الحلقة السادسة // برنامج علمتني آية // يوم تبلى السرائر // الشيخ محمد سعد الشرقاوي

[سلمى أم عمر]

الحلقة السادسة // برنامج علمتني آية // يوم تبلى السرائر // الشيخ محمد سعد الشرقاوي









لمشاهدة الحلقة على اليوتيوب

رابط الحلقة على الموقع

https://way2allah.com/khotab-item-167836.htm

رابط الحلقة جودة عالية hd
https://way2allah.com/khotab-mirror-167836-277687.htm






رابط جودة عالية
https://way2allah.com/khotab-mirror-167836-277686.htm


رابط جودة متوسطة
https://way2allah.com/khotab-download-167836.htm

رابط صوت
https://way2allah.com/khotab-mirror-167836-277688.htm


رابط ساوند كلاود
https://soundcloud.com/way2allahcom/sara2er



الوورد
http://www.mediafire.com/file/wsl2p5...25B1.docx/file

pdf
https://way2allah.com/khotab-pdf-167836.htm

[كريمه بركات]

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، "فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ * إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ * يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ * فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ" الطارق:5: 10.

أقبح شيء أن يكون العبد جميلًا في علانتيه قبيحًا في سره
عندما تسير إلى اللَّه –تبارك وتعالى- لابد أن يكون معك الحب، والخوف، والرجاء، هذا الخوف ذاك الصوت الذي يسوقك إلى اللَّه -تبارك وتعالى-سوقًا، في النفس رُعونات تحتاج أن تُخَوّف؛ لذلك ربنا –تبارك وتعالى-خوَّفنا نفسه وحذّرنا منه سبحانه فقال –عز وجل-: "وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّـهُ نَفْسَهُ" آل عمران:30، كلنا لنا سرٌ ولنا علانية، الوحيد الذي يعلم سرنا ربُ العالمين، قال سبحانه عن نفسه: "يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى" طه:7، قد أبدو لك جميلًا، حَسَنًا، صالحًا، عالِمًا، داعيًا، شيخًا، مُقرِئا، نبدو هكذا، يبدو أحدنا هكذا لإخوانه، نجمُل بجميل ستر اللَّه تعالى علينا، هذا في العلانية ونحن نعامل الناس بعلانيّاتهم ونكِل سرائرهم إلى اللَّه -عز وجل-، جميل أن تكون علانيتنا جميلة، لكنّ الأجمل أن يكون سرُنا أفضل وأجمل من علانيتنا، وأقبح ما يكون أن يكون العبد لله –تبارك وتعالى- وليًا في العلانية عدوًا له في سره.

يوم القيامة تظهر كل الأسرار
عندما يكون العبد فيما بينه وبين اللَّه -تبارك وتعالى- عبدًا خبيثًا، فاسقًا، يبارز ربه -تبارك وتعالى- بالمعاصي ألا يستحي من اللَّه –تبارك وتعالى- ربما يسترك اللَّه تعالى في الدنيا مراتٍ ومرات، اللَّه تعالى هو الستير يلقي على عبده كَنفه وستره في الدنيا فلا يُفضح، فيعيش بجميل ستر اللَّه تعالى عليه، لكّنه كما أن اللَّه تعالى ستير كثير السَتر، عظيم الستر، كذلك اللَّه –تبارك وتعالى- قد يتولى عن عبده؛ فيفضحه وقد تكون الفضيحة في الدنيا رحمةً بك، وقد تكون الفضيحة في الآخرة وتلك هي المصيبة التي لا تنجبر؛ لذلك قال –تبارك وتعالى-: "إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ" أي: على رجعك أيها الإنسان، قادر "يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ" هكذا وصف اللَّه تعالى يوم القيامة "يَوْمَ تُبْلَى" أي: تُنشر وتظهر "السَّرَائِرُ" هذا السر الذي كنت حريصًا أشدَّ الحرص على أن تخفيه عن أعين الناس، وعشت بين الناس في صورة ما أبهاها! وما أجملها! وما أحسنها!

