إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ترجمة مسلم "اللقاء الخامس عشر" للشيخ محمد مصطفى أبو بسطام | بصائر4

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ترجمة مسلم "اللقاء الخامس عشر" للشيخ محمد مصطفى أبو بسطام | بصائر4



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    ترجمة مسلم "اللقاء الخامس عشر" للشيخ محمد مصطفى أبو بسطام | بصائر4



    رابط المادة على الموقع:

    https://way2allah.com/khotab-item-145959.htm




    اليوتيوب:








    الجودة العالية hd:

    https://way2allah.com/khotab-mirror-145959-236604.htm




    رابط صوت mp3:

    https://way2allah.com/khotab-mirror-145959-236607.htm







    رابط الساوند كلاود:

    https://soundcloud.com/way2allahcom/b4-15







    رابط التفريغ بصيغة pdf:


    سيتم وضعه قريبًا بإذن الله


    رابط التفريغ بصيغة ورد:

    سيتم وضعه قريبًا بإذن الله



    تابعوا التفريغ مكتوب في المشاركة الثانية بإذن الله

    التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامي; الساعة 05-08-2018, 03:05 PM.
    اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.


  • #2

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    إن الحمد لله –تعالى- نحمده ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله –تعالى- من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله –تعالى- فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله –تعالى- وأحسن الهدي هدي محمد –صلَّى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة ثم أما بعد:

    لازلنا مع هذه الحديقة الغنَّاء، مع ذكر هؤلاء الأعلام الكبار الكرام –رضي الله عنهم ورحمهم-، لازلنا مع سِير هؤلاء الأئمة الستة الذين اشتهرت كتبهم بين الناس وسارت هذه الكتب مسير الشمس والقمر.

    انتهينا ولله الحمد والمنة في الحلقة الماضية مع إمام الأئمة، الإمام أبو عبد الله البخاري –رحمة الله عليه-، واليوم إن شاء الله –عزَّ وجلَّ- نواصل هذه المسيرة مع ذكر ترجمة الإمام "أبي الحسين مسلم بن الحجاج" –رحمة الله عليه-.

    والإمام مسلم هو نبتٌ من نبت الإمام البخاري- رحمة الله عليه-
    إذ هو تلميذه النجيب الذي تخرج به –رحمة الله عليه-، حتى قال الإمام أبو الحسن الدارقطني –رحمة الله عليه- مقولته الشهيرة قال: "لولا البخاري ما راح مسلمٌ ولا جاء"، فلإمام مسلم –رحمة الله عليه- كما قلت هو أحد حسنات الإمام البخاري –رحمة الله عليه-.


    وصف الإمام مسلم وهيأته
    وقبل أن أدلف إلى النظر في صحيح الإمام مسلم –رحمة الله عليه- أذكر أولًا اسمه، فهو "مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد القشيري أبو الحسين" –رحمة الله عليه-، ولد –رحمة الله عليه- سنة اثنتين ومئتين –رحمة الله عليه-، يقول أبو عبد الرحمن السُلمي وهو يصف وصف الإمام مسلم –رحمة الله عليه-، يصف هيئته وكيف كانت هيئته وكيف كان لباسه وزيُّه –رحمة الله عليه- يقول: "رأيت شيخًا حسن الوجه والثياب، عليه رداء حسنٌ، وعمامة قد أرخاها بين كتفيه –رحمة الله عليه- قال: فتقدم أصحاب السلطان فأمَّهم الإمام مسلم وقد أمر أمير المؤمنين أن يكون مسلم بن الحجاج إمام المسلمين فتقدم الإمام مسلم –رحمة الله عليه- وأمَّ الناس في المسجد"، ويقول الحاكم أبو عبد الله يحكي عن أبيه قال: "رأيت مسلم بن الحجاج يُحدِّث في خان محمش –وهذا مكان في نيسابور- قال: فكان حسن، فكان تام القامة، أبيض الرأس واللحية –رحمة الله عليه- يُرخي عمامته أو يُرخي طرفيها بين كتفيه –رحمة الله عليه-.

