا للدين إن انتم تفضلوا تضحوا لحد ما تموتوا، إن انتم تفضلوا تبذلوا لحد ما تموتوا، إن انت مش حترتاح في الدنيا، اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة".
    ظل النبي -صلى الله عليه وسلم- يشجع أصحابه ويقول لهم ذلك ومرت الأيام وأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يحفرون الخندق يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزل سكينة علينا وثبت الأقدام علينا إن لقينا إن ا.... قد بغوا علينا، وإن أرادوا فتنة أبينا"، أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يقولوا: "أبينا أبينا أبينا" وهو يقول: "إن أرادوا فتنة أبينا" وهم يقولوا: "أبينا أبينا" فكانوا ينشدون والنبي -صلى الله عليه وسلم- يشجعهم على الحفر ومواصلة العمل.

    النبي -صلَّى الله عليه وسلم- يبشر أصحابة بالفتوحات
    ومر على ذلك الأيام وراء الأيام حتى اقترب جيش الكفار من مدينة النبي -صلَّى الله عليه وسلم- واقتربت الأحزاب من مدينة النبي -صلَّى الله عليه وسلم- وبينما أصحاب النبي -صلَّى الله عليه وسلم- يحفرون وهم يترقبون الأخبار إنهم خلال يوم أو يومين ستأتي الجيوش، فإذا بهم صخرة كبيرة جدًا لا يستطيعوا أن يحفروها فحاول كثير من أصحاب النبي -صلَّى الله عليه وسلم- حفر هذه الصخرة، وتكسير هذه الصخرة، وهم لا يستطيعون أن يرفعوها ولا أن يكسروها فرفعوا الأمر إلى النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، وأخذ النبي -صلَّى الله عليه وسلم- فأسه ثم انطلق إلى المكان في الخندق، ثم ضرب هذه الصخرة ضربة شديدة وقال: "الله أكبر الله أكبر فُتحت قصور الشام، الله أكبر الله أكبر ضربة ثانية ثم قال: "أُعطيت فارس ولإني أُبصر قصر المدائن الأبيض الأن ثم ضرب ضربة ثالثة ثم قال: "الله أكبر الله أكبر أُعطيت مفاتيح اليمن" [1] فإذا بالصخرة كثيبًا أهيَل يعني الصخرة ادمرت اكسرت، فرفعها أصحاب النبي -صلَّى الله عليه وسلم-.

    الفتوحات لا تأتي إلا بالعمل والتعب
    النبي -عليه الصلاة والسلام- يا جماعة وهو بيكسر الصخرة اللي هي الكوديا الشديدة وهو مواصل العمل، "أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّىٰ" النجم: 34، الكوديا يعني الحجر، "أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّىٰ * وَأَعْطَىٰ قَلِيلًا وَأَكْدَىٰ" النجم: 34، يعني أعطى قليلًا ثم لما وجد كوديا في الطريق انصرف وتولى، النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو بيكسر بيبشرهم، يا جماعة النصر وخزائن كسرى وقصور اليمن وقصور الشام لن تكون بالراحة، ولن تكون بالجلوس أمام الشاشات، ولن تكون بالنوم الكثير، السيادة لا تُنال بالوسادة، أنه ينبغي علينا أن نعمل ونستمر في العمل، إن هذا الفتح العظيم اللي هي قصور كسرى وقصور اليمن والشام، هذا التي بشر بها النبي -صلَّى الله عليه وسلم- أصحابه، هذه لن تُفتَح إلا بالجد إلا بالتعب، إلا بالبذل، إلا بالتضحية، لا بمواصلة العمل أيام وراء أيام وليالِ وراء ليالِ.

