| الأصل الرابع _ دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |

[بذور الزهور]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

الأصل الرابع

يقول الإمام –رحمه الله-:"وَالسُّنَّةُ عِنْدَنَا آثَارُ رَسُولِ اَللَّهِ –صلى الله عليه وسلم-، وَالسُّنَّةُ تُفَسِّرُ اَلْقُرْآنَ، وَهِيَ دَلَائِلُ اَلْقُرْآنِ، وَلَيْسَ فِي اَلسُّنَّةِ قِيَاسٌ، وَلَا تُضْرَبُ لَهَا اَلْأَمْثَالُ، وَلَا تُدْرَكُ بِالْعُقُولِ وَلَا اَلْأَهْوَاءِ، إِنَّمَا هُوَ اَلِاتِّبَاعُ وَتَرْكُ اَلْهَوَى".

وللتعرف على

حُجِّيَّةُ السُنَّة والدلائل عليها
وكيف أن الذي يُحرِّمه رسول الله مثل الذي يحرِّمه الله عز وجل

وحاجة الناس إلى السنة

العلاقة بين السنة والقرآن وصورها

يحرُمُ ردُّ أحاديث النبيِّ بالقياس الذي يقيسه الإنسان في عقله

من الأقوالِ في ذمِّ المقاييس والحثِّ على الالتزام بأمر الله وسنَّةِ نبيه

وغيرها



ندعوكم للتعرف على درس بعنوان
الأصل الرابع: "وَالسُّنَّةُ عِنْدَنَا آثَارُ رَسُولِ اَللَّهِ ، وَالسُّنَّةُ تُفَسِّرُ اَلْقُرْآنَ، وَهِيَ دَلَائِلُ اَلْقُرْآنِ، وَلَيْسَ فِي اَلسُّنَّةِ قِيَاسٌ، وَلَا تُضْرَبُ لَهَا اَلْأَمْثَالُ، وَلَا تُدْرَكُ بِالْعُقُولِ وَلَا اَلْأَهْوَاءِ، إِنَّمَا هُوَ اَلِاتِّبَاعُ وَتَرْكُ اَلْهَوَى"
-دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |
للشيخ / أحمد جلال


تفضلوا معنا في تحميل الدرس الرابع بجميع الصيغ:

رابط الدرس على الموقع وبه جميع الجودات:
http://way2allah.com/khotab-item-129487.htm

رابط صوت mp3 :
http://way2allah.com/khotab-mirror-129487-203149.htm

رابط الجودة HD:
http://way2allah.com/khotab-mirror-129487-203148.htm

رابط يوتيوب:
http://www.youtube.com/watch?v=8u40adhzYyU
رابط ساوند كلاود:
http://way2allah.com/khotab-mirror-129487-203610.htm

رابط تفريغ بصيغة PDF:
http://way2allah.com/khotab-pdf-129487.htm

ولمشاهدة وتحميل جميع دروس دورة أصول لابد منها من خلال هذا الرابط
http://way2allah.com/khotab-series-8262.htm

لقراءة التفريغ مكتوب على المنتدى تابعونا في المشاركة الثانية بإذن الله.

[بذور الزهور]

رد: | الأصل الرابع _ دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |

حياكم الله وبياكم الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات: يسر
فريق التفريغ بشبكة الطريق إلى الله
أن يقدم لكم: تفريغ:
الأصل الرابع: "وَالسُّنَّةُ عِنْدَنَا آثَارُ رَسُولِ اَللَّهِ ، وَالسُّنَّةُ تُفَسِّرُ اَلْقُرْآنَ، وَهِيَ دَلَائِلُ اَلْقُرْآنِ، وَلَيْسَ فِي اَلسُّنَّةِ قِيَاسٌ، وَلَا تُضْرَبُ لَهَا اَلْأَمْثَالُ، وَلَا تُدْرَكُ بِالْعُقُولِ وَلَا اَلْأَهْوَاءِ، إِنَّمَا هُوَ اَلِاتِّبَاعُ وَتَرْكُ اَلْهَوَى"
-دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |
للشيخ / أحمد جلال
سائلين الله -عز وجل- أن يجعله في ميزان حسنات كل من شارك فيه

وأن يبارك في فريق عمل التفريغ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: أهلًا وسهلًا ومرحبًا بإخواني وأخواتي وأهلي وأحبابي، وأسأل الله –سبحانه وتعالى- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، الذي جمعني وإياكم في هذه الساعة المباركة على طاعته أن يجمعني وإياكم في جنته ودار كرامته مع النبيين، والصديقيين، والشهداء، والصالحين، وحسن أؤلئك رفيقا وبعد:
الأصل الرابع
أحبابي الكرام اليوم –بإذن الله تبارك وتعالى- مع الأصل الرابع من رسالة: "أصول السنة" لإمام أهل السنة: الإمام أحمد بن حنبل –رحمه الله-، وهذا الأصل متعلق بهدي النبي –صلى الله عليه وسلم- وبسنة النبي محمد –صلى الله عليه وسلم-.

يقول الإمام –رحمه الله-:"وَالسُّنَّةُ عِنْدَنَا آثَارُ رَسُولِ اَللَّهِ –صلى الله عليه وسلم-، وَالسُّنَّةُ تُفَسِّرُ اَلْقُرْآنَ، وَهِيَ دَلَائِلُ اَلْقُرْآنِ، وَلَيْسَ فِي اَلسُّنَّةِ قِيَاسٌ، وَلَا تُضْرَبُ لَهَا اَلْأَمْثَالُ، وَلَا تُدْرَكُ بِالْعُقُولِ وَلَا اَلْأَهْوَاءِ، إِنَّمَا هُوَ اَلِاتِّبَاعُ وَتَرْكُ اَلْهَوَى".
تاني، يقول الإمام –رحمه الله-:"وَالسُّنَّةُ عِنْدَنَا آثَارُ رَسُولِ اَللَّهِ –صلى الله عليه وسلم-، وَالسُّنَّةُ تُفَسِّرُ اَلْقُرْآنَ، وَهِيَ دَلَائِلُ اَلْقُرْآنِ، وَلَيْسَ فِي اَلسُّنَّةِ قِيَاسٌ، وَلَا تُضْرَبُ لَهَا اَلْأَمْثَالُ، وَلَا تُدْرَكُ بِالْعُقُولِ وَلَا اَلْأَهْوَاءِ، إِنَّمَا هُوَ اَلِاتِّبَاعُ وَتَرْكُ اَلْهَوَى"، ما المقصود بهذا الكلام؟.