    وثناء العلماء والأئمة على الإمام مسلم مشهور
    ومعروف ومتداول من كثير، حتى قال أبو زُرعة الرازي –رحمة الله عليه-، أبو حاتم الرازي وأبو زُرعة الرازي "كانا يقدمان الإمام مسلم بن الحجاج على مشايخ عصرهما –رحمة الله عليه-"، وكذلك يقول الإمام محمد بن بشار بندار –رحمة الله عليه- قال: "أئمة الدنيا، أو حفَّاظ الدنيا أربع: أبو زُرعة الرازي بالري، ومسلم بن الحجاج بنيسابور، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل البخاري ببخارى"، هؤلاء هم حفَّاظ الدنيا، وهؤلاء هم الذين كانت تزدان الدنيا بهم في عصرهم –رحمة الله عليهم – جميعًا.


    تخيل أنت هؤلاء الأربعة فعلًا كانوا ثقلًا وحفاظًا لدين الله –عزَّ وجلَّ-، الله –تبارك وتعالى- أكرم هذه الأمة بهؤلاء الأئمة الذين حملوا لنا لواء هذه الشريعة الغراء –رضي الله عنهم ورحمهم- فهؤلاء هم حفَّاظ الدنيا في عصرهم كما قلت، يقول محمد بن بشار –رحمة الله عليه-: "أئمة الدنيا، أو حفَّاظ الحديث أربعة: ابو زُرعة الرازي بالري، ومسلم بن الحجاج بنيسابور، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي بسمرقند، وأبو عبد الله البخاري ببخارى" –رحمة الله عليهم –جميعًا.

    وكان الإمام مسلم –رحمة الله عليه- كان حافظًا مُجوِّدًا –رحمة الله عليه-
    كان يدخل لأبي عبد الله البخاري –رحمة الله عليه- تداخل في بعض الرواة بخلاف الإمام مسلم بن الحجاج –رحمة الله عليه-، البخاري كان يعني يدخل عليه شيء من الوهم فكان يجمع بين الراويين ويحسبهما اثنين وهو راوٍ واحد، ولذلك صنَّف الإمام الخطيب البغدادي أحمد بن علي بن ثابت –رحمة الله عليه- كتابه المشهور العظيم المعروف "موضِّح أوهام الجمع والتفريق"، يعني البخاري كان يهم في بعض الرواة، يعني مثلًا راوي اسمه "محمد بن أحمد" فهذا الراوي قد يأتي في بعض الأسانيد مثلًا هو أبو عبد الله مثلًا النيسابوري، وهو في الحقيقة اسمه "محمد بن أحمد" برضه فكان البخاري يحسبهما راويين، فألَّف ابن أبي حاتم كتاب في بيان خطأ البخاري، وكذلك صنَّف الإمام الخطيب البغدادي –رحمة الله عليه- كتابه الشهير المعروف "موضِّح أوهام الجمع والتفريق".


    كان مسلمٌ –رحمة الله عليه- كان من أضبط الناس لهذا، كان يحفظ الرواة حفظًا جيدًا، ولا يدخل عليه راوٍ في راوي، ولا يلتبس عليه شخص بشخص آخر –رحمة الله عليه-، وهذا لشدة ذكائه، وفرط حفظه –رحمة الله عليه-.

    ولصحيح الإمام مسلم –رحمة الله عليه- مكانة عظيمة جدًا بين أوساط المسلمين،
    فكان بعض المغاربة كأبي علي النيسابوري وغيره كان يقدِّمون صحيح الإمام مسلم على صحيح الإمام البخاري –رحمة الله عليه-، وقد اعتذر بعض العلماء عن هذا بأنه إن عنى أبو علي النيسابوري أن صحيح مسلم أجود سياقًا من البخاري، فهذا مسلَّم به –رحمة الله عليه-.