    اختلاف نظرة المؤمنين عن نظرة الكافرين لنفس المشهد
    استبشر أصحاب النبي -صلَّى الله عليه وسلم- لما تكسرت هذه الكوديا وأكملوا الحفر، حتى جاءت الأحزاب "وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا" الأحزاب:22، ولما رأى المنافقون الأحزاب قالوا "مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا" الأحزاب: 12، هنا في مشهد حصل، إن بدأت جنود الأحزاب وجنود الكفر تقترب من هذا الخندق حول المدينة، فحصل مشهد في المدينة، المشهد ده لمجموعة من المؤمنين ومجموعة من المنافقين الاتنين رأوا نفس المشهد، نفس رآة هؤلاء ورآه هؤلاء، إيه اللي حصل؟ لما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا "هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ" ، أي أن الله -سبحانه وتعالى- ورسوله وعدنا أن يأتي هؤلاء ويحاصروا المدينة ونحن سنتصدى لهم، لما رأى المنافقون الأحزاب، قالوا "مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا"، لأنهم نظروا إلى العدد، لم ينظروا إلى وعد الله -سبحانه وتعالى- لم ينظروا إلى الأوامر الشرعية، لم ينظروا إلى كلام الله -سبحانه وتعالى-، لم ينظروا إلى قوة الله -سبحانه وتعالى- وابتلاء الله -سبحانه وتعالى- للؤمنين، إنما نظروا فقد في القوة المادية.

    المسلم يعتبر بالأسباب المادية لكنه لا يعبدها
    ونحن كأهل الإيمان، نحن كمؤمنين، نحن كمسلمين، نحن الذين اتبعوا النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، يا جماعة إن أهل الإسلام لهم طريقة مختلفة في التعامل مع المواقف، إن أهل الإسلام لما بيروا الأسباب المادية بيعتبروها لكنهم لا يعبدوها، يعني أنت بتاخد الأسباب المادية، لكن انت بتعتقد اعتقاد جازم أن الله -سبحانه وتعالى- يقدر على كل شيء، وأن أمر الله -سبحانه وتعالى- فيه دائمًا النجاة، أن أمر الله -سبحانه وتعالى- فيه دائمًا العصمة، أن أمر الله -سبحانه وتعالى- فيه دائمًا الحكمة، فالأمور المادية بالنسبة لك وإن كانت مُعتبرة لكنها لا تُضاد أمر الله -سبحانه وتعالى-، المؤمنون لما رأوا الأحزاب، قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله.

    كيفية عبور الخندق
    وبدأت الأحزاب تقف حول الخندق تريد أن تعبر الخندق، لكنها لا تعرف كيف تعبر هذا الخندق، ووقف المؤمنون خلف الشِق الآخر من الخندق، يقفون يحرسون هذا الخندق، وكعادة العرب إن هما دايمًا بيحتاجوا يعملوا مبارزة، فالمشركين واقفين احنا هندخل منين، احنا عايزين نخترق الخندق كل ما يجي حد فيهم يخترق هذا الخندق فتصيبه سهام المسلمين، عدد المسلمين أقل لكنهم استطاعوا أن يقوموا بخطة يصعب على المشركين اختراقها مع أنهم أكثر في العدد والعِدة والعتاد، وأكثر في قبائل كثيرة جدًا جهينة وغطفان وكثير من القبائل جاءت مع قريش، وأقول لكم أنه في فتح مكة كثيرٌ من هذه القبائل أسلمت، وخرجت أيضًا مع النبي -صلَّى الله عليه وسلم- ضد قريش.

    القتال بين جيش المسلمين وجيش الأعداء
    العشرة آلاف مقاتل مرصوصين واقفين بيفكرا إزاي هنقتحم هذا الخندق يبحثون عن ثغرة، وبالفعل وجدوا ثغرة ونزل فيها رجل من المقاتلين الشجعان إسمه عمرو ابن عبد وُد، عمرو ابن عبد وُد قرر إن هو يخترق الخندق ويقوم بثغرة فيها مجموعة من المسلمين الذين يقفون يحرسون هذا الخندق على هذا الشِق حتى تكون بوابة لجيوش الأحزاب وجيوش الكفر، للعبور إلى المدينة، مين اللي واقف يحرس المكان الآخر من الخندق؟ علي ابن أبي طالب، علي ابن أبي طالب كان وقتها شابًا فتيًا، يعني الراجل لسه في بداية عمر الشباب، وعمرو ابن عبد وُد رجل خرِّيت يعني ماهر بالحرب، كان يبلغ من العمر مئة عام وكانت ضرباته بِكرا.