تعالوا نجزأه كده أجزاء
الجزء الأول: حُجِّيَّةُ السُنَّة.
"وَالسُّنَّةُ عِنْدَنَا آثَارُ رَسُولِ اَللَّهِ –صلى الله عليه وسلم-" هذا الأصل يتكلم فيه الإمام –رحمه الله- عن حُجِّيَة السنة، كما أننا إذا أردنا أن نحكم في مسألة؛ فنقول فيها: قال الله –عز وجل- كذا، أصبح هذا القول حُجَّة؛ لأنه كلام الله، فالإمام أحمد يقول: والحُجَّة عندنا أيضا في كلام رسول الله –صلى الله عليه وسلم-؛ فكل ما ثبت عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-؛ فهو العلم النافع لنا، يجب على المسلم أن يرى حُجِّيَّة السُنَّة، وأنها وحيٌ من الله –سبحانه وتعالى-.

من الدلائل على حُجِّيَّةِ السُنَّة.
1. قال الله –تبارك وتعالى-: "قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ" آل عمران:32.
2. وقال -تعالى-: "فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ" أي: أَمْرُ النبي –صلى الله عليه وسلم-"أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" النور:63.
كان الإمام مالك -رحمه الله- فهِم هذه الآية لما جاءه رجل وقال: "أُحرمُ من مسجد النبي –صلى الله عليه وسلم؟" ألبس الإحرام من مسجد النبي؟ -الإحرام بيُلبس في الميقات-؛ فقال: لا، السُنَّة أن تلبسه في الميقات. قال: ألبسه في المسجد. قال: يا أخي أقول لك الرسول –صلى الله عليه وسلم- فعل كذا والله يقول: "فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ". المؤمن يرى سنة النبي –صلى الله عليه وسلم- حُجَّة عنده، يعمل بها
3. قال -تعالى-: "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ" الأحزاب:36، ثبت عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- حديث؛ خلاص أُسلِّم لهذا الحديث.
4. قال الله –سبحانه وتعالى-: " فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ"، إلى الله: أي إلى القرآن، وإلى الرسول في حياته، لذاته -صلى الله عليه وسلم-، وبعد مماته لسنَّتهِ –صلى الله عليه وسلم-.
5. قال الله –سبحانه وتعالى-: " فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ" النساء:59، حبيبُنا -صلى الله عليه وسلم- قال: "عليكم بسُنَّتي" صححه ابن تيمية، عليكم بِسُنَّتي، حُجَّة، عليكم: اسم فعل أمر، النبي بيؤكد عليكم بِسُنَّتي.

لا ضلال مع التمسُّكِ بسُنَّةِ النبي
ويقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: تركتكم على البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك "تركتُكم على البيضاءِ ليلِها كنهارِها لا يزيغُ عنها بعدي إلا هالِكٌ" صححه الألباني. قال –صلى الله عليه وسلم-: تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله وسُنَّتي "تركتُ فيكم أَمْرَيْنِ لن تَضِلُّوا ما تَمَسَّكْتُمْ بهما: كتابَ اللهِ وسُنَّةَ نبيِّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ"، لا ضلال مع تمسًكِ الناس بسنة النبي –صلى الله عليه وسلم-.

الذي يُحرِّمه رسول الله مثل الذي يحرِّمه الله عز وجل
وقال النبي –صلى الله عليه وسلم-، وحذَّر هؤلاء الذين يردُّون سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويقلك سيبك من البخاري، ده احنا نولَّع في البخاري، نولَّع في مسلم، نولَّع في كتب السُنَّة، هؤلاء يردُّون كلام الله، قال –صلى الله عليه وسلم-: " ألا يوشكُ رجلٌ شبعانُ على أريكتِهِ يقولُ عليكم بهذا القرآنِ.." يقول: علينا بكتاب الله، علينا بكتاب الله، دعونا من هذه الأحاديث التي لم نسمع؛ فقال النبي –صلى الله عليه وسلم-: ".. ألا وإنَّ ما حرَّمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مثلُ ما حرَّمَ اللَّهُ" صححه الألباني، اللي النبي –صلى الله عليه وسلم- يقوله زي اللي ربنا يقوله،"ألا إنِّي أوتيتُ الكتابَ ومثلَهُ معهُ...فما وجدتُم فيهِ مِن حَلالٍ فأحلُّوه وما وَجدتُم فيهِ مِن حرامٍ فحرِّمُوه.." ثم يقول –صلى الله عليه وسلم-: ألا إني أحرم عليكم لحوم الحمر الأهلية "..ألا لا يَحِلُّ لَكُم لَحمُ الحِمارِ الأَهْلِيِّ.." ليه النبي يقول: ثم إني أحرم عليكم لحوم الحمر الأهلية؟ عشان يقول لنا هل في القرآن آية تدل على تحريم الحمر الأهلية؟ لأ. يبقى نستجيب لكلام النبي ولا لأ؟! يبقى نستجيب لكلام النبي –صلى الله عليه وسلم-.
يبقى إذًا الإمام أحمد بن حنبل لما يقول: "وَالسُّنَّةُ عِنْدَنَا آثَارُ رَسُولِ اَللَّهِ –صلى الله عليه وسلم-.."؛ فينبغي علينا أن نتمسك بكتاب الله، وبسنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- الصحيحة الثابتة.