    فكان صحيح الإمام مسلم يمتاز بعدة ميزات:
    أنه كان سياقته أجود كما قلت من سياقة الإمام البخاري، وكذلك حسن ترتيبه، وكذلك بديع طريقته في التأليف والتصنيف –رحمة الله عليه- لهذا الكتاب، ولم يكن في صحيح مسلم من العلو ما كان في صحيح البخاري، ليس هناك في صحيح الإمام مسلم أحاديث عالية إلا الحديث الرباعي فقط، يعني مفيش مثلًا في صحيح مسلم ثلاثيات، لأ، أعلى ما عند مسلم –رحمة الله عليه- الحديث الرباعي، كمثلًا من العلو عند مسلم –رحمة الله عليه-، كمثلًا كرواية القعنبي عن أفلح بن حميد –رحمه الله- وحمَّاد مثلًا بن زيد إلى غير ذلك، لكن لم يكن هناك كما قلت ثلاثيات كما في صحيح الإمام البخاري –رحمة الله عليه-.


    وقد ذكر الحافظ أبو القاسم ابن عساكر –رحمة الله عليه- وهو يذكر تصنيف الإمام مسلم –رحمة الله عليه- ومنهجه في صحيحه –رحمة الله عليه-، أن الإمام مسلم كان قد أخرج أو طبقات الرواة الذين خرجهم في صحيحه على ثلاث طبقات، الطبقة الأولى: أهل الضبط والثقة والإتقان، ثم بعد ذلك أهل التروي والصدق، ثم بعد ذلك الذين لم يبلغوا هذه الدرجة.

    المرتبة الأولى هؤلاء هم الذين أكثر عنهم الإمام مسلم –رحمة الله عليه-، يعني الوقتي صحيح مسلم على ثلاث:
    • الطبقة الأولى
    الطبقة الأولى أهل الضبط والثقة والتثبت والإتقان والتيقظ، دي الطبقة الأولى، وهؤلاء هم الذين أكثر عنهم الإمام مسلم –رحمة الله عليه-.
    • الطبقة الثانية
    ثم بعد ذلك أهل التروي والصدق، دي الطبقة الثانية، وهؤلاء كان يُخرج لهم الإمام مسلم –رحمة الله عليه- متابعةً.
    • الطبقة الثالثة
    ثم بعد ذلك من هم دون هذه المرتبة.

    والإمام بعض العلماء يعني كان قد تعلل لهذا بعدة علل كما ذكر ذلك الإمام الحافظ أبو عبد الله الذهبي.
    الإمام الذهبي –رحمة الله عليه- ذكر شيئًا من التفصيل في هذه المراتب قال: "خرَّج الإمام مسلم- رحمة الله عليه- لهذه الطبقة اللي هي الطبقة الأولى يعني، وشيئًا من النذر اليسير للطبقة الثانية، والطبقة الثالثة لم يكثر عنهم"-رحمة الله عليه-.

    فالطبقة الأولى هذه قسم الاحتجاج، القسم الثاني هذا للمتابعات والشواهد، القسم الثالث كان يخرِّج لهم الإمام مسلم الشيء بعد الشيء.

    وكما قلت كان هناك بعض العلماء قد اعتذر عن تقييم الإمام مسلم لهذه، أو تخريج الإمام مسلم لهذه الطبقة، قد اعتذر الإمام النووي –رحمة الله عليه- عن هذا قال: الأمر الأول يعني أو "هؤلاء الطبقة الأولى هم المحتج بهم في الصحيح –اللي هم الطبقة الأولى الذين يحتج بهم الإمام مسلم –رحمة الله عليه- ويخرج أحاديثهم في صلب الصحيح_ الطبقة الثانية هي من هم دون الطبقة الأولى" -وهؤلاء كما أقول يُخرِج لهم الإمام مسلم –رحمة الله عليه- في المتابعات والشواهد، يبقى الطبقة الأولى للاحتجاج والصحة، الطبقة الثانية للمتابعات يعني راوي يتابع الراوي الأول، أو شاهد –الشاهد اللي هو بمعنى الحديث نص الحديث، احنا عندنا حاجتين متابعات وشواهد، المتابعات اللي هم الرواة، الراوي هذا يتابع الراوي، فالمتابعات تكون في الأسانيد، والشواهد تكون في المتون، فكان الإمام مسلم -رحمة الله عليه- كان يخرج للطبقة الثانية في متابعات والشواهد.