    علي ابن أبي طالب في مواجهة عمرو ابن عبد وُد
    يعني إيه ضرباته بِكرا يعني رجل إذا ضرب ضربة هي ضربة واحدة، يعني بيجي يقاتل بيضرب العدو ضربة واحدة مبيبقاش ضربة تانية، يعني هو بيموت في أول ضربة، كانت ضربته بِكرًا، علي ابن أبي طالب لما رأى عمرو ابن عبد وُد، وعمر ابن عبد وُد كانت تعلمه العرب وكان لا يخاف، حتى نزل من غير سَرجٍ، ومن غير مِغفر، يعني نزل من غير حوذة، ونزل من غير سَرج، يعني ركب على الحصان منغير سَرج، لأنه كان فارس لا يخاف، فقال:هل من مُبارِز، أنا عايز حد أبارزه، فخرج عليه علي ابن أبي طالب فقال من أنت، قال: أنا علي ابن أبي طالب، قال: إرجِع يا ابن أخي فلا أريد أن اقتلك، قال له أنت ابوك كان راجل صاحبي روح يا ابني، شوف حد كبير، فقال على ابن أبي طالب: وأنا أريد أن أقتلك، قال له أنت عايز مُبَارِز وأنا أريد أنا مُبارز، وبارز علي ابن أبي طالب هذا الرجل الصنديد الشديد عمرو ابن عبد وُد، فضربه على ابن أبي طالب ضربة فقتله، وكان أيضًا علي ابن أبي طالب ضرباته بِكرا.

    بداية الترامي بين الجيشين
    على ابن أبي طالب كان مُقاتلً شجاعًا، فقتل على ابن أبي طالب عمر ابن عبد وُد وترامي الحيَّان، ترامى الجيشين بدأوا يتراموا بالسهام والنِبال وهي دى الفترة الوحيدة أو الجزء الوحيد اللي في المعركة، حصل فيها قتال، في الفترة دي اللي هما بيرموا بيها بالسهام، كان بجانب النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، أو كان في جانب المسلمين رجل من كبار أصحاب النبي -صلَّى الله عليه وسلم- لما مات اهتز عرش الرحمن له سعد ابن معاذ، فجاء سهم في كاحل سعد ابن معاذ فإذا بجرح سعد ابن معاذ ينفجر في الدماء، فيجتمع المسلمون حول سعد ابن معاذ محاولين أن يضمضوا جُرح سعد ابن معاذ.

    محاولة الصُلح بين جيش المسلمين وقبيلة غطفان
    طال الحصار وجاء الليل وسكت الناس عن الرمي بالسهام، سكت المشركون وسكت أهل الإسلام، ومرت الأيام وراء الأيام، والأحزاب ينحرون الإبل ويتجهزون بالسلاح ويحاولن أن يجدوا أي ثغرة والمسلمون في غاية الجوع، في غاية العطش، في غاية البرد، خارجين من هزيمة يخافون أن يُخذلوا مرة أخرى، يحاولون أن يستغفروا ربهم مما حدث في أُحد يخافون أن تتكرر مشكلة أُحد مرة أخرى، الموقف في غاية الصعوبة، يحاول النبي -صلَّى الله عليه وسلم- الحل فيأتي رجل إلى النبي -صلَّى الله عليه وسلم- من غطفان فيعرض عليه النبي -صلَّى الله عليه وسلم- أن يصالح غطفان، غطفان قبيلة كانت فيها أربعة آلاف مقاتل في جيش الأحزاب، طبعًا لما عشرة آلاف مقاتل، لما أربعة آلاف مقاتل، ده مساحة إن يبقى جيش الأحزاب بدل ما هما عشرة آلاف يبقوا إيه؟ يبقوا ستة آلاف.