الجزء الثاني ثم يؤكد بقى هذا الأصل، وحاجة الناس إلى السنة.
طب وليه متكلمش على القرآن؟
القرآن خلاص الناس متفقة عليه، ولكن -والعياذ بالله- المعتزلة كانوا يردون هَدْيَ النبي –صلى الله عليه وسلم-، يردون السنة زي ما العلمانين في زماننا بيردوا السنة؛ ثم أراد أن يؤكد على حجِّيَّة السنة وأننا في حاجة إلى السنة؛ فقال: "..وَالسُّنَّةُ تُفَسِّرُ اَلْقُرْآنَ، وَهِيَ دَلَائِلُ اَلْقُرْآنِ..". يعني إيه والسنة "وَالسُّنَّةُ تُفَسِّرُ اَلْقُرْآنَ، وَهِيَ دَلَائِلُ اَلْقُرْآنِ"؟ النبي –صلى الله عليه وسلم- قال وهو يفسر قول الله تعالى"غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ" الفاتحة:7، ثبت عند الترمذي وأحمد بإسناد صحيح أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: المغضوب عليهم هم: اليهود، قال تعالى في شأنهم: "وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ" البقرة:61، والضالين هم: النصارى، ضلُّوا في معرفة الإله فقالوا -تارةً- أنه "ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ" المائدة:73، قالوا –تارةً- "إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ" المائدة:72، "لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ" المائدة:73، فضلُّوا، فغهل معنى كده إن السنة تفسر القرآن؟ معناها زي ما الإمام أحمد بيقول: إن النبي يقول حديث يُفسر آية ده وجه من الأوجه، الإمام أحمد هنا عايز يقول لنا إن العلاقة بين القرآن والسنة مهمة جدًا.

ازاي العلاقة بين السنة والقرآن مهمة جدًا؟
العلاقة بين القرآن والسنة: لا نستطيع فهم القرآن من غير سُنَّة وذلك من خلال عدة علاقات، هحاول أرتبها لكم كده في دماغكم واحدة واحدة:
1. حَمْلُ كلام الإمام أحمد على ظاهره إن السنة بتفسِّر القرآن
زي قول الله: "غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ".

2. أن السُنَّة تُبين ما جاء في القرآن مُبهَمًا. في آيات في القرآن جاءت مُبهَمة، الصحابة –رضوان الله عليهم- حصل لبس عندهم لما قرأوا الآية؛ فجاءت السنة لتُبيِّن المُبهم في كتاب الله –عزَّ وجل-.
مثالين على العلاقة الثانية
- قول الله –سبحانه وتعالى-: "حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ" البقرة:187، لا يخفى عليكم إن الصحابي الكريم جاء بعِقال أبيض وعِقال أسود، وطول الليل يبص على العِقالين؛ فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: ليس ذلك؛ إنما هو بياض النهار وسواد الليل "لمَّا نزلَت هذِهِ الآيةُ: "حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ" قالَ: أخَذتُ عقالًا أبيضَ وعقالًا أسودَ، فوضعتُهُما تحتَ وسادتي، فنظرتُ فلم أتبيَّن، فذَكَرتُ ذلِكَ لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فضحِكَ فقالَ: إنَّ وسادَكَ لعريضٌ طويلٌ، إنَّما هوَ اللَّيلُ والنَّهارُ، وقالَ عثمانُ: إنَّما هوَ سَوادُ اللَّيلِ وبياضُ النَّهارِ" صححه الألباني
- وقول الله –سبحانه-: "الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ" الأنعام:82، الصحابة –رضوان الله عليهم- قالوا: وأيُّنا لم يلبس إيمانه بظلم؟ هنا في حاجة مُبهمة في الآية. قال النبي: ليس ذلكم؛ إنما هو الشرك، كما قال تعالى: "إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ" لقمان:13، " لمَّا نزلت : الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ شَقَّ ذلِكَ علَى المسلِمينَ فقَالوا: يا رسولَ اللَّهِ وأيُّنا لا يظلِمُ نفسَهُ؟ قالَ: ليسَ ذلِكَ إنَّما هوَ الشِّركُ ألَم تسمَعوا ما قالَ لقمانُ لابنِهِ: "يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ" صححه الألباني، هنا في حاجات في القرآن جاءت مُبهمة، دور السنة إيه؟ إن هي تفُّك الإبهام ده عشان الشيء يبقى واضح، بيِّن، ظاهر قدَّام الناس. طب من غير السنة؟ تظل على إبهامها، يبقى السنة تأتي لتُبيِّن ما جاء في القرآن مُبهَمًا.

3. تأتي السُنَّة لتُبيِّن ما جاء في القرآن مُجْمَلًا.
زي إيه؟
1. حد يجيب لي آية من كتاب الله -عز وجل- إن الفجر ركعتين! مفيش. طب المغرب 3 ركعات! مفيش. طب حد يقول إن احنا بنجهر في المغرب، والعشاء والفجر، ونسّر في الظهر والعصر! مفيش. أمال إيه اللي جاء في القرآن مُجْمَلًا؟ "أَقِيمُوا الصَّلَاةَ" البقرة:43، ده اللي جه في القرآن مُجْمَلًا، جاءت السنة لتُبيِّن.
قال الله –سبحانه تعالى-:"أَقِيمُوا الصَّلَاةَ"
- فوضَّحت لينا السُنَّة مواقيت الصلاة، إمتى تصلي.
- ووضحت لينا المواقيت اللي منهِي عن الصلاة فيها.
- ووضحت لنا عدد الركعات.
- ووضحت لنا كيفية القراءة .
- ووضحت لنا بماذا نقرأ.
- ووضحت لنا الأركان، والواجبات، والسُنن، والمُستحبات، ياه السنة جت فسَّرت ده.