    ثم إن هناك طبقة ثالثة، وقد اعتذر الإمام النووي –رحمة الله عليه- عن إخراج مسلم –رحمة الله عليه- هذه الطبقة، فقد اعتذر عن الإمام مسلم بتخريج الطبقة الثالثة بقوله عند ذكر يعني اعتلال أو تعلل الإمام مسلم أنه خرَّج لهذه الطبقة فقال له عدة تعليلات:
    التعليل الأول:
    "أن يكون هذا الراوي ضعيف عند غير مسلمٍ، ثقة أو مقبول عند مسلمٍ" بمعنى مسلم قبِل أو هو محل الصدق عند الإمام مسلمٍ، عند غيره من النقاد هذا الراوي ليس بضابط فهو يهم كثيرًا، فالإمام مسلم يُحسِّن حديثه، غيرمسلمٍ يطعن فيه ويُضعِّفه، يبقى ده التعليل الأول.

    طبعًا هو طبعًا كما يذكر أهل العلم أن الجرح لا يكون إلا مفسَّرًا، بمعنى التعديل يُقبل مجملًا، لكن الجرح لا يُقبل إلا مفسَّرًا، بمعنى مثلًا لو راوٍ العلماء قالوا مثلًا فيه أنه ثقة، طيب من الصعوبة إنك أنت تقول ثقة ليه؟ ليه؟ لإن أنت لو حبيت تقول الراوي ده ثقة هتقول إيه؟ هتقول حافظ، وضابط، ومتقن، وهو يصلي الصلوات المفروضة في أوقاتها، وهذا الراوي يسعى في الإصلاح بين الناس، وهذا الراوي بار، وهذا الراوي عدل، وهذا الراوي حسن الخلق، إلى غير ذلك فهذا أمر شرحه يطول، فالتعديل يُقبل مجملًا، ومن إنصاف العلماء قالوا لكن الجرح لا يُقبل إلا مفسَّرا.

    قول لي ليه أنت بتضعَّف الراوي ده؟ يقولك بقى هذا الراوي يهم كثيرًا، طب هذا الوهم كيف عرفته؟ يكون هذا بسبِّ أحاديث الراوي، لذلك لما جاء إسماعيل بن عُلية –رحمة الله عليه- إلى الإمام يحيى بن معين، فقال له: "يا أبا زكريا كيف حال حديثي؟ فقال له ابن معين: أنت مستقيم الحديث، قال له ابن علية: وكيف عرفتم ذلك؟ قال: عارضناها بأحاديث الناس فوجدناها مستقيمة".

    يبقى العلماء لما بيعوزوا مثلًا ضبط الراوي أو عدم الضبط يعملوا إيه؟ يجيبوا الأحاديث التي رواها هذا الراوي ويعرضونها مع أحاديث الناس، مع أحاديث الرواة الذين رووا نفس الأحاديث عن هذا الشيخ.

    بمعنى دلوقتي مثلًا أنا مثلًا قاعد بحدِّث، أنا شيخ وقاعد بحدِّث الناس، حضر قدامي مثلًا 100 واحد، المية دول رووا عني الحديث، جه واحد من الرواة وَهِم وقال عكس الكلام اللي أنا قولته، طيب هنعمل إيه دلوقتي عشان نعرف الراجل ده ضابط ولا وهم في روايته؟ نعمل إيه؟ نقول طب هات الأحاديث بتاعتك كده، ونشوف التسعة والتسعين رووا الحديث إزَّاى؟ لو رواية الراوي ده وافقت رواية الجماعة، وده في الإجمال طبعًا، إجمال الروايات أو إجمال أحاديث الراوي كلها، نعمل إيه؟ نعارضها بأحاديث الناس، الناس رووا نفس الحديث؟ ولا الراوي ده غِلِط؟ ليه؟ لأن الوهم على الواحد أدخل، يعني ممكن يدخل على الواحد أكثر ما يدخل على الجماعة.