هناك من هو بصير في الدنيا أعمى يوم القيامة
قد تكون خدعت الناس، قد تكون قد تجمّلت للناس، وبارزت رب الناس بأخبث ما يكون، أنا في هذه الساعة في هذه الدقائق أُوصي نفسي وأُوصيك، أعِظُ نفسي وأعظك أن نعود إلى اللَّه –تعالى- حتى نصلح سرائرنا قبل فضيحة يومِ القيامة، ربنا قال: "يوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّـهُ نَفْسَهُ" آل عمران:30، " يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ * فَمَا لَهُ " أي: فما للعبد "مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ" من ذا الذي سينصرك من اللَّه يومئذ، يوم الفضيحة الكبرى، تلك الطامة الكبرى عندما يتذكر الإنسان ما سعى، عندما ترى بعينك أمام صُحفِك، في صُحفك كل ما جنت يداك، يوم القيامة يا جماعة ستنشر المعائب والقبائح، "اسْتَيْقَظَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-لَيْلَةً فَزِعًا، يقولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَاذَا أنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الخَزَائِنِ، ومَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الفِتَنِ، مَن يُوقِظُ صَوَاحِبَ الحُجُرَاتِ -يُرِيدُ أزْوَاجَهُ لِكَيْ يُصَلِّينَ -رُبَّ كَاسِيَةٍ في الدُّنْيَا عَارِيَةٍ في الآخِرَةِ." صحيح البخاري، في يوم القيامة هنرى بأعيننا أناس عُمي، بكم، صم يمشون لا على أرجلهم ولا على أيديهم إنما يمشون على وجوههم رغم أنوفهم يسيرون على وجوههم، قال تعالى: "وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا ۖ مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا * ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا" الإسراء: 97: 98.

يوم القيامة يُفضح أُناس كانوا يدعون الإخلاص
في الدنيا كم من إنسان مستور لا يُعْلم أكافرٌ هو أم مسلم، يوم القيامة هتجد أناس يمشون على وجوههم، أحد الصحابة قال له: "يا رسول اللَّه يمشي على وجهه؟" يعني أمر عجيب جدًا الإنسان يمشي على رجليه، قال: "يُحشرُ النَّاسُ يومَ القيامةِ ثلاثةَ أصنافٍ صنفًا مشاةً وصنفًا رُكبانًا وصنفًا على وجوهِهم قيلَ يا رسولَ اللَّهِ وَكيفَ يمشونَ على وجوهِهم قالَ إنَّ الَّذي أمشاهم على أقدامِهم قادرٌ على أن يُمشيَهم على وجوهِهم أما إنَّهم يتَّقونَ بوجوهِهم كلَّ حدبٍ وشوكٍ" حسنه ابن حجر، في يوم القيامة سيتضح من منا كان يعمل لله ومن كان يعمل للناس، أقل الناس من يعمل لرب الناس، اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل، كثيرٌ منا يعمل لأجل السمعة، يعمل ليُقال، يعمل ليُرى، قال –صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَن سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ به" أي: يوم القيامة، "ومَن راءَى راءَى اللَّهُ بهِ "أي: يوم القيامة، صحيح مسلم، في حديثٍ آخر قال: "من سمَّع الناسَ بعملِه؛ سمَّع اللهُ به أسامعَ خلقِه، وحقرِه، وصغرِه " صححه الألباني، يوم القيامة سيفضح أناس كانوا يدّعون الإخلاص.

يجب أن نجدد نوايانا لتكون أعمالنا خالصة لله
ما هي مصيبتنا؟ مصيبتنا العظمى أننا وضعنا الناس في حساباتنا؛ فتحركنا لأجلهم، وعملنا لأجلهم، وتركنا لأجلهم، وتكلمنا لأجلهم، لما سأل بعض السلف والده قال: يا أبتِ لِمَا كان كلام السلف أنفع، يعني تقرأ أثر مثلًا لابن مسعود، أثر لابن سيرين، أثر للحسن البصري جملة يتغير بها الناس وأنا وغيري كتير جدًا ممكن نتكلم ربع ساعة، نص ساعة وقد تخرج ولا تتأثر، قال: يا بني إنهم تكلموا لعز الإسلام، ونحن تكلمنا لعز نفوسنا، "إنَّ أوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَومَ القِيامَةِ عليه رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: قاتَلْتُ فِيكَ حتَّى اسْتُشْهِدْتُ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ قاتَلْتَ لأَنْ يُقالَ: جَرِيءٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ، ورَجُلٌ تَعَلَّمَ العِلْمَ، وعَلَّمَهُ وقَرَأَ القُرْآنَ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: تَعَلَّمْتُ العِلْمَ، وعَلَّمْتُهُ وقَرَأْتُ فِيكَ القُرْآنَ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ العِلْمَ لِيُقالَ: عالِمٌ، وقَرَأْتَ القُرْآنَ لِيُقالَ: هو قارِئٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ، ورَجُلٌ وسَّعَ اللَّهُ عليه، وأَعْطاهُ مِن أصْنافِ المالِ كُلِّهِ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: ما تَرَكْتُ مِن سَبِيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنْفَقَ فيها إلَّا أنْفَقْتُ فيها لَكَ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقالَ: هو جَوادٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ، ثُمَّ أُلْقِيَ في النَّارِ" صحيح مسلم.