2. الحجّ قال الله –عز وجل-: "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ" آل عمران:97، طب إي أنواع الحج؟ القرَان، الإفراد، التمتع. في القرآن؟ مش موجودة، جت السنة بيِّنتها.
3. الطواف ببيبت الله الحرام قال: "وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ" الحج:29، سبع أشواط؟ دا ده في السنة، طب نقول إيه بين الحجر والركن؟ في السنة: "رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً" البقرة:201،
الحديث مشهور "سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ في الطوافِ ما بينَ الركنَينِ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" صححه ابن المللقن، طيب الإشارة إلى الحجر الأسود؟ السنة بيِّنت، ورمي الجمار؟ مش في القرآن، في السنة. السعي بين الصفا والمروة؟ "إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ" البقرة:158، طب هنسعى بينهم وبين بعض كام مرة؟ طيب الرمل ما بين الصفا والمروة؟ مش موجود، في السُنَّة.
4. الزكاة قال: "وَآتُوا الزَّكَاةَ"البقرة:110، طب الزكاة أحكامها إيه؟ إمتى أدفع الزكاة؟ إيه النصاب؟ وهل لا بد من مرور حول؟ وإيه الأصناف اللي أدفع فيها الزكاة؟ كلُّ هذا في السنَّة، وهؤلاء الذين يُنكرون سنة النبي- صلى الله عليه وسلم- اللي بيُسمُّوا في زماننا بالقرآنيين أو المعتزلة الزمان كنا دايما بِنسَكِّتهم بكدا، لما يقولوا نحن علينا بكتاب الله، سيبكم من السنة. نقول لهم طيب كيف نُصلِّي؟! كيف نصوم؟! كيف نعبد الله؟! هنا هذا الكلام يُسكِتهم، لا يستطيعون أبدا الإجابة، فعلًا هيرد يقول إيه! العلاقة الثالثة أن تأتي السُنَّة لتُبيِّن ما جاء في القرآن مُجْمَلًا.
5. الزواج كذلك –أيضا- في القرآن قال الله –عز وجل-: "وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ" النور:32، اتجوزوا. طب نتجوز ازاي، إيه الشروط؟ أنكحوا الأيامى منكم يعني أي واحد ماشي في الشارع يقول لواحدة تتجوزيني؟ آه أتجوزك، يكتبوا ورقة وخلاص كدا الزواج؟! لأ، تيجي السنة تقول: "لا نكاح إلا بوليٍّ وشاهدَي عدلٍ" صححه ابن الملقن، جميل، إن السنة تأتي: "أَعلِنوا النِّكاحَ" حسنه الألباني، فالسُنَّة تأتي لتُبيِّن ما جاء في القرآن مُجْمَلًا.

4. قد تأتي السُنَّة لتُقيِّدَ ما جاء في القرآن عامًّا.
يعني إيه السنة جاءت لتُقيِّدَ ما جاء في القرآن عامًّا؟ قال الله –سبحانه وتعالى-: "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ" المائدة:3، هل كل ميْتة مُحرَّمه؟ القرآن بيقول إن كل ميتة مُحرمة، ده عام. تيجي السُنَّة تُقيده شوية، تقول: "أُحلَّت لَنا ميتتانِ ودَمانِ.." صححه البيهقي. لو معندناش سُنَّة يبقى أكل السمك حرام! والدم حرام لو معندناش سُنَّة الكبدة الإسكندراني حرام! جميل، النبي قال: "أُحلَّت لَنا مَيتتانِ ودَمانِ: الجرادُ والحيتانُ والكبِدُ والطِّحالُ" صححه البيهقي، ربنا أحل لينا دول، ليه حلال ناكلهم؟ بالقرآن ولا بالسنة؟ لأ، القرآن يُحرِّم. ولكن تأتي السُنَّة لتَدل على أن هذا مُباح.

5. كذلك –أيضا-: تأتي السُنَّة لِتُفَصِّل ما جاء في القرآن مُخْتَصَرًا.
في بعض الأوقات تأتي قصة من قصص الأنبياء في القرآن مُختصرة؛ فتيجي السُنَة؛ لتُبيِّن لنا أصل القصة من أولها لآخرها، وغالبا ده يأتي في القصص، زي –مثلًا- قصة موسى والخضر، هو ليه موسى -عليه الصلاة والسلام- خرج للخضر؟ تأتي السُنَّة؛ لِتُبيِّن إنه قام موسى في بني إسرائيل خطيبًا فقال رجل: هل هناك من هو أعلم منك؟ قال: لا فأراد الله أن يُعلِّم موسى أن هناك من هو أعلم منه، فوصَّله فين؟ وصَّله للخضر "إن موسى قامَ خطيبًا في بني إسرائيلَ، فسُئِلَ: أيُّ الناسِ أعلمُ ؟ فقال: أنا، فعَتِبَ اللهُ عليه إذ لم يردَّ العلمَ إليه..." صحيح البُخاري، وضحت السنة ذلك، يبقى جاءت في السنة مفصلة، طيب مين هو الغلام اللي كان مع سيدنا موسى؟ جاءت السنة عشان تُبيِّن اللي كان مع سيدنا موسى هو: يوشع بن نون، يبقى إذًا قد تأتي السُنَّة لِتُبَيِّنَ ما جاء في القرآن مُخْتَصَرًا.