    فالعلماء لما بيعوزوا يسبروا أحاديث الراوي بيعملوا إيه؟ يجيبوا أحاديث الراوي ده ويعارضوها بأحاديث الناس، ويشوفوا هل هي مستقيمة؟ ولا الراوي ده بيخالف كتير؟ لو بيخالف كتير يبقى هو بيغلط كتير، بيغلط كتير إذن يتركون روايته إلا ما وافق الثقاة في روايته.

    لذلك أيضًا مثلًا العلماء كيف يُجَرِّحون الراوي وهو ليس بمعاصر لعصر الرواة أو النقاد؟ بمعنى دلوقتي مثلًا أنت حضرتك ممكن تجد أن في مثلًا ابن معين، ابن معين ده ممكن تلاقيه بيجَرَّح راوي مثلًا قبله في السن، مثلًا قبله مثلًا بقرن ولو حاجة، ميت قبله بقرن أو قرن ونصف مثلًا، طب هو ابن معين أدركه؟ شافه؟ لأ ما شافوش، طب هو ازَّاي ابن معين بيقول عليه إن هو ليس بشيء، هو شافه أصلًا؟ لأ ما شافوش، طب عمل إيه ابن معين عشان يقول إن هذا الراوي ليس بشيء؟ يبقى ابن معين جاب أحاديث الراوي ده، وبدأ يسبرُها بأحاديث الناس، فلما وجد أن هذا الراوي يخلط ويغلط كثيرًا في روايته، ترك ابن معين روايته وقال هو ليس بشيءٍ.

    يبقى عرفنا ازَّاي العلماء بيجَرَّحوا الرواة؟ يبقى عرفنا ازَّاي قول العلماء "أن التعديل يُقبل مجملًا، وأن الجرح لا يُقبل إلا مُفسرًا"، هذا هو المقصود.

    يبقى أولًا إخراج الإمام مسلم لبعض هؤلاء الرواة الذين تُكُلِّم فيهم، أولًا زي ما قولت ممكن يكون الراوي ده ثقة عند مسلم مجروح عند غيره، فالإمام مسلم يرى أن هذا الراوي عدل وثقة وصدوق، فلذا أخرج روايته، دي الحاجة الأولى.
    • التعليل الثاني
    طيب الحاجة التانية أن مسلم –رحمة الله عليه- قد يُخرِّج لهذا الراوي لكن لا يُخَرِّج له احتجاجًا إنما يُخَرِّج له في الشواهد والمتابعات، دي الحاجة التانية.
    ليه؟ لأن مسلم أخرج الحديث أولًا براوية العدول، ثم بعد ذلك أدلفها برواية الراوي اللي هو مقبول، الراوي اللي هو ليس على نفس مرتبة الرواة الأُول، تمام، يبقى ده دي الحاجة التانية إن الحديث خلاص أصلًا كده كده ثابت وهو مُحتج برواته الأولين اللي هم الثقات الأثبات الضابطين، اللي هو مسلم صدَّر الكتاب بهم.

    دلوقتي الإمام مسلم يروي حديث بيعمل إيه؟ يروي زي ما قلت له على ثلاث طبقات، الطبقة الأولى اللي هم الرواة الثقات الضابطين العدول، الطبقة الثانية اللي هم حفظهم بين بين، يعني يا دوبك متلصمين، اللي هو الراوي الصدوق، الحديث أصلًا كده كده ثابتٌ عن هؤلاء الثقات الأثبات، هؤلاء يُخَرِّج لهم مسلم في المتابعات والشواهد، الرواة الآخرين اللي هم الضعفاء، طب ليه الإمام مسلم يُخَرِّج لهؤلاء؟ هذا ما سنعرفه بعد قليل.