    مساومة غطفان للنبي -صلَّى الله علية وسلم- على نصف تمر المدينة
    جيش المسلمين قليل جدًا، فيعرض النبي -صلَّى الله عليه وسلم- على غطفان الصُلح، فقالوا خلاص نصالحك لكن أنت تدينا نُص ثمار المدينة، النخل بتاع المدينة بيطلَّع تمر فاحنا نأخذ نصف ثمار المدينة، مين اللي اجتمع، اجتمع النبي -صلَّى الله عليه وسلم- مع كبيري المدينة اللي هما سعد ابن عبادة اللي هو كبير الأوس، وسعد ابن معاذ كبير الخزرج وقال إن غطفان عرضت الصُلح وأني أريد أن أعرض صُلحًا على غطفان وهم طلبوا كذا وكذا، موقف في غاية الشجاعة من سعد ابن معاذ، فقال لا والله لاتصلهم حبة تمر من هذه النخيل، قال: يا رسول الله والله ما أعطيناهم هذا في الجاهلية، ولم يجرؤ أحد منهم أن يأخذ من تمر المدينة شيء في الجاهلية، أفبعد أن أعزنا الله بالإسلام نعطيهم تمرًا لا والله، فرفض سعد ابن معاذ وقال له لا احنا مستمرين، حسبنا الله ونعم الوكيل نحن مستمرون.

    إسلام نُعيم ابن مسعود
    اجتماع قوى الشر، الأحزاب اجتماع قوى الكفر على المسلمين، يا ترى هل سيضعُف المسلمين؟ هل سيضعُف هؤلاء؟ هل يستكينوا؟ هل يستسلموا؟ هل ينزلوا على أراء هؤلاء، لم ينزل المسلمون عن أرائهم، المسلمون على حق، مهما اجتمعت كل قوى الكفر، غزوة الأحزاب غزوة فيها كمية معاني رهيبة، جاء رجل إلى النبي -صلَّى الله عليه وسلم- وقال: يا رسول الله أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، إسمه نُعَيم ابن مسعود، نُعَيم ابن مسعود ده كان النبي -صلَّى الله عليه وسلم- بينه وبينه بين قبيلته معاهدة، لكن في غزوة الأحزاب أسلم نُعيم ابن مسعود.

    فقال: النبي -صلَّى الله عليه وسلم- عبر عبد نُعيم ابن مسعود من الخندق وحده ثم ذهب إلى النبي -صلَّى الله عليه وسلم- وقال: يا رسول الله أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله فما أفعل؟ قال له أعمل ايه، قل لي أعمل ايه؟ أنا واقف في جيش الكفّار في الناحية التانية قل لي ماذا أفعل؟ فقال له النبي -صلَّى الله عليه وسلم- هل علِم بإسلامك أحد؟ قال له هو في حد عرف أنك انت أسلمت، قال لا، قال -صلَّى الله عليه وسلم- يا نُعيم خَذِّل عنا ما استطعت، قال له هتعمل ايه، هتعمل ايه، خَذِّل عنا ما استطعت، مفيش حاجه هتعرف تعملها، كل اللي قدامك أي حاجه تعرف تعملها اعملها، أنت ترى الحال كما تراه.

    غدر اليهود
    جاءت الأخبار إلى النبي-صلَّى الله عليه وسلم-، والنبي -صلَّى الله عليه وسلم- في الخندق يحفر، أو يحمي المكان الذي هو فيه في الخندق، ويحمي مجموعة كبيرة، الجيش كله كل واحد واقف في مكان على طرف من أطراف الخندق يحميه، جاءت الأخبار أن اليهود قد غدروا، إزاي اليهود غدروا إزاي؟ هو احنا في مساحة ان احنا يبقى عندنا مصيبة زيادة أكتر من كده، يعني احنا الطعام مفيش الشراب مفيش، الأمان مفيش، عدد الكُفَّار كبير جدًا واحنا خارجين من مصيبة، جاءت الأخبار أن النساء المسلمين وأطفال المسلمين قد غُدِر بهم، النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو بيقاتل 700 جندي بيقاتلوا معاه وفيه نساء وأطفال في المدينة، خلَّفهم النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، مين اللي في المدينة؟ اليهود أحزاب الكفر، منهم رجل إسمه حُيي ابن أخطب، ذهب إلى يهود بني قريظة وعرض عليهم أن ينضموا إلى جيش الأحزاب، فيُصبِح المسلمين بين المطرقة والسندان، بين الأحزاب من خارج المدينة، وبين يهود بني قريظة من داخل المدينة، وظَل على ذلك والرجل يقول له: إني ما علمت على محمد إلا صدقا إنه رجل وفي العهد، وظل الرجل يؤلبه حتى رضيت بنو قريظة على خيانة العهد.