6. كذلك –أيضا-: قد تأتي السُّنة بتشريعات لم تَرِد في كتاب الله عزَّ وجل
ممكن السُّنة تأتي بتشريع، لم يرد في كتاب الله –عز وجل-
والدليل على ذلك –مثلًا-:
- جلد الزاني من زنا وهو بِكْر، القرآن قال: "فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ"النور:2، النبي –صلى الله عليه وسلم- أتى بتشريع لم يُذكر في القرآن، قال –صلى الله عليه وسلم-: "البكرُ بالبكرِ جلدُ مائةٍ وتغريبُ عامٍ" صححه ابن حزم، تغريب سنة، يبعد عن المكان اللي زنا فيه لمدة سنة، هنا ده إيه؟ ده تشريع جه في السنة، مجاش في القرآن، الحديث اللي النبي قال فيه: "..ألا لا يَحِلُّ لَكُم لَحمُ الحِمارِ"، ده فين؟ ده في السنة؟.
- طيب تحريم الذهب على الرجال فين في القرآن؟ مش موجود! السنة هي اللي جت حرمته، السنة هي اللي جت حرمته، يبقى إذًا قد تأتي السُّنة بتشريعات لم تَرِد –أصلًا- في كتاب الله -سبحانه وتعالى- وأغلب التشريعات التي يقوم بها المسلمون لم ترد في كتاب الله –سبحانه وتعالى-.
- ربنا سبحانه وتعالى أباح الصيد بس النبي قالنا: إني أحرم عليكم كل ذي ظفر من الطير وكل ذي ناب من السباع "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نهى عن كلِّ ذي نابٍ من السِّباعِ. وعن كلِّ ذي مِخلبٍ من الطيرِ" صحيح مسلم، مع إن ربنا أباح لينا الصيد، بس متصطادش حيوان بيقتل بمخالبه زي: النسر أو صقر أو الحداية، حرام تاكلهم، ومتاكلش كل ذي ناب من السباع، زي: الأسد، زي: النمر، الكلام ده مش في القرآن، يبقى إذا هذه التشريعات جاءت في السنة، مجتش في القرآن، فاللي يجي النهارده يقولنا قرآن بس، نقوله: أنت أجهل من حمار أهلك! ليه؟ لإن علاقة السنة بالقرآن علاقة مهمة جدًا جدًا جدًا جدًا، مينفعش إن الاتنين –أصلًا- ينفكوا عن بعضهم البعض، ماشي كده؟. الإمام أحمد بيقول إيه؟ بيقول: -:"وَالسُّنَّةُ عِنْدَنَا آثَارُ رَسُولِ اَللَّهِ –صلى الله عليه وسلم-.."، دي عن حُجِّيَّةِ السُنَّة، "..وَالسُّنَّةُ تُفَسِّرُ اَلْقُرْآنَ، وَهِيَ دَلَائِلُ اَلْقُرْآنِ..".


آدي جزئية ثانية احنا اتكلمنا عنها، إن الشيخ بيتكلم عن علاقة السنة بالقرآن.
أمثلة على هذا الأصل
ثم قال –رحمه الله-: "..وَلَيْسَ فِي اَلسُّنَّةِ قِيَاسٌ، وَلَا تُضْرَبُ لَهَا اَلْأَمْثَالُ، وَلَا تُدْرَكُ بِالْعُقُولِ وَلَا اَلْأَهْوَاءِ، إِنَّمَا هُوَ اَلِاتِّبَاعُ وَتَرْكُ اَلْهَوَى". إيه الكلام ده؟ حاسين إن الكلام تقيل شوية؟ لأ، الكلام بسيط جدًا جدًا جدًا، الإمام أحمد بيقول: إن الأصل في تعاملنا مع السنة هو التسليم التام لها، التسليم التام لها، وعدم تقديم العقول والأهواء والآراء على السنة.
يعني مثلًا:
1. صحابي كريم وهو: عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما-، قاعد –في يوم من الأيام- مع ابنه بلال، زوجة بلال راحت المسجد ورجعت؛ فعنفها بلال عن خروجها؛ فلما سألها أين كنتِ؟ قالت: كنت في المسجد؛ فعنَّفها، فقال له عبد الله بن عمر: النبي –صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا تمنَعوا إماءَ اللهِ مساجدَ اللهِ" صحيح مسلم، ده كلام مين؟ كلام النبي؛ فردَّ عليه ابنه بلال وقال: "أيتخذنه دخلا"، داخلين خارجين، داخلين خارجين، محدِّش يقدر يسيطر عليهم، كل ما نكلمهم يقولولنا: أصل كنا في المسجد –بيرُّد كلام النبي-؛ فقام ابن عمر –رضي الله عنه- فسبَّه وضربه بأقبح ما نعلم، ما سمعناه يقول هذا الكلام قبل هذا، ويقول: "أقول لك: قال رسول الله. وتقول: والله لنمنعهن! والله لا تُجامعني في بيتٍ قط" ما تقعدش معايا في بيت تاني، "ولا تُكلمني بعدها".إي ده؟ تعظيمهم للسنة. مينفعش في يوم من الأيام نقول للناس السنة كذا، وهو يقول: لأ، ده عقلي بيقول كذا!.

2. قال النبي –صلى الله عليه وسلم- وده حديث أبي هريرة، قال –صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ الشمسَ و القمرَ ثَوْرانِ عَقيرانِ في النَّارِ" صححه الألباني، فرد الحسن، فبيقول لأبي هريرة: "وما ذنبهما؟"، الشمس والقمر دول كانوا عبيد لله " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ" الحج:18، دول كانوا بيسجدوا لربنا، يترموا في النار ليه؟ فقال له أبو هريرة: "إذا حدثوك عن رسول الله؛ فلا تضرب له الآراء، ولا تقسه بالعقول"، قولتلك: النبي مينفعش، فالمشكلة هنا إن بعض الناس عقولها متفهمش سُنَّة مُعيَّنة. تعالى، مين قالك إن الشمس والقمر بيتحطوا في النار للعذاب؟ ألم يقل ربنا –عزَّ وجل-: " وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ" البقرة:24. كذلك أيضا: هذا من باب التبكيت لمن كان يعبد الشمس والقمر في الدنيا، ده اللي كان يعبد الشمس والقمر في الدنيا.