    لماذا خرَّج الإمام مسلم عن بعض الضعفاء؟
    نعم كنا نقول، لماذا يُخَرِّج الإمام مسلم –رحمة الله عليه- عن بعض الضعفاء؟ ليه؟
    • السبب الأول
    أولًا: قد يكون ضعف هذا الراوي قد طرأ عليه بعد سماع الإمام مسلم من هذا الراوي، يعني إيه؟ يعني مسلم مثلًا يكون قد سمع الحديث من شيخه، بعد فترة من سماع مسلم للحديث، يكون الراوي قد تغير، طرأ عليه شيء من الضعف، كمثلًا كما حدث الإمام مسلم –رحمة الله عليه- أنه سمع من أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، لما جاء مسلم إلى مصر راح إلى عبد الرحمن بن وهب هذا ابن أخو عبد الله بن وهب، فلما جاء مسلم إلى مصر، سمع من هذا الراوي اللي هو أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، فلما خرج الإمام مسلم من مصر ورجع إلى بلده، تغير هذا الراوي، بدأ حفظه يقل شوية، بدأ يخلَّط كثيرًا في الرواية، واضح ازَّاي؟ فالتخليط جه امتى؟ جه بعد سماع الإمام مسلم من هذا الراوي، يبقى الاختلاط ده أو الضعف ده إيه؟ أصبح شيئًا طارئًا بعد رواية الإمام مسلم عنه –رحمة الله عليه- يبقى هذا يكون كما قلت سبب الضعف.
    • السبب الثاني
    طيب سبب الضعف او إخراج مسلم –رحمة الله عليه- لهذا الراوي، قد يكون هذا الراوي مع ضعفه عنده علو في الإسناد، والحديث أصلًا ثابت عند مسلمٍ أصلًا، ثابت بالرواة الثقات الضابطين العدول من وجه أنزل منه قليلًا، يعني إيه؟ يعني الوقت مثلًا الحديث أنا قلت أن مسلم أخرج الأحاديث بتاعته في صحيحه على ثلاث طبقات، الطبقة الأولى اللي هي أهل الثقة والضبط والإتقان، الطبقة الثانية اللي هم أقل منهم شوية اللي هي الطبقة الثانية التي يُخرج لها مسلم في المتابعات والشواهد، الطبقة الثالثة اللي هم الضعفاء، طب ليه مسلم يُخرِّج للضعفاء؟ قال لك إن ممكن يكون الراوي ده أو الحديث ده، رواه الراوي الضعيف ده بس بعلو شوية، قال لك فلا بأس، ليه؟ لأن الحديث ثابت أصلًا عن الثقات، هو أخرجه قبل كده عن الثقات، فمسلم يُخرِّج لهم لأجل العلو بس مش أكتر يعني، واضح ازَّاي، والحديث بهذا الشكل كما قلت قد ثبت عن الثقات العدول قبل ذلك، فهذا كما قلت منهج الإمام مسلم في رواية الحديث.

    من ميزات صحيح مسلم أيضًا
    لكن صحيح مسلم يمتاز بسهولة التناول، وعذوبة الألفاظ، وحسن السياقة، وحسن السبك للروايات.

    ما تميز به صحيح مسلم على صحيح البخاري
    • أنه يخرِّج الحديث في مكان واحد فقط
    من ميزات صحيح مسلم أن هو بيخرَّج الحديث في مكان واحد فقط، بخلاف البخاري، البخاري كان بيجيب الحديث يقطعه مثلًا في خمس ست أبواب، لكن مسلم لا يصنع هذا الصنيع، إنما يسوق الحديث مساقًا واحدًا فقط، ثم يأتي بجميع المتابعات أو الشواهد في مكانه وحسب، مبيعيدوش مرة تانية جوا الصحيح، وهذا ما قلت من حسن سياقة الإمام مسلم –رحمة الله عليه- وهذا من أحد الميزات التي امتاز بها مسلم أو صحيح مسلم على صحيح الإمام البخاري –رحمة الله عليه-.
    • صحيح مسلم ليس فيه أبواب إنما كتب
    وصحيح مسلم ليس فيه تبويبات، ليس فيه أبواب، إنما فيه الكتب، يعني مثلًا كتاب الإيمان، كتاب الطهارة، كتاب الصلاة، إلى آخره، بخلاف صحيح البخاري، البخاري –رحمة الله عليه- كان يُبوِّب على كل باب، واضح إزَّاي، لكن صحيح مسلم ليس فيه هذا الصنيع.