يجب أن تضع الناس في موضعهم
لذلك أنا بقولك النهاردة انسى الناس من حساباتك، "يا أيها الناسُ! إياكم وشِركَ السرائرِ قالوا: يا رسولَ اللهِ! وما شرك السرائرِ؟ قال: يقومُ الرجلُ فيصلي فيُزيِّنُ صلاتَه لما يرى من نَظَرِ الناسِ إليه، فذلك شِركُ السَّرائرِ" صحيح الترغيب، هو أنت لو قاعد وسط شوية أعمدة هتعمل ايه في صلاتك ولا حاجة، ولا هتتأثر طب ايه اللي خلاك متتأثرش إنك شايف الأعمدة دي لا تنفع ولا تضر، الناس كلهم لا ينفعون ولا يضرون، قلوب هؤلاء الخلق جميعًا بيد ربك اللي أنت أعرضت عنه ورايح عند الناس تحسّن صلاتك عشانهم، وتقول عشانهم، وتكتب عشانهم ، لما جه واحد قال للنبي: "يا محمد –عليه الصلاة والسلام-: "في قولِهِ تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ قالَ: فقامَ رجلٌ فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ إنَّ حمدي زينٌ وإنَّ ذمِّي شينٌ، بيقوله أنا لما أتكلم على حد كلام حلو أرفعه في السما ولما أتكلم كلام على واحد وحش أنزله سابع أرض فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: ذاكَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ" صحيح الترمذي.


جزاء المتكبرون يوم القيامة
حط الناس في وضعهم عبيد زيك لا يملكون أن يُثْنوا عليك أصلًا ولا أن يحبوك أو يكرهوك مدحهم لك وذمهم لك لا ينفعك ولا يضرك، تعلق بربك وإلا هتيجي اللحظة يوم تبلى السرائر وينكشف المستور، ويبان لكل الخَلق أد ايه كنت إنسان حقير، يوم ما تركت ربنا وعملت عشان الناس، يوم القيامة هتشوف ناس أنت متخيل المنظر دا، في صورة النملة أنت متخيل معايا نملة على صورة بني آدم تبقى أنت ماشي في أرض المحشر كدا وتدوسوا برجلك مش أنت بس لأ، ما هو يوم القيامة ربنا هيحشر حتى الدواب وتلاقى أمة الكلاب ماشية، أمة الكلاب ماشية وفيه إنسان ماشي كان في الدنيا عالم، عالم وكلب بيدوسوا برجله ازاي دا ؟ قال –صلى اللَّه عليه وسلم: "يُحشَرُ المتَكَبِّرونَ يومَ القيامةِ أمثالَ الذَّرِّ في صُوَرِ الرِّجالِ يغشاهمُ الذُّلُّ من كلِّ مَكانٍ، يُساقونَ إلى سجنٍ في جَهَنَّمَ يسمَّى بولُسَ تعلوهُم نارُ الأَنْيارِ يَسقونَ من عُصارةِ أَهْلِ النَّارِ طينةَ الخبالِ" صحيح الترمذي، لمين؟ المتكبرون.

انتبه أن تكون متكبر وأنت لا تشعر
أنت ممكن تدّعي إنك متواضع وتقول لا أنا أتعصب للحق أنا مش شايف نفسي ولا حاجة والله تعالى يعلم من قلبك أنك في قلبك الكبر واحد متكبر بماله، واحد متكبر بفلوسه، واحد متكبر بجاهه، واحد متكبر بعلمه، واحد متكبر بطاعته والله لا يغفر اللَّه لك، عند ربنا ما مرتش، ربنا عارفها "يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ" يوم القيامة خلي بالك يُحشر الناس يوم القيامة بلون القلوب، يعني إيه بلون القلوب؟ أنا في الدنيا ممكن أكون أسمر ممكن أكون أحمر أبيض انسى الكلام دا خالص يوم القيامة "يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ " آل عمرآن:106، هنشوف الناس بألوان تانية مش ألوانهم في الدنيا، ألوان القلوب اللي كان في القلب هيطلع على الوش يوم "وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا" طه:102، تلاقي انسان كدا أزرق كدا مجرم طب هيعرف يلوّنه أسود يغشاهم الذل من كل مكان هكذا كأمثال الذر كان متكبر.