3. نهى النبي –صلى الله عليه وسلم- عن الخذف، الخذف هو عبارة عن إيه؟ كانوا زمان الأولاد بيجيبوا حجر صغير ويحطوه كده، عاملينه كده، يشوف من اللي هيبعد الطوبة أكتر، زي ما احنا بنشوف النهارده في أولادنا، بنشوف النهارده أولادنا يحدفوا الطوبة ويشوفوا مين هيبعدها أكتر، النبي نهى عن ذلك، فقال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "..ولَكِنَّها تفقأُ العينَ، وتَكْسرُ السِّنَّ" صححه الألباني،بلاش تعملوا كده، ماشي كده. سيدنا عمران بن حصين –رضي الله عنه- في يوم لقى ابنه بيخذف؛ فنهاه عن ذلك، راح صلى ورجع، لقى ابنه إيه عمال يخذف، فنهاه وعنَّفه، قال: أقول لك: قال رسول الله، وبعد كده تعمل.


يحرُمُ ردُّ أحاديث النبيِّ بالقياس الذي يقيسه الإنسان في عقله
هنا الإمام –العالم- أحمد –رحمه الله- بيقول: مينفعش الإنسان منا يرد أحاديث النبي –صلى الله عليه وسلم- بالقياس اللي هو بيقيسه في عقله، وإلا هيؤدي هذا القياس إلى رد الكتاب والسنة، ومش القياس هنا معناه القياس بتاع علم أصول الفقه، لأ، القياس هنا إن أنا أقيس شيء على شيء لرد الدليل، عشان كده كان العلماء يقولون: "إن أول من قاس: إبليس". ازاي؟ ربنا قاله: اسجد لآدم، فقام قايله إيه: آدم من طين، وأنا من النار، والنار أحسن من الطين، يبقى آدم اللي يسجد، مش أنا! فهو هنا قاس ليرد الدليل. فالإمام أحمد بيقول: اوعوا في يوم من الإيام تعاملكم مع السنة إن إنتَ تقيس شيء بشيء عشان ترد السنة، لأ، نحن لا نرد سنة النبي –صلى الله عليه وسلم- بالقياس. قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "تفترق أمتي على بضعٍ وسبعينَ فرقَةً ، أعظمها فتنةً الذين يقيسونَ الأمورَ برأْيهِم فيحلونَ الحرامَ ويحرمونَ الحلالَ "حديث مختلف في حكمه و قال شيخ الإسلام بن تيمية مشهور عن نعيم بن حماد المروزي وقال المعلمي اليماني لهذا الحديث شواهد مرفوعة وموقوفة، ناس تقيس الأمور بآرائها، مترجعش للسنة، قاست الأمور بعقولها، ردت سنة النبي –صلى الله عليه وسلم-؛ فارتكبت المُحرَّم.

أمثلة على من يقيسون الأمور، ويردون السنة بآرائهم
تعالى مثلًا:
1. واحد يقول: واحده قابلت واحد، كتبوا مع بعض ورقة، ده جواز! طب ده زواج؟ آه. ليه؟ قالك ما هو الزواج ده عبارة عن عقد، أنا لم أكون رايح أشتري حاجة باخد معايا أبويا ولا أجيب معايا شهود؟ لأ. يبقى قياسًا على عقد البيع والشراء يكون عقد الزواج! نقوله طيب، وماذا تصنع في قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "لا نكاح إلا بوليٍّ وشاهدَي عدلٍ" صححه ابن الملقن، يقولك: لأ، حديث مش عايزينه! هي دي، هي دي من يردون السنة بآرائهم، يقيسون الأمور بعقولهم. لذا قال العلماء، كما قال ابن سيرين: "ما عُبدت الشمس والقمر إلا بالمقاييس".
الإله بينفعنا وبيرفع عنا الضر، طب ما هي الشمس نفس الكلام: بتنفعنا وبتدفع عنا الضر. بتنفعنا: بالضوء وبالحرارة، وبتدفع عنا الضر: إن هي بتموت الجراثيم، هي إله. قال: "وما عُبدت الشمس والقمر إلا بالمقاييس". بل النبي –صلى الله عليه وسلم- لما حرم على مشركي مكة الربا، قاسوا " قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا" البقرة:275، هو هنا بيقيس فيرد النص، ده اللي الإمام أحمد بينهى عنه. وكان عمر –رضي الله عنه- يقول: "إيَّاكم وأصحاب الرأي"، أصحاب الرأي اللي هم زي العلمانيين في زمننا كدا اللي بيردوا النصوص.

2. يقولك: الدين قائم على المساواة. هذا رائع فعلًا، الدين قائم على المساواة. وساوى الدين بين الرجل والمرأة. ده جميل جدًا جدًا جدًا، أيوة فعلًا الدين قائم على المساواة وساوى بين الرجل والمرأة وقال: "النِّساءَ شقائقُ الرِّجالِ" حسَّنه ابن حجر العسقلاني، يقولك: خلاص، إذًا المرأة تاخد زي الرجل في الميراث، إذا المرأة تكون شاهدة زي الرجل. شفتوا هو بيقيس إيه على إيه! القياس هنا مش من باب إن أنا أفهم، القياس هنا من باب إن أنا أرد النص، أرد دليل، أرد ما ثبت عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.