    خيانة بنو قريظة للعهد
    وبالفعل قررت بنو قريظة خيانة العهد وجاءت الأخبار إلى النبي -صلَّى الله عليه وسلم- إلا أن قُريظة خانت العهد وغدرت، لما علم النبي -صلَّى الله عليه وسلم- أنهم غدروا بعث النبي -صلَّى الله عليه وسلم- من يتأكد من الخبر، فبعث النبي -صلَّى الله عليه وسلم- سعد ابن معاذ، وسعد ابن عبادة، وعبد الله ابن رواحة، وخوَّات ابن جبير، بعثهم النبي -صلَّى الله عليه وسلم- وقال انظروا حتى تعرفوا الخبر، قال لهم شوفوا هل فعلًا بنو قريظة غدرت ولالا، غير أنهم أوصاهم بوصية، سيدنا موسى لما بعت طليعة للأرض المقدسة حتى يأتوا بالأخبار قال: لهم لا تخبروا أحد حتى تأتوني، لكنهم غدروا ولما رأوا العماليق ذهبوا إلى قومهم فقال لهم فدب في الجيش الإحباط واليأس.

    توجهيات النبي -صلَّى الله عليه وسلم-
    النبي-صلَّى الله عليه وسلم- أمر أصحابه ألا يخبروا أحد بنتيجة الاستطلاع، يعني لو هما لقتوهم غدروا متقولوش، غير أنه قال لهم الحنوا لي لحنًا، يعني قال لهم قولوا لي بشفرة حتى لا يعرف الجيش أن النساء والأطفال في خطر، لأن طبعًا ده لو دب في جيش المسلمين ده لوحده كفيل إن الناس يصيبها رعب، ونحن في حرب نحتاج إلى قوة ، ونحتاج إلى عزيمة، ونحتاج إلى حالة نفسية قوية، فجاءت الأخبار أنهم فعلًا غدروا، لما ذهب سعد ابن معاذ وسعد ابن عبادة إلى المدينة وجد اليهود يشتمون النبي -صلَّى الله عليه وسلم- علنًا فعلم أنهم غدروا، فقالوا يا رسول الله لما ذهبوا مرة أخرى للنبي -صلَّى الله عليه وسلم- على الخندق قالوا يا رسول الله عضل وقارَّة، عضل وقارَّة دول قبيلتين خانوا العهد وغدروا بالنبي -صلَّى الله عليه وسلم- بعد غزو أُحد، فعلم النبي -صلَّى الله عليه وسلم- أن اليهود قد غدروا كده أصبح الأحزاب من برا.

    المنافقون يظهرون عند الأزمة
    ويهود بنو قريظة من الداخل ونساء المسلمين وأطفال المسلمين في رعب شديد، فبعث النبي -صلَّى الله عليه وسلم- مجموعة من أصحابه يحاولون أن يحموا النساء والأطفال دون أن يخبروا أحد من الجيش، قال الله -سبحانه وتعالى-"إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا" الأحزاب 10: 11، ثم جاء مجموعة من الناس لما علموا أن الأحزاب كثر وأنهم مستمرون في الحصار، وأن جيش المسلمين دب فيه الضعف، فقالوا يا رسول الله "إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ " الأحزاب: 13، فجاء بعضهم يستأذن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- هؤلاء من النافقين، المناققين عند الأزمة يظهرون، إن أنت لما بتحصل شدة وبتحصل أزمة، بتجدوا بيبدأ إيه يدور على مصالحه الشخصية.