من مات على شيء بُعث عليه
هتلاقي فيه إنسان ماشي في أرض المحشر وله لسانين من نار غصبٍ عنه هيطلعوا يستغرب دا من ايه يقول –صلى اللَّه عليه وسلم- "مَن كان له وجهانِ في الدنيا، عارف الانسان اللي بيقابل المدير يقوله كلام أنت يا باشا اللي مغرقنا، عايشين في خيرك يا باشا ولما الباشا يمشي ابن ستين في سبعين هو بوشين، يقابل الناس بوش ودول بوش يوم القيامة ربنا يفضحه، طبعًا لو متابش كان له يومَ القيامةِ لسانانِ من نارٍ" صححه الألباني، هتلاقي واحد يوم القيامة ماشي هيئته هيئة الزاني أعوذ بالله، ماسك في ايده البرشام، ماسك في ايده السرقة اللي سرقها، طب دا ايه مات وهو بيزني محدش شافه إلا ربنا، مات وهو بيسرق محدش شافه إلا ربنا قال –صلى اللَّه عليه وسلم- "مَنْ ماتَ على شيءٍ بَعثَهُ اللهُ عليْهِ"صحيح الجامع، -أعوذ بالله- يُبْعث زاني.

الحقائق كلها تُكشف يوم القيامة
زي العبد التاني اللي مات في الحج يبعث ايه يبعث ملبيًا؛ شرف، الشهيد يبعث والدم بيسيل اللون لون الدم والريح ريح المسك؛ شرف، "يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ" كل حاجة هتظهر وتبان، هتجد الناس يوم القيامة مفضوحين في العرق، تدنو الشمس من رؤوس العباد كمقدار ميل ويعرق الناس على ايه؟ على قدر أعمالهم، مثِّل زي ما أنت عايز تمثِّل، وادَّعِي زي ما أنت عايز تدَّعِي، يوم القيامة هيظهر كنت فعلًا بتقيم الليل ولا كنت بتقول كدا، بتتصدق ولا كنت بتقول كدا، فتلاقي واحد عرقه على اد رجليه اد الكعبين كدا، والتاني لحد الركبتين والتاني لحد الحقوين يلجموه العرق، وناس تانية خالص في ظل الرحمن يبقى هو تصدق بصدقة ايده الشمال معرفتش اللي عملته اليمين بس ربنا عرفها ويخليه يوم القيامة قدام الناس في منتهى الشرف، والتاني اللي تصدق بمليارات الجنيهات ربنا قدام الناس يسحبه على وجهه يرميه في النار "يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ".

إياك أن يظهر منك الخير للناس ويظهر منك الشر لرب الناس
أنا قصدي أخوفك لإن لازم أخوفك، ولازم أنا أخاف، وأنت تخاف قبل ما تيجي اللحظة دي، اللحظة دي ملهاش رجوع أنت في الدنيا الآن بإمكانك تخلي سرك أحسن من علانيتك، الصحابة والسلف كانوا يخفون أعمالهم الصالحة، كان الواحد لما البكاء يخنقه يغطي عينه كدا ويقول ما أشد الزكام اليوم، مش النهاردة كدا استجلب البكاء، يقول أحدهم كان يبكي على وسادته بجوار امرأته خمسة عشر سنة ولا تعلم به، أحدهم يصوم عشرين سنة نوافل، عشرين سنة نوافل ولا تعلم به امرأته يروح الدكان واخد معاه أكله في إيده هيفطر في البيت ويتغدى أما يرجع بعد المغرب يعمل ايه؟ ماشي في الطريق يوزع الأكل لله ويرجع كأنه فطران وواكل وتمام التمام واتغدى معاهم وهو كان صائم، مش النهاردة اللي كان واقف بيصلي واحد بيقول ما شاء اللَّه ما أحسن صلاته قال وأنا مع ذلك صائم، فيه ناس كدا هو عاوز يُذكر، فيا عبد اللَّه حط دي قدامك "يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ"، إياك أن يظهر منك الخير للناس ويظهر منك الشر لرب الناس ففي يوم القيامة رب كاسية عارية،
اللهم استرنا بسترك الجميل في الدنيا والآخرة والسلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته.

[لؤلؤة باسلامي]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله كل خير
بارك الله فيكم ونفع بكم