3. واحد يقولك إيه النبي –صلى الله عليه وسلم- يقول: "إذا وقع الذبابُ في شرابِ أحدِكم فلْيغمسْه ، ثم لْينزعْه ؛ فإنَّ في إحدى جناحَيْه داءٌ ، و في الآخرِ شفاءٌ" صححه الألباني، إيه الجهل ده، إيه التخلف ده، إيه الكلام ده؟! الذباب اللي بيقف على القاذورات، وبينقل جراثيم وبكتريا، هو فيه دواء! إيه الكلام الفاضي ده؟ هو بيقول كده، إنما لما جاء دكتور ألماني في جامعة ألمانية جه وعمل بحث علمي على الذباب ولما بيقع في الإناء: جناح بيفرز داء، والتاني بيطلع مادة اسمها بكتريوفاج مضاد للبكتريا، الواحد ملليجرام منها كافي إنه يطهر ألف لتر لبن من الجراثيم والبكتريا.
لما قال العالم الألماني ده قال: الله، شوفوا الإعجاز العلمي بتاع النبي. آه، هو هنا من البداية ردّ الحديث بالقياس: بالعقل، بالرأي، بالهوى، وما رجع لكلام النبي –صلى الله عليه وسلم-. ده وأمثاله اللي بيردوا السنة؛ لإن هي مش جاية على كيفهم.

4. النبي –صلى الله عليه وسلم- كان بيقول: "عليكم بألْبانِ البقَرِ.."، جميل، فعلا مليانة غذا "..فإنَّها دَواءٌ، وأسمانِها فإنَّها شفاءٌ.." ثم قال: "..وإيَّاكمْ ولُحومَها، فإنَّ لُحومَها داءٌ" صححه الألباني، يقولك بص كلام مردود أصلًا ومش ....ليه؟ لإن ربنا أباح أصلا لحم البقر. يا أخي النبي ما نهى عن أكل لحوم البقر، لإن ربنا أباح أكلها، ولكن نهى النبي عن الإكثار منها وده اللي الطب أثبته النهارده، أول ما الطب قال: إن الإكثار من لحم البقر ده بيؤدي إلى المرض، سماه العلماء: داء الملوك، اللي هو النقرس. الله أكبر، شفتوا سنة النبي –صلى الله عليه وسلم- والإعجاز العلمي؟! احنا لسنا في حاجة إن أوربا تقولنا كدا فنصدقها، لسنا في حاجة إلى ذلك.

5. النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "ما رأيتُ مِن ناقِصاتِ عَقلٍ ودينٍ أذهبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحازِمِ مِن إحداكُنَّ. قُلن: وما نُقصانُ دينِنا وعَقلِنا يا رسولَ اللهِ ؟ قال: أليس شَهادةُ المَرأةِ مثل نِصفِ شَهادَةِ الرَّجُلِ" صحيح البُخاري، قال كده بقى عنصرية، ده مش الدين ولا يمكن النبي يقول كدا، ده تحقير للمرأة، ده إهانة للمرأة، ده مش عارف إيه. إنما أما لما قناة CNN عملت تقرير من أروع التقارير إن المرأة بيمر عليها فترة من الحيض بتفقد كتير جدا من الحديد في جسمها، وكتير جدا من الهرمونات في جسمها، وده يؤدي إلى إن ذاكرتها بتنزل من 100% لــ 40% فممكن تنسى فهنا النبي قال لا بد تكون واحده علشان لو نسيت تفكرها. يا سلام شوف النبي –صلى الله عليه وسلم- سبق العلم ازاي. احنا مش محتاجين إن حد أمريكي ولا حد أوربي يقولنا إن الحديث ده فيه كذا، أنا في حالة إن الحديث لم يبلغه عقلي أنا أؤمن بهذا الحديث وأصدقه حتى وإن لم يبلغه عقلي.

هناك ما لا يمكنُ إدراكه بالعقل البشري فلا ينبغي أن نردَّ حديثًا أو آيةً لا يُدركها عقلُنا
قال الشيخ –رحمه الله-: " وَلَا تُدْرَكُ بِالْعُقُولِ وَلَا اَلْأَهْوَاءِ"، ممكن في بعض الأوقات أحاديث لا أدركها بعقلي، أردها؟ إذا رديتها غلط، إنما الاتباع، أقولكوا على حاجة بل ممكن لو اتبعنا منهج: إن ما لا يدركه عقلنا فنرده، احنا ممكن نكفر في لحظة، أقولكوا الدليل: زمن النبي مكانش فيه طيارات نفاثة ولا كان في صواريخ، والنبي –صلى الله عليه وسلم- طلع السماء ونزل، النبي –صلى الله عليه وسلم- مكانش في زمانه عربيات، راح بيت المقدس و رجع في ليلة. صح، تعالوا نقيسه بعقولنا، ازاي؟! إذا فعلنا هذا من باب العقل، آه صحيح ازاي؟ مش هنرد بقى السُّنَّة، احنا هنرد القرآن.
مثالٌ جميلٌ على ذلك
طبعا فيه رد جميل علمائنا علموهلنا إن زمن الرحلة يتناسب عكسي مع القوة. أنا لو عندي عربية قوتها –مثلًا- 1300 حصان تقضي مسافة من المنصورة لمصر في ساعتين، لو قوتها 3000 حصان في أقل، أقل، أقل. فكلما زادت القدرة قل الزمن، طب إذا القدرة وصلت إلى ما لا نهاية وهي قدرة الملك –سبحانه وتعالى- إذًا الزمن: لا شيء.