    ما تفوق به صحيح البخاري على صحيح مسلم
    طبعًا صحيح البخاري كان يفوق صحيح مسلم في عدة أسباب:
    • الرواة المُتكَلَّم فيهم في صحيح البخاري أقل من الراوة المُتكَلَّم فيهم في صحيح مسلم
    أولًا: أن الرواة المُتكَلَّم فيهم في صحيح البخاري أقل من الراوة المُتكَلَّم فيهم في صحيح مسلم، يعني مثلًا في صحيح البخاري المُتكَلَّم فيه من الرواة حوالي تقريبًا 82 راوي، أو يعني تقريبًا في الحدود دي، حوالي 80 راوي يعني، طيب جملة الأحاديث التي في الصحيحين التي فيها كلام حوالي أربعمائة وحاجة وثلاثين حديث، زي ما قلت المتكلم فيهم في صحيح البخاري حوالي 80 راوي، بخلاف صحيح مسلم، صحيح مسلم الرواة المُتكلَّم فيهم 160 يعني الضعف، فهذا من ضمن الأسباب التي جعلت العلماء يقدِّمون صحيح البخاري على صحيح مسلم.
    • لم يكثر البخاري من تخريج أحاديث من تُكُلِم فيهم
    الشيء الثاني الذين انفرد البخاري بالرواية عنهم ممن تُكلِّم فيه لم يكثر التخريج من أحاديثه، إنما البخاري كان يروي لهم الحديث بعد الحديث، بخلاف مسلم كان يُكثر من هؤلاء الرواة المُتكلَّم فيهم.
    • أن الرواة المُتكلَّم فيهم في صحيح البخاري جلهم من مشايخ البخاري
    الأمر الثالث من ضمن ميزات صحيح البخاري على صحيح مسلم، أن الرواة المُتكلَّم فيهم في صحيح البخاري المتكلَّم فيهم جلهم من مشايخه، من مشايخ البخاري، ودي برضه نقطة مهمة جدًا، أن الراوي قد يكون أبصر بشيخه من غيره، يعني الرواة لما يكونوا مثلًا متكلَّم فيه في طبقة عُليا من الإسناد، صعب إن أنت تجبره، لكن لما يكون شيخك يبقى أنت سمعت الحديث أكثر من مرة، أكثر من شيخ، والراوي الشيخ ده اللي أنت رويت عنه مع أنه متكلَّم فيه، العلماء ممكن يجدوا له مخرج أوحل، ازَّاي؟

    مثلًا إسماعيل بن أبي أويس، الراوي ده متكلَّم فيه، وهو أحد الرواة عن الإمام مالك –رحمة الله عليه- فكان بيعمل إيه؟ البخاري كان ينتقي منه، مع إن إسماعيل بن أبي أويس هذا أحد الرواة عن الإمام مالك، هو ابن أخت الإمام مالك، مع كون ابن أخت الإمام مالك لكن كان فيه ضعف، كان فيه شيئًا من الضعف في الضبط والإتقان، البخاري كان ينتقي من أحاديثه ليه؟ لأن مثلًا البخاري روى عن مثلًا 20 راوي أو 20 شيخ اللي هم تلاميذ مالك، هم مشايخ البخاري، يعني مثلًا القعنبي، يحيى بن بكير، مثلًا التنيسي إلى غير ذلك، فكده كده أصبح في متابعات لهذا الراوي، فده سهل جدًا إنك أنت تدركه، واضح ازَّاي، فهذا كما قلت من ميزات صحيح البخاري على صحيح مسلم.