    خداع نُعيم ليهود بني قريظة
    قال الله -سبحانه وتعالى-"وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ ۖ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا" الأحزاب:13، الموقف في غاية الصعوبة، رفع النبي -صلَّى الله عليه وسلم- يديه إلى السماء وقال: اللهم مُنزِل الكتاب سريع الحساب إهزم الأحزاب، اللهم زلزلهم زلزالًا شديدا، رفع النبي -صلَّى الله عليه وسلم- يديه بالدعاء، وظل النبي -صلَّى الله عليه وسلم- يدعو ربه طوال الليل، نُعيم ابن مسعود اللي تكلمت عنه منذ قليل قام بخُدعة، علم نُعيم أن اجتماع قوى الشر مصيبة على المسلمين، فقرر نُعيم وهو محسوب على قوى الشر لأنه لم يعلن إسلامه بعد أن يخادع هؤلاء، فقرر أن يفَرِّقهم، فقام إلى اليهود وقال لهم: إن قريش توشك أن ترحل، قال لهم قريش هترحل، وكده كده أنتم في المدينة، وأنتم ستظلون بالمدينة، وأهل المدينة لن يتركوكم إذا انتصرت قريش فإن قريش سترحل ولن ينساها لكم أهل المدينة لأنكم غدرتم، وإذا خسرت قريش ورحلت قريش فإن أهل المدينة لن ينسوها لكم فما العمل؟ فقال اطلبوا من قريش أن تظل تثبتكم وتعضدكم، وسبيل ذلك أن يكون معكم مجموعة من قريش يعيشون معكم فاطلبوا من قريش عشرة من أبنائهم يكونون معكم.

    قال لهم روحوا لقريش، قال اليهود كده روحوا لقريش اطلبوا عشرة من جيشهم يكونوا معاكم حتى لا تترك قريش أبنائها، لأن هما ممكن يتركوكم، في أي حال من الأحوال هيتركوكم، فخليكم خدوا ضمان من قريش، ثم ذهب إلى قريش وقال إن اليهود أهل غدر وإنكم سيطلبون منكم عشرة يعطوهم فدية لمحمد -صلَّى الله عليه وسلم-، حتى يأذن لهم أو حتى يسامحهم، سمعت قريش ذلك من نُعيم، ثم بعد فترة جاءت أخبار من اليهود، أن اليهود يريدون أن يكلموا قريش، فذهب أبو سفيان كبير قريش ليكلمه فإذا بهم يطلبون منهم عشرة فقال غدرت يهود، عرف بقا قال آه شوفتوا اليهود غدروا بينا، وحدث شقاق بين الأحزاب وبين يهود بني قريظة.

    النبي -صلَّى الله عليه وسلم- في موقف بلاء شديد
    النبي -صلَّى الله عليه وسلم- في موقف في شدة الصعوبة، بلاءٌ شديد زلزالٌ شديد، النبي -صلَّى الله عليه وسلم- يمر على الخندق يتفقد أصحابه، حتى شُغل النبي -صلَّى الله عليه وسلم- عن صلاة العصر والصحابة في حالة شديدة من الإحباط، وفي حالة شديدة من الجوع والخوف، حتى شُغل النبي -صلَّى الله عليه وسلم- عن صلاة العصر فقال: قاتلهم الله شغلونا عن صلاة العصر، كما شُغل سليمان - عليه السلام- في الجهاد لما قال"فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ * رُدُّوهَا عَلَيَّ ۖ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ" ص 32: 33 ، ثم ظل النبي -صلَّى الله عليه وسلم- يدعو ويدعو ويدعو، حتى أذن الله -سبحانه وتعالى- بأن يهزم الأحزاب وحده بلا قتال.