من الأقوالِ في ذمِّ المقاييس والحثِّ على الالتزام بأمر الله وسنَّةِ نبيه
النبي –صلى الله عليه وسلم- بيقولنا: "لَمْ يَزَلْ أَمْرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُعْتَدِلًا"، ماشيين على التوراة، "..حَتَّى نَشَأَ فِيهِمْ الْمُوَلَّدُونَ أَبْنَاءُ سَبَايَا الْأُمَمِ.." بدأ اليهود في الجهاد، فبدأ ياخدوا من أبناء السبايا،قال: "..حَتَّى نَشَأَ فِيهِمْ الْمُوَلَّدُونَ أَبْنَاءُ سَبَايَا الْأُمَمِ.." قال: "..فَقَالُوا بِالرَّأْيِ .."، "إن بني إِسْرَائِيلَ لَمْ يَزَلْ أَمْرُهُمْ مُعْتَدِلًا حَتَّى نَشَأَ فِيهِمْ مُوَلَّدُونَ أَبْنَاءُ سَبَايَا الْأُمَمِ فَأَخَذُوا فِيهِمْ بِالرَّأْيِ فَضَلُّوا وَ أَضَلُّوا" إسناده حسن، و هو صحيح، قالولهم سيبكوا بقى من التوراة والكلام دوت بقى، خلونا نشتغل بآرائنا، بعقولنا زي ما كتير من الناس بيعملوا الآن.
- كان الشعبي –رحمه الله- يقول: "إذا اتبعتم المقاييس انتشر فيكم الجهل".
- وكان يقول: "والله إذا اتخذتم المقاييس لتحرمن الحلال ولتحللن الحرام".
- كان يقول: "والله ما هلك من كان قبلكم إلا يوم أن تركوا الآثار وأخذوا بالمقاييس".
- كان مسروق –رحمه الله- يقول: "إنني أخاف أن أقيس، فتزلَّ قدمي"
- وكان بلال بن سعد يقول: "ثلاثة لا يُقبل معهن عمل: الشركُ، والكفر، والرأي، قالوا: وما الرأي. قال: أن تردَّ كتاب الله، وسنة رسول الله، وتعمل برأيك"، إنك ترد الكتاب، وترد السنة وتعمل برأيك، وعلى هذا كان هدي الأئمة والعلماء.
- الإمام الشافعي –رحمه الله- في يوم من الأيام واحد بيسأله على مسألة قال فيها النبي كذا، قال: أقول أنت، ما رأيك أنت، فقال: "أعوذ بالله، رأيتني خارج من كنيسة أو من بيعة أرأيت في وسطي زنَّارًا –اللي هو بتاع النصارى-، أقول لك: قال رسول الله، وتسألني عن رأيي." لأ طبعا، اللي النبي قاله خلاص الموضوع منتهي.
- عثمان بن عمر –رضي الله عنه- يقول: "جاء رجل إلى مالك –رحمه الله- يسأله في مسألة، فقال مالك: قال فيها رسول الله كذا وكذا، قال الرجل: أريت فقبل أن يكمل الرجل كلمته قال له مالك: قال تعالى: "فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"
وقيل لأبي الوليد -عندما كان يحدِّث بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم-: أتأخذ به؟ قال: "ليس لنا مع رسول الله رأي" اللي النبي يقول عليه فوق دماغنا من فوق.
- وقال الإمام أحمد: "كان أحسن أمر الشافعي –رحمه الله- أنه كان إذا سمع كلامًا عن رسول الله أخذ به وترك رأيه" أخذ به وترك رأيه، هو ده المنهج اللي علمهولنا الإمام سفيان لما قال: "إنما العلم الأثر"، علمنا: سنة النبي –صلى الله عليه وسلم-،
وكان ابن سيرين يقول: "كانوا يقولون: ما دام على الأثر فهو على الطريق"، طول ما احنا ماشيين على الأثر، معظمين لسنة النبي –صلى الله عليه وسلم- احنا ماشيين على الطريق؛ إنما سبنا السنة، ورايحين لرأي ده الضياع، ده الهلاك. هو ده أختم معكم بهذا الحديث، هو قول علي بن أبي طالب –رضي الله عنه-: " لَو كان الدِّينُ بالرَّأي ؛ لكان أسفلُ الخفِّ أولَى بالمسحِ من أعلاه ، وقد رأيتُ رسولَ اللهِ - صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ - يمسحُ علَى ظاهرِ خفيهِ" صححه الألباني، أنا بمشي والخف تحت، الوسخ كله تحت، القذر كله تحت فنمسح تحت. لأ تمسح فوق، خلاص النبي قال فوق يبقى فوق دماغنا من فوق كلام النبي –صلى الله عليه وسلم-.


من الأسئلة المتوقعَّة للاختبار
1- يبقى الإمام أحمد بيأكد: السنة هي آثار النبي –صلى الله عليه وسلم-، حُجِّيَّةُ السُنَّة -خدنا دليل عليها-، اذكر ما يدل على حُجِّيَّةُ السُنَّة من القرآن والسنة.
2- "وَالسُّنَّةُ تُفَسِّرُ اَلْقُرْآنَ، وَهِيَ دَلَائِلُ اَلْقُرْآنِ"، سؤال ممكن يجيلك: اذكر خمس دلائل أو ست علاقات من العلاقات التي تجمع بين القرآن والسنة. الأمر الأخير
3- التحذير من رد سنة النبي –صلى الله عليه وسلم- بالآراء أو بالقياس جزاكم الله خيرا، هذا وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلِّم.

تم بحمد الله
شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا
https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36

وللمزيد من تفريغات الفريق تفضلوا:
هنـــا
ونتشرف بانضمامكم لفريق عمل التفريغ بالموقع
فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا
رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول.
في أمان الله

[أبوسلمى المصري]

رد: | الأصل الرابع _ دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |

جزاكم الله خيرا

[محمد السيد الويلزي]

رد: | الأصل الرابع _ دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |

ربنا يجزيكم خيرا ويمدكم من علمة

[mohamed gmal]

رد: | الأصل الرابع _ دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |

بارك الله فيكم

[أم المعتصم بالله]

رد: | الأصل الرابع _ دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |

جزاكم الله خيرًا

[بذور الزهور]

رد: | الأصل الرابع _ دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |

جزاكم الله خيرا

اللهم آمين وإياكم

ربنا يجزيكم خيرا ويمدكم من علمة

اللهم آمين وإياكم

بارك الله فيكم

اللهم آمين وإياكم

جزاكم الله خيرًا

اللهم آمين وإياكم

[*أمة الرحيم*]

رد: | الأصل الرابع _ دورة أصول لابد منها _ الشيخ/ أحمد جلال |

جزاكم الله خيرًا

[آمــال الأقصى]

للرفع