    لكن زي ما قلت لما يكون الضعف في طبقة عُليا من الإسناد صعب إنك أنت تجبره، واضح ازَّاي، وكذلك عبد الله مثلًا بن صالح، اللي هو كاتب الليث، البخاري لما أراد أن يروي عنه، جاء إليه وقال أخرج إلىَّ أصولك، الكتب بتاعتك يعني، فأخرج إليه أصوله، فانتقى البخاري وجعل يعلم له على الأحاديث التي يريد أن يسمعها منه، ليه؟ الأحاديث دي ثابتة عند البخاري أصلًا بسماع آخر عن غير هذا الراوي أو هذا الشيخ –رحمة الله عليه-.
    • البخاري كان لا يكتفي بالمعاصرة وحسب بل كان يكتفي بالسماع ولو لمرة واحدة
    كذلك طبعًا من ضمن ميزات صحيح البخاري على صحيح مسلم –رحمة الله عليه-، أن البخاري كان لا يكتفي بالمعاصرة وحسب، بل يكتفي بالسماع أن يلتقي الراوي بشيخه ولو مرة واحدة، لكن مسلم –رحمة الله عليه- كان يرى أن الراوي والشيخ طالما أنهما قد تعاصرا فهذا مظِنة السماع، مظنة السماع يعني أكيد الراوي ده قابل الشيخ ده، بمعنى دلوقتي احنا في بلد معينة، ومثلًا أنا ليَّ شيخ، مسلم قال لك طالما أن الراجل ده الراوي ده والشيخ بتاعه عايشين في بلد واحدة، يبقى أكيد سمع منه، البخاري قال له لأ أنا سأسلم لك لكن شريطة أن تأتيني بإسناد واحد فقط فيه سماع، يعني مثلًا خلي أن الراوي ده روى عن الشيخ ده 100 حديث، يبقى أنا عندي 99 حديث بالعنعنة وحديث واحد فيه سماع، البخاري قال له أنا ال99 هدخلهم ضمن السماع لو أنت جبت لي إسناد واحد فقط فيه سماع، واضح ازَّاي، فهذه من ضمن ميزات صحيح البخاري على صحيح مسلم، ان البخاري كان لا يكتفي بالمعاصرة وحسب، بل يكتفي بالسماع –رحمة الله عليه-.

    والإمام مسلم –رحمة الله عليه- كانت وفاته –رحمة الله عليه- بسبب حادثة شهيرة، أنه كان قد عُقدت له مناظرة، فسُئل الإمام مسلم –رحمة الله عليه- عن حديث فلم يعرفه، فرجع إلى بيته حزينًا كاسف البال كئيبًا، وكانت قد أُهديت له سلة من تمر، فلما رجع إلى بيته وهو حزين، إذ أنه سُئل عن حديث فقال: لا أعرفه، فلما رجع إلى بيته قال له أهله أُهديت لنا سلة من تمر، فجعل الإمام مسلم دخل غرفة له، وقال: لا تُدخِلوا عليَّ أحدًا، ففعلًا دخل هذه الغرفة وأغلق الباب دونه، وجعل يبحث عن هذا الحديث في هذه الكتب، في المكتبة بتاعته، فكان كلما فر كتاب أو نظر في كتاب يأكل تمرةً، فلما كانت آخر تمرة وفني التمر وجد الإمام مسلم الحديث، يقول الحاكم أبو عبد الله فأُخبرت أنها كانت سبب وفاته.

    وهكذا كانت حياة هذا الإمام عامرة بذكر الله –عزَّ وجلَّ- وكذلك كانت عامرة بأحاديث النبي –صلَّى الله عليه وسلم- والتي بذل فيها حشاشة نفسه –رحمة الله عليه- وكانت وفاته في شهر رجب سنة إحدى وستين ومئتين –رحمة الله عليه- عن بضع وخمسين سنة –رحمة الله عليه-، وهكذا كما قلت أفنى الإمام مسلم –رحمة الله عليه- حياته في طلب حديث رسول الله –صلَّى الله عليه وسلم- الذي أسأل الله –عزَّ وجلَّ- أن يكون شفيعًا له ولنا يوم القيامة، وأسأل الله –عزَّ وجلَّ- أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأقول قولي هذا وأستغفر الله –تعالى- لي ولكم
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    تم بحمد الله
    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36
    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 19-08-2018, 04:30 AM.
    اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

    تعليق


    • #3
      للرفع
      اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

      تعليق


      • #4
        تم وضع التفريغ في المشاركة الثانية

        "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
        وتولني فيمن توليت"

        "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

        تعليق


        • #5
          جزاكم الله خيرًا

          تعليق

          يعمل...
          X