    جنود الله -سبحانه وتعالى-
    أرسل الله -سبحانه وتعالى- ريحًا شديدة، ريح جندي من جنود الله، اقتلعت الخيام، خيام الأحزاب، وأنزل الله -سبحانه وتعالى- عليهم هذه الريح الشديدة حتى خاف الناس على أنفسهم حتى أُطفئت النيران، وحتى اشتعلت النيران في خيام الأحزاب، النبي -صلَّى الله عليه وسلم- وهو أيضًا على الطرف الآخر من الخندق جاءته ريح شديدة، الصحابة عانوا من شدة البرد مرة أخرى، فيقول النبي -صلَّى الله عليه وسلم-: من يأتيني بخبر القوم، يعني مين بالليل يعدي في الناحية التانية، يعدي الخندق ثم يذهب ويصعد إلى جيش الكافرين وهو معي في الجنة، تخيل كده النبي -صلَّى الله عليه وسلم- بيقول لك مين يعمل عمل وأضمن له أن يرجع وهو معي في الجنة، الصحابة من شدة الجوع، من شدة البرد، من شدة الخوف، لا أحد يتكلم، أبو بكر قاعد، وعمر قاعد، وسعد ابن معاز قاعد، وسعد ابن عبادة قاعد، علي ابن أبي طالب قاعد، الكل يجلس والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول وهو رفيقي في الجنة.

    عمل يجعل من يفعلة في أعلى درجات الجنة مع النبي -صلَّى الله عليه وسلم-
    النبي -عليه الصلاة والسلام- بيعرض عليك عمل إنك مش هتدخل الجنة، إنك تبقى في أعلى درجات الجنة، ده أعلى درجة، درجة الأنبياء، ده أعلى درجة في درجات الأنبياء درجة النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، يقول من يأتيني بخبر القوم وهو معي في الجنة، فلا يرد أحد فقال النبي -صلَّى الله عليه وسلم- قُم يا حذيفة فقال حذيفة ابن اليمان فلما سمَّاني النبي -صلَّى الله عليه وسلم- علمت أنه ما من بُد، فخرجت أتلمس خلاص عايز أشوف في حذر شديد خايف الناس احنا بالليل، في ظلام طبعًا زمان مكنش فيه لمبات وكاميرات وإضاءات، في ظلامٍ شديد، فقام حذيفة يمشي، قال: فكأني أمشي في حمام، الحمام كان مكان الناس بتدخل فيه وكان بيبقى فيه ميه دافية، فكان المكان دافي لما كان يكون في برد شديد كانوا هما بيستدفئوا بالماء الدافيء أو بالبخار الدافيء، فقال فكأني أمشي في حمام علامة على إن أنا لم أشعر بالبرد.

    دروس هامة نتعلمها من غزوة الأحزاب
    قال فانطلقت فمررت في الخندق ثم ذهبت إليهم فإذا بهم في خوف شديد، بدأ خيام الأحزاب تُزلزل وبدأ يشتعل فيها بعض النيران، وبدأت بعض القبائل تقول احنا معدناش هنقعد أكتر من كده، الحصار طال شهرًا، شهر وهما محاصرين المدينة فقالوا خلاص احنا هنرحل، ومفيش معركة، ومعدش فينا بُد لذلك وقرووا الرحيل، معركة الأحزاب يا جماعة معركة صبر، في غزوة الأحزاب بنتعلم الثبات، بنتعلم الصبر بتنعلم إن الحق باقي، نتعلم إن في وقت الأزمان ينصرف الجميع ويبقى أهل الحق، نتعلم أن الدين لابد له من تضحيات.

    حينما صمد أهل الإيمان نصرهم الله
    ثم عاد حذيفة إلى النبي -صلَّى الله عليه وسلم- وأخبره بخبر القوم فإذا بالنبي -صلَّى الله عليه وسلم- يدعو و يدعو ويدعو، حتى يصرف الله -سبحانه وتعالى- الأحزاب، فكان -صلَّى الله عليه وسلم- إذا صعد على جبل الصفا يقول: لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، فالله -سبحانه وتعالى- هزم الأحزاب وحده، لم يكن هناك أسباب لهزيمة الأحزاب لكن الله -سبحانه وتعالى- لما رأى من أهل الإيمان الثبات، لما رأى من أهل الإيمان الصبر، لما رأى من أهل الإيمان التضحية، لما رأى من أهل الإيمان البذل، لما رأى من أهل الإيمان أنهم صامدون على الحق أذِن الله-سبحانه وتعالى- بهزيمة الأحزاب.

    الله -سبحانه وتعالى- يبتلي أهل الإيمان ليختبر ثباتهم على الحق
    والله -سبحانه وتعالى- لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، قوى الشر كلها لا تستطيع أن تقف أمام أمر الله -سبحانه وتعالى-، الله يقدر على كل شيء، الله -سبحانه وتعالى- له جند ٌ في كل مكان، الله -سبحانه وتعالى- هزم الأحزاب وحده ليعلم أهل الإيمان أن الله يقدر على نصرهم، وأن الله -سبحانه وتعالى- عندما ابتلاهم في أُحد كان يقدر على نصرهم، وإنما اتبلاهم بالأحزاب، الله -سبحانه وتعالى- يقدر على نصرهم لكنه إبتلاء، إبتلاء الأحزاب يا جماعة إبتلاء، الله -سبحانه وتعالى- أحيانًا يريد من أهل الإيمان الصبر، أحيانًا يريد من أهل الإيمان الثبات، أحيانًا يريد من أهل الإيمان أن يثبتوا على كلمة الحق.

    غزوة الأحزاب من أكبر مدارس سيرة النبي -صلَّى الله عليه وسلم-
    غزوة الأحزاب مدرسة من مدارس سيرة النبي -صلَّى الله عليه وسلم- نتعلم فيها أن لا نضعف، أن لا نستكين، نتعلم فيها أن نثبت، نتعلم فيها العمل والجد، نتعلم فيها ألا يعيقنا الجوع، ولا يعيقنا الخوف، ولا يعيقنا كثرة عداد عدونا، ولا يعيقنا فيها قله الزاد، وقله العتاد، ولا يعيقنا فيها أننا عدد قليل، إنما الثبات الثبات، والصبر الصبر، أنه مهما كثرت قوى الشر، مهما كثر أهل الباطل فإن الحق منتصر، غزوة الأحزاب نتعلم منها أن الله -سبحانه وتعالى- يبتلي المؤمنين، وأن الله -سبحانه وتعالى- قادر على نصر المؤمنين، وأن الله -سبحانه وتعالى- لا يحتاج للأسباب، يكفي المؤمنين أن يثبتوا على أمر الله -سبحانه وتعالى-، وأن يصمدوا على أمر اله -سبحانه وتعالى- أن يصبروا على طاعة الله -سبحانه وتعالى-، حتى لو عاداهم الجميع، حتى لو لم يرضى بأفعالهم الجميع، لكنهم ما داموا على الوحي وما داموا على أمر الله -سبحانه وتعالى- فإنهم منصورون إن شاء الله -سبحانه وتعالى-، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.


    تم بحمد الله
    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36

    [1] " لما كان حين أمرنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بحَفْرِ الخَنْدَقِ عَرَضَتْ لنا في بعضِ الخَنْدَقِ صخرةٌ لا نأخذُ فيها المَعَاوِلَ، فاشتَكَيْنا ذلك إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فجاء فأخذ المِعْوَلَ فقال : بسمِ اللهِ، فضرب ضربةً فكسر ثُلُثَها، وقال : اللهُ أكبرُ أُعْطِيتُ مَفاتيحَ الشامِ، واللهِ إني لَأُبْصِرُ قصورَها الحُمْرَ الساعةَ، ثم ضرب الثانيةَ فقطع الثلُثَ الآخَرَ فقال : اللهُ أكبرُ، أُعْطِيتُ مفاتيحَ فارسٍ، واللهِ إني لَأُبْصِرُ قصرَ المدائنِ أبيضَ، ثم ضرب الثالثةَ وقال : بسمِ اللهِ، فقطع بَقِيَّةَ الحَجَرِ فقال : اللهُ أكبرُ أُعْطِيتُ مَفاتيحَ اليَمَنِ، واللهِ إني لَأُبْصِرُ أبوابَ صنعاءَ من مكاني هذا الساعةَ" حسنه ابن حجر
    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 25-08-2018, 05:25 PM.
    اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

    تعليق


    • #3
      للرفع
      اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

      تعليق


      • #4
        تم وضع التفريغ في المشاركة الثانية

        "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
        وتولني فيمن توليت"

        "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

        تعليق


        • #5
          جزاكم الله خيرًا

          تعليق

          يعمل...